المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3- الصداقة والصحبة - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٦

[أحمد قبش]

الفصل: ‌3- الصداقة والصحبة

-‌

‌3- الصداقة والصحبة

ص: 18

- لا شيءَ في الدنيا أحبُّ لناضري

من منظرِ الخلانِ والأصحابِ

- وألذُّ موسيقى تسرُّ مسامعي

صوتُ البشيرِ بعودةِ الأحبابِ

القروي

ص: 19

- من فاتَه ودُّ أخٍ مصافِ

فعيشُه ليس بصافِ

- صاحبْ إِذا صاحبْتَ كُلَّ ماجدِ

سهلِ المحيا طلقٍ مساعدِ

- ليس من الإِخوانِ في الحقيقةْ

من لم يناصحْ جاهداً صديقهْ

- إِن المرءَ يوهنُ الودادا

وينشيءُ الأضغانَ والأحقادا

- ولا تكنْ لصاحبٍ مغتابا

ومُغْرقاً في ثلبِه إِن غابا

الشيخ عبد الله السابوري

ص: 20

- نصحتُكَ لا تصحبْ سوى كلِّ فاضلٍ

خليقِ السجايا بالتعففِ ولبظَّرفِ

- ولا تعتمدْ غيرَ الكرامِ فواحدٌ

من الناس إِن حصلتَ خيرٌ من الألفِ

أبو الفتح البستي

ص: 21

- وكيف صفاءُ العيشِ للمرءِ بعدما

تغيَّبَ عنه رهطُهُ وأصادقُهْ

الشريف المرتضى

ص: 22

- وخليلٍ لا أرهبُ الدهرَ ما دم

تُ (دمتُ) أراهُ، والدهرُ جَمُّ الصروفِ

البحتري

ص: 23

- وافعلْ بغيرِك ماتهواهُ يفعلُهُ

وأسمعِ الناسَ ما تختارُ مسمعَه

- وأكثرُ الإِنسِ مثل الذئبِ تصحُبه

إِذا تبَّنَ منك الضعفُ أطمعَهُ

المعري

ص: 24

- لقد أباحَكَ غشاً في معاملةٍ

من كنتَ منه بغيرِ الصدق تنتفعُ

المتنبي

ص: 25

- خبرَ الزمانَ ينو الزمانِ فعزَّ أن

يرَوا الصديقَ كما رأوه صديقا

خليل مطران

ص: 26

- وليس يبلو الإِخوانَ صاحبُهمْ

إِلا إِذا الدهرُ عضَّهُ كلَبُهْ

عبيد الله بن طاهر

ص: 27

- أكرمْ صديقكَ عن سؤا

لِكَ (سؤالكَ) عنه واحفظْ منه ذمَّهْ

- فلربما استخبرْتَ عن

هـ (عنه) هَدُوَّهُ فسمْعتَ ذَّمهْ

عبد الجبار

ص: 28

- لا تيأسَنْ من صاحبٍ

وتلومَه إِن زلَّ زلَّهْ

- مامن أخٍ لكَ لا تعيبُ

ولو حرْصتَ عليه خُلَّهْ

عبد الله بن معاوية الجعفري

ص: 29

- إِذا صديقٌ نكرْتُ جانبَهُ

لم تُعْيِني في فِراقِه الحيلُ

المتنبي

ص: 30

- إِذا تنكرَ خلٌ فاتخذْ بدلَا

فالأرضُ من تربةٍ والناسُ من رجلِ

شاعر

ص: 31

- شَرُّ البلادِ بلادٌ لا صديقَ بها

وشَرُّ ما يكسبُ الإِنسانُ ما يضمُ

- وإِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجدا

ذا عفافٍ وحياءٍ وكرمْ

- قولُه للشيء لا إِن قُلْتَ: لا

وإِذا قلْت نعم قال: نعمْ

ابن الأعرابي

ص: 32

- إِذا صاحبي أضحى وبي مثلُ مابه

غداةَ تلاقينا أطلنا التشاكا

الشريف المرتضى

ص: 33

- إِذا كنتَ في قومٍ فصاحبْ خيارَهُمْ

ولا تصحبِ الأردى مع الرَّدي

- وبالعدلِ فانطقْ إِن نطقْتَ ولا تلُمْ

وذا الذِّم فاذَممْه وذا الحَمْدِ فاحمَد

- ولا تلحَ إِلا من ألامَ ولا تلمْ

وبالذلِ من كوى صديقِك فامدُدِ

عدي بن يزيد العبادي

ص: 34

- إِذا اصطفيتَ امرأً فليكن

شريفَ النجارِ زكيَّ الحبْ

- فنذلُ الرجالِ كنذلِ النبا

تِ (النباتِ) فلا للثمارِ ولا للحطبْ

أبو الفتح البستي

ص: 35

- إِذا شئتَ أن تدعى كريماً مكرماً

أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا

- إِذا ما أنتْ من صاحبٍ لك زلةٌ

فكنْ أنتَ محتالاً لزلته عذرا

سالم بن وابصة الأسدي

ص: 36

- إِذا كانَ إِكرامي صديقي واجباً

فإِكرامُ نفسي، لامحالَ، أوجبُ

المعري

ص: 37

- واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ

قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا

- فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ

فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا

- واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً

ولرب مطعمةٍ تعودُ ذُباحا

النابغة الذبياني

ص: 38

- واحفظْ لصاحبِكَ القديمِ مكانَه

لا تتركِ الودَّ القديمَ لطاري

- وإِذا أساءَ وفيكَ حملٌ فاحتملْ

إِن احتمالكَ أعظمُ الأنصارِ

عمربن الوردي

ص: 39

- وصاحِبْ كلَّ أروعَ دهميٍ

ولا يصحبْكَ ذو الجهل البليدُ

ابن المخارق

ص: 40

- إِن البناءَ وإِن تطاولَ صرحُهُ

دونَ الصحابِ مغاوزٌ وفقارُ

- ومجالسُ الخِلَاّنِ ما لفم يكسُها

صَفْوُ الإِخاءِ فإِنها أوزارُ

محمد الماحي

ص: 41

- وليس خليلي بالمولولِ ولا الذي

إِذا غبْتُ عنه باعني بخليلِ

- ولكن خليلي من يديمُ وصالَهُ

ويكتمُ سِري عند كل دخيلِ

كثير الخزاعي

ص: 42

- ما كنتُ مذ كنْتُ إِلا طوعَ خُلاني

ليست مؤاخذةُ الإِخوانِ من شاني

- يجيبني الخليلُ فأسْتَحْلي جنايتهُ

حتى أدلَّ على عَفْوي وإِحساني

- إِذا خليلي لم تكثرْ إِساءتُهُ

فأينَ موضعُ إِحساني وغفراني

- يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً

لاشيءَ أحسنُ من حانٍ على جاني

أبو فراس الحمداني

ص: 43

- أغمضُ عيني عن صديقي كأنني

لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ

- وما بي جهلٌ غير أن خليقتي

تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ

- متى ما يريبني مقصلٌ فقطعتُهُ

بقيتُ ومالي في نُهوضي مَفَاضلُ

- ولكنْ أداريه، وإِن صحَّ شدَّبي

فإِن هوَ أعيا كان فيه تحامُلُ

منصور الكريزي

ص: 44

- أصادقُ نفسَ المرءِ من قبلِ جسمِهِ

