المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

-‌ ‌3- القبر - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٨

[أحمد قبش]

الفصل: -‌ ‌3- القبر

-‌

‌3- القبر

ص: 345

- أَرادوا ليُخْفوا قبرَهُ عن عدوِّه

فطيبُ ترابِ القّبْرِدَلَّ على القبرِ

مسلم بن الوليد

ص: 346

- كم قبورٍ زَيَّنَتْ جيْدَ الثرى

تَحْتَها أنجسُ من ميتِ المجوسِ

- كان من فيها وإِن حازوا الثرى

قبلَ مَوْتِ الجسمِ أمواتَ النفوسِ

- وعظامٌ تتزكى عنبراً

من ثناءٍ صرْنَ أغفالَ الرموسِ

شوقي

ص: 347

- صِلوا لحدَ قبرري بالطريقِ وودعوا

فليس لمن وارى الترابْ حبيبُ

- ولا تَدْفنوني بالعراءِ فربما

بكى إِن رأى قبرَ الغَريبِ غَريبُ

أبو علي القلي

ص: 348

- انظرْ إِلى الأجداثِ فهي صحائفٌ

خُطتْ بأقلامِ المواعظِ والعِبَرْ

- أفما رأيْتَ سطورُها تتلو على؟

زَّوارِها حِكَماً تحارُبها الفِكَرْ

مصطفى الغلاييني

ص: 349

- إِني سألتُ القبرَ: ما فعلَتْ

بعدي وجوهٌ فيكَ مُنْعَفِرَهْ

- فأجبني: صيَّرْتَ ريحَهُمُ

تؤذيكَ بعدَ روائحٍ عَطِرَهْ

- وأكلتُ أجساداً منعَّمةً

كان النعيمُ يَهُزُّها نَضِرَه

- لم أبقِ غيرَ جماجمٍ عَرَتْ

بيضٍ تلوحُ وأعظم نَخِرَهْ

أبو العتاهية

ص: 350

- يا ساكنَ الحجراتِ ما

لكَ غير قبرك مسكنُ

- فكأن شخصَكَ لم يكنْ

في الناسِ، ساعة تُدفنُ

- وكأن أهلَكَ قد يكوا

جَزَعاً عليك ورنَّنوات

- فإِذا مَضَتْ لك جُمْعَةٌ

فكأنهم لم يَحْزَنوا

- الناسُ في غَفَلاتِهم

ورَحَى المنيةِ تطحنُ

إبو العتاهية

ص: 351

- وعظمتكَ أجداثٌ صُمُتْ

ونعتكَ أزمةٌ خُفُتْ

- وتكلمتْ عن أوجهٍ

تَبْلَى وعن صُوَرٍ شتتْْ

- وأَرَتْكَ قبركَ في القبو

رِ (القبور) وأنتَ حيٌ لم تَمُتْ

أبو العتاهية

ص: 352

- ما لمقابرِ لا تُجي

بُ (تجيب) إِذا دعاهُنَّ الكئيبُ

- فيهن ولدانٌ وأط

فالٌ (أطفال) وشبانٌ وشيْبُ

- كم من حبيبٍ لم تكنْ

نفسي بفرقتهِ تَطيبُ

- عادرتُهُ في بعضه

ـن (بعضهن) مُجَنْدلا وهو الحبيبُ

- وسَلَوْتُ عنه وإِنما

عهدي برؤيته قريبُ

أبو العتاهية

ص: 353

- القبرُ أفضلُ للفتى من مضجعٍ

فيه يقلبُ موجعاً تقليبا

- وجلامدُ ألرماسِ أهونُ محملاً

من أن يحمَّلَ مثلهن كُرروبا

خليل مطران

ص: 354

- أتيتُ القبورَ فناديتهن

أين المعظمُ والمحتقرْ

- وأين المُدِلُّ بسلطانهِ

وأين المزكى إِذا ما افتخرْ

قال فنودت من بينها ولا أرى أحداً

ص: 355

- تَفَنَوا جميعاً فما مُخْبِرٌ

وماتوا جميعاً وماتَ الخبرِ

- تروحُ وتغدو بناتُ الثرى

وتُمحى محاسنُ تلكَ الصورْ

- فيا سائلي عن أناسِ مضوا

أمالكَ فيما ترى مُعْتَبَرْ؟

مالك بن دينار

ص: 356

- انظررْ لنفسِكَ يا مسكينُ في مهلٍ

ما دامَ ينفعُكَ التفكيرُ والنظرُ

- قفْ بالمقابرِ وانظرْ إِن وقفتَ بها

للهِ دَرُّكَ ماذا تسترُ الحفرُ

- ففيهم لكَ يا مغرورُ موعظةٌ

وفيهم لكَ يا مغترُّ معتبرُ

عمر بن عبد العزيز

ص: 357

- واللهِ لو عاشَ الفتى في دهرِه

ألفاً من الأعوامِ مالك أمرهِ

- متلذذاً فيها بكلِّ عجيبةٍ

متمتعاً فيها لغيةِعُمْرِه

- لم يعرفِ الأسقامَ فيها مرةً

أيضاً ولا خطرَ الهمومُ بفكرِه

- ما كان هذا كلُّه بجميعه

بَمبيتِ أول ليلةٍ في قَبْرِه

الشافعي

ص: 358

- لكُلِّ أناسٍ مقبرٌ بفتائِهمْ

فهم ينقصونَ والقبورُ تزيدُ

- وما إِن يزالُ رسمُ دارٍ أخلقت

وبيتٌ لميتٍ بالفناءِ جديدُ

- هم جيرةُ الأحياءِ أما جواررُهم

فدانٍ وأما المُلْتَقَ فبعيدُ

عبد الله بن ثعلب

ص: 359

- أيها الجازعُ مما

في ظلامِ الرمسِ يُلْقى

- أنتَ لا بالموتِ بل

بالعيشِ يا مغرورُ تَشْقى

- اطرحِ الخوفَ من

الموتِ فماذا منه يبقى؟

القروي

ص: 360

- إِني أبثكَ من حدِي

ثي (حديثي) والحديثُ له شجونُ

- فارَقْتُ موضعَ مَرْقَدي

ليلاً ففارقَني السكونُ

- قُلْ لي فأولُ ليلةٍ

في القَبْرِ كيف ترى أكون؟

الحسين بن علي المغربي

ص: 361