المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3- الناس والورى - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ١٠

[أحمد قبش]

الفصل: ‌3- الناس والورى

-‌

‌3- الناس والورى

ص: 230

- الناسُ أَشْباهٌ وبينَ حُلومِهمْ

بَوْنٌ كذا تفاضلُ الأشياءِ

- كالغيمِ منهُ وابلٌ متتابِعٌ

وجودٌ وآخرُ ما يجودُ بماءِ

عدي بن الرقاع

ص: 231

- رأيتُ الوَرَى كلاً يُراقبُ غيرهُ

فكلٌ عليهِ من سِواهُ رقيبُ

- ومن أَجْلِ هذا قد ترى كُلَّ فاعلٍ

إِلى الناسِ في كُلِّ الفعالِ يُنيبُ

- ولو باحَ كلٌ بالذي هو كاتِمٌ

لما كلن في هذا الأنامِ أديبُ

معروف الرصافي

ص: 232

- أرضِ للناسِ ما رَضيتَ من النا

سِ (الناس) وإِلا فقد ظلمْتَ وجُرْتا

عبد الله الجعفري

ص: 233

- والأرضُ ليسَ بمَرْجُوٍّ طارتُها

إِلا إِذا زالَ عن آفاقِها الأنسُ

المعري

ص: 234

- شَرُ أشجارٍ عَلِمْتُ بها

شجرراتٌ أثمرتْ ناسا

- حملتْ بيضاً وأغرابةً

وأتتْ بالقَوْمِ أجناسا

- كلهمْ أخفقتْ جوانحُهُ

مارداً في الصَّدْرِ خَنَّاسا

المعري

ص: 235

- من راقبَ الناسَ لم يظفرْ بحاجتِه

وفازَ بالطيباتِ الفاتكُ اللَّهِجُ

بشار بن برد

ص: 236

- لو كان لي بُدٌ من الناسِ

قَطَعْتُ حبلَ الناسِ بالياسِ

- العِزُّ في العزلةِ لكنهُ

لا بُدَّ للناسِ من الناسِ

اسماعيل الفرابي

ص: 237

- الناسُ مثلُ الماءِ تضريُه الصبَّا

فيكزن منه تفرقٌ وتَأَلُّفُ

المعري

ص: 238

- الناسُ حَوْلَكَ غربانٌ على جيَفٍ

بُلْهٌ عن المَجْدِ إِن طاروا وإِن وَقَعوا

- فما لنا فيهم إِن أَقْبَلوا طَمَعٌ

ولا عليهمْ إِذا ما أدبروا جَزَعُ

الشريف الرضي

ص: 239

- أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكرَتْ

مراعيهِ حتى ليس فيهنَّ مَرْتَعُ

- فماءٌ بلا مرعى ومرعىً بغيرِ ما

وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمَسْبَعُ

الحسين بن الوزير المغربي

ص: 240

- لأبناءِ حواءَ مني الهُزْءُ والعطف

فأقوالهمْ صِنْفٌ وأفعالُهم صِنْفٌ

- عقولٌ ولكنَّ السخافاتِ جَمَّةٌ

وأفئدةٌ لكنها غالباً غُلْفُ

- همُ اختلفوا في البدءِ واتفقُوا معاً

على أن يدومَ الشَّرُّ والظلمُ والخلفُ

- وهم صوروا ما قد دَعَوْهُ فضائلاً

وما هي إِلا دُونَ شَرِّهِمُ سجيفُ

- سكارى كأن الموتَ يأخذُ غيرهم

فداءً لهم كيلا يَمُرَّ بهم حَتْفُ

خالد الفرج

ص: 241

- والناسُ كالزرعِ: باقٍ في منابِتهِ

حتى يهيجَ، ومرعيٌ وما لحِقا

- علَّ البلى سيفيد الشخص فائدةً

فالمسكُ يزدادُ من طيبِ إِذا سحقا

المعري

ص: 242

- ترى الناسَ أسواءً إِذا جلسُوا معاً

وفي الناسِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ

شاعر

ص: 243

- الناسُ إِخوانٌ وشتى في الشِّيَمْ

وكلهم يجمعهمْ بيتُ الأدمْ

الأزهري أبو عبيد

ص: 244

- رأيتُ الناسَ نُسْبتَهم سواءٌ

إِذا ما يذكرُ النسبُ القديمُ

- ولكنَّ المعائشَ فضلتْهُمْ

فذو المالِ القربُ والكَريمُ

نهيك بن أساف

ص: 245

- توقَ الناسَ يابنَ أبي وأُمِّي

فهم تبعُ المخافةِ والرجاءِ

- ولا يغرْكَ من وغدٍ إِخاءٌ

لآمرٍ ما غدا حسنَ الإِخاءِ

علي بن الجهم

ص: 246

- وقد صارَ هذا الناسُ إِلا أَقَلَّهم

ذئاباً على أجسادِهنَّ ثيابُ

أبو نواس

ص: 247

- كيفَ البقاءُ بدارٍ للفناءِ بها

على الخلائقِ كراتٌ وغاراتُ

- وأنتَ يأيها المغرورُ مالكَ في الد

نيا (الدنيا) من الناسِ غير البعد مَنْجاةُ

- يسركَ البشْرُ منهم حينَ تُبْصِرُهم

ولو خَبِرْتَ لساءتْكَ الطوياتُ

- فاقطعْ حبالكَ من كلِّ الأنامِ فيهم

في كلِّ حالتِ من دانوا حِبالاتُ

- واحذرْ من الناسِ إِني قد خَبِرْتُهمُ

ولا يغرنْكَ خِبٌ فيه إِخْباتُ

- لاتَرْجُمهُمْ في ملماتِ الزمانِ، فما

تُلِمُّ إِلا من الناسِ المُلماتُ

- وكلهمْ، وهمُ الأحياءُ، إِن بُعِثُوا

على الحياةِ، وفِعْلِ الخيراتِ أمواتُ

- وقد سَمِعْنا بأن الأرضَ كانَ بها

ناسٌ كرامٌ، ولكن قيلَ: قد ماتُوا

أسامة بن منقذ

ص: 248

- لم يبقَ في الناسِ إِلا التيهُ والبَذَخُ

وكلُّهمْ من فِعالِ الخيرِ مُنْسَلِخُ

- إِن أَبرْموا نَقَضوا أو أَقسْسموا حَنَثوا

أو عاهدوا نكثوا أو عاقدوا فَسَخوا

هبة الله بن عرام

ص: 249

- والناسُ صنْفانِ، موتى في حَياتِهمُ

وآخلرون ببطنِ الأرضِ أمواتُ

أحمد شوقي

ص: 250

- عِشْ كيف عشتَ فتاريخُ الورى عَبِرٌ

وكلنا خبرٌ إِن ينقضي العُمُرُ

- وهكذا الناسُ ماضيهم لحاضِرِهمِ

حديثُ لَهْوِ وأسمارِ إِذا سَمَروا

عبد الله آل نوري

ص: 251

- أرى الناسَ فوقَ الأرضِ إِلا أقلَّهم

قد اختلفوا عَقْلاً ورأياً وإِحساساً

- ومن قاسَ هذا الناسَ فيما يَرَوْنَهُ

على نفسِه يوماً فقد جَهِلَ الناسا

الزهاوي

ص: 252

- إِذا أنتَ لم تأخذْ من الناسِ عصمةً

تشُّد بها في راحتيكَ الأصابعُ

- شربتَ بطرقِ الماءِ حيثُ وجدتهُ

على كدرٍ واستعبدَتْكَ المطامعُ

بن هرمة

ص: 253

- الناسُ مثلُ زَمانِهم

قدَّ الحذاءِ على مثالهْ

- ورجالُ دهرِكَ مثل ده

رِكَ (دهرك) في تَقَلُّبهِ

- وكذا إِذا قَسَدَ الزما

نُ (الزمان) جرى الفَسادُ على رجالهْ

ابن دريد الأزدي

