المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4- القدر والقضاء - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٨

[أحمد قبش]

الفصل: ‌4- القدر والقضاء

-‌

‌4- القدر والقضاء

ص: 362

- إِذا عقدَ القضاءُ عليكَ أمراً

فليس يَحُلُّه إِلا القضاءُ

- فما لكَ قد أَقَمْتَ بدارِ ذلٍ

وأرضُ اللهِ واسعةٌ فضاءُ

- تبلغْ باليسيرِ فكُلُّ شيءٍ

من الدنيا يكونُ له انتهاء

علي بن أبي طالب

ص: 363

- رأيتُ قضاءَ الله أوجبَ خلفَهُ

وعادَ عليهمْ في تصرفِه سبلا

- وقد غلبَ الأحياءَ في كُلِّ وجهةٍ

هواهُمْ وإِن كانوا غطارفةً غُلْبا

- كلابٌ تغاوَت لجيفةٍ

وأحسُبني أصبحتُ ألاُمَها كلبا

- أبينا سوى غشِّ الصدورِ وإِنما

ينالُ ثوابَ الله أسلمُنا قلبا

المعري

ص: 364

- تجري الأمورُ على وَفْقِ القضاءِ وفي

طَيِّ الحوادثِ محبوبٌ ومكروهُ

- فربما سرني ما بِتُّ أحذَرُهْ

وربما ساءني ما بِتُّ أرجوهُ

أمية بن أبي الصلت

ص: 365

- انظرْ إِلى الأيامِ كيفَ تسوقُنا

قَسْراً إِلى الإِقرار بالأقدارِ

أسامة بن منقذ

ص: 366

- ومن يبتْ لقضاءِ اللهِ والقدرِ

مُسْتَسْلماً تأتِهِ الأرزاءُ بالقدررِ

- اللهُ أكبرُ ما أشقى الحياةَ إِذا

لم تُلَفَ محفوفةً بالعِزِّ والخطَرِ

محمد سليم الجندي

ص: 367

- ليس للإِنسان إِلا

ما قضى الله وقدَّرْ

- ليس لمخلوقِ تدبيرٌ

بل اللهُ المدبِّرْ

أبو نواس

ص: 368

- إِذا كنتَ لا تستطيعُ دفعَ صغيرةٍ

ألمَّتْ ولا تستطيعُ دفعَ كبيرِ

- فسلِّمْ إِلى اللهِ المقاديرَ راضياً

ولا تسألَنْ بالأمرِ غيرَ خبيرِ

- وليس بغالٍ ناصحٌ تستفيدُهَ

ولو كانَ من تِبْرٍ بمثلِ ثيبرِ

المعري

ص: 369

- قدرُ اللهِ واقعٌ

حيثُ يقضى ورودُه

- قد مضى فيكَ حكمُهُ

واقضى ما يُرِيْدُهُ

- وأخو الحِرْصِ حرصه

ليس مما يزيدهُ

- فأرادْ ما يكونُ إِذا

لم يكنْ ما تُريدُه

الشافعي

ص: 370

- لعمرُكَ ليسَ فوقَ الأرضِ باقٍ

ولا مما قضاهُ اللهُ واقِ

- وما للمرءِ حظٌ غيرُ قوتٍ

ولو كانتْ له أرضُ العراقِ

ناصيف اليازجي

ص: 371

- ما لا يكونُ فلا يكونُ بحيلةٍ

أبداً وما هو كائنٌ سيكونُ

- سيكونُ ما هو كائنٌ في وقتِه

وأخو الجهالةِ متعبٌ مَخْزونُ

- يسعى القويُّ فلا ينالُ بسعيهِ

حَظّاً ويحظى عاجزٌ ومَهيمنُ

علي بن أبي طالب

ص: 372

- فلا يمنعْكَ من طريقٍ مخافةٌ

ولا حصرٌ وأنقذْ فهن المقادرُ

- ولا تدعِ الأسفارَ من خشية الردى

فكم قد رأينا من ردٍ لا يسافرُ

