المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب اللباس 917 - حديث ابن عباس: كان أبو طالب يعالج زمزم، - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٦

[ابن الملقن]

الفصل: ‌ ‌كتاب اللباس 917 - حديث ابن عباس: كان أبو طالب يعالج زمزم،

‌كتاب اللباس

917 -

حديث ابن عباس:

كان أبو طالب يعالج زمزم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ممن ينقل الحجارة (1)

الخ.

قال: صحيح.

قلت: فيه النضر أبو عمر ضعفوه.

(1) من قوله: (وكان النبي صلى الله عليه وسلم) إلى هنا ليس في (ب).

917 -

المستدرك (4/ 179): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو يحيى الحماني عبد الحميد بن عبد الرحمن ثنا النضر أبو عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كان أبو طالب يعالج زمزم، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن ينقل الحجارة، وهو يومئذ غلام، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إزاره، فتعرى، واتقى به الحجر، فغشي عليه، فقيل لأبي طالب: أدرك ابنك فقد غشي عليه، فلما أفاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غشيته سأله أبو طالب عن غشيته، فقال: "أتاني آت عليه ثياب بيض، فقال لي: استتر، فقال ابن عباس: فكان ذلك أول ما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النبوة: أن قيل له: استتر، فما رؤيت عورته من يومئذ. =

ص: 2719

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريجه:

الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 157).

وابن عدي في الكامل (7/ 2487).

وأبو نعيم في الدلائل (1/ 242 - 243 رقم 135).

ثلاثتهم من طريق النضر، به ولفظ ابن سعد، وابن عدي مختصر، ولفظ أبي نعيم نحوه.

وأصل الحديث في الصحيحين بغير هذه السياق.

فقد أخرجه البخاري (1/ 474 رقم 364) و (3/ 439 رقم 1582) و (7/ 145 - 146 رقم 3829) في الصلاة، باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها.

وفي الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي مناقب الأنصار، باب بنيان الكعبة وأخرجه مسلم في صحيحه (1/ 267 - 268 رقم 76 و 77) في الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة.

كلاهما من طريق عمرو بن دينار، سمعت جابر بن عبد الله يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة، وعليه إزاره، فقال له العباس عمه يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة قال: فحله فجعله كل منكبيه، فسقط مغشياً عليه، فما رؤي بعد ذلك عرياناً صلى الله عليه وسلم.

وقال الحافظ في الفتح (3/ 441) عن طريق النضر أبي عمر هذه:

"والنضر ضعيف، وقد خبط في إسناده، وفي متنه، فإنه جعل القصة في معالجة زمزم بأمر أبي طالب، وهو غلام".

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"النضر ضعفوه" قلت: =

ص: 2720

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النضر هذا هو ابن عبد الرحمن، أبو عمر الخزاز، وهو متروك. الكامل لابن عدي (7/ 2486 - 2488)، والتقريب (2/ 302رقم 96)، والتهذيب (10/ 441 رقم 804).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لشدة ضعف النضر أبي عمر وأما أصل القصة فثابت في الصحيحين -كما تقدم-، والله أعلم.

ص: 2721

918 -

حديث علي بن عمر (بن علي)(1) بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً:

"عورة الرجل على الرجل (2) كعورة المرأة على الرجل، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل".

قال: صحيح.

قلت: فيه (إبراهيم بن علي)(3) الرّافعي ضعّفوه.

(1) ما بين القوسين ليس في (أ).

(2)

إلى هنا ينهي متن الحديث في (ب)، وبعد، قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(3)

في (أ): (علي بن إبراهيم).

918 -

المستدرك (4/ 180): حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، وعلي بن الصقر السكري، قالا: ثنا إبراهيم بن حمزة الزهري، ثنا إبراهيم بن علي الرافعي، حدثني علي بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن أبيه، عن جله، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال، فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث ذكره في كنز العمال (7/ 330 رقم 19110)، وعزاه للحاكم فقط.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"الرافعي ضعفوه".

قلت: الرافعي هذا هو إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع الرافعي وهو ضعيف الكامل لابن عدي (1/ 256 - 257)، والتقريب (1/ 40 رقم 245)، والتهذيب (1/ 146رقم 262).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف الرافعي، وكذا حكم عليه الألباني في ضعيف الجامع (4/ 59رقم 3829) وعزا تخريجه لسلسلته الضعيفة رقم (3923) ولما يطبع.

