الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: محمد رشيد رضا
التقريظ
(كتاب الأمالي والنوادر لأبي علي القالي)
أرأيت هذا الذي قرأت من مختار الشعر العربي في تحريم الخمر وفي النسيب؟
هو منقول من كتاب الأمالي والنوادر، وما كتاب الأمالي والنوادر؟ هو الذي عده
ابن خلدون من أركان كتب الأدب؛ إذ قال في فصل الكلام على علم الأدب:
وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين:
وهي أدب الكاتب لابن قتيبة وكتاب الكامل للمبرّد وكتاب البيان والتبيين للجاحظ
وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع
عنها ، اهـ.
كان في هذا الكتاب من النوادر التي قلّ أن تكتحل برؤيتها عين، فصارت
ولله الحمد مسرح كل عين تعشق الأدب إذ شرع في طبعها الشيخ إسماعيل بن
يوسف بن صالح بن دياب التونسي فتم منها طبع الجزء الأول وجزء الذيل والثاني
لا يلبث أن يتم، طبع في هذه الأيام كثير من كتب الأدب ولكن لم يطبع كتاب
بالإتقان والضبط والتصحيح الذي طبع به كتاب الأمالي ، طبع في المطبعة الأميرية
على ورق جيد مضبوطًا ما فيه من الشعر ومن الكلم الغريب والأعلام التي يشتبه فيها
وما قد يشتبه من التركيب في النثر بالشكل، وأظن أنه لم يعتنِ بطبع كتاب بعد
(المخصص) كما اعتنى بطبعه ، وقد علم القارئ أن هذا الكتاب على ما فيه من
الفكاهة مما يطبع في نفس قارئه ملكة البلاغة العربية ، وقيمة الاشتراك فيه خمسون
قرشًا.
***
(مفردات الراغب في غريب القرآن)
كتاب المفردات للراغب أشهر من نار على علم ، وهو ما زال منذ وجد
معوان المفسرين؛ ذلك أنه رتب الألفاظ على حسب أوائل الحروف كالمصباح
وفسرها تفسيرًا قلما تجد مثله في كتب اللغة التي قد تفسر الشيء بالأعم والأخص
وبالتعريف الدوري ، وهو كثيرًا ما يحدد المعاني حتى يكون تفسيره اللفظ كالتعريف
المنطقي ، وقد طبعه في هذه الأيام الحاج مصطفى البابي الحلبي في مطبعته طبعًا
واضحًا مضبوطًا بالشكل ، وقد راجعت معه عدة مواد فلم أَرَ فيها غلطًا، فيجب أن
يشكر له إحياء هذا الكتاب النفيس والشكر كل الشكر إقبال أهل العلم على اقتناء
الكتاب والاستفادة منه.
***
(خمس رسائل نادرة)
الأولى: في شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه لشيخ الإسلام تقي الدين أبي
العباس أحمد بن تيمية الحراني ، والثانية: في الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا
يوجب ردهم للحافظ الذهبي الدمشقي ، والثالثة: رسالة قاضي الإمام أبي نصر
محمد بن عبد الرحيم الخيام ، والرابعة: فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في قول النبي
صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) وما المراد بهذه السبعة ،
والخامسة: رسالة الأدب الصغير وهي من حكم عبد الله بن المقفع الكاتب المشهور ،
طبع هذه الرسائل الشيخ عبد المجيد زكريا في مجموعة بلغت صفحاتها نحو
160، فنحثُّ أهل العلم على مطالعتها.
***
(قانون الصين)
يقول الشيخ سعيد العسلي الرحالة السوري أنه ظفر في (كشغر) بنسخة من
قانون الصين الذي يسمونه (لي) وهو من وضع عاهل الصين السابق (تونجي
خانكدي) وأنه هداه إليه بعض أهالي (كشغر) ، ونقله هو إلى العربية بمساعدة
بعض العارفين باللغة التركية والصينية معًا في مدينة (خوم يوزه) من تلك الولاية ،
ثم تصرف في الترجمة بالتقديم والتأخير والحذف والاختصار والتوضيح ، وقد
طبع ما ترجمه في مصر ، ومن مزايا هذا القانون مزج المواعظ والنصائح بالأحكام
القانونية.
