الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الراء
رأس: رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَرْؤُسٌ وآراسٌ عَلَى الْقَلْبِ، ورُؤوس فِي الْكَثِيرِ، وَلَمْ يَقْلِبُوا هَذِهِ، ورؤْسٌ: الأَخيرة عَلَى الْحَذْفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَيَوْمًا إِلى أَهلي، وَيَوْمًا إِليكمُ،
…
وَيَوْمًا أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ رُؤْسِ أَجْبالِ
وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ بَعْضُ عُقَيْل: الْقَافِيَةُ رأْس الْبَيْتِ؛ وَقَوْلُهُ:
رؤسُ كَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحان
أَراد بِالرُّؤْسِ الرأْسين، فَجَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رأْساً ثُمَّ قَالَ يَنْتَطِحَانِ، فَرَاجِعَ الْمَعْنَى. ورأَسَه يَرْأَسُه رَأْساً: أَصاب رَأْسَه. ورُئِسَ رَأْساً: شَكَا رأْسه. ورَأَسْتُه، فَهُوَ مرؤوسٌ وَرَئِيسٌ إِذا أَصبت رأْسه؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ:
كأَنَّ سَحِيلَه شَكْوَى رَئيسٍ،
…
يُحاذِرُ مِنْ سَرايا واغْتِيالِ
يُقَالُ: الرَّئِيسُ هاهنا الذي شُدَّ رأْسه. ورجل مرؤوس: أَصابه البِرْسامُ. التَّهْذِيبُ: وَرَجُلٌ رئيسٌ ومَرْؤُوسٌ، وَهُوَ الَّذِي رَأَسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:
إِنه، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرأْس وَهُوَ صَائِمٌ
؛ قَالَ: هَذَا كِنَايَةٌ عَنِ القُبْلة. وارْتَأَسَ الشيءَ: رَكب رأْسه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
ويُعْطِي الفَتَى فِي العَقْلِ أَشْطارَ مالِه،
…
وَفِي الحَرْب يَرْتاسُ السِّنانَ فَيَقْتُل
أَراد: يَرْتَئِسُ، فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا بدليّاً. الفراء: المُرائِسُ والرَّؤوسُ مِنَ الإِبل الَّذِي لَمْ يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ إِلا فِي رأْسه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: ارْتَأَسَني فُلَانٌ واكْتَسَأَني أَي شَغَلَني، وأَصله أَخذ بالرَّقَبة وَخَفَضَهَا إِلى الأَرض، وَمِثْلُهُ ارْتَكَسَني واعْتَكَسني. وَفَحْلٌ أَرْأَسُ: وَهُوَ الضَّخْمُ الرأْس. والرُّؤاسُ والرُّؤاسِيُّ والأَرْأَسُ: الْعَظِيمُ الرأْس، والأُنثى رَأْساءُ؛ وَشَاةٌ رأْساءُ: مُسْوَدَّة الرأْس. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا اسْوَدَّ رأْس الشَّاةِ، فَهِيَ رأْساء، فإِن ابْيَضَّ رأْسها مِنْ بَيْنِ جَسَدِهَا، فَهِيَ رَخْماء ومُخَمَّرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: نَعْجَةٌ رأْساء أَي سَوْدَاءُ الرأْس وَالْوَجْهِ وَسَائِرُهَا أَبيض. غَيْرُهُ: شَاةٌ أَرْأَسُ وَلَا تَقُلْ رؤاسِيٌّ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَشَاةٌ رَئِيسٌ: مُصابة الرأْس، وَالْجَمْعُ رَآسَى بِوَزْنِ رَعاسَى مِثْلُ حَباجَى ورَماثَى. وَرَجُلٌ رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ: يبيع الرؤوس، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: رَوَّاسٌ. والرَّائِسُ: رأْسُ الْوَادِي. وَكُلُّ مُشْرِفٍ رائِسٌ. ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
خَناطيلُ، يَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ
…
ومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثاءَ الرَّوائِسُ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: إِن السَّيْلَ يَرْأَسُ الْغُثَاءَ، وَهُوَ جَمْعُهُ إِياه ثُمَّ يَحْتَمِلُهُ. والرَّأْسُ: الْقَوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بنِ بَكْرٍ،
…
نَدُقُّ به السُّهُولَةَ والخُزونا
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أُرى أَنه أَراد الرَّئيسَ لأَنه قَالَ نَدُقُّ بِهِ وَلَمْ يَقُلْ نَدُقُّ بِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا: هُمْ رَأْسٌ. ورَأَسَ القومَ يَرْأَسُهم، بِالْفَتْحِ، رَآسَةً وَهُوَ رَئِيسُهُمْ: رَأَسَ عَلَيْهِمْ فَرَأَسَهم وفَضَلهم، ورَأَسَ عَلَيْهِمْ كأَمَر عَلَيْهِمْ، وتَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ
كَتَأَمَّرَ، ورَأَّسُوه عَلَى أَنفسهم كأَمَّروه، ورَأَّسْتُه أَنا عَلَيْهِمْ تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هُوَ وارْتَأَسَ عَلَيْهِمْ. قَالَ الأَزهري: ورَوَّسُوه عَلَى أَنفسهم، قَالَ: وَهَكَذَا رأَيته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ رَأَّسوه لَا رَوَّسُوه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ تَرَأَّسْتُ عَلَى الْقَوْمِ وَقَدْ رَأَّسْتُك عَلَيْهِمْ وَهُوَ رَئيسُهم وَهُمُ الرُّؤَساء، والعامَّة تَقُولُ رُيَساء. والرَّئِيس: سَيِّدُ الْقَوْمِ، وَالْجَمْعُ رُؤَساء، وَهُوَ الرَّأْسُ أَيضاً، وَيُقَالُ رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَلْقَ الأَمانَ عَلَى حِياضِ محمدٍ
…
ثوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ
لَا ذِي تَخافُ وَلَا لِهذا جُرْأَة،
…
تُهْدى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقامَ الرَّيِّسُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِلْكُمَيْتِ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيَّ. والثَّوْلاء: النَّعْجَةُ الَّتِي بِهَا ثَوَلٌ. والمُخْرِفَةُ: الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا. وَقَوْلُهُ لَا ذِي: إِشارة إِلى الثَّوْلَاءِ، وَلَا لِهَذَا: إِشارة إِلى الذِّئْبِ أَي لَيْسَ لَهُ جُرأَة عَلَى أَكلها مَعَ شِدَّةِ جُوعِهِ؛ ضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِعَدْلِهِ وإِنصافه وإِخافته الظَّالِمَ وَنُصْرَتِهِ الْمَظْلُومَ حَتَّى إِنه لِيَشْرَبَ الذِّئْبُ وَالشَّاةُ مِنْ مَاءٍ وَاحِدٍ. وَقَوْلُهُ تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ أَي إِذا اسْتَقَامَ رَئِيسُهُمُ الْمُدَبِّرُ لأُمورهم صَلُحَتْ أَحوالهم بِاقْتِدَائِهِمْ بِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زَاحَمَ عليها وأَراجها، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ إِن الرِّياسَة تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بِهَا رأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُهَا؛ وَفُلَانٌ رأَسُ الْقَوْمِ ورَئيس الْقَوْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ:
أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ؟
رَأَسَ القومَ: صَارَ رئيسَهم ومُقَدَّمَهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
رَأْس الْكُفْرِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
، وَيَكُونُ إِشارة إِلى الدَّجَّالِ أَو غَيْرِهِ مِنْ رؤَساء الضَّلَالِ الْخَارِجِينَ بِالْمَشْرِقِ. ورَئيسُ الْكِلَابِ ورائِسها: كَبِيرُهَا الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَص، تَقُولُ: رَائِسُ الْكِلَابِ مثلُ راعِسٍ أَي هُوَ فِي الْكِلَابِ بِمَنْزِلَةِ الرَّئِيسِ فِي الْقَوْمِ. وَكَلْبَةٌ رائِسَة: تأْخذ الصَّيْدَ برأْسه. وكلبة رَؤوس: وَهِيَ الَّتِي تُساوِرُ رأْسَ الصَّيْدِ. وَرَائِسُ النَّهْرِ وَالْوَادِي: أَعلاه مِثْلُ رَائِسِ الْكِلَابِ. ورَوائس الْوَادِي: أَعاليه. وَسَحَابَةٌ مُرائس ورائِس: مُتَقَدِّمَة السَّحَابِ. التَّهْذِيبُ: سَحَابَةٌ رائِسَةٌ وَهِيَ الَّتِي تَقَدَّمُ السحابَ، وَهِيَ الرَّوائِس. وَيُقَالُ: أَعطني رَأْساً مِنْ ثُومٍ. والضَّبُّ رُبَّمَا رَأَسَ الأَفْعَى وَرُبَّمَا ذَنَبها، وَذَلِكَ أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه فَيَخْرُجُ أَحياناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فَيُقَالُ: خَرَجَ مُرَئِّساً، وَرُبَّمَا احْتَرَشَه الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فَيَخْرُجُ مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه مِنْ جُحْرِهِ وَرُبَّمَا ذَنَّبَ. ووَلَدَتْ وَلَدها عَلَى رَأْسٍ واحدٍ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي بعضُهم فِي إِثر بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ وَلَدَتْ ثَلَاثَةَ أَولاد رأْساً عَلَى رأْس أَي وَاحِدًا فِي إِثر آخَرَ. ورَأْسُ عَينٍ ورأْسُ الْعَيْنِ، كِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ المُخَبَّلُ يَهْجُو الزِّبْرِقان حِينَ زَوّجَ هَزَّالًا أُخته خُلَيْدَةَ:
وأَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ، بعد ما
…
زَعَمْتَ برأْسِ الْعَيْنِ أَنك قاتِلُهْ
وأَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها
…
مَشَقُّ إِهابٍ، أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ
وَكَانَ هَزَّال قَتَلَ ابْنَ مَيَّة فِي جِوَارِ الزِّبْرِقَانِ وَارْتَحَلَ إِلى رأْس الْعَيْنِ، فَحَلَفَ الزِّبْرِقَانُ لَيَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ إِنه بَعْدَ
ذَلِكَ زَوَّجَهُ أُخته، فَقَالَتِ امرأَة الْمَقْتُولِ تَهْجُو الزِّبْرِقَانَ:
تَحَلَّلَ خِزْيَها عَوْفُ بْنُ كعبٍ،
…
فَلَيْسَ لخُلْفِها مِنْهُ اعْتِذارُ
برأْسِ العينِ قاتِلُ مَنْ أَجَرْتُمْ
…
مِنَ الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ
وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ فِي يَوْمِ رأْس الْعَيْنِ لسُحَيْم بْنِ وُثَيْلٍ الرِّياحِيِّ:
وَهُمْ قَتَلوا عَمِيدَ بَنِي فِراسٍ،
…
برأْسِ العينِ فِي الحُجُج الخَوالي
وَيُرْوَى أَن الْمُخَبَّلَ خَرَجَ فِي بَعْضِ أَسفاره فَنَزَلَ عَلَى بَيْتِ خُلَيْدَةَ امرأَة هَزَّالٍ فأَضافته وأَكرمته وزَوَّدَتْه، فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الرَّحِيلِ قَالَ: أَخبريني بِاسْمِكِ. فَقَالَتْ: اسْمِي رَهْوٌ، فَقَالَ: بِئْسَ الِاسْمُ الَّذِي سُمِّيتِ بِهِ فَمَنْ سَمَّاكَ بِهِ؟ قَالَتْ لَهُ: أَنت، فقال: وا أَسفاه وا ندماه ثُمَّ قَالَ:
لَقَدْ ضَلَّ حِلْمِي فِي خُلَيْدَةَ ضَلَّةً،
…
سَأُعْتِبُ قَوْمي بَعْدَهَا وأَتُوبُ
وأَشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللَّهُ، أَنَّني
…
كَذَبْتُ عَلَيْهَا، والهِجاءُ كَذُوبُ
الْجَوْهَرِيُّ: قَدِمَ فُلَانٌ مِنْ رأْس عَيْنٍ وَهُوَ مَوْضِعٌ، والعامَّة تَقُولُ مِنْ رأْس الْعَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ إِنما يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ مِنْ رأْس عَيْنٍ إِذا كَانَتْ عَيْنًا مِنَ الْعُيُونِ نَكِرَةً، فأَما رأْس عَيْنٍ هَذِهِ الَّتِي فِي الْجَزِيرَةِ فَلَا يُقَالُ فِيهَا إِلا رأْس الْعَيْنِ. ورائِسٌ: جَبَلٌ فِي الْبَحْرِ؛ وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَلّي:
وَفِي غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوى
…
عُرُوكاً عَلَى رائِسٍ يَقْسِمونا
قِيلَ: عَنَى هَذَا الْجَبَلَ. ورائِسٌ ورَئيسٌ مِنْهُمْ، وأَنت عَلَى رأْسِ أَمْرِكَ ورئاسهِ أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ أَنت عَلَى رِئاسِ أَمرك أَي أَوله، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ عَلَى رَأْسِ أَمرك. ورِئاسُ السَّيْفِ: مَقْبِضُه وَقِيلَ قَائِمُهُ كأَنه أُخِذَ مِنَ الرأْسِ رِئاسٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وليلةٍ قَدْ جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها
…
بصُدْرَةِ العَنْسِ حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفا
ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاحي عِنْدَ مَغْرِضِها،
…
ومِرْفَقٍ كَرِئاسِ السَّيْفِ إِذ سَشَفَا
وَهَذَا الْبَيْتُ الثَّانِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: إِذا اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالصَّوَابُ: ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي. والعنْسُ: النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ، وصُدْرَتُها: مَا أَشرف مِنْ أَعلى صَدْرِهَا. والسِّدَفُ هَاهُنَا: الضَّوْءُ. واضْطَغَنْتُ سِلَاحِي: جَعَلْتُهُ تَحْتَ حِضْني. والحِضنُ: مَا دُونُ الإِبطِ إِلى الكَشْحِ، وَيُرْوَى: ثُمَّ احْتَضَنْتُ. والمَغْرِضُ لِلْبَعِيرِ كالمَحْزِم مِنَ الْفَرَسِ، وَهُوَ جَانِبُ الْبَطْنِ مِنْ أَسفل الأَضلاع الَّتِي هِيَ مَوْضِعُ الغُرْضَة. والغُرْضَة للرحْل: بِمَنْزِلَةِ الْحِزَامِ لِلسَّرْجِ. وشَسَفَ أَي ضَمَرَ يَعْنِي المِرْفَق. وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع رِئاساً إِلا هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَوَجَدْنَاهُ فِي المُصَنَّف كَرِيَاسِ السَّيْفِ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، قَالَ: فَلَا أَدري هَلْ هُوَ تخفيف أَم الْكَلِمَةُ مِنَ الْيَاءِ. وَقَوْلُهُمْ: رُمِيَ فُلَانٌ مِنْهُ فِي الرأْس أَي أَعرض عَنْهُ وَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رأْساً وَاسْتَثْقَلَهُ؛ تَقُولُ: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ أَي سَاءَ رأْيُك فيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَن تَنْظُرَ إِليَّ. وأَعِدْ عَلَيَّ كلامَك مِنْ رَأْسٍ وَمِنَ الرَّأْسِ، وَهِيَ أَقل اللُّغَتَيْنِ وأَباها بَعْضُهُمْ وَقَالَ: لَا تَقُلْ مِنَ الرَّأْسِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ.
وبيتُ رَأْسٍ: اسْمُ قَرْيَةٍ بِالشَّامِ كَانَتْ تُبَاعُ فِيهَا الْخُمُورُ؛ قَالَ حَسَّانٌ:
كأَنَّ سَبِيئةً مِنْ بيتِ رَأْسٍ،
…
يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ
قَالَ: نُصِبَ مِزَاجُهَا عَلَى أَنه خَبَرُ كَانَ فَجُعِلَ الِاسْمُ نَكِرَةً وَالْخَبَرُ مَعْرِفَةً، وإِنما جَازَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ اسْمَ جِنْسٍ، وَلَوْ كَانَ الْخَبَرُ مَعْرِفَةً مَحْضَةً لَقَبُحَ. وَبَنُو رؤاسٍ: قَبِيلَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَيٌّ مِنَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْهُمُ أَبو جَعْفَرٍ الرُّؤاسِي وأَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِي اسْمُهُ يَزِيدُ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ يَقُولُ فِي الرُّؤاسِي أَحد الْقُرَّاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ: إِنه الرَّواسِي، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَبِالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاسٍ قَبِيلَةٍ مِنْ سُلَيْم وَكَانَ يُنْكِرُ أَن يُقَالَ الرُّؤاسِي، بِالْهَمْزِ، كَمَا يَقُولُهُ الْمُحَدِّثُونَ وغيرهم.
