المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثالث والتسعون: ثناء الناس عليه - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - جـ ٣

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثالث

- ‌الباب الثامن والستون: صدقاته ووقفه وعتقه

- ‌الباب التاسع والستون: نبذ من مسائل إختارها

- ‌الباب السبعون: كلامه في أصول الدين

- ‌الباب الحادي والسبعون: من روى عنه

- ‌الباب الثاني والسبعون: مقالة من فضله على أبي بكر وردها

- ‌الباب الثالث والسبعون: قوله عليه السلام: "كان فيمن كان قبلكم مُحَدَّثُون، وإن يكن في أمتي منهم أحدٌ فَعُمَرُ

- ‌الباب الرابع والسبعون: قوله عليه السلام: "ما طلعت الشّمس على رجل خير من عمر

- ‌الباب الخامس والسبعون: قوله عليه السلام: "لو كان بعدي نبيّ لكان عمر

- ‌الباب السادس والسبعون: طلبه الشهادة وحبه لها

- ‌الباب السابع والسبعون: طلبه الموت خوفا من عجزه عن الرعية

- ‌الباب الثامن والسبعون: نعي الجن له

- ‌الباب التاسع والسبعون: مقتله

- ‌الباب الثمانون: وصاياه ونيه عن الندب

- ‌الباب الحادي والثمانون: إظهاره الذل عند موته

- ‌الباب الثاني والثمانون: تاريخ موته ومبلغ سنه

- ‌الباب الثالث والثمانون: غسله والصلاة عليه ودفنه

- ‌الباب الرابع والثمانون: بكاء الإسلام على موته

- ‌الباب الخامس والثمانون: عظم فقده عند الناس

- ‌الباب السادس والثمانون: نوح الجن عليه

- ‌الباب السابع والثمانون: تعظيم عائشة له بعد دفنهم

- ‌الباب الثامن والثمانون: كلام علي فيه

- ‌الباب التاسع والثمانون: المنامات التي رآها

- ‌الباب التسعون: المنامات التي رُئيت له

- ‌الباب الحادي والتسعون: أولاده وأزواجه

- ‌الباب الثاني والتسعون: ضربه لولده على شرب الخمر

- ‌الباب الثالث والتسعون: ثناء الناس عليه

- ‌الباب الرابع والتسعون: محبته وثوابها

- ‌الباب الخامس والتسعون: عداوته وعقابها

- ‌الباب السادس والتسعون: أنه من أعلى أهل الجنة منزلة

- ‌الباب السابع والتسعون: أنه أول من تنشق عنه الأرض

- ‌الباب الثامن والتسعون: أنه لم يبل في قبره

- ‌الباب التاسع والتسعون: رؤيته في النوم

- ‌الباب المئة: نبذ متفرقة عنه

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌الباب الثالث والتسعون: ثناء الناس عليه

‌الباب الثالث والتسعون: ثناء الناس عليه

الباب الثالث والتسعون: في ذكر ثناء الناس عليه

في صحيح البخاري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "سألني ابن عمر عن بعض شأنه" - يعني: [عمر] 1 - فأخبرته. فقال: "ما رأيت أحداً قطّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجدّ وأجودَ، حتى انتهى، من عمر بن الخطّاب"2.

وسبق أنه قيل لأبي بكر عند عهده إلى عمر: "ماذا تقول لربك وقد ولّيتَ علينا عمر؟ "، فقال:"أقول ولّيت عليهم خير أهلك"3. / [132 / ب] .

وقالوا: "ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ "، قال:"بل هو لو كان قَبِلَ"، ونحو ذلك مما تقدم4.

وعن ابن سيرين قال: "كتب عمر إلى أبي موسى: إذا جاءك كتابي، فأعطِ الناس أعطياتهم، واحمل إليّ ما بقي مع زياد"5. ففعل. فلما كان عثمان كتب إلى أبي موسى بمثل ذلك، ففعل، فجاء زياد بما معه، فوضعه بين يدي عثمان، فجاء ابن عثمان فأخذ شيئاً نرى أنه من فضة فمضى بها، فبكى زياد، فقال عثمان:"ما يبكيك؟ "، قال: "أتيت6 أمير المؤمنين بمثل ما أتيك به، فجاء ابن له فأخذ درهماً، فأمر به فانتزع منه، حتى أبكى الغلام7،

1 سقط من الأصل.

