الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولد الفرج بن فضالة في خلافة الوليد بن عبد الملك في غزاة مسلمة الطوانة، فجاء الخبر بولادته في يوم فتح الطوانة؛ فأعلم أبوه مسلمة خبر ولادته، فقال له مسلمة: ما سميته؟ قال: سميته الفرج لما فرج عنا في هذا اليوم بالفتح، فقال مسلمة لفضالة: أصبت. وكان أصاب المسلمين في الإقامة على الطوانة شدة شديدة، وذلك في سنة ثمانٍ وثمانين.
وتوفي فرج سنة ست وسبعين ومئة - وقيل سنة سبعٍ وسبعين - وكان على بيت مال بغداد ز وكان ضعيفاً - وقال أحمد بن حنبل: هو ثقة.
أقبل المنصور يوماً راكباً والفرج بن فضالة جالسٌ عند باب الذهب، فقام الناس. فدخل من الباب، ولم يقم له الفرج، فاستشاط غضباً ودعا به، فقال: ما منعك من القيام حين رأيتني؟ قال: خفت أن يسألني الله عنه لم فعلت، ويسألك لم رضيت؟ وقد كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فبكى المنصور، وقربه وقضى حوائجه.
فروة بن عامر ويقال ابن عمرو
ابن النافرة الجذامي أسل عل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهد في أيامه. وكان يكون بالبلقاء بعمان ومعان من نواحي دمشق.
كان فروة بن عمرو عاملاً للروم على عمان من أرض البلقاء أو على معان، فأسلم وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه، وبعث به مع رجلٍ من قومه يقال له مسعود بن سعد، وبعث إليه ببغلةٍ بيضاء، وفرسٍ وحمارٍ وأثواب لين، وقباء سندس مخرصٍ بالذهب. فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فروة بن عمرو، أما بعد، فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به، وخبر عما قبلكم، وأتانا بإسلامك، وأن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعمت الله ورسوله، وأقمت الصلاة وأتيت الزكاة. وأمر بلالاً فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية ونشا. قال: وبلغ ملك الروم إسلام فروة، فدعاه فقال له: ارجع عن دينك نملكك، قال: لا أفارق دين محمد، وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكن تضن بملكك. فحبسه ثم أخرجه، فقتله وصلبه. ولما حبس قال في محبسه: من الكامل
طرقت سليمى موهناً أصحابي
…
والروم بين الباب والقروان
صد الخيال وساءه ما قد رأى
…
وهممت أن أغفي وقد أبكاني
لا تكحلن العين بعدي إثمداً
…
سلمى ولا تدنن للإيمان
ولقد علمت أبا كبيشة أنني
…
وسط الأعزة لا يحس لساني
فلئن هلكت لتفقدن أخاكم
…
ولئن أصبت لتعرفن مكاني
زلقد عرفت بكل ما جمع الفتى
…
من رأيه وبنجدةٍ وبيان