المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌14- العلم والتعلم والمعلم - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٧

[أحمد قبش]

الفصل: ‌14- العلم والتعلم والمعلم

-‌

‌14- العلم والتعلم والمعلم

ص: 207

- فكُلُّ بلادٍ جادَها العلمُ أمرعت

رباها وصارت تنبت العِزَّ والعشبا

الرصافي

ص: 208

- العلمُ كالقفل، إِن ألفيته عسراً

فخلهِ، ثم عاودْه لينفتحا

- وقد يخونُ رجاءٌ بعد خدمتِه

كالغَرْبِ خانتْ قواه بعد ما متحا

المعري

ص: 209

- تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ

تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ

أحمد شوقي

ص: 210

- إِذا ما العلمُ لابسَ حسنَ خلقٍ

فرج لأهلِه خيراً كثيرا

- وما إِن فازَ أكثرُنا علوماً

ولكن فازَ أسلمنا ضميرا

- وليس الغنى إِلا غِنَى العلم إِنه

لنور الفتى يجلو ظلامَ افتقارهِ

- ولا تحسبنَّ العلمَ في الناسِ منجياً

إِذا نكبت أخلاقُهم عن منارهِ

- وما العلمُ إِلا النورُ يجلو دجى العمى

لكن تزيغُ العينُ عند انكسارهِ

- فما فاسدُ الأخلاقِ بالعلمِ مفلحاً

وإِن كان بحراً زاخراً من بحارهِ

معروف الرصافي

ص: 211

- بالعلمِ سادَ الناسُ في عصرِهم

واخترقوا السبعَ الطباقَ الشدادْ

- أيطلبُ المجدَ ويبغي العلا

قومٌ لسوقِ العلمِ فيهمْ كسادْ؟

- ما أصعبَ الفعلَ لمن رامَه

وأسهلَ القولَ على من أرادْ

أحمد شوقي

ص: 212

- فدعِ التعمقَ في الأمورِ فإِنما

قربَ الهلاكُ بكل من يتعمقُ

عبد القدوس

ص: 213

- تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها

وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ

- إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً

فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ

القروي

ص: 214

- خذِ العلمَ يابني من حكيمٍ وجاهلٍ

فقد يستفيدُ الفيلسوفُ من الغِرِّ

- وإِن نفيسَ الدرِّ ماضاعَ قدرُهُ

إَذا كانَ في كفيْ وضيعٍ بلا قدْرِ

القروي

ص: 215

- بقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ

فتلكَ له عند الملماتِ أعوانُ

- تهافتْ على حفظِ اللغاتِ مجاهداً

فكل لسانٍ في الحقيقةِ إِنسانُ

صفي الدين الحلي

ص: 216

- ما لي أرى التعليمَ أصبحَ عاجزاً

عن أن يصحُّ من النفوسِ مكسرا؟

- عُكِسَتْ نتائجُهُ فأصبحَ هديْهُ

غِباً وأضحى صَفْوَه متكَدرا

- يهدي معلمُهُ ومن ذا يهتدي

بعلمٍ في الناسِ قُبحَ مَخْبَرا

- ينهى ويأتي ما نهى أفتحتذي

بفعالِه أم بالمقالِ مزوَّرا

- وإِذا المعلمُ لم تكنْ أقوالُهُ

طبقَ الفِعالِ فقولُه لن يثمرا

محمد خليل الخطيب

ص: 217

- وليس عجيباً أن يحقر عالمٌ

لدى ضِدِّه أو أن يُوَقَّرَ جاهلُ

- فقد ربما للجَدِّ يكرمُ ناهقٌ

فيملى له المرعى ويُحرمُ صاهلُ

- وقد يلبسُ الديباجَ قردٌ ولعبةٌ

وتؤتى لأعناقِ الأسودِ السلاسلُ

- وما الدهرُ إِلا فرحةٌ ثم ترحةٌ

تناوبُها الأيامُ والكُلُّ زائلُ

علي بن مقرب

ص: 218

- ما الفضلُ إِلا لأهلِ العلمِ إِنهمُ

على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ

- وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ

والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ

- فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بدلاً

فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ

- العلمُ زينٌ فكن للعلمِ مكتسباً

وكن له طالباً ما عشتَ مقتبسا

- اركنْ إِليه وثِقْ واغنَ به

وكنْ حليماً رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا

- لا تأثمنَّ فإِما كُنْتَ منهمِكاً

في العلمِ يوماً وإِما كنتَ منغمسا

- وكن فتىً ماسكاً محضَ التقى وَرِعا

للدينِ منغمساً للعلمِ مُفْترِسا

علي بن أبي طالب

ص: 219

- كن عالماً في الناسِ أو متعلماً

أو سامعاً فالعلمُ ثوبُ فخارِ

- من كلِّ فنٍ خذ ولا تجهلْ به

فالحُرُّ مطلعٌ على الأسرارِ

- وإِذا فهمتَ الفقهَ عشتَ مصدراً

في العالمينَ معظمِ المقدارِ

- وعليكَ بالإِعرابِ فافهمْ سِرَّه

فالسرُّ في التقديرِ والإِصغارِ

- قيمُ الورى ما يحسنون وزينهمْ

ملح الفنونِ ورقَةُ الأشعارِ

- فاعملْ بما علِّمتَ فالعلماءُ إِن

لم يعلموا شجرٌ بلا أتمارِ

- والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ

كالريحِ إِذا مَرَّتْ على الأزهارِ

- ياقارئَ القرآنِ إِن لم تتبعْ

ماجاءَ فيه فأين فضلُ القاري؟

- وسبيلُ من لم يعلموا أن يُحْسِنوا

ظناً بأهلِ العلمِ دونَ نِفارِ

- قد يشفعُ العلمُ الشريفُ لأهلِه

ويُحِلُّ مبغضَهُمْ بدارِ بوارِ

- هل يستوي العلماءُ والجهالُ في

فضلٍ أم الظلماءُ كالأنوارِ؟

عمر بن الوردي

ص: 220

- وكنْ للعلمِ ذا طلبٍ وبحثٍ

وناقشْ في الحلالِ وفي الحرامِ

- وبالعوراءِ لاتنطقْ ولكن

بما يُرْضي الإِله من الكلامِ

علي بن أبي طالب

ص: 221

- إِذا كنتَ ذا علمٍ وماراكَ جاهلٌ

فأعرضْ ففي تركِ الجوابِ جوابُ

- إِن لم تصبْ في القولِ فاسكتْ فإِنما

سكوتُكَ عن غيرِ الصوابِ صوابُ

محمد الهروي

ص: 222

- إِن العلمَ في البلادِ أعرُّ من

يعطي الجزيلَ ويبذلُ المجهودا

- يعطي الحِمى من نفسِه لا مالهِ

ويصوغُ جيلاً للبلادِ جديدا

- المحلُ يتركهُ المعلمُ مُخْصِباً

والعدمُ في يده يَحُل وجودا

عامر محمد بحيري

ص: 223

- يعد رفيعَ القومِ من كان عالماً

وإِن لم يكنْ في قومهِ بحسيبِ

- وإِن حَلَّ أرضاً عاشَ فيها بعلمِه

وما عالمٌ في بلدةٍ بغريبِ

شاعر

ص: 224

- إِذا لم يذاكرْ ذو العلومِ بعلمِه

ولم يستفدْ علماً نسي ما تَعَلَّما

- فكم جامعٍ للكتبِ في كلَ مذْهَبٍ

يزيدُ مع الأيامِ في جَمْعِه عَمَى

شاعر

ص: 225

- العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إِلى العُلى

والجهلُ يقعدُ بالفتى المنسوبِ

- وإِذا الفتى نالَ العلومِ بفهمهِ

وأعينَ بالتشذيبِ والتهذيبِ

- جرتِ الأمورُ له فبرزَ سابقاً

في كلِّ محضرِ مشهدٍ ومغبيِ

دعبل الخزاعي

ص: 226

- قوةُ العلمِ أنه ملهمُ الحُسْ

نى (الحسنى) وحلال أعقدِ المعضلاتِ

- فهو في أقطعِ الظروفِ وصولٌ

وهو في أمنعِ الظروفِ مواتي

- كلُ وقتٍ يمجدُ العلمُ فيه

هو لا ريبَ، أسمحُ الأوقاتِ

خليل مطران

ص: 227

- ما في الحياةِ بغير العلمِ منفعةٌ

وهل بغيرِ ضياءٍ ينفعُ البصرُ؟

- والعلمُ أولهُ إِنفاذُ ناشئةٍ

من شرِّ أميةٍ في تركها الخطرُ

عبد الله آل نوري

ص: 228

- واعلمْ بأن العلمَ أرفعُ رتبةً

وأجلُّ مكتسبٍ وأنسى مَفْخَر

- وبضمَّرِ الأقلامِ يبلغُ أهلُها

ما ليس يُبلغُ بالجيادِ الضمَّرِ

- والعلمُ ليس بنافعٍ أربابَهُ

ما لم يفدْ عملاً وحسنَ تبصرِ

عبد الملك بن إِدريس الجزيري

ص: 229

- إِذا كنتَ لا تدري ولم تكُ سائلاً

عن العلمِ من يدري جَهِلْتَ ولم تدري

علي

ص: 230

- ولا تجعلَنْ سراً إِلى غيرِ كاتمٍ

فتقعدَ إِن أفشى عليكَ تجادُلهْ

- أرى المالَ أفياهَ الظلالِ فتارةً

يؤوبُ وأخرى يحبِلُ المالَ حابُلهْ

حارثة بن بدر الفداني

ص: 231

- أيها الناسُ إِن ذا العصرَ عصر ال

علمِ (العلم) والجدِّ في العُلى والجِهادِ

- إِن للعلمِ في الممالكِ سيراً

مثلَ سيرِ الضياءِ في الأبعادِ

- ما استفادَ الفتى وإِن ملكَ الأر

ضَ (الأرض) بأعلى من علمِه المستفادِ

- وكأين في الناسِ ذي خمولٍ

صارَ بالعلمِ كعبةَ القضادِ

معروف الرصافي

ص: 232

- كم غلامٍ خاملٍ في درسِهِ

صار بالعلمِ أستاذ العُصُر

- ومجدٍ فيه أمسى خامِلاً

ليس في من غابَ أوفي من حَضَرْ

أحمد شوقي

ص: 233

- فكروا في الأمورِ يكشفْ لكم بع

ضُ (بعض) الذي تَجْهلون بالتفكيرِ

المعري

ص: 234

- العلمُ أنفسُ علْقٍ أنْ تَذاخرُهُ

من يدرسِ العلمَ لم تدرُسْ مفاخرهُ

- فاجهدْ لتعلمَ ما أصبحْتَ تجهلٌهُ

فإولُ العلمِ إِقبالٌ وآخرهُ

أبو الفتح البستي

ص: 235

- فأي حسنٍ كحسنِ العلمِ في صِغَرٍ

وأي قبحٍ يضاهي الجهلَ في الكِبَرِ

حفني ناصف

ص: 236

- أفدِ العلمَ ولا تبخلْ به

وإِلى علمِكَ علماً فاستفدْ

- استفدْ ما استطعتَ من علمٍ وكن

عاملاً بالعلمِ والناسَ أفدْ

- من يفْهمْ يجزِه اللهُ به

وسيُغني الله عمن لم يُفدْ

- ليس من نافسَ فيه عاجزاً

إِنما العاجزُ من لا يجتهدْ

الكريزي

ص: 237

- جامعُ العلمِ تراهُ أبداً

غيرَ ذي حفظٍ ولكن ذا غلطْ

- وتراه حَسَنَ الخطِّ إِذا

كتبَ الخطَّ بصيراً بالنقطْ

- فإِذا فتشتَهُ عن علمهِ

قال: علمي يا خليلي في السَّفَطْ

- في كراريسَ جيادٍ أحكمتْ

وبخطٍ أيِّ خطٍ أي خَطْ

- فإِذا قلت له: هاتِ لنا

حَكَّ لحييهِ جميعاً وامتخطْ

محمد بن عبد الله المؤدب

ص: 238

- وليس بمنسوبٍ إِلى العلم والنهى

فتىً لا تُرى فيه خلائقُ أربعُ

- فواحدةٌ: تقوى الإِله التي بها

يُنال جسيمُ الخيرِ والفضلُ أجمعُ

- وثانيةٌ: صدقُ الحياءِ فإِنه

طباعٌ عليه ذو المروءةِ يطبعُ

- وثالةٌ: حلمٌ إِذا الجهلُ أطلعتْ

إِليه خبايا من فجورٍ تسرَّعُ

- ورابعةٌ: جودٌ بملكِ يمينهِ

إِذا نابه الحقُّ الذي ليسُ يدفعُ

شاعر

ص: 239

- علمي معي حيثما يممتُ ينفعني

قلبي وعاءٌ له لا بطنُ صندوقي

- إِن كنتُ في البيتِ كان العلمُ فيه معي

أو كنتُ في السوقِ كان العلمُ في السوقِ

- كلُّ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ

إِلا الحديثَ وعلمَ الفقهِ في الدينِ

- العلمِ ماكان فيه قالَ حَدَّثَنا

وما سوى ذاكَ وسواسُ الشياطينِ

الشافعي

ص: 240

- كلما أدبني الده

رُ (الدهر) أرانينقصَ عقلي

- وإِذا مازدتُ عِلْماً

زادني عِلْماً بجهلي

- إِذا ما كنتَ ذا فضلٍ وعلمٍ

بما اختلفَ الأوائلُ والأواخرْ

- فناظرْ من تناظرُ في سكونٍ

حَليماً لاتلحُّ ولا تكابرْ

- يفيدكَ ما استفادَ بلا امتنانٍ

من النكتِ اللطيفةِ والنوادرْ

- وإِياكَ اللجوجَ ومن يرائي

بأني قد غلبتُ ومن يفاخرْ

- فإِن الشرَّ في جنباتِ هذا

يميني بالتقاطعِ والتدابرْ

- حسبي بعلمي أن نفعْ

ما الذلُّ إِلا في الطمعْ

- من راقبَ اللهَ رجعْ

ما طارَ طيرٌ وارتفعْ

إِلا كما طارَ وقعْ

الشافعي

ص: 241

- عجبتُ إِلى العلمِ ماذا يريد؟

وما هو مقصدهُ المنتظرْ؟

- إِذا قتلَ الطبُّ جرثومةً

فأحيا النفوسَ بنورِ الفكرْ

- تقدمَ مخترعٌ للدمارِ

فأبدعَ في ساحِه وابتكرْ

عامر محمد بحيري

ص: 242

- نصحْتُ أخي وهو لا يعلمَ

وقلتُ له قولَ من يفهمُ

- تعلَّمْ إِذا كنتَ ذا ثروةٍ

فبالمالِ يحسنُ ما لا تعلمُ

- وفي العم زينٌ لذي درهمٍ

وشينٌ إِذا لم يكنْ درهَمُ

- وقد قيلَ: علمُ الفتى حاكمٌ

على المالِ، والمالُ لا يحكمُ

- ترى أعلمَ الناسِ في عصرِنا

يقومُ لذي المالِ أو يخدُمُ

- فقد أصبحَ العلمُ مستخدماً

على الرغم والمالُ يستخدمُ

البارع الجرجاني

ص: 243

- إِذا ما امرؤٌ لم يرشد العلم لم يجدْ

سبيل الهدى سهلاً وإِن كان محكما

- ولم أرَ فرعاً طالَ إِلا بأصلهِ

ولم أرَ بدءَ العلمِ إِلا تَعَلُّما

- ومن قارعَ الأيام أوفرَ لبَّهُ

ومن جاورَ الفدمَ العييَّ تفدَّما

علي بن الجهم

ص: 244

- عند العليمِ من الأهمِّ لبابهُ

ولدى الجهولِ من المهمِّ قشورُ

- شتان من بين الورى في أمرِه

أعمى ومن هو بالأمورِ بصيرُ

الكاظمي

ص: 245

- تعلَّمْ فليس المرءُ يولدُ عالماً

وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ

- وإِن كبيرَ القوم لاعلمَ عندهُ

صغيرٌ إِذا التَّفتْ عليه المحافلُ

الأبرش

ص: 246

- إِن لم يكنْ علمٌ فإِنكَ واجدٌ

أمماً تساقُ كأنها أنعامُ

- بالعلمِ يدركُ أقصى المجدِ من أمَم

ولا رُقيَّ بغيرِ العلمِ للأممِ

- معاهدُ العلمِ من يسخو فيعمَرُها

يبني مدراجَ للمستقبلِ السَّنمِ

- وواضعٍ حجراً في أسِّ مدرسةٍ

أبقى على قومِهِ من شأئدِ الهَرَمِ

- لم يرهقِ الشرقَ إِلا عشيُهُ رَدَحاً

والجهلُ راعيهِ والأقوامُ كالنعَمِ

- والجمعُ كالفردِ إِن فاتتهُ معروفةٌ

طاحتْ به غاشياتُ الظلمِ والظلَمِ

- فعلِّموا علِّموا أو لا قرارَ لكم

ولا فرارَ من الآفاتِ والغُممِ

- ربو بنيكم فقد صِرْنا إِلى زمنٍ

طارتْ به الناسُ كالعُقْبان والرخمِ

خليل مطران

ص: 247

- ويح أهلِ التثقيفِ من بيئةٍ

للمالِ فيها لا غيرهِ التعظمُ

- خادمُ العلمِ عادمُ الحظِّ فيها

وعزيزٌ أن يشكرَ المخدومُ

- يغنمُ القومُ من جَنَى عقلهِ ما

أدركوا غانمين: وهو الغريمُ

- تفقهتَ في الدنيا فلم تلفِ ظائلاً

ولا خيرَفي كسبٍ أتاكَ من الفقهِ

المعري

ص: 248

- إِذا ما لم يكنْ لكَ حسنُ فَهمٍ

أسأتَ إِجابةً وأسأتَ سمعا

- ولستَ الدهرَ متسعا بفضلٍ

إِذا ما ضقتَ بالإِنصافِ ذَرعا

أبو العتاهية

ص: 249

- إِذا العلمُ والتهذيبُ لم يكبحا الهوى

ولا الجحفلُ الجرارُ لا يمنعُ الحِمى

- وكل بناءٍ لم يؤسسه ربُّهُ

على صخرةِ العلمِ الصحيح تهدما

الياس فرحات

ص: 250

- ومدارسٍ لا ينهضُ ال

أخلاقَ (الأخلاق) دارسةِ الرسومِ

- يمشي الفسادُ بنبتِها

مشيَ الشرارةِ بالهشيمِ

- فالسيفُ يهدمُ فجراً ما بنى سحراً

وكلُّ بنيانِ علمٍ غيرُ منهدمِ

أحمد شوقي

ص: 251

- أعلمهُ الرمايةَ كلَّ يومٍ

فلما اشتد ساعدهُ رماني

- وكم علمتُهُ نظمَ القوافي

فلما قالَ قافيةً هجاني

- فلا ظفرَتْ يميُنكَ حين ترمي

وشَّكْ منكَ حاملةُ البنانِ

معن بن أوس

ص: 252

- لا تحقرنْ عالماً وإِن خلقَتْ

أثوابُهُ في عيونِ رامقِهِ

- وانظرْ إِليه بعينِ ذي خطرٍ

مهذبِ الرأيِ في طرائقهِ

ابن دريد الأزدي

ص: 253

- الم تر أن العلمَ يذكرُ أهلهُ

بكل جميلٍ فيه والعظم ناخرُ

- سقى اللهُ أجداثاً أجنَّتْ معاشراً

لهم أبحرٌ من كل علمٍ زواخرُ

أبو الحسن المرغياني

ص: 254

- أما الأولى دأبوا وذنبوا حِسبةً

لإِنارةٍ وهدىً وكشفِ ظلالِ

- وشروا براحتهمْ هناءَ بلادهمْ

فهمُ لعمري خيرةُ الأبطالِ

- لهم الولايةُ والقلوبُ عروشهمْ

ولهم مكانتهمُ من الإِجلالِ

- قد ملأ العلمُ الغريزةَ فهي لم

تتركْ لغيرِ السيفِ من سلطانِ

- ردتْ إِليه الرأيَ في عمرانِ ما

يهوى، وفي التقويضِ من عمرانِ

- فتطيَّرتْ من حكمِها ألبابُنا

وتحيرتْ في حكمةِ الرحمنِ

- يا من لقيتَ اللهَ مافي علمهِ

من غايةٍ لتحولِ الإِنسانِ

- جزعُ المحابرِ والنابرِ أنها

قد بُدلتْ من عزها بهوانِ

- كانتْ أداةَ السلمِ دهراً والهدى

فغدت أداةَ السلبِ والعدوانِ

- هُرعَ الزمانُ بنا فما من مهلةٍ

للوراعِ الراضي ولا للواني

خليل مطران

ص: 255

- لكلِّ شيءٍ في العلومِ أصلُ

إِذا حفظْتَ الأصلَ فهو سهلُ

- وفرعُه فصلٌ وفيه فضلُ

لكن تقديمَ الفروعِ جهلُ

فقَدِّمِ الأصلَ تفزْ بالظفرِ

محمد الوحيدي

ص: 256

- كم من كثيرِ العلمِ والوفاءِ

قد صانَه العقلُ عن الرياءِ

- دنسَ أهلَ الزورِ والدهاءِ

ما فيه من حَزْمٍ ومن عناءِ

عند الكرامِ بقبيحِ المحضرِ

ص: 257

- اطلبْ من العلومِ علماً ينفعُكَ

بنفي الأذى والعيبَ ثم يرفعُكْ

- ثم يذكي العقلَ حيث يطلعكْ

على الخفايا ليطيبَ فيه مرتعُكْ

لا تغرقَنْ فالعلمُ مثلُ الأبحرِ

ص: 258

- وأحببِ السماعَ عندَ العُلَما

أكثرُ من حُبِّكَ أن تكلما

- يسخون من أسرارِهم فتَفْهما

ولا تطلْ بالعلمِ بين العلما

من الصحابِ تنفَ أو تنفرِ

محمد الوحيدي

ص: 259

- وأحسنِ الحجةَ والمناظرةْ

ولا تمارِ ودعِ المكابرةْ

- ولا تجادلْ رب نفسٍ كافرَةْ

إِلا إِذا كانتْ عدولٍ حاضرةْ

واحذرْ من الحدةِ والتنمرِ

ص: 260

- وإِن رأيتَ ناطقاً أو عاملاً

بما علمته وكنتَ فاضِلا

- عليه فاصمتْ كي تظنَّ جاهلاً

فسوف يبدو ما كتمتَ كاملا

فلا تشكَّ وتلبث تشكرِ

ص: 261

- وإِن تحدثتَ إِلى أقوْامِ

فانطقِْ بما يدرونَ من كلامِ

- واختَرْ مقالاً نسبة المقامِ

لا تدرسِ العلمَ على الأنغامِ

أو تبقرِ الحكمةَ بين البقرِ

محمد الوحيدي

ص: 262

- يأيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ

هلا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ؟

- تصفُ الدواء لذي السقامِ وذي الضنى

كيما يصحَّ به وأنتَ سقيمُ

- ونراكَ تصلحُ بالرشادِ عقولَنا

أبداً وأنتَ من الرشادِ عديمُ

- لاتنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلهُ

عارٌ عليكَ إِذا فعْلتَ عظيمُ

- وابدأ بنفسِكَ فانَهها عن غَيِّها

فإِذا انتهتْ منه فأنتَ حكيمُ

- فخناكَ يقبلُ ماوعظْتَ ويفتدى

بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ

أبو الأسود الدؤلي

ص: 263

- العلمُ زينٌ وتشريفٌ لصاحبه

فاطلبْ هُديتَ فنونَ العلمِ والأدبا

- كم سيد بطلٍ آباؤه نُجبٌ

كتنوا الرؤوسَ فأمسى بعدَ هم ذَنَبا

- ومقرفٍ خاملِ الآباءِ ذي أدبٍ

نالَ المعالي بالآدابِ والرتبا

- العلمُ كنزٌ وذخرٌ لا فناءَ له

نعمَ القرينُ إِذا ماصبُ صَحِبا

- قد يجمع المالَ شخصٌ ثم يُحرمهُ

عما قليلٍ فيلقى الذلَّ والربا

- وجامعُ العلمِ مغبوطٌ به أبداً

ولا يحاذرُ منه الفوْتَ والسلَبا

- يا جامعَ العلمِ نعمَ الذخرُ تجمعُهُ

لا تعدلَنَّ به دُراً ولا ذَهَبا

أبو الأسود الدؤلي

ص: 264

- الدرسُ رأسُ العلمِ فاحرصْ عليه

فكُلُّ ذي علمٍ فقيرٌ إِليهْ

- من ضيَّعَ الدرسَ يرى هاذياً

عندَ اعتبارِ الناسِ مافي يديهْ

- فعزةُ العالمِ من حفظهِ

كعزةِ المكنفقِ في ما عليهْ

أبو عثمان بن لئون التجيبي

ص: 265

- لاتذَّخرْ غيرَ العلو

م (العلوم) فإِنها نعمَ الذخائرْ

- فالمرءُ لو ربحَ البقا

ءَ (البقاء) مع الجهالةِ كان خاسرْ

- أقدمُ أستاذي على نفسِ والدي

وإِن التي من والدي الفضلُ والشرفْ

- فذاكَ مربى الروحِ والروحُ جوهرٌ