2 سبق تخريجه ص 926.

3 سبق تخريجه ص 335.

4 سبق تخريجه ص 304.

5 ابن أبيه.

6 مطموس في الأصل، سوى (أتيـ) .

7 مطموس في الأصل، سوى (الغلا) .

ص: 902

وإن ابنك هذا جاء فأخذ هذه، فلم أرَ أحداً قال له شيئاً، فقال له عثمان:"إن عمر كان يمنع أهله1 وأقرباءه ابتغاء وجه الله تعالى، وإني أعطي أهلي وأقربائي ابتغاء وجه الله تعالى، ولن تلقى مثل عمر، ولن تلقى مثل عمر، ولن تلقى مثل عمر"2.

وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: قيل لعثمان رضي الله عنه: "ألا تكون مثل عمر؟ "، قال:"لا أستطيع أن أكون مثل لقمان الحكيم"3.

روي عن سعيد بن زيد أنه بكى4 عند موت عمر، فقيل له:"ما يبكيك؟ "، فقال:"على الإسلام، إن موت عمر ثَلَمَ الإسلامَ لا ترتق إلى يوم5 القيامة"6.

وعن زيد بن وهب قال: "أتينا عبد الله بن مسعود، فذكر عمر، فبكى حتى ابتلّ الحصى من دموعه7، وقال: "إن عمر كان حصناً حصيناً للإسلام يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلما مات عمر انْثَلَم الحصن8 فالناس يخرجون من الإسلام"9.

1 مطموس في الأصل، سوى (أها) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 243، 244، بدون إسناد.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 244، بدون إسناد.

4 مطموس في الأصل، سوى (بكـ) .

5 مطموس في الأصل، سوى (يو) .

6 ابن سعد: الطبقات3/372، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبوبكر وعمر) ص 387، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ13/ق190، وفيه الواقدي.

7 مطموس في الأصل، سوى (دمـ) .

8 مطموس في الأصل، سوى (الحـ) .

9 عبد الرزاق: المصنف 7/289، وإسناده صحيح. وابن سعد: الطبقات 3/371، وابن أبي شيبة: المصنف 12/23، 34، والطبراني: المعجم الكبير 9/176، والهيثمي: مجمع الزوائد 9/77، وقال:"رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدهما رجال الصحيح".

ص: 903

وعن أبي وائل قال: "قدم علينا عبد الله بن مسعود فنعى إلينا عمر، فلم أرَ يوماًكان أكثر باكياًولاحزيناً منه، ثم قال: "والله لو أعْلَم عمركان1 يُحِبُّ كلباً لأحببته، والله إني لأحسب العِضَاة قد وجدت فقد عمر"2.

وعنه قال: قال عبد الله مسعود رضي الله عنه: "والله ما أحسب شيئاً إلا وقد دخل عليه فَقْدُ عمر حتى العِضَاة، ولو علمت أن كلباً يحب عمر لكان من أحب الكلاب إليّ"3.

وعن أبي وائل عن عبد الله قال: "ما رأيت عمر قطّ إلاّ وكأن بين عينيه ملكاً يسدّده"4.

وعنه قال: قال عبد الله: "لو أن علم عمر بن الخطّاب وضع في كفّة الميزان، ووضع علم الأرض في كفّة لرجح علم عمر"5.

1 في الأصل: (كان عمر) ، وهو تحريف.

2 ابن سعد: الطبقات 3/372، وإسناده حسن. ومن طريقه وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 190.

3 ابن سعد: الطبقات 3/372، وإسناده حسن. ومن طريقه وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 190، وإسناده حسن. والطبراني: المعجم الكبير9/18، بنحوه عن زر عن عبد الله بن مسعود. قال الهيثمي: مجمع الزوائد 9/78: "رواه الطبراني من طرق، وفي بعضها عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث، وبقية رجالهما رجال الصحيح، وبعضها منقطع الإسناد، ورجالهما ثقات".

