الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفضل بن عمر بن أحمد
ويقال: فضل الله أبو طاهر النسوي المعروف أبوه بلبل قدم مع أبيه دمشق.
حدث بسنده إلى عائشة رضوان الله عليها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان يوم المرأة منا بعدما نزلت " ترجي من تشاء منهن وتؤوي إلك من تشاء ". قالت معازة: فقلت: كيف كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنك؟ قلت: أقول: إن كان ذلك إلي لم أوثر أحداً على نفسي.
الفضل بن قدامة بن عبيد
ابن محمد بن عبيد بن عبد الله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف ويقال: اسمه المفضل بن قدامة بن عبيد الله وفي نسبه اختلاف أبو النجم العجلي الراجز وفد على سليمان وهشام ابني عبد املك وكان مقدماً عند جماعةٍ من أهل العلم على العجاج، ولم يكن أبو النجم كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا، لأنه يقصد فيجيد.
قال معاوية يوماً لجلسائه: أي أبيات العرب في الضيافة أحسن؟ فأكثروا، فقال: قاتل الله أبا النجم حيث يقول: من الطويل
لقد علمت عرسي قلانة أنني
…
طويلٌ سنا ناري بعيدٌ خمودها
إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد
…
سوى مثبت الأطناب شب وقودها
وبقي إلى أيام هشام بن عبد الملك. وكان الأصمعي يغمز عليه وهو القائل: من مشطور الرجز
والمرء كالحالم في المنام
يقول إني مدرك أمامي
في قابلٍ ما فاتني في العام
والمرء يدنيه من الحمام
مر الليالي السود والأيام
إن الفتى يصبح للأسقام
كالغرض المنصوب للسهام
أخطأ رامٍ وأصاب رام
قال هشام للشعراء: صفوا لي إلابلاً فقيظوهن وأوردوهن وأصدروهن حتى كأني أنظر إليهن. قال أبو النجم: فذهب بي الروي حتى قلت:
وصارت الشمس كعين الأحول
فغضب هشام وقال: أخرجوا هؤلاء، لا يدخلن هذا علي.
وكان بالرصافة أحدهما يغدي والآخر يعشي، فكنت أتغدى عند أحدهما وأتعشى عند الآخر، وأبيت في المسجد، فأمسى هشام ذات ليلةٍ لقس النفس، فقال لحاجبه ربيع: ابغني رجلاً غريباً يحدثني، فخرج فأخرجني من المسجد، فأدخلني عليه، فقال لأبي النجم: ألم يكن أمرنا بإخراحك عن هذه القرية، فمن آواك ومن أم مثواك؟ فقلت: أما الغداء فمن عند فلان، والعشاء من عند فلان، والمبيت من حيث
أخرجت. فقال: ما مالك وولدك؟ قلت: أما المال فلا مال، وأما الأهل فالنتان. قال: هل زوجتهما؟ قلت: إحداهما، قال: فما أوصيتهما؟ قال: مالاً يجديه علي أمير المؤمنين. قال: هاته، قال: من مشطور الرجز
أوصيت من برة قلباً حرا
بالكلب خيراً والحماة شرا
لا تسأمي خنقا لها وجرا
والحي عميهم بشر طرا
وإن حبوك ذهباً ودرا
حتى يروا حلو الحياة مرا
فضحك حتى استلقى وقال: يا أبا النجمك! ما هذه وصية يعقوب لبنيه! قلت: يا أمير المؤمنين، ولا أنا مثل يعقوب. قال: فما زدتها؟ قلت: بلى، قال: هاته. قلت: من مشطور الرجز
سبي الحماة وابهتي عليها
فإن دنت فازدلفي إليها
وإقرعي بالود مرفقيها
وظاهري النذر به عليها
لاتخبري الدهر به ابنتيها
قال: فما فعلت أختها؟ قال: درجت بين أبيات الحي ونفعتنا، قال: هل قلت فيها شيئاً قلت: نعم، قال: هاته، قلت: من مشطور السريع
كأن ظلامة أخت شيبان
يتيمةٌ والدها حيان
الرأس قمل كله وصئبان
وليس في الرجلين إلا خيطان
فهي التي يذعر منها الشيطان
فقال هشام لخصي على رأسه: يا بديح، ما فعلت دنانير فلانة؟ قال: ها هي يا أمير المؤمنين، قال: ادفعها إلى أبي النجم يجعلها في رجلي ظلامة.
دخل أبو النجم على هشام بن عبد الملك فقال له: كيف رابك يا أبا النجم في النساء؟ قال: ما لهن عندي خير، ما أنظر إليهن إلا شزراً، وما ينظرن إلي إلا خزراً، فما ظنك يا أمير المؤمنين؟ قال: ظني بنفسي، قال: لا علم لك يا أبا النجم. ثم أرسل إلى جوارٍ له فسألهن عما ظن أبو النجم، فقلن: يا أمير المؤمنين، وما علم هذا! ثم أقبلن على أبي النجم فقلن: يا أعرابي، أتقول هذا لأمير المؤمنين، وليس منا امرأة تصلي إلا بغسلٍ منه؟! قال هشام: يا أبا النجم، دونك هذه الجارية - لواحدةٍ منهن - فأخذ بيدها ثم أمره أن يغدو عليه بخبرها. فغدا عليه ولم يصنع شيئاً، فلما رآه قال: ما صنعت يا أبا النجم؟ قال: ما صنعت شيئاً ولقد قلت في ذلك شعراً. قال: وما هو؟ قال: قلت:
نظرت فأعجبها الذي في درعها
…
من حسنه ونظرت في سربالها
فرأت لها كفلاً ينوء بخصرها
…
وعثاً روادفه وأخثم ناتيا
ضيقاً يعض بكل عردٍ ناله
…
كالقعب أو ضرعٍ يرى متجافيا
ورأيت منتشر العجان مقبضاً
…
رخواً حمائله وجلداً باليا
أدني له الركب الحليق كأنما
…
أدني إليه عقارباً وأفاعيا
إن الندامة والسدامة فاعلمن
…
لو قد صبرتك للمواسي خاليا
ما بال رأسك من ورائي خالفاً
…
أحسبت أن حر الفناة ورائيا
فاذهب فإنك ميتٌ لا ترتجى
…
أبد الأبيد ولو عمرت لياليا
أنت الغرور إذا خبرت وربما
…
كان الغرور لمن رجاه شافيا
كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أشعر أرجوزةٍ قالتها العرب قول أبي النجم:
الحمد لله الوهوب المجزل
…
أعطى فلم يبخل ولم يبخل
قال: ولم أر أسير منها، لم أر عربياً إلا وهو ينشدها أو بعضها.
ذوك رؤبة بالأراجيز فقال وقد ذكر أبو النجم قصيدته تلك: لعنها الله - يعني هذه اللامية لاستجادته إياها وغصبه منها وحسده عليها.
قال أبو سليم العلاء: قلت لرؤبة: كيف رجز أبي النجم عندكم؟ قال: لاميته تلك عليها لعنة الله. فإذا هي قد غاظته وبلغت منه.
وكان أبو النجم ربما قصد فأجاد، ولم يكن كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا، وكان صاحب فخر وبذخ.
اجتمع الشعراء عند سليمان بن عبد الملك فأمرهم أن يقول كل رجلٍ منهم قصيدةٌ يذكر