الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الرد على المرجئة]
58-
ولا نقول (1) لا يضر مع الإيمان ذنب
لمن عمله (2) .
(1)
…
قوله ولا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله.. إلخ مراده بهذا الكلام الرد على المرجئة القائلين لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا تنفع مع الكفر طاعة فهؤلاء في طرف والخوارج في طرف؛ فإنهم يقولون بكفر المسلم بكل ذنب أو بكل ذنب كبير، وكذلك المعتزلة الذين يقولون يحبط إيمانه كله بالكبيرة فلا يبقى معه شيء من الإيمان لكن الخوارج يقولون يخرج من الإيمان ويدخل في الكفر. والمعتزلة يقولون يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر، وهذه المقالة الخاطئة هي المنزلة بين المنزلتين التي هي خاصة مذهب المعتزلة، وبقولهم بخروجه من الإيمان أوجبوا له الخلود في النار.
(تنبيه) كنت أقرأ في كتب المقالات واختلاف الناس في المعتقدات فأقف على غلو المعتزلة في عقائدهم فأرجع إلى كتب التراجم وأبحث عن تراجم أكابر شيوخهم فأجد فيها الأمر المنكر العجيب من التلاعب في الدين وإنتهاك حرماته فصح عندي أن ذلك
=
…
من شؤم عقائدهم وفساد نحلتهم؛ ومن قرأ ترجمة النظام وأبي الهذيل العلاف والماجن الجاحظ عرف ذلك. نسأل الله السلامة (م)
(2)
…
وذلك لأنه من قول المرجئة المؤدي إلى التكذيب بآيات الوعيد وأحاديثه الواردة في حق العصاة من هذه الأمة، وأن طوائف منهم يدخلون النار، ثم يخرجون منها بالشفاعة أو بغيرها. (ن)
59-
ونرجوا للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة (1)
(1) أ) قوله ولا نشهد لهم بالجنة: اعلم أن الذي عليه أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لأحد مات من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله وأخبر عنه بذلك ولكنهم يرجون للمحسن ويخافون على المسيء وبهذا تعلم ما عليه كثير من الناس إذا ذكروا عالماً أو أميراً أو ملكاً أو غيرهم قالوا: المغفور له أو ساكن الجنان، وأنكى من ذلك قولهم: نقل إلى الرفيق الأعلى ولا شك أن هذا قول على الله بلا علم، والقول على الله بلا علم عديل الشرك كما قال تعالى {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] وأما المشرك فنشهد له بالنار لأن الله قال: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة:72] . (م)(ن)
ب) مراده رحمه الله إلا من شهدله الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالجنة كالعشرة ونحوهم كما يأتي ذلك في آخر كلامه. مع العلم بأن من عقيدة أهل السنة والجماعة الشهادة للمؤمنين والمتقين على العموم بأنهم من أهل الجنة وأن الكفار والمشركين والمنافقين من أهل النار كما دلت على ذلك الآيات الكريمات والسنة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن ذلك قوله سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} [الطور:17] وقوله عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} [التوبة:72] في آيات كثيرات تدل على هذا المعنى وقوله سبحانه في الكفار: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [فاطر:36] وقوله سبحانه: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} [النساء:145] في آيات أخرى تدل على هذا المعنى وبالله التوفيق. (ز)