4 ابن أبي شيبة: المصنف 12/25، وإسناده صحيح. عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/247، وإسناده ضعيف، لأجل محمّد بن سلمة بن كهيل، قال ابن سعد:"كان ضعيفاً". وقال الجوزجاني: "ذاهب الحديث واهي الحديث". (الطبقات 6/380، ميزان الاعتدال 3/568) .

5 ابن أبي شيبة: المصنف 12/32، وإسناده صحيح. والطبراني: المعجم الكبير9/179، والحاكم: المستدرك 3/86، والهيثمي: مجمع الزوائد 9/69، وقال:"رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح، غير أسد بن موسى، وهو ثقة".

ص: 904

وعن إبراهيم1 عن عبد الله أنه قال: "إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم"2.

وعن ابن وهب قال: قال عبد الله: "اقرأ كما أقرأك3 عمر، إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله4، وأفقهنا في دين الله"5.

وعن زرّ قال: "كان عبد الله يخطب - وهو ابن مسعود - يقول: "إني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدّده ويقومه، وإني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثاً فيرده"6.

وعن ابن مسعود قال: "كان إسلام عمر فتحاً وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمة"7.

1 إبراهيم النخعي.

2 الطبراني: المعجم الكبير 9/179، 180، وإسناده صحيح. والهيثمي: مجمع الزوائد 9/69، وقال:"رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح، غير أسد بن موسى، وهو ثقة".

3 في الأصل: (كما يقرااك) ، وهو تحريف.

4 لفظ الجلالة مطموس في الأصل.

5 عبد الرزاق: المصنف 7/289، وإسناده صحيح. وابن أبي شيبة: المصنف 12/26، والطبراني: المعجم الكبير 9/177، وابن الجوزي: مناقب ص 247.

6 عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1/80، 81، وإسناده حسن. في إسناده عاصم بن أبي النجود، والطبراني: المعجم الكبير 9/181، من طرق في بعضها عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث، وبقية رجالها رجال الصحيح، وبعضها منقطع الإسناد. ورجالها ثقات. قاله الهيثمي: مجمع الزوائد 9/78.

7 الطبراني: المعجم الكبير 9/178، وإسناده ضعيف، لانقطاعه بين القاسم بن عبد الرحمن وابن مسعود. والهيثمي: مجمع الزوائد 9/63، وقال:"رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن القاسم لم يدرك جدّه ابن مسعود".

ص: 905

وعن أنس بن مالك قال: قال أبو طلحة الأنصاري: "والله ما من أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخل عليهم في موت عمر نقص في دينهم وفي دنياهم"1.

وقال حذيفة: "إنما كان مثل الإسلام أيام عمر مثل أمر مقبل لم يزل في إقبال، فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار"2.

عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: "بينما عمرو بن العاص يوماً يسير أمام ركبه، هو يحدّث نفسه، إذ قال: "لله درّ ابن حنتمة3 / [133 / أ] ، أي امرئ كان "يعني بذلك عمر بن الخطّاب رضي الله عنه"4.

وعن عزرة بن قيس البجلي5 قال: "خطبنا خالد بن الوليد فقال: "إن عمر بعثني إلى الشام، وهو لهم مهم، فلما ألقى الشام نوايبه، وصار سمناً وعسلاً أراد أن يؤثر به غيري، ويبعثني إلى الهند، فقال رجل إلى جانبه:"اصبر، اصبر أيها الأمير، فإن الفتن قد ظهرت". فقال خالد: "وابن الخطاب حيّ! إنما

1 ابن سعد: الطبقات 3/374، وابن أبي شيبة: المصنف 12/25، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 190، وفي إسناده عبد الملك بن عمير، وقد عنعن. ذكره الحافظ بالمرتبة الثالثة من المدلسين. (تعريف أهل التدليس ص 96) . وأبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 177، وابن الجوزي: مناقب ص 248.

2 ابن سعد: الطبقات 3/373، وإسناده صحيح. وابن شبه: تاريخ المدينة 3/943، والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 388، وابن الجوزي: مناقب ص 248.