ويا ليت المترجم لم يتصرف فيه ولم يفصل بين الحِكَم والأحكام. أما طبعه
فحسن ، والورق الذي طبع عليه جيد، ولكنه لم يجعل كل مادة في أول السطر كما
هي العادة المسهلة للمراجعة والمرغبة في المطالعة ، هذا وإن مثل هذا القانون مما
يرغب في الاطلاع عليه الحكام لا سيما رجال القضاء ومحبي التاريخ والوقوف
على طرائف العلوم والآداب فهو مما يرجى رواجه من غير ترغيب فيه ، ويحمد
مترجمه على إتحاف العربية به.
***
(فصول الحكماء)
رسالة جديدة من تأليف الشيخ أبي الهدى أفندي الشهير ذكر فيه تعريف
الحكمة وأسماء طائفة من قدماء الحكماء وطائفة من حكماء المسلمين العقليين يتكلم
عن الواحد منهم بجملة وجيزة ، ثم ذكر طائفةً من حكماء المسلمين الدينيين وتكلم
عنهم بكلام أوسع ، والرسالة نحو مئة صفحة مثل صفحات كتاب الإسلام
والنصرانية وتطلب من طابعها أمين أفندي هندية.
***
(بليزار)
أهدتنا مطبعة المناظر منذ ثلاث سنين قصة بليزار فوضعناها بين الكتب
المعدة للمراجعة في أوقات الفراغ إن وجدت ، ولم نَرَ من حاجة للمبادرة إلى الكتابة
عنها والإعلان بها؛ لأن الغرض من مثل هذه الكتابة تنبيه الراغبين إلى ابتياع ما
يكتب عنه ترويجًا له ، وقلما يقرأ المنار حيث تباع قصة بليزار إلا عند طابعها
وبائعها ، وِعِكْنا في الشهر الماضي أيامًا فرأينا من التسلية أن ننظر في بعض ما لم
ننظر فيه من القصص المهداة إلينا ، وبدأنا بقصة بليزار فبدا لنا ما لم نكن نحتسب،
بدا لنا أن هذه القصة كتاب من أحسن الكتب في الأخلاق والسياسة تتمثل فيه
السياسة في أبهى صورها ، وتتجلى فيه السياسة القويمة في أسنى مجاليها، لا يقرأ
الفصول الأولى منها ذو قلب ويملك عينيه أن تهملا ، وما كان لصاحب المناظر
وهو من نعرف في تحري النافع والتجافي عن اللغو أن يختار طبع قصة لا تفيد ،
ولعله يرسل إلى مصر طائفةً من هذه القصة لئلا نكون قد ظلمنا القراء في تشويقهم
إليها مع امتناعها.
***
(لحن كيوتزر - مكسيم غوركي)
قصتان من مطبوعات مطبعة المناظر أولاهما للفيلسوف لاون تولستوي
الروسي في بيان ما أحدثته المدنية الحديثة من الفساد في البيوت بإعطاء النساء من
الحقوق فوق ما أعطتهن الطبيعة، حتى صار همّ المرأة في التمتع بمعنى الزوجية
صارفًا لها عن القيام بشئون الأمومة ، وناهيك بمفاسد غرامهن بالموسيقى ، والثانية
مجموعة فيها ثلاث قصص وجيزة أو حكايات وضعية ، عنوان الأولى: العجانون ،
والثانية: الشيطان ، والثالثة: الكذب ، وأطلق على المجموع اسم كاتبها وهو من
كتاب روسيا الاجتماعيين المشهورين ، وترجمها إبراهيم أفندي شحادة فرح من
الأدباء السوريين في البرازيل لما فيها من الفائدة وحسن الأسلوب.
***
(المعارف)
(جريدة إسلامية عمومية أسبوعية لمدير سياستها محمد صادق المحمودي)
ظهرت في تونس في أواخر ذي القعدة الماضي في شكل الجرائد اليومية الكبرى.
وذكر صاحبها الفاضل في خطبة العدد الأول أنه أنشأها لخدمة العلوم
والمعارف ونشر فضائل الآداب الإسلامية ولخدمة اللغة العربية وتحري أساليبها
البليغة البعيدة عن العجمة ، وجعل أمر السياسة فيها ثانويًّا فأصاب ، وفى العدد
الأول منها مقالة في تاريخ الجرائد تكلم فيها عن الجرائد التونسية باعتدال ، ولكننا
انتقدنا عليه فيما قاله عن الجرائد المصرية ما لا يكاد يسلم من مثله من يكتب عن غير
بلاده كقوله عن جريدة الأهرام: إن سياستها لا تنطبق مع سياسة الجرائد الإسلامية.
