المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب التوبة والإنابة - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٦

[ابن الملقن]

الفصل: ‌كتاب التوبة والإنابة

‌كتاب التوبة والِإنابة

955 -

حديث أبي ذر:

حدثنا الصادق المصدوق، فيما يرويه (1) عن ربه، قال:

"الحسنة (بعشر) (2) أمثالها، وأزيد، والسيئة واحدة وأغفرها له"(3)

الحديث.

قال: صحيح.

قلت: رواه مسلم (4).

(1) في (ب): (يروى).

(2)

في (أ): (بعشرة)، وليست في (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3)

من قوله: (بعشر أمثالها) إلى هنا ليس في (ب).

(4)

قوله: (قلت: رواه مسلم) ليس في التلخيص المطبوع، ولا المخطوط.

955 -

المستدرك (4/ 241): أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخزاعي بمكة حرسها الله تعالى، ثنا أبو يحيى بن أبي (مسرة)، ثنا عبد الله بن يزيد المقريء، ثنا همام بن يحيى، عن عاصم، عن المعرور بن سويد، أن أبا ذر رضي الله عنه قال: حدثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: =

ص: 2832

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الحسنة بعشر أمثالها، أو أزيد، والسيئة واحدة، أو أغفرها، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ما لم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا، ثم قال:"هذا حديث صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه" فتعقبه المتعقب هنا .. إما الذهبي، وإما ابن الملقن- بقوله:"رواه مسلم" وهو كذلك.

فالحديث أخرجه مسلم (4/ 2068 رقم 22) في الذكر والدعاء، والتوبة والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء

، من طريق وكيع، حدثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وأزيد، ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها، أو أغفر، ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة".

ثم أخرجه عقبه من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، نحوه، غير أنه قال:

"فله عشر أمثالها، أو أزيد".

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1255 رقم 3821) في الأدب، باب فضل العمل، من طريق وكيع بنحو سياق مسلم.

وأخرجه الِإمام أحمد في المسند (5/ 153 و 169) من طريق أبي معاوية، به نحو رواية مسلم.

وأخرجه أيضاً (5/ 148 و155 و 180) من طريق همام وأبي عوانة، وشيبان، ثلاثتهم عن عاصم، به نحو رواية الحاكم. =

ص: 2833

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث استدركه الحاكم على الشيخين فلم يصب، لأن مسلماً أخرجه كما سبق، من طريق المعرور بن سويد.

وأما بقية رجال إسناد الحاكم الذين لم يخرج الحديث مسلم من طريقهم، فبيان حالهم كالتالي:

عاصم هو ابن بهدلة وتقدم في الحديث (508) أنه: صدوق.

همام بن يحيى تقدم في الحديث (849) أنه: ثقة ربما وهم.

عبد الله بن يزيد المقريء تقدم في الحديث (608) أنه: ثقة فاضل.

أبو يحيى بن أبي مسرة جاء اسمه في المستدرك (ابن أبي ميسرة)، وتقدم في الحديث (748) بيان أن الصواب أن اسمه: عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة، لا ميسرة، وهو ثقة.

وشيخ الحاكم عبد الله بن إسحاق الخزاعي تقدم في الحديث (511) أن الدارقطني قال عنه: فيه لين، ولم أجد من تكلم عنه بجرح أو تعديل سواه.

الحكم على الحديث:

الحديث أخرجه الحاكم ومسلم كلاهما من طريق المعرور بن سويد. وإسناد الحاكم إلى من أخرج مسلم الحديث من طريقه فيه شيخه عبد الله بن إسحاق، وفيه لين، ولكنه لم ينفرد بالحديث كما سبق، والله أعلم.

ص: 2834

956 -

حديث: "يا عبادي"، ذكره وهو في مسلم.

956 - المستدرك (4/ 241): أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن فراش المكي الفقيه بمكة -حرسها الله تعالى-، ثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن الله تبارك وتعالى أنه قال:"يا عبادي، إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمت، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوت، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم، لم ينقص ذاك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم وجنكم، اجتمعوا في صعيد واحد، فسألوني، وأعطيت على إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله تعالى، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، به، ثم قال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة"، فتعقبه الذهبي بقوله:"هو في مسلم"، وهو كذلك.

فالحديث أخرجه مسلم (4/ 1994 - 1995 رقم 55) من طريق عبد الأعلى هذا، ومروان بن محمد الدمشقي، وذكره بسياق الدمشقي، ثم قال:"مروان أتمهما حديثاً" ولفظه: عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي، إني =

ص: 2835

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا. يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني، أهدكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي. كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المِخْيَط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه. ثم أخرجه مسلم أيضاً عقبه من طريق قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ذر.

قال مسلم: "وساق الحديث بنحوه، وحديث أبي إدريس الذي ذكرناه أتم من هذا" وهذه الطريق أخرجها الِإمام أحمد في المسند (5/ 160).

ثم أخرجه أيضاً -أي الِإمام أحمد- (5/ 154و 177).

والترمذي (7/ 196 - 198 رقم 2613) في صفة القيامة، باب منه.

وابن ماجه (2/ 1422 رقم 4257) في الزهد، باب ذكر التوبة.

ثلاثتهم من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر، به بنحو سياق مسلم. =

ص: 2836

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث استدركه الحاكم على الشيخين، فلم يصب، لأن مسلماً أخرجه كما سبق، من طريق أبي مسهر.

وأما بقية رجال إسناد الحاكم، فبيان حالهم كالتالي:

يزيد بن عبد الصمد الدمشقي اسمه: يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، وهو صدوق./ الجرح والتعديل (9/ 288 - 289 رقم 1231)، والتقريب (2/ 370 رقم 317)، والتهذيب (11/ 357 - 358 رقم 689).

وأما شيخ الحاكم فاسمه هنا إبراهيم بن فراش -بالشين-، وفي فهرس شيوخ الحاكم في رسالة الشيخ محمود الميرة:(فراس) -بالسين-، أبو إسحاق المكي الفقيه، ولم أجد من ذكره، حتى المزي لم يذكره في تلاميذ يزيد بن محمد.

الحكم على الحديث:

الحكم على إسناد الحاكم يتوقف على معرفة حال شيخه إبراهيم، فإن كان ثقة فإسناده حسن لذاته، والحديث ثابت من غير طريق الحاكم، حيث رواه مسلم كما سبق، والله أعلم.

ص: 2837

957 -

حديث أبي ذر:

أنه بال قائماً، فانتضح من بوله على (ساقيه)(1)، وقدميه، فقال له رجل: قد أصاب من بولك قدميك

الحديث (2).

قال: صحيح.

قلت: فيه (بشّار)(3) بن الحكم، وهو منكر الحديث واه (4).

(1) في (أ): (ساقه)، وليس في (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2)

من قوله: (فانتضح) إلى هنا ليس في (ب).

(3)

في (أ): (يسار)، ولم تنقط في (ب)، وما أثبته من سند الحديث في المستدرك وتلخيصه ومصادر الترجمة.

(4)

التعقيب على الحديث من قوله: (قلت) ليس في التلخيص المطبوع، ولا المخطوط.

957 -

المستدرك (4/ 241 - 242): حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا خالد بن خداش الزهراني، ثنا بشار بن الحكم، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن أبا ذر بال قائماً، فانتضح من بوله على ساقيه، وقدميه، فقال له رجل: إنه أصاب من بولك قدميك، وساقيك، فلم يرد عليه شيئاً حتى انتهى إلى دار قوم، فاستوهبهم طهوراً، فأخرجوا إليه فتوضأ، وغسل ساقيه، وقدميه، ثم أقبل على الرجل، فقال: ماذا قلت؟ فقال: أما الآن، فقد فعلت، فقال أبو ذر رضي الله عنه: هذا دواء هذا، ودواء الذنوب أن تستغفر الله عز وجل.

قال الحاكم عقبه: "هذا وإن كان موقوفاً، فإن إسناده صحيح عن أنس، عن أبي ذر، وهذا موضعه".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده بشار بن الحكم الضبي، البصري، أبو بدر، وهو منكر =

ص: 2838

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحديث، قال ذلك عنه أبو زرعة. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه، كأنه ثابت آخر، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب. وقال ابن عدي: منكر الحديث عن ثابت وغيره، ولا يتابع، وأحاديثة أفراد، وأرجو أنه لا بأس به./ اهـ. من المجروحين (1/ 191)، واللسان (2/ 16 رقم 57).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لشدة ضعف بشار بن الحكم هذا.

ص: 2839

958 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"إن عبداً أصاب ذنباً، فقال:(يا رب)(1) أذنبت ذنباً، فاغفر لي

" إلخ.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: أخرجاه (2).

(1) ليست في (أ).

(2)

قوله: (قلت: أخرجاه) ليس في التلخيص المطبوع، ولا المخطوط، وفي (ب): قلت: فقد أخرجاه).

958 -

المستدرك (4/ 242): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله، أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: كان قاص بالمدينة يقال له: عبد الرحمن بن أبي عمرة، فسمعته يقول:

سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن عبداً أصاب ذنباً، فقال: يا رب، أذنبت ذنباً، فاغفر لي، فقال له ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً آخر، فقال: يا رب، أذنبت ذنباً، فاغفره لي، فقال ربه عز وجل: "علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء، ثم عاد فأذنب ذنباً، فقال: رب اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً، فعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، إعمل ما شئت، غفرت لك".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ثم قال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، فتعقبه المتعقب هنا -إما الذهبي، أو ابن الملقن- =

ص: 2840

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بقوله: "أخرجاه"، وهو كذلك. فالحديث أخرجه البخاري (13/ 466 رقم 7507) في التوحيد، باب قول الله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ (15)} [الفتح: 15] ومسلم (4/ 2113 رقم 30) في التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب.

كلاهما من طريق همام، به نحوه.

وأخرجه مسلم أيضاً في الموضع نفسه برقم (29) من طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق، به نحوه، إلا أن الراوي عن حماد وهو عبد الأعلى بن حماد قال:

لا أدري، أقال في الثالثة، أو الرابعة:"إعمل ما شئت"؟

وأخرجه أحمد في المسند (2/ 296و 405 و 492 مرتين) من طريق يزيد بن هارون، وعفان، كلاهما عن همام، ومن طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق، ثلاثتهم، به نحوه.

ومن طريق حماد أيضاً أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 317 - 318 رقم 419) بنحوه.

دراسة الِإسناد:

الحديث استدركه الحاكم هنا على الشيخين، فلم يصب، حيث أخرجاه كلاهما من طريق همام، كما سبق.

وبقية رجال إسناد الحاكم بيان حالهم كالتالي:

يزيد بن هارون تقدم في الحديث (585) أنه: ثقة متقن عابد.

وعنه إبراهيم بن عبد الله بن يزيد السعدي، أبو إسحاق التيمي النيسابوري، وتقدم في الحديث (641) أنه إمام حافظ ثقة حجة.

وشيخ الحاكم هو محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني، المعروف بابن الأخرم، وتقدم في الحديث (523) أنه: إمام حافظ متقن حجة.

الحكم على الحديث:

الحديث أخرجه الحاكم والشيخان ثلاثتهم من طريق همام، وإسناد الحاكم إلى همام هذا صحيح كما يتضح من دراسة الِإسناد، والله أعلم. =

ص: 2841

959 -

حديث أنس مرفوعاً:

"من أذنب ذنباً، فعلم أن له رباً (1) إن شاء أن يغفر له، وإن شاء عذبه، كان حقاً على الله أن يغفر له".

قال: صحيح.

قلت: لا والله، وفيه جابر بن مرزوق المكي، ومن هو حتى يكون حجة؟ بل هو منكر، وحديثه منكر (2).

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث إشارة إلى اختصار متنه).

(2)

في التلخيص: (قلت: لا والله، ومن جابر حتى يكون حجة، بل هو نكرة، وحديثه منكر، والعمري هو الزائد أحد الثقات).

959 -

المستدرك (4/ 242): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو عمرو أحمد بن ألمبارك، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جابر بن مرزوق المكي، عن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبي طوالة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أذنب ذنباً، فعلم أن له رباً إن شاء أن يغفره له غفره له، وإن شاء عذبه، كان حقاً على الله أن يغفر له".

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن حبان في الثقات (7/ 20).

وأبو نعيم في الحلية (8/ 286 - 287).

كلاهما من طريق قتيبة بن سعيد، به نحوه.

وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في المجمع (10/ 211) -، قال الهيثمي عقبه:"فيه جابر بن مرزوق الجُدي، وهو ضعيف". =

ص: 2842

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 332 رقم 324)، وحكم عليه بالوضع، وذكر أنه أخرجه أيضاً أبو الشيخ في "أحاديثه"(18/ 2)، والطبراني في "حديثه عن النسائي"(313/ 1)، ومشرق بن عبد الله الفقيه في "حديثه"(60/ 2) جميعهم من طريق جابر، به.

دراسة الِإسناد:

الحديث مداره على جابر بن مرزوق الجُدِّي، المكي، شيخ من أهل جُدَّة، وسكن مكة، كنيته أبو عبد الرحمن. قال عنه أبو حاتم: مجهول. وقال ابن حبان: يأتي بما لا يشبه حديث الثقات عن الِإثبات، لا يجوز الاحتجاج به، وذكر بعض حديثه، ثم قال: وهذا خبر باطل، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أنس رواه، وأبو طوالة اسمه: عبد الله بن عبد الرحمن بن عمرو بن حزم الأنصاري، من ثقات أهل المدينة، ليس هذا من حديثه، فكأن القلب إلى أنه معمول أميل. ولخص الحكم عليه الذهبي بقوله: مجهول متهم. اهـ. من المجروحين (1/ 210)، وديوان الضعفاء (ص40 رقم 711) واللسان (2/ 88 رقم 361).

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لاتهام جابر بن مرزوق، وتقدم أن الألباني حكم عليه بالوضع، والله أعلم.

ص: 2843

960 -

حديث أنس مرفوعاً:

" (الندم) (1) توبة".

قال: على شرط البخاري، ومسلم.

قلت: فيه يحيى بن أيوب، وهذا من مناكيره.

(1) في (أ): (اللندم).

960 -

المستدرك (4/ 243): أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم الرازي. وحدثنا أبو النضر الفقيه، وأبو الحسن العنزي، قالا: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عثمان بن صالح السهمي، ثنا عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل، قال: قلت لأنس بن مالك: أسمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الندم توبة"؟ قال: نعم.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (ص 608 رقم 2452) من طريق عثمان السهمي، به مثله.

وأخرجه البزار (4/ 77 رقم 3239) من طريق شيخه عمرو بن مالك، ثنا عبد الله بن وهب، فذكره بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الندم توبة".

وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2668): ثنا ابن ناجية، وأحمد بن حفص، قالا: ثنا أحمد بن عيسى، ثنا يحيى بن راشد، عن حميد، عن أنس، فذكره بمثل سياق البزار.

قال ابن عدي عقبه: زاد ابن حفص: قال أحمد بن عيسى: كان ابن وهب يرويه عن يحيى بن أيوب، عن حميد، عن أنس، وثنا يحيى بن راشد -يعني عن حميد- فلم أسأل عنه ابن وهب.

ثم رواه ابن عدي عقبه من طريق أخرى عن يحيى بن راشد، ثم قال:

"وهذا لم يروه عن حميد غير يحيى بن أيوب، ويحيى بن راشد". =

ص: 2844

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: وكان ابن عدي، قد أخرجه (1/ 203) من طريق مروان بن معاوية، عن حميد، عن أنس، بمثل سياق البزار فلعله قصد الرواية التي تصلح للاعتبار، لأن هذه الطريق موضوعة كما سيأتي.

وأخرجه في الموضع من نفسه طريق علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، بمثل سابقه.

وكلا الطريقين يرويهما أحمد بن محمد بن حرب، وساقهما ابن عدي في ترجمته، ثم قال:"هذان الِإسنادان في " الندم والتوبة" باطلان".

وقال البزار عقب روايته للحديث:

"لا نعلمه يروي عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن حميد إلا يحيى، وعمرو حدث عن ابن وهب بأحاديث ذكر أنه سمعها بالحجاز وأنكر أصحاب الحديث أن يكون حدث بها إلا بالشام، أو بالمصر (كذا) ".

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 199): "رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسي، وضعفه غير واحد، ووثقه ابن حبان، وقال: يغرب، ويخطيء، وبقية رجاله رجال الصحيح".

دراسة الِإسناد:

الحديث أعله الذهبي بيحيى بن أيوب الغافقي، وتقدم في الحديث (519) أنه صدوق ربما أخطأ.

ولم ينفرد يحيى بن أيوب بالحديث، بل تابعه عليه يحيى بن راشد، ومروان ابن معاوية، وروى من طريق قتادة عن أنس أيضاً كما سبق في التخريج.

أما يحيى بن راشد المازني، أبو سعيد البصري، البراء -بموحدة وراء مشددة، ومد -، فهو ضعيف./ الكامل لابن عدي (7/ 2667 - 2669)، والتقريب (2/ 347 رقم 60)، والتهذيب (11/ 206 رقم 346). وأما مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري فهو ثقة حافظ، إلا أنه مدلس من الثالثة، ويدلس أيضاً تدليس الشيوخ، وقد عنعن هنا./ =

ص: 2845

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الجرح والتعديل (8/ 272 - 273 رقم 1246)، والتقريب (2/ 239 رقم 1026)، والتهذيب (10/ 96 - 98 رقم 177)، وطبقات المدلسين (ص 110 رقم 105).

ولكن مروان هذا ليس هو علة الحديث، فإن طريقه، وطريق حديث قتادة كلاهما يرويهما أحمد بن محمد بن حرب الملحمي الجرجاني، وتقدم أن ابن عدي قال عن الِإسنادين:"باطلان"، لأن أحمد بن محمد بن حرب هذا كذاب يضع الحديث، وصفه بذلك ابن عدي في الموضع السابق، وابن حبان./ انظر المجروحين لابن حبان (1/ 154)، واللسان (1/ 258 رقم 805).

وأما رواية البزار فإنها من طريق يحيى بن أيوب.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم ضعيف لما تقدم عن حال يحيى بن أيوب.

والطريق الأخرى التي رواها ابن عدي ضعيفة لضعف يحيى بن راشد.

والحديث بمجموع هذين الطريقين يكون حسناً لغيره.

وله شاهد من حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وجابر، وأبي سعيد الأنصاري، ووائل بن حجر رضي الله عنهم.

أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فله عنه طريقان:

1 -

يرويها عبد الله بن معقل بن مقرن.

أخرجها الحميدي في مسنده (ص 58 - 59 رقم 105).

وأحمد في المسند (1/ 376 و 433).

والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 374).

وعلي بن الجعد في مسنده (2/ 734و 848 رقم 1814و 2347).

من طريقة البغوي في شرح السنة (5/ 91 رقم 1307). =

ص: 2846

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1420 رقم 4252) في الزهد، باب ذكر التوبة.

والحاكم في مستدركه (4/ 243).

والبيهقي في سننه (10/ 154) في الشهادات، باب شهادة القاذف.

والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 199).

والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 49 رقم 1145)، وفي الموضح (1/ 248).

والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 42 - 43 و 43 رقم 13 و 14).

جميعهم من طريق سفيان الثوري، وابن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فقال له أبي: أأنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

"الندم توبة"، فقال عبد الله: أنا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الندم توبة"، والسياق للحميدي.

وأخرجه البخاري في الموضع السابق.

وأبو نعيم في الحلية (8/ 312).

والخطيب في الموضح (1/ 249).

ثلاثتهم من طريق عمر بن سعيد، عن عبد الكريم، به بنحو سياق سفيان.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1464) من طريق عبد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم، به بنحو سياق سفيان مختصراً.

وخالفهم جماعة فرووه عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، عن ابن معقل، به. =

ص: 2847

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 422 - 423) من طريق كثير بن هشام.

وأخرجه البخاري في الموضع السابق.

وعلي بن الجعد في مسنده (2/ 743 رقم 1815).

ومن طريقه الخطيب في الموضح (1/ 249).

كلاهما من طريق شريك.

وأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 33) من طريق النضر بن عربي.

جميعهم قالوا: عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، عن ابن معقل، به، إلا أن علي بن الجعد لم ينسب زياداً، ورواية البخاري توضحه لأنهما من طريق شريك.

وأخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 280) من طريق ابن جريج، عن عبد الكريم، عن زياد غير منسوب، عن عبد الله بن معقل، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة".

وأخرجه أيضاً في الموضح (1/ 249) من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الكريم، عن زياد غير منسوب.

وخالفهم مالك، فرواه عن عبد الكريم، عن رجل، عن أبيه، عن ابن مسعود، فذكره.

أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 199) من طريق ابن وهب، عن مالك، به.

ورواه خصيف، عن زياد بن أبي مريم، موافقاً لرواية السفيانين، ومن وافقهما، عن عبد الكريم.

أخرجه أحمد في المسند (1/ 423).

والبخاري في الموضع السابق. =

ص: 2848

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كلاهما من طريق معمر بن سليمان الرقي، حدثنا خصيف، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل، فذكره بنحو سياق الحميدي السابق.

ورواه سفيان أيضاً عن أبي سعد سعد بن المرزبان البقال، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

أخرج الحميدي في الموضع السابق.

وكذا البخاري في السابق أيضاً.

وقال سفيان عقبه: "والذي حدثنا به عبد الكريم أحب إلي، لأنه أحفظ من أبي سعد".

وقد تطرق لهذا الاختلاف جمع من المتقدمين والمتأخرين، فمنهم:

البخاري رحمه الله في تاريخه (3/ 374 - 375)، وقد يؤخذ من صنيعه ترجيحه لرواية من روى الحديث عن عبد الكريم، عن زياد بن أبي مريم كما قال الشيخ المعلمي في حاشيته على الموضح للخطيب (1/ 263).

ومنهم الخطيب البغدادي رحمه الله حيث أطال الكلام عن الاختلاف في هذا الحديث في كتابه الموضح (1/ 247 - 263)، وخلص من ذلك إلى ترجيح رواية من روى الحديث عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، وذكر أنه قول يحيى بن معين وعلي بن المديني، وهذا الذى رجحه الحافظ ابن حجر في التهذيب (3/ 384 - 385).

وأما الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على المسند (5/ 194 - 195)، فذهب إلى ترجيح رواية من روى الحديث عن عبد الكريم، عن زياد بن أبي مريم، ولم ينف الرواية الأخرى، بل قال:"لو حفظت رواية من رواه عن زياد بن الجراح، لكان صحيحاً أيضاً، لأن زياد بن الجراح ثقة".

وذهب الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله مذهباً آخر، وهو الجمع بين =

ص: 2849

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الروايتين؛ فإنه تطرق لهذا الاختلاف في موضعي، في حاشيته على الموضع السابق من تاريخ البخاري، وفي حاشيته على الموضع السابق من الموضح لأوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي، وأطال الكلام جداً في حاشيته على الموضح، وفي الآخر قال:

"ويظهر لي أن الحديث سمعه عبد الكريم من كلا الرجلين -زياد بن أبي مريم، وزياد بن الجراح مولى عثمان-، فحدث به في الجزيرة عن ابن الجراح، لأنه أشهر عندهم، وأنبه، وله عقب عندهم، وكذلك بالحجاز لأن مولى عثمان حجازي، ولذلك قال: زياد مولى عثمان، وحدث به في الكوفة عن زياد بن أبي مريم، لأنه كوفي معروف عندهم

" الخ.

2 -

يرويها منصور بن المعتمر، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود قال: قيل له: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الندم توبة"؟

قال: نعم.

أخرجه ابن حبان في صحيحه (2/ 6 رقم 601 من الإِحسان).

وأبو نعيم في الحلية (8/ 251).

والخطيب في تاريخه (9/ 405).

والسياق لابن حبان، ونحوه سياق الخطيب، ورفعه أبو نعيم مباشرة دون الاستفهام.

وسنده صحيح لكن فيه انقطاع.

خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ثقة روى له الجماعة، لكنه لم يسمع من ابن مسعود./ الجرح والتعديل (3/ 393 رقم 1808)، والتقريب (1/ 230 رقم 185)، والتهذيب (3/ 178 - 179رقم 338).

ومنصور بن المعتمر تقدم في الحديث (681) أنه: ثقة ثبت.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف لإِرساله.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه. =

ص: 2850

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 69).

والعقيلي في الضعفاء (4/ 259).

وابن عدي في الكامل (4/ 1381).

وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 140).

جميعهم من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة"، والسياق لهم.

ورواه عن ابن سيرين أبو هلال محمد بن سليم عند الطبراني، والعقيلي، وأبي نعيم، وعنه مورق بن سُخَيْتَ.

وعند ابن عدي رواه صالح المري، وأشار لهذه الرواية الطبراني.

أما الطريق الأولى فأبو هلال محمد بن سليم الراسبي صدوق، فيه لين./ الجرح والتعديل (7/ 273 رقم 1484)، والتقريب (2/ 166 رقم 267)، والتهذيب (9/ 195 - 196 رقم 301).

والراوي عنه مورِّق بن سخيت ذكره ابن حبان في ثقاته، وقال النباتي ليس بالمشهور وقال الذهبي في الميزان (4/ 198 رقم 8840): فيه جهالة، وانفرد بحديث قال العقيلي: لا يتابع عليه./ وانظر لسان الميزان (6/ 111 رقم 383).

قلت: هو مجهول، وأما الحديث فقد توبع عليه في الطريق الأخرى التي رواها صالح المري، لكن تقدم في الحديث (634) أنه ضعيف.

والراوي عنه علي بن حميد السلولي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب، وقال أبو زرعة: لا أعرفه. وذكره العقيلي وروى له حديثاً منكراً./ الضعفاء للعقيلي (3/ 228)، واللسان (4/ 227 رقم 599).

وأما حديث جابر رضي الله عنه يرفعه: "الندم توبة".

فأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1464و 1499) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، ومن طريق شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر. =

ص: 2851

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن لهيعة تقدم في الحديث (614) أنه ضعيف ومدلس من الخامسة وقد عنعن.

وأبو الزبير تقدم في الحديث (784) أنه مدلس من الثالثة وقد عنعن.

وعبد الله بن محمد بن عقيل تقدم في الحديث (639) أنه: صدوق في حديثه لين. وشريك تقدم في الحديث (497) أنه: صدوق يخطيء كثيراً.

ويرويه عن شريك الوليد بن بكير التميمي، أبو خباب، وهو لين الحديث./ الجرح والتعديل (9/ 2 رقم 4)، والتقريب (2/ 332 رقم 43)، والتهذيب (11/ 131 - 132 رقم 214).

وأما حديث أبي سعيد الأنصاري رضي الله عنه يرفعه:

"الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".

فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 306 رقم 775).

وأبو نعيم في الحلية (10/ 398).

كلاهما من طريق دحيم، عن ابن أبي فديك، عن يحيى بن أبي خالد، عن ابن أبي سعيد الأنصاري، عن أبيه، به.

قال الهيثمي في المجمع (10/ 199): "وفيه من لم أعرفه".

وأما حديث وائل بن حُجر رضي الله عنه يرفعه: "الندم توبة".

فأخرجه الطبراني أيضاً (22/ 41 رقم 101).

وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 209).

كلاهما من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل، به.

قال الهيثمي في المجمع (10/ 199): "فيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله وثقوا".

وعليه فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 2852

961 -

حديث أنس مرفوعاً:

"كُلُّ بني آدم خَطَّاء، وخير الخطّائين التوّابون".

قال: صحيح.

قلت: فيه علي بن مَسْعَدة، وقد لُيِّن.

961 - المستدرك (4/ 244): أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا زيد بن الحباب، ثنا علي بن مسعدة الباهلي، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الحديث. بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه أحمد في المسند (3/ 198).

وعبد بن حميد في مسنده (ص 223 رقم 1195).

والترمذي (7/ 202 رقم 2616) في صفة القيامة، باب منه.

والدارمي (3/ 212 رقم 2730) في الرقاق، باب في التوبة.

وابن ماجه (2/ 1420 رقم 4251) في الزهد، باب ذكر التوبة.

جميعهم من طريق علي بن مسعدة، به مثله، عدا لفظ أحمد فنحوه، وعنده زيادة في اللفظ.

قال الترمذي عقبه: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة، عن قتادة".

وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1850) من طريق علي، به نحوه.

دراسة الإسناد:

الحديث أعله الذهبي بقوله: "فيه علي بن مسعدة، وقد لين"، وهو علي بن مسعدة الباهلي، أبو حبيب البصري، وهو صدوق له أوهام./ الكامل =

ص: 2853

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (5/ 1850)، والتقريب (2/ 44 رقم 411)، والتهذيب (7/ 381 - 382 رقم 621).

وفي سند الحديث قتادة، وتقدم في الحديث (729) أنه مدلس من الثالثة، وقد عنعن هنا.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لتدليس قتادة، وضعف علي من قبل حفظه.

ص: 2854

962 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"إن لله مائة رحمة قسم بين أهل الدنيا

" (1) الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: فيه بكّار (السِّيرِيني)(2)، وهو ذاهب الحديث، قاله أبو زرعة (3).

(1) قوله: (بين أهل الدنيا) ليس في (ب).

(2)

في (أ): (السريبي)، وفي (ب):(السدي)، وما أثبته من سند الحديث في المستدرك وتلخيصه، ومصادر الترجمة.

(3)

الجرح والتعديل (2/ 409 - 410 رقم 1612).

962 -

المستدرك (4/ 248): حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا العباس بن الفضل، ومحمد بن غالب، قالا: ثنا بكار بن محمد السيريني، ثنا عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله مائة رحمة، قسم رحمة بين أهل الدنيا وسعتهم إلى آجالهم، وأخر تسعاً وتسعين رحمة لأوليائه، كان الله تعالى قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الدنيا إلى التسع والتسعين، فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة".

تخريجه:

الحديث أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 514): ثنا روح، ثنا عوف، عن محمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به نحوه.

وأخرجه في الموضع نفسه من طريق محمد بن جعفر، عن ابن سيرين، به نحوه.

وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن جعفر، عن خلاس بن عمرو، به نحوه.

وأخرجه أيضاً من طريق روح، ثنا عوف، عن خلاس بن عمرو، به نحوه. =

ص: 2855

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أيضاً من طريق روح، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا عوف، عن الحسن -أي البصري- قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره بنحوه.

وأخرجه (2/ 526) من طريق مؤمل، ثنا حماد، ثنا عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن لله عز وجل مائة رحمة، فجعل منها رحمة في الدنيا تتراحمون بها، وعنده تسعة وتسعون رحمة، فإذا كان يوم القيامة ضم هذه الرحمة إلى التسعة والتسعين رحمة، ثم عاد بهن على خلقه".

وأصل الحديث في الصحيحين.

فقد أخرج البخاري في صحيحه (10/ 431 رقم 6000) في الأدب، باب جعل الله الرحمة مائة جزء، و (11/ 301 رقم 6469) في الرقاق، باب الرجاء مع الخوف.

ومسلم (4/ 2108 رقم 17 و 18 و 19) في التوبة، باب في سعة رحمة الله.

أخرجه البخاري وحده من طريق سعيد المقبري، وهو ومسلم من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم أيضاً من طريق عطاء، والعلاء، جميعهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"، والسياق للبخاري.

دراسة الإسناد:

الحديث في سنده بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني، =

ص: 2856

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو ضعيف- قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، روى أحاديث مناكير، حدث عن ابن عون بما ليس من حديثه.

وقال أبو حاتم:

لا يسكن القلب عليه، مضطرب. وقال ابن عدي: على رواياته لا يتابع عليها.

وقال ابن حبان: لا يتابع على حديثه، حدث عن ابن عون والعمري أشياء معلولة، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا تفرد. وقال ابن معين: كتبت عنه، ليس به بأس. اهـ. من الكامل لابن عدي (2/ 477 - 478)، والميزان (1/ 341 رقم 1263)، واللسان (2/ 44 - 45 رقم 161).

ولم ينفرد بكار هذا بالحديث، بل تابعه عليه روح، ومحمد بن جعدر -كما تقدم- وروح هذا هو ابن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري، وتقدم في الحديث (859) أنه: ثقة فاضل.

ومحمد بن جعفر هو غندر، وتقدم في الحديث (532) أنه ثقة، صحيح الكتاب، وعوف بن أبي جميلة الأعرابي، العبدي ثقة، رمي بالقدر، والتشيع، روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 15رقم 71)، والتقريب (2/ 89 رقم 793)، والتهذيب (8/ 166 رقم 301).

ومحمد بن سيرين تقدم في الحديث (661) أنه: إمام كبير القدر ثقة ثبت.

وتابع ابن سيرين خلاس بن عمرو الهجري، وهو ثقة، وكان يرسل، وروى له الجماعة./ الجرح والتعديل (3/ 402 رقم 1844)، والتقريب (1/ 230 رقم 182)، والتهذيب (3/ 176 رقم 335).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف بكار السيريني، وهو صحيح لغيره بالطرق التي رواها الإِمام أحمد، وتقدم أن أصل الحديث في الصحيحين، والله أعلم.

ص: 2857

963 -

حديث أبي سعيد مرفوعاً:

"ما خلق الله (1) من شيءٍ إلا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق رحمته تغلب غضبه".

قال: صحيح.

قلت: هذا منكر، وفيه (عبد الرحيم)(2) بن كُرْدُم، وهو وإن كان غير مُضَعّف، فليس بالحجة.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث إشارة لاختصار متنه).

(2)

في (أ) و (ب): (عبد الرحمن)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ومصادر الترجمة.

963 -

المستدرك (4/ 249): أخبرني الحسين بن علي الدارمي، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عمر بن حفص الشيباني، ثنا أبي، ثنا عبد الرحيم بن كردم بن أرطبان بن غنم بن عون، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما خلق الله من شيء إلا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق رحمته تغلب غضبه".

تخريجه:

الحديث أخرجه البزار في مسنده (4/ 85رقم 3255) من طريق أبي مرحوم الأرطباني عبد الرحيم بن كردم، عن زيد بن أسلم، به بلفظه، ثم قال عقبه:

"لا نعلم رواه إلا أبو مرحوم، وهو بصري من أقارب ابن عون".

ورواه أبو الشيخ في الثواب، وابن عساكر في تاريخه -كما في المغني عن حمل الأسفار" للعراقي (4/ 147)، وفيض القدير (5/ 444) -.

قال الحافظ العراقي: "فيه عبد الرحمن (كذا) بن كردم، جهله أبو حاتم، وقال صاحب الميزان: "ليس بواه، ولا مجهول". =

ص: 2858

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسه الِإسناد:

الحديث في سنده أبو مرحوم عبد الرحيم بن كردم بن أرطبان، قال عنه أبو حاتم: مجهول، ووافقه عليه ابن القطان، وفسره ابن حجر بقوله: يعني مجهول الحال. وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: كان يخطيء، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على حديثه. وقال الذهبي: "ليس بواه، ولا هو مجهول الحال، ولا هو بالثبت، وكان قد قال في صدر الترجمة: "مجهول". اهـ. من الجرح والتعديل (5/ 339 رقم 1600)، والميزان (2/ 606 رقم 5035)، وديوان الضعفاء والمتروكين (ص 192 رقم 2518)، واللسان (4/ 7 رقم 12).

قلت: فأبو حاتم، وابن القطان، والذهبي يرون أنه: مجهول، والحافظ ابن حجر يرى أنه مجهول الحال، لأنه روى عنه أكثر من واحد، وهذا الذي تميل إليه النفس، والله أعلم.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة حال عبد الرحيم بن كردم. ويشهد له ما أخرجه البخاري في صحيحه (6/ 287 رقم 3194) في بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى:{وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ، و (13/ 384 و 440 و 522 رقم 7404و 7453 و 7553 و 7554) في التوحيد، باب قول الله تعالى:{ويحذركم الله نفسه} ، وباب قوله تعالى:{ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وباب قول الله تعالى:{بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} .

ومسلم (4/ 2107و 2108 رقم 14 و 15 و 16) في التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه، كلاهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما خلق الله الخلق: كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي"، واللفظ لمسلم.

ص: 2859

964 -

حديث جابر:

خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "خرج من عندي خليلي جبريل آنفاً (1)

" الحديث بطوله.

قال: صحيح.

قلت: لا والله، وفيه سليمان بن (هَرِم)(2) القرشي، وهو غير معتمد.

(1) من قوله: (فقال: خرج) إلى هنا ليس في (ب).

(2)

في (أ): (زهرم).

964 -

المستدرك (4/ 250 - 251): أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح المقريء، ثنا سليمان بن هرم القرشي. وحدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا عبيد بن شريك، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن سليمان بن هرم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "خرج من عندي خليلي جبريل آنفاً، فقال: يا محمد، والذي بعثك بالحق، إن لله عبداً من عبيده عَبَدَ الله تعالى خمس مائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، وأخرج الله تعالى له عيناً عذبة بعرض الأصبع تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل، وشجرة رمان تخرج له على ليلة رمانة فتغذيه يومه، فإذا أمسى نزل، فأصاب من الوضوء، وأخذ تلك الرمانة، فأكلها، ثم قام لصلاته، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجداً، وأن لا يجعل للأرض، ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد قال: ففعل، فنحن نمر عليه إذا هبطنا، وإذا عرجنا، فنجد له في العلم: أنه يبعث يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله عز وجل، فيقول له الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: رب، بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة =

ص: 2860

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= برحمتي، فيقول: يارب، بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: رب، بل بعملي، فيقول الله عز وجل الملائكة: قايسوا عبدي بنعمتي عليه، وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة، وبقيت نعمة الجسد، فضلاً عليه، فيقول: أدخلوا عبدي النار، قال: فيجر إلى النار، فينادي: رب، برحمتك أدخلني الجنة، فيقول: ردوه، فيوقف بين يديه، فيقول: يا عبدي، من خلقك، ولم تك شيئاً؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول: كان ذلك من قبلك، أو برحمتي؟ فيقول: بل برحمتك، فيقول: من قواك لعبادة خمس مائة عام؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول: من أنزلك في جبل وسط اللجة، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح، فأخرج لك كل ليلة رمانة، وإنما تخرج مرة في السنة، وسألتني أن أقبضك ساجداً، ففعلت ذلك بك؟ فيقول: أنت يا رب، فقال الله عز وجل: فذلك برحمتي، وبرحمتي أدخلك الجنة، أدخلوا عبدي الجنة، فنعم العبد كنت يا عبدي، فيدخله الله الجنة. قال جبريل عليه السلام:

إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد".

قال الحاكم عقبه: "هذا حديث صحيح الِإسناد، فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين".

تخريجه:

الحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 144 - 145).

والذهبي في الميزان (2/ 227 - 228).

كلاهما من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن سليمان بن هرم، به نحوه. قال العقيلي في ترجمة سليمان هذا:"مجهول في الرواية، حديثه غير محفوظ" وقال الذهبي عقبه: "لم يصح هذا، والله تعالى يقول: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} ولكن لا ينجي أحداً عمله من عذاب الله، كما صح، بلى، أعمالنا الصالحة هي من فضل الله علينا، ومن نعمه، لا بحول منا، ولا بقوة، فله الحمد على الحمد له". =

ص: 2861

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده سليمان بن هَرِم القرشي، وتقدم أن العقيلي قال عنه: مجهول في الرواية، حديثه غير محفوظ. وقال الأزدي: لا يصح حديثه./ انظر الميزان (2/ 227 - 228 رقم 3523).

قلت: وحيث لم يوثقه أحد، وروى عنه عبد الله بن صالح، والليث بن سعد، فهو مجهول الحال.

وأما قول الحاكم: "والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين"، فإن جهالة العين إذا ارتفعت عن سليمان هذا، لا يعني ذلك ارتفاع جهالة الحال.

الحكم علي الحديث:

تقدم إعلال الأزدي، والعقيلي، والذهبي للحديث، ومن خلال ما تقدم في دراسة الإسناد يتضح أن الحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة حال سليمان بن هرم.

ص: 2862

965 -

حديث أبي موسى مرفوعاً:

"لَيجيئنّ أقوام (1) من أمتي بمثل الجبال ذنوباً، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى".

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: فيه شدّاد بن سعيد (2) الرّاسِبي، وله مناكير.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.

(2)

في (أ) و (ب): (سعد)، وما أثبته من سند المستدرك وتلخيصه، ومصادر الترجمة.

965 -

المستدرك (4/ 252 - 253): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الحديث بلفظه، ثم قال الحاكم عقبه:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

ثم قال: وقد رواه الحجاج بن نصير، عن أبي طلحة بزيادات في متنه.

حدثنيه: علي بن حمشاذ، ثنا أبو مسلم، ومحمد بن غالب، قالا: ثنا حجاج بن نصير، ثنا شداد بن سعيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

"تحشر هذه الأمة على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، وصنف يجيئون على ظهورهم أمثال الجبال الراسيات، فيسأل الله عنهم -وهو أعلم بهم-، فيقول: ما هؤلاء؟ فيقولون: هؤلاء عبيد من عبادك، فيقول: حُطّوها عنهم، واجعلوها على اليهود، والنصارى، وأدخلوهم برحمتي الجنة". =

ص: 2863

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريجه:

الحديث قال عنه الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبى بقوله: "شداد له مناكير"، وفات الذهبي، وابن الملقن أن مسلماً أخرج الحديث من طريق شداد هذا متابعاً.

فالحديث أخرجه مسلم (4/ 2120 رقم 51) في التوبة، باب قبول توبة القاتل، وإن كثر قتله، من طريق حرمي بن عمارة، حدثنا شداد، أبو طلحة الراسبي، فذكر الحديث بنحو ما هنا، وفي آخره قال: فيما أحسب أنا.

قال أبو روح: لا أدري ممن الشك.

قلت: وأبو روح هو حرمي بن عمارة.

ومسلم رحمه الله أخرج هذا الحديث متابعاً لحديثين قبله.

فقد أخرج برقم (49) من طريق أبي أسامة، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى على مسلم يهودياً، أو نصرانياً، فيقول: هذا فكاكك من النار".

وأخرج أيضاً برقم (50) من طريق قتادة، أن عوناً، وسعيد بن أبي بردة حدثاه، أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً، أو نصرانياً"، قال: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو -ثلاث مرات-، أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فحلف له، قال: فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه، ولم ينكر على عون قوله.

وأخرجه أحمد في المسند (4/ 391) من طريق قتادة، بمثل رواية مسلم هذه رقم (50). =

ص: 2864

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أيضاً -أي أحمد- (4/ 410).

وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 80).

والبيهقي في شعب الِإيمان (1/ 264).

ثلاثتهم من طريق أبي أسامة، به، نحو رواية مسلم رقم (49)، إلا أنهما قالا:

"رجل من أهل الملل" بدلاً من قوله: "يهودياً، أو نصرانياً".

وأخرجه أحمد أيضاً (4/ 402) من طريق النضر بن إسماعيل القاص، ثنا بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به نحوه، ثم قال: قال أبو بردة: فاستحلفني عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو: أسمعت أبا موسى يذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: نعم، فَسُرَّ بذلك عمر.

وأخرجه أحمد أيضاً (4/ 407) من طريق محمد بن المنكدر، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من مؤمن يوم القيامة إلا يأتي بيهودي، أو نصراني، يقول:

هذا فدائي من النار".

وأخرجه البيهقي في الشعب أيضاً (1/ 265) من طريق قتادة، عن عون، وسعيد، كلاهما عن أبي بردة، به نحو رواية مسلم.

وأخرجه بحشل في تاريخ واسط (ص 128) من طريق أبي سفيان يحيى بن زياد الثقفي، عن سعيد بن أبي بردة، وذكر المرفوع منه بنحوه، إلا أنه قال:"رجل من أهل الشرك".

وأخرجه بحشل أيضاً (ص 119) من طريق الهيثم بن عبيد، عن أبي بردة، به نحو سابقه.

هذا بالنسبة للرواية الأولى عند الحاكم. =

ص: 2865

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أما الرواية الأخرى: "تحشر هذه الأمة على ثلاثة أصناف

" الحديث.

فأخرجها الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 470) من طريق حجاج، به مثله.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله.

"شداد له مناكير".

وشداد هذا هو ابن سعيد الراسبي، أبو طلحة البصري، وهو صدوق، إلا أنه يخطيء، وقد أخرج له مسلم، لكن في الشواهد./ الكامل لابن عدي (4/ 1363)، والتهذيب (6/ 314 - 317 رقم 541)، والتقريب (1/ 347 رقم 29).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف شداد من قبل حفظه، وهو صحيح لغيره بالطرق الأخرى، حيث أخرجه مسلم وغيره كما سبق، والله أعلم.

ص: 2866

966 -

حديث عائشة مرفوعاً:

"ما علم الله مِنْ عبدٍ ندامةً على ذنب، إلا غفر له قبل أن يستغفر منه "(1).

قال: صحيح.

قلت: بل فيه هشام بن زياد، وهو متروك.

(1) من قوله: (على ذنب) إلى هنا ليس في (ب).

966 -

المستدرك (4/ 253): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي، حدثني الحسن بن الصباح، ثنا محمد بن سليمان، ثنا هشام بن زياد، عن أبي الزناد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال

، الحديث بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (ص 458/ المكية) -، من طريق بزيع بن حسان أبي الخليل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أصاب ذنباً، فندم، غفر الله عز وجل له ذلك الذنب من قبل أن يستغفره. ومن أنعم الله عليه نعمة، فعلم أنها من الله كتب له شكرها من قبل أن يحمده عليها. ومن كساه الله ثوباً، فعلم أن الله والذي كساه لم يبلغ الثوب ركبتيه حتى يغفر له".

ثم أخرجه عقبه أيضاً من طريق سليمان بن داود المنقري، ثنا السكن أبو عمرو عبد الرحمن، ثنا الوليد بن أبي هشام، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكر نحوه.

قال الهيثمي في المجمع (10/ 199): "رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين، =

ص: 2867

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في أحدهما بزيع بن حسان أبو الخليل، وفي الآخر سليمان بن داود المنقري، وكلاهما ضعيف".

دراسة الإسناد:

الحديث برواية الحاكم في سنده هشام بن زياد بن أبي يزيد، أبو المقدام، وتقدم في الحديث (752) أنه: متروك.

وأما الطريقان اللذان رواهما الطبراني، فالأولى في سندها بزيع بن حسان، أبو الخليل، وهو متروك. قال ابن حبان:"يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المتعمد لها". وقال ابن عدي: له مناكير لا يتابع عليها، وقال الدارقطني: متروك، نقل ذلك عنه البرقاني، وقال: قلت: له عن هشام عجائب قال: هي بواطيل، ثم قال: كل شيء له باطل. وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة، يرويها عن الثقات. اهـ. من المجروحين (1/ 198 - 199)، وسؤالات البرقاني للدارقطني (ص 19 رقم 61)، الميزان (1/ 306 رقم 1159)، وديوان الضعفاء (ص 30 رقم 567)، واللسان (2/ 11 - 12 رقم 38).

والطريق الأخرى في سندها الوليد بن أبي هشام، ويقال: ابن هشام، الكوفي، مولى همدان، وهو مستور -كما في التقريب (2/ 336 رقم 95) -، وانظر التهذيب (11/ 156رقم 260).

وفي سندها سليمان بن داود المنقري الشاذكوني، وقد كذبه ابن معين، وطائفة ذكرهم الذهبي في الميزان (2/ 205 - 206)، وابن حجر في اللسان (3/ 84 - 88)، وحسن القول فيه طائفة أخرى، وأوسط الأقوال قول أبي حاتم عنه: إنه متروك، ولعل قول من رماه بالكذب محمول على ما ذكره عبدان الأهوازي، واختاره ابن عدي، من أنه كان يحدث من حفظه فيغلط./ انظر الكامل (3/ 1142 - 1145).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بإسناد الحاكم، وإسنادي الطبراني أيضاً لما تقدم في دراسة الإِسناد.

ص: 2868

967 -

حديث الأسود بن سريع:

أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بأعرابيّ أَسِير، فقال: أتوب إلى الله، ولا أتوب إلى محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عرف الحق لأهله"(1).

قال: صحيح.

قلت: فيه محمد بن مصعب ضعيف.

(1) من قوله: (فقال: أتوب) إلى هنا ليس في (ب).

967 -

المستدرك (4/ 255): أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إبراهيم القرشي ببغداد، ثنا موسى بن الحسن بن عباد، ثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا سلام بن مسكين، والمبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأعرابي أسير، فقال: أتوب إلى الله عز وجل، ولا أتوب إلى محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"عرف الحق لأهله".

تخريجه:

الحديث أخرجه الِإمام أحمد في المسند (3/ 435).

والطبراني في الكبير (1/ 263رقم 839 و 840).

كلاهما من طريق محمد بن مصعب، به مثله.

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 199): "فيه محمد بن مصعب وثقه أحمد، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده محمد بن مصعب القرقساني، وتقدم في الحديث (614) أنه: صدوق، إلا أنه كثير الغلط.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف محمد بن مصعب من قبل حفظه.

ص: 2869

968 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"قال ربكم عز وجل: لو أن عبادي أطاعوني، لأسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار

" الحديث.

قال: صحيح.

قلت: فيه صدقة بن موسى، ضعفوه (1).

(1) الحديث بكامله ليس في (ب).

968 -

المستدرك (4/ 256): أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب بهمدان، ثنا محمد بن الجهم بن هارون النمري، ثنا أبو داود، ثنا صدقة بن موسى، ثنا محمد بن واسع، عن سمير بن نهار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال ربكم عز وجل: لو أن عبادي أطاعوني، لأسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد".

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حسن الظن بالله، من حسن العبادة".

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جدِّدوا إيمانكم"، قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال:"أكثروا من قول: لا إله إلا الله".

تخريجه:

الحديث مداره على محمد بن واسع، يرويه عن سمير بن نهار.

وله عن محمد ثلاث طرق:

* الطريق الأولى: طريق صدقة بن موسى، عنه، وهي التي أخرجها الحاكم هنا من طريق أبي داود الطيالسي، عن صدقة.

والطيالسي أخرج الحديث في مسنده (ص 337 رقم 2586)، لكن جزءه الأول: "قال ربكم عز وجل

" بمثل لفظ الحاكم. =

ص: 2870

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الِإمام أحمد في المسند (2/ 359).

والترمذي في سننه (9/ 232 - 233) رقم/ 3604 / بتحقيق الدعّاس) في الدعوات، باب حسن الظن بالله من حسن العبادة.

والبزار في مسنده (1/ 319 رقم 664).

وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله تعالى"(ص 40 - 41 رقم 6).

جميعهم من طريق الطيالسي، به، ولفظ الِإمام أحمد بتمامه نحو لفظ الحاكم، وأما الترمذي وابن أبي الدنيا، فأخرجا جزءه الثاني فقط: "حسن الظن

".

وأما البزار فلم يخرج الثاني، ولفظه نحو لفظ الحاكم.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه".

أقول: وهذا الحديث عند الترمذي إنما هو في الرواية التي بتحقيق الشيخ عزت الدعاس، ولم أجده في بقية النسخ المطبوعة، وانظر تحفة الأشراف (10/ 109 رقم 13488).

وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1394) من طريق محمد بن عبد الله العاني، عن صدقة بن موسى، به نحوه، ولم يذكر لفظه الأول.

وأخرجه البيهقي في الزهد الكبير (ص 301 رقم 713) من طريق موسى بن إسماعيل، عن صدقة، به بلفظه الأول فقط نحوه.

* الطريق الثانية: طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، وقال: عن شتير بن نهار، عن أبي هريرة، به بجزئه الثاني فقط:"حسن الظن بالله من حسن العبادة".

أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 297 و304 و407 و 491).

وأبو داود في سننه (5/ 266 رقم 4993) في الأدب، باب في حسن الظن. =

ص: 2871

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الطريق الثالثة: طريق عبد السلام بن حرب، عن محمد بن واسع، عن ابن نهار العبدي، عن أبي سعيد، وذكر الحديث بجزئه الأول فقط، بنحوه.

أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (ص 300 رقم 712) من طريق عبد المؤمن العبسي، عن عبد السلام، هكذا بجعل الحديث من مسند أبي سعيد، وذكر البيهقي عقبه الرواية السابقة بجعله من مسند أبي هريرة، ثم قال:"هذا هو الصحيح".

دراسة الإسناد:

الحديث مداره على صدقة بن موسى الدقيقي، أبو المغيرة، أو أبو محمد السلمي، البصري، وهو ضعيف، ضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، والساجي، والدولابي، وقال ابن عدي: ما أقربه من السمين، وبعض حديثه يتابع عليه، وبعضه لا يتابع عليه. وقال الترمذي: ليس عندهم بذاك القوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به، ليس بقوي. وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم. وقال ابن حبان: كان شيخاً صالحاً، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكأن إذا روى قلب الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به. وقال البزار: ليس بالحافظ عندهم، وقال في موضع آخر: ليس به بأس.

وقال مسلم بن إبراهيم: ثنا صدقة الدقيقي، وكان صدوقاً. اهـ. من الجرح والتعديل (4/ 432 رقم 1895)، والكامل لابن عدي (4/ 1394 - 1395)، والتهذيب (4/ 418 - 419 رقم 721).

وتابع صدقة هذا حماد بن سلمة على جزء من الحديث -كما سبق-، وهو قوله: "حسن الظن

"، ولكن يبقى في الِإسناد سمير، ويقال: شتير بن نهار العبدي، البصري الذي روى الحديث عن أبي هريرة، ذكره الحافظ ابن حجر في التقريب (1/ 333 رقم 531)، وقال "صدوق"، وبالرجوع إلى التهذيب وجدته ذكره فيمن اسمه: شتير -بالشين- (4/ 312 رقم 533)، ونقل كلاماً عن البخاري سيأتي ذكره، ولم يذكر أن =

ص: 2872

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أحداً ذكره بجرح، أو تعديل، ثم قال في الآخر:"قلت: تقدم مبسوطاً في سمير"، وبالرجوع إلى الموضع الذي أشار إليه لم أجده ذكره فيه وكذا المزي رحمه الله، إنما ذكره في (شتير)(1/ 572)، وبالرجوع للكاشف (2/ 5 رقم 2261) وجدته ذكره في (شتير) ولم يذكر عنه جرحاً أو تعديلًا، وكذا في الخلاصة للخزرجي (ص 163)، وذكره البخاري في تاريخه (4/ 201 رقم 2490) فيمن اسمه (سمير)، فقال: سمير بن نهار، عن أبي هريرة قاله أبو موسى داود، عن صدقة بن موسى، عن محمد بن واسع، وقال لي محمد بن بشار: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ليس أحد يقول: شتير بن نهار إلا حماد بن سلمة، قال أبو نضرة: وكان من أوائل من حدث في هذا المسجد". اهـ.

وذكره ابن أبي حاتم (4/ 311 رقم 1358) وبيض له، وذكره ابن حبان في ثقاته (4/ 346)، وكلاهما ذكراه باسم (سمير) أقول: فالأولى بحال مثل هذا الراوي أن يقال عنه: مستور، والله أعلم.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف صدقة بن موسى، وما تقدم ذكره عن حال سمير بن نهار، والله أعلم.

ص: 2873

969 -

حديث ابن المنكدر قال:

إلْتقى ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، فقال له ابن عباس (1): أَيُّ آية أرجى عندك؟ قال:

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53)} [الزمر: 53](2)

الخ (3).

قال: صحيح.

قلت: فيه انقطاع.

(1) قوله: (عباس) ليس في (ب).

(2)

آية رقم (53) من سورة الزمر.

(3)

من قوله: (أرجى عندك) إلى هنا ليس في (ب).

969 -

المستدرك (4/ 260 - 261): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، قال: التقى عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، فقال له ابن عباس: أي آية في كتاب الله أرجى عندك؟ قال: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)، فقال: لكن قول إبراهيم بقوله:

{أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (260)} [البقرة: 260].

هذا لما في الصدور، ويوسوس به الشيطان، فرضي الله تعالى من قول إبراهيم بقوله:(أو لم تؤمن؟)، يريد:(قال: بلى).

تخريجه:

الحديث أعاده الحاكم هنا، وكان قد رواه (1/ 60) من طريق بشر بن حجر الشامي، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به نحوه. =

ص: 2874

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" فتعقبه الذهبي أيضاً بقوله: "فيه انقطاع".

والحديث أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير (1/ 316) -، من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن محمد بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، به نحوه، ولم يذكر قوله: "فرضي الله

" الخ.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (3/ 49) من طريق شعبة، قال: سمعت زيد بن علي يحدث عن رجل، عن سعيد بن المسيب، قال: اتعد عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو أن يجتمعا، قال: ونحن يومئذ شببة، فقال أحدهما لصاحبه: أي آية في كتاب الله أرجى لهذه الأمة؟

الحديث بنحوه، ولم يذكر قوله: "فرضي الله

" الخ.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور (3/ 43)، وعزاه أيضاً لعبد بن حميد، وابن المنذر.

دراسه الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"فيه انقطاع"، ويعني به بين ابن المنكدر، وابن عباس وابن عمرو.

ومحمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير ثقة فاضل روى له الجماعة، ولد سنة بضع وثلاثين، وقد سمع من ابن عباس، أما عبد الله بن عمرو، فلم أجد من نص على سماعه منه من عدمه، وسماعه منه محتمل، فإن ابن عمرو أقل ما قيل في سن وفاته رضي الله عنه أنها كانت سنة ثلاث وستين، وقيل أكثر من ذلك، وقد سمع ابن المنكدر ممن كانت وفاته قبل عبد الله بن عمرو، كعائشة رضي الله عنها، قال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري-: سمع -يعني ابن المنكدر- من عائشة؟ فقال: نعم، يقول في حديثه: سمعت عائشة./ انظر الجرح والتعديل (8/ 97 - 98 رقم 421)، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص 189 رقم 346)، وجامع =

ص: 2875

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= التحصيل (ص 332 رقم 713)، وسير أعلام النبلاء (5/ 353 - 361 رقم 163)، والتهذيب (9/ 473 - 475 رقم 767)، و (5/ 337 - 338)، والتقريب (2/ 210رقم 736).

أما الراوي عن ابن المنكدر، فهو الذي عليه مدار الحديث، وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، المدني، نزيل بغداد، ثقة، فقيه مصنف، روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (5/ 386 رقم 1802)، والتهذيب (6/ 343 - 344 رقم 660)، والتقريب (1/ 510 رقم 1231).

وأما الرواية الأخرى التي أخرجها ابن جرير من طريق شعبة، عن زيد بن علي، ففي سندها الراوي المبهم الذي يروي الحديث عن ابن المسيب.

الحكم على الحديث:

من خلال ما تقدم في دراسة الِإسناد يتضح أن الراجح اتصال سند الحديث، وعليه فيكون صحيح الإسناد، ويزداد قوة بالرواية الأخرى التي أخرجها ابن جرير، فهي وإن كانت ضعيفة لِإبهام الراوي عن ابن المسيب، فلا بأس بها في الشواهد، والله أعلم.

ص: 2876

975 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"إن الله يقول: من علم منكم أني ذو (قدرة) (1) على مغفرة الذنوب (غفرت) (2) له ولا أُبالي، ما لم يشرك بي شيئاً".

قال: صحيح.

قلت: فيه حفص بن عمر العدني، وهو واه.

(1) في (أ): (قوة)، والحديث بكامله ليس في (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2)

في (أ): (غفرتها).

970 -

المستدرك (4/ 262): أخبرني بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

"إن الله تبارك وتعالى يقول: من علم منكم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب، غفرت له، ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئاً".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 241 رقم 11615).

والبغوي في شرح السنّة (14/ 388 رقم 4191).

كلاهما من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، به مثله.

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده حفص بن عمر الجدني، وتقدم في الحديث (501) أنه ضعيف.

ولكنه لم ينفرد بالحديث، بل تابعه عليه إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني =

ص: 2877

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عند الطبراني، والبغوي، وإبراهيم هذا ضعيف أيضاً./ الكامل (1/ 241 - 242)، والتقريب (1/ 34 رقم 190)، والتهذيب (1/ 115 - 116 رقم 205).

والحكم بن أبان العدني، أبو عيسى ثقة صاحب سنّة -كما في الكاشف (1/ 244 رقم 1181) -، وانظر التهذيب (2/ 423 - 424 رقم736).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف حفص العدني، وهو حسن لغيره بالطريق الأخرى التي رواها الطبراني والبغوي عن إبراهيم بن الحكم، والله أعلم.

ص: 2878

971 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هَمّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب"(1).

قال: صحيح.

قلت: فيه الحكم بن مصعب، وفيه جهالة.

(1) من قوله (جعل الله له) إلى هنا ليس في (ب).

971 -

المستدرك (4/ 262): حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، ثنا علي بن الحسين بن الجنيد، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني الحكم بن مصعب، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال

، الحديث بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه أحمد في المسند (1/ 248).

وأبو داود في سننه (2/ 178 - 179رقم 1518) في الصلاة، باب في الاستغفار.

والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص 330 - 331 رقم456).

ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص 98 رقم 364).

وابن ماجه في سننه (2/ 1254 - 1255رقم 3819) في الأدب، باب الاستغفار.

ومحمد بن نصر في "قيام الليل"(ص 42).

والطبراني في الكبير (10/ 342 رقم 10665).

وابن حبان في المجروحين (1/ 249).

وأبو نعيم في الحلية (3/ 211). =

ص: 2879

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي في سننه (3/ 351) في صلاة الاستسقاء، باب ما يستحب من كثرة الاستغفار ..

والخطيب في تاريخه (5/ 58).

والبغوي في شرح السنّة (5/ 79 رقم 1296).

جميعهم من طريق الحكم بن مصعب، به، ولفظ أحمد، والنسائي، وابن نصر مثله، وعند أبي داود، وابن ماجه، والطبراني، وأبي نعيم والبغوي:"من لزم".

والباقي مثله، وعند ابن حبان:"من أدمن"، والباقي مثله، ولفظ الخطيب مثله، إلا أنه لم يذكر قوله:"ومن كل ضيق مخرجاً".

وهذا الحديث ذكره ابن حبان في ترجمة الحكم بن مصعب، وذكر حديثاً آخر قبله من طريق الحكم أيضاً، ثم قال:

"أما الحديث الأول فلا أصل له، ولا الثاني أيضاً بذلك اللفظ".

وقال البغوي: "هذا حديث يرويه الحكم بن مصعب بهذا الِإسناد، وهو ضعيف".

وقوله في الإسناد: "عن أبيه"، سقط من سنن ابن ماجه، ونبه على ذلك الحافظ الذهبي في المهذب (3/ 323) بقوله:

"رواه ابن ماجه، فأسقط: عن أبيه"، وقال أيضاً هناك:"الحكم مجهول".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده الحكم بن مصعب المخزومي الدمشقي، وهو مجهول -كما في التقريب (1/ 192 رقم 502) -، وانظر الجرح والتعديل (3/ 128 رقم 581)، والتهذيب (2/ 439 رقم 766).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لجهالة الحكم بن مصعب، والله أعلم.

ص: 2880