ربس: الرَّبْسُ: الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ. يُقَالُ: رَبَسَه رَبْساً ضَرَبَهُ بِيَدَيْهِ. والرَّبِيسُ: الْمَضْرُوبُ أَو المُصابُ بِمَالٍ أَو غَيْرِهِ. والرَّبْسُ مِنْهُ الارْتِباسُ. وارْتَبَسَ العُنْقُودُ: اكْتَنَزَ. وَعُنْقُودٌ مُرْتَبِس: مَعْنَاهُ انهضامُ حَبِّهِ وتداخُلُ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وكَبْش رَبِيسٌ ورَبيز أَي مُكْتَنِزٌ أَعْجَر. والارْتِباسُ: الِاكْتِنَازُ فِي اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ. وَمَالٌ رِبْسٌ [رَبْسٌ]: كَثِيرٌ. وأَمر رَبْسٌ: مُنْكَرٌ. وَجَاءَ بأُمُور رُبْسٍ: يَعْنِي الدَّوَاهِيَ كَدُبْس، بِالرَّاءِ وَالدَّالِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا جَاءَ إِلى قُرَيْشٍ فَقَالَ: إِن أَهل خَيْبَرَ أَسروا مُحَمَّدًا وَيُرِيدُونَ أَن يُرْسِلُوا بِهِ إِلى قَوْمِهِ لِيَقْتُلُوهُ فَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يُرْبِسُون بِهِ العباسَ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ الإِرْباس وَهُوَ المُراغَمَة، أَي يُسْمِعُونه مَا يُسْخطه ويَغِيظُه، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ جَاءَ بأُمور رُبْسٍ أَي سُود، يَعْنِي يأْتونه بِدَاهِيَةٍ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ الرَّبِيس وَهُوَ الْمُصَابُ بِمَالٍ أَو غَيْرِهِ أَي يُصِيبُونَ الْعَبَّاسَ بِمَا يَسُوءُه. وَجَاءَ بِمَالٍ رَبْسٍ [رِبْسٍ] أَي كَثِيرٍ. وَرَجُلٌ رَبِيسٌ: جَلْدٌ مُنْكرٌ دَاهٍ. والرَّبيسُ مِنَ الرِّجَالِ: الشُّجَاعُ وَالدَّاهِيَةُ. يُقَالُ: دَاهِيَةٌ رَبْساء أَي شَدِيدَةٌ؛ قَالَ:
ومِثلِي لنُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ
وتَرَبَّسَ: طَلَبَ طَلَباً حَثيثاً. وتَرَبَّسْت فُلَانًا أَي طَلَبْتُهُ؛ وأَنشد:
تَرَبَّسْتُ فِي تَطْلابِ أَرض ابنِ مالكٍ
…
فأَعْجَزَني، والمَرْءُ غيرُ أَصِيلِ
ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ يَتَرَبَّسُ أَي يَمْشِي مَشْيًا خَفِيًّا؛ وَقَالَ دُكَيْن:
فَصَبَحَتْه سَلِقٌ تَبَرْبَسُ
أَي تَمْشِي مَشْيًا خَفِيًّا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: جَاءَ فُلَانٌ يَتَبَرْبَسُ إِذا جَاءَ مُتَبَخْتِراً. وارْبَسَّ الرجلُ ارْبِساساً أَي ذَهَبَ فِي الأَرض. وَقِيلَ: ارْبَسَّ إِذا غَذَا فِي الأَرض. وارْبَسَّ أَمرُهم اربِساساً: لُغَةٌ فِي ارْبَثَّ أَي ضَعُفَ حَتَّى تَفَرَّقُوا. ابْنُ الأَعرابي: البِرْباسُ الْبِئْرُ العَمِيقة. ورَبَسَ قِرْبته أَي ملأَها. وأَصل الرَّبْس: الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ. وأُمُّ الرُّبَيْسِ: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ وأَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِيُّ: مِنْ شُعَرَاءِ تَغْلِبَ.
رجس: الرِّجْسُ: القَذَرُ، وَقِيلَ: الشَّيْءُ القَذِرُ. ورَجُسَ الشيءُ يَرْجُسُ رَجاسَةً، وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، وكلُّ قَذَر رِجْسٌ. وَرَجُلٌ مَرْجوسٌ
ورِجْسٌ: نِجْسٌ، ورَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ، وَهِيَ الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَعوذ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النِّجْسِ
؛ الرِّجْسُ: الْقَذِرُ، وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْحَرَامِ وَالْفِعْلِ الْقَبِيحِ وَالْعَذَابِ وَاللَّعْنَةِ وَالْكُفْرِ، وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الأَول. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا بدأُوا بالرِّجْسِ ثُمَّ أَتبعوه النِّجْسَ، كَسَرُوا الْجِيمَ، وإِذا بدأُوا بِالنِّجْسِ وَلَمْ يَذْكُرُوا مَعَهُ الرِّجْس فَتَحُوا الْجِيمَ وَالنُّونَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
نَهَى أَن يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، وَقَالَ: إِنها رِجْسٌ
أَي مُسْتَقْذَرَة. والرِّجْس: الْعَذَابُ كالرِّجز. التَّهْذِيبُ: وأَما الرِّجْزُ فَالْعَذَابُ وَالْعَمَلُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلى الْعَذَابِ. والرِّجْسُ فِي الْقُرْآنِ: الْعَذَابُ كالرِّجْز. وَجَاءَ فِي دُعَاءِ الْوَتْرِ:
وأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْسَك وَعَذَابَكَ
؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرِّجْسُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الرِّجْزِ، وَهُوَ الْعَذَابُ، قُلِبَتِ الزَّايُ سِينًا، كَمَا قِيلَ الأَسد والأَزد. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
؛ إِنه الْعِقَابُ وَالْغَضَبُ، وَهُوَ مُضَارِعٌ لِقَوْلِهِ الرِّجْزُ، قَالَ: ولعلها لُغَتَانِ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ
؛ الرِّجْسُ: المَأْثَمُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّه الرِّجْسَ، قَالَ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ أَبو جَعْفَرٍ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
، قَالَ: الرِّجْسُ الشَّكُّ. ابْنُ الأَعرابي: مرَّ بَنَا جَمَاعَةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ أَي كُفَّار. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الرِّجْسُ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِكُلِّ مَا اسْتُقْذِرَ مِنْ عَمَلٍ فَبَالَغَ اللَّه تَعَالَى فِي ذَمِّ هَذِهِ الأَشياء وَسَمَّاهَا رِجْساً. وَيُقَالُ: رَجُسَ الرجل رَ جَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عَمَلًا قَبِيحًا. والرَّجْسُ، بِالْفَتْحِ: شِدَّةُ الصَّوْتِ، فكأَنَّ الرِّجْسَ الْعَمَلُ الَّذِي يُقْبَحُ ذِكْرُهُ وَيَرْتَفِعُ فِي الْقُبْحِ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ أَي مَأْثَمٌ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّجْسُ، مَصْدَرٌ، صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه. غَيْرُهُ: الرَّجْسُ، بِالْفَتْحِ، الصَّوْتُ الشَّدِيدُ مِنَ الرَّعْدِ وَمِنْ هَدِيرِ الْبَعِيرِ. ورجَسَت السَّمَاءُ تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ، وارتجَسَتْ مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ
سَطِيح: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوان كِسْرَى
أَي اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ حَرَكَةً سُمِعَ لَهَا صَوْتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا كَانَ أَحدكم فِي الصَّلَاةِ فَوَجَدَ رِجْساً أَو رِجْزاً فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَو يَجِدَ رِيحًا.