3 مطموس في الأصل، سوى (حنتمـ) . وهي حنتمة بنت هاشم المخزومية أم عمر ابن الخطاب. (الإصابة 4/279) .

4 أحمد: فضائل الصحابة 1/326، ومن طريقه الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 13/32، وإسناده ضعيف لانقطاعه. لأن سعد بن إبراهيم الزهري لم يدرك عمرو ابن العاص. وابن الجوزي: مناقب ص 248.

5 في الأصل: (عروة) ، وهو تحريف. وهو عزرة بن قيس البجلي، روى عن خالد ابن الوليد، روى عنه أبو وائل سمعت أبي يقول ذلك. (الجرح والتعديل 9/21، الثقات 5/279) .

ص: 906

ذلك بعد"1.

وعن عبد الله بن سارية2 قال: "جاء عبد الله بن سلام3 بعدما صُلِّي على عمر رضي الله عنه فقال: إن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه، فلن تسبقوني بالثناء عليه، ثم قام، فقال: نِعمَ أخو الإسلام كنتَ يا عمر جواداً بالحقّ، بخيلاً بالباطل، ترضى من الرضى، وتسخط من السخط، لم تكن مداحاً ولا معياباً، طيب العَرْف4، عفيف الطرف"5.

وعن طارق بن شهاب قال: "قالت أم أيمن يوم أصيب عمر رضي الله عنه: "اليوم وهى الإسلام"6.

وعن [عمر بن] 7 سليمان بن أبي حَثْمَة8 عن أبيه9 قال: قالت الشفاء

1 ابن أبي شيبة: المصنف 13/38، 39، وفي عزرة بن قيس لم يوثّقه غير ابن حبان. وابن الجوزي: مناقب ص 248، 249.

2 في تاريخ المدينة: (بن أبي سارية) ، ولم أجد له ترجمة.

3 الإسرائيلي: حليف بني الخزرج، صحابي مشهور، له أحاديث وفضل، توفي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. (التقريب ص 307) .

4 العَرْف: الريح طيبة كانت أو خبيثة. (لسان العرب 9/240) .

5 ابن سعد: الطبقات 3/369، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 385، وإسناده ضعيف لإبهام رواته عن عبد الله بن سلام. وابن شبه: تاريخ المدينة 3/939، 940، بإسنادين: الأوّل: منقطع بين عون بن أبي شداد وعبد الله بن سلام.

والثاني: فيه عبد الله بن سارية، ولم أجد له ترجمة. وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 189، وفيه عبد الله بن سارية. وابن الجوزي: مناقب ص 249.

6 سبق تخريجه ص 848.

7 سقط من الأصل.

8 لم أجد له ترجمة.

9 سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة العدوي له صحبة، كان من فضلاء المسلمين وصالحهم، واستعمله عمر على السوق، وجمع الناس عليه في رمضان. (الثقات 3/160، الإصابة 3/159) .

ص: 907

بنت عبد الله، ورأت فتياناً يقصدون1 في المشي، ويتكلمون رويداً فقالت:"ما هؤلاء؟ "، قالوا:"نُسَّاكٌ"، قالت:"كان والله عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو الناسك حقّاً"2.

وعن [ابن] 3 أبي حازم4 عن أبيه، قال:"سئل عليّ بن الحسين عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومنزلتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "كمنزلتهما اليوم، وهما ضجيعاه"5.

وقال عبد الرحمن بن غَنْم يوم مات - رحمة الله عليه -: "اليوم أصبح الإسلام مولياً ما من رجُلٍ بأرض فلاة يطلُبُهُ العدوّ فأتاه آتٍ، فقال: خذ حذرك، بأشد فراراً من الإسلام اليوم"6.

وعن عبد الله بن إدريس7 قال: "سمعت أشعث8 يقول: "إذا اختلف

1 قصد فلانٌ في مشيه: إذا مشى مستوياً. (لسان العرب 3/354) .

2 ابن سعد: الطبقات 3/290، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 226، والطبري: التاريخ 4/212، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 100، وفيه الواقدي.

