المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3- الغريب والاغتراب - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٨

[أحمد قبش]

الفصل: ‌3- الغريب والاغتراب

-‌

‌3- الغريب والاغتراب

ص: 36

- وإِن تكنْ بين أناسٍ غُرَبا

فلا تذمَّ بلداً أو نسبا

- أو صنعةٍ أو خُلُقاً أو مَذْهبا

فإِن يكن فيهم أثرتَ غَضَبا

وأنتَ لم تشعرْ بذاككَ المعشرِ

محمد الوحيدي

ص: 37

- ياللتغرُّبِ أنتَ بئسَ الداءُ

واليسرُ عُسْرٌ والبقاءُ فناءُ

- والعِزُّ ذلٌ والسغادةُ شَقْوَةٌ

فغِناكَ فقرٌ ووالعطاءُ عناءُ

داععي الدعاة الدين

ص: 38

- ومن يغتربْ عن قومِه لا يزلْ يرى

مصارعَ مظلومٍ مَجَراً ومَسْحَبا

- وتدفنُ منه الصالحاتُ وإِن يسيءْ

يكنْ ما أساءَ النارَ في رأسِ كبكا

عدي بن زيد

ص: 39

- إِذا البلبلُ الغريدُ فارقَ روضَهُ

فكلُّ رياضِ الكونِ في عينِه فقرُ

جورج صيدح

ص: 40

- ساعدْ بأرضٍ إِذا كنتَ بها

ولا تقُلْ إِنني غريبُ

- فقد يوصلُ النازحُ النائي وقد

يُقطعُ ذو السهمةِ القريبُ

- أعاقرٌ مثل ذاتِ وُلْدٍ؟

أم غانمٌ مثلُ من يخيبُ

عبيد بن الأبرص

ص: 41

- خاطرْ بنفسِكَ لا تقعدْ بمعجزةٍ

فليس حرٌ على عجزٍ بمعذورِ

- إِن لم َتَنلْ في مقامٍ ما تطالبُهُ

فأبلِ عُذراً بإِدلاجٍ وتهجيرِ

- لن يبلغَ المرءُ بالإِحجامِ هِمَّتَهُ

حتى يباشرَها منه بتغيرِ

- حتى يواصلَ في أنحاءِ مطلبِها

سهلاً بحزنٍ وإِنجاداً بتغويرِ

محمد بن عرفة

ص: 42

- غبْ عن بلادِكَ وارجُ حسنَ مغبة

إِن كنتَ حقاً تشتكي الإِقلالا

- فالبدرُ لم يُجحِفْ به إِدبارهُ

أن لا يسافرَ يطلبُ الإِقبالا

ابن رسيق القيرواني

ص: 43

- فألقَتْ عصاها واستقرَّ بها النوى

كما قَرَّ عيناً بالإِيابِ المسافرُ

راشد المسُّلَّمي

ص: 44

- الغربُ مستندٌ إِلى التدبيرِ

والشرقُ معتمدٌ على التقديرِ

- الغربُ قد أَخَذَ اللبابَ لنفسِهِ

والشرقُ لاهٍ أهلُهُ بقُشورِ

جميل صدقي الزهاوي

ص: 45

- حُبُّكَ الأوطلنَ عجزٌ ظاهرٌ

فاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بدلْ

- فبمكثِ الماءِ يبقى آسناً

وسُرَىْ البدرِ به البدرُ اكتملْ

ابن الوردي

ص: 46

- وفي الأرضِ منأىً للكريمِ عن الأذى

وفيها لمن خاف القِلَى متعزَّلُ

- لعمرُكَ ما في الأرضِ ضِيقٌ على امرئٍ

سرى راغباً أو راهباً وهو يعقلُ

الشنفرى

ص: 47

- تغربْ عن الأوطانِ في طلبِ العُلا

وسافرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ

- تفرجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ

وعلمٌ وأدابٌ وصحبةُ ماجدِ

الشافعي

ص: 48

- فإِن قيلَ في الأسفارِ ذلٌ ومحنةٌ

وقطعُ الفيافي وارتكابُ الشدائدِ

- فموتُ الفتى خيرٌ له من قيامِه

بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاسدِ

علي بن أبي طالب

ص: 49

- فلا تحسبي أن الغريبَ الذي نأىْ

ولكنَّ من تنأينَ عنه غريبُ

ابن الدمينة

ص: 50

- وقد طوَّفْتُ في الآفاقِ حتى

رَضْيتُ من الغنيمةِ بالإِيابِ

- أرانا مُوضِعينَ لأمرِ غَيْبٍ

ونسحرُ بالطعامِ وبالشرابِ

امرؤ القيس

ص: 51

- أرى غُرْبَةَ الإِنسانِ أختَ وفاتِه

ولو ينالَ فيها منتهى طلباتهِ

علي بن النضير

ص: 52

- فلا يشتري الدنيا ببلدتِه امرؤٌ

فليس عزيزاً في سوى عَرَصاتِه

- لقربُ الدار في الإِقتارِ خيرٌ

من العيشِ الموسَّعِ في اغترابِ

الأديب ابن عباد

ص: 53

- ومن يغتربْ يعرفْ مكانَ صديقِه

ومن يغزُ لا يعدمْ بلاءً من الدهرِ

- ولم أرَ ذا عُسْرٍ يدومُ ولا غنىً

وليس الغنى إِلا قريباً من الفَقْرِ

شاعر

ص: 54

- وطولُ مُقامِ المرءِ في الحَيِّ مخلقٌ

لديباجتيه فاغتربْ تتجددِ

- فإِني رأيتُ الشمسَ زيدَتْ محبةً

إِلى الناسِ أن ليست عليهِمْ بسرمَدِ

أبو تمام

ص: 55

- وارحمتا للغريبِ في البلدِ النا

زحِ (النازح) ماذا بنفسهِ صَنَعا؟

- فارقَ أحبابَه فما انتفعوا

بالعيشِ من بعدِه ولا انْتَفَعا

- كان عزيزاً بقربِ دارهمُ

حتى إِذا ما تباعَدُوا خَشَعا

- يقولُ في نأيِهِ وغربتهِ

عَدْلٌ منَ اللهِ كُلُّ ما صَنَعا

علي بن الجهم

ص: 56

- كيفَ باستقرارِ حرٍ شاحطٍ

ببلادٍ، ليس فيها متسعْ

سويد بن أبي كاهل

ص: 57

- إِن الغريبَ له مخافةُ سارقٍ

وخضوعُ مديونٍ وذلةُ موثقِ

- فإِذا تذكرَ أهلَه وبلادَه

ففؤادُه كجناح طيرٍ خافقِ

الشافعي

ص: 58

- إِن الغريبَ بحيثُ ما

حطَّتْ ركائبُهُ ذليلُ

- ويدُ الغريبِ قصيرةٌ

ولسانُهُ أبداً كليلُ

- والناسُ ينصرُ بعضُهم

بعضاً، وناصرُهُ قليلُ

محمد البصري

ص: 59

- في سعةِ الخافقينِ مضطربٌ

وفي بلادٍ من أختِها بَدَلُ

المتنبي

ص: 60

- فتجرَّعْ كأسَ التغربِ مراً

تستسغْ مطعمَ المآربِ حُلْوا

الدباغ

ص: 61

- وليست فرحةُ الأوباتِ إِلا

بموقفٍ على ترحِ الوداعِ

أبو تمام

ص: 62

- ومن يغتربْ يحسبْ عدواً صديقَه

ومن لا يكرمْ نفسَه لا يكرَّم

زهير

ص: 63

- وفي اضطرابِ الفتى نجحٌ لبغيتِه

وللمقديرِ إِسعادٌ وخِذلانٌ

- فاربأ بنفسِكَ عن تذلُّ بها

ولو أن حصاءَها درٌ ومرجانُ