ص: 2722

919 -

حديث أبي هريرة:

أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني رجل حُبِّبَ إليَّ الجمال (1)، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحب أن يفوقني أحد بشِرَاكٍ، أَوْ شِسْعِ، أَفَمِنَ الكبر هذا؟ قال:"لا، ولكن من الكَبر: بَطَر الحق (2)، وغَمْص الناس"(3).

قال: صحيح.

قلت: فيه عبد الرحمن بن عثمان (أبو بحر)(4)، قال أحمد: طرح الناس حديثه (5).

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(2)

قوله: (بَطَر الحق): هو أن يجعل ما جعله الله حقاً من توحيده وعبادته باطلًا.

وقيل: هو أن يتجبر عند الحق، فلا يراه حقاً. وقيل: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله./ النهاية (1/ 135).

(3)

غَمَص الناس: أي احتقرهم، ولم يرهم شيئاً./ النهاية (3/ 386).

(4)

في (أ): (وأبو الحز)، والعبارة ليست في (ب)، وما أثبته من التلخيص وإسناد المستدرك.

(5)

الجرح والتعديل (5/ 264 - 265 رقم 1252).

919 -

المستدرك (4/ 181 - 182): حدثني علي بن عيسى الحيري، ثنا الحسن بن محمد القباني، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، ثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رجل حبب إلي الجمال، وأعطيت منه =

ص: 2723

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ما ترى، حتى ما أحب أن يفوتني أحد بشراك نعلي أو شسع نعلي، أفمن الكبر هذا؟ قال:"لا، ولكن من الكبر بطر الحق، وغمص الناس".

تخريجه:

الحديث أخرجه أبو داود في سننه (4/ 352رقم 4092) في اللباس، باب ما جاء في الكبر، من طريق عبد الوهاب، حدثنا هشام، فذكره بنحوه.

ومن طريق أبي داود أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة (ص 369).

قال الأرناؤوط في حاشية جامع الأصول (10/ 615): "حديث صحيح".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده عند الحاكم عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي، أبو بحر البكراوي، وهو ضعيف. الجرح والتعديل (5/ 264 - 265 رقم 1252)، والكامل، (4/ 1605 - 1606)، والتهذيب (6/ 226 رقم 456)، والتقريب (1/ 490 رقم 1036).

ولم ينفرد عبد الرحمن هذا بالحديث، بل تابعه عليه عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي عند أبي داود -كما تقدم-.

وعبد الوهاب ثقة، أخرج له الجماعة، وعيب عليه أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، ورد ذلك الذهبي بقوله في الميزان (2/ 681):

"قلت: لكنه ما ضر تغيره حديثه، فإنه ما حدث بحديث في زمن التغير.

قال العقيلي: حدثنا الحسن بن عبد الله الزارع، حدثنا أبو داود، قال: تغير جرير بن حازم، وعبد الوهاب الثقفي، فحجب الناس عنهم".

وقال ابن حجر في هدى الساري (ص 423):

"احتج به الجماعة، ولم يكثر البخاري عنه، والظاهر أنه إنما أخرج له عمن سمع منه قبل اختلاطه، كعمر بن علي، وغيره، بل نقل العقيلي أنه لما اختلط حجبه أهله فلم يرو في الاختلاط شيئاً". =

ص: 2724

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: وأبو داود أخرج الحديث هنا من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، وهو ممن أخرج الشيخان لعبد الوهاب من طريقه -كما في فتح المغيث (3/ 340) - وانظر ترجمة عبد الوهاب هذا في الجرح والتعديل (6/ 71 رقم 369)، والتهذيب (6/ 449 رقم 934)، والكواكب النيرات مع حاشيته (ص 314 - 319 رقم 38).

وأما هشام بن حسان الأزدي، فتقدم في الحديث (661) أنه ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وقد روى له الجماعة.

ومحمد بن سيرين تقدم في الحديث (661) أيضاً أنه إمام كبير القدر ثقة ثبت، وروى له الجماعة أيضاً.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف أبي بحر، وهو صحيح لغيره بالطريق الصحيحة التي أخرجها أبو داود -كما تقدم-.

وأصل الحديث في صحيح مسلم (1/ 93رقم 147) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، قال رجل:

إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً، قال:

"إن الله جميل بحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس".

ص: 2725

920 -

حديث دحية الكلبي:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى هرقل، فلما رجع أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبْطيَّة (1)

الحديث.