والواقع أن سياستها في هذه السنين أقرب إلى سياسة اللواء والمؤيد من
كل جرائد النصارى، وقوله: إن مؤسسي المقطم (من أقباط مصر) ، والصواب
أنهم سوريون كأصحاب الأهرام ، وكمبالغته في الكلام عن جريدة اللواء وجعْلها
خادمةً للإسلام
…
ولم نقرأ فيها شيئًا قط فيه خدمة لدين الإسلام نفسه، بل كثيرًا ما
نرى فيها مسائل تخالفه عن غير عمد في الغالب كقولها: إن قتل القاتل من بقايا
الهمجية ، وليس لقب زعيم الحزب الوطني الذي ذُكر في بعض الجرائد في هذا
العام مما كافأ المسلمون به صاحب جريدة اللواء على خدمتهم وخدمة دينهم كما ظن
وإنما هي كلمة كتبها صديق له من نصارى السوريين في جريدة أوربية فلاكتها
بعض جرائد تلك البلاد وأنكرتها الجرائد المصرية ، ومن مبالغته ما ذكره عن
انتشار اللواء في الهند والممالك العثمانية، والصواب أنه ليس لجريدة مصرية
انتشار في البلاد العثمانية إلا الأهرام الأسبوعية ، وأما الهند فقلما يوجد فيها من
يقرأ العربية غير علماء الدين، وهؤلاء قلما يقرأون الجرائد لبُعدهم عن السياسة،
وإنما يقرأ بعضهم المجلات.
وأما الآستانة فكل من أرسل إليها شيئًا يصل ولكن إلى الحكومة فلا
خصوصية لجريدة على أخرى هناك إلا بزيادة المقت ، والحكومة العثمانية لم تمنح
صاحب جريدة اللواء رتبة ميرميران، ولا صاحب المؤيد الرتبة الأولى من الصنف
الأول وهي أعلى من رتبة صاحب جريدة اللواء إلا بالتماس الخديو ، وكقوله: إن
جريدة الصحافة تمتاز على سائر الجرائد الأسبوعية (بكونها تطبع بثماني صفحات)
والصواب أن هنا عدة جرائد أسبوعية ذات ثماني صفحات.
مضت عادة المنار بأن يعرف بالصحف الجديدة تعريفًا مجملاً لا يشوبه مدح
ولا نقد ، وقد خالفنا العادة في التعريف بهذه الجريدة للعناية بها وللتنبيه على ما يقع
كثيرًا من غلط البعيد عن الشيء في الكلام عنه ، فإننا كثيرًا ما نرى جرائد الهند
وتونس (مثلاً) تحفل ببعض ما ينشر في صحيفة مصرية لم يشعر به أهل مصر؛
لأن الجريدة لا شأن لها ولا انتشار ، أو لم يحفلوا به لعلمهم بالهوى الباعث للكاتب
على ما كتب وللغيرة على التاريخ؛ إذ مقالة المعارف تاريخية لا شعرية ولا سياسية
فيقال: إن هذا من التخيل أو الغرض الذي لا يؤخذ على ظاهره بالقبول.
***
(المهذب)
(جريدة يومية أدبية علمية صناعية تصدر موقتًا يوم السبت من كل أسبوع)
أنشأها في زحلة من لبنان الخوري بولس الكفوري رئيس الكلية الشرقية فيها ،
وعهد إلى عيسى أفندي إسكندر المعلوف بتحريرها ، ومَن عرف ما للخوري بولس
صاحبها من المكانة والفضل وما لعيسى أفندي محررها من الشهرة والبراعة يرجو
كما نرجو أن يكون لهذه الجريدة من اسمها أفضل نصيب، فتكون من خير ذرائع
التهذيب، ولنا في هذا المقام أن نفخر بهمة السوريين وخصوصًا اللبنانيين الذين
ينشئون الجرائد اليومية وغير اليومية في قلل الأجيال، وفي مهاجرهم وراء البحار،
ولا تسمو إلى مثل ذلك همة غيرهم من الناطقين بالضاد في مثل تونس وحلب
وبغداد.
_________