الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س58: هل يشترط نية الإمامة للإمام أم لا
؟
مثال ذلك: لو أن رجلاً كان يصلي منفرداً، فجاء شخص ودخل معه في الصلاة، فانتقل هذا المصلي من كونه منفرداً إلى كونه إماماً، فهل يصح ذلك أم لا؟
ج/الراجح في هذا أنه لا بأس به، والدليل على ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت:{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل في حجرته، وجدار الحجرة قصير فرأى الناس شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام الناس بصلاته (1)} ، ولما رواه ابن عباس قال:{بّتٌُ عند خالتي ميمونة بنت الحارث، فقلت لها: إذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيقظيني، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إلى جنبه الأيسر، فأخذني بيدي، فجعلني من شقه الأيمن (2)} ، وهذا وإن كان في النفل لكن القاعدة تقول {ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل} .
س59: هل يشترط نية الائتمام بالنسبة للمأموم
؟
مثال ذلك: لو أن رجلاً يصلي منفرداً ثم جاءت جماعة فدخل معهم، فهو انتقل من منفرد إلى مأموم، فهل يصح ذلك أم لا؟
ج/ الراجح أنه لا بأس بذلك؟ لأنه ثبت في السنة صحة الانتقال من الإنفراد إلى الإمامة، لحديث عائشة وابن عباس وقد تقدم ذكرهما، فدل هذا على أن مثل هذا التغير لا يؤثر، فكما يصح الانتقال من انفراد إلى إمامه، فإنه يصح الانتقال من انفراد إلى ائتمام ولا فرق.
س60: إذا نوى الإمام غير الإمامة والمأموم غير الائتمام، فما هي صور هذه المسألة
؟
ج/ هذه المسألة لها سبع صور:
(1) رواه البخاري ومسلم.
(2)
رواه البخاري ومسلم.
1.
أن ينوي الإمام أنه مأموم والمأموم أنه إمام، فهذه لا تصح للتضاد، لأن عمل الإمام غير عمل المأموم.
2.
أن ينوي كل واحد منهما أنه إمام للآخر، وهذه أيضاً لا تصح للتضاد، لأنه لا يمكن أن يكون الإمام في نفس الوقت مأموم فلا يكون هناك مأموم.
3.
أن ينوي كل واحد منهما أنه مأموم للآخر، فهذه أيضاً لا تصح، لأنهما في هذه الحالة لا يكون لهما إمام.
4.
أن ينوي المأموم الائتمام ولا ينوي الإمام الإمامة، مثل: أن يأتي شخصان إلى إنسان فيقتديا به فينويا أنه إمامهما، وهذا الذي يصلي لم يعلم بأن أحداً يصلي وراءه وأنه إمام له، فالراجح هنا أنه يصح أن يأتم الإنسان بشخص لم ينو الإمامة، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم {قام يصلي في رمضان ذات ليلة فاجتمع إليه ناس فصلوا معه ولم يكن علم بهم، ثم صلوا في الثانية والثالثة وعلم بهم ولكنه تأخر في الرابعة خوفاً من أن تفرض. عليهم} (1) ، ولأن المقصود المتابعة وقد حصلت، وفي هذه الحالة يكون للمأموم ثواب الجماعة، ولا يكون للإمام، لأن المأموم نوى فكان له ما نوى والإمام لم ينوِ فلا يحصل له ما لم ينوه.
5.
أن ينوي الإمام الإمامة دون مأموم، كرجل جاء إلى جنب رجل وكبر فظن الأول أنه يريد أن يكون مأموماً به فنوى الإمامة، والآخر لم ينو الإئتمام فهنا لا يحصل ثواب الجماعة لا للإمام ولا للمأموم، لأنه ليس هناك جماعة، قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:(وهذه لو قال قائل بصحتها لم يكن بعيداً بشرط أن يقتدي المأموم بالإمام. أما إذا لم يقتد بالإمام فلا، لأن الجماعة لم تحصل (2) (أ. هـ
6.
أن يتابعه بدون نيه، كما لو اقتدى شخص بشخص وهو محدث وخجل أن يذهب ليتوضأ فيتابعه وهو لم ينو الصلاة لأنه محدث، فهذه لا تصح والواجب عليه أن ينصرف.
7.
أن ينوي الإمام أنه إمام والمأموم أنه مأموم، وهذه صحيحة بلا إشكال.
(1) رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
(2)
الممتع2/ 300.