محمد بن عثيمين

ص: 64

- إِنما الغُيَّابُ أفلاذُ الحِمَى

سلختْ عنه، وعادَتْ للحنايا

- رَجَعوا كالجندِ من معركةٍ

بادَ فيها جيشُهُمْ، إِلا بَقايا

- تَرَكوا الجرحى الأسارى خَلْفَهم

والضحايا، رَحِمَ اللهُ الضحايا

- ما سماتُ النصرِ في جبهتهمْ

غيرُ آثارِ حرابٍ وشظايا

- كُلُّ ما نالوه من غاراتهم

لا يوازي ما أضاعوا من مزايا

- رُبَّ كهلٍ عادَ منهوكَ القِوى

كان قبل البينِ طلَاّعَ الثنايا

- لم يجدْ من عهدِه في قومِه

باقياً غيرَ المخازي والشكايا

- أكلَ الدهرُ على أترابِه

فإِذا عفَّ فعن بعضِ النفايا

- اللذاذاتُ التي يشتاقُها

أصبحتْ في أرذلِ العمرِ رزايا

- والغواني إِن ترفقْنَ به

قلنَ، يا شيخ اجتنبْ بَرْدَ العشايا

- ولقد ينكرُه الأهلُ إِذا

لم تعرِّفْ بأهليه العَطَايا

جورج صيدح

ص: 65

- ربَّ غريبٍ ناصحِ الجيبِ

وابنِ أبٍ متهمِ الغيبِ

- وكُلُّ عيابٍ له منظرٌ

مشتملُ الثوبِ على العيبِ

ابن الأعرابي

ص: 66

- إِن نبا مَنْزِلٌ بحُرٍ

فمن مكانٍ إلى مكانِ

- لا يثبتُ الحُرُّ في مكانٍ

ينسبُ فيه إِلى الهوانِ

- الحُرُّ حُرٌ وإِن تَعَدَّتْ

عليه يوماً يدُ الزمانِ

ابن أبي حازم

ص: 67

- قوِّضْ خيامكَ عن أرضٍ تُهانُ بها

وجانبِ الذلَ إِن الذلَّ يُجْتَنَبُ

- وارحَلْ إِذا كان في الأوطانِ منقصةٌ

فالمندَلُ الرطبُ في أوطانِه حَطبُ

شكر العلوي

ص: 68

- ارحلْ بنفسِك عن أرضٍ تضامُ بها

ولا تكنْ بفراقِ الأهلِ في حُرَقِ

- من ذلَّ بين أهاليه ببلدتهِ

فالاغترابُ له من أَحسنِ الخلقِ

- الكحلُ نوعٌ من الأحجارِ مُنْطرِحاً

في أرضِه كالثرى يبدو على الطرقِ

- لما تغربَ نالَ العِزَّ أجمعهُ

وصارَ يُحْمَلُ بين الجفنِ والحدَقِ

الشافعي

ص: 69

- إِذا ما ضاقَ صدرُكَ من بلادٍ

ترحلْ طالباً أرضاً سِواها

- عجبتُ لمن يقيمُ بدارِ ذلٍ

وأرضً اللهِ متسعٌ فَضَاها

- فذاكَ من الرجالِ قليلُ عقلٍ

بليدٍ ليس يعلم ما طحاها

- فنفسَكَ فُزْ بها إِن خِفْتَ ضَيْماً

وخَلِّ الدارَ تَنْعى من بناها

- فإِنكَ واجدٌ أرضاً بأرضٍ

ونفسَكَ لم تجد نفساً سواها

أحمد فارس

ص: 70

- إِن الغريبَ ولو يكونُ ببلدةٍ

يُجْبى إِليه خراجُها لغريبُ

- وأقلُّ ما يلقى الغريبُ من الأذى

أن يستذلَّ وقولُهُ مكذوبُ

شاعر

ص: 71

- يزينُ الغريبَ إِذا ما اغتربْ

ثلاثٌ فمنهن حُسْنُ الأديبْ

- وثانيةٌ حُسنُ أخلاقِه

وثالثة اجتنابُ الرِّيَبْ

ابن سعيد المغربي

ص: 72

- سافرْ تجدْ عوضاً عمن تفارقَه

وانصبْ فإشن لذيذَ العيشِ في النصبِ

