المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الخاء المعجمة - لسان العرب - جـ ٦

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الخاء المعجمة

الذئبَ وغيرَه فَمَا انْحاشَ لزَجْرِه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَيْضَةَ نَعَامَةٍ:

وبَيْضاء لَا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها،

إِذا مَا رَأَتْنا، زِيلَ مِنْهَا زَوِيلُها

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحُكْمُنَا عَلَى انْحاشَ أَنَّهَا مِنَ الْوَاوِ لِمَا عُلِمَ مِنْ أَنَّ الْعَيْنَ وَاوًا أَكثرُ مِنْهَا يَاءً، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ. الأَزهري فِي حشَا: قَالَ اللَّيْثُ المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ مِنَ الحَوْشِ وَهُمْ قَوْمٌ لَفِيفٌ أُشَابَةٌ؛ وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ:

جَمِّعْ مَحَاشَكَ يَا يزيدُ، فَإِنَّني

أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لَكُمْ وتَمِيما

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي المَحاشِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما فتحُه الميمَ وجَعْلُه إِيّاه مَفْعَلًا مِنَ الحَوْشِ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي مَا قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ، وَالصَّوَابُ المِحَاشُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي: إِنما هُوَ جَمِّعْ مِحَاشَك، بِكَسْرِ الْمِيمِ، جَعَلُوهُ مِنْ مَحَشته أَي أَحْرَقته لا مِنَ الحَوْشِ، وَقَدْ فُسِّرَ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ أَنهم يَتَحَالَفُونَ عِنْدَ النَّارِ؛ وأَما المَحَاشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، فَهُوَ أَثاث الْبَيْتِ، وأَصله مِنَ الحَوْشِ وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ وَضَمُّهُ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلَفِيفِ النَّاسِ مَحَاشٌ، واللَّه أَعلم.

حيش: الحَيْشُ: الفَزَعُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

ذَلِكَ بَزِّي، وسَلِيهِمْ إِذا

مَا كفَّتِ الحَيْش عَنِ الأَرْجُلِ

ابْنُ الأَعرابي: حَاشَ يَحِيشُ حَيْشاً إِذا فَزعَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن قَوْمًا أَسلموا فقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِلَحْمٍ فتَحَيَّشَتْ أَنفسُ أَصحابه مِنْهُ.

تَحَيَّشَتْ: نَفَرَتْ وفَزِعَتْ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْجِيمِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ قَالَ لأَخيه زَيْدٍ حِينَ نُدب لِقِتَالِ أَهل الردَةِ فَتَثَاقَلَ: مَا هَذَا الحَيشُ والقِلُ

أَي مَا هَذَا الفزَعُ والرِّعْدةُ والنفورُ. والحَيْشانُ: الْكَثِيرُ الْفَزَعِ. والحَيْشانةُ: المرأَة الذَّعُورُ من الرِّيبَةِ.

‌فصل الخاء المعجمة

خبش: خَبّش الشيءَ: جَمَعَهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. وخُباشاتُ العَيْشِ «1» : مَا يُتَناوَلُ مِنْ طَعامٍ أَو نحوِه، تُخَبَّشُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. والخَبْشُ، مِثْلُ الهَبْشِ سَوَاءٌ: وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ. وَرَجُلٌ خَبَّاشٌ: مكتَسِبٌ. اللِّحْيَانِيُّ: إِن المَجْلِسَ ليَجمعُ خُباشاتٍ مِنَ النَّاسِ وهُباشاتٍ إِذا كَانُوا مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ يَحْبِشُ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، ويَهْبِشُ، وَهِيَ الحُباشات والهُباشاتُ. وخَنْبَشٌ: اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنَ أَحد هَذِهِ الأَسماء، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت غُلَامًا أَسودَ فِي الْبَادِيَةِ كَانَ يُسَمَّى خَنْبشاً؛ وهو فَنْعَلٌ من الخبش.

خدش: خَدَشَ جِلْدَهُ ووجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً: مَزَّقَهُ. والخَدْشُ: مزْقُ الْجِلْدِ، قَلَّ أَو كَثُرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ:

مَنْ سأَلَ وَهُوَ غَنِيٌّ جَاءَتْ مسأَلته يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشاً أَو خُمُوشاً فِي وَجْهِهِ.

والخُدُوش: الْآثَارُ والكُدوحُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخَدْشُ والخَمْشُ بالأَظافرِ. يُقَالُ: خدَشَت المرأَة وَجْهَهَا عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وخَمَشَتْ إِذا ظفَّرَتْ فِي أَعالي حُرِّ وَجْهِهَا، فأَدْمته أَو لَمْ تُدْمه. وخدْشُ الْجِلْدَ: قَشَرَهُ بِعُودٍ أَو نَحْوِهِ، والخُدُوشُ

(1). قوله [وخباشات العيش] ضبط في الأَصل بضم الخاء. وعبارة القاموس وشرحه: وخباشات العيش، بالضم كما ضبطه الصاغاني، وظاهر سياقه أَنه بالفتح.

ص: 292

جَمْعُهُ لأَنه سُمِّيَ بِهِ الأَثر، وإِن كَانَ مَصْدَرًا. وخَدَّشَه: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ أَو لِلْكَثْرَةِ. وخادَشْتُ الرَّجُلَ إِذا خدَشْتَ وَجْهَهُ وخدَشَ هُوَ وجهَك، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ خِداشاً، والهرُّ يُسَمَّى مُخادِشاً. والمِخْدَشُ: كاهلُ الْبَعِيرِ «1» ؛ قَالَ الأَزهري: كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ كاهلَ الْبَعِيرِ مُخَدِّشاً لأَنه يَخْدِشُ الْفَمَ إِذا أُكِل بقلَّة لَحْمِهِ. وَيُقَالُ: شَدَّ فلانٌ الرَّحْلَ عَلَى مِخْدَشِ بَعِيرِهِ. وابْنا مُخَدِّشٍ: طَرَفا الْكَتِفَيْنِ كَذَلِكَ أَيضا. والمُخدِّشُ: مَقْطَعُ العُنُق مِنَ الإِنسان وَالْخُفِّ والظِّلْفِ والحافِر. والخادِشَةُ: مِنْ مَسَايِلِ الْمِيَاهِ اسْمٌ كالعافيةِ والعاقبةِ. وخَادِشَةُ السَّفا: أَطرافُه مِنْ سُنْبُلِ البُرِّ أَو الشَّعِيرِ أَو البُهْمى وَهُوَ شَوْكُهُ وَكُلُّهُ مِنَ الخَدْشِ. وخِداشٌ ومُخادشٌ: اسْمَانِ. خِداش بْنُ زُهَيْرٍ «2» . ابْنُ الأَعرابي: الخَدُوشُ الذُّبَابُ، والخَدُوش البُرْغُوث، والخَمُوشُ الْبَقُّ.

