الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
إدخال الثقافة المهنية في مناهج التعليم العام لدينا أصبح مطلبا وطنيا ملحا، إدخال هذه الثقافة سوف يعطي الطالب الخيار في مواصلة دراسته أو الانخراط في سلك العمل بعد حصوله على ثقافة مهنية معينة تساعده، إن مناهجنا في التعليم العام في الوقت الحاضر تعد الطالب للدخول إلى الجامعة، ولم تترك خيارا للطالب، إن بعض الطلاب قد يكون لديه ظروف لا تسمح له بمواصلة دراسته في الجامعة، وقد لا يكون لديه رغبة لمواصلة دراسته، ومع هذا ليس أمامه خيار سوى الالتحاق بالجامعة أو الجلوس عاطلا، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الرسوب والتسرب في المستويات الأولى بكليات جامعاتنا المختلفة، إن الطالب الذي لديه ظروف عائلية لا تمكنه من مواصلة الدراسة في الجامعة، والطالب الذي لا يرغب أساسا في مواصلة دراسته الجامعية، لو كان لديهما ثقافة مهنية لانخرطا في سلك العمل وحلا محل العمالة الفنية الوافدة.
والخلاصة: إن إدخال الثقافة المهنية في التعليم العام سوف يساهم في توفير المزيد من الفرص الوظيفية أمام الطلاب الذين لا يرغبون في الالتحاق بالجامعات، وسوف يكون صمام أمن ضد انتشار البطالة في مجتمعنا.
يجب أن ندرك بعناية احتياجات القطاع الخاص من القوى البشرية الفنية ومن ثم يسمح للقطاع الخاص بافتتاح بعض المعاهد الفنية، بل الكليات الفنية لتخرج أعدادا من المواطنين السعوديين مؤهلين ليحلوا محل العمالة الفنية الأجنبية.
هذه بعض الإجراءات التي أتصور أن الأخذ بها سوف يساهم مساهمة فاعلة في عدم بروز مشكلة البطالة في بلادنا.
[المطلب الثاني عشر تعميق الانتماء الوطني لدى المواطن السعودي وتبصيره]
بواجباته الوطنية
المطلب الثاني عشر
تعميق الانتماء الوطني لدى المواطن السعودي
وتبصيره بواجباته الوطنية
تعميق الانتماء الوطني لدى المواطن السعودي بشكل عام والشباب بشكل خاص أصبح من أهم المتطلبات اللازمة للمحافظة على نعمة الأمن والاستقرار التي نعيشها، والواقع أن الانتماء الوطني هو صمام الأمان بإذن الله ضد كل ما من شأنه تعكير نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا.
وتحقيق هذا المطلب العظيم يقع على عاتق مؤسساتنا التربوية والإعلامية، وهذه المؤسسات قادرة ومؤهلة للقيام بهذا الواجب الوطني الكبير، فلدينا سياسة تعليمية محكمة تتمثل في وثيقة التعليم الصادرة عن اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1390 هـ، ولدينا سياسة إعلامية هادفة تتمثل في وثيقة السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية.
والمتأمل في البنود الواردة في هاتين السياستين - السياسة التعليمية والسياسة الإعلامية، يجد أنهما أعدتا لإعداد مواطن صالح بل إنسان صالح إيجابي ومن إيجابياته الفعالة وقوفه في طريق الشر، وأنه لا يسمح للشر أن يعبر من جانبه لأي مخلوق.
إنسان عابد لله على المفهوم الشامل للعبادة، الذي يشمل كل الحياة، إنسان يعرف ربه ويدين له بالطاعة ويقف عند حدوده، إنسان يحس بمراقبة الله الدائمة له في كل تصرف، ولكل فكرة وكل شعور ولكل هاجسة في
النفس مستورة، وكل خائنة في العين خافية، يهتز ويرتعش، ويخر خاشعا ويراقب الله في الصغيرة والكبيرة في الجهرة والخفاء، إنسان يحس بالله ويعلم أن الله يراقبه وهو يعمل. . فلا يعمل بغير إخلاص ولا يعمل شيئا يقصد به الشر، لا يعمل شيئا دون تفكير، لا يعمل شيئا مستهترا ولا مستهينا بالعواقب، ولا يعمل شيئا لغير وجه الله.
إنسان يعلم أن الله يراقبه وهو يفكر. . فالله مطلع على أفكاره فلا يفكر في الشر ولا يتمناه للناس، وإنما يفكر فيما ينفع الناس يفكر في أن يعمل صالحا حتى يصبح الخير له عادة متأصلة نابعة من أعماق النفس. . إنسان تشع التقوى في وجهه، ويتصف في حركاته وفي حديثه بالهدوء والوداعة والحياء.
إنسان يقف في وجه الشهوات بقوة ولو أحس بلذتها في أعصابه. . يقف في وجه القيم الزائفة والمبادئ المنحرفة بحزم، لأنه يملك القيم والمبادئ الحقيقية المستمدة من منهج الله، فلا تزلزله قيم ومبادئ زائفة من صنع البشر، إنسان يحب الخير للآخرين، ويحس نحوهم بالرحمة ولو كان لا يعرفهم ولا تربطه بهم رابطة أو صحبة، لأنه إنساني النزعة تعمل طاقته للنفع وليصيب النفع أكبر عدد من الناس.