- ما في المقامِ لذي لبٍ وذي أدبٍ

معزةٌ فاتركِ الأوطانَ واغتربِ

- إِني رأيتُ وقوفَ الماءِ يفسدُه

إِن ساحَ طابَ وإِن لم يجرِ لم يطبِ

البحتري أو الشافعي أو عمارة اليميني

ص: 73

- إِن الغريبَ إِذا ينادي مُوْجَعاً

عندَ الشدائدِ كانَ غيرَ مجابِ

- فإِذا نظرتَ إِلى الغريبِ فكن به

متراحماً لتباعدِ الأحبابِ

شاعر

ص: 74

- غريبُ الدارِ ليس له صديقٌ

جميعُ سؤالِه: كيفَ الطريقُ؟

- تعلقَ بالسؤالِ بكُلِّ شيءٍ

كما يتعلقُ الرجلُ الغريقُ

شاعر

ص: 75

- قالوا أقمتَ وما رُزقتَ وإِنما

باليسرِ يكسب اللبيبُ ويرزقُ

- فأجبْتُهْم ماكُلُّ سيرٍ نافعاً

الحَظُّ ينفعُ لا الرحيلُ المطلقُ

- كم سفرةٍ نَفَعَتْ وأخرى مثلها

ضَرَّتُ ويكسبُ الحريصُ ويخفقُ

- كالبدرِ يكسبُ الكمالَ بسيرِه

وبه إِذا حُرِمَ السعادةَ يحمقُ

ابن الهباريه

ص: 76

- ما من غريبٍ وإِن أبدى تجلدَه

إِلا تذكرَ عندَ الغُرْبةِ الوطنا

شاعر

ص: 77

- إِن كنتَ تعلمُ الأرضَ واسعةٌ

فيها لغيرِكَ مرتادٌ ومرتحلُ

- فارحلْ فإِن بلادَ اللهِ ما خُلقتْ

إِلا ليسلكَ منها السهلُ والجبلُ

- إِن ضقَ بي بلدٌ هياله عوضاً

وإِن نأى منزلٌ بي كان لي بَدَلُ

- وإِن تَغيرَ لي عن وُدِّهِ رجلٌ

أصفى المودةَ لي من بعدِه رجلُ

- لم يقطعِ اللهُ لي من صاحبٍ أملاً

إِلا تجددَ لي من بعدِه أملُ

- لا تمتهنْ أبداً خَدَّيْكَ من طَمَعٍ

فما لوجهِكَ نورٌ حين يبتذلُ

- وابغِ المكاسبَ من أزكى مطالبِها

من حيث تُحملُ حتى ينفذَ الأجلُ

كعب بن مالك

ص: 78

- وإن اغترابَ المرءِ من غير فاقةٍ

ولا حاجةٍ يسمو لها لعَجيبُ

- فحسبُ افتى ذلاً أدركَ الغنى

ونالَ ثراءً أن يقالَ غريبُ

منصور الحلبي

ص: 79

- بلادُ اللهِ واسعةٌ فَضاها

ورزقُ اللهِ في الدنيا فسيحُ

- فقُلْ للقاعدين على هوانٍ

إِذا ضاقَتْ بكم أرضٌ فسيحوا

شداد بن ابراهيم الجزري

ص: 80

- إِن تَرْمِكَ الغربةُ في معشرٍ

قد جُبِلَ الطبعُ على بغضهمْ

- فدارِهمْ ما دمتَ في دارِهمْ

وأَرْضِهم ما دمتُ في أَرْضِهم

محمد الجذامي

ص: 81

- قالوا: اغتربْ عن بلادٍ كنت تألفُها

إِن ضاقَ رزقٌ تجدْ في الأرضِ منتزحا

- قلت: انظروا الريقَ في الأفواهِ مختزناً

عَذْباً فإِن بانَ عنها صار مطَّرحا

ابن الدهان

ص: 82

- وَيْحَ الغريبِ على الأشواكِ مَضْجَعُهُ

وخبزهُ من عجينِ الهَمِّ والنصبِ

- يعيشُ عن ربعِه بالجسمِ مغترباً

وقلبُه وهواه غيرُ مغتربٍ

- يستقبلُ الليلَ لا تغفُو هواجسُهُ