وهذا مربى الجسمِ والجسمُ من صدفْ

شاعر

ص: 266

- من يعدمِ العلمِ يظلمْ عقلهُ أبداً

تراهُ أشبه ماتلقاهُ بالنعمِ

- كم من نفوسٍ غدتْ للهِ مخلصةً

بالعلمِ في صفحةِ القرطاسِ والقلمِ

- والعقلُ شمسٌ ونورُ العلم منبثقٌ

منها ومنها ثمارُ الفضلِ فافتَهمِ

شاعر

ص: 267

- أخو العلمِ حيٌ خالدٌ بعد موتهِ

وأوصالُهُ تحتَ الترابِ رميمُ

- وذو الجهلِ ميتٌ وهو ماشٍ على الثرى

يظنُّ من الأحياءِ وهو عديمُ

أبو محمد البطليوسي

ص: 268

- يا ساعياً وطلابُ المالِ همتُهُ

إِني أراكَ ضعيفَ العقلِ والدينِ

- عليكَ بالعلمِ لا تطلبْ به بدلاً

واعلمْ بأنكَ فيه غيرُ مغبونِ

- العلمُ يجدي ويبقى للفتى أبداً

والمالُ يفني وإِن أجدى إِلى حينِ

- هذاك عزٌ وذا ذلٌ لصاحبهِ

مازالَ بالعبدِ بين العِزِّ والهوانِ

الماهباذي

ص: 269

- عليكَ بالحفظ دونَ الجميعِ في الكتبِ

فإِن للكتبِ آفاتٍ تفرقُها

- الماءُ يغرقُها والنارُ تحرقَها

والفارُ يخرقُها واللصُّ يسرقُها

ابن دوستْ

ص: 270

- زاحمْ أولى العلمِ حتى

تعدَّ منهم حقيقةْ

- ولا يردكَ عجزٌ

عن أخذِ أعلى طريقهْ

- فإِن من جدَّ يُعْطَى

فيما يُحِبُّ لحوقهْ

أبو عثمان بن لئون التجيبي

ص: 271

- تفننْ وخذْ من كُلُّ علمٍ فإِنما

يفوقُ امرؤ في كل فن له علمُ

- فأنت عدوٌ للذي أنت جاهلٌ

به ولعلمٍ أنتَ تتقنه سلمُ

يحيى بن خالد

ص: 272

- تَنْتَفي بالعلمِ عن كُلِّ

الرؤوسِ الشبهاتُ

- إِنه نورٌ وبالنو

رِ (بالنور) تزالُ الظلماتُ

- إِذا ما أقامَ العلمُ رايةَ أمةٍ

فليس لها حتى القيامةِ ناكسُ

- تنامُ بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنِها

لها العلمُ إِن لم يسهرِ السيفُ حارسُ

- حُضُّ على العلمِ حُضُّوا

يا قومُ فالعلمَ فرضُ

- وهل يَتمُّ لشعبٍ

قد أغفلَ العلمَ نهضُ؟

جميل صدقي الزهاوي

ص: 273

- اصبرْ على مُرِّ الجفا من معلمٍ

فإِن رسوبَ العلمِ في نَفَراتهِ

- ومن لم يذقْ مُرَّ التعلم ساعةً

تجرَّعَ ذلَّ الجهلِ طولَ حياتهِ

- ومن فاتَه التعليمُ وقتَ شبابهِ

فكبرْ عليه أربعاً لو فاتهِ

- وذاتُ الفتى والله بالعلم والتقى

إِذا لم يكونا له لا اعتبارَ لذاتهِ

الشافعي

ص: 274

- يانفسُ خوضي بحارَ العلمِ أو غُوصي

فالناسُ ما بينَ مَعْمومٍ ومخصوصِ

- لا شيءَ في هذهِ الدنيا نحيطُ به

إِلا إِحاطةَ منقوصٍ بمنقوصِ

المهدي

ص: 275

- لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه

ما لم يتوَّج ربُّه بخلاقِ

- والعلمُ إِن لم تكتنفهُ شمائلٌ

تُعْليهِ كان مطيةَ الإِخفاقِ

- كم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلاً

لوقيعةٍ وقطيعةِ وفراقِ

- وفقيهِ قومٍ ظل يرصدُ فقهُ

لمكيدةٍ أو مُسْتَحِلِّ طلاقِ

- وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبهِ

ما لا تحلُّ شريعةُ الخلاقِ

- وأديبِ قومٍ تستحقُّ يمينهُ

قطعَ الأناملِ أو لظى الإِحراقِ

حافظ إِبراهيم

ص: 276

- كنتُ في ركنٍ من الأر

ضِ (الأرض) على مقدارِ فهمِ

- مفرداً فيه مُخَلَّى

فارغاً من كُلِّ خصمِ

ابن جرج أحمد بن عتيق

ص: 277

- فدعوا بي ثم قالوا

عَلَمٌ في كلِّ عِلْمِ

- عرضوني للبلايا

أَتَلَقَّى كلَّ سهمِ

يا لقومي أتعبُوا في

قصدِهِمْ رُوْحي وجِسْمي

أبو جعفر

ص: 278

- ومن البلوى التي لي

سَ (ليس) لها في الناسِ كنهُ

- أن من يعرف شيئاً

يدعي أكثر منه

شاعر

ص: 279

- العلمُ مغروسُ كل فخرٍ فافتخرْ

واحذرْ يفوتكَ فخرُ ذاكَ المغرسِ

- واعلمْ بأن العلمَ ليس ينالُهُ

من همُّه في مطعمٍ أو ملبسِ

- فاجعلْ لنفسِكَ منه حظاً وافراً

واهجرْ له ظيب الرقاد وعبسِ

- فلعل يوماً إِن حضرتَ بمجلسٍ

كنت الرئيسَ وفخرَ ذاكَ المجلسِ

الشافعي

ص: 280

- العلمُ يُحيي قلوبَ المتينَ كما

تحيا البلادُ إِذا ما مَسها المطرُ

- والعلمُ يجلو العمى عن قلبِ صاحبهِ

كما يجِّلي سوادَ الظلمةِ القمرُ

شاعر

ص: 281

- إِذا كان علمُ الناسِ ليس بنافعٍ

ولا دافعٍ، فالخسرُ للعلماءِ

- قضى اللهُ فينا بالذي هوَ كائنٌ

فتمَّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ

المعري

ص: 282

- ربَّ علمٍ أضاعَ جوهرَه الفقرُ

وجهلٍ غَطىَّ عليه الثراءُ

حسان بن ثابت

ص: 283

- العلمُ يأتي كلَّ ذي

خفضٍ ويأبى كل آبي

- كالماءِ ينزلُ في الوها

دِ، (الوهاد) وليس يضعدُ في الروابي

