المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المطلب التاسع التماسك والتعاون على البر والتقوى بين المواطنين والابتعاد] - متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار

[سليمان الحقيل]

فهرس الكتاب

- ‌[تقديم معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري]

- ‌[المقدمة]

- ‌[المطلب الأول التمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية والمحافظة على مقاصدها]

- ‌[المطلب الثاني السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف]

- ‌[المطلب الثالث التزام الوسطية والاعتدال في شئون الحياة كلها]

- ‌[المطلب الرابع القيام بواجب النصيحة بالأسلوب الشرعي مع مراعاة التلازم]

- ‌[المطلب الخامس قيام المواطن السعودي بواجبه في المحافظة على الأمن]

- ‌[المطلب السادس قيام العلماء والمثقفين بملء الفراغ الذهني لدى بعض]

- ‌[المطلب السابع شكر النعم]

- ‌[المطلب الثامن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء]

- ‌[المطلب التاسع التماسك والتعاون على البر والتقوى بين المواطنين والابتعاد]

- ‌[المطلب العاشر قيام الأسرة السعودية بواجبها في تربية أولادها التربية]

- ‌[المطلب الحادي عشر سد وقت الفراغ لدى الطلاب ومحاربة انتشار البطالة]

- ‌[المطلب الثاني عشر تعميق الانتماء الوطني لدى المواطن السعودي وتبصيره]

- ‌[المطلب الثالث عشر المحافظة على طهر مجتمعنا وصيانته من انتشار الأخلاق]

- ‌[المطلب الرابع عشر التحلي بمقومات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم]

- ‌[المطلب الخامس عشر صيانة عقول شبابنا من آثار الغزو الفكري المدمر]

- ‌[المصادر والمراجع]

الفصل: ‌[المطلب التاسع التماسك والتعاون على البر والتقوى بين المواطنين والابتعاد]

والخلاصة: إن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة ذات فوائد جليلة، وهي بمثابة صِمَام أمان للمجتمع المسلم من أن يتطرق إليه الانحلال والفساد والخراب والقلاقل والمحن والفتن والاضطرابات متى تم القيام بها في ضوء الكتاب والسنة، والعكس صحيح فإن هذه الفريضة عندما تمارس بطريقة خاطئة وخلافا لما ورد في الكتاب والسنة، فإنها تكون مصدرا لتمزق المجتمع، وإثارة الفتن والخلافات والتفرق والتطاحن بين أفراد المجتمع، ومتى سادت هذه الأخلاق الذميمة في المجتمع انقلب أمنه خوفا واستقراره فوضى.

ندعو الله مخلصين أن يديم علينا في هذه البلاد نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ومن أهمها نعمة القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

[المطلب التاسع التماسك والتعاون على البر والتقوى بين المواطنين والابتعاد]

عن النزاع

ص: 79

المطلب التاسع

التماسك والتعاون على البر والتقوى

بين المواطنين

والابتعاد عن النزاع والتمزق والانقسام بينهم

ص: 81

إن سلاح الأمم في بناء مجدها، وإثبات وجودها، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار بها، وتحقيق أهدافها الحاضرة والمستقبلة، هو سلاح الائتلاف والاتحاد والتعاون والوفاق، وترك النزاع والتمزق والانقسام والتناحر جانبا، فكلما سادت هذه الفضائل بين أفراد المجتمع حكاما ومحكومين ساد الحب والتقدير والثقة المتبادلة، والتضامن والوحدة والألفة والمحبة والتعاطف والتراحم، وإذا فقدت هذه الفضائل والقيم الإسلامية السامية ساد التمزق والانحلال والاضطراب والشك والقلق والقنوط واليأس شئون الأمة وشل حركتها وحول سعادتها شقاء وأمنها خوفا. . .

وقد أمر الله جل شأنه بالتمسك والاعتصام بحبله وبالتعاون على الخير وأوصى به وحذر من الفرقة والتمزق، وأثنى على وحدة الأمة وندد باختلافها قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103](1) .

وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2](2) .

وحذر سبحانه وتعالى من الخلاف في الدين والتفرقة في فهمه شيعا متناحرة ومتلاعنة قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ - يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ - وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 105 - 107](3) .

ويقول سبحانه موضحا نتيجة الانقسام والتنازع والعصيان: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152](4) .

(1) سورة آل عمران، الآية 103.

(2)

سورة المائدة، الآية 2. .

(3)

سورة آل عمران، الآية 105 - 107.

(4)

سورة آل عمران، الآية 152. .

ص: 83

وقد حثٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعاون المؤمنين على الخير، ودعا إلى الاتحاد والتضامن بين أفراد المجتمع ونبّه على ضرورة التزام واجب الأخوة، وحذَر من كل شيء يمس هذه الفضائل ويسبب التمزق والتنازع والانقسام والتمرد.

يقول صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (1) .

ويقول صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (2) .

وقال صلى الله عليه وسلم حاثا على التناصر في الحق بين المسلمين «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قال أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟! قال: تحجزه عن ظلمه فذلك نصره» (3) . ويقول صلى الله عليه وسلم محذرا من أن يسبب المسلم لأخيه المسلم خوفا أو يثير في نفسه قلقا: «لا يحل للمسلم أن يروع المسلم» (4) . ورُوي عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافهُ الله يوم القيامة» (5) .

ويقول صلى الله عليه وسلم محذرا من التفرق والتمزق: «الشيطان يهم بالواحد أو الاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم» (6) . ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا: «ستكون بعدي هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جمع فاضربوه بالسيف كائنا مَنْ كان» (7) . ويقول صلى الله عليه

(1) رواه البخاري. .

(2)

رواه أصحاب السنن. .

(3)

رواه البخاري ومسلم والترمذي. .

(4)

رواه البزار.

(5)

رواه أبو داود.

(6)

رواه مالك.

(7)

رواه البخاري.

ص: 84