3 سقط من الأصل.

4 عبد العزيز بن سلمة بن دينار المدني.

5 سبق تخريجه ص 276.

6 ابن سعد: الطبقات 3/369، والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 284، 385، وفي إسنادهما شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام. (التقريب رقم: 2830) ، وابن الجوزي: مناقب ص 250.

7 الأودي الكوفي، ثقة فقيه عابد، توفي سنة اثنتين وتسعين ومئة (التقريب ص 295) .

8 في الأصل: (أشعب) ، وهو تحريف. وهو أشعث بن سَوّار الكندي، الأفرق الأثرم، قاضي الأهواز، ضعيف، من السادسة، توفي سنة ستّ وثلاثين ومئة. (التقريب ص 113) .

ص: 908

الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر، فإن عمر لم يكن يصنع شيئاً حتى يشاور، قال: فذكرت ذلك لابن سيرين، فقال:"إذا رأيت الرجل يخبرك أنه أعلم من عمر فاحذره"1.

وعن صالح بن حيّ2 قال: الشعبي: "من سرّه أن يأخذ بالوثيقة من القضاء فليأخذ بقضاء عمر فإنه كان يستشير"3.

وعن الشعبي قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: "صحبت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فما رأيت أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مدارسة منه"4.

وعن قرة بن خالد5 عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال: "إذا أردتم أن يطيب المجلس فأفيضوا في ذكر عمر"6.

وعنه أنه قال: (أيّ أهل بيت لم يجدوا فقده فهم أهل بيت سوء"7.

1 ابن أبي شيبة: المصنف 9/9، بأخصر. وفيه أشعث بن سوار، وهو ضعيف. وابن الجوزي: مناقب ص 251.

2 صالح بن صالح بن حيّ، ثقة، توفي سنة ثلاث وخمسين. (التقريب ص 272) .

3 الفسوي: المعرفة والتاريخ 1/457، وإسناده صحيح. والبيهقي: السنن: 10/109، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 117، وابن الجوزي: مناقب ص 251، وبنحوه أحمد: فضائل الصحابة 1/264.

4 الفسوي: المعرفة والتاريخ 1/457، وفي إسناده مجالد بن سعيد، قال الحافظ:"ليس بالقويّ، وقد تغير في آخر عمره". (التقريب رقم: 6478) . وابن الجوزي: مناقب ص 251.

5 السّدوسي، ثقة ضابط، من السادسة، توفي سنة خمس وستّين ومئة. (التقريب ص 455) .

6 ابن الجوزي: مناقب ص 251، بدون إسناد.

7 ابن سعد: الطبقات 3/372، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 387، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 191، ومن طريق الواقدي.

ص: 909

وعن واصل بن الأحدب1 عن مجاهد قال: "كنا نتحدث أن الشياطين مصفدة في زمن عمر، فلما قتل بثت في الأرض"2.

وعن سعد بن أبي صدقة3 عن محمّد بن سيرين قال: "لم4 يكن أحد بعد / [133 / ب] رسول الله صلى الله عليه وسلم أهيب لما لا يعلم من أبي بكر، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعرف من عمر"5.

وعن قيس بن مسلم6 عن طارق بن شهاب، قال:"كنا نتحدث أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ينطق على لسان ملك7"8.

وعن حماد بن زيد عن أيوب9 قال: "إذا بلغك اختلاف عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت في ذلك الاختلاف10 أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فشدّ

1 واصل بن حيان الأسدي الكوفي، ثقة ثبت، من السادسة، توفي سنة عشرين ومئة. (التقريب ص 579) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 252، بدون إسناد.

3 لم أجد له ترجمة.

4 في الأصل: (لما لم) ، وهو تحريف.

5 ابن الجوزي: مناقب ص 252، بدون إسناد.

6 في الأصل: (ابن سهل) ، وهو تحريف. وهو قيس بن مسلم الجدلي، الكوفي، ثقة رمي بالإرجاء، من السادسة. توفي سنة عشرين ومئة. (التقريب ص 458) .

7 قول: (ملك) ، مطموس في الأصل.