- ولو كان يبدو شاهدُ الأمرِ للفتى

كأعجازهِ ألفيتَهُ لا يؤامرُ

أسامة بن منقذ

ص: 373

- إِذا كان أمرُ اللهِ أمراً يقدَّرُ

فكيف يفرُّ المرءُ منه ويحذرُ؟

- ومن ذا يردُّ الموتَ أو يدفع القضا

وضربتُهُ محتومةٌ ليس تعثرُ

عنترة العبسي

ص: 374

- سلِّمِ الأمرَ منكَ للهِ واعلمْ

أن ما قد قضى به سيمونُ

- وإِذا صحَّ ذاكَ عندكَ فافهمْ

أنَّ شغلَ الضميرِ منك جُنونُ

- هل نقيضُ السكونِ إِلا حراكٌ؟

ونقيضُ الحراكِ إِلا السكونُ

- هكذا ينقضي الزمانُ إِلى أن

تشملَ العالمين فيه المنّوُنُ

- وتقومَ الموتى النيامُ إِلى ما

كحلتْ بالحياةِ منه العُيُونُ

- بجنانٍ يقيمُ فيها مقيمٌ

أو بنارٍ فيها عذابٌ مهينُ

ابن حميدس

ص: 375

- أعلمْ أني متى ما يأتني قَدَري

فليس يحسبهُ شحٌ ولا شقُ

كعب بن زهير

ص: 376

- لم يَسْقِكُمُ ربُّكم عن حُسْنِ فعلِكِمُ

ولا حماكمْ غماماً سوءُ أعمالِ

- وإِنما هي أقدارْ مرتبةٌ

ما عُلقتْ بإِساءاتٍ وإِجمالِ

- دليلُ ذلكَ أن الحُرَّ أعوزَهُ

قوتٌ، وأنَّ سواهُ فازَ بالمالِ

المعري

ص: 377

- كنْ من مدبِّركَ الحك

يمِ (الحكيم) علا وجلَّ، على وجلْ

- وارضَ القضاءَ فإِنه

حَتْمٌ أَجلْ وله أَجلْ

ابن المظفر الصقلي المكي

ص: 378

- ما باختياريَ مِلادِي ولا هَرَمي

ولا حياتي فهل لي بعدُ تخير؟

- ولا إِقامةَ إِلا عن يَدَيْ قدرٍ

ولا مسيرَ إِذا لم يُقضَ تيسيرُ

المعري

ص: 379

- إِن المقاديرَ إِذا ساعَدَتْ

ألحقتِ العاجزَ بالحازمِ

قابوس بن وشمكير

ص: 380

- إِذا أنا لم أدفعْ قضاءً كَرِهْتُهُ

بشيءٍ سوى سُخْطي له وتبرمي

- فصَبْري له من حُسْنِ معرفتي به

كما أن رضَواني له من تكرمي

ابن ظفر الصقلي المكي

ص: 381

- إِذا ما أردتَ الأمرَ فامضِ لوجهِهِ

وخلِّ الهُوَينا جانباً متنائيا

- ولا يمنعنكَ الطيرُ مما أردْتَهُ

فقد خُطَّ في الألواحِ ما كنتَ لاقيا

طرفة

ص: 382

- جَرَى قلمُ القضاءِ بما يكونُ

فسيانِ التحركُ والسكونُ

- جُنونٌ منكَ أن تسعى لرزقٍ

ويرزقُ في غشاوتِه الجنينُ

ابن الرومي

ص: 383

- خطوبٌ للقلوبِ بها وجيبٌ

تكادُ لها مفارقُنا تشيبُ

- نرى الأقدارَ جاريةً بأمرٍ

يريبُ ذوي العقولِ بما يريبُ

- فتنجحُ في مطالِبها كلابٌ

وأسدُ الغابِ ضاريةٍ تَخيبُ

- وتقسمُ هذه الأرزاقُ فينا

فما ندري أتخطي أم تُصِيْبُ؟

- وتخضعُ راغمينَ لها اضطراراً

وكيف يلاطمُ الإِشفى لبيبُ؟

- (الإِشفى: المثقب يخرز به)