أبو عامر النسوي

ص: 284

- إِن سرَّكَ العلمُ وأشباهُهُ

وشاهدٌ ينبيْكَ عن غائبِ

- فاعتبرِ الأرضَ بأسمائِها

واعتبرِ الصاحبَ بالصاحبِ

ذراع الحنفي

ص: 285

- ما ماتَ منا امرؤٌ أبقى لنا أدباً

نكونُ منه إِذا ما ماتَ نكتسبُ

ابن يسير

ص: 286

- ليس إِلى ما نريدُ ما لم

تلتقِ أسبابُهُ مساغُ

- والعلمَ من شرطِه ثلاثٌ

المالُ والحِرصُ والفراغُ

غياث الدهستاني

ص: 287

- من تخِذَ العلمَ خَديناً عضَّدهْ

وحاطَه في دينهِ وأيَّدهْ

- فأنسْ به تُكفَ شرورَ الحسدَهْ

وبنْ من الناسِ وكن علىِ حدَهْ

- ودَعْ دناهُمُ المستعبدَه

حاجزةً عن الرشادِ معبدَه

- دونَكَ فعلَ الخيرِ فاسلكْ مقصدَه

من عَرَف اللهَ يقيناً عبدَهْ

علي بن عرام

ص: 288

- قلْ لذوي العلمِ وأهلِ النهى

ويحكُمْ لا تبذلوا دفترا

- فإِن تُعيروه لذي فِطْنةٍ

لا بدَّ أن يحبسَه أشهرا

تقية الصوريه

ص: 289

- إِذا كنتَ ذا علمٍ ولم تكُ عاقلاً

فأنتَ كذي رجلٍ وليس له نعلُ

- ألا إِنما الإِنسانُ غمدٌ لعقلِه

ولا خيرَ في غمدٍ إِذا لم يكنْ نصلُ

علي بن أبي طالب

ص: 290

- وأخلقُ عالمٍ بالمجدِ حَبرٌ

أتمَّ العلمَ بالخُلُقِ الجميلِ

خليل مطران

ص: 291

- إِذا أثرتَ من أدبٍ وعلمٍ

فلا تجزعْ ولو تربتْ يداكا

- فمعنى الفقرِ فقرُ النفسِ، فاعلَمْ

وإِن ألفيتَ في اللفظِ اشتراكا

هبة الله بن عرام

ص: 292

- إِن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما

لا ينصحانِ إِذا هما لم يُكَرما

- فاصبرْ لدائكَ إِن أهنتَ طبيبَهُ

واصبرْ لجهلكَ إِن جفوتَ مُعَلِّما

شاعر

ص: 293

- لأرى العلمَ كالمرآةِ يصدأُ وجهُهُ

وليس سوى حُسْنِ الخلائقِ من جالِ

- أخو العلمِ لا يغلو على سوء خلقِهِ

وذو الجَهْلِ إِن أخلاقُهُ حَسنتْ غالِ

- ولو وازنَ العلمُ الجبالَ ولم يكنْ

له حسنُ خلقٍ لم يزنْ وزنَ مثقالِ

- وإِن المساوي وهي في خلقِ عالمٍ

لأقبحُ منها وهي في خُلقِ جُهَّالِ

معروف الرصافي

ص: 294

- فربَّ صغيرِ قومٍ علَّموه

سما وحما المسومةَ العرايا

- وكان لقومِه نفعاً وفَخْراً

ولو تركوه كان أذىً وعابا

- فعلِّمْ ما استطعْتَ لعل جيلاً

سيأتي يحدثُ العجبَ العُجابا

- ولا ترهقْ شبابَ الحيِّ يأسا

فإِن اليأسَ يخترمُ الشبابا

أحمد شوقي

ص: 295

- طالبُ العلمِ أجدرُ الناسِ بالحسنى

إِذا ما ابتغى الصلاحَ الأنامُ

- من يعاونْهُ بالحطام يحقِّقْ

في غدٍ قدرَ ما أفادَ الحطامُ

- من يقلدْهُ يومَ عُسرٍ

فعلى قومِهِ له الإِنعامُ

- همْ أماني كلِّ شعبٍ، ومنهمُ

تستَمدُّ الهداةُ والأعلامُ

- هكذا تستغلُّ إِحسانَها الأقوا

مُ (الأقوام) فيهم فَتَسعَدَ الأقوامُ

- لم تقمْ أمةٌ بسوقةِ جهلٍ

إِنما الأمةُ الرجالُ العظامُ

خليل مطران

ص: 296

- إِذا لم يكنْ علمٌ يُزانُ به الفتى

فمالُ الفتى جهلٌ عظيمٌ يشينُهُ

- لعمرُك إِن داعيةُ الهوى

إِذا هو لم يُصحبْ بعلمٍ يصونُهُ

مصطفى الغلاييني

ص: 297

- تعَّلمينْ أن الدواة والقلم

تبقى ويُفني حادثُ الدهر الغنمْ

ابن يسير

ص: 298

- يا أيها الدارسُ علماً ألا

تلتمس العونَ على درسِهِ

- لن بتلغَ الفرعَ الذي رُمْتَهُ

إِلا ببحثٍ منك عن أسِّه

صالح عبد القدوس

ص: 299

- قمْ للمعلمِ وفِّهِ التبجيلا

كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا

- أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشيءُ أنفساً وعقولا

- سبحانَكَ اللهمَّ خيرَ معلمٍ

عَّلمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى

- أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ

وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا

- وطبْعَتهُ بيد المعلمِ تارةً

صدئَ الحديدِ وتارةً مصقولا

- وإِذا المعلمُ لم يكن عدلاً مشى

روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا

- وإِذا المعلمُ ساءَ لحظَ بصيرةٍ

جاءتْ على يدهِ البصائرُ حُولا

- وإِذا أتى الإِرشادُ من سببِ الهوى

ومن الغُرورِ فسِّمه التضليلا

أحمد شوقي

ص: 300

- شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي

(قُمْ للمعلمِ وفِّه التبجيلا)

- اقعدْ فديتُكَ هل يكونُ مبجلاً؟

من كان للنشئِ الصغارِ خلليلا

- ويكادُ يقلقني الأميرُ بقوله:

(كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا)