وأعرفُها في فعلِهِ والتكلمِ

- وأحلمُ عن خِلي وأعلمُ أنه

متى أجزِه حِلماً على الجهلِ يَنْدَمِ

المتنبي

ص: 45

- لا يؤينكَ من صديقٍ نبوةٌ

ينبو الفتى وهو الجوادُ الخضرمُ

- فاذا نبا فاسبقِه وتأنهُ

حتى تفئ به وطبعُك أكرمُ

الأزدي

ص: 46

- إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ

فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ

- ومن يُعْدِمْ أخوه، على غناهُ،

فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ

- ومن جعلَ السخاءَ لأقربيهِ

فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ

المعري

ص: 47

- وكنتُ إِذا علقْتُ حبالَ قومٍ

صحبتهمُ وشيمتيَ الوفاءُ

- فأحسنُ حين يحسنُ محسنوهمْ

وأجتنبُ الإِساءةَ إِن أساءوا

أعرابي

ص: 48

- إِذا كنتَ رباً للقلوصِ فلا تدعْ

رفيقَكَ يمشي خلفَها غير راكبِ

- أنخها فأردفُهُ فإِن حملتكما

فذاكَ وإِن كانَ العقابُ فعاقبِ

حاتم الطائي

ص: 49

- عدوُّك من صديقِكَ مستفادٌ

فلا تستكثرَنَّ من الصحاب

- فإِن الداءَ أكثرُ ماتراهُ

يحولُ من الطعامِ أو الشرابِ

- إِذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً

مُبيناً، والأمورُ إِلى انقلابِ

- ولو كان الكثيرُ يطيبُ كانَتْ

مصاحبةُ الكثيرِ من الصوابِ

- ولكن قلما استكثرْتَ إِلا

سقطْتَ على ذئابٍ في ثيابِ

- فدعْ عنك الكثيرَ فكم كثيرٌ

يُعافُ وكم قليلٍ مستطابِ

المتنبي

ص: 50

- اصحبْ خيارَ الناس أين لقيتَهم

خيرُ الصحابة من يكون ظريفا

- والناسُ مثلُ دراهمٍ ميزتها

فرأيتَ فيها فضةً وزيوفا

- لي صديقٌ يرى حقوقي عليه

نافلاتٍ وحَقَّه كان فَرْضا

- لو قطعتُ الجبالَ طولاً إِليه

ثم من بعدِ طولها سْرتُ عرضا

- لرأى ماصنعْتُ غيرَ كبيرٍ

واشتهى أن أزيدَ في الأرضِ أرضا

محمد بن إِسحاق الواسطي

ص: 51

- سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها

صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ منصفا

الشافعي

ص: 52

- من أحسنِ الدهرِ وقتاً ساعة سلمتْ

من الشرور، وفبها صاحبٌ حدَثُ

المعري

ص: 53

- شريككَ في مزاجكَ من تصافي

له شقٌ وطوعُ يديكَ شِقٌّ

- وحتى في السكوتِ يرادُ حزمٌ

وحتى في السلامِ يراد حذْقُ

محمد مهدي الجواهري

ص: 54

- ومن لم يغمضْ عينه عن صديقهِ

وعن بعضِ ما فيه يمت وهو عاتبُ

- ومن يتتبعْ جاهداً كُلَّ عثرةٍ

يجدْها ولا يسلم له الدهر صاحب

كَّثير بن عبد الرحمن الخزاعي

ص: 55

- يا لهفَ نفسي على خلٍ أفاوضهُ

حديثَ ليلي فيصغي لي كما يجبُ

- مظهرِ السمعِ لا يثني للأئمةٍ

وَجْهاً ولا يزدريه المينُ والكذبُ

- أبثهُ سِرَّ حسنٍ جلَّ مضمرهُ

عن أن تطالعَه الأقلامُ والكتبُ

- سرٌ من الحُسْنِ لو يجلى سناهِ على

أعمى لأبصرَ ماقد وارتِ الحجبُ

ابن خاتمة الأندلسي

ص: 56

- كافِ الخليلَ على المودةِ مثلها

وإِذا أساءَ فكافِه بعتابهِ

- وإِذا عتبْتَ على امرئٍ أحببتْتَه

فتوقَّ ظاهرِ عيبه وسبابهِ

منصور الكريزي

ص: 57

- لا تسألنَّ عن الصدي

ق (الصديق) وسلْ فؤادكَ عن فؤادهْ

- فلربما بحثَ السؤا

لُ (السؤالُ) على فسادِكَ أو فسادهْ

أحمد الخراط

ص: 58

- عشْ واحداً أو فالتمسْ لك صاحباً

في محتَديْ ورعٍ وطيبِ نجارِ

- واحذرْ مصاحبةَ السفيه فشرما

جلبَ الندامةَ صحبةُ الأشرارِ

- والناسُ كالأشجارِ هذي يُجتنى

منها الثمارُ، وذي وقودُ النارِ

أسامة بن منقذ

ص: 59

- وإِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجداً

ذاعفافٍ وحياءٍ وكرمْ

- قولهُ للشيءِ لا إِن قُلْتَ لا

وإِذا قلتَ نعم قال نعمْ

عبد الله بن معاوية الجعفري

ص: 60

- وليس كثيراً ألفُ خِلٍ وصاحبٍ

وإِن عدواً واحداً لكثيرُ

علي بن أبي طالب

ص: 61

- إِذا رُمْتَ أمراً فاعتمدْ في بلوغِه

على صاحبٍ ذي حكمةس وتجاربِ

- ولا تتخذْ فيما ينوبُكَ مُستعداً

سوى عَزَماتٍ كالنجومِ الثواقبِ

- ولا تغتررْ بالِخلِّ إِن لاحَ بشرهُ

فإِن الأفاعي ليناتُ الجوانبِ

الصاحب شرف الدين الأنصاري

ص: 62

- من أين لي والمنى ليست بنافعةٍ

خلٌ أرى فيه أغراضي وأوطاري؟

- يمسُّه الخطبُ قَلْبي ثم يصرفُهُ

عني ولو خاضَ فيه لُجَّةَ النارِ

- وواحدٌ عنده عزلي وتوليتيْ

ومستوٍ عندَه فقري وإِساريْ

الشريف المرتضى

ص: 63

- إِذا أنا لم أنفعْ خليلي بودهِ

فإِن عدويْ لا يضرهمِ بغضيْ

النابغة الذبياني

ص: 64

- إِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ

ولم يكُ عما رابني بمفيقِ

- صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني

مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ

- كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ

صارَ أحظى من الصديقِ العتيقِ

- ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ

صارَ بعد الطريقِ خيرَ رفيق

البحتري

ص: 65

- أردتَ رفيقاً كي ينالكَ رفقُهُ

فدعهُ إِذا لم تأتِ منه المرافقُ

المعري

ص: 66

- فلا تتكلفنَّ إِلى وَصْلاً

تلاقي من أذاهُ ماتلاقي

- أرى عبدَ الصديقِ فإِن تحلَّىْ

بظلمٍ فارجُ عِتْقي أو إِباقيْ

- فلولا البعدُ ماطُلِبَ التداني

ولولا البينُ ماعشقَ التلاقيْ

- وخسرانُ المودةِ في السَّجَيا