إنسان متوازن، تلمح الاعتدال في سلوكه وفكره وفي شعوره، متوازن لأن طاقته كلها تعمل وتأخذ نصيبها من الحياة، متوازن من أن يقع في متاع الأرض ويفرق من عالم المادة، متوازن لا يستطيره خير يسمعه حتى يتثبت ويتبين.
إنسان يدرك واجباته تجاه مجتمعه فهو أمين وفي صادق مع الناس جميعا لا يغش، ولا يغدر، ولا يخون، ولا يحد، متصف بالحياء، متسامح حليم، يجتنب السباب والفحش وبذيء الكلام، لا يتدخل فيما لا يعنيه، ولا يرمي أحدا بفسق أو كفر بغير حق، إذا أؤتمن على سر حفظه ولم يفشه، بعيد عن الغيبة والممشى بالنميمة بين الناس، يتجنب قول الزور وسوء الظن، متواضع لا يسخر من أحد، يحترم الكبير ويرحم الصغير، يعمل على نفع الآخرين، ودفع الضرر عنهم، يسعى للصلح بين إخوانه المواطنين، ويدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يدل الناس على الخير، يحب التيسير ويجتنب التعسير في الأمور كلها، عادل في حكمه، لا ينافق ولا يرائي مستقيم لا ينحرف، يحب معالي الأمور، يؤثر على نفسه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويرى اليد العليا خيرا من اليد السفلى، يخضع عاداته كلها لمقاييس الإسلام، ويتأدب بأدبه في طعامه وشرابه، ويمتنع عن المحرمات ويتمتع بالطيبات.
هذه بعض المواصفات والصفات والمزايا والخصائص المفترض توافرها في المواطن السعودي بصفته خريج سياسة تعليم محكمة وسياسة إعلامية هادفة.
إن توافر هذه المواصفات والصفات والخصائص على الوجه الأكمل في المواطن السعودي، يتطلب تطوير وسائل تحقيق أهداف سياستنا التعليمية وأهداف سياستنا الإعلامية، ولكي يتم تحقيق أهداف سياستنا التعليمية وسياستنا الإعلامية بشكل عام، وتعميق الانتماء الوطني وتعزيز الثقافة الوطنية والأمنية لدى المواطن السعودي بشكل خاص، فإنه يتوجب على مؤسساتنا التربوية والإعلامية التي اشتقت أهدافها أساسا من كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ومطالب التنمية في المملكة العربية السعودية، واتجاهات العصر ومقتضياته وخصائصه، وحاجات المواطن السعودي ومطالب نموه، يتوجب على هذه المؤسسات أن تركز على تحقيق الأهداف التالية في برامجها التربوية والإعلامية: - 1- تأكيد الولاء لله سبحانه وتعالى وتعزيزه، وطاعة ولاة الأمر في المعروف.
2 -
تعريف المواطن بأهمية موقع المملكة العربية السعودية ومكانتها وإمكانياتها وتاريخها. . . لتكون محل افتخار واعتزاز للمواطن السعودي.
3 -
بيان مفهوم الوطنية من منظور إسلامي، وبيان معنى الكرامة الوطنية، وما تفرضه على المواطن.
4 -
تعريف المواطن بمتطلبات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم الإسلام.
5 -
غرس طاعة ولي الأمر وحب النظام واحترامه في نفوس المواطنين وتنميته لما في ذلك من خير لهم ومجتمعهم.
6 -
تعريف المواطنين بخصائص المجتمع الذي يعيشون فيه ومميزاته، وأن من أبرز خصائص مجتمعهم الاعتدال والتوازن والوسطية والتراحم والتواد والتعاون على البر والتقوى.
7 -
تعريف المواطن أن من أهم واجباته المساهمة بقدر الاستطاعة في سد النوافذ التي تهب منها ريح البغضاء والخصومة والفرقة بين أفراد المجتمع.
8 -
تحذير المواطن من بعض المفاهيم الخاطئة التي شاعت وانتشرت في بعض المجتمعات الإسلامية، مثل المفاهيم التي شاعت عن التوكل بأنه التواكل، وعن الزهد بأنه ترك الحياة لغير المؤمنين، ومثل المفاهيم الخاطئة التي تعد الإيمان بالغيب تخلفا، والتمسك بالسلوك الإسلامي تزمتا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخلا في شئون الآخرين.
9 -
غرس حب الوطن في نفوس المواطنين وتنميته ليزدادوا اعتزازا به وحرصا على رفعة شأنه وتحمسا للدفاع عن كرامته وترابه.
10 -
تنمية المهارات لدى المواطن ليستطيع التمييز بين الحقائق والإشاعات والتحقق من صحة المعلومات.
11 -
إبراز ما تتميز به الشريعة الإسلامية على القوانين الوضعية فيما يتعلق بمصالح البشر من أجل ترسيخ أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية لدى المواطنين.
12 -
ترسيخ اقتناع المواطن بأن إقامة الحدود في المملكة العربية السعودية ليس فيه قسوة، بل فيه رحمة وذلك عن طريق إبراز الفوائد التي جنتها المملكة العربية السعودية من إقامة الحدود، وإبراز بعض الأضرار التي أصابت كثيرا من الأمم بسبب تعطيلها للحدود الشرعية، وبهذا يكون لدى المواطن مناعة ضد الشائعات القائلة بأن نظام العقوبات في المملكة العربية السعودية فيه قسوة ويتنافى مع حقوق الإنسان.