- لو جربَ التعليمَ شوقي ساعةً

لقضى الحياةَ شقاوةً وخُمولا

- حسبُ المعلمِ غُمَّةّ وكآبةً

مرأى الدفاترِ بكرةً وأصيلا

- مائةٌ على مائةٍ إِذا هي صُلِّحَتْْ

وجدَ العمى نحو العيونِ سبيلا

- لا تعجَبوا إِن صحتُ يوماً صيحةً

ووقعتُ مابين البنوكِ قتيلا

- يا من يريدُ الانتحارَ وجدْتَهُ

إِن المعلمَ لا يعيشُ طويلا

إِبراهيم طوقان

ص: 301

- لا تحسبنَّ العلمَ يدرك بعضُهُ

إِلا بصرفِ عنايةٍ ولزومِ

- وبغيرِ فهمٍ في نوادي القومِ لا

تنطبق بمنثورٍ ولا منظومِ

- لا ترضَ إِلا بالإِصابةِ أو فقفْ

عندَ الحدودِ بحدِّكَ الملثلومِ

أحمد الكيواني

ص: 302

- العلمُ فاعلمْ أفضلُ الفوائدْ

من طارفٍ مستحدثٍ وتالدْ

- أقبحْ بذي الشيبِ يكون جاهلاً

إِذا أتاهُ مستفيدٌ سائلا

- إِن كبيرَ القومِ ذا الجهالةْ

أصغرُهمْ في العلمِ لامحالةْ

- والعلمُ مفتاحُ القلوبِ القاسيةْ

وإِن من آفاتهِ تناسيَهْ

الشيخ عبد الله السابوري

ص: 303

- قلْ للمعلمِ، والمقال مرَّددُ

من عهدِ شوقي آيةً في قافيةْ

- أنتَ الرسولُ، على هُداكَ شبابُنا

يخطو، فسددْها خطىً متراميةْ

- مادمتَ تنسلُ من حشاشةِ جيلنا

جبلاً، فلسنا أمةً متلاشيهْ

- تلكَ البقيةُ من خيوطِ رجائنا

رَعْياً لها، ليستْ خيوطاً واهيهْ

- حبلُ العروبة فتيةٌ أكبادُهم

كويت بلوعتنا فشبَّت كاويهْ

- قلْ للمربى أن يربي حلمهُ

فيوجه الساعي ويهْدي الساعيةْ

- إِن لملْمَتها وجَدَلْتَ من أشطانِها

حَبْلاً نشيدُّ به شراعَ الصاريةْ

- فازَ من ثقةِ الصغارِ بحصةٍ

وأنتْ له ثقةُ الكبارِ الغاليةْ

- بين المناهجِ والحوائجِ شقةٌ

قلَّ الشرابُ وزادَ حجمُ الآنيةْ

- حَبْلُ العروبةِ يا معلمُ رابطٌ

مرنٌ تلاعبُه كخيطِ معاويةْ

- غمِّسهُ في ماءِ الشبابِ إِذا ارتخى

وإِذا توتَّرَ لاتشدَّ مثانيهْ

- إِن أنتَ طوَّقت الصفوفَ بطوفهِ

وحزمْتَ أشتاتَ الجهودِ الضافيةْ

- وعقدتَ للأعناقِ منه حبالةً

تُخشى وسوطاً للظهور النابية

- لقطعتَ أوصالَ القطيعةِ وارتمتْ

بغدادُ في صدرِ الكنانةِ حانيهْ

جورج صيدح

ص: 304

- إِن المعلمَ لا يزالُ مضَّعفاً

ولو ابتنى فوقَ السماءِ سماءَ

- من عَّلمَ الصبيانَ أضْنَوا عقلَه

مما يلاقي بكرةً وعشاءَ

بكر بن محمد المازني

ص: 305

- خذِ العلمَ عن راويةِ واجتلبِ الهدى

وإِن كان راويهِ أخاعملٍ زاري

- فإِن راواةَ العلمِ كالنخلِ يانعاً

كلِ التمرَ منه واتركِ العودَ للنارِ

علي بن فضال المجاشي

ص: 306

- شئمَ الأديبُ من المقامِ بواسطٍ

إِن الأديبَ بواسطٍ مهجورُ

- يا بلدةً فيها الغنيُّ مكرَّمٌ

والعلمُ فيها ميتٌ مقبورُ

علي بن كردان

ص: 307

- يطيبُ العيشُ أن تلقى حليماً

غذاهُ العلمُ والرأيُ المصيبُ

- ليكشفَ عنكَ حليةَ كلِّ ريبٍ

وفضلُ العلمِ يعرفُه الأريبُ

الجاحظ

ص: 308

- إِن المعلمَ لا يزالُ معلماً

لو كان علمَ آدمَ الأسماءَ

- من علمَ الصبيانَ صَّبوا عقلَه

حتى بني الخلفاءِ والخلفاءَ

محمد بن حبيب

ص: 309

- لا خيرَ في المرءِ إِذا ما غدا

لا طالبَ العلمِ ولا عالما

أبو الفضل الرياشي

ص: 310

- إِذا أنتَ لم يشهركَ علمكَ لم تجدْ

لعلمِكَ مخلوقاً من الناسِ يقبلهْ

- وإِن صانَكَ الععلمُ الذي قد حملتَه

أتاكَ له من يجتنيهِ ويحملهْ

شاعر

ص: 311

- لا ترى عالماً يحلُّ بقومٍ

