الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"رسالة الملائكة " لأبي العلاء المعري ـ "ديوان علي بن الجهم" ـ "عثرات اللسان" للأستاذ عبد القادر المغربي ـ "كنوز الأجداد" للأستاذ محمد كرد علي ـ "تاريخ علم الفلك في العراق" ـ "الثقافة الإسلامية في الهند" ـ "تراجم الأعيان من أنباء الزمان" ـ "كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغوي" ـ "أخطاء شائعة في ألفاظ العلوم الزراعية والنباتية" ـ "سؤال في يزيد بن معاوية لابن تيمية" ـ "معجم المصطلحات الأثرية باللغتين العربية والافرنسية" ـ "المعاصرون" ـ "ديوان الفرزدق" ـ "تاريخ حكماء الإسلام" ـ "تاريخ الخلفاء".
وشرع المجمع منذ سنوات عديدة، بتحقيق "تاريخ ابن عساكر" وهو مؤلف تاريخي ضخم عن تاريخ دمشق يتألف من ثمانين مجلداً ضخماً. (1).
سيرة حافلة
يندر أن نجد بين الذين عملوا في مجال البحث والدراسة شخصية تتمتع بمثل هذا النشاط الخارق الذي كان يتمتع به العلامة محمد كرد علي
…
كان دؤوباً في العمل لدرجة مذهلة، يعمل أحياناً ثماني عشرة ساعة في اليوم، كان حركة دائمة بلا ملل أو فتور، في الإدارة، وفي الكتابة والتأليف، وظل طوال حياته يتمتع بهذا النشاط ومثل هذه القدرة على العطاء فكانت حياته في هذا الميدان سيرة حافلة إذ جمع بين الصحافة والجامعة، والوزارة، والمجمع العلمي العربي، والمجمع اللغوي في مصر
…
شغل محمد كرد علي عدداً من المناصب الحكومية الرفيعة فقد عين وزيراً للمعارف في وزارة جميل الألشي. وكان ذلك في السادس من أيلول 1920 لغاية الأول من كانون الأول 1920.
عقب تخليه عن وزارة المعارف عام 1920 أسندت إليه مهمة مدير المعارف، واستمر في هذا المنصب لغاية 31 كانون الأول 1924.
عين وزيراً للمعارف للمرة الثانية في حكومة الشيخ تاج الدين الحسيني، من 15 شباط 1928 لغاية 19 تشرين الثاني 1931.
وفي عام 1933 انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
(1) ـ المصدر السابق.
ويقف محمد كرد علي في المكانة العلمية والأدبية بين أنداده الأعلام العرب أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد ومحمد عبده وغيرهم
…
وقد مثل سورية في مهرجان مبايعة أحمد شوقي بإمارة الشعر وكانت له مكانة متميزة في مصر.
التنوع والتميز
وقف الباحثون طويلاً أمام طبيعة هذا التنوع الكبير الذي اشتمل عليه نتاج العلامة محمد كرد علي والذي لم يسبقه إليه أحد من الدارسين والباحثين العرب، كما لم يعقبه أحد بهذا التميز.
فمن مواضيع التراث والتاريخ، إلى الدراسات الإسلامية، إلى دراسة المدن، إلى وصف غوطة دمشق، أو عدة الصيد وآلاته، بالإضافة إلى خطط الشام وترجمة الأعلام والمذكرات.
وحتى نقف على أهمية وغنى هذا التنوع في نتاج العلامة الكبير، نقف بنوع من التعريف المكثف مع كتبه الاثنين والعشرين ولعل كثيرين من الذين تغيب عنهم سير مثل هؤلاء الأعلام لا يعرفون عنها إلا النزر القليل، ولا بد من تذكير الأجيال الجديدة مثل هذه العطاءات التي توثق وتؤرخ القضايا ومراحل من تاريخ هذه الأمة، في الماضي البعيد والقريب، وكم من الذين تركبهم الحيرة في البحث عن مراجع لبعض الدراسات لا يعرفون أن ما خلفه العالم الكبير يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة في هذا المجال، خاصة وأنه بذل جهوداً كبيرة في الاستطلاع والتقصي فجاءت دراساته دقيقة وشاملة
…
1 ـ "غرائب الغرب" ـ صدر في حزيران من عام 1923 يتحدث فيها عن رحلاته إلى أوروبا، بعيداً عن نموذج الكتابات السياحية التي يضعها البعض عن مظاهر سطحية في بلاد الغرب
…
فهذا الكتاب يضع أمام القارئ دراسة دقيقة عن واقع الغرب الأوروبي في تلك المرحلة المبكرة من القرن العشرين.
