الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: شاعر اجتماعي سوري
متى يذكر الوطن النُّوَّم
؟
للشاعر الاجتماعي السوري المقيم في أمريكة وقد نشرت في صحفها الشهيرة:
جلست وقد هجع الغافلون
…
أفكر في أمسنا والغد
وكيف استبد بنا الظالمون
…
وجاروا على الشيخ والأمرد
فخلت اللواعج بين الجفون
…
وإن جهنم في مرقدي
وضاق الفؤاد بما يكتم
…
فأرسلَت العين مدرارها
ذكرت الحروب وويلاتها
…
وما صنع السيف والمِدفع
وكيف تجور على ذاتها
…
شعوب لها الرتبة الأرفع
وتخضب بالدم راياتها
…
وكانت تذم الذي تصنع
فباتت بما شيدت تهدم
…
صروح العلوم وأسوارها
نساء تجود بأولادها
…
على الموت والموتُ لا يرحم
وجند تذود بأكبادها
…
عن الأرض والأرضُ لا تعلم
وتغذو الطيور بأجسادها
…
فإن عطشت فالشرابُ الدم
وفي كل منزلة مأتمُ
…
تشق به الغيدُ أزرارها
لقد شبع الذئب والأجدلُ
…
وأقفرت الدُّور والأربُع
فكم يقتل الجَحفلَ الجَحفلُ
…
ويفتك بالأروع الأروع
ولن يرجع القتل من قتلوا
…
ولن يستعيدوا الذي ضيعوا
فبئس الأُلى بالوغى علموا
…
وبئس الأُلى أججوا نارها
أمن أجل أن يسلم الواحدُ
…
تُطَلُّ الدماء وتفنى الألوف
ويزرع أولاده الوالد
…
لتحصدهم شفرات السيوف
أمور يَحَارُ بها الناقد
…
وتدمي فؤاد اللبيب الحصيف
فياليت شِعري متى تفهم
…
معاني الحياة وأسرارها؟
وحولت طرفي إلى المشرق
…
فلم أر غير جبال الغيوم
تحول على بدره المشرق
…
كما اجتمعت حول نفسي الغموم
فأسندت رأسي إلى مرفقي
…
وقلت وقد غلبتني الهموم
بربك أيتها الأنجم
…
متى تضع الحرب أوزارها؟
كما يقتل الطير في الجنة
…
ويقتنص الظبي في السَّبْسب
كذلك يُجنى على أمتي
…
بلا سبب وبلا مُوجب
فحتَّام تؤخذ بالقوة
…
ويقتص منها ولم تذنب
وكم تستكين وتستسلم
…
وقد بلغ السيل زُنَّارها
وسيقت إلى النّطع سَوق النَّعَم
…
مغاويرُها ورجال الأدب
وكل امرئ لم يمت بالخذم
…
فقد قتلوه بسيف السَّغَب [1]
فما حرك الضيم فيها الشمم
…
ولا رؤية الدم فيها الغضب
تبدلت الناسُ والأنجمُ
…
ولما تبدل [2] أطوارها
أرى الليث يدفع عن غيضته
…
بأنيابه
…
وبأظفاره
ويجتمع النمل في قريته
…
إذا خشي الغدر من جاره
ويخشى الهزار على وكنته [3]
…
فيدفع عنها بمنقاره
فلا الكاسرات ولا الضيغم
…
ولا الشاة تمدح جزارها [4]
عجبت من الضاحك اللاعب
…
وأهلوه بين القنا والسيوف
يبيتون في وجَل ناصب
…
فإن أصبحوا لجؤوا للكهوف
وممن
…
يصفق للضارب
…
وأحبابه يجرعون الحتوف
متى يذكر الوطن النُّوَّم
…
كما تذكر الطير أوكارها
_________
(1)
الخذم بوزن كتف السيف القاطع من الخذم وهو القطع بسرعة وفعله بوزن ضرب يضرب، والسغب الجوع.
(2)
لو قال: تبدلن بنون التوكيد لاستغنى عن ضرورة رفع الفعل المجزوم، والأنجم في البيت إما الكواكب وصفها بالتبدل مبالغة، أو أنواع النبات الذي لا ساق له.
(3)
الوكنة بالضم: عش الطائر.
(4)
يشير إلى بعض المنافقين الذين يمدحون هؤلاء المخربين ويعتذرون عن فظائعهم.