كخُسرانِ التجارةِ في الوراقِ

- فقد يتعاشرُ الأقوامُ حيناً

بتلفيقِ التصنُّعِ والنفاقِ

- وإِن أحقَّ الناسِ مني بخلةٍ

عدوُّ عدوي أو صديقُ صديقي

البحتري

ص: 67

- واصحبْ إِذا صادقتَ بالمروةْ

لاتبتذلْ من كان ذا أخوهْ

- وأعطهِ حقوقَهُ المرجَّوةْ

وإِن تهاونْتَ تقعْ في هوَّهْ

لا تسخُ بالعِرْضِ لديه يسخر

ص: 68

- وإِن تُصِبْ يوماً أخاكَ نكبةْ

فواسهِ أو لارجعت سبهْ

- وإِن تكنْ وخيمةَ المغبةْ

أجملْ وقاربْ فيه فهو أشبهْ

أعْرهُ تتدبيركَ فيما يمتري

ص: 69

- وإِن علمتَ أن خِلاً قعدا

مع العَدُوِّ فهو سَهْمٌ سُدَّدا

- إِن كانَ موثوقاً به مُؤَكَّدا

وإِن يكنْ ذا ظِنَّةٍ فاخشَ العِدا

ولا تعاتِبْه ولا تنكرِ

ص: 70

- خالطْ إِذا خالَطْتَ خيراً منكما

فإِنه بالفّضْلِ يُغْني عنكما

- في الدينِ والمالِ وفيما يُحْكى

ولا تخالطْ ناقصاً فتنكى

هل مَصْعَدٌ في المجدِ كالمنحدر

ص: 71

- لاتتخذْ لخلةٍ صَديقا

إِلا إِذا حققته تحقيقا

- فإِن يكن وفاقُهُ توفيقا

صِلْهُ وإِلا فاسْدُدِ الطريقا

فالطعُ بعد الوصلِ إِحدى الكبرِ

ص: 72

- ولاتصاحبْ قبل أن تُجَرِّبا

فإِن كرهْتَ من صديقٍ مذْهبا

- فاصفحْ أو اعْتَبْه عسى أن يعتبا

والطفْ به في العَتْبِ كي لا يَغْضبا

واصبرْ على مذهبِه المستوعِرِ

ص: 73

- واخترْهُ إِن كانَ أخاً في اللهِ

حراً سوى الحَريصِ والمباهي

- أو من بَني الدنيا فغَيرُ واهي

ولا جَهولاً أو كَذوباً داهي

فالجهلُ والكذبُ أصولُ الضررِ

ص: 74

- وإِن رأيتَ مُقْبلاً بودِّه

إِليكَ فاستحليْتَ صفوَ وردهِ

- ولم تردْ إِدبارَه في قصدِهِ

فأعطِه الإِقبالَ دونَ حدهِ

فالنفسُ إِن يخضعْ لها تستهترِ

ص: 75

- وابذلْ لإِخوانكَ مالاً ودماً

ومن عَرَفْتتَ العونَ والتكرما

- وللرعاعِ البشرَ والترحما

وللعدوِّ العَدْلَ والتحلما

هذا لهم طراً إِذا لم يحظرِ

ص: 76

- فخيرُ ما كسبتَ إِخوانُ الثقةْ

أنسٌ وعونٌ في الأمورِ الموبقهْ

- فاجعلهمُ أهل الخَفَايا والمِقَةْ

واحسبْ قبولَهم بذاكَ صَدَقةْ

واجعلهُ مَئْسِياً كما لم يذكرِ

ص: 77

- وإِن نصحتَ صاحباً فاخْلُ وقلْ

ولا تبكِّتْهُ على ذَنْبٍ فعلْ

- والخصمَ إِن غلبتهُ لاتستطلْ

عليه بالسبِّ كفاه ما حصلْ

من مُمْرِضِ الخِزْي وحزنٍ مضمرٍ

محمد الوحيدي

ص: 78

- أخو ثقةٍ يُسَرُّ ببعضِ شأني

وإِن لم تُدْنِهِ مني قرابهْ

- أحبُّ إِليَّ من ألفي قريبٍ

تبيتُ صدورُهمْ لي مسترابهْ

شاعر

ص: 79

- عتبتُ على سلمٍ فلما فقدتهْ

وجرَّبتُ أقواماً بكيتُ على سلمِ

- رجعتُ إِليه تجريبِ غيره

فكان كبرءٍ بعد طولٍ من السُّقمِ

ابن أبي عراده السعدي

ص: 80

- وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملقاً

فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنذضبُ

- لا خيرَ في امرئٍ متملقٍ

حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ

- يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ

وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ

- يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً

ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ

- واخترْ قرينَكَ واْطفيه نفاخراً

إِن القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ

علي بن أبي طالب

ص: 81

- والقَ الأحبةَ والإِخوانَ إِن قَطَعوا

حبلَ الودادِ بحبلٍ منك متصلِ

- فأعجزُ الناسِ حرٌ ضاعَ من يدِه

صديقُ ودٍ فلم يردُدْهُ بالحِيَلِ

- استصفِ خلكَ واستخلصْه أسهلُ من

تبديلِ خِلٍ وكيفَ الأمنُ بالبدلِ

- واحملْ ثلاثَ خِصالٍ من مطالبهِ

واحفظْهُ فيها ودعْ ماشئْتَه وقلِ

- ظلمُ الدلالِ وظلمُ الغيظِ فاعفِها

وظلمُ هفوتِه واقسطْ ولاتملِ

- وكنْ مع الخَلْقِ ماكانوا لخالقهمْ

واحذرْ معاشرةَ الأوغادِ والسفلِ

ابن المقري

ص: 82

- وإِن خانَ الصديقُ فلا تَخُنْهُ

ودمْ بالحفظِ منه وبالذمامِ

- ولا تحملْ على الإِخوانِ ضِغْناً

وخذْ بالصحِ تنيجُ من الأثامِ

علي بن أبي طالب

ص: 83

- اصحبْ ذوي القدرِ واستعدَّ بهم

وعدِّ عن كلِّ ساقطٍ سلفهْ

- فصاحبُ المرِ شاهدٌ ثِقةٌ

يُقضى به غائباً عليه ولهْ

ابن رشيق القيرواني

ص: 84

- إِذا المرءُ لا يرعَاكَ إِلا تكلفاً

فدعْهُ ولا تُكْثِرْ عليه التَّأَسُّفا

- ففي الناسِ أبدالٌ وفي الترك راحةٌ

وفي القلبِ صبرٌ للحَبيْبِ ولو جَفا

- فما كُلُّ من تَهْواهُ يهواكَ قلبهُ

ولا كُلُّ من صافيتَهُ لك قد صَفا

الشافعي

ص: 85

- صديقُ المرءِ كالدينارِ طبعاً

وكيفَ يفارقُ المرءُ الطَّباعا

- تراهُ إِذا أقامَ يقيمُ جاهاً

وإِن فارقتَهُ أجدى انتفاعا

ابن رشيق القيرواني

ص: 86

- وخِلٍّ كنتُ عينَ الرشدِ منه

إِذا نظرَتْ ومستمعاً سميعا

- أطافَ بغيِّهِ فعلْتُ عنه

وقلتُ له: أرى أمراً فَظيعا

عروة بن الورد

ص: 87

- إِني إِذا ما الخليلُ أحدثَ لي

صَرْماً ومَلَّ الصفاءَ أو قَطَعا

- لا أحتسي ماءهُ على رَنقٍ

ولا يراني لبينِهِ جزِعَا

- أهجرُهُ ثم ينقضي غ

بَّرُ (غبرُ) الهجرانِ عنا ولم أَقُلْ قذعا

- احذرْ وصالَ الئيمِ إِنَّ له

عَضْها إِذا حَبْلُ وصلِهِ انقطعا

- (غبر الهجران: بقايا)، (القذع: الفحش) ، (العضه: الإِفك)