ص: 254

- بلوتُ الناسَ لسْتُ أرى بشَوشاً

بهم حتى أرى ألفي قَطوبِ

- فِراسَتهمْ تدلُ على افتراسٍ

وفي لحظاتهم شَرَرُ الحروبِ

- فلو صَوَّرْتَ وجهَ الفكرِ فيهم

لما صَوَّرْتَ إِلا وَجْهَ ذيبِ

القروي

ص: 255

- وما الناسُ بالناسِ الذين عهدتهمْ

وما الدهر الذي كنتَ تعرفُ

- وما كُلُّ من تهوى يَوَدُّكَ قلبهُ

ولا كُلُّ من صاحَبْتَهُ لك مُنْصِفُ

عبد الله بن شبيب

ص: 256

- أكثرَ الناسَ لابل ما أَقَلَّهمُ

اللَّهُ يعلمُ أني لم أقلْ فَنَدا

- إِني لآفتحُ عيني حينَ أفتحَها

على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا

الخزاعي

ص: 257

- كذاكَ وما رأيتُ الناسَ إِلا

ما جَرَّ غاويهمْ سِراعا

- تراهُمْ يغمزونَ من اسْتَرَكُّوا

ويجتنبون من صَدقَ المصاعا

القطامي

ص: 258

- أُصيكَ بالبعدِ عن الناسِ

فالعِزُّ في الوحدةِ والياسِ

ظافر الحداد

ص: 259

- وما الناسُ إِلا واحدٌ غيرَ أنهم

تفاوتُ منهمْ في الفِعالِ الطبائعُ

الشريف المرتضى

ص: 260

- أنافقُ الناسِ إِني قد بُليتُ بهم

وكيفَ لي بخلاصٍ منهم دانٍ؟

المعري

ص: 261

- الناسُ أعداءٌ إِذا جَرَّبْتَهُمْ

لمقلهم، وأصداقُ المتولِ

- كالريحِ قد تطفي السراجَ لضعفِه

وتزيدُ في ضَوْءِ الحريقِ المشتعلِ

السيد الرئيس أبو نصر

ص: 262

- إِن شَرَّ الناسِ من يكثرُ لي

حين يلقاني وإِن غِبْتُ شَتَمْ

- وكلامٍ سيءٍ قد وقرَت

أذني عنه، وما بي من صَمَمْ

- فتعديتُ خشاةً أن يَرى

جاهلٌ أني كما كان زَعَمْ

- ولبعضُ الصفحِ والأعراضِ عن

ذي الخَنا أبقى وإِن كان ظَلَمْ

المثقب العبدي أو الملتمس الضبعي

ص: 263

- والناسُ مثلُ سوامٍ لا حلومَ لهم

يَسقُه للمنايا سائِقٌ حُطَم

- والناسُ بالناسِ من حُضْرٍ وباديةٍ

بعضٌ لبعضٍ، وإِن لم يَشْعروا خَدَمُ

- فاذخرْ لنفسكَ خيراً كي تُسَرَّ به

فإِن فَعَلْتَ، وإِن عادَكَ الندمُ

المعري

ص: 264

- ومن شأنِ هذا الخلقِ غشٌ وظنَّةٌ

ومن يتقربْ منهم يتظلمُ

- اجتنبِ الناسَ وعِشْ واحداً

لا تظلمِ القومَ، ولا تظلمِ

المعري

ص: 265

- دَعْني وحيداً أعاني العيشَ منفرداً

فبعضُ معرفتي بالناسِ يَكْفيني

- ما ضرني ودفاعُ اللهِ يَعْصِمني

من باتَ يَهْدِمني فاللَّهُ يبنيني

ابن أبي حصينة

ص: 266

- وإِنا وجدْنا الناسَ عودين، طيباً

وعوداً خبيثاً لا بيضُّ على الكسرِ

أبو الغول الطهوي

ص: 267

- لا تخدَعَنَّكَ اللَّحى ولا الصُّوَرُ

تسعةُ أعشارِ من تَرى بَقَرُ

- تراهمُ كالسحابِ مُنْتَشراً

وليس فيه لطالبٍ مَطَرُ