ورِجْسُ الشَّيْطَانِ: وَسْوَسَتُه. والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ والارْتِجاسُ: صَوْتُ الشَّيْءِ الْمُخْتَلِطِ الْعَظِيمِ كَالْجَيْشِ وَالسَّيْلِ وَالرَّعْدِ. رَجَسَ يَرْجُسُ رَجْساً، فَهُوَ راجِسٌ ورَجَّاسٌ. وَيُقَالُ: سَحَابٌ وَرَعْدٌ رَجَّاسٌ شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَهَذَا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حَسَنٌ؛ قَالَ:
وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا،
…
مِنَ السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا
يَعْنِي الَّتِي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف مَا عَلَيْهَا. وَبَعِيرٌ رَجَّاس ومِرْجسٌ أَي شَدِيدُ الهَدير. وَنَاقَةٌ رَجْساء الحَنِين: مُتَتَابِعَتُهُ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد:
يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا،
…
تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا،
مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا
ورَجْسُ الْبَعِيرِ: هَديرُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ
وَهُمْ فِي مَرْجُوسَة مِنْ أَمرهم وَفِي مَرْجُوساء أَي
فِي الْتِبَاسٍ وَاخْتِلَاطٍ ودَوَرانٍ؛ وأَنشد:
نَحْنُ صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ،
…
بذاتِ خالٍ، لَيْلَةَ الخَمِيسِ
والمِرْجاسُ: حَجَرٌ يُطْرَحُ فِي جَوْفِ الْبِئْرِ يُقَدَّر بِهِ مَاؤُهَا وَيُعْلَمُ بِهِ قَدْرُ قَعْرِ الْمَاءِ وعُمْقه؛ قَالَهُ ابْنُ سِيدَهْ، وَالْمَعْرُوفُ المِرْداسُ. وأَرْجَسَ الرجلُ: إِذا قدَّر الْمَاءَ بالمِرْجاس. الْجَوْهَرِيُّ: المِرْجاسُ حَجَرٌ يُشَدُّ فِي طرف الحبل ثم يُدْلى فِي الْبِئْرِ فتُمْخَض الحَمْأَة حَتَّى تَثُور ثُمَّ يُسْتقى ذَلِكَ الْمَاءُ فَتُنَقَّى الْبِئْرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بِي،
…
رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوي
والنَّرْجِسُ: مِنَ الرَّيَاحِينِ، مُعَرَّبٌ، وَالنُّونُ زَائِدَةً لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فَعْلِلٌ وَفِي الْكَلَامِ نَفْعِل، قَالَهُ أَبو عَلِيٍّ. وَيُقَالُ: النِّرْجِسُ، فإِن سَمَّيْتَ رَجُلًا بنَرْجِس لَمْ تَصْرِفْهُ لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس، وَلَيْسَ بِرُبَاعِيٍّ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفر فإِن سَمَّيْتَهُ بِنِرْجِسٍ صَرَفْتَهُ لأَنه عَلَى زِنَةِ فِعْلِلٍ، فَهُوَ رُبَاعِيٌّ كهِجْرِس؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَوْ كَانَ فِي الأَسماء شَيْءٌ عَلَى مِثَالِ فَعلِل لَصَرَفْنَاهُ كَمَا صرفنا نَهْشَلًا لأَن فِي الأَسماء فَعْللًا مِثْلُ جَعْفَرٍ.
ردس: رَدَسَ الشيءَ يَرْدُسُه ويَردِسُه رَدْساً: دَكَّه بِشَيْءٍ صُلْبٍ. والمِرْداس: مَا رُدِسَ بِهِ. ورَدَسَ يَرْدِسُ رَدْساً وَهُوَ بأَي شَيْءٍ كَانَ. والمِرْدَسُ والمِرْداسُ: الصَّخْرَةُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْحَجَرِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ فِي الْبِئْرِ لِيُعْلَمَ أَفيها مَاءٌ أَم لَا؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
قَذفَكَ بالمِرْداسِ فِي قَعْرِ الطَّوي
وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ رَدَسَه بِالْحَجَرِ أَي ضَرَبَهُ وَرَمَاهُ بِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
هُنَاكَ مِرْدانَا مِدَّقٌّ مِرْداسْ
أَي داقٌّ. يُقَالُ: رَدَسَه بِحَجَرٍ وندَسَه ورَداه إِذا رَمَاهُ. والرَّدْسُ: دَكُّكَ أَرضاً أَو حَائِطًا أَو مَدَراً بِشَيْءٍ صُلْب عَرِيضٍ يُسَمَّى مِرْدَساً؛ وأَنشد:
تَعَمَّدَ الأَعداء حَوْزاً مِرْدَسا
ورَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهم [أَرْدِسُهم] رَدْساً إِذا رَمَيْتَهُمْ بِحَجَرٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا أَخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً،
…
فارْدُسْ أَخاكَ بعَبْءٍ مثلِ عَتَّابِ
يَعْنِي مِثْلَ بَنِي عَتَّاب، وَكَذَلِكَ رادَسْتُ القومَ مُرادسَة. وَرَجُلٌ رِدِّيسٌ، بِالتَّشْدِيدِ، وقولٌ رَدْسٌ: كأَنه يَرْمِي بِهِ خَصْمَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد للعُجَيْرِ السَّلوليّ:
بِقَوْلٍ وَراءَ البابِ رَدْسٍ كأَنه
…
رَدى الصَّخْرِ، فالمَقْلُوبةُ الصَّيدُ تَسْمَعُ
ابْنُ الأَعرابي: الرَّدُوسُ السَّطوحُ المُرَخَّمُ «2» ؛ وَقَالَ الطرماح.
تَشُقُّ مقمصار الليلِ عَنْهَا،
…
إِذا طَرَقَتْ بِمِرْداسٍ رَعُونِ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: المِرْداسُ الرأْس لأَنه يُرْدَسُ بِهِ أَي يُرَدُّ بِهِ وَيُدْفَعُ. والرَّعُونُ: الْمُتَحَرِّكُ. يُقَالُ: رَدَسَ برأْسه أَي دَفَعَ بِهِ. ومِرْداسٌ: اسْمٌ؛ وأَما قَوْلُ عَبَّاسُ بْنُ مِرْداسٍ السُّلَمِي:
(2). قوله [السطوح المرخم] كذا بالأَصل. وكتب السيد مرتضى بالهامش صوابه: النطوح المرجم، وكتب على قوله: تشق مقمصار، صوابه: تشق مغمضات.
وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حابِسٌ
…
يَفُوقانِ مِرْداسَ فِي المَجْمَعِ
فَكَانَ الأَخفش يَجْعَلُهُ مِنْ ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وأَنكره المبرِّدُ وَلَمْ يُجَوِّزْ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ تَرْكَ صَرْفِ مَا يَنْصَرِفُ؛ وَقَالَ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ:
يَفوقانِ شَيْخَيَّ فِي مَجْمَعِ
وَيُقَالُ: مَا أَدري أَين رَدَسَ أَي أَين ذَهَبَ. ورَدَسَه رَدْساً كدَرَسَه دَرْساً: ذَلَّلَه. والرَّدْسُ أَيضاً: الضرب.
رسس: رَسَّ بَيْنَهُمْ يَرُسُّ رَسّاً: أَصلح، ورَسَسْتُ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الأَكوع: إِن الْمُشْرِكِينَ راسُّونا لِلصُّلْحِ وابتدأُونا فِي ذَلِكَ
؛ هُوَ مِنْ رَسَسْتُ بَيْنَهُمْ أَرُسُّ رَسّاً أَي أَصلحت، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فاتَحُونا، مِنْ قَوْلِهِمْ: بَلَغَنِي رَسٌّ مِنْ خَبَر أَي أَوَّله، وَيُرْوَى: واسَونا، بِالْوَاوِ، أَي اتَّفَقُوا مَعَنَا عَلَيْهِ. وَالْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ هَمْزَةِ الأُسْوةِ. الصِّحَاحُ: الرَّسُّ الإِصلاح بَيْنَ النَّاسِ والإِفسادُ أَيضاً، وَقَدْ رَسَسْتُ بَيْنَهُمْ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والرَّسُّ: ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ. ورَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها واحدٌ: بَدْؤُها وأَوّل مَسّها، وَذَلِكَ إِذا تَمَطَّى المحمومُ مِنْ أَجلها وفَتَرَ جسمهُ وتَخَتَّرَ. الأَصمعي: أَوّل مَا يَجِدُ الإِنسانُ مَسَّ الْحُمَّى قَبْلَ أَن تأْخذه وَتَظْهَرَ فَذَاكَ الرَّسُّ والرَّسِيسُ أَيضاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَخذته الْحُمَّى بِرَسٍّ إِذا ثبت فِي عِظَامِهِ. التَّهْذِيبِ: والرَّسُّ فِي قَوَافِي الشِّعْرِ صَرْفُ الْحَرْفِ الَّذِي بَعْدَ أَلف التأْسيس نَحْوَ حَرَكَةِ عَيْنِ فَاعِلٍ فِي الْقَافِيَةِ كَيْفَمَا تَحَرَّكَتْ حَرَكَتُهَا جَازَتْ وَكَانَتْ رَسّاً للأَلف؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّسُّ فَتْحَةُ الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ حِرَفِ التأْسيس، نَحْوَ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:
فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراته،
…
وَلَكِنْ حَدِيثًا، مَا حَدِيثُ الرَّواحِلِ