محمد الأيبوردي

ص: 384

- دع الأيامَ تفعل ما تشاءُ

وطِبْ نفساً بما حَكَمَ القضاءُ

- ولا تَجْزعْ لحادثِة الليالي

فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

- وكن رجلاً على الأهوالِ جَلْداً

وشيمتُكَ المروةُ والوفاءُ

- وإِن كثرتْ عيوبُكَ في البرايا

وسرَّكَ أن يكون لها غطاءُ

- تسترْ بالسَّخاءِ فكل عَيْبٍ

يغطيه كما قيلَ السخاءُ

- ولا تِرُ للأعادي قطُّ ذلاً

فإِن شماتَةَ الأعداءِ بلاءُ

الشافعي

ص: 385

- ما أقربَ الأشياءَ حينَ يسوقُها

قدرٌ وأبعدَها إِذا لم تُقْدَرِ

- فسلِ الفقيهَ تكنْ فقيهاً مثلهُ

من يسعَ في عملٍ بفقهٍ يمهُرِ

- وتدبرِ الأمرَ الذي تُعنى به

لا خيرَ في عملٍ بغيرِ تدبيرِ

- فلقد يجدُّ المرءُ وهو مقصِّرٌ

ويخيبُ جد المرءِ غير مقصرِ

ابن الأعرابي

ص: 386

- من عارضَ اللهُ في مَشيئتهِ

فما لديه من بطشِه خَبَرُ

- لا يَقْدِرُ الخلقُ باجتهادهم

إِلى على ما جرى به القَدَرُ

محمد بن علي الواسطي

ص: 387

- ولا ترجُ السماحةَ من بخيلٍ

فما في النارِ للظمآنِ ماءُ

- إِذا كنتَ ذا قلبٍ قنوعٍ

فأنت ومالكُ الدنيا سواءُ

- وأرضُ اللهِ واسعةُ ولكن

إِذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

- دعِ الأيامَ تغدرُ كُلَّ حينٍ

فما يُغْني عن الموتِ الدواءُ

الشافعي

ص: 388

- هَبَّتَ الريحُ فملاحٌ شَكا

عند مجراها وملاحٌ شَكَرْ

- ليس في الريحِ ولا في البحر بل

في هَوَىْ الأنفسِ ما ساءَ وسرْ

- سفنُ الأعمارِ إِذا تجري بنا

ليس في قاموسِها خيرٌ وشَرْ

- تلفظُ الحكمَ أنانيتُنا

ثم تَعْزوه إِلى حُكْمِ القدرْ

القروي

ص: 389

- خُلقتُ على ما فيَّ غيرَ مخيرٍ

هوايَ ولو خُيرتُ كنتُ المهذبا

- أريدُ فلا أعطى وأعطى ولم أردْ

ويقصرُ علمي أن أنالَ المغيبا

- وأصرفُ عن قَصْدي وعِلمي ثاقبٌ

فأرجع ما أعقبتُ إِلا التَّجَنُّبا

- لعمري لقد غالبتُ نفسي على الهَوَىْ

لتسلى فكانَتْ شهوةُ النفسِ أغلبا

- ومن عَجَبِ الأيامِ أن اجتنابَها

رشادٌ وأني لا أطيقُ التجنبا

بشار بن برد

ص: 390

- أيا من يعوِّلُ في المشكلاتِ

على ما رآه وما دَبَّرَهْ

- إِذا أشكلَ الأمرُ فابرأْ به

إِلى من يرى منه مالم تَرَهْ

- تكنْ بين عطفٍ يقيكَ الخطوبَ

ولطفٍ يهوِّنُ ما قدرَهْ

- إذا كنتَ تجهلُ عُقْبى الأمورِ

ومالكَ حَوْلٌ ولا مَقْدرهْ

- فلمْ ذا العنا وعلامَ الأسى

ومم الحذارُ وفيمَ الثَّره؟

ابن ظفر الصقلي المكي

ص: 391

- إِذا كنتَ تعلمُ أن الأمورَ

بحكم الإِلهِ كما قد مضى

- ففيم التفكرُ والحكمُ ماضٍ

ولا ردَّ للحكمِ مهما مَضَى

- فخلِّ الوجودَ كما شاءهُ

مدبره وابغِ منه الرِّضى

ابن خاتمة الأندلسي

ص: 392