- في شجرِ السرورِ منهمُ مَثَلٌ

له رواءٌ وماله ثَمَرُ

ابن لبكك

ص: 268

- رأيتُ الناسَ من يُحْسِنْ إِليهم

ويأمنْ مَكْرَهُمْ فهو السعيدُ

- وذاكَ لأن شَرَّهُمْ قريبٌ

وخَيْرُهُمُ إِذا اختبروا بَعيدُ

- إِذا بَدَأوا بظُلْمٍ تَمَّوُهُ

ولم يَرْضَوا به حتى يعيدوا

- وأما إِن مَضَوا يوماً بوعدٍ

فوعدهم إِذا امتحنوا رعيدُ

أبو الفتح البستي

ص: 269

- وإِن الناسَ جَمْعُهمُ كثيرٌ

ولكن من تُسَرُّ به قليلُ

- أرى الناسَ مذ كانوا عبيداً لغاشِمٍ

وخَصْماً لمغلوبٍ وجُنْداً لغالبِ

- وما بلغَ العلاءَ إِلا ابنُ حُرَّةٍ

قليلُ افتكارِ في أمورِ العواقبِ

علي بن مقرب

ص: 270

- ارضَ للناسِ جميعاً

مثلَ ما ترضى لنفسِكْ

- إِنما الناسُ جميعاً

كُلُّهمْ أبناءُ جنسكَ

- فلهم نفسٌ كنفسِكَ

ولهم حِسٌّ كحِسِّكْ

أحمد الخطابي

ص: 271

- من عوَّدَ الناسَ فضلاً طالبوُه به

كأنهُ الدَّيْنُ يُلوى بالمعاذير

- ومن تعقبهمْ شراً فأمهلَهُمْ

يوماً تقبلَ منهم أَجْرَ مشكورِ

- لا رأي للناسِ في نَفْعٍ ولا ضَررٍ

وما لهم قَطُّ من حُكْمٍ وتقديرِ

عباس محمود العقاد

ص: 272

- أرى الناسَ من دانهمُ هانَ عِنْدَهمْ

ومن أكرَمَتْهُ عزةُ النفسِ أكراما

- وكم نِعمةٍ كانتْ على الحُرِّ نِقْمَةً

وكم مَغْنَمٍ يَعْتَدُّهُ الحُرُّ مغرما

القاضي الجرجاني

ص: 273

- إِياكَ والناسَ أن تُحَمِّلْهُمْ

فوقَ الذي الآدمي يحتملُ

البحتري

ص: 274

- على ذا مضى الناسُ اجتماعٌ وفرقةٌ

ومَيْتٌ ومولودٌ وقالٍ ووامقُ

التنوخي

ص: 275

- دعِ الناسَ لا ترجُ الرضى عنكَ منهم

فليس لإِرضاءِ العبدِ سَبيلُ

- إِذا كنتَ مِقْداماً يقولونَ أَحْمقٌ

وإِن لم تكنْ فظاً يُقالُ ذليلُ

- وإِن كنتَ جواداً يقولون مُسْرِفٌ

وإِن أنتَ لم تُسْرِفْ يقالُ بخيلُ

- ولا تتهيبْ شرَّ ما أنتَ حاذرٌق

ولا تترقبْ خيرَ ما أنت آملُ

- فخوفُكَ لا يقصي الذي هو قادمٌ

وشَوْقُكَ لا يُدْني الذي هو راحلُ

مسعود سماحة

ص: 276

- والناسُ أَلْفٌ منهمُ كواحدٍ

وواحدُ كالألفِ إِن أمرٌ عَنا

- وللفتى من مالِهِ ما قدمتْ

يَداهُ قبلَ موتِه لا ما اقتنى

أبو بكر الأنصاري

ص: 277

- من عاشرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً

لأن سُوسَهمُ بَغْيٌ وعدوانُ

- فالناسُ أعوانُ من والتْهُ دَوْلَتهُ

وهم عليه إِذا عليه إِذا عادَتْه أَعْوانُ

أبو الفتح البستي

ص: 278

- ياربِّ إِن الناسَ لا ينصفونني

فكيفَ وإِن أنصفْتُهم ظلموني

- فإِن كان لي شيءٌ تَصَدَّوا لأخذِه

وإِن جئْتَ أبغي شَيْئَهم منعوني