فَفَتْحَةُ الْوَاوِ هِيَ الرَّسِّ وَلَا يَكُونُ إِلا فَتْحَةً وَهِيَ لَازِمَةٌ، قَالَ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ الأَخفش، وَقَدْ دَفَعَ أَبو عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ اعْتِبَارَ حَالِ الرَّسِّ وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ لأَنه لَا يُمْكِنُ أَن يَكُونَ قَبْلَ الأَلف إِلا فَتْحَةٌ فَمَتَى جَاءَتِ الأَلف لَمْ يَكُنْ مِنَ الْفَتْحَةِ بُدٌّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالْقَوْلُ عَلَى صِحَّةِ اعْتِبَارِ هَذِهِ الْفَتْحَةِ وَتَسْمِيَتِهَا إِن أَلف التأْسيس لَمَّا كَانَتْ مُعْتَبَرَةً مُسَمَّاةً، وَكَانَتِ الْفَتْحَةُ دَاعِيَةً إِليها وَمُقْتَضِيَةً لَهَا وَمُفَارِقَةً لِسَائِرِ الْفَتَحَاتِ الَّتِي لَا أَلف بَعْدَهَا نَحْوَ قَوْلٍ وَبَيْعٍ وَكَعْبٍ وَذَرْبٍ وَجَمْلٍ وَحَبْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، خُصَّتْ بِاسْمٍ لِمَا ذَكَرْنَا ولأَنها عَلَى كُلِّ حَالٍ لَازِمَةٌ فِي جَمِيعِ الْقَصِيدَةِ، قَالَ: وَلَا نَعْرِفُ لَازِمًا فِي الْقَافِيَةِ إِلا وَهُوَ مَذْكُورٌ مُسَمًّى، بَلْ إِذا جَازَ أَن نُسَمِّيَ فِي الْقَافِيَةِ مَا لَيْسَ لَازِمًا أَعني الدَّخِيلَ فَمَا هُوَ لَازِمٌ لَا مَحَالَةَ أَجْدَر وأَحْجى بِوُجُوبِ التَّسْمِيَةِ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ نَبَّهَ أَبو الْحَسَنِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْتُهُ مِنْ أَنها لَمَّا كَانَتْ مُتَقَدِّمَةً للأَلف بَعْدَهَا وأَول لَوَازِمٍ لِلْقَافِيَةِ وَمُبْتَدَأَهَا سَمَّاهَا الرَّسَّ، وَذَلِكَ لأَن الرسَّ والرَّسِيسَ أَوّلُ الحُمَّى الَّذِي يُؤْذِنُ بِهَا وَيَدُلُّ عَلَى وُرُودِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الرَّسَّة الساريةُ المُحكمَة. قَالَ أَبو مَالِكٍ: رَسِيسُ الْحُمَّى أَصلها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذا غَيَّرَ النّأْيُ المُحِبِّينَ، لَمْ أَجِدْ
…
رَسِيسَ الهَوَى مِنْ ذكرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ
أَي أَثبتَه. والرَّسِيسُ: الشَّيْءُ الثَّابِتُ الَّذِي قَدْ لَزِمَ مَكَانَهُ؛ وأَنشد:
رَسِيس الهَوَى مِنْ طُول مَا يَتَذَكَّرُ
ورسَّ الْهَوَى فِي قَلْبِهِ والسَّقَمُ فِي جِسْمِهِ رَسّاً ورَسيساً وأَرَسَّ: دَخَلَ وَثَبَتَ. ورسُّ الحُبِّ ورَسِيسُه:
بَقِيَّتُهُ وأَثره. ورَسَّ الحديثَ فِي نَفْسِهِ يَرُسُّه رَسّاً: حَدَّثها بِهِ. وَبَلَغَنِي رَسٌّ مِنْ خَبَرٍ وذَرْءٌ مِنْ خَبَر أَي طَرَفٌ مِنْهُ أَو شَيْءٌ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ. أَتانا رَسٌّ مِنْ خَبَرٍ ورَسِيسٌ مِنْ خَبَرٍ وَهُوَ الْخَبَرُ الَّذِي لَمْ يَصِحَّ. وَهُمْ يَتَراسُّون الْخَبَرَ ويَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ لِلنُّعْمَانِ بْنِ زُرْعة: أَمن أَهل الرَّسِّ والرِهْمَسَةِ أَنت؟ قَالَ: أَهلُ الرَّسِّ هُمُ الَّذِينَ يَبْتَدِئُونَ الْكَذِبَ وَيُوقِعُونَهُ فِي أَفواه النَّاسِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ رَسَّ بَيْنَ الْقَوْمِ أَي أَفسد؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِابْنِ مُقْبل يَذْكُرُ الرِّيحَ ولِينَ هُبوبها:
كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا
…
شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ، بَلْ هِيَ أَطيَبُ
قَالَ: أَراد أَنها لَيِّنَةُ الهُبوب رُخاء. ورَسَّ لَهُ الخَبَر: ذَكَرَهُ لَهُ؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ:
هُمَا أَشْركا فِي المَجْدِ مَن لَا أَبا لَهُ
…
مِنَ الناسِ، إِلا أَن يُرَسَّ لَهُ ذِكْرُ
أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خَفِيًّا. الْمَازِنِيُّ: الرَّسُّ الْعَلَامَةُ، أَرْسَسْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتَ لَهُ عَلَامَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الرَسِيسُ الْعَاقِلُ الفَطِنُ. وَرَسَّ الشيءَ: نَسِيَه لتَقادُم عَهْدِهِ؛ قَالَ:
يَا خَيْرَ مَنْ زانَ سُروجَ المَيْسِ،
…
قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُ عِنْدَ قَيْسِ،
إِذ لَا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ
والرّسُّ: الْبِئْرُ الْقَدِيمَةُ أَو المَعْدِنُ، وَالْجَمْعُ رِسَاسٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي:
تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّسَاسا
ورَسَسْتُ رَسّاً أَي حَفَرْتُ بِئْرًا. والرَّسُّ: بِئْرٌ لِثَمُودَ، وَفِي الصِّحَاحِ: بِئْرٌ كَانَتْ لبَقِيَّة مِنْ ثَمُودَ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَأَصْحابَ الرَّسِّ*
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يُرْوَى أَن الرَّسَّ دِيَارٌ لِطَائِفَةٍ مِنْ ثَمُودَ، قَالَ: وَيُرْوَى أَن الرَّسَّ قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ يُقَالُ لَهَا فَلْج، وَيُرْوَى أَنهم كَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ ورَسُّوه فِي بِئْرٍ أَي دَسُّوه فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَيُرْوَى أَن الرَّسَّ بِئْرٌ، وكلُّ بِئْرٍ عِنْدَ الْعَرَبِ رَسٌّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
تَنَابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرَّسَاسَا
ورُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ. والرسُّ والرّسِيسُ: وَادِيَانِ بنَجْدٍ أَو مَوْضِعَانِ، وَقِيلَ: هُمَا ماءَان فِي بِلَادِ الْعَرَبِ مَعْرُوفَانِ؛ الصِّحَاحُ: والرّسُّ اسْمُ وادٍ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ:
بَكَرْن بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ،
…
فهُنَّ ووَادي الرَّسِّ كاليَدِ فِي الفَمِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى لِوَادِي الرَّسِّ، بِاللَّامِ، وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنهن لَا يُجاوزن هَذَا الْوَادِي وَلَا يُخْطِئنه كَمَا لَا تُجَاوِزُ اليدُ الفَمَ وَلَا تُخْطِئُه؛ وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ:
لِمَنِ طَللٌ كالوَحْيِ عَفٌّ مَنازِلُه،
…
عَفا الرَّسُّ مِنْهَا فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه؟
فَهُوَ اسْمُ مَاءٍ. وَعَاقِلٌ: اسْمُ جَبَلٍ. والرَّسْرَسَة: الرَّصْرصَة، وَهِيَ تَثْبِيتُ الْبَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرض ليَنْهَضَ. ورَسَّسَ البعيرُ: تَمَكَّنَ للنُّهوض وَيُقَالُ: رُسِّسَتْ ورُصِّصَتْ أَي أُثبتت. وَيُرْوَى عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ: إِني لأَسمع الْحَدِيثَ فأُحدِّث بِهِ الخادِمَ أَرُسُّه فِي نَفْسِي. قَالَ الأَصمعي: الرَّسُّ ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها حِينَ تبدأُ، فأَراد إِبراهيم بِقَوْلِهِ أَرُسُّه فِي نَفْسِي أَي أُثبِته، وَقِيلَ أَي أَبتدئ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ ودَرْسِه فِي نَفْسِي وأُحَدِّث بِهِ خَادِمِي أَسْتَذكِرُ بِذَلِكَ الحديثَ. وَفُلَانٌ يَرُسُّ الحديثَ فِي نَفْسِهِ أَي يُحَدِّث بِهِ نَفْسَهُ. ورَسَّ فلانٌ خَبَرَ الْقَوْمِ
إِذا لَقِيَهُمْ وَتَعَرَّفَ أُمورهم. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِنك لَتَرُسُّ أَمراً مَا يَلْتَئِمُ أَي تُثْبِتُ أَمراً مَا يَلْتَئِمُ، وَقِيلَ: كُنْتُ أَرُسُّه فِي نَفْسِي أَي أُعاود ذِكْرَهُ وأُرَدِّدُه، وَلَمْ يُرِدِ ابْتِدَاءَهُ. والرَّسُّ: الْبِئْرُ الْمَطْوِيَّةُ بالحجارة.
