الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن سميع: في الطبقة الخامسة محمد بن الحجاج بن أبي قتلة الخولاني.
وقال أبو نصر علي بن هبة الله: وأما قتلة بتاء معجمة باثنتين من فوقها: محمد بن أبي قتلة
…
ومحمد بن الحجاج بن أبي قتلة الخولاني.
قال الحافظ ابن عساكر: كذا فرق بينهما. وهما واحد.
محمد بن الحجاج بن يوسف بن الحكم
أبو كعب الثقفي حدث أبان بن عياش قال: لما بنى الحجاج واسطاً، ووضعت الحرب أوزارها، كتب إلى أنس بن مالك، فشخص وشخصنا معه. فانتهينا إليه، والناس معه حيث يسمعون الصوت. فنادى الحاجب أنس بن مالك، فأمر بنا فأنزلنا. ثم عدنا إليه من الغد، وهو على مثل تلك الحال، فنادى الحاجب أنس بن مالك، قال: فدنا، حتى صار معه على فراشه. قال أبان: وقمت حيث أسمع الكلام. قال: فدعا بالخيل على أنسابها: القرح والثني والربع والجذع، عليها الغلمان، عليهم ثياب الحرير مختلفة ألوانها، ثم قال: أيها الشيخ، ارفع رأسك، انظر ماذا أعطينا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم. هل رأيت مع محمد صلى الله عليه وسلم نحو ذلك الخيل؟ قال: قال أنس: وبم هذه الخيل؟! رأيت مع محمد صلى الله عليه وسلم خيلاً عدوها ورواحها في سبيل الله! إنما هذه الخيل ثلاثة: فما كان منها في سبيل الله، ففيها من الأجر كذا
وكذا، حتى أرواثها في موازين أهلها. وما كان للعجلة فهي في سبيل الله. وشرها وأخبثها ما كان للفخر ولكذا ولكذا. قال الحجاج: لقد عبتني فما تركت شيئاً، ولولا خدمتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب أمير المؤمنين فيك كان لي ولك شأن. قال: قال أنس: أيهات أيهات، إني لما غلظت أرنبتي، وأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتي، علمني كلمات لن يضرني معهن عتو جبار ولا عنوته، مع تيسير الحوائج ولقائي المؤمنين بالمحبة. قال: فلما سمع ذلك الحجاج، قال: يا عماه لو علمتنيهن. قال: لست لذاك بأهل. قال: فلما رأى أنه لا يظفر بالكلمات، دس إليه ابنيه محمداً وأبان ومعهما مئتا ألف درهم، وقال لهما: ألطفا الشيخ، عسى أن تظفرا بالكلمات. وإن أنفدتما فاستمدا. قال: فمات وماتا قبل أن يظفروا بالكلمات. قال: فلما كان قبل أن يهلك بثلاث قال: يا أحيم عبد القيس، خدمتنا فأحسنت خدمتنا، رأيناك - أو رأيتك - حريصاً على طلب العلم. دونك هذه الكلمات، ولا تضع السلعة إلا في موضعها. فذكر أبان ما أعطاه الله مما أعطى أنساً: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطاني، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض ورب السماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء. بسم الله افتتحت، وعلى الله توكلت، الله الله ربي، لا أشرك به أحداً. أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك. عز جارك - وفي الروايات الأخرى: وجل ثناؤك - ولا إله إلا أنت. اجعلني في عياذك وجوارك من كل سوء، ومن الشيطان الرجيم. اللهم إني أستجيرك من جميع كل شيء خلقت، وأحترس بك منهن، وأقدم بين يدي: بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد " من خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي. تقرأ في هذه الست " قل هو الله أحد " إلى آخر السورة.
قال أنس بن مالك: أتيت الحجاج، أتعرض لمعروفه، فإذا محمد بن الحجاج يقع في علي، فأطنب في سبه، فقلت: لا تفعل، ثم ذكر حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل علي، يقول في آخره:" يا أنس، إن الرجل قد يحب قومه، إن الرجل قد يحب قومه، إن الرجل قد يحب قومه ".
حدث بلال بن جرير بن عطية في خبر طويل: أن الحجاج بن يوسف أوفد ابنه محمداً مع الشاعر جرير إلى عبد الملك بن مران ليدخله عليه، ويشفع له عنده، فقبل شفاعته فيه، بعد لأي، وسمع شعره، وأجازه.
حدث محمد بن عمرو الثقفي قال: لما مات محمد بن الحجاج، جزع عليه جزعاً شديداً، فقال: إذا غسلتموه، فآذنوني به. فأعلموه به. فدخل البيت، فنظر إليه، فقال: من الكامل
الآن لما كنت أكمل من مشى
…
وافتر نابك عن شباب القارح
وتكاملت فيك المروءة كلها
…
وأعنت ذلك بالفعال الصالح؟!
فقيل له: اتق الله، واسترجع. فقال: إنا لله، وإنا إليه راجعون. وقرأ:" الذين إذا أصابتهم مصيبة " الآية.
وأتاه موت محمد بن يوسف، وكان بينهما جمعة، فقال: من الطويل
حسبي حياة الله من كل ميت
…
وحسبي بقاء الله من كل هالك
إذا ما لقيت الله ربي مسلماً
…
فإن نجاة النفس فيما هنالك
وجلس للمعزين يعزونه، ووضع بين يديه مرآة، وولى الناس ظهره، وقعد في مجلسه، فكان ينظر ما يصنعون. فدخل الفرزدق، فلما نظر إلى فعل الحجاج تبسم. فلما رأى الحجاج ذلك منه، قال: أتضحك، وقد هلك المحمدان؟! فأنشأ الفرزدق يقول: