الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو عبيد البسري: النعم طرد، فمن أحب النعم فقد رضي بالطرد. والبلاء قربة، فمن ساءه البلاء، فقد أحب ترك القربة والتقرب إلى الله عز وجل.
وقال بخيت بن أبي عبيد البسري: رأيت ملك الموت في النوم، وهو يقول: قل لأبيك يصلي علي، حتى أرفق به عند قبض روحه. قال: فحدثت أبي بما رأيت، فقال: يا بني لأنا بملك الموت آنس مني بأمك.
محمد بن حسان
قال الحافظ ابن عساكر: أظنه غير أبي عبيد البسري.
قال محمد بن حسان: بينا أنا أدور في جبل لبنان، إذ خرج علي رجل شاب، قد أحرقته الشموس والرياح، وعليه طمر رث، وقد سقط شعر رأسه على حاجبيه. فلما نظر إلي، ولى هارباً مستوحشاً، فقلت: يا أخي، كلمة موعظة، فلعل الله أن ينفعني بها. قال: فالتفت إلي، وهو فار، فقال: يا أخي احذره، فإنه غيور. وأشار إلي: الله لا يحب أن يرى في قلب عبده سواه.
محمد بن الحسن بن أحمد بن الصباح بن عبد الحميد
أبو بكر المعروف بابن أبي الذبال الثقفي الأصبهاني الجواربي الزاهد سكن دمشق في جوار ابن سيد حمدويه. وكان إمام مسجد الصاغة بدمشق.
حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق الشعار، بسنده إلى عبد الله بن عباس، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان، هبت ريح من تحت العرش، يقال لها المثيرة، تصفق ورق أشجار الجنة وحلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه. فتزين الحور العين، ويقفن بين شرف الجنة، فينادين: هل من خاطب إلى الله، فيزوجه؟ ثم يقلن: يا رضوان، ما هذه الليلة؟ فيجيبهم بالتلبية فيقول: يا خيرات حسان، هذه أول ليلة من شهر رمضان، فتحت أبواب الجنان للصائمين، قال: ويقول الله: يا رضوان، افتح أبواب الجنان، يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد. يا جبريل اهبط إلى الأرض، فصفد مردة الشيطان، وغلهم بالأغلال، ثم اقذف بهم في لجج البحار، حتى لا تفسدوا على أمة حبيبي صلى الله عليه وسلم صيامهم. قال: يقول الله في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات: هل من سائل، فأعطيه سؤله؟ هل من تائب، فأتوب عليه؟ هل من مستغفر، فأغفر له؟ من يقرض المليء غير المعدم الوفي غير الظلوم؟ قال: والله في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار فإذا كان ليلة الجمعة، أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار، كلهم قد استوجبوا العذاب. فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان، أعتق الله في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره. فإذا كان ليلة القدر، يأمر الله جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض، ومعه لواء أخضر، فيركزه على ظهر الكعبة، وله ست مئة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر، فينشرهما تلك الليلة، فيجاوزان المشرق والمغرب، ويبعث جبريل الملائكة في هذه الأمة، فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم، ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر. فإذا طلع الفجر، نادى جبريل: يا معشر الملائكة: الرحيل الرحيل، فيقولون: يا جبريل: ما صنع الله في