الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عفيف بن سالم، بسنده إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حبذا المتخللون من أمتي ".
قال أبو بكر الخطيب: محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة أبو جعفر المخرمي نزيل الموصل كان أحد أهل الفضل والمتحققين بالعلم، حسن الظن، كثير الحديث.. وكان تاجراً، قدم بغداد غير مرة، وجالس بها الحفاظ وذاكرهم وحدثهم.
وروى الخطيب بإسناده أن ابن عمار قال: ولدت سنة اثنتين وستين ومئة. ونقل أنهم وثقوه.
روى غير واحد، قالوا: انحدر محمد بن عبد الله بن عمار إلى سر من رأى في شكاية الزبيري القاضي بالموصل، وكثر الناس عليه في الحديث جداً، فبلغ الخليفة أمره، فقال: أي شيء أقدم هذا الرجل؟ قالوا: يتظلم من الزبيري القاضي بالموصل. فقال: اعزلوه له.
توفي محمد بن عبد الله القاضي سنة اثنتين وأربعين ومئتين.
محمد بن عبد الله بن عمرو
ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الله القرشي الأموي، المعروف بالديباج سمي بذلك لحسن وجهه. وهو من أهل المدينة، وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي. قدم الشام غير مرة على خلفاء بني أمية.
روى عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تديموا النظر إلى المجذمين ".
حدث مصعب بن عثمان الزبيري قال: كان محمد الذي يقال له الديباج، وهو ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، يفد على أمراء بني أمية، فإذا انصرف، مر بابن عمه سعيد بن خالد بن عمرو، بالفدين، فأقام عنده بعض المقام، فعوتب محمد على ذلك، فقال: إنه يصلني كلما مررت به بألف دينار، وهي تقع مني موقعاً.
قال يحيى بن معين في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: عبد الله بن حسن بن حسن، وأخوه حسن بن حسن بن حسن، وأخوهما لأمهما محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وأمه فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب. كان يقال لمحمد الديباج لجماله. وكان أبوه عبد الله بن عمرو يدعى المطرف لجماله. قال محمد بن عمر: كان محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أصغر ولد فاطمة بنت حسين، وكان إخوته من أمه يخافون عليه ويحبونه، وكان مائلاً إليهم لا يفارقهم. وكان فيمن أخذ مع إخوته بني حسن بن حسن، فوافوا بهم أبا جعفر المنصور بالربذة، فضربه من بينهم مئة سوط، وحبسه معهم بالهاشمية، فمات في حبسه. وكان كثير الحديث عالماً.
قال الزبير بن بكار في تسمية ولد عبد الله بن عمرو بن عثمان:
ومحمد بن عبد الله، كان يقال له الديباج من حسن وجهه، مات أو قتل في حبس أمير المؤمنين المنصور في أمر محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن، والقاسم ورقية ابني عبد الله بن عمرو، وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، وإخوتهم لأمهم عبد الله والحسن وإبراهيم بنو حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب.
قال البخاري: محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أبو عبد الله القرشي، مدني. قال لي إبراهيم بن المنذر: نا محمد بن معين قال: أخذ أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان في سنة خمس وأربعين، وزعموا أنه قتله ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة، وهو أخوه لأمه.
ضعفوه في رواية الحديث.
قال البخاري: كنية محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أبو عبد الله القرشي المدني الأموي، كناه يحيى بن سليم. لا يكاد يتابع في حديثه.
قال أبو بكر أحمد بن علي: محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الله القرشي ثم الأموي، من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يعرف بالديباج لحسن وجهه، وهو أخو القاسم بن عبد الله.. قيل إنه قدم على المنصور ببغداد، وليس يثبت ذلك عندي.
وروى بإسناده إلى عبد الله بن موسى قال: كان عبد الله بن الحسن يقول: أبغضت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أيام ولد بغضاً ما أبغضته أحداً قط. ثم كبر وتربى، فأحببته حباً ما أحببته أحداً قط.
روى ابن سعد بإسناده إلى داود بن عبد الرحمن العطار قال: رأيت عبد الله بن حسن بن حسن أتى أخاه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، فوجده نائماً فأكب عليه، فقبله، ثم انصرف، ولم يوقظه! وبإسناده إلى أبي السائب قال: احتجت إلى لقحة، فكتبت إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله أن يبعث إلي بلقحة، فإني لعلى بابي، فإذا بزجر إبل، وإذا فيها عبد يزجر بها، فقلت له: يا هذا، ليس ها هنا الطريق. فقال: أردت أبا السائب. فقلت: فأنا أبو السائب، فدفع إلي كتاب محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فإذا فيه: أتاني كتابك تطلب لقحة، وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها، وهي تسع عشرة لقحة، وبعثت فيها بعبد راع، وهن بدن وهو حر إن رجع مما بعثت به شيء في مالي أبداً. قال: فبعت منهن بثلاث مئة دينار سوى ما احتبست لحاجتي.
وبإسناده إلى أبي وجزة السعدي قال يمدح محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: من الوافر
وجدنا المحض أبيض من قريش
…
فتى بين الخليقة والرسول
أتاك المجد من هنا وهنا
…
وكنت له بمعتلج السيول
فما للمجد دونك من مبيت
…
وما للمجد دونك من مقيل
ولا ممضى وراءك تبتغيه
…
وما هو قابل بك من بديل
فدى لك من يصد الحق عنه
…
ومن ترضي أخاه بالقليل
فلولا أنت ما حملت ركابي
…
مؤثلة وما حمدت رحيلي
قال عبد الرحمن بن أبي الموال: جد رياح بن عثمان في طلبهما يعني محمداُ وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن، ولم يدهن، واشتد في ذلك كل الشدة، حتى خافا، وجعلا يتنقلان من موضع إلى موضع، واغتم أبو جعفر بتغيبهما، فكتب إلى رياح بن عثمان أن يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته حسن بن حسن وداود بن حسن وإبراهيم بن حسن ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وهو أخوهم لأمهم فاطمة بنت حسين، في عدة منهم..
قال عبد الرحمن بن أبي الموال:
وسجنت مع عبد الله بن حسن وأهل بيته، ووافى أبو جعفر الربذة منصرفاً من الحج، فسأل عبد الله بن حسن أبا جعفر أن يأذن له في الدخول عليه، فأبى أبو جعفر، فلم يزل حتى فارق الدنيا. قال: ثم دعاني أبو جعفر من بينهم، فأدخلت عليه، وعنده عيسى بن علي، فلما رآني عيسى، قال: نعم هو هو يا أمير المؤمنين، وإن أنت شددت عليه أخبرك بمكانهم، فدنوت، فسلمت، فقال أبو جعفر: لا سلم الله عليك ابن الفاسقين ابني الفاسق، الكذاب بن الكذاب. قلت: يا أمير المؤمنين، هل ينفعني الصدق عندك؟ قال: وما ذاك؟ قال: قلت امرأته طالق، وعلي وعلي إن كنت أعرف مكانهما، قال: فلم يقبل ذاك مني، وقال: السياط. فأتي بالسياط، وأقمت بين العقابين، فضربني أربع مئة سوط، فما عقلت بها حتى رفع عني. ثم وصل إلى أصحابي على تلك الحال. ثم بعث إلى الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وكانت ابنته تحت إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، فلما أدخل عليه، قال: أخبرني عن الكذابين
ما فعلا، وأين هما؟ قال: والله يا أمير المؤمنين ما لي بهما علم. قال: لتخبرني. قال: لقد قلت لك، وتالله إني لصادق. ولقد كنت أعلم علمهما قبل اليوم، فأما اليوم، فلا والله ما لي بهما علم. قال: جردوه، فجرد، فضربه مئة سوط، وعليه جامعة حديد في عنقه، فلما فرغ من ضربه، أخرج فألبس قميصاً له قوهياً على الضرب، فأتي به غلينا، فوالله ما قدر على نزع القميص من لصوقه بالدم، حتى حلب عليه شاة، ثم انتزع القميص، ودووي. فقال أبو جعفر: أحدروهم إلى العراق. فقدم بنا إلى الهاشمية، فحبسنا بها، فكان أول من مات عبد الله بن حسن في الحبس، فجاء السجان، فقال: ليخرج أقربكم منه فليصل عليه، فخرج أخوه حسن بن حسن بن علي، فصلى عليه. ثم مات حسن بن حسن بعده، فأخرج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فصلى عليه، ثم مات محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فأخذ رأسه، فبعث به مع جماعة من الشيعة إلى خراسان، فطافوا به في كور خراسان وجعلوا يحلفون بالله إن هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوهمون الناس أن هذا رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي كانوا يجدون في الرواية خروجه على أبي جعفر.
قال عبد الرحمن بن أبي الموال: وكان معنا في الحبس علي بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وهو أبو حسين بن علي صاحب خبرهم، وكان من أفضل أهل زمانه عبادة ونسكاً وورعاً، لم يأكل لأحد من أهل بيته طعاماً، تمرة فما فوقها، من القطائع التي أقطعهم أبو العباس وأبو جعفر، ولا يتوضأ من تلك العيون، ولا يشرب من مائها. وكانت تحته بنت عمه زينب بنت عبد الله بن حسن، وكانت متعبدة، فكان يقال: ليس بالمدينة زوج أعبد منهما، يعنون علي بن حسن وامرأته زينب بنت عبد الله بن حسن، وكان السجان بالهاشمية يحبه ويكرمه ويلطفه، لما يرى من اجتهاده وعبادته، فأتاه بمخدة، فقال: ضع رأسك عليها، توطأ بها، فأعطاها أباه حسن بن حسن بن حسن، فقال له أبوه: يا بني عمك عبد الله بن حسن أحق بها، فبعث بها إليه. فقال له عبد الله بن