المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المطلب الثالث عشر المحافظة على طهر مجتمعنا وصيانته من انتشار الأخلاق] - متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار

[سليمان الحقيل]

فهرس الكتاب

- ‌[تقديم معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري]

- ‌[المقدمة]

- ‌[المطلب الأول التمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية والمحافظة على مقاصدها]

- ‌[المطلب الثاني السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف]

- ‌[المطلب الثالث التزام الوسطية والاعتدال في شئون الحياة كلها]

- ‌[المطلب الرابع القيام بواجب النصيحة بالأسلوب الشرعي مع مراعاة التلازم]

- ‌[المطلب الخامس قيام المواطن السعودي بواجبه في المحافظة على الأمن]

- ‌[المطلب السادس قيام العلماء والمثقفين بملء الفراغ الذهني لدى بعض]

- ‌[المطلب السابع شكر النعم]

- ‌[المطلب الثامن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء]

- ‌[المطلب التاسع التماسك والتعاون على البر والتقوى بين المواطنين والابتعاد]

- ‌[المطلب العاشر قيام الأسرة السعودية بواجبها في تربية أولادها التربية]

- ‌[المطلب الحادي عشر سد وقت الفراغ لدى الطلاب ومحاربة انتشار البطالة]

- ‌[المطلب الثاني عشر تعميق الانتماء الوطني لدى المواطن السعودي وتبصيره]

- ‌[المطلب الثالث عشر المحافظة على طهر مجتمعنا وصيانته من انتشار الأخلاق]

- ‌[المطلب الرابع عشر التحلي بمقومات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم]

- ‌[المطلب الخامس عشر صيانة عقول شبابنا من آثار الغزو الفكري المدمر]

- ‌[المصادر والمراجع]

الفصل: ‌[المطلب الثالث عشر المحافظة على طهر مجتمعنا وصيانته من انتشار الأخلاق]

13 -

تعريف المواطن بوظيفة الأجهزة الحكومية وما يجب عليه نحو دعم هذه الأجهزة ومساعدتها.

14 -

تبصير المواطن بما قامت وتقوم به الدولة من واجبات في مختلف المجالات لرفع شأن الوطن والمواطن.

15 -

تعريف المواطن بالشخصية المميزة لوطنه وسياسته الخارجية التي تحظى باحترام المجتمع الدولي لجهوده المميزة في خدمة القضايا العربية والإسلامية وعمله على تحقيق الأمن والسلام بين الأمم.

16 -

تعريف المواطن بحقوقه وواجباته في ظل تعاليم الإسلام.

17 -

ترسيخ القيم الإسلامية والاجتماعية الحميدة لدى الطلاب كالتعاون والصدق والأمانة والصبر.

حفظ الله بلادنا من كيد الكائد وحسد الحاسد ومن طمع الطامعين.

18 -

تنمية الاعتزاز بالانتماء إلى الأمة العربية والإسلامية والاقتناع بأهمية الارتباط بالعالم الخارجي.

[المطلب الثالث عشر المحافظة على طهر مجتمعنا وصيانته من انتشار الأخلاق]

الذميمة فيه

ص: 114

المطلب الثالث عشر

المحافظة على طهر مجتمعنا وصيانته من انتشار

الأخلاق الذميمة فيه

ص: 115

وهذا المطلب من أهم الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت. . . وبناء الأمة يقوم على أخلاقها، والمجتمع الذي تسوده الأخلاق الإسلامية الفاضلة حري بالنمو والبقاء وحري بأن يكون لخير أمة أخرجت للناس.

وعندما نتعرض لعدد من الأمراض الاجتماعية، فنحن لا نعني بالضرورة وجودها أو استشرائها في مجتمعنا الفاضل الكريم، ولكنا نتناولها بالدراسة إعمالا لقول الحق تبارك وتعالى:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى: 9] وعندما يوضح الداء والدواء أمام كل ذي عينين فإن ذلك سوف يكون بالقطع وقاية قبل أن يكون علاجا. . . ونورد هذا أمثلة فحسب من الأخلاق التي تتفشى في كل مجتمع لا ينتبه إلى خطورتها وحجم أضرارها ومساهمتها في تفتيت الوحدة الاجتماعية، وإثارة الفتن والخلافات ولنبدأ: بالحسد:

الحسد: وهو كراهية الخير للناس وتمني زوال النعمة عنهم، فإذا أخذت هذه الصفة خطوات إيجابية بالعمل الممقوت والوشاية الضالة المضلة فإنما يصدق عليها قول الحق:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ - وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ - وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 1 - 5](1) .

وعندما يهب الرسول مناديا: «ولا تحاسدوا ولا تباغضوا» (2) . فهو إنما يخشى على أمته من شر الحسد ويقول: «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل

(1) سورة الفلق.

(2)

رواه البخاري ومسلم.

ص: 117

الحسنات كما تأكل النار الحطب» ، ومجتمع يخلو من الحسد هو مجتمع فاضل، الابتسامة الصادقة هي أهم سماته، لا كراهية ولا بغض، بل احترام وتعاون ومحبة. .

إنه مجتمع التعاون والمودة. . . أغبط أخي ولا أحسده وأدعو له ثم أدعو لنفسي أن يهيئ الله لي مثل ما هيأ له. والحاكم لا يحسد على عدله بل يشكر، ولا يحسد على حكمه بل يشكر، ولا يحسد على سلطانه فسلطانه هو الذي يقيم العدل وينشر الحكمة.

والعبقري لا يحسد على ما أوتي فأغلب العبقرية جهد واجتهاد. . وعلى كل منا أن يعلم أن لكل مجتهد نصيبا، عمل بلا حسد هو البناء الحقيقي للأمة، والبناء الحقيقي للأمة هو دعامة استتباب الأمن والاستقرار فيها.

والنفاق: قال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67](1) .

من المنافق؟ يحدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» (2) والمنافق دائما في حالة خوف وتربص، معرض عن الصلاة، ساخر من الصالحين أو يدعي الإيمان وهو على غير ذلك، ومن صفات النفاق

(1) سورة التوبة، الآية.

(2)

رواه البخاري ومسلم.

ص: 118

الكثيرة الحلف بالباطل والمراوغة وكشف أسرار أمن الوطن وخيانته والعمل على النيل من أمنه واستقراره.

والنميمة: وهي السعي بين الناس بالدس والوقيعة، قال تعالى:{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ - هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10 - 11](1) .

وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا يدخل الجنة نمام» (2) والنمام زارع فتنة، مقطع رحم، غراب بين لا يحب إلا الخراب، وقد رسم لنا القرآن ما نعمل تجاهه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] (3) .

ولا يخفى على كل لبيب أن نقل الأنباء للمصلحة والمنفعة لا يدخل في باب النميمة، أو الشكوى للملوك من الولاة الظالمين فهذا واجب للنصح للحاكم والدين النصيحة، والغيبة أخت النميمة فالنيل من الغائب وذكره بما يكره غيبة وهي كراهية لا تولد إلا كراهية، والمؤمن ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء كما وصفه رسولنا الأمين، ويؤكد لنا بقوله صلى الله عليه وسلم:«وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم» (4) .

والرشوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي» ، قول رسول الله الفصل في هذا الخلق الذميم، والرشوة رشوة وإن سموها هدية أو دخلت في صورة تهاون في تجارة أو إبراء من دين. . وهي فخ المروءة ومضيعة الحقوق بين الناس.

(1) سورة القلم، الآية 10 - 11.

(2)

رواه البخاري ومسلم.

(3)

سورة الحجرات، الآية 6.

(4)

رواه الأربعة.

ص: 119