الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدح عقيدة أهل السّنة
(لنا سنة حسنا سنى جمَالهَا
…
على غير سنى مصون مخدر)
(فَإِن كشفت ريح الْعِنَايَة خدرها
…
فأبصرها من لم لَهَا قطّ يبصر)
(سبت عقله الزاكي بزاهي جمَالهَا
…
فهام بهَا من كَانَ عَنْهَا ينفر)
(وجا منهجا من نورها ناهجا بِهِ
…
عصابتها تعلو وتزهو وتفخر)
(أَبُو حَامِد مِنْهُم وَكم من ملاحة
…
لَهَا حجَّة الْإِسْلَام عَنْهَا تخبر)
(إِمَام الْهدى بَحر الْعُلُوم وَكَاشف
…
لأستار أسرار الْعُلُوم الْمنور)
(فكم من ستور كاشفا عَن محَاسِن
…
فلاح در أَلْفَاظ على تِلْكَ ينثر)
(فأضحت مليحات الْمعَانِي ضواحكا
…
كَمَا بمليح عَن مليح تعبر)
(وَمن كامن قد باهى سيد الورى
…
لمُوسَى وَعِيسَى فَهُوَ نعم الْمعبر)
(وَنعم طَرِيق سَارهَا عَن بَصِيرَة
…
وَنور وتوفيق بهَا هُوَ أخبر)
(أعندكم حبر كَهَذا فَقيل لَا
…
وناهيك ذَا مجد على الدَّهْر مفخر)
(عَن الْمُصْطَفى صلى عَلَيْهِ الهنا
…
بذا الشاذلي بَحر الْحَقَائِق مخبر)
(مناما رَآهُ عَنهُ يرويهِ عَالِيا
…
لنا كَابر عَن كَابر هُوَ أكبر)
(يحِق لنا أَن قد سلكنا طَريقَة
…
بهَا سَار يرضاها النذير المبشر)
(لَهَا الْمُصْطَفى مستحسن ومعاقب
…
لمنكرها جلدا مدى الدَّهْر نشكر)
(بذا صَحَّ إسنادي عَن ابْن حرازم
…
فَقِيه بِلَاد الْعَرَب إِذْ كَانَ يذكر)
مدح كتاب إحْيَاء عُلُوم الدّين