المتتوكل الليثي

ص: 88

- وإِذا جفاني صاحبٌ

لم أَسْتَجزْ ما عشْتُ قَطْعَهْ

- وتركتُهُ مثلَ القبو

رِ (القبورِ) أزورُها في كلُ جمعهْ

جحظة أحمد بن برمكك

ص: 89

- طولَ التعاشرِ بين الناس مملولُ

وما لابنِ آدمَ إِن فتشتَ معقولُ

أبو العتاهية

ص: 90

- وكم صاحبٍ لي كنتُ أكرهُ فقدَه

تسلَّمه مني الفناءُ المعجَّلُ

- أبدَّلُ بالإِخوانِ ما إِن مللتُهُمْ

وبالرغمِ مني أنني أتبدَّلُ

الشريف المرتضى

ص: 91

- وكنتُ إِذا ما صاحبٌ رام ظنَّتيْ

وبدَّل سوءاً بالذي كنتُ أفعلُ

- قَلّبْتُ له ظهرَ المجنِّ فلم أدمْ

على ذاكَ إِلا ريثما أتحَّولُ

خعن بن أوس

ص: 92

- إِذا ما شِئْتَ أن تسلى خليلاً

فأكثرْ دونَهُ عدَدَ الليالي

- فما سلَّى خليلَكَ مثلُ نأيٍ

ولا بَّلى جديدَكَ كابتذالِ

شاعر

ص: 93

- إِذا ما خليلٌ لم يَصِلْكَ فلا تقمْ

بتَلعتهِ واعمدْ لآخرَ واصلِ

كعب بن زهير

ص: 94

- حسبُ الخليلين نأيُ الأرضِ بينهما

هذا عليها وهذا تحتَها بالي

النابغة الذبياني

ص: 95

- إِذا الصديقُ اعتلت مودتهُ

صحْبتُه آسيا من العَتْبِ

- فإِن تمادى كويتُ قرحتَهُ

بالهجرِ، والكيُّ آخرُ الطبِّ

الصاحب شرف الدين الأنصاري

ص: 96

- لو أني في عدادِ الرملِ صحبي

لأودعتُ الثرى وتركتُ وحدي

المعري

ص: 97

- واحذرْ معاشَرةَ الدنيءِ فإِنها

تُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ

عبد القدوس

ص: 98

- والناسُ منهم إِن طلبْ

تَ (طلبت) ودادَهم برٌ وفاجرْ

- فاربأْ بنفسِكَ أن يغير

كَ (يغيرك) منهمُ زيفُ المظاهرْ

- كم طاهرٍ في ثوبِه

هو ليس في خُلُقٍ بطاهرْ

- يبديْ إِليكَ مودةً

والحِقدُ تُخْفيه السرائرْ

- وعليكَ يثني حاضراً

ويلوكُ ذمَّكَ غيرَ حاضرْ

- أواهُ من غدرِ الصديقِ

وآهِ من موتِ الضمائرْ

- فإِذا ظفرتَ بصاحبٍ

لكَ في الصداقةِ غير غادرْ

- فاحرصْ على كَنْزِ الوفاءِ

فإِنه في الناسِ نادرْ

هاشم الرفاعي

ص: 99

- عفاءٌ على هذا الزمانِ فإِنه

زمانُ عقوقٍ لازمانُ حقوقِ

- فكلُّ رفيقٍ فيه غيرُ مرافقٍ

وكُلُّ صديقٍ فيه غيرُ صدوقِ

أبو الفتح البستي

ص: 100

- إِذا ودَّكَ الإِنسانُ يوماً لخِلةٍ

فغيَّرها مرُّ الزمانِ، تَنَكَّرا

- وما زالَ فقرُ المرءِ يأتي على الغِنى

ونسيانُهُ مستدركاَ ما تذكرا

- وفي الناسِ من أعطى الجميلَ بَديهةً

وضنَّ بفعلِ الخير لما تَفَكَّرا

- فخفْ قولَ من لاقاكَ من غيرِ سالفٍ

حميدٍ، فأبدى بالنفاقِ تشكرا

- وكم أضمرَ المصحوبُ مكراً بصاحبٍ

فألقى قضاءَ اللهِ أدهى وأمكرا

المعري

ص: 101

- وإِذا ما تنكرتْ لي بلادٌ

أو صديقٌ فإِنني بالخيارِ

البحتري

ص: 102

- من يصحبِ الناسَ مَطْوياً على دَخَلٍ

لا يَصْحَبُوه فخَلُّوا كُلَّ تدخيلِ

- وجانِبُوا المزحَ إِن الجِدَّ يتبعهُ

وربَّ مًوْجَعةٍ في إِثر تقبيلِ

ابن رشيق القيرواني

ص: 103

- إِن الخليلَ الذي تنضُو مودتُهُ

نضو الخضابِ لمقوقٌ بتصريمِ

- وحقَّ لما لا يبهجُ النفسَ قربُهُ

على وصلهِ أن يبهجَ النفسَ صرمُه

عبد الرحمن المرتضى

ص: 104

- وكلُّ قرينةٍ قرنتْ بأخرى

وإِن ضنَّتْ بها سيفرقانِ

- وكلُّ أخٍ مفارقُه أخوهُ

لعمرُ أبيكَ إِلا الفرقدانِ

حضرمي بن عامر أو لبيد

ص: 105

- وقد يخلفُ الإِنسانُ ظُنَّ عشيرهِ

وإِن راقَ منه منظرٌ ورواءُ

- يموتُ المرءُ ليس له صفيٌ

وقبلَ اليومِ عزَّ الأصفياءُ

المعري

ص: 106

- لا تُلْفَيَنَّ مقارناً

من لا يزينُ من الصحابِ

- فالثوبُ ينفذُ صبغهُ

فيما يليهِ من الثيابِ

ابن وكيع التنيسي

ص: 107

- فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به

إِن الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ

- والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها

على الذراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ

المعري

ص: 108

- كلابُ الناسِ إِن فكرْتَ فيهم

أضرُّ عليكَ من كلبِ الكلابِ

- لأن الكلبَ لا يؤذي صديقاً

وإِن صديقَ هذا في عَذابِ

- ويأتي حينَ يأتيْ في ثيابٍ

وقد حُزمت على رجلٍ مصابِ

- فأَخْزى اللهُ أثواباً عليه

وأخزى اللهُ ما تحتَ الثيابِ

أعرابي

ص: 109

- اصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهم

رُبَّ من صاحبَهُ مثلُ الجربْ

- ودعِ الناسَ فلا تَشْتُمُهْمُ

وإِذا شاتَمْتَ فاشتمْ ذا حَسَبْ

- إِن من شاتمَ وَغْداً كالذي

يشتري الصُّفرْ بأعيانِ الذهبْ

- واصدقِ الناسَ إِذا حَدَّثْتَهُمْ

ودعِ الناسَ فمن شاءَ كذبْ

مسكين الدارمي

ص: 110

- ولا ترتجي الإِخلاصَ من كُلِّ باسمٍ

ففي الباسمينَ المبغضُ المتحببُ

- ولو كان كُلُّ المظهرين لي الوَفا

وفيَّيْن لم يعجزكِ يانفسُ مطلبُ

الياس فرحات

ص: 111

- إِذا بدأ الصديقُ بيومِ سوءٍ

فكنْ منه لآخرْ ذا ارتقابِ

أحمد بن سليمان

ص: 112

- لم يبقَ في الناسِ إِلا المكرُ والملقُ

شوكٌ إِذا لمسُوا زهرٌ إِذا رَمَقوا

- فإِن دعتكَ ضروراتٌ لِعْشرتهمْ

فكن جَحيماً لعل الشَّوْكَ يحترقُ

الشافعي

ص: 113

- يلقاكَ والعسلُ المصفى يُجتنى

من قوله ومن الفعالِ العَلْقَمُ

- يُبدي الهوى ويثورُ إِن عَرَضَتْ له

فُرَصٌ عليكَ كما يثورُ الأرقمُ

الأيبوري

ص: 114

- كفى للصديقِ ذعرةً من صديقِه

إِخاءُ العِدَى بالجِدِّ أو بالتمازحِ

أبو قطن الهلالي

ص: 115

- لي صاحبٌ ليس يخلو

لسانهُ من جِراحِ

- يجيدُ تمزيقَ عِرْضي