فيحلوُ غيرَ دارِ الهوانِ

- قلما توجدُ السلامةُ والصحةُ

مجموعتين في إِنسانِ

مسيح بن حاتم

ص: 312

- موتُ العلومِ بموتِ العارفين بها

وموتهمْ لخرابِ الدارِ عنوانُ

- وليس موتُ امرئٍ شاعَتْ فضائلهُ

كموتِ من لا له فضلٌ وعرفانُ

- والموتُ حقٌ ولكن ليس كل فتىً

يبكي عليه إِذا يعروهُ فقدانُ

- في كلِّ يومٍ ترى أهلَ الفضائل في

نقصانِ عدٍ وللجُهالِ رجحانُ

عبد الله الشبراوي

ص: 313

- وبالٌ على الطاووسِ ألوانُ ريشِه

وعلمُ الفتى حقاً عليهِ وبالُ

- وللدهرِ تفريقُ الأجمةِ عادةٌ

وللجهلِ داءٌ في الطباعِ عضالُ

- لقد سادَ بالمالِ المصونِ معاشرٌ

وأخلاقهمْ للمُخْزِياتِ عيالُ

- وبينهم ذل المطامعِ عزةٌ

وعندهم كسبُ الحرامِ حلالُ

علي البهيقي

ص: 314

- هجمَ البردُ ولا أملكُ

إِلا رواية العربيةْ

- وقميصاً لو هبتِ الريحُلم يب

قَ (يبق) على عاتقي منه بقيَّةْ

علي الطوسي

ص: 315

- العلمُ للرحمنِ جل جلاله

وسِواهُ في جلالته يتغمغمُ

- ما للترابِ وللعلومِ وإِنما

يسعى ليعلمَ أنه لا يعلم

محمود الزرمخشي

ص: 316

- شكوتُ إِلى وكيعٍ سوءَ حِفظي

فأرشدني إِلى تَرْكِ المعاصي

- وأخبرني بأن العلمَ نورٌ

ونورُ اللهِ لا يُهدى لعاصي

الشافعي

ص: 317

- تعلمْ فليس المرءُ يولدُ عالماً

وليس أخو علمٍ كمن هوَ جاهلُ

- وإِن كبيرَ القومِ لا علمَ عندَه

صغيرٌ إِذا التفَّتْ عليه الجحافلُ

- وإِن صغيرَ القومِ إِن كانَ عالماً

كبيرٌ إِذا ردتُ إِليه المحافلُ

الشافعي

ص: 318

- ممن فاته العلم وأخطاه الغنى

فذاك والكلب على حالٍ سواءُ

صريع الدلاء

ص: 319

- وإِن بخل العليمُ عليك يوماً

فذُلَّ له وديدنكَ السكوتُ

يموت بن المزرع

ص: 320

- العلم للرجلِ اللبيب زيادةٌ

ونقيصةٌ للأحمقِ الطياشِ

- مثل النهار يزيدُ أبصار الورى

نوراً ويُعمي مقلة الخفاشِ

هبة الله البغدادي

ص: 321

- إِذا عرفَ الإِنسان أخبارَ من مضى

توهمته قدعاشَ في أول الدهرِ

- وتحسبهُ قد عاشَ آخرَ دهرهِ

إِلى الحشرِ إِن أبقى الجميلَ من الذكرِ

- فقد عاشَ كل الدهرِ من كان عالماً

كريماً حليماً فاغتنمْ أطولَ العمرِ

الأرجاني

ص: 322

- شَرُّ المواهبِ ما تجودُ به

من غير محمدةٍ ولا أجرِ

صالح عبد القدوس

ص: 323

- العالمُ العاقلُ ابنُ نفسهِ

أغناهُ جنسُ علمهِ عن جنسهِ

- كن ابن من شِئْتَ وكن مؤدباً

فإِنما المرءُ بفضلِ كيسِهِ

- وليس من تكرمُهُ لغيرِهِ

مثل الذي تكرمُهُ لنفسِهِ

ابن دريد الأزدي

ص: 324

- أخي لن تنالَ العلمَ إِلا بستةٍ

سأنبيكَ عن تفصيلِها بيانِ

- ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ

وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ

- سأكتمُ علمي عن ذوي الجَهْلِ طاقتي

ولا أنشر الدَّر النفيسَ على الغنمْ

- فإِن يَّر اللهُ الكريمُ بفضلهِ

وصادفتُ أهلاً للعلومِ وللحكمْ

- ثبت مفيداً واستفدتُ ودادَهمْ

وإِلا فمخزونٌ لدي ومكتتمْ

- فمن منحَ الجهالَ عِلماً أضاعهُ

ومن منعَ المستوجبينَ فقد ظَلَمْ

- رأيتُ العلمَ صاحبَه كريماً

ولو ولدَتْه آباءٌ لئامُ

- وليس يزالُ يرفعُهُ إِلى أن

تعظمَ أمرهُ القومُ الكرامُ

- ويتبعونه في كلِّ حالٍ

كراعي الضأنِ تتبعهُ السوامُ

- فلولا العلمُ ما سعدتْ رجالٌ

ولا عُرفَ الحلالُ ولا الحرامُ

الشافعي

ص: 325