- وإِن نالَهم بذلي فلا شكرَ عندَهم

وإِن أنا لم أبذلْ لهم شَتَموني

- وإِن طرقتني نكبةٌ فَكِهوا بها

وإِن صَحِبَتْني نِععْمةِ حَسَدوني

- ألا إِن أصفى العيشِ ما طابَ غِبُّهُ

وما نلتُهُ في لذَّةٍ وسُكونِ

أبو العتاهية

ص: 279

- أرى الناسَ قد أُعْروا ببغْيٍ وريبةٍ

وغيٍ إِذا ما ميزَ الناسَ عاقلُ

- وقد لزموا معنى الخِلافِ فكلهمْ

إِلى نحوِ ما عابَ الخليفةَ مائلُ

- إِذا مارَأَوا خَيراً رَمَوهُ بظنةٍ

وإِن عاينوا شراً فكُلُّ مناضلُ

- وإِن عاينوا حَبْراً أديباً مهذباً

حَسيباً يقولوا إِنه لمُخاتِلُ

- وإِن كانَ ذا ذِهْنٍ رَمَوه ببدْعَةٍ

وسَمَّوهُ زنديقاً وفيه يُجادلُ

- وإِن كانَ ذا دينٍ يسموه نَعجةً

وليس له عَقْلٌ ولا فيه طائلُ

- وإن كانَ ذا صمتٍ يقولون صُورةٌ

ممثلة بالعَيِّ بل هو جاهلُ

- وإِن كانَ ذا شرٍ فويلٌ لأمهِ

لماعنهُ يَحْكي من تَضُمُّ المحافلُ

- وإِن كانَ ذا أصلٍ يقولون إِنما

يفاخرُ بالموتى وما هو زائلُ

- وإِن كانَ ذا مَجهولاً فذالك عندهم

كبيضِ رمالٍ ليس يُعرفُ عاملُ

- وإِن كان ذا مالٍ يقولون مالهُ

من السُّحْتِ قد رابني وبئسَ المآكلُ

- وإِن كانَ ذا فقرٍ فقد ذَلَّ بينهم

حقيراً مهيلاً تَزْدريهِ الأرذالُ

- وإِن قنعَ المسكينُ قالوا لقِلةٍ

وشحةِ نفسٍ قد حَوَتْها الأناملُ

- وإِن هو لمك يقنعْ يقولون: إِنما

يطالبُ من لم يُعْطهِ ويُقاتلُ

- وإِن يكسبْ مالاً يقولوا: بهيمةٌ

أتاها من المقدور حَظٌ ونائلُ

- وإِن جادَ قالوا: مُسْرِفٌ ومبذرٌ

وإِن لم يَجُدْ قالوا: شَحيحٌ وباخلُ

- وإِن صاحبَ الغِلْمانَ قالوا: لريبةٍ

وإِن أجمعوا في اللفظِ قالوا: مباذلُ

- وإِن هَوِيَ النسوانَ سموه فاجراً

وإِن عَفَّ قالوا: ذاك خُنْثى وباطلُ

- وإِن تابَ قالوا: لم يَتُبْ، منه عادةٌ

ولكن لإِفلاسٍ وما تَمَّ حاصلُ

- وإِن حَجَّ قالوا: ليس للهِ حَجَّهُ

وذاكَ رياءٌ أنتجتْتُ المحافلُ

- وإِن كان بالشطرنجِ والنردِ لاعباً

ولاعبَ ذا الآدابِ قالوا: مُداخلُ

- وإِن كانَ في كُلِّ المذاهبِ نابزاً

وكان خفيفَ الرُوحِ قالوا: مُثافلُ

- وإِن كان مِغراماً يقولون: أهوجٌ

وإِن كان ذا ثَبْتٍ يقولون: باطلُ

- وإِن يَعْتَلِلْ يوماً يقولون: عُقوبةٌ

لشَرَّ الذي يأتي وما هو فاعِلُ

- وإِن ماتَ قالوا: لم يَمُتْ حَتْفَ أنفهِ

لمات هو من شَرَّ المآكلِ آكلُ

- وما الناسُ إِلا جاحدٌ ومُعانِدٌ

وذو حَسَدٍ قد بانَ فيه التخاتلُ

- فلا تتركنْ حَقاً لخيفةِ قائلٍ

فإِن الذي تَخْشَىْ وتَحْذرُ حاصِلُ

ابن دريد الأزدي

ص: 280