على سبيلِ المزاحِ

البحتري

ص: 116

- قلَّ الصديقُ وإِن أصبحتَ تعرفٌ لي

مكانهُ، فأبنْ لي أينَ أقصدهُ

- كم قد عرفْتُ صديقاً بعد مَعْرِفتيْ

إِياهُ صرْتُ فراراً منه أجحدُهُ

- كفرتُ بالودِّ منه حين أوحشني

وكنتُ وُجْداً به في الناسِ أعبدُهُ

- دعِ العدوِّ وكن ما عِشْتَ ذا حذرٍ

من الصديقِ الذي زُورٌ توددهُ

- وليس فتكةُ من بالذمِّ تقصِدُهُ

كفتكةٍ من حميمٍ أنتَ تحمدُه

- ولا يغرنْكَ ثَغْرٌ لاحَ من ضَحِكٍ

بياضُهُ، فبياضُ المَكْرِ أسودُهُ

- يا آمري بجميلٍ كيفَ يثمرُ ما

زَرَعتُ من حسنٍ والقبحُ يحصدُه

- زدني تفاقاً فإِني زائدٌ مَلَقاً

ومطفئٌ جمرَ ما بالمكرِ توقدُهُ

الضحاك الأنصاري

ص: 117

- إِن خانَ عهدَك من تودُّه

ونأى، فلا يَحْزُنْكَ فقدُهْ

- واهْجُرَكَ من تح

بُ (تحب) إِذا قضى وحَوَواهُ لحْدهْ

- وإِذا سُئلْتَ علامَ تهج

رُهُ، (تهجره) فقلْ: ماصَحَّ عهدُه

- وعلامَ أرغبُ في ملو

لٍ (ملول) خائنٍ، قد بانَ زهدهْ

- واحَذرْ مقالةَ من يقو

لُ: (يقول) الحُبُّ تخضعُ فيه أسدُه

- وإِذا خضْعتَ لمن يخو

نُكَ (يخونك) فلإِباءُ لمن تعدهْ

- إِن راعَ قلبَكَ هَجْرُه

فغداً يلينُ له أشدُّه

- والصبرُ سمٌ ناقعٌ

لكنَّ منه يُشارُ شهْدُهُ

- انظرْ بعيشِك هل ترى

أحداً يدومُ على المودَّهْ

- لترى أخلاءَ الرَّخا

ءِ (الرخاء) عِداً، إِذا نابَتْككَ شدَّه

- ولكلِّ ماتأبى وتهوى

إِن صَبُرتَ، مدىً ومُدَّة

- صديقٌ لي، تنكرَ بعد وُدٍ

وأمُّ الغدرِ في الدنيا وَلُدُ

- أراهُ ملألهُ حُسني قبيحاً

فصَدَّ، وأيسرُ الغدرِ الصدودُ

- وذمَّ اليومَ ما حمدَتْهُ مني

تجاربُهُ، وأمسِ به شهيدُ

- ولسْتُ ألومُهُ فيما أتاهُ

أساءَ، فرابَهُ الفِعْلُ الحميدُ

- وقد يجدُ المريضُ الماءَ مُرْاً

بفيهِ، وهو سلسالٌ بَرودُ

أسامة بن منق

ص: 118

- وأصعب ما يَلْقىَ الفتى في زمانِهِ

صحابةُ من يشفي من الداءِ فقدُهُ

البارودي

ص: 119

- احذرْ صديقكَ إِن تغيرَ إِنه

ضِدٌ يصيبُ الحُرَّ حينَ يعارضُ

- فالخمرُ يمتعُ ذوقها ونسيمها

فإِذا استحلَتْ فهي خلٌ حامضُ

أبو الفتح البستي

ص: 120

- ألا ربَّ من تدعو صديقاً ولو ترى

مقالته بالغَيْبِ ساءَكَ ما يفري

- مقالتُه كالشهدِ ما كان شاهداً

وبالغيبِ مأثورٌ على ثغرةِ النحرِ

- تبينُ لك العينانِ ما الصدرُ كاتمٌ

من الحقدِ والبغضاءِ بالنظرِ الشَّرْر

سويد بن الصامت

ص: 121

- وصاحبٍ كان لي وكنتُ له

أشفقَ من والدٍ على ولدِ

- حتى إِذا دانتِ الحوادثُ من

خَطْوي وحَلَّ الزمانُ من عقدي

- احوَلَّ عني وكان ينظرُ من

عَيني ويرمي بساعدي ويدي

- وكان لي مُؤْنساً وكنتُ له

ليس بنا حاجةٌ إِلى أحدِ

- حتى إِذا استرفدَتْ يدي يدَهُ

كنت كمسترفدٍ يدَ الأسدِ

أبو الشيص الخزاعي

ص: 122

- وإِذا تخيَّرْتَ الرجالَ لصحبةٍ

فالعاقلَ البَرَّ السجيَّةِ

- وإِذا وزنتُهمُ فأحكمْ وزنهُمْ

واعرفْ سجاياهم بقلبٍ مُبْصِرِ

عبد الله بن معاوية

ص: 123

- قلَّ الديقُ ظفرْتَ بمخلصٍ

في ودّه لك كنتَ أولَ ظافرِ

- يا ما أحيلى بسمةً من صاحبٍ

لو كان باطنُهُ شريكَ الظاهرِ

- عجباً لدهرٍ ليس اَضْحَكُ سنُّهُ

إِلا لوجهِ مُنَافِقِ أو ماكرِ

- كذبٌ على كذبٍ فما من صادقٍ

حتى المصلَّى صارَ بيتَ الكافرِ

قيصر سليم الخوري

ص: 124

- كن صديقِكَ لا من غيرِه حذراً

إِن كان يُنْجيكَ منه شدةُ الحذرِ

- ما أطمئنُّ إِلى خلقٍ فأخبرهُ

إِلا تكشفَ لي عن لؤمِ مختبرِ

أبو عثمان سعيد الخالي

ص: 125

- وشَرُّ الأخلاءِ من لم يزلْ

يعاتبُ طوراً وطوراً يذمْ

- يريكَ النصيحةَ عند اللقاءِ

ويبريكَ في السرِّ بَرْيَ القَلَمْ

أبو العتاهية

ص: 126

- صديقٌ ليس ينفعُ يومَ بؤسٍ

قريبٌ من عَدُوٍ في القياسِ

- وما يبقى الصديقُ بكُلِّ عصرٍ

ولا الإِخوانُ إِلا للتأسي

- عمرْتُ الدهرَ ملتمساً بجهدي

أخا ثقةٍ فألهاني التماسي

- تنكرتِ البلادُ ومن عليها

كأن أناسُها ليسوا بناسي

الشافعي

ص: 127

- وأخٍ رخصتُ عليه حتى مَلَّني

والشيءُ مملولٌ إِذا ما يَرْخُصً

- يا ليته إِذا باعَ وُدِّيْ باعهُ

فيمن يزيدُ عليه لامن ينقصُ

- مافي زمانِكَ ما يعزُّ وجودهُ

إِن رمتَهُ إِلا صديقٌ مُخْلِصُ

أبو بكر الخالدي

ص: 128

- لعمرُكَ إِني الذي له

عليَّ دلالٌ واجبٌ لمفَجَّعُ

- وإِني بالمولى الذي ليس نافعي

ولا ضائري فقدانُه لممنَّعُ

البراءأبو حناك الفقعسي

ص: 129

- يقولون لي صادقْ فلاناً فإِنه

أخو نجدةٍ يُرجى لساعةِ ضيقِ

- فقلتُ لهم هذا صحيحٌ وإِنما

عدوُّ بلادي لن يكونَ صديقي

الياس حبيب فرحات

ص: 130

- إِذا كنتَ لا ترعى حقوقاً

لإِخوانٍ همُ رفعوا مناركْ

- وتلزمُ كُلَّ حينٍ أن تُراعى

ولا ينسى أخو ودٍ مَزاركْ

- وتقطعُ دهرنا تهياً وعجباً

وتأبى دائماً إِلا اختياركْ

- فزادَكَ - ما بقيت - اللهُ بعداً

ولا أدنى على حالٍ ديارَكْ

الماسكيني مكي بن زيان

ص: 131

- وأعلمُ علماُ ليس بالظنِّ أنه

لكل أناسٍ من ضَرائبِهم شكلُ

- وأن أخلاءَ الزمانِ غناؤُهمْ

قليلٌ إِذا ما المرءُ زَلَّتْ به النعلُ

- ووُدُّ الفتى في كل نَيْلٍ ينيلُهُ

إِذا ما انقضى لو أن نائلَهُ جزلُ

أبو يعقوب الخريمي

ص: 132

- خيرُ الخليلينِ من أغضى لصاحبهِ

ولو أرادَ انتصاراً منه لانتصرا

البحتري

ص: 133

- بلوتُ وجرَّبتُ الأخلاءَ مدةً

فأكثرُ شيءٍ في الصديقِ ملالُ

- وأنعمُ منا في الحياةِ بهائمٌ

وأثبتُ منا في الترابِ جبالُ