خرش: الخَرْشُ: الخَدْشُ فِي الْجَسَدِ كلِّه، وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَرْشُ بالأَظفار فِي الْجَسَدِ كلِّه، خَرَشَه يَخْرِشُه خَرْشاً واخْتَرَشَه وخَرَّشَه وخارَشَه مُخارَشَةً وخِراشاً. وجَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قَدْ تحرَّك وخَدَشَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ نَفْوَعِلٌ غَيْرَهُ. واخْتَرَشَ الجَرْوُ: تحرَّكَ وخَدَشَ. وتخارَشَتِ الْكِلَابُ وَالسَّنَانِيرُ: تخادَشَت وَمَزَّقَ بَعْضُهَا بَعْضًا. وكلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ. والخِراشُ: سِمةٌ مُسْتَطِيلَةٌ كَاللَّذْعَةِ الْخَفِيَّةِ تَكُونُ فِي جَوْفِ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ أَخْرِشةٌ، وَبَعِيرٌ مَخْروشٌ. والمِخْرَشُ والمِخْراشُ: خشبةٌ يَخُطُّ بِهَا الإِسكافُ. والمِخْرَشةُ والمِخْرَشُ: خَشَبَةٌ يُخُطُّ بِهَا الخَرَّازُ أَي يَنْقُشُ الْجِلْدَ وَيُسَمَّى المِخَطَّ. والمِخْرَشُ والمِخْراشُ أَيضاً: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

ضَرَبَ رأْسَه بِمِخْرَشٍ.

وخَرَشَ الغصنَ وخَرَّشَه: ضَرَبَهُ بالمِحْجَن يَجْتَذِبُهُ إِليه. فِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: أَنه أَفاض وَهُوَ يَخْرِش بعيرَهُ بمِحْجَنِه.

قَالَ الأَصمعي: الخَرْشُ أَن يَضْرِبَهُ بمِحْجَنه ثُمَّ يجتذبُه إِليه يُرِيدُ بِذَلِكَ تَحْرِيكَهُ للإِسراع، وَهُوَ شَبِيهٌ بالخدْشِ والنخسِ؛ وأَنشد:

إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشْ

فِي بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ

وخرَشَ البعيرَ بالمِحْجَن: ضَرَبَهُ بِطَرَفِهِ فِي عَرْض رَقَبَتِهِ أَو فِي جلدِه حَتَّى يُحتّ عَنْهُ وبَرُه. وخَرَشْت الْبَعِيرَ إِذا اجْتَذَبْتَهُ إِليك بالمخْراش، وَهُوَ المحْجَنُ، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْحَاءِ. وخَرَشَه الذُّبَابُ وحَرَشَه إِذا عضَّه. والخَرَشَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: ذُبَابَةٌ. والخَرَشَةُ: الذُّبَابُ، وَبِهَا سُمِّيَ الرجلُ. وَمَا بِهِ خَرَشَة أَي قَلَبَةٌ، وَمَا خَرَشَ شَيْئًا أَي مَا أَخذ. والخَرْشُ: الْكَسْبُ، وَجَمْعُهُ خُرُوشٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

قَرْضي وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ خُروشي

وخرَشَ لأَهله يخْرِشُ خَرْشاً واخْتَرَش: جَمَعَ وَكَسَبَ وَاحْتَالَ. وَهُوَ يَخرِش لِعِيَالِهِ ويخْتَرِشُ أَي يَكْتَسِبُ لَهُمْ وَيَجْمَعُ، وَكَذَلِكَ يقْتَرِشُ ويقْرِشُ يَطْلُبُ الرِّزْقَ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: لَوْ رأَيتُ

(1). قوله [والمخدش كاهل إلخ] هو كمنبر ومحدّث ومعظم؛ الأَخيرة للزمخشري.

(2)

. قوله [خداش بن زهير] عبارة القاموس وككتاب ابن سلامة أَو أَبو سلامة صحابي وابن زهير وابن حميد وابن بشر شعراء.

ص: 293

العَيْرَ يَخْرِشُ مَا بَيْنَ لابَتَيْها

يَعْنِي الْمَدِينَةَ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ مِنِ اخْتَرَشْت الشَّيْءَ إِذا أَخذته وَحَصَّلْتُهُ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالشِّينِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الجَرْشِ الأَكلِ. وخَرَشَ مِنَ الشَّيْءِ: أَخذ. وَفِي حَدِيثِ

قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ: كَانَ أَبو مُوسَى يَسْمعُنا وَنَحْنُ نُخارِشُهم فَلَا يَنْهَانَا

، يَعْنِي أَهل السَّوَادِ. والمُخارَشةُ: الأَخذ عَلَى كُرْهٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

أَصْدَرَها، عَنْ طَثْرةِ الدِّئاثِ،

صاحِبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ

الخَرِشُ: الَّذِي يُهَيِّجُهَا وَيُحَرِّكُهَا. والخَرِشُ والخَرْشُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَنَامُ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ شمرٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَظنه مَعَ الْجُوعِ. والخِرْشاءُ: قِشْرَةُ الْبَيْضَةِ الْعُلْيَا اليابِسةُ، وإِنما يُقَالُ لَهَا خِرْشاءُ بعد ما تُنْقَف فيُخْرَجُ مَا فِيهَا مِنَ الْبَلَلِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخِرْشاءُ جلدةُ الْبَيْضَةِ الدَّاخِلَةُ، وجمعه خَراشِيّ وهو الغِرْقِئُ. والخِرْشاءُ: قِشْرَةُ الْبَيْضَةِ الْعُلْيَا بَعْدَ أَن تُكْسَرَ ويخرجَ مَا فِيهَا. وخِرْشاءُ الصَّدْرِ: مَا يُرْمَى بِهِ مِنَ لزِج النُّخَامَةِ، قَالَ: وَقَدْ يُسَمَّى الْبَلْغَمُ خِرْشاءَ. وَيُقَالُ: أَلقى فُلَانٌ خَراشِيّ صَدْرِهِ، أَراد النخامةَ. وخِرْشاءُ الْحَيَّةِ: سَلخُها وَجَلْدُهَا. أَبو زَيْدٍ: الخِرْشاءُ مِثْلُ الحِرْباء جِلْدُ الحية وقشرُه، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ. وخِرْشاءُ اللَّبَنِ: رغْوتُه، وَقِيلَ: جُلَيْدةٌ تَعْلُوهُ؛ قَالَ مُزَرِّدٌ:

إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه،

ثَنى مِشْفَرَيه للصَّرِيحِ فأَقْنَعا

يَعْنِي الرغوةَ فِيهَا انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ. وخِرْشاءُ الثُّمالةِ: الْجِلْدَةُ الَّتِي تَعْلُو اللَّبَنَ، فإِذا أَراد الشَّارِبُ شُرْبَهُ ثَنَى مِشفريه حَتَّى يَخْلُص لَهُ اللبنُ. وخِرْشاءُ الْعَسَلِ: شَمَعُهُ وَمَا فِيهِ مِنْ مَيِّتِ نَحْلِهِ. وكلُّ شَيْءٍ أَجوف فِيهِ انتفاخٌ وخروقُ وتفتّقٌ خِرْشاءُ. وَطَلَعَتِ الشمسُ فِي خِرْشاءَ أَي فِي غَبَرَةٍ، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الخراشِيَّ للحَشَرات كُلِّهَا. وخَرَشَةُ وخُراشةُ وخِراشٌ ومُخارِشٌ، كلُّها: أَسماء وسِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاري وأَبو خِراشٍ الهُذلي، بِكَسْرِ الْخَاءِ؛ وأَبو خُراشةَ، بِالضَّمِّ، فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذَا نَفَرٍ،

فإِنَّ قوميَ لَمْ تأْكلْهمُ الضَّبُع

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَبَّاسِ بْنِ مرْداسٍ السُّلَمي، وأَبو خُراشةَ كُنْيةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ، وندبةُ أُمه، فَقَالَ يُخاطِبُه: إِن كُنْتَ ذَا نَفرٍ وعددٍ قليلٍ فإِنَّ قَوْمِي عددٌ كَثِيرٌ لَمْ تأْكلهم الضبُع، وَهِيَ السَّنةُ المُجْدِبةُ؛ ورَوَى هَذَا البيتَ سِيبَوَيْهِ: أَمَّا أَنتَ ذَا نَفَرٍ، فَجَعَل أَنت اسمَ كَانَ الْمَحْذُوفَةِ وأَمَّا عوضٌ مِنْهَا وَذَا نَفَرٍ خبرُها وأَن مَصْدَرِيَّةٌ «1» ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي قَوْلِهِمْ أَمّا أَنت مُنْطَلِقًا انطلقتُ مَعَكَ بِفَتْحِ أَن فَتَقْدِيرُهُ عِنْدَهُ لأَن كنتَ مُنْطَلِقًا انطلقتُ مَعَكَ، فأُسْقِطَت لَامُ الْجَرِّ كَمَا أُسقطت فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ، والعاملُ فِي هَذِهِ اللَّامِ مَا بعدها وهو قول فَاتَّقُونِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْكَلَامُ فِي قَوْلِكَ لأَن كُنْتَ مُنْطَلِقًا، الْعَامِلُ فِي هَذِهِ اللَّامِ مَا بَعْدَهَا وَهُوَ انطلقْتُ معَك؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ:

وكلُّ قَوْمِك يُخْشى مِنْهُ بائِقَةٌ،

فارْعُدْ قَليلًا، وأَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ

إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لَا أُؤَبِّسُه،

أُوقِدْ عَلَيْهِ فأُحْمِيه فَيَنْصَدِع

(1). أَمّا: هي أَن وما، فأن مصدرية وما زائدة.

ص: 294

قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ رَافِعًا يَقُولُ لِي عِنْدَهُ خُراشةٌ وخُماشَةٌ أَي حُقٌّ صغِيرٌ. وخُرُوشُ البيتِ: سُعُوفُه مِنْ جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ، الْوَاحِدُ سَعْفٌ وخَرْشٌ.

خربش: وقَعَ القومُ فِي خَرْبَشٍ وخِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ وصخَبٍ. والخَرْبَشةُ: إِفساد الْعَمَلِ وَالْكِتَابِ وَنَحْوِهِ. وَمِنْهُ يُقَالُ: كَتَبَ كِتَابًا مُخَرْبَشاً. وكتابٌ مُخَرْبَشُ: مُفسَدٌ؛ عَنِ اللَّيْثِ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ عَنْ

زَيْدِ بْنِ أَخْزم الطَّائِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ دُوادٍ يَقُولُ كَانَ كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً

أَي فَاسِدًا. والخَرْبَشةُ والخَرْمَشةُ: الإِفساد وَالتَّشْوِيشُ. والخُرُنْباشُ: مِنْ رَيَاحِينِ البَرِّ وَهُوَ شَبِيهُ المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، ووردُه أَبيض وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ يُوضَعُ فِي أَضعاف الثِّيَابِ لِطِيبِ رِيحِهِ. وخَرْبَشٌ: اسْمٌ.

خرفش: خِرْفاشٌ: موضع.

خرمش: الخَرْمَشةُ: إِفسَادُ الْكِتَابِ وَالْعَمَلِ، وَقَدْ خَرْمَشهُ. والخَرْبَشةُ والخَرْمَشة: الإِفساد والتشويش.