2 ـ "غابر الأندلس وحاضرها"، صدر عام 1923 ويوحي عنوان الكتاب بأهميته.
التمثيل في الإسلام
للتمثيل يدٌ في تربية الملكات وترقيق الشعور والإحساس يعده الغربيون من العوامل في إنهاض الأمم، ويعده العامة من المسليات. وما هو إلا أُمثولات، ويراه فريق هزلاً، وما هو إلا عين الجد. وأيُّ نفس لا تتأثر بالفضيلة والرذيلة. والسعادة والشقاء. والماضي والحاضر. والمفجع والمطرب. وكأن الغرب خُصَّ بمزية التمثيل كما اختص بكثير من المزايا ولم ترج سوقه في الشرق في عصر من العصور إلا في مملكة الشمس المشرقة بلاد يابان فإن التمثيل فيها قديم كما نقل أحد الفرنجة وقد جاءت إلى بلاد الألمان ممثلة يابانية منذ بضع سنين اسمها سادايا كو من أعظم الممثلات اليابانيات فأدهشت القوم بتمثيلها.
وليس من حجة تاريخية يستأنس بها على وجود التمثيل عند العرب غير عبارة كنت قرأتها في بعض أسفار كمال بك الشهير وأظن في مقدمة روايته جلال الدين خوارزمشاه تشعر بأن عرب الأندلس عرفوا التمثيل واشتغلوا به قليلاً. وما أدري على أي شيء بنى هذه الحادثة التاريخية على حين يكاد يكون في حكم الإجماع اتفاق الباحثين في مدنية المسلمين على أنهم ما عرفوا التمثيل على نحو ما كان عليه عند أمم الحضارة القديمة. قال أحد فضلاء الألمان أن التمثيل لم يشتغل به العرب بداعي غلظ حجاب النساء عندهم والحظر عليهم في الخروج والتمثيل لا يتم بدون مثول النساء فيه.
ذاكرت مرة أحد الأئمة في معنى التمثيل عند المسلمين فقال أنه من خصائص الجنس الآري وأن الجنس السامي ومنه العرب لا يعرف التمثيل ولا شغل نفسه به لأن حالته لا تقتضي ذلك. ولعل الفرس ألفوا كتاب ألف ليلة وليلة لأنهم من جنس آري وفي هذا الكتاب شيء من التمثيل. والعلوم والفنون تحدث في الأمم بحسب الدواعي والبواعث وفي العربية شيء من الروايات وقطع تمثيلية ولكنها مبعثرة غير منظمة.
وسألت أحد الحكماء عن ذلك فقال ليس التمثيل طبيعياً في الأمم والعرب يأنفون منه لما عرفوا به من الأخلاق فيرون من سقوط المروءة أن يمثل مجلس الأمير أو الوزير وإن كان لا يخلو من حكمة فكيف بمجلس صبابة وغرام. أما اليونان فقد ابتدعوا التمثيل لأن لهم خيالات وتصورات خصوا بها دون سائر الأمم ونقل الأوربيون التمثيل عن اليونان لأنهم أرادوا أن يتشبهوا بهم حذو القذة بالقدة. وهناك أسباب أخرى زهدت المسلمين في التمثيل
ذلك لأنهم أمة لم تنقل عن غيرها إلا ما مست حاجتها إليه وانطبق مع عاداتها وليس العرب أمة خيال بل أمة حس وحقيقة.
هذا ما قاله العالمان المشار إليهما. وأنت ترى أن التمثيل في بلادنا حديث النشأة. كانت بعثته الأولى سنة 1382هـ في سورية ومنها انتقل إلى مصر. وما برحت حاله تتقلب بين هبوط وصعود وإن لم يعد ذلك صعوداً بالنسبة للأمم الراقية. وليس ذلك فيما أحسب إلا لانقطاع الرغبات في الآداب العربية واقتصار القوم من التمثيل على الأغاني والمناظر لا على المعنويات والجواهر.