الشريف الرضي

ص: 134

- خليلكَ أنتَ لا من قلتَ خِلُّي

وإِن كَثُرَ التجملُ والكلامُ

- وشبهُ الشيءِ منجذبٌ إِليه

وأشبهُنا بدنيانا الطَّعامُ

المتنبي

ص: 135

- لم تلقَ في الأيامِ إِلا صاحباً

تأذى به طولَ الحياة وتألمُ

- ويعد كونَكَ في الزمانِ بليةً

فاصبرْ لها فكذاكَ هذا العالمُ

- فاعذرْ خليلكَ إِن جفاكَ ولا تجدْ

وإِذا الزيارةُ ساعفْتكَ فلا تدمْ

المعري

ص: 136

- دعوى الصداقةِ في الرخاءِ كثيرةٌ

بل في الشدائدِ يُعْرَفُ الإِخوانُ

شاعر

ص: 137

- وراضي القلبِ غضبانَ اللسانِ

له خُلُقانِ ما يتشابهانِ

- يُسِرُّ مودتي ويطيلُ هَجْري

ويمزجُ لي المودةَ بالهوانِ

صريع الغواني بن الوليد

ص: 138

- يعرفُ السيفُ بالضريبةِ يلقا

ها (يلقاها) وينبي عنِ الصديقِ امتحانُه

- أما العداةُ فقد أَرَوْكَ نفوسَهمْ

فاقصدْ بسوءِ ظنونِك الإِخوانا

- وأخفُّ عن كتف الصديقِ نزاهةً

من قبل أن يتلَّونَ الألوانا

البحتري

ص: 139

- واتركْ مصاحبةَ اللئامِ ودَعْهمُ

تركَ المخوفةِ بالردى عَدْواها

طريح الثقفي

ص: 140

- كثرَ الأولى انْتَحَلوا الصداقةَ للفتى

حتى ألمتْ بالفتى الأرزاءُ

- وإِذا الليالي غيرتْ سعدَ امرئٍ

يَخْفَى الصديقُ وتظهرُ الأعداءُ

جميل الزهاوي

ص: 141

- واخبرْ ولا تصحبْ من ال

إِخوانِ (الإخوان) إِلا من خَبرتا

- فأخوكَ من هو في يمينِكَ

إِن قصدْتَ وإِن قُصدتا

- ويسرُّهُ دَبَّ مكرو

هٌ (مكروه) إِليه إِذا سَلِمْتا

- وهو المصابُ إِذا تعدَّ

تهُ (تعدته) الخطوبُ إِذا أصبتا

الشريف المرتضى

ص: 142

- ليس الذي يُبكى على وصله

مثل الذي يُبكى على صَدِّه

- قالوا فلانٌ جَيِّدلٌ لصديقه

لا يكذبوا، مافي البريةِ جيدُ

- فأميرهمْ نالَ الإِمارةَ بالخَنا

وتقيهمْ بصلاتِه متصيِّدُ

- كنْ من تشاءُ مُهجَّناً أو خالصاً

وإِذا رزقتَ غنىً فأنتَ السيدُ

- واصمتْ فما كثرَ الكلامُ من امرئٍ

إِلا وظُن بأنه متزيدُ

المعري

ص: 143

- لكمْ داخلٍ بين الخَصيمينِ مصلحٍ

كما انْغَلَّ بين الجفنِ والجفنِ مردُ

ابن الرومي

ص: 144

- إِذا اجتمعَ اثنانِ في منزلٍ

على خِرْبةٍ فُضِحا للأبدْ

- وفي وحدةِ المرءِ سترٌ له

فكنْ مثلَ سيفِكَ حلف الرُّبَدْ

المعري

ص: 145

- وقد يصيبُ المرءُ من دونهُ

كما اصطحبتْ مُقْلتا الأعورِ

- والخِلُّ كالماءِ بيدي لي ضمائرَهُ

مع الصفاءِ ويُخْفيها مع الكدرِ

- فلا يغرنْكَ بِشْرٌ من سواه بدا

ولو أنارَ، فكم نَوْرٍ بلا ثمرِ

الأعز بن قلاقس

ص: 146

- ومن صحبَ الأيامَ عاتبَ صاحباً

وصاحبَ عذالاً وأدَّبَه الدهرُ

شاعر

ص: 147

- صديقُكَ حين تستغني كثيرٌ

ومالَكَ عند فقرِكَ من صديقِ

- فلا تغضبْ على أحدٍ إِذا ما

طوى عنكَ الزيارةُ عندَ ضيقِ

الأصمعي

ص: 148

- فربما ضرَّ خِلٌ نافعٌ أبداً

كالريقِ يحدثُ منه عارضُ الشرقِ

المعري

ص: 149

- ولا خيرَ في وُدِّ امرئٍ متكارهٍ

عليكَ ولا في صاحبٍ لاتوافقهْ

- إِذا المرءُ لم يبذُلْ من الودِّ مثلما

بذلتُ له فاعلمْ بأني مفارقُهْ

- فإِن شئتَ فاصحبْه فلا خيرَ عنده

وإِن شئتَ فاجعَلْه صديقاً تماذقهْ

صريع الغواني

ص: 150

- دع الناسَ واصحبْ واخشَ بيداءَ فقرةٍ

فإِن رضاهم غايةٌ ليس تُدْرَكُ

- إِذا ذكروا المخلوقَ عابوا وأطنبوا

وإِن ذكروا الخَلَاّقَ حابو وأشركوا

- ضَلَّ امرؤٌ قال: خلي أستعينُ به

وأي خِلٍ نأى عن وده خللُ

- ومن يكُ ذا خليلٍ غيرِ سيفٍ

يصادفْ في مودتِه اختلالا

المعري

ص: 151

- إِذا لم أجدْ خِلاً تقياً فوحدتي

ألذُّ وأشهى من غويٍ أعاشرْ

- وأجلسُ وحدي للعبادةِ آمنا

أقرُّ لعيني من جليسٍ أحاذرهْ

الشافعي

ص: 152

- وصاحبُ السوءِ كالداءِ العياء إِذا

ما ارفضَّ في الجلدِ يجري هاهُنا وهُنا

- يُبْدي ويخبرُ عن عوراتِ صاحبهِ

وما يرى عندَه من صالحٍ دَفَنا

- إِن يحْيَ ذاكَ فكنْ منه بمعزلةٍ

أو ماتَ ذاكَ فلا تشهدْ له جَنَنا

المقنع الكندي

ص: 153

- أقلِّبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ

يميلُ مع النعماءِ حيثُ تميلُ

- إِذا الخلُّ لم يهجرْكَ إِلا ملالة

فليسَ له إِلا الفراقِ عِقَابُ

- بمن يثقُ الإنسانُ فيما ينوبُه

ومن أينَ للحرِّ الكريمِ صحابُ

- وقد صارَ هذا الناسُ إِلا أقلهمْ

ذباباً على أجسادِهن ثيابُ

أبو فراس الحمداني

ص: 154

- أشكو إِلى اللهِ قوماً عِثْتُ بينَهم

يرضَونَ من كُلِّ ما يبغون بالدونِ

- لا روقٌ لهم يرضاهُ لي بَصَري

ولا لهم عبقٌ يرضاهُ عِرْنيني

- من كُلِّ أخرَقَ بالشنعاءِ مصطبغٍ

وبالذي دنَّسَ الأعراضَ مزنونِ

- أعدوه لا جائزاً منه بناحيةٍ

والشرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعْديني

الشريف المرتضى

ص: 155

- ومن صحبَ الليالي علَّمتْهُ

خداعَ الإِلفِ والقليلَ المُحالا

المعري

ص: 156

- إِذا لم أجدْ خِلاً من الناس مجملاً

فمن لي منهُم بالعدِّو المجاملِ

- فما إِن أرى عَدواً أخافُهُ

عليَّ ويرمي كُلَّ يومٍ مقاتلي

- ومن كلِّ في مِحْنَتي به

قرعْتُ جَبيني وعَضَضْتُ أناملي

- وفي الخيرِ تلقى قائلاً غيرَ فاعلٍ

وفي الشرِّ تلقى فاعلاً عيرَ قاتلِ

- منْ لي بمن إِن سِمْتهُ حاجة؟

شمَّرَ فيها فضلَ أذيالِهْ

- فيبذلُ النفسَ ولا يَرْتضي

في أزماتي بذلَ أموالهْ

- وحاملٍ ثقلي على ظهرِهِ

كأنهُ من بعضِ أثقالهْ

- لوغدرَ الناسُ بي كلُّهمْ

ماخَطرَ الغدرُ على بالهْ

- وربما أعرضتُ عنه فلا