8 أحمد: فضائل الصحابة 1/263، 264، وإسناده صحيح. والفسوي: المعرفة والتاريخ 1/456، والطبراني: المعجم الكبير 8/384، وابن الجوزي: مناقب ص 252، وقد مرّ عن طارق بن شهاب عن عليّ ص 858.

9 السختياني.

10 مطموس في الأصل، سوى (الا) .

ص: 910

يديك به، فإنه الحقّ، وهو السنة"1.

وعن عليّ بن عبد الله بن عباس2 رضي الله عنهما قال: "دخلت في يوم شديد البرد على عبد الملك بن مروان فإذا هو في قبة باطنها قُوهِيٌّ3 معصفر، وظاهرها خزاعيز4، وحوله أربعة5 كوانين6، قال: فرأى البرد في تَقَفْقُفي7، فقال: "ما أظن يومنا هذا إلا بارداً"، قلت: "أصلح الله الأمير ما يظن أهل8 الشام أنه أتى عليهم يوم أبرد منه، فذكر الدنيا، وذمها، ونال منها، وقال:"هذا معاوية عاش أربعين سنة عشرين9 أميراً، وعشرين خليفة، لله درّ ابن حنْتَمة ما كان أعلمه بالدنيا - يعني: عمر10 رضي الله عنه"11.

وذكر أبو القاسم الأصفهاني عن ابن مسعود قال: "ما رأيت عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه إلاّ وكأن بين عينيه ملكاً يسدّده"12.

وقال: "إن عمر كان حصناً حصيناً للإسلام، الناس13 يدخلون فيه، ولا

1 الفسوي: المعرفة والتاريخ 1/456، وإسناده صحيح، والخطيب: الفقيه والمتفقه 1/174.

2 الهاشمي، ثقة عابد، من الثالثة، توفي سنة ثماني عشرة ومئة. (التقريب ص 403) .

3 القوهيّ: ثيابٌ بيض. (القاموس ص 1615) .

4 هكذا في الأصل. وفي مناقب عمر: (حرائر) .

5 في الأصل: (أربع) ، وهو تحريف.

6 الكانون: الموقد. (القاموس ص 1585) .

7 تقفقف: ارتعد من البرد وغيره، أو اضطرب حنكاه واصطكت أسنانه. (القاموس ص 1094) .

8 مطموس في الأصل، سوى (أها) .

9 في الأصل: (عشرا) ، وهو تحريف.

10 مطموس في الأصل، سوى (عـ) .

11 ابن الجوزي: مناقب ص 252.

12 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 156، وقد سبق تخريجه ص 1071.

13 مطموس في الأصل، سوى (الناسـ) .

ص: 911

يخرجون منه، فأصبح الحصن قد انهدم، والناس يخرجون منه ولا يدخلون1 فيه"2.

وقال: "إن كان إسلام عمر لفتحاً، وإن كان هجرته لنصراً"3.

وروي عن عبد الله - لعله ابن مسعود4 - قال: "لو أن علم عمر وضع في كفّة الميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفّة أخرى رجح علم عمر"5.

وذكر عن ابن مسعود: أنه مرّ على رجلين في المسجد قد اختلفا في آية من القرآن، فقال أحدهما:"أَقْرَأنيها6 عمر"، وقال الآخر:"أقْرأنيها أبي"، فقال ابن مسعود:"اقرأ كما أقرأكها عمر"، ثم هملت7 عيناه حتى بل الحصى، وهو قائم، ثم قال:"إن عمر كان حائطاً كثيفاً، فمات عمر، فانثلم الحائط، فهم يخرجون ولا يدخلون، ولو أن كلباً أحبّ عمر لأحببته، وما أحببت أحداً حبي لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح بعد بني الله صلى الله عليه وسلم"8.

وعن أنس قال: قال [أبو] 9 طلحة يوم مات عمر رضي الله عنه: "ما من

1 مطموس في الأصل، سوى (يدخلو) .

2 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 156، وقد سبق تخريجه ص 1070.

3 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 156، وقد سبق تخريجه ص 1072.

4 مطموس في الأصل، سوى (مسعو) .

