المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[وجوب طاعة الأئمة والولاة] - التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية

[محمد بن عبد العزيز المانع]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌[مقدمة المصنف]

- ‌[الإيمان بالله تعالى]

- ‌[الإيمان بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الإيمان بالقرآن الكريم]

- ‌[وصف الله بمعنى من معاني البشر]

- ‌[رؤية الله حق]

- ‌[التسليم والاستسلام]

- ‌[الرد على المشبهة]

- ‌[الإيمان بالإسراء والمعراج]

- ‌[الإيمان بالحوض والشفاعة والميثاق]

- ‌[الإيمان بعلم الله]

- ‌[أفعال العباد]

- ‌[الأعمال بالخواتيم]

- ‌[الإيمان بالقضاء والقدر]

- ‌[الإيمان باللوح والقلم]

- ‌[الإيمان بالعرش والكرسي]

- ‌[إثبات الكلام لله تعالى]

- ‌[الإيمان بالملائكة والنبيين والكتب السماوية]

- ‌[حرمة الخوض في ذات الله والجدال في دين الله وقرآنه]

- ‌[عدم تكفير أهل القبلة بذنب]

- ‌[الرد على المرجئة]

- ‌[الأمن والإياس]

- ‌[تعريف الإيمان]

- ‌[أركان الإيمان]

- ‌[أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون في النار]

- ‌[وجوب طاعة الأئمة والولاة]

- ‌[اتباع أهل السنة والجماعة]

- ‌[وجوب الحج والجهاد إلى يوم القيامة]

- ‌[الإيمان بالملائكة والبرزخ]

- ‌[الإيمان بيوم القيامة وما فيه من المشاهد]

- ‌[الإيمان بالجنة والنار]

- ‌[أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد]

- ‌[التكليف بما يطاق]

- ‌[الله هو الغني ونحن الفقراء إليه]

- ‌[حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الأنبياء أفضل من الأولياء]

- ‌[الإيمان بأشراط الساعة]

- ‌[إن الدين عند الله الإسلام]

- ‌[وسطية الدين]

- ‌[هذا ديننا]

- ‌[المذاهب الردية]

الفصل: ‌[وجوب طاعة الأئمة والولاة]

((مؤمنين)) (1) وهم في مشيئته وحكمه، إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله، كما ذكر عز وجل في كتابه:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِك (2) َ لِمَنْ يَشَاء} [النساء:48، 116] وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته، وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته (3) ، ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته، الذين خابوا من هدايته، ولم ينالوا من ولايته. اللهم يا ولي الإسلام وأهله، ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به (4) .

[وجوب طاعة الأئمة والولاة]

69-

ونرى الصلاة خلف كل بر (5)

(1)

زيادة من مخطوطة (أ، ب، غ) . وهي زيادة هامة لم تثبت في بعض النسخ ومنها نسخة الشارح فقد قال: ((وقوله: (عارفين)، لو قال: مؤمنين، بدل (عارفين) كان أولى، لأن من عرف الله ولم يؤمن به فهو كافر، وإنما اكتفى بالمعرفة وحدها الجهم وقوله مردود باطل

)) (ن)

(2)

يعني الشرك وهو الكفر، ولا فرق بينهما شرعاً فكل كفر شرك وكل شرك كفر. كما يدل عليه محاورة المؤمن للكافر صاحب الجنتين المذكورة في سورة (الكهف) . فتنبه لهذا فإنه به يزول عنك كثير من الإشكالات والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. (ن)

(3)

وقوله: بأن الله مولى أهل معرفته يقال فيه ما تقدم من التحرير والبيان. (م)

(4)

هذا الدعاء ورد مرفوعاً وهو مخرج في ((الصحيحة)) (1823) كما كنت ذكرت في ((تخريج الشرح)) لكن وقع هناك (1833) وهو خطأ مطبعي فاقتضى التصحيح. (ن)

(5)

قوله: ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر مراده بذلك الرد على الرافضة وقد اختلف العلماء رحمهم الله في صحة الصلاة خلف الفاسق فذهب الشافعي وأبوحنيفة إلى صحتها مع الكراهة. وذهب أحمد ومالك إلى عدم الصحة والفاسق هو الذي ارتكب الكبيرة وأصر على الصغيرة ولا فرق في صحة الصلاة خلف الفاسق عند الإمام أحمد بين أن يكون فسقه من حيث الاعتقاد أو العمل، وعند الإمام أحمد تصح خلف كل بر وفاجر