خشش: خَشَّه يَخُشُّه خَشًّا: طَعَنَهُ. وخَشَّ فِي الشَّيْءِ يخُشُّ خَشًّا وانْخَشَّ وخَشْخَشَ: دَخَلَ. وخَشَّ الرَّجُلُ: مَضَى وَنَفَذَ. وَرَجُلٌ مِخَشٌّ: مَاضٍ جَرِيءٌ عَلَى هَوَى اللَّيْلِ، ومِخْشفٌ، وَاشْتَقَّهُ ابنُ دُرَيْدٍ مِنَ قَوْلِكَ: خَشَّ فِي الشَّيْءِ دَخَلَ فِيهِ، وخَشٌّ: اسْمُ رَجُلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ الأَصمعي: خَشَشْتُ فِي الشَّيْءِ دَخَلْتُ فِيهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

فخَشَّ بِهَا خِلالَ الفَدْفَدِ

أَي دَخَلَ بِهَا. وانْخَشَّ الرَّجُلُ فِي الْقَوْمِ انْخِشاشاً إِذا دَخَلَ فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ اللَّه بن أُنيس: فَخَرَجَ رَجُلٌ يَمْشِي حَتَّى خَشَّ فِيهِمْ

أَي دَخَلَ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ لِمَا يُدخَلُ في أَنف البعير خِشَاشٌ لأَنه يُخَشُّ فِيهِ أَي يَدْخُلُ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وخَشْخَشْت بالعِيسِ فِي قَفْرةٍ،

مَقِيلِ ظِباء الصَّرِيمِ الحُرُنْ

أَي دَخَلَتْ. والخِشَاشُ، بِالْكَسْرِ «2»: الرَّجُلُ الْخَفِيفُ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ ووصَفَتْ أَباها، رضي الله عنهما، فَقَالَتْ: خَشَاشُ المَرْآة والمَخْبَر

؛ تُرِيدُ أَنه لَطِيفُ الْجِسْمِ وَالْمَعْنَى. يُقَالُ: رَجُلٌ خِشَاشٌ وخَشَاشٌ إِذا كَانَ حادَّ الرأْس لَطِيفًا مَاضِيًا لَطِيفَ الْمَدْخَلِ. وَرَجُلٌ خَشَاشٌ، بِالْفَتْحِ: وَهُوَ الْمَاضِي مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ خِشاشٌ وخَشاشٌ لَطِيفُ الرأْس ضَرْبُ الْجِسْمِ خَفِيفٌ وقَّادٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونه،

خَشَاشٌ [خِشَاشٌ] كرأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ

وَقَدْ يَضُمُّ. ابْنُ الأَعرابي: الخِشَاشُ والخَشَاشُ الْخَفِيفُ الرُّوحِ الذكيُّ. والخِشَاشُ: الثُّعْبَانُ «3» الْعَظِيمُ المنكَر، وَقِيلَ: هِيَ حَيَّةٌ مِثْلُ الأَرقم أَصْغَرُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْحَيَّاتِ الْخَفِيفَةِ الصَّغِيرَةِ الرأْس، وَقِيلَ: الْحَيَّةُ، وَلَمْ يُقَيِّدْ، وَهِيَ بِالْكَسْرِ. الفَقْعَسيّ: الخِشَاشُ حَيَّةُ الْجَبَلِ لَا تُطْني، قَالَ: والأَفعى حَيَّةُ السَّهْلِ؛ وأَنشد:

قَدْ سالَمَ الأَفعى مَعَ الخِشاشِ

وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الخِشَاشُ حَيَّةٌ صَغِيرَةٌ سَمْرَاءُ أَصغر مِنَ الأَرقم. وَقَالَ أَبو خِيرَةَ: الخِشَاشُ حَيَّةٌ بيضاء

(2). قوله [والخشاش بالكسر إلخ] هو مثلث كما في القاموس.

(3)

. قوله [والخشاش الثعبان] هو مثلث كبقية الحشرات.

ص: 295

قَلَّمَا تُؤْذِي، وَهِيَ بَيْنَ الحُفَّاثِ والأَرقم، وَالْجَمْعُ الخِشَّاءُ. وَيُقَالُ لِلْحَيَّةِ خَشْخاشٌ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

أَسْمر مِثْلُ الحيةِ الخَشْخَاشِ

والخِشْاشُ: الشِّرارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شِرارَ الطَّيْرِ وَمَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الطَّيْرِ وَمِنْ جَمِيعِ دَوَابِّ الأَرض مَا لَا دِماغَ لَهُ كَالنَّعَامَةِ وَالْحُبَارَى والكَرْوانِ ومُلاعِبِ ظِلِّه. قَالَ الأَصمعي: الخَشَاشُ شِرارُ الطَّيْرِ، هَذَا وَحْدَهُ بِالْفَتْحِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي الرَّجُلُ الْخَفِيفُ خَشَاشٌ أَيضاً، رَوَاهُ شَمِرٌ عَنْهُ قَالَ: وإِنما سُمِّيَ بِهِ خَشاشُ الرأْسِ مِنَ الْعِظَامِ وَهُوَ مَا رقَّ مِنْهُ. وكلُّ شَيْءٍ رقَّ ولطُفَ، فَهُوَ خَشاشٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَشَاشُ الرأْسِ، فإِذا لَمْ تَذْكُرِ الرأْس فَقُلْ: رَجُلٌ خِشَاشٌ، بِالْكَسْرِ. والخِشَاشُ، بِالْكَسْرِ: الحشراتُ، وَقَدْ يُفْتَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن امرأَة رَبَطَتْ هِرَّةً فَلَمْ تُطْعِمْها وَلَمْ تَدَعْها تأْكلُ مِنْ خَشَاش الأَرض

: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي مِنْ هوامِّ الأَرض وَحَشَرَاتِهَا ودوابِّها وَمَا أَشبهها، وَفِي رِوَايَةٍ:

مِنْ خَشِيشِها

، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ يَابِسُ النَّبَاتِ وَهُوَ وهَم، وَقِيلَ: إِنما هُوَ خُشَيْشٌ، بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، تَصْغِيرُ خَشَاشٍ عَلَى الْحَذْفِ أَو خُشَيِّشٌ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ. والخِشاشُ مِنْ دَوَابِّ الأَرض وَالطَّيْرِ: مَا لَا دِمَاغَ لَهُ، قَالَ: وَالْحَيَّةُ لَا دِمَاغَ لها وَالنَّعَامَةُ لَا دِمَاغَ لَهَا والكَرْوانُ لَا دِمَاغَ لَهُ، قَالَ: كَروانٌ خِشَاشٌ وَحُبَارَى خَشاشٌ سَوَاءٌ. أَبو مُسْلِمٍ: الخَشاشُ والخِشاشُ مِنَ الدَّوَابِّ الصغيرُ الرأْس اللَّطِيفُ، قَالَ: والحِدَأُ ومُلاعِبُ ظِلِّه خِشاشٌ. وَفِي حَدِيثِ العُصفورِ:

لَمْ يَنْتَفعْ بِي وَلَمْ يَدَعْني أَخْتشُّ مِنَ الأَرض

أَي آكُلُ مِنْ خَشاشِها. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الزُّبَيْرِ وَمُعَاوِيَةَ: هُوَ أَقلُّ فِي أَعْيُنِنا «1» مِنْ خَشاشةٍ.

ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي هُوَ الخِشاشُ، بِالْكَسْرِ، فَخَالَفَ جماعةَ اللُّغوِيِّين، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِهِ لانْخِشاشِه فِي الأَرض واسْتِتارِه بِهَا، قَالَ: وَلَيْسَ بقَوِيّ. والخِشاشُ والخِشاشةُ: العودُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي أَنف الْبَعِيرِ؛ قَالَ:

يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفضْلِ غَرْبٍ،

وتَقْدَعُه الخِشاشةُ والفِقارُ

وَجَمْعُهُ أَخِشَّةٌ. والخَشُّ: جعْلُك الخِشاشَ فِي أَنف الْبَعِيرِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِشاشُ مَا وُضِعَ فِي عظْم الأَنف، وأَما مَا وُضِعَ فِي اللَّحْمِ فَهِيَ البُرَةُ، خَشَّه يَخُشُّه خَشًّا وأَخَشَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَصمعي: الخِشاشُ مَا كَانَ فِي العَظم إِذا كَانَ عُوداً، والعِرانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْمِ فَوْقَ الأَنف. وخَشَشْت البعيرَ، فَهُوَ مَخْشوش. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: فَانْقَادَتْ مَعَهُ الشجرةُ كَالْبَعِيرِ المَخْشُوش

؛ هُوَ الَّذِي يُجعل فِي أَنفه الخِشاشُ. والخِشاش مُشْتَقٌّ مَنْ خَشَّ فِي الشَّيْءِ إِذا دَخل فِيهِ لأَنه يُدْخَل فِي أَنف الْبَعِيرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

خُشُّوا بَيْنَ كَلَامِكُمْ لَا إِله إِلا اللَّه

أَي أَدْخِلوا. وخَشَشْتُ الْبَعِيرَ أَخُشُّه خَشّاً إِذا جَعَلْتُ فِي أَنفه الخِشاشَ. الْجَوْهَرِيُّ. الخِشاشُ، بِالْكَسْرِ، الَّذِي يُدخل فِي عَظْمِ أَنف الْبَعِيرِ وَهُوَ مِنْ خَشب، والبُرةُ مِنْ صُفْرٍ، والخِزامةُ مِنْ شَعر. وَفِي حَدِيثِ الحُديبية:

أَنه أَهْدى فِي عُمرتِها جَمَلًا كَانَ لأَبي جَهْلٍ فِي أَنفه خِشاشٌ مِنْ ذَهَبٍ

، قَالَ: الخِشاشُ عُوَيدٌ يُجْعَلُ فِي أَنف الْبَعِيرِ يُشدّ بِهِ الزِّمامُ لِيَكُونَ أَسرعَ لِانْقِيَادِهِ. والخُشّاءُ والخُشُشاءُ: العظْمُ الدَّقيق الْعَارِي مِنَ الشَّعْرِ الناتئُ خَلْفَ الأُذن؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

(1). قوله [في أَعيننا] في النهاية في أَنفسنا.

ص: 296

فِي خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التَحْريرِ

وَهُمَا خُشَشاوانِ. ونظيرُها مِنَ الْكَلَامِ القُوْباءُ وأَصلُه القُوَباءُ، بِالتَّحْرِيكِ، فسكَنت اسْتِثْقَالًا لِلْحَرَكَةِ عَلَى الْوَاوِ ولأَنّ فُعْلاءَ، بِالتَّسْكِينِ، لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَتِهم، قَالَ: وَهُوَ وزنٌ قليلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، أَن قَبيصةَ بْنَ جَابِرٍ قَالَ لعُمر: إِني رَمَيْتُ ظَبْياً وأَنا مُحْرِمٌ فأَصَبْتُ خُشَشاءَه فأَسِن فَمَاتَ

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخُشَشاءُ هُوَ العظْمُ الناشِزُ خَلْفَ الأُذن وهمْزتُه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ أَلف التأَنيث. اللَّيْثُ: الخُشَشاوان عظْمان نَاتِئَانِ خَلْفَ الأُذنين، وأَصل الخُشَشاء «1» عَلَى فُعَلاءَ. والخَشَّاءُ، بِالْفَتْحِ: الأَرض الَّتِي فِيهَا رَمْلٌ، وَقِيلَ: طِينٌ. والخَشَّاءُ أَيضاً: أَرض فِيهَا طِينٌ وَحَصًى؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الأَرض الخَشِنةُ الصُّلْبَةُ، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ خَشَّاواتٌ وخَشاشِيّ. وَيُقَالُ: أَنْبَطَ فِي خَشَّاءَ. وَقِيلَ: الخَشُّ أَرض غَلِيظَةٌ فِيهَا طِينٌ وحَصْباءُ. والخَشُّ: القليلُ مِنَ الْمَطَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

يُسَائِلُنِي بالمُنْحَنى عَنْ بِلادِه،

فَقُلْتُ: أَصابَ النَّاسُ خَشٌّ مِنَ القَطْرِ

والخَشْخَشَةُ: صَوتُ السِّلَاحِ واليَنْبُوتِ، وَفِي لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ شَخْشَخَةٌ. وكلُّ شَيْءٍ يابسٍ يحُكُّ بَعْضُهُ بَعْضًا: خَشْخاشٌ. وَفِي الْحَدِيثِ

أَنه قَالَ لِبِلَالٍ: مَا دخلتُ الْجَنَّةَ إِلا وسمِعتُ خَشْخَشَةً، فقلتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: بلالٌ

؛ الخَشْخَشَةُ: حَرَكَةٌ لَهَا صَوْتٌ كَصَوْتِ السِّلَاحِ. وَيُقَالُ للرجَّالة: الخَشُّ والحَشُّ وَالصَّفُّ وَالْبَتُّ «2» ، قَالَ: وَوَاحِدُ الخَشّ خاشٌّ. ابْنُ الأَعرابي: الخِشاشُ الْغَضَبُ. يُقَالُ: قَدْ حَرَّكَ خِشاشَه إِذا أَغضبه والخُشاشُ: الشُّجَاعُ، بِضَمِّ الْخَاءِ. قَالَ: والخُشَيشُ الْغَزَالُ الصَّغِيرُ. والخُشَيشُ: تَصْغِيرُ خُشٍّ وَهُوَ التلُّ. والخِشاشُ: الجوالقُ؛ وأَنشد:

بينَ خِشاشِ بازِلٍ جِوَرِّ

وَرَوَاهُ أَبو مَالِكٍ: بَيْنَ خِشاشَيْ بازلٍ. قَالَ: وَخِشَاشَا كُلِّ شَيْءٍ جَنْباه؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلُ جَرِيرٍ:

مِنْ كُلِّ شَوْشاءَ لمَّا خُشَّ ناظرُها،

أَدْنَتْ مُذَمَّرَها مِنْ وَاسِطِ الكُورِ

قَالَ: والخِشاشُ يَقَعُ عَلَى عِرْق النَّاظِرِ، وعِرْقا الناظرَينِ يكْتَنِفان الأَنف، فإِذا خُشَّتْ لانَ رأَسها، فإِذا جُذِبت أَلْقت مُذَمَّرُها عَلَى الرَّحْلِ مِنْ شِدَّةِ الخِشاشِ عَلَيْهَا. والمُذَمَّرُ: العِلْباوان فِي العُنق يُشْرِفان عَلَى الأَخدَعَين. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

عَلَيْهِ خُشاشانِ

أَي بُرْدتان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِن كَانَتِ الروايةُ بِالتَّخْفِيفِ فَيُرِيدُ خفَّتهما ولُطْفَهُما، وإِن كَانَتْ بِالتَّشْدِيدِ فَيُرِيدُ بِهِ حركَتهما كأَنهما كَانَتَا مصقُولتين كَالثِّيَابِ الجدُد الْمَصْقُولَةِ. والخَشْخاشُ: الجماعةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ، وَفِي المحْكم: الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

فِي حَوْمةِ الفَيْلَقِ الجَأْواءِ، إِذْ ركِبَتْ

قَيْسٌ، وهَيْضَلُها الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا

وَفِي الصِّحَاحِ: الخَشْخاشُ الجماعةُ عليهم سلاح ودروع،

(1). قوله [وأَصل الخششاء إلخ] كذا بالأَصل ولعل فيه سقطاً وحق العبارة وأصل الخشَّاء الخششاء.

(2)

. قوله [والحش والبت] كذا بالأَصل وفي الشارح بدل الثاني بث بالمثلثة.

ص: 297

وَقَدْ خَشْخَشْتُه فَتَخَشْخَش؛ قَالَ عَلْقَمَةُ:

تَخَشْخَشَ أَبْدانُ الحَديدِ عليهمُ،

كَمَا خَشْخَشَتْ يبسَ الحصادِ جَنُوبُ

ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِصَوْتِ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ إِذا حُرِّكَ الخَشْخَشَةُ والنَّشْنَشَةُ. والخَشُّ: الشَّيْءُ الأَسود. والخَشُّ: الشَّيْءُ الأَخْشن. والخَشْخاشُ: نبتٌ ثمرتُه حمراءُ، وَهُوَ ضَرْبَانِ: أَسود وأَبيض، وَاحِدَتُهُ خَشْخاشةٌ. والخَشَّاءُ: مَوْضِعُ النَّحْل والدَّبْر؛ قَالَ ذُو الأُصْبَع العَدْوانيُّ يَصِفُ نَبْلًا:

قَوّمَ أَفْواقَها، وتَرَّصَها

أَنْبَلُ عَدْوان كلِّها صَنَعا

إِمَّا تَرى نَبْلَه فَخَشْرمُ خَشَّاءَ،

إِذا مُسَّ دَبْرُه لكَعا

تَرَّصَها: أَحكمها. وأَنبلُ عَدْوَانٍ: أَحذقُهم بِعَمَلِ النبلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ مَكَانٌ إِما تَرَى:

فنَبْلُه صِيغَةٌ كخَشْرَمِ خَشَّاءَ،

إِذا مُشَّ دَبْرُه لكَعا

لأَن إِما لَيْسَ لَهُ جَوَابٌ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَلَا فِيمَا بَعْدَهُ؛ قَالَ: وإِنما ذَكَرَ الشَّاعِرُ إِما فِي بَيْتٍ يَلِي هَذَا وَهُوَ:

إِمَّا تَرى قَوسَه فنابِيَةُ الأَرْزِ

هَتُوفٌ، بِحالها ضَلَعا

وَقَوْلُهُ فَنَابِيَةٌ، الْفَاءُ جَوَابُ إِما، وَنَابِيَةٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ أَي هِيَ مَا نَبَا مِنَ الأَرْزِ وَارْتَفَعَ. وهتوفٌ: ذَاتُ صَوْتٍ. وَقَوْلُهُ لكَعا بِمَعْنَى لَسَعَ. وخُشْ: الطيبُ، بِالْفَارِسِيَّةِ، عرَّبَتْه الْعَرَبُ. وَقَالُوا فِي المرأَة خَشَّة كأَنَّ هَذَا اسْمٌ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشدني بَعْضُ مَنْ لَقِيتُهُ لِمُطِيعِ بْنِ إِياس يَهْجُو حَمَّادًا الرَّاوِيَةَ:

نَحِّ السَوْءةَ السَّوْآءَ

يَا حَمَّادُ، عَنْ خُشّه «1»

عن التُّفَّاحةِ الصَّفْراءِ،

والأُتْرُجّةِ الهَشّة

وخُشَاخِشٌ «2» : رَمْلٌ بالدَّهْناءِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

أَوْقَدْتَ نارَك واسْتَضَأْتَ بحزنَةٍ،

وَمِنَ الشُّهودِ خُشَاخِشٌ والأَجْرَعُ

خفش: الخفَشُ: ضَعْفٌ فِي الْبَصَرِ وَضِيقٌ فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: صغرٌ فِي الْعَيْنِ خِلْقَةً، وَقِيلَ: هُوَ فَسَادٌ فِي جَفْنِ الْعَيْنِ وَاحْمِرَارٌ تَضِيقُ لَهُ الْعُيُونُ مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ وَلَا قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فَهُوَ خَفِشٌ وأَخْفَشُ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: كأَنهم مِعْزَى مَطِيرة فِي خَفْشٍ

؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ؛ إِنما هُوَ الخَفَشُ مَصْدَرُ خَفِشَت عَيْنُهُ خَفَشاً إِذا قَلَّ بَصَرُهَا، وَهُوَ فَسَادٌ فِي الْعَيْنِ يَضْعُفُ مِنْهُ نورُها وتَغْمَصُ دَائِمًا مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ، يَعْنِي أَنهم فِي عَمًى وحَيرة أَو فِي ظُلْمَةِ ليل، فضُرِبت المِعْزى مَثَلًا لأَنها مِنْ أَضعف الْغَنَمِ فِي المطرِ وَالْبَرَدِ. وَفِي حَدِيثِ وَلَدِ المُلاعَنة:

إِن جَاءَتْ بِهِ أُمه أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ

؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الَّذِي يُغَمّضُ إِذا نَظَرَ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةُ:

وكنتُ لَا أُوبَنُ بالتَّخْفِيش

يُرِيدُ بالضَّعْف فِي أَمري. يُقَالُ: خَفِشَ فِي أَمره إِذا ضَعُفَ؛ وَبِهِ سُمِّيَ الخُفاشُ لضعْف بَصَرِهِ بِالنَّهَارِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ خفِشٌ إِذا كَانَ فِي عَيْنَيْهِ غَمَصٌ

(1). قوله [عن خُشِّه] هكذا ضبط في الأَصل بضم الخاء في البيت وبالفتح فيما قبله.

(2)

. قوله [وخُشَاخِشٌ] قال متن القاموس بالضم ونقل شارحه عن الصاغاني الفتح.

ص: 298

أَي قَذًى، قَالَ: وأَما الرَّمَصُ فَهُوَ مثلُ العَمَش. وَفِي كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: قَاتَلَكَ اللَّه أُخَيْفِشَ العينِ هُوَ تَصْغِيرُ الأَخْفَش. الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ يَكُونُ الخفَشُ عِلَّةً وَهُوَ الَّذِي يُبْصر الشَّيْءَ بِاللَّيْلِ وَلَا يُبْصِرُهُ بِالنَّهَارِ، وَيُبْصِرُهُ فِي يَوْمِ غَيْمٍ وَلَا يُبْصِرُهُ فِي يَوْمٍ صَاحٍ. والخُفَّاشُ: طائرٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يَشُقُّ عَلَيْهِ ضَوْءُ النَّهَارِ. والخُفَّاشُ: واحدُ الخَفافِيش الَّتِي تَطِيرُ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ النَّضِرُ: إِذا صغُرَ مُقدَّمُ سَنَامِ الْبَعِيرِ وانضمَّ فَلَمْ يَطُلْ فَذَلِكَ الخَفَش. بعيرٌ أَخْفَشُ، وَنَاقَةٌ خَفْشاءُ، وَقَدْ خَفِشَ خفَشاً.

خمش: الخَمْشُ: الخدْشُ فِي الْوَجْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي سَائِرِ الْجَسَدَ، خَمَشَه يَخْمِشُه ويخمُشُه خَمْشاً وخُمُوشاً وخَمَّشه. والخُمُوشُ: الخُدُوشُ؛ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبي لَهَبٍ يُخَاطِبُ امرأَته:

هاشمٌ جَدُّنا، فإِن كُنتِ غَضْبَى،

فامْلَئِي وجْهَكِ الجَمِيلَ خُدُوشاً

وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَفْعل ذَلِكَ أُمُّك خَمْشَى، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ ثَكِلَتْكَ أُمُّك فَخَمَّشَت عَلَيْكَ وجْهَها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ يُقَالُ لَا تَفْعَلُوا ذَلِكَ أُمهاتُكم خَمْشَى. والخُماشةُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ: مَا لَيْسَ لَهُ أَرْش مَعْلُومٌ كالخدْش وَنَحْوِهِ. والخُماشةُ: الجنايةُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

رَباعٍ لَهَا، مُذْ أَوْرَقَ العُود عِنْدَهُ،

خُمَاشاتُ ذَحْل مَا يُرادُ امتثالُها

امتثالُها: اقتصاصُها، وَالِامْتِثَالُ الِاقْتِصَاصُ، وَيُقَالُ: أَمْثِلْني مِنْهُ؛ قَالَ يَصِفُ عَيْرًا وأُتُنَه ورَمْحَهنّ إِياه إِذا أَراد سِفادَهنّ، وأَراد بِقَوْلِهِ رَباع عَيْرًا قَدْ طَلَعَت رَباعِيَتاه. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا دُونَ الدِّيَةِ فَهُوَ خُمَاشاتٌ مِثْلُ قَطْعِ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو أُذن أَو عَيْنٍ أَو ضَرْبَةٍ بِالْعَصَا أَو لَطْمَةٍ، كلُّ هَذَا خُماشةٌ. وَقَدْ أَخذت خُماشَتي مِنْ فُلَانٍ، وَقَدْ خَمَشَني فُلَانٌ أَي ضَرَبَنِي أَو لَطَمَنِي أَو قَطَعَ عُضْواً مِنِّي. وأَخذ خُمَاشَته إِذا اقْتَصَّ. وَفِي حَدِيثِ

قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: أَنه جَمَعَ بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ وَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ خُماشاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَاحِدَتُهَا خُماشة

، أَي جِرَاحَاتٌ وَجِنَايَاتٌ، وَهِيَ كُلُّ مَا كَانَ دُونَ الْقَتْلِ وَالدِّيَةِ مِنْ قَطْعٍ أَو جُرْحٍ أَو ضَرْبٍ أَو نَهْبٍ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَنواع الأَذى؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِهَا جِنَايَاتٍ وَجِرَاحَاتٍ. اللَّيْثُ: الخامِشةُ وجمعُها الخَوامِشُ وَهِيَ صِغَارِ الْمَسَايِلِ وَالدَّوَافِعِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَتْ خامِشَةً لأَنها تَخْمِشُ الأَرض أَي تَخُدّ فِيهَا بِمَا تحْمِل مِنْ مَاءِ السَّيْلِ. والخَوافِشُ: مَدَافِعُ السَّيْلِ، الْوَاحِدَةُ خافِشةٌ. والخامِشةُ: مِنْ صِغَارِ مَسايلِ الْمَاءِ مِثْلُ الدَّوَافِعِ. والخَمُوشُ: البعوضُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، فِي لُغَةِ هُذيل، قَالَ الشَّاعِرُ:

كأَن وغَى الخَمُوش، بِجانِبَيه،

وغَى رَكْبٍ، أُمَيمَ، ذَوِي زِياط

وَاحِدَتُهُ خَمُوشة، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهُ؛ وَهَذَا الشِّعْرُ فِي التَّهْذِيبِ:

كأَن وَغَى الْخَمُوشِ، بِجَانِبَيْهِ،

مآتِمُ يَلْتَدِمْن عَلَى قَتيل

وَاحِدَتُهَا بقَّة، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهَا خَمُوشة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الجوهري هذا الْبَيْتَ فِي فَصْلِ وَغَى أَيضاً وَذَكَرَ أَنه لِلْهُذَلِيِّ وَالَّذِي فِي شِعْرِ هُذَيْلٍ خِلَافُ هَذَا، وَهُوَ:

كأَن وَغَى الْخَمُوشِ، بِجَانِبَيْهِ،

وَغَى رَكْبٍ، أُميم، أُولي هِياط

ص: 299

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْبَيْتُ لِلْمُتَنَخِّلِ؛ وَقَبْلَهُ:

وَمَاءٍ، قَدْ ورَدْت أُمَيمَ، طامٍ

عَلَى أَرْجائه زَجَلُ الغَطاط

قَالَ: الهِياطُ والمِياطُ الخصومةُ والصياحُ، وَالطَّامِي الْمُرْتَفِعُ، وأَرجاؤه نَوَاحِيهِ. والغَطاطُ ضربٌ مِنَ الْقَطَا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ حِينَ سُئل: هَلْ يُقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ فَقَالَ: خَمْشاً

؛ دَعَا بأَن يُخْمَشَ وَجْهُهُ أَو جلدُه كَمَا يُقَالُ جدْعاً وقطْعاً، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ لَا يَظْهَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ سأَل وَهُوَ غنيٌّ جَاءَتْ مسأَلتُه يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشاً أَو كُدُوحاً فِي وَجْهِهِ

أَي خُدُوشاً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخُموش مِثْلُ الخُدوش. يُقَالُ: خَمَشَت المرأَةُ وجْهَها تَخْمُشه وتَخْمِشه خَمْشاً وخُمُوشاً، والخُمُوشُ مصدرٌ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَا جَمِيعًا الْمَصْدَرَ حَيْثُ سُمِّيَ بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ نِسَاءً قُمْن يَنُحْنَ عَلَى عَمِّهِ أَبي بَرَاءٍ:

يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوْجُهٍ صِحاح،

فِي السُّلُب السُّودِ، وَفِي الأَمْساح

حَكَى ابْنُ قُهزاذ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ:

سأَلت مَطَرًا عَنْ قَوْلِهِ عز وجل: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، فَقَالَ: سأَلت عَنْهَا الْحَسَنَ بْنَ أَبي الْحَسَنِ فَقَالَ: هَذَا مِنَ الخُماش

؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد هَذَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي لَا قِصَاصَ فِيهَا. والخَمْشُ: كالخَدْش الَّذِي لَا قِصَاصَ فِيهِ. وَالْحَوَامِيمُ كُلُّهَا مَكِّيَّةٌ لَيْسَ فِيهَا حُكْمٌ لأَنها كَانَتْ دارَ حَرْبٍ، قَالَ

ابْنُ مَسْعُودٍ: آلُ حم مِنْ تِلَادِي الأُوَل

أَي مِنْ أَول مَا تعلّمتُ بِمَكَّةَ، وَلَمْ تجْر الأَحكام بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَكَّةَ فِي الْقِصَاصِ. والخَمَشُ: ولدُ الوَبْر الذكرُ، وَالْجَمْعُ خُمْشان. وتَخَمَّشَ القومُ: كثُرت حَرَكَتُهُمْ. وأَبو الْخَامُوشِ: رجلُ مَعْرُوفٌ بَقَّال؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

أَقْحَمَني جارُ أَبي الْخَامُوشِ

والخُماشاتُ: بَقَايَا الذَحْلِ.

خنش: الخُنْشُوشُ: بقيّةٌ مِنَ الْمَالِ. وامرأَة مُخنَّشَةٌ: فِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ شَبابٍ. وَبَقِيَ لَهُمْ خُنْشُوشٌ مِنْ مَالٍ أَي قطعةٌ مِنَ الإِبِلِ، وَقِيلَ أَي بَقِيَّةٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ امرأَة مُخَنَّشة قَالَ: تَخْنُشُها بعْض رقَّة بَقِيَّةِ شبابِها، وَنِسَاءٌ مُخَنَّشَات. وَمَا لَه خُنْشُوشٌ أَي مَا لَه شيءٌ؛ وقول رُؤْبَةُ:

جَاؤُوا بأُخْراهُمْ عَلَى خُنْشُوش

كقولهم جاؤوا عَنْ آخِرِهِمْ. وخُنْشُوشٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وخُنْشُوشٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي دارِم يُقَالُ لَهُ خُنْشُوش مُدٍّ «3» يَقُولُ لَهُ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الدَّارِمِيُّ:

جزَى اللَّهُ خُنْشُوشَ بْنَ مُدّ مَلامَةً،

إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ لِلنَّفْسِ مُوقُها

أَراد مؤُوقُها.

خنبش: امرأَة خَنْبشٌ: كَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ. وخَنْبَشٌ: اسْمُ رَجُلٍ.

خوش: الخَوَشُ، صفَرُ الْبَطْنِ، وَكَذَلِكَ التَّخْوِيشُ. والمُتَخَوِّشُ والمُتَخاوِشُ: الضامرُ الْبَطْنِ المُتَخَدِّد اللَّحْمِ الْمَهْزُولُ. وتَخَوَّشَ بَدَنُ الرَّجُلِ: هُزِل بَعْدَ سِمَنٍ. وخوَّشَه حَقَّه: نقَصه؛ قَالَ رُؤْبَةُ يصف أَزْمةً

حَصَّاءُ تُقْنِي المالَ بالتَخْوِيش

ابْنُ شُمَيْلٍ: خاشَ الرجلُ جاريتَه بأَيْرِه، قَالَ والخَوْش كَالطَّعْنِ وَكَذَلِكَ جافَها يجُوفها ونشَغَها وَرَفَغَهَا. وخاوَشَ الشيءَ: رَفَعه؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ ثَوْرًا يحْفر كِناساً ويُجافي صدْرَه عَنْ عروق الأَرطى:

(3). قوله [مدّ] هو في الأَصل بهذا الضبط.

ص: 300