أعدَمُ منه فضلَ إِقبالِهْ

الشريف المرتضى

ص: 157

- إِني اطلعْتُ فلم أجدْ لي صاحباً

أصحبُهُ في اللهِ ولا في غيره

- فتركتُ أسفلَهم لكثرةِ شرِّه

وتركْتُ أعلاهم لقلةِ خَيْره

الشافعي

ص: 158

- تجنبْ صديقَ السوءِ واصرمْ حبالَه

وإِن لم تجدْ عنه مَحيطاً فدارهِ

- واحببْ حبيبَ الصدق واحذرء مراءَه

تنلْ منه صفوَ الودِ ما لم تُمارهِ

شاعر

ص: 159

- كم صديقٍ كنتَ منه في عَمىً

غَرَّني منهُ زماناً منظرُهْ

- كان يلقاني بوجهٍ طلقٍ

وكلامٍ كاللآلي ينثرهْ

- فإِذا فتشتهُ عن غيبِه

لم أجدْ ذاكَ لودٍ يضمرهْ

- فدعِ الإِخوانَ إِلا كلِ من

يضمِرُ الودِّ كما قد يظهرهْ

- فإِذا فزتَ بمن يجمَعُ ذا

فاجعَلْنهْ لكَ ذخراً تذخرهْ

محمد بن إِبراهيم البصري

ص: 160

- وقال كلُّ خليلٍ كنتَ آملُه

لا ألهينكَ إِني عنكَ مشغولُ

كعب بن زهير

ص: 161

- ولا تكُ في حُبِّ الأخلاءِ مفرطاً

فإِن أنتَ أبغضتَ البغيضَ فأجملِ

- فإِنكَ لاتدري متى أنت مبغضٌ

حبيبَكَ أو تهوى البغيضَ فأعقلِ

حميد بن عياش

ص: 162

- نعارفُ أرواحُ الرجال إِذا التقَوا

فمنهمْ عدوٌ يُتقى وخَليلُ

- كذاك أمورُ الناسِ والناسُ منهم

خفيفٌ إِذا صاحبتَهُ وثقيلُ

محمد بن اسحق الواسطي

ص: 163

- ألا إِنما الإِخوانُ عند الحقائقِ

ولا خيرَ في وُدِّ الصديقِ المماذقِ

- لعمرْكَ ما شيءٌ من العيشِ كلِه

أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ

- وكْلُّ صديقٍ ليس في اللهِ ودُّه

فإِني به في ودِّه غيلرُ واثقِ

- أحب أخي في الله ماصح دينُهُ

وأفرشُهُ ما يشتهي من خلائقِ

- وأرغبُ عما فيه ذلٌ وريبةٌ

وأعلم أن الله ماعشتُ رزاقي

- صيفي من الإِخوانِ كل موافقٍ

صبورٍ على مانابَ عند الحقائقِ

أبو العتاهية

ص: 164

- وكم من صديقٍ وُدُّهُ بلسانهِ

خؤونٍ بظهرِ الغيبِ لا يتندمُ

- يضاحكُني كُرهاً لكيما أودهُ

وتتبعني منه إِذا غبْتُ أسهمُ

المنتصر الأنصاري

ص: 165

- لا يعجبنَّك صاحبٌ

حتى تبيَّنَ ما طباعُهْ

- ماذا يضَنُّ به علي

كَ (عليك) وما يجودُ به اتِّساعه

- أو ما الذي يقوىْ علي

هـ (عليه) وما يَضيقُ به ذِراعُهْ

- وإِذا الزمانُ رمى صفا

تكَ (صفاتك) بالحوادثِ ما دفاعُهْ؟

- فهناكَ تعرفُ ما ارتفا

عُ (ارتفاع) هوى أخيكَ وما اتضاعُهْ

عبيد الله بن قيس الرقيات ورويت للأصمعي

ص: 166

- تركُ التعاهدِ للصدي

قِ (للصديق) يكونُ داعيةَ القطيعةْ

- كنْ ما اسطعْتَ من الأنامِ بِمَعْزِلٍ

إِن الكثيرَ من الورى لا يصحبُ

- واجعل جليسَكَ سيداً تحظى به

حَبْرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدبُ

- واحذرْ من المظلومِ سهماً صائباً

واعلمْ بأن دعاءَه لا يُحْجَبُ

علي بن أبي طالب

ص: 167

- الناسُ أشكالٌ فمن يك راشداً

يصحبْ رشيداً فالغَوِيُّ أخو الغوي

- فابذلْ لودكَ صفوَ ودككَ وانحرفْ

عن كلِّ من ينحازُ عنكَ وينزوي

- وإِذا التوى أمرٌ عليكَ فخلَّه

واعمدْ لآخر مسمحٍ لا يلتويّ

ابو الفتح البستي

ص: 168

- لاتصحبنَّ سوى ذي الفضلِ منه تفزْ

وإِن صحبتَ جهولاً فُزْتَ بالعارِ

- ومن يصحبِ البُوْمَ يأتي للخَرابِ بهِ

والعطرُ تكسبه أصحابُ عطارِ

الشيخ النابلسي

ص: 169

- رماكَ فاصماكَ امرؤٌ لم تكنْ له

رَميْاً ولم يخطرْ ببالكَ شأنهُ

- ولو أنني حاذرتُهُ لكفيتُهُ

وكم آمنٍ جانٍ عليه أمانُهُ

- وللموتُ خيرٌ للفتى من مَذَلَّةٍ

تنمَ عليه أو هَوان يهانُه

- وإِن كنتَ يوماً تائباً عن مودةِ ال

رجالِ (الرجال) فهذا وقتُه وأوانُهُ

الشريف المرتضى

ص: 170

- ولستُ بمتخذٍ صاحباً

يقيمُ على بابه حاجبا

- |إِذا جئتُ قال له حاجةٌ

وإِن عُدْتُ ألفيتُه غائبا

- ويلزمُ إِخوانَهُ حقَّهُ

وليسَ يرى حَقهمْ واجبا

- فلست بلاقيه حتى المماتِ

إِذا أنا لمْ ألقَهُ راكبا

شاعر

ص: 171

- إِذا أنتَ لم تستبقْ ود صحابةٍ

على دَخَنٍ أكثرتَ بثَّ المعاتبِ

- وإِني لأستبقي امرأ السوءِ عدةً

لعدوِةِ عريَّضٍ من الناسِ عائبِ

- أخافُ كلابَ الأبعدينَ ونبحِها

إِذا لم تجاوبْها كلابُ الأقاربِ

رجل من غطفان

ص: 172

- وكنْتُ أرى التجاربَ عدةً

فخانت ثقاتُ الناسِ حتى التجارب

اسماعيل الناشىْ

ص: 173

- لا تثِقَنْ يوماً بذي صدافهْ

مالم تكن لودِّه وثاقهْ

- لا تتخذهُ عدَّةً لشِدَّةْ

فإِنه في الأزمِ أو هى عِدَّةْ

- لا خيرَ في وُدِّ امرئٍ مواربِ

يميلُ إِن أمرٌ بدا من صاحبِ

- إِذا رأى يوماً أخاه مُبْتَلى

أسلمهُ من لؤمِه إِلى البِلى

- حافظْ على الصاحبِ والصديقِ

في العسرِ واليسرِ وفي الحَريقِ

- وليس من صديقٍ إِخاءُ الصاحبِ

تسليمُهُ يوماً إِلى النوائبِ

الشيخ عبد الله السابوري

ص: 174

- لاتصحبنَّ امرأً على حسبٍ

إِني رأيتُ الأحسابَ قد دُخلَتْ

- مالككَ من أن يقالَ إِنَّ له

أباً كريماً في أُمَّةٍ سَلفتْ

- بل اصْحَبَنْه على طبائِعه

فكلُّ نفسٍ تَجْري كما طُبعتْ

الرياشي

ص: 175

- اصبرْ إِذا عَضَّكَ الزمانُ ومن

أصبرُ عند الزمانِ من رَجُلهْ

- يحملُ أثقالَهُ عليكَ كما

يحملُ أثقالَهُ على جَمَلهْ

- ولا تُهِنْ للصديقِ تكرمُهُ

نفسَكَ حتى تُعَدَّ من خَولهْ

- ولسْتَ مُسْتبقياً أخاً لكَ لا

تصفحُ عما يكونُ من زللِهْ

- ليسَ الفتى بالذي يحولُ عن الع

هدِ (العهد) ويؤتى الصديقُ من قَبلِهْ

عبد الله بن جعفر

ص: 176

- شَرُّ الأخلاءِ من ولىَّ قفاهُ إِذا

كان المولىَّ وأعطى البِشْرَ معزولا