قال: صحيح.

قلت: فيه انقطاع.

(1) من قوله: (فلما رجع) إلى هنا ليس في (ب).

والقبطية: الثوب من ثياب مصر، رقيقة بيضاء. النهاية (4/ 6).

920 -

المستدرك (4/ 187): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا يحيى بن أيوب العلاف بمصر، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ يحيى بن أيوب، حدثني موسى بن جبير، أن عباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب حدثه، عن خالد بن يزيد بن معاوية، عن دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بعثه إلى هرقل، فلما رجع أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبطية، فقال:"اجعل صديعها قميصاً، واعط صاحبتك صديعاً تختمر به، فلما ولى قال: "مرها تجعل تحتها شيئاً لئلا يصف".

تخريجه:

الحديث أخرجه البيهقي في سننه (2/ 234) في الصلاة، باب الترغيب في أن تكثف ثيابها.

والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 519).

كلاهما من طريق ابن أبي مريم، به نحوه.

وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 363 - 364رقم4116) في اللباس، باب في لبس القباطي للنساء. =

ص: 2726

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني في الكبير (4/ 267 رقم 4199).

كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن موسى بن جبير، أن عبيد الله بن عباس حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية، فذكره بنحوه، هكذا على أن شيخ موسى بن جبير هو عبيد الله بن عباس.

قال أبو داود عقبه مشيراً إلى الاختلاف: "رواه يحيى بن أيوب، فقال: عباس بن عبيد الله بن عباس".

قلت: كذا في سنن أبي داود: (عباس بن عبيد الله)، والذي في المستدرك، وسنن البيهقي، وتلخيص المتشابه للخطيب:(عباس بن عبد الله)، وانظر دراسة الِإسناد.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم وأعله الذهبي بالانقطاع، ويعني به بين خالد بن يزيد بن معاوية، وبين دحية الكلبي، نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في التهذيب (3/ 129).

فقال: "قال الذهبي: لم يلق (أي خالد) دحية الكلبي".

قلت: وفي سند الحديث عباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وتقدم ذكر الخلاف بين سنن أبي داود، وغيرها، وقد جاء اسمه في كتب التراجم موافقاً لما في أبي داود وهو:

عباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو مقبول. ثقات ابن حبان (5/ 258)، والتهذيب (5/ 123 رقم 215)، والتقريب (1/ 398 رقم 150).

وموسى بن جبير الأنصاري، المدني، الحذاء، مولى بني سلمة مستور. ثقات ابن حبان (7/ 451)، والتقريب (2/ 281 رقم 1443)، والتهذيب (10/ 339 رقم 596).

هذا ورواية الحاكم والبيهقي أرجح من رواية أبي داود والطبراني من حيث =

ص: 2727

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الاختلاف في شيخ موسى بن جبير، هل اسمه عبيد الله، أو عباس، لأن رواية أبي داود والطبراني من طريق ابن لهيعة، وتقدم في الحديث (614) أنه "ضعيف".

وأما رواية الحاكم والبيهقي فهي من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، أبو العباس المصري، وهو أوثق من ابن لهيعة، حيث تقدم في الحديث (519) أنه "صدوق ربما أخطأ".

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لما تقدم عن حال عباس، وموسى بن جبير، والله أعلم.

ص: 2728

921 -

حديث عبد الله بن جعفر:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران- رداء وعمامة.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: ولا واحد منهما.

921 - المستدرك (4/ 189): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا موسى بن هارون، ثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب، حدثني أبي، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه رضي الله عنه قال، فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في معجمه الصغير (1/ 233).

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 129)، وعزاه أيضاً لأبي يعلى، وقال:

"فيه عبد الله بن مصعب الزبيري (في المطبوع: الزهري)، ضعفه ابن معين".

قلت: أما لفظ أبي يعلى فهو مثل لفظ الحاكم، وأما لفظ الطبراني فقال فيه: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين أصفرين.

وكلاهما روى الحديث من طريق عبد الله بن مصعب.

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده عبد الله بن مصعب الزبيري وتقدم في الحديث (723) أنه صدوق يخطيء ومع ذلك فلم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة، فضلاً عن الشيخين.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لما تقدم عن حال عبد الله بن مصعب.

ص: 2729

922 -

حديث عقبة بن عامر:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهل الحلية (1)، ويقول:

"إن كنتم تحبون حلية الجنة، وحريرها فلا تلبسنها".