رطس: الأَزهري: قَالَ ابْنُ دُرَيْد الرَّطْسُ الضربُ بِبَطْنِ الْكَفِّ، قَالَ الأَزهري: لَا أَحفظ الرَّطْسَ لِغَيْرِهِ. وَقَدْ رَطسَه يَرْطُسُه ويَرْطِسُه رَطْساً: ضربه بباطن كفه.
رعس: الرَّعْسُ والارْتِعاس: الانْتِفاض، وَقَدْ رَعَسَ، فَهُوَ راعِسٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
والمَشْرَفيُّ فِي الأَكُفِّ الرُّعَّسِ،
…
بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فِيهِ المُحْتَسِي،
بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ
وَرُمْحٌ رَعَّاسٌ: شَدِيدُ الِاضْطِرَابِ. وتَرَعَّس: رَجَفَ وَاضْطَرَبَ. وَرُمْحٌ مَرْعُوس ورَعَّاس إِذا كَانَ لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شَدِيدَ الِاضْطِرَابِ. والرَّعْسُ: هَزُّ الرأْس فِي السَّيْرِ. وَنَاقَةٌ راعِسَة: تَهُزُّ رأْسها فِي سَيْرِهَا، وَبَعِيرٌ راعِسٌ ورَعِيسٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَفوَه الأَوْديّ:
يَمْشي خِلالَ الإَبْلِ مُسْتَسْلِماً
…
فِي قِدِّهِ، مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ
والرَّعَسانُ: تَحْرِيكُ الرأْس ورَجَفانهُ مِنَ الكِبَر؛ وأَنشد لنَبْهانَ:
سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أَنني
…
أَريبٌ، بأَكْنافِ النَّضِيضِ، حَبَلْبَسُ
أَرادوا جَلَائِي يومَ فَيْدَ، وقَرَّبوا
…
لِحًى ورُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ
وَفِي التَّهْذِيبِ: حَبَلَّسُ، وَقَالَ: الحَبَلَّسُ والحَلْبَسُ والحُلابسُ الشُّجَاعُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ. وَنَاقَةٌ رَعُوسٌ: وَهِيَ الَّتِي قَدْ رَجَف رأَسُها من الكِبَر، وَقِيلَ: تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ مِنْ نَشاطها. الْفَرَّاءُ: رَعَسْتُ فِي الْمَشْيِ أَرْعَسُ إِذا مَشَيْتُ مَشْيًا ضَعِيفًا مِنْ إِعْياء أَو غَيْرِهِ. والارْتِعاسُ: مثلُ الارتِعاش والارْتِعادِ، يُقَالُ: ارْتَعَسَ رأْسه وارْتَعَشَ إِذا اضْطرب وارْتَعَدَ، وأَرْعَسَه مِثْلُ أَرْعَشَه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ سَيْفًا يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً:
يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي،
…
خُضُمَّةَ الدَّارِع هَذَّ المُخْتَلي
وَيُرْوَى بِالشِّينِ؛ يَقُولُ: يَقْطَعُ وإِن كَانَ الضَّارِبُ مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ. يُذْري أَي يُطِير. والإِرْعاسُ: الارْتِجافُ. والمُؤْتَلي: الَّذِي لَا يَبْلُغُ جُهْدَه. وخُضُمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: معظمُه. والدَّارِعُ: الَّذِي عَلَيْهِ الدِّرْعُ، يَقُولُ: يَقْطَعُ هَذَا السيفُ مُعْظَمَ هَذَا الدَّارِعِ عَلَى أَن يَمِينَ الضَّارِبِ بِهِ تَرْجُف، وَعَلَى أَنه غَيْرُ مُجْتَهِدٍ فِي ضَرْبَتِهِ، وإِنما نُعِتَ السَّيْفُ بِسُرْعَةِ الْقَطْعِ. والمُخْتَلي: الَّذِي يَحْتَشُّ بمِخْلاه، وَهُوَ مِحَشُّه. ورَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً، فَهُوَ راعِسٌ ورَعُوسٌ: هَزَّ رأْسه فِي نَوْمِهِ؛ قَالَ:
عَلَوْت حِينَ يَخْضَعُ الرَّعُوسا
والمَرْعُوسُ والرَّعِيسُ: الَّذِي يُشدّ مِنْ رِجْلِهِ إِلى رأْسه بِحَبْلٍ حَتَّى لَا يَرْفَعَ رأْسه، وَقَدْ فُسِّرَ بَيْتُ الأَفوه بِهِ. والمِرْعَسُ: الرَّجُلُ الْخَسِيسُ القَشَّاشُ، والقشَّاشُ: الَّذِي يَلْتَقِطُ الطَّعَامَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ المزابل.
رغس: الرَّغْسُ: النَّماء وَالْكَثْرَةُ وَالْخَيْرُ وَالْبَرَكَةُ، وَقَدْ رَغَسَه اللَّه رَغْساً. ووجهٌ مَرْغُوسٌ: طَلْق مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ إِيادَ بنَ الْوَلِيدِ البَجَليّ:
دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا،
…
دُعاءَ مَنْ لَا يَقْرَعُ النَّاقُوسا،
حَتَّى أَراني وَجْهك المَرْغُوسا
وأَنشد ثَعْلَبٌ:
لَيْسَ بمَحْمُودٍ وَلَا مَرْغُوسِ
وَرَجُلٌ مَرْغُوسٌ: مُبَارَكٌ كَثِيرُ الْخَيْرِ مَرْزُوقٌ. ورَغَسَه اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا: أَعطاه مَالًا وَوَلَدًا كَثِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا رَغَسَه اللَّه مَالًا وَوَلَدًا
؛ قَالَ الأُمَويُّ: أَكثر لَهُ مِنْهُمَا وَبَارَكَ لَهُ فِيهِمَا. وَيُقَالُ: رَغَسَهُ اللَّهُ يَرغَسُه رَغْساً إِذا كَانَ مَالُهُ نَامِيًا كَثِيرًا، وَكَذَلِكَ فِي الحَسَب وَغَيْرِهِ. والرَّغْسُ: السَّعَةُ فِي النِّعْمَةِ. وَتَقُولُ: كَانُوا قَلِيلًا فرَغَسَهم اللَّه أَي كَثَّرهم وأَنْماهم، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْحَسَبِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَمْدَحُ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ:
أَمامَ رَغْسٍ فِي نِصابٍ رَغْسِ،
…
خَلِيفةً ساسَ بِغَيْرِ تَعْسِ
وَصَفَهُ بِالْمَصْدَرِ فَلِذَلِكَ نوَّنه. وَالنِّصَابُ: الأَصل. وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الرَّجَزِ أَمامَ، بِالْفَتْحِ، لأَن قَبْلَهُ:
حَتَّى احْتَضَرنا بَعْدَ سَيْرٍ حَدْسِ،
…
أَمام رَغْسٍ فِي نِصابٍ رَغْسِ،
خَلِيفَةً ساسَ بغيرِ فَجْسِ
يَمْدَحُ بِهَذَا الرِّجْزِ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ. والفَجْسُ: الِافْتِخَارُ. وامرأَة مَرْغُوسَة: وَلُودٌ. وَشَاةٌ مَرْغُوسَة: كَثِيرَةُ الْوَلَدِ؛ قَالَ:
لَهْفي عَلَى شاةِ أَبي السِّباقِ،
…
عَتِيقَةٍ مِنْ غَنَمٍ عِتاقِ،
مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ
مِعْنَاقٌ: تَلِدُ العُنُوقَ، وَهِيَ الإِناث مِنْ أَولاد الْمَعْزِ. والرَّغْسُ: النِّكَاحُ؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. ورَغَسَ الشيءَ: مقلوبٌ عَنْ غَرَسَه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والأَرْغاسُ: الأَغْراسُ الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى الْوَلَدِ، مَقْلُوبٌ عَنْهُ أَيضاً.
رفس: الرَّفْسَة: الصَّدْمَة بالرِّجْلِ فِي الصَّدْرِ. ورَفَسَه يَرْفُسُه ويَرْفِسُه رَفْساً: ضَرَبَهُ فِي صَدْرِهِ بِرِجْلِهِ، وَقِيلَ: رَفَسَه بِرِجْلِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِهِ الصَّدْرَ. وَدَابَّةٌ رَفُوسٌ إِذا كَانَ مِنْ شأْنها ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الرِّفاسُ والرَّفِيسُ والرُّفُوسُ، ورَفَسَ اللحمَ وَغَيْرَهُ مِنَ الطَّعَامِ رَفْساً: دَقَّه، وَقِيلَ: كُلُّ دَقٍّ رَفْسٌ، وأَصله فِي الطَّعَامِ. والمِرْفَسُ: الَّذِي يُدَقُّ بِهِ اللحمُ.