- من لم يسمِّنْ جواداً كان يركبُه

في الخِطْبِ قامَ به في الجَدْبِ مَهْزولا

الحمدوني

ص: 177

- إِن الصداقةَ أولاها السلامُ ومن

بعدِ السلامِ طِعامٌ ثَمَّ تَرْحيْبُ

- وبعدَ ذاكَ كلامٌ في ملاطفةٍ

وضحكُ ثغرٍ وإحسانٌ وتقريبُ

- وأصلُ ذلكَ أن تبغي شمائلَها

بين الأحبة تأييدٌ وتأديبُ

- لم تنسَ غيباً ولم تملَلْ إِذا حَضَروا

قد زانَ ذلكَ تهذيبٌ وتأديبُ

- إِن الكرامَ إِذا ما صدقوا صدَقُوا

لم يَثْنِهم عنه ترغيبٌ وترهيبُ

شاعر

ص: 178

- وزَهَّدني في الناسِ معرفتي بهمْ

وطول اختياري صاحباً بعد صاحبِ

- فلمْ تُرني الأيامُ خلاً تسرني

مباديه إِلا ساءني في العواقبِ

- ولا كُنْتُ أرجوهُ لدفعِ ملمةٍ

من الدهرِ إِلا كانَ إِحدى المصائبِ

المعتصم صاحب المريه

ص: 179

- خيرُ الصديقِ هو الصدوقُ مقالةً

وكذاكَ شرُّهُمُ المَنُون الأكذبُ

- فإِذا غدوتَ له تريدُ نجازَه

بالوعدِ راغَ كما يَرُوُغُ الثعلبُ

رزين العروضي

ص: 180

- إِني ليهجُرني الصديقُ تجنياً

فأريهِ أن لهجْرِه أسبابا

- وأخافُ إِن عاتبتُهُ أغريتُهُ

فأرى له تركَ العتابِ عتابا

علي الناشيء الأصغر

ص: 181

- لاتعدَّنَّ للزمانِ صديقاً

وأعدَّ الزمانَ للأصدقاءِ

- إِني إِذا ما الخِلُّ خادَعهُ

عني الزمانُ فحالَ عن عَهْدي

- جانيتُهُ ولو أنه عُمْري

وقطعتُهُ ولو أنه زندي

جحظة أبو علي المنطقي

ص: 182

- إِذا ما كثُرْتَ على صاحبٍ

وقد كان يُدْنيكَ من نفسِهِ

- فلا بدَّ من مللٍ واقعٍ

يغيِّرُ ماكانَ من أنسهِ

الحسين القرطبي

ص: 183

- أيا ربِّ كُلُّ الناسِ أبناءُ علةٍ

أما تعثرُ الدنيا بصديقِ

- وجوهٌ بها من مُضْمَرِ الغِلِّ شاهدٌ

ذواتُ أديمٍ في النفاقِ صفيقِ

- إِذا اعترضُوا عندَ اللقاءِ فإِنهم

قذىً لعيونٍ أوشَجاً لحُلُوقِ

- وإِن أظهروا بَرْدَ الودودِ وظلهُ

أسَرُّوا من الشَّحْناءِ حرَّ حريقِ

- أخو وحدةٍ قد آنستني كأنني

بها نازلٌ في مَعْشرٍ ورفيقِ

- فذلككَ خيرٌ للفتى من ثوائِهِ

بمسبعةٍ من صاحبٍ وصديقِ

إِبراهيم الصابي

ص: 184

- إِذا ما شِئْتَ أن تبلو صديقاً

فجربْ وْدَّهْ عند الدراهمْ

- فعندَ طلابِها تبدو هَنَاتٌ

وتعرفُ ثَمَّ أخلاقُ المكارمْ

أحمد أبو العباس ثعلب

ص: 185

- سألتُ الناسَ عن خِلٍ وفيٍ

فقالوا: ما إِلى هذا سبيلُ

- تمسكْ إِن ظفرْتَ بذيلِ حرٍ

فإِن الحُرَّفي الدُّنيا قليلُ

- إِذا كانَ الفتى ضخمَ المعالي

فليس يَضُرُّهُ الجسمُ النحيلُ

أبو اسحق الشيرازي

ص: 186

- أحبُّ المرءَ ظاهرُه جميلٌ

لصاحبِه وباطنُه سليمُ

- مودتُه تدومُ لكلِّ هَوْلٍ

وهل كُلُّ مودتُه تَدومُ

ناصح الدين الأرجاني

ص: 187

- فسدَ الزمانُ فكلُّ من صاحبْتَه

راجٍ ينافقُ أو مُداجٍ خاشي

- وإِذا اختبرْتَهمُ ظفرْتَ بباطنٍ

متهجمٍ وبظاهرٍ هَشّاشِ

الأيبوري

ص: 188

- قل الثقاتُ فلا تركنْ إِلى أحدٍ

فأسعدُ الناسِ من لا يعرفُ الناسا

- لم ألقَ لي صاحباً في اللهِ أصحبُهُ

وقد رأيتُ وقد جَرَّبْتُ أجناسا

بهاء الدين زهير

ص: 189

- من شاءَ ألا يثني صحبُهُ

عن حبِّهِ فليحتملْ صحبَهُ

- كم صاحبٍ حِرْصاً على وُدِّهِ

طلبتُ أن يغفِر لي ذنبَهُ

- وإِني لآبى أن أطالبَ صاحبي

بكرهِ عدوي أو بحبِّ صديقي

- وكم صاحبٍ يقلاكَ إِن لم تجارهِ

بذمِّ فريقٍ أو بمدحِ فريقِ

زهير القروي

ص: 190

- إِن الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً

فإِذا رأى منكَ الملالةَ يقصرُ

- وترى العدوَّ، إِذا تيقنَ أنهُ

يؤذيكَ بالمزحِ العنيفِ يكثرُ

- وليس صديقاً من إِذا قلتَ لفظِة

يحاولُ في أثناءِ موقعِها أمْرا

- ولكنه من لو قطعْتَ بنانَهُ

توهمَه قصداً لمصلحةٍ أخرى

- اخفضْ جناحاً لمن تعاشرُه

ولنْإِذا ما قَسَمتْ خلائقهُ

- فإِنه إِن أسأتَ صحبتَه

أعدى أعاديكَ إِذا تفارقُهُ

صفي الدين الحلي

ص: 191

- لا تعاشرْ سوى المهذبِ واعلمْ

أن طبعَ العشيرِ يسري إِليكا

محمد الخطيب

ص: 192

- ولما أتيتُ الناسَ أطلبُ عندَهمْ

أخاثقةٍ عندَ ابتلاءِ الشدائدِ

- تطلعتُ في دَهْرَيْ رخاءٍ وشدةٍ

وناديْتُ في الأحياءِ هل من ساعدِ؟

- فلم أرَ فيما ساءني غيرَ شامتٍ

ولم أرَ فيما سرني غيرَ حاسدِ

- إِني صحبْتُ الناسَ مالهم عددٌ

وكنْتُ أحسبُ أني قد ملأتُ يدي

- لما بلوتُ أخلائي وَجْتُهُمُ

كالدهرِ في الغَدْرِ لم يبقوا على أحدِ

- إِن غبتُ عنهم فشَرُّ الناسِ يشتمني

وإِن مرِضْتُ فخيرُ الناسِ لم يعدِ

- وإِن رأوني بخيرٍ ساءَهم فَرَحي

وإِن رَأَوني بشَرٍّ سَرَّهُمْ نكَدي

الشافعي

ص: 193

- لما رأيْتُ بني الزمان وما بهم

خِلٌ وفيُّ للشدائدِ أصطفي

- أسقنْتُ أن المستحيَ ثلاثةٌ:

الغولُ والعَنْقاءُ والخِلُّ الفي

- لا تستدلَّ على تَغَيُّرِ صاحبٍ

وزوالِ صحبتِه وخفرِ ذمامهِ

- يوماً بأوضحَ من تَجَهُّمِ وجههِ

وجفاءِ منطقِه وسخطِ غلامهِ

- لا تصاحِبْ من الأنامِ لئيماً

ربما أفسدَ الطباعَ اللئيمُ

صفي الدين الحلبي

ص: 194

- ما صاحبُ المرءِ من إِن زلَّ عاقَبهُ

بل صاحبُ المرءِ من يعفو إِذا قَدَرا

- فإِن أردْتَ وصالاً لا يكدِّرُهُ

هجرٌ فكن صافياً للخِلِّ إِن كدرا

الشريف العقيلي

ص: 195

- خِزْيُ الحياةِ، وحَرْبُ الصديقِ

وكلاً أرادُ طعاماً وَبيلا

- فإِن لم يكنْ غيرُ إِحداهما

فسِروا إِلى الموتِ سَيْراً جَميلا

- ولا تَقْعُدوا وبكم مِنَّةٌ

كفى بالحوادثِ للمرءِ غُولا

بشامة بن عمرو

ص: 196