=

صلاة الجمعة والعيد إذا تعذر فعلهما خلف غيره وأما سائر الصلوات فلا تصح خلف الفاسق على المذهب لقوله عليه السلام (اجعلوا أئمتكم خياركم) وقوله: (ولا يؤم

فاجر مؤمناً) ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية. وأما احتجاج المعارض بقوله تجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر فهذا حديث لم يثبت وقد بسط الكلام على هذه المسألة في باب الإمامة من كتب الفقه (م)

ص: 40

وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم (1) .

70-

ولا ننزل أحداً منهم جنة (2)

(1)

والدليل على ذلك جريان عمل الصحابة عليه، على ما تراه مبيناً في ((الشرح)) وكفى بهم حجة، ومعهم مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الأئمة:((يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم)) أخرجه البخاري وأحمد وأبو يعلى. وفي الصلاة على من مات منهم أدلة أخرى، تراها في ((أحكام الجنائز)) (ص79) وأما حديث ((صلوا خلف كل بر وفاجر، وصلوا على كل بر وفاجر

)) فهو ضعيف الإسناد كما أشرت إليه في ((الشرح)) وبينته في ((ضعيف أبي داود)) (97) و ((الإرواء)) (520) ولا دليل على عدم صحة الصلاة وراء الفاسق، وحديث ((اجعلوا أئمتكم خياركم)) إسناده ضعيف جداً كما حققته في ((الضعيفة)) (1822) ولو صح فلا دليل فيه إلا على وجوب جعل الأئمة من الأخيار، وهذا شيء، وبطلان الصلاة وراء الفاسق شيء آخر، لا سيما إذا كان مفروضاً من الحاكم. نعم لو صح حديث ((..ولا يَؤْمُّ فاجر مؤمناً..)) لكان ظاهر الدلالة على بطلان إمامته ولكنه لا يصح أيضاً من قبل إسناده كما بينته في أول ((الجمعة)) من ((الإرواء)) (رقم 591) . (ن)

(2)

إلا العشرة المبشرين بالجنة، وعبد الله بن سلام وغيرهم فإنا نشهد لهم بالجنة على شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد صرح المصنف رحمه الله بذلك في الفقرة (95) ، ومن ضلال بعض الكتّاب اليوم وجهلهم غمزهم لعبد الله بن سلام بيهوديته قبل إسلامه، مع شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة كما في ((صحيح البخاري)) وليت شعري أي فرق بين من كان يهودياً

فأسلم، وبين من كان وثنياً وأسلم لولا العصبية القومية الجاهلية. بلى هناك فرق، فقد جاء في ((الصحيحين)) قوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لهم أجرهم مرتين

)) فذكر منهم ((ورجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه)) . فهذا له أجران دون الوثني إذا أسلم، فله أجر واحد. (ن)

ص: 41

ولا ناراً، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى.

71-

ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا من وجب عليه السيف.

72-

ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا (1)

(1)

قد ذكر الشارح في ذلك أحاديث كثيرة تراها مخرجة في كتابه، ثم قال: ((وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل. قال تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام:129] فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم.

قلت: وفي هذا بيان لطريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم ((من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)) وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح، تحقيقاً لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]، وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله:((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم لكم على أرضكم)) . وليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس، وهو الثورة بالسلاح على الحكام. بواسطة الإنقلابات العسكرية، فإنها مع كونها من بدع العصر الحاضر، فهي مخالفة لنصوص الشريعة التي منها الأمر بتغيير ما بالأنفس، وكذلك فلا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40] (ن)

ص: 42

، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل

فريضة (1) ، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة.

(1)

ومن الواضح أن ذلك خاص بالمسلمين منهم لقوله تعالى {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] وأما الكفار المستعمرون فلا طاعة لهم، بل يجب

=

الاستعداد التام مادة ومعنى لطردهم، وتطهير البلاد من رجسهم. وأما تأويل قوله تعالى {منكم} أي فيكم! فبدعة قاديانية ودسيسة إنكليزية، ليضلوا المسلمين، ويحملوهم على الطاعة للكفار المستعمرين، طهر الله بلاد المسلمين منهم أجمعين. (ن)

ص: 43