ركس: الرِّكْسُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، والرِّكْسُ شَبِيهٌ بالرَّجِيع. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ برَوْثٍ فِي الِاسْتِنْجَاءِ فَقَالَ: إِنه رِكْسٌ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرِّكْسُ شَبِيهُ الْمَعْنَى بِالرَّجِيعِ. يُقَالُ: رَكَسْتُ الشَّيْءَ وأَرْكَسْتُه إِذا رَدَدْتَه ورَجَعْتَه، وَفِي رِوَايَةٍ:
إِنه رَكِيس
، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
اللَّهُمَّ أَركِسْهما فِي الْفِتْنَةِ رَكْساً
؛ والرَّكْسُ: قلبُ الشَّيْءِ عَلَى رأْسه أَو ردُّ أَوله عَلَى آخِرِهِ؛ رَكَسَه يَرْكُسُه رَكْساً، فَهُوَ مَرْكوس ورَكِيسٌ، وأَرْكَسَه فارْتَكَس فِيهِمَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ رَدَّهم إِلى الْكُفْرِ، قَالَ: ورَكَسهم لُغَةٌ. وَيُقَالُ: رَكَسْتُ الشَّيْءَ وأَرْكَسْتُه لُغَتَانِ إِذا رَدَدْتَه. والْارتِكاسُ: الِارْتِدَادُ. وَقَالَ شَمِرٌ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ
الأَعرابي أَنه قَالَ المَنْكُوس والمَرْكُوس المُدْبر عَنْ حَالِهِ. والرَّكْسُ: ردُّ الشَّيْءِ مَقْلُوبًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بَيْنَ جَرَاثِيمِ الْعَرَبِ
أَي تَزْدَحِمُ وَتَتَرَدَّدُ. والرَّكِيسُ أَيضاً: الضَّعِيفُ المُرْتَكِسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وارْتَكَسَتِ الْجَارِيَةُ إِذا طَلَعَ ثَدْيُها، فإِذا اجْتَمَعَ وضَخُمَ فَقَدْ نَهَدَ. والرَّاكِسُ: الْهَادِي، وَهُوَ الثَّوْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي وَسَطِ البَيْدَرِ عِنْدَ الدِّياسِ وَالْبَقْرُ حَوْلَهُ تَدُورُ ويَرْتَكِسُ هُوَ مَكَانَهُ، والأُنثى رَاكِسَةٌ. وإِذا وَقَعَ الإِنسان في أَمر مَا نَجَا مِنْهُ قِيلَ: ارْتَكَسَ فِيهِ. الصِّحَاحُ: ارْتَكَسَ فلانٌ فِي أَمر كَانَ قَدْ نَجَا مِنْهُ. والرَّكُوسِيَّةُ: قَوْمٌ لَهُمْ دِينٌ بَيْنَ النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ. وَفِي حَدِيثِ
عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَنه أَتى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: إِنك مِنْ أَهل دين يقال لهم الرَّكُوسِيَّة
؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: هَذَا مِنْ نَعْتِ النَّصَارَى وَلَا يُعَرَّبُ. والرِّكْسُ، بِالْكَسْرِ: الجِسْرُ؛ وراكِسٌ فِي شِعْرِ النَّابِغَةِ:
وعِيدُ أَبي قابُوسَ فِي غيرِ كُنْهه
…
أَتاني، وَدُونِي راكِسٌ فالضَّواجِعُ
اسْمُ وَادٍ. وَقَوْلُهُ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ أَي لَمْ أَكن فَعَلْتُ مَا يُوجِبُ غَضَبَهُ عليَّ فَجَاءَ وَعِيدُهُ فِي غَيْرِ حَقِيقَةٍ أَي عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ أَذنبته. وَالضَّوَاجِعُ: جَمْعُ ضَاجِعَةٍ، وَهُوَ مُنْحَنَى الْوَادِي ومُنْعَطَفُه.
رمس: الرَّمْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيُّ. ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً: طَمَسَ أَثَرَه. ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً، فَهُوَ مَرْموس ورَمِيسٌ: دَفَنَهُ وسَوَّى عَلَيْهِ الأَرضَ. وكلُّ مَا هِيلَ عَلَيْهِ التُّرَابُ، فَقَدْ رُمِسَ؛ وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عَلَيْهِ الترابُ، فَهُوَ مَرْمُوس؛ قَالَ لقِيطُ بنُ زُرارَةَ:
يَا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ،
…
إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ،
أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِيسُ؟
…
لَا بَلْ تَمِيسُ، إِنها عَرُوسُ
وأَما قَوْلُ البُرَيْقِ:
ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فِيهِ
…
أَوَارِيّاً رَوامِسَ والغُبارا
قَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ وَقَدِ يَكُونُ عَلَى وَضْعِ فَاعِلٍ مَكَانَ مَفْعُولٍ إِذ لَا يُعرف رَمَسَ الشيءُ نَفْسُه. ابْنُ شُمَيْل: الرَّوامِسُ الطَّيْرُ الَّذِي يَطِيرُ بِاللَّيْلِ، قَالَ: وَكُلُّ دَابَّةٍ تَخْرُجُ بِاللَّيْلِ، فَهِيَ رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كَمَا يُرْمَسُ الْمَيِّتُ، قال؛ إِذا كَانَ الْقَبْرُ مُدَرَّماً مَعَ الأَرض، فَهُوَ رَمْس، أَي مُسْتَوِيًا مَعَ وَجْهِ الأَرض، وإِذا رُفِعَ الْقَبْرُ فِي السَّمَاءِ عَنْ وَجْهِ الأَرض لَا يُقَالُ لَهُ رَمْسٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مغَفَّل: ارْمُسُوا قَبْرِي رَمْساً
أَي سَوُّوه بالأَرض وَلَا تَجْعَلُوهُ مُسَنَّماً مُرْتَفِعًا. وأَصلُ الرَّمْسِ: السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ. وَيُقَالُ لِمَا يُحْثَى مِنَ التُّرَابِ عَلَى الْقَبْرِ: رَمْسٌ. وَالْقَبْرُ نفسُه: رَمْسٌ؛ قَالَ:
وَبَيْنَمَا المرءُ فِي الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ،
…
إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ
أَراد: إِذا هُوَ تُرَابٌ قَدْ دُفِنَ فِيهِ وَالرِّيَاحُ تُطَيِّره.
وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي حَدِيثٍ أَنه قَالَ: إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ فِي الْمَاءِ أَجزأَه ذَلِكَ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ
؛ قَالَ شَمِرٌ: ارْتَمس فِي الْمَاءِ إِذا انْغَمَسَ فِيهِ حَتَّى يَغِيبَ رأْسه وجميعُ جَسَدِهِ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة وَهُمَا مُحْرِمان
أَي أَدخلا
رؤوسهما فِي الْمَاءِ حَتَّى يُغَطِّيَهُمَا، وَهُوَ كالغَمْس، بِالْغَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ بِالرَّاءِ أَن لَا يُطِيلَ اللُّبْثَ فِي الْمَاءِ، وَبَالِغِينَ أَن يُطِيلَهُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
الصَّائِمُ يَرْتَمِس وَلَا يَغْتَمِسُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الرَّمْسُ الْقَبْرُ، وَالْجَمْعُ أَرْماسٌ ورُمُوس؛ قَالَ الحُطَيْئَةُ:
جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله،
…
وغادَرُوه مُقِيماً بَيْنَ أَرْماسِ
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لعُقَيْل بْنِ عُلَّفَةَ:
وأَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلِ، وَقَدْ أَرى
…
أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ
ابْنُ الأَعرابي: الرَّامُوسُ الْقَبْرُ، والمَرْمَسُ: مَوْضِعُ الْقَبْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بِخَفْضٍ مَرْمَسي، أَو فِي يَفاعٍ،
…
تُصَوِّتُ هامَتي فِي رَأْسِ قَبْري
ورَمَسْناه بالتُّرْب: كَبَسْناه. والرَّمْسُ: التُّرْبُ تَرْمُس بِهِ الريحُ الأَثَر. ورَمْسُ الْقَبْرِ: مَا حُثِيَ عَلَيْهِ. وَقَدْ رَمَسْناه بِالتُّرَابِ. والرَّمْسُ تَحْمِلُهُ الرِّيحُ فَتَرْمُس بِهِ الْآثَارَ أَي تُعَفِّيها. ورمَسْتُ الْمَيِّتَ وأَرْمَسْته: دَفَنْتُهُ. ورَمَسُوا قَبْرَ فُلَانٍ إِذا كَتَمُوهُ وسَوَّوْه مَعَ الأَرض. والرَّمْسُ: تُرَابُ الْقَبْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّوامِسُ والرَّامِساتُ الرِّيَاحُ الزَّافِياتُ الَّتِي تَنْقُلُ التُّرَابَ مِنْ بَلَدٍ إِلى آخَرَ وَبَيْنَهَا الأَيام، وَرُبَّمَا غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بِتُرَابِ أَرض أُخرى. والرَّوامِسُ الرِّيَاحُ الَّتِي تُثِيرُ التُّرَابَ وَتَدْفِنُ الْآثَارَ. ورَمَسَ عَلَيْهِ الخبرَ رَمْساً: لَوَاهُ وَكَتَمَهُ. الأَصمعي: إِذا كَتَمَ الرجلُ الخَبَرَ القومَ قَالَ: دَمَسْتُ عَلَيْهِمُ الأَمرَ ورَمَسْته. ورَمَسْتُ الحديثَ: أَخفيته وَكَتَمْتُهُ. وَوَقَعُوا فِي مَرْمُوسة مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ رامِس، بِكَسْرِ الْمِيمِ، مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ مُحَارِبٍ كَتَبَ بِهِ رسولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ.