ويوقظُ الفجرَ في جيشٍ من الكَربِ

- موزعُ الروحِ إِحساساً وعاطفةً

مقسمُ الفكرِ في بُعْدٍ وفي قربِ

زكي قنصل

ص: 83

- باتتْ تَصُدُّ عن النوى

وتقولُ كَم تَتَغَرَّبُ

- إِن الحياةَ مع القنا

عةِ (القناعة) للْمُقامُ الأطيبُ

- فأحبَبْتُها يا هذهِ

غيري بقولِكِ خُلَّبُ

- إِن الكريمَ مفارقٌ

أوطانَهُ إذا يُجذبُ

- والبدرُ حين يشينُهُ

نقصانُه يتغيَّبُ

ابن النطروني

ص: 84

- وما غائبٌ من كان يُرْجَى إِيابهُ

ولكنه من ضُمَّنَ اللحدَ غائبُ

أبو حية النميري

ص: 85

- يا غريبَ الدارِ عن وطنِهْ

مغرداً يبكي على شَجَنِهْ

- كلما جد البكاءُ به

دبَّتِ الأسقامُ في بدنِهْ

- إِذا لم تنلُ هِمَمَ الأكرمينَ

وَسَعْيَهَمْ وادعاً فاغتَربْ

- فكم دعةٍ أتعبتْ أهلَها

وكم راحةٍ نتجتْ من تَعَبْ

العباس بن الأحنف أو علي الأصغر أو بن الأمنجم

ص: 86

- إِذا أذنَتْ لكَ الدولُ

تذكِّرْ كيفَ تنتقلُ

- فلو سَمَحَتْ بها الأيا

مُ (الأيام) لم يسمحْ بها الأَجَلُ

ظافر الحداد

ص: 87

- اصبرْ على الدهرِ لا تَغْضَبْ على أحدٍ

فلا ترى غيرَ ما في الدهرِ مخطوطُ

- ولا تقيمن بدارٍ لا انتفاعَ بها

فالأرضُ واسعةٌ والرزقُ مبسوطُ

علي بن أبي طالب

ص: 88

- العينُ بعدَ فراقِها الوطنا

لا ساكِنا ألِفَتْ ولا سَكَنا

- ليت الذينَ أحِبُّهُمْ علموُا

وهم هنالِكَ ما لقيتُ هُنا

- إِن الغريبَ مُعَذبٌ أبداً

إِن حَلَّ لم ينعمْ وإِن ظَعنا

خير الدين الزركلي

ص: 89

- الزمْ مكانكَ فالتغربُ ذِلَّةٌ

لو لم تَنَلْ غيرَ القرارِ نجاحا

- فإِذا أرادَ اللهُ مهلِكَ نملةٍ

هيا لها كيما تطيرُ جناحا

ابن خاتمة الأندلسي

ص: 90

- إِذا طالَ الطريقُ عليكَ يوماً

وضقْتَ به ولم تُطِقِ المسيرا

- فشدَّ من الحديثِ له جياداً

تكادُ من الفروهةِ أن تطيرا

حفني ناصيف

ص: 91

- ليسَ ارتحالُكَ ترتادُ الغِنَى سَفَراً

بل المقامُ على خسفٍ هو السَّفَرُ

ابن عباد

ص: 92

- فواصلِ الرحلةَ نحو الغِنى

فالسيفُ لا يقطعُ في غِمْدِه

ابن عسقلان

ص: 93

- إِذا ما طلبتَ الأرضَ ثم تباعَدَتْ

عليكَ فضعْ كورَ المطيةِ وانزلِ

- وإِن كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أهلُها

ولم تكُ مكبولاً بها فتحوَّلِ

- وإِن كنتَ ذا مالٍ قليلٍ فلا تكنْ

لزوماً لقعرِ البيتِ ما لم تموَّلِ

هبنقة القيسي

ص: 94

- سافرْ إِذا ما شئتَ قَدْراً

سارَ الهلالُ فصارَ بدرا

- والماءُ يكسبُ ما جرى

طيباً ويخبثُ ما استقرا

الأعز ابن قلاقس

ص: 95

- إِذا ترَحلْتَ عن قومٍ وقد قَدَروا

ألا تفارقهم فالراحلونَ همُ

المتنبي

ص: 96

- مثواكَ عزُّكَ فاحذرْ أن تفارقَه

فعزةٌ واغترابٌ قلما اتفقا

- أما ترى الشَّعْرَ فوقَ الرأسِ مُحْترما

فإِن يزُلْ عنه أضحى في الترابِ لقىً

ابن خاتمة الأندلسي

ص: 97

- ولا تهابنَّ أسفاراً وإِن بَعُدَت

إن هابَها عاجزٌ في عُودِه قصفُ

- قد يرجِعُ المرءُ لا تَرْجَى سلامتُه

وقد يصيبُ طويلَ القعدةِ التلفُ

عبد الله بن المخارق

ص: 98

- جُلْ في بلادِ اللهِ نحوَ العُلا

ولتجتنبْ أهلاً وأوطانا

- فيبدقُ الشطرنجِ من فورِهِ

يعودُ بالتَّجوْالِ فرزانا

ابن خاتمة الأندلسي

ص: 99

- لا بدَّ للسائحِ من أن يرى

ما لم يكن يخطرُ في فكرهِ

حفني ناصف

ص: 100

- لكم أخطأ المأوى غريبٌ مسافرٌ

لأجلِ اختصارِ الدرب تاهَ عن الدربِ

- فدرْ في هضابِ المجدِ تأمنْ عثارَها

وتبلغْ وشكياً المرتقى الصَّعْبِ

القروي

ص: 101

- تغربْ وابغِ في الأسفارِ رِزْقاً

لتفتحَ بالتغربِ بابَ نجحِ

- فلنْ تجدَ الثراءَ بغيرِ سَعْيٍ

وهل يوري الزنادُ بغيرِ قِدْحِ؟

صفي الدين الحلبي

ص: 102

- وكلُ مسافرٍ يزادُ شَوْقاً

إِذا وَنَتِ الديارُ عن الديارِ

اسحاق الموصلي

ص: 103

- تغرَّبْ على اسمِ اللهِ والتمسِ الغنى

وسافرْ، ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ

- تفرجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ

وعلمٌ وآدابٌ ورِفْقةُ ماجدِ

- فإن قيلَ في الأسفارِ ذُلٌ وغربةٌ

وتشتيتُ شَمْلٍ وارتكاب شدائدِ

- فللموتُ خيرٌ للفتى مُقامهِ

بدارِ هوانٍ بين ضِدٍ وحاسدِ

ابن وكيع التنيسي

ص: 104

- وباكيةٍ للبينِ قلتُ لها اصْبري

فللموتُ خيرٌ من حياةٍ على عُسْرِ

- سأكسبُ مالاً أو أموتَ ببلدةٍ

يقلُّ بها فيضُ الدموعِ على قَبْري

شاعر

ص: 105

- إِن خانكَ الدهرُ فكنْ عائذاً

بالبيدِ والظلماءِ والعيسِ

أبو بكر

ص: 106

- ولا تكنْ عبدَ المنى فالمنى

رُؤُوسُ أموالِ المفاليسِ

محمد الخالدي

ص: 107

- مثَلُ الفتى عندَ التغربِ والنوى

مثلُ الشرارةِ إِن تفارقَ نارَها

- إِن صادفتْ أرضاً أرتكَ خمودَها

أو وافقَتْ أكلاً أَرتْكَ مَنَارَها

المعري

ص: 108

- إِن قلَّ نفعُكَ في أرضٍ حَلَلْتَ بها

سافرْ لتدركَ قصداً أو ترى أملا

- فالبيضُ لو لازمتْ أغمادَها صَدِئَتْ

والشمسُ لو لم تسر ما حلتِ الحملا

صفي الدين الحلي

ص: 109

- ماذا رجاؤكَ غائباً

من لا يَسُرُّكَ شاهدا

- وإِذا دنوتَ يزيدُه

منك الدُّنُوُّ تَباعُدا

عبد الله الأنصاري

ص: 110