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: فيه أبو (عشانة)(2)، ولم يخرجا له.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(2)

في (أ): (عانة).

922 -

المستدرك (4/ 191): حدثنا أبو العباس، ثنا بحر بن نصر، ثنا عبد الله بن وهيب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يخبر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديث بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 145) والنسائي (8/ 156) في الزينة باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب.

وابن حبان (ص 352 - 353 رقم 1463).

والطبراني في الكبير (17/ 302 رقم 835).

أما الِإمام أحمد فمن طريق رشيدين بن سعد، وأما الباقون فمن طريق ابن وهب، كلاهما عن عمرو بن الحارث، به نحوه.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بأن أبا عشانة لم يخرج له الشيخان. =

ص: 2730

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو عشانة اسمه: حي -بفتح أوله، وتشديد التحتانية- ابن يومن -بضم التحتانية، وسكون الواو، وكسر الميم- المصري، وهو ثقة مشهور بكنيته لكن لم يخرج له الشيخان. الجرح والتعديل (3/ 276 رقم 1229)، والتقريب (1/ 208 رقم 661)، والتهذيب (3/ 71 رقم 138).

وعمرو بن الحارث تقدم في الحديث (901) أنه ثقة فقيه حافظ.

وعبد الله بن وهب تقدم في الحديث (624) أنه: ثقة فقيه حافظ عابد.

وبحر بن نصر بن سابق الخولاني تقدم في الحديث (661) أنه ثقة.

وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم تقدم في الحديث (531) أنه ثقة إمام محدث.

الحكم على الحديث:

من خلال ما تقدم في دراسة الِإسناد يتضح أن الحديث صحيح بهذا الإسناد، لكن ليس على شرط الشيخين على مراد الذهبي، لأنهما لم يخرجا لأبي عشانة، والله أعلم.

ص: 2731

923 -

حديث سهل (1) بن معاذ، عن أبيه مرفوعاً:

"من أكل طعاماً (2)، فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول (مني)(3)، ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه.

ومن لبس ثوباً، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول (مني)(3) ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه.

قال: صحيح.

قلت: أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون في إسناده، وهو ضعيف (4).

(1) في التلخيص: (سهيل)، والصواب ما أثبته من (أ) و (ب) والمستدرك.

(2)

إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب) وبعده قوله: (الخ) إشارة لاختصار متنه.

(3)

ليست في (أ) و (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وهو أتم للمعنى.

(4)

في (ب): (قلت: فيه أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، وهو ضعيف)، وفي التلخيص:(قلت: أبو مرحوم ضعيف، وهو عبد الرحيم بن ميمون)، وما أثبته من (أ).

923 -

المستدرك (4/ 192): حدثنا محمد بن صالح بن هانيء، ثنا السري بن خزيمة، ثنا عبد الله بن يزيد المقري، ثنا يحيى بن أيوب، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه واله وسلَّم- فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث أعاده الحاكم هنا، وكان قد رواه (1/ 507) فقال: حدثنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا =

ص: 2732

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء، ثنا سعيد بن أبي أيوب، ثنى أبي مرحوم فذكره بلفظه وأخرجه أحمد في المسند (3/ 439).

والبخاري في تاريخه (7/ 360 - 361).

وأبو داود (4/ 310 رقم 4023) في اللباس، باب منه.

والترمذي (9/ 425 رقم 3523) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام.

وأبو يعلى في مسنده (3/ 62 و 67 رقم 1488 و 1498).

ومن طريق أبي يعلي أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص 125 رقم 467).

وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 181 رقم 389).

جميعهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم، به ولفظ البخاري، وأبي يعلي، والطبراني مثله، ولفظ أبي داود نحوه، وزاد:"وما تأخر".

وأما أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وابن السني، فأخرجوا شطره الأول فقط.

قال الترمذي عقبه "هذا حديث حسن غريب".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي، مع أنه من طريق أبي مرحوم.

وأخرج شطره الأول ابن ماجه (2/ 1093 رقم 3285) في الأطعمة، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام، من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به بلفظه.

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون المعافري، مولاهم، =

ص: 2733

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المدني وهو صدوق زاهد. الجرح والتعديل (5/ 338 رقم 1597)، والتهذيب (6/ 308 رقم 603)، والتقريب (1/ 505 رقم 1178).

وأما قول الذهبي هنا عن أبي مرحوم هذا: "ضعيف"، فإنه بناء على اختياره لجرح من جرحه، فقد قال ابن معين عنه: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم يكتب حديثه، ولا يحتج به.

وأما النسائي فقال: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في ثقاته، ورجح الحافظ ابن حجر انه صدوق، وتبعه الشيخ الألباني في كتابه "إرواء الغليل"(7/ 48)، فذكر الأقوال السابقة، ثم قال:"فمثله يتردد النظر بين تحسين حديثه، وتضعيفه، ولعل الأول أقرب إلى الصواب، لأن الذين ضعفوه لم يفسروه ولم يبينوا سبب ضعفه". اهـ.

قلت: والحاكم هنا أخرج الحديث من طريق السري بن خزيمة، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن يحيى بن أيوب، عن أبي مرحوم، عن سهل، عن أبيه.

وأخرجه في الموضع السابق (1/ 607) من طريق عبد الصمد بن الفضل، عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم، عن سهل، عن أبيه.

وهذا اختلاف على عبد الله بن يزيد، والصواب رواية عبد الصمد بن الفضل، لأنه تابعه على ذكر سعيد بن أبي أيوب جماعة، منهم الِإمام أحمد، والبخاري، وغيرهم وعبد الله بن يزيد المقرىء تقدم في الحديث (608) أنه ثقة فاضل.

وتابع المقرىء عبد الله بن وهب عند ابن ماجه.

وابن وهب تقدم في الحديث (624) أنه ثقة فقيه حافظ عابد.

وأما سعيد بن أبي أيوب الخزاعي، مولاهم، المصري، أبو يحيى بن مقلاص، فهو ثقة ثبت، روى له الجماعة. الجرح والتعديل (4/ 66 رقم 277)، والتهذيب (4/ 7 - 8 رقم 9)، والتقريب (1/ 292 رقم 128). =

ص: 2734

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسهل بن معاذ بن أنس الجهني لا بأس به، إلا في رواية زبان عنه، وليس هذا الحديث منها. ثقات ابن حبان (4/ 321)، والتهذيب (4/ 258 - 259 رقم 442)، والتقريب (1/ 337 رقم 568).

الحكم على الحديث:

الحديث بإسناد الحاكم هنا ضعيف لمخالفة السري بن خزيمة للذين رووا الحديث عن المقرىء، قبل شيخه بجعل/ يحيى بن أيوب، والصواب سعيد بن أبي أيوب كما سبق.

ومن خلال ما تقدم في دراسة الِإسناد يتضح أن الحديث حسن لذاته من طريق الإمام أحمد وغيره، وحسنه أيضاً الشيخ الألباني في الموضع السابق، والله أعلم.

ص: 2735

924 -

حديث ابن عباس:

اعتمُّوا تزدادوا حلماً.

قال: صحيح.

قلت: فيه عبد الله بن أبي (حميد)(1) تركه أحمد (2).

(1) في (أ): (جميلة)، وما أثبته من (ب).

(2)

قوله: (تركه أحمد) ليس في (ب)، وعبارة أحمد:"ترك الناس حديثه".

الجرح والتعديل (5/ 312 - 313 رقم 1487).

924 -

المستدرك (4/ 193): حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المزني، ثنا أبو خليفة القاضي، ثنا أبو الوليد، ثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أسامة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعتموا تزدادوا حلماً".

تخريجه:

الحديث أخرجه البزار في مسنده (3/ 362رقم 2945) من طريق عبيد الله بن أبي حميد به مثله.

قال البزار عقبه: "لا نعلم له طريقاً عن ابن عباس إلا هذا، واختلف فيه من أبي المليح، فرواه عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح عن أبيه، وإنما أتى الاختلاف من عبيد الله، لأنه لم يكن حافظاً".

وأخزجه أبو يعلى في معجمه -كما في اللآليء (2/ 259).

وابن حبان في المجروحين (2/ 66).

وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 45).

جميعهم من طريق عبيد الله بن أبي حميد، به بلفظه.

وقد اضطرب ابن أبي حميد فيه كما أشار إلى ذلك البزار، فرواه عن =

ص: 2736

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي المليح عن أبيه، واسمه أسامة بن عمير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 162رقم 517).

وابن عدي في الكامل (6/ 2082).

والبيهقي في شعب الِإيمان -كما في الموضع السابق من اللآليء، وفيض القدير (1/ 556).

وابن عساكر -كما في اللآليء أيضاً.

جميعهم من طريق ابن أبي حميد، به بلفظه، وزاد ابن عدي، والبيهقي:"والعمائم تيجان العرب".

وله طريق أخرى عن ابن عباس.

أخرجها الطبراني في الكبير (12/ 221 رقم 12946) من طريق عمران بن تمام، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، رفعه بلفظه.

قال الهيثمي في المجمع (5/ 119): "فيه عمران بن تمام، وضعفه أبو حاتم بحديث غير هذا".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده عبيد الله بن أبي حميد غالب الهذلي، أبو الخطاب البصري وتقدم في الحديث (890) انه: متروك الحديث.

وللحديث علة أخرى أيضاً وهي أن عبيد الله هذا قد اضطرب فيه كما تقدم، فمرة يرويه عن أبي المليح، عن ابن عباس، ومرة يرويه عن أبيه، وتقدم كلام البزار عن هذه العلة.

وأما الطريق الأخرى التي رواها الطبراني عن عمران بن تمام، عن أبي جمرة، عن ابن عباس: ففي سندها عمران بن تمام هذا، وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (6/ 295 رقم 1634) وقال: "سألت أبي عنه، =

ص: 2737

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فقال: كان عندي مستوراً إلى أن حدث عن أبي جمرة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث منكر: أنه قال: من أكفاء الدين تفصح النبط، واتخاذ القصور في الأمصار". اهـ، وعلق ابن حجر على هذه العبارة في اللسان (4/ 344 رقم 990) بقوله:

"يعني فافتضح". اهـ. أي فافتضح أمر عمران هذا بروايته هذا الحديث المنكر فهو ضعيف وبالإضافة لوجود عمران في سنده، فإن شيخ الطبراني لم أجد من ذكره واسمه: محمد بن صالح بن الوليد النرسي، ولم يذكره السمعاني في كتابه الأنساب برغم ذكره لعدد من الرواة فمن يقال لهم:"النرسي"، وذكر محقق معجم الطبراني أن الألباني قال في مقال له نشر في مجلة "المسلمون" (ص 80 عدد 9) المجلد السادس:

"لم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال".

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإِسناد لشدة ضعف ابن أبي حميد، واضطرابه في الحديث.

وأما الطريق التي رواها الطبراني، فبالِإضافة لضعف عمران بن تمام، فيتوقف الحكم عليها على معرفة حال شيخ الطبراني، والله أعلم.

ص: 2738

925 -

حديث ابن عباس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس قميصاً، وكان فوق الكعبين، وكان كمه مع الأصابع.

قال: صحيح.

قلت: فيه مسلم الملائي، تالف.

925 - المستدرك (4/ 195): أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان، ثنا المعافى بن عمران، عن علي بن صالح بن حي، عن مسلم الملائي، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبس قميصاً وكان فوق الكعبين وكان كمه مع الأصابع.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن ماجه (2/ 1184 رقم 3577) في اللباس، باب كم القميص كم يكون؟

والطبراني في الكبير (11/ 88 رقم 11136).

وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 101 و 102).

ثلاثتهم من طريق مسلم الملائي، به ولفظ أبي الشيخ نحوه، ولفظ ابن ماجه والطبراني قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصاً قصير اليدين والطول.

قال البوصيري في الزوائد (4/ 86):

"هذا إسناد منه مسلم بن كيسان الملائي، الكوفي، وهو ضعيف". =

ص: 2739

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده مسلم بن كيسان الملائي الأعور، الكوفي، وتقدم في الحديث (540) أنه ضعيف.

الحكم على الحديث.

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف مسلم الملائي.

ص: 2740

926 -

حديث ابن عمر، قال:

لبس عمر قميصاً جديداً، ثم قال: مُدّ كُمِّي يا بني (والزق)(1) يدك بأطراف أصابعي، واقطع ما فضل عنها (2)

الحديث.

قال: صحيح.

قلت: فيه أبو عقيل يحيى بن المتوكِّل، ضعفوه.

(1) في (أ): (وألق)، وليست في (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2)

من قوله: (ثم قال: مد كمي) إلى هنا ليس في (ب).

926 -

المستدرك (4/ 195 - 196): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل، ثنا أبو سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لبس عمر قميصاً جديداً، ثم قال: مد كمي يا بني، والزق يدك بأطراف أصابعي، واقطع ما فضل عنهما، قال: فقطعت من الكمين، فصار فم الكمين بعضه فوق بعض، فقلت: لو سويته بالمقص، قال: دعه يا بني، هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل، قال ابن عمر فما زال القميص على أبي حتى تقطع، وما كنا نصلي (كذا) حتى رأيت بعض الخيوط تتساقط على قدميه.

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده يحيى بن المتوكل العمري المدني، أبو عقيل، وهو ضعيف./ الكامل لابن عدي (7/ 2663 - 2665)، والتقريب (2/ 356 رقم 160)، والتهذيب (11/ 270 - 271 رقم 540).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف يحيى بن المتوكل.

وأخرج هناد بن السري في الزهد (1/ 350 - 351 رقم 657) من طريق =

ص: 2741

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: بينما عمر جالس في أصحابه إذ أتي بقميص له كرابيس، فلبسه، فما جاوز بتراقيه حتى قال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم أقبل على القوم، فقال: هل تدرون لم قلت هؤلاء الكلمات؟ قالوا: لا، إلا أن تخبرنا. قال: فإني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أتي بثياب له جدد، فلبسها، ثم قال كما ذكرت لكم، ثم قال:"والذي بعثني بالحق ما من مسلم كساه الله ثياباً جدداً، فعمد إلى سمل من أخلاق ثيابه، فكساها عبداً مسلماً، لا يكسوه إلا كان في حرز الله، وفي جوار الله، وفي ضمان الله، ما كان عليه منها سلك حياً وميتاً"، قال: ثم مد عمر كم قميصه، لجأ بصر فيه فضلاً عن أصابعه، فقال لعبد الله بن عمر: أي بني هات الشفرة، أو المدية، فقام فجاء بها فمد كم قميصه على يده فنظر ما فضل عن أصابعه، فقده، فقال أبو أمامة قلنا يا أمير المؤمنين، ألا نأتي بخياط يكف هدبه؟ قال: لا، قال أبو أمامة فلقد رأيت عمر بعد ذلك، وإن هدب القميص لمنتشر على أصابعه ما يكفه.

والخبر أيضاً في مناقب عمر لابن الجوزي (ص 129)، وفي سنده عبيد الله بن زجر وتقدم في الحديث (885) أنه صدوق يخطيء.

ومطرح بن يزيد، أبو المهلب الكوفي ضعيف. الكامل (6/ 2440 - 2441)، والتقريب (2/ 253رقم 1169)، والتهذيب (10/ 171 رقم 322).

فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لأجلهما، وفي قوله: فقال -أي عمر لعبد الله بن عمر: أي بني

الخ الحديث شاهد للحديث الذي معنا، فيكون حسناً لغيره به عدا قول عمر: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فلم يرد له ذكر في هذا الحديث، والله أعلم.

ص: 2742

927 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"من كسا مسلماً ثوباً (1)، لم يزل في ستر الله ما دام عليه منه خيط، أو سلك".

قال: صحيح.

قلت: فيه خالد بن طَهْمان ضعيف.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.

927 -

المستدرك (4/ 196): حدثنا أبو علي الحافظ، أنبأ عبدان الأهوازي، ثنا إبراهيم بن مسلم بن رشيد إمام الجامع بالبصرة، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، ثنا خالد بن طهمان، عن حصين قال: كنت عند ابن عباس، فجاء سائل فسأل، فقال له ابن عباس: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، قال وتشهد أن محمداً رسول الله؟ - قال: نعم، قال: وتصلي الخمس؟ قال: نعم، وتصوم رمضان؟ قال: نعم، قال: أما إن لك علينا حقاً، يا غلام، اكسه ثوباً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"من كسا مسلماً ثوباً، لم يزل في ستر الله ما دام عليه منه خيط، أو سلك".

تخريجه:

الحديث أخرجه الترمذي (7/ 186 - 187 رقم 2602) في القيامة، باب منه، من طريق أبي أحمد الزبيري، به نحوه، ثم قال:

"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده خالد بن طَهْمان أبوالعلاء الكوفي، الخفّاف، مشهور بكنيته، وهو صدوق، إلا أنه اختلط، ورمي بالتشيع./ الكامل (3/ 890 - 891)، والتقريب (1/ 214 رقم 43)، والتهذيب (3/ 98 - 99 رقم 184).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لاختلاط خالد بن طهمان.

ص: 2743