رمحس: الأَزهري: أَبو عَمْرٍو الحُمارِسُ والرُّماحِسُ والفُداحِسُ، كلُّ ذَلِكَ: مِنْ نَعْتِ الْجَرِيءِ الشُّجَاعِ، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا صحيحة.
رهس: رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً: وَطِئَه وَطْأً شَدِيدًا. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تَرَكْتُ الْقَوْمَ قَدِ ارْتَهَسُوا وارْتَهَشُوا. وَفِي حَدِيثِ
عُبَادةَ: وجَراثِيمُ العربِ تَرْتَهِسُ
أَي تَضْطَرِبُ فِي الْفِتْنَةِ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، أَي تَصْطَكُّ قَبَائِلُهُمْ فِي الْفِتَنِ. يُقَالُ: ارْتَهَسَ النَّاسُ إِذا وَقَعَتْ فِيهِمُ الْحَرْبُ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي الْمَعْنَى، وَيُرْوَى: تَرْتَكِسُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ
العُرَنِيِّينَ: عظُمَتْ بُطُونُنَا وارْتَهَسَتْ أَعْضادُنا
أَي اضْطَرَبَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالسِّينِ وَالشِّينِ، وارْتَهَسَتْ رِجلا الدَّابَّةِ وارْتَهَشَتْ إِذا اصْطَكَّتا وَضَرَبَ بَعْضُهُمَا بَعْضًا. قَالَ: وَقَالَ شُجاع ارْتَكَسَ القومُ وارْتَهَسوا إِذا ازْدَحَمُوا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَسا،
…
مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا
عَضْباً إِذا دِماغُه تَرَهَّسا،
…
وحَكَّ أَنْياباً وخُضْراً فُؤُسا
تَرَهَّسَ أَي تَمَخَّضَ وتحركَ. فُؤُسٌ: قِطَعٌ مِنَ الفَأْسِ، فُعُلٌ مِنْهُ. حَكَّ أَنياباً أَي صَرَّفَها. وخُضْراً يَعْنِي أَضراساً قَدْ قَدُمَتْ فاخضرت.
رهمس: رَهْسَمَ الخَبَرَ: أَتى مِنْهُ بطَرَفٍ وَلَمْ يُفْصِح بِجَمِيعِهِ. ورَهْمَسَه: مثلُ رَهْسَمَه. والرَّهْمَسَة أَيضاً: السِّرارُ؛ وأُتيَ الحجاجُ بِرَجُلٍ فَقَالَ: أَمِن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَة أَنت؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ فِي إِثارة الْفِتْنَةِ وَشَقِّ الْعَصَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. تَرَهْسَمَ وتَرَهْمَسَ إِذا سارَّ وساوَرَ. قَالَ شَبانَةُ: أَمرٌ مُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ أَي مستور.
روس: رَاسَ رَوْساً: تَبَخْتَر، وَالْيَاءُ أَعلى. وراسَ السَّيْلُ الغُثاءَ: جَمَعَهُ وحَمَلَه. ورَوائِس الأَودية: أَعاليها، مِنْ ذَلِكَ. والرَّوائِسُ: المتقدِّمة مِنَ السَّحَابِ. والرَّوْسُ: الْعَيْبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والرَّوْسُ: كَثْرَةُ الأَكل. وراسَ يَرُوسُ رَوْساً إِذا أَكل وجَوَّد. التَّهْذِيبُ: الرَّوْسُ الأَكل الْكَثِيرُ. ورَواسُ: قَبِيلَةٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ ورَوْسُ بْنُ عادِيَة بِنْتِ قَزَعَةَ الزُّبَيْرية تَقُولُ فِيهِ عادِيَةُ أُمُّه:
أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً كِراما،
…
كَانُوا الذُّرَى والأَنْفَ والسَّناما،
كَانُوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما
وَبَنُو رُواسٍ: بَطْنٌ. وأَبو دؤَادٍ الرُواسِيُّ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُواس بنِ كلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ يَقُولُ فِي الرّواسِي أَحد الْقُرَّاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ: إِنه الرَّواسِي، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَبِالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَواس قَبِيلَةٍ مِنْ سُلَيْمٍ، وَكَانَ يُنْكِرُ أَن يُقَالَ الرُّؤَاسي، بِالْهَمْزِ، كَمَا يقوله المحدِّثون وغيرهم.
روذس: لَهَا فِي الْحَدِيثِ ذِكْرٌ، وَهِيَ اسْمُ جَزِيرَةٍ بأَرض الرُّومِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهَا فَقِيلَ: بِضَمِّ الرَّاءِ وَكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَقِيلَ: بِفَتْحِهَا، وَقِيلَ: بِشِينٍ معجمة.
ريس: راسَ يَريسُ رَيْساً ورَيَساناً: تَبَخْتر، يَكُونُ للإِنسان والأَسد. والرِيْسُ: التَّبَخْتُرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْد الطَّائِيِّ وَاسْمُهُ حَرْمَلَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ:
فَبَاتُوا يُدْلِجون، وباتَ يَسري
…
بَصيرٌ بالدُّجى، هادٍ هَمُوسُ
إِلى أَن عَرَّسوا وأَغَبَّ عَنْهُمْ
…
قَرِيبًا، مَا يُحَسُّ لَهُ حَسِيسُ
فَلَمَّا أَن رآهمْ قَدْ تَدانَوْا،
…
أَتاهُمْ بَيْنَ أَرْحلِهِم يَريسُ
الإِدْلاجُ: سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّهِ. والادِّلاجُ: السَّيْرُ مِنْ آخِرِهِ؛ وَصَفَ رَكْباً يَسِيرُونَ والأَسَدُ يَتْبَعُهُمْ لِيَنْتَهِزَ فِيهِمْ فُرْصَة. وَقَوْلُهُ بَصِيرٌ بِالدُّجَى أَي يَدْرِي كَيْفَ يَمْشِي بِاللَّيْلِ. وَالْهَادِي: الدَّلِيلُ. وَالْهُمُوسُ: الَّذِي لَا يُسْمَعُ مَشْيُهُ. وَعَرَّسُوا: نَزَلُوا عَنْ رَوَاحِلِهِمْ وَنَامُوا. وأَغَبَّ عَنْهُمْ: قَصَّر فِي سَيْرِهِ. وَلَا يُحَسُّ لَهُ حَسِيسٌ: لَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ. ورِياسٌ: فَحْلٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ للطِّرِمَّاحِ:
كَغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه
…
فُرُعٌ بَيْنَ رِياسٍ وَحَامِ
وَذَكَرَ الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى رأْس وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: الغَرِيُّ النُّصُبُ الَّذِي دُمِّيَ مِنَ النُّسُك، وَالْحَامِي الَّذِي حَمى ظَهْرَهُ؛ قَالَ: والرِّياسُ تُشَقُّ أُنوفُها عِنْدَ الغَرِيِّ فَيَكُونُ لَبَنُهَا لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. ويقال رَيِّسٌ مثلُ قَيِّم بِمَعْنَى رئيسٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُهُ فِي رأَس. ورَيْسانُ: اسمٌ.
ريباس: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ شَمِرٌ لَا أَعرف للرِّيباسِ والكمأَى اسْمًا عَرَبِيًّا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والطُّرْثُوثُ لَيْسَ بالرِّيباس الَّذِي عِنْدَنَا.