5 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 167، وقد سبق تخريجه ص 1071.

6 مطموس في الأصل، سوى (أقرأنيـ) .

7 هملت عينه: أي: فاضت، وسالت دمعاً. (لسان العرب 11/710) .

8 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 177، والقطيعي: زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 1/338، 339، وإسناده ضعيف جداً، فيه الحسن بن الطيب البلخي، وهو متروك. تاريخ بغداد 7/333، ميزان الاعتدال 1/501) .

9 سقط من الأصل.

ص: 912

بيت حاضر ولا بادٍ إلا وقد دخله من موت عمر نقص"1.

وقال سفيان بن عيينة بإسناد له: "ما كان أبو بكر وعمر إلا حجة على الناس أن يقول قائل: من ذا الذي يستطيع أن يعمل بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقال: أبو بكر وعمر. فكانا حجّة على الناس"2. / [134 /أ] .

وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: "كان عمر أعلمنا بالله، وأقرأنا لكتاب الله، وأتقانا لله، والله إن أهل بيت المسلمين لم يدخل عليهم حزن على عمر حين أصيب لأهل بيت سوء"3.

وقال: "إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهبت يوم ذهب عمر"4.

وعن الضحاك5 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أكثروا ذكر عمر فإن عمر إذا ذكر ذكر العدل، وإذا ذكر العدل ذكر الله"6.

فصل

المدح تارة يكون لحيّ، وتارة يكون لميّت، فإن كان لميّت جاز لما في الحديث، مرّ بجنازة فأثنوا عليه أو عليها خيراً7، وإن كان لحيّ فإن أطراه بما

1 سبق تخريجه ص 1072.

2 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/1328، أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 178، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 86، من طريق سفيان عن رجل عن عطاء.

3 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 190، وقد سبق تخريجه ص 1072.

4 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 190، وقد سبق تخريجه ص 1072.

5 ابن مزاحم.

6 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 190، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 147، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

7 البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز 1/460، رقم: 1301، مسلم: الصّحيح، كتاب الجنائز 2/655، رقم:949.

ص: 913

ليس فيه كره، وإن قال ما فيه، فليقل: أحسبه كذا، فلا يقول من باب القطع، فإن علمه بذلك من باب الظن، وفي الحديث: أن رجلاً مدح1 رجلاً بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قطعت ظهر أخيك، من كان مادحاً أخاه لا محالة، فليقل: أحسبه كذا، وحسيبه الله، ولا أزكي على الله أحداً"2.

وفي صحيح مسلم والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احثوا في أفواه المدّاحين التراب"3.

ويحمل هذا على من زاد في المدح والإطراء، بأن قال في الرجل ما ليس فيه، ولا يجوز أن يقطع لأحدٍ بجنةٍ ولا نارٍ إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم وهم أصحابه العشرة، وأناس قليلون معهم، منهم: عكاشة بن محصن4، وخديجة بنت خويلد5 وغيرهما6.

فإن كان ذلك بالإشارة لا بصريح اللفظ فهل يجوز أم لا؟

في حديث عبد الله بن سَلام لما دخل المسجد قالوا: "هذا من أهل الجنة، وقام إليه ذلك الرجل فأخبره، فقال: "ما ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم، إنما رأيت كأني في روضة خضراء، وفي وسطها عمود وفيه عروة،

1 في الأصل: (مدحا) ، وهو تحريف.

2 البخاري: الصحيح، كتاب الشهادة 2/946، رقم: 2519، مسلم: الصّحيح، كتاب الزهد والرقائق 4/2296، رقم:3000.

3 مسلم: الصّحيح، كتاب الزهد والرقائق 4/2297، رقم: 3002، الترمذي: السنن 4/600، وقال:"هذا حديث حسن صحيح".

4 الأسدي، من السابقين الأوّلين شهد بدراً، وقتل في قتال أهل الردة. (الإصابة4/256) .

5 القرشية الأسدية، أم المؤمنين، توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. (الإصابة 8/62) .

6 ابن أبي العز الحنفي: شرح العقيدة الطحاوية ص 378.

ص: 914

فقيل لي: ارْقَ، فلم أقدر فأتاني وصيف فرفع بثيابي من ورائي، فرقيت فاستمسكت بالعروة، فاستيقظت وهي في يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"الروضة: الإسلام، والعمود: عمود الإسلام، والعُروة: العروة الوقثى، فأنت مستمسك بها حتى تموت"1.

فظاهر الحال أن النبي صلى الله عليه وسلم / [134 / ب] إذا قال في إنسان ما يدل على أنه من أهل الجنة، يجوز أن يشهد له بالجنة، وظاهر قول عبد الله ابن سلام أن الذي اختاره أنه لا يجوز ذلك. ولا يجوز أن يقطع لأحد أنه من أهل النار - أيضاً -، إلا من قطع له النبي صلى الله عليه وسلم والكافر الذي يموت على كفره.

وفي الصحيحين: حين قالت امرأة لعثمان بن مَظْعُونِ: "رحمة الله عليكَ أبا السائب، شهادتي عليك: لقد أكرمكَ الله"، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وما يُدْريكِ؟، والله إني رسول الله وما أدري ما يفعل بيَ، أو قال به". قالت: "فمن يكرمه الله يا رسول الله؟ "، قال:"أما هو فقد جاءه اليقين، وإني لأرجو له الخير"، قالت:"لا أزكي بعدها أحداً أبداً"2.

وقال الله عزوجل: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفَسَكُم هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، وقال:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفَسَهُم بَلِ الله يُزَكِّي مَن يَّشَاء} [النساء: 49] .

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل

1 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1387، رقم: 3602، مسلم: الصّحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1931، رقم: 2484، بنحوه.

2 البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز 1/419، رقم: 1186، بنحوه.

ص: 915

النار" 1. المراد به في آخر الزمان.

ويحتمل أشياء منها:

- أن يكون يعرف ذلك بارتكاب الجرائم، والمعاصي والبدع ونحو ذلك، ولزوم طاعة الله.

- ومنها: أن يعرف ذلك عند خروج الدابة ونزول عيسى، فإنه يظهر هناك المؤمن والكافر، وعند خروج الدابة فإنها تسم المؤمن بنور، والكافر بقتر، فعند خروج هذه الأشياء يعرف أهل الجنة من أهل النار.

- ويحتمل أن يكون ذلك الخطاب لمن كان معه من الصحابة، أي: يعرفون ذلك بالفراسة وقوة الإيمان2.

وأما مدح المرء نفسه، والإخبار عن نفسه بالدين والعلم والشجاعة والورع ونحو ذلك، فإنه لا يجوز. لقوله عزوجل:{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفَسَكُم} [النجم: 32]، وقوله عزوجل:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفَسَهُم} [النساء: 49] . وأهل ذلك يظهر عليهم، وهم يكتمونه، وأهل الشرّ يظهر الشّرّ عليهم، وهم يخفونه، ولو قالوا: إنهم من أهل الخير.

وحكي عن حبيب العجمي3 أنه كان يرائي، فمرّ على الصبيان فقالوا:"انظروا إلى حبيب المرائي"، فقال:"أظهرت سرِّي حتّى للصّبيان".

1 أحمد: المسند 3/416، وابن ماجه: السنن 2/1411، قال البوصيري في مصباح الزجاجة 3/301:"إسناده صحيح، رجاله ثقات".

2 هذه الاحتمالات أوردها المؤلف. وآخر الحديث بين ذلك، حيث قال صلى الله عليه وسلم: عندما سألوه: بِمَ ذاك يا رسول الله؟، قال:"بالثَّناء الحسنِ والثّناء السّيِّئ، أنتم شهداء بعضُكم على بعض".

3 حبيب بن محمّد العجمي، أبو محمّد البصري الزاهد، ثقة، عابد، من السادسة. (التقريب ص 151) .

ص: 916

فتاب، ورجع، ثم مرّ عليهم، فقالوا:"اصبروا، مرّ حبيب التائب"، أو نحو هذا، فقال:"أنا اليوم تائب، وذلك اليوم مرئي"1. / [135 / أ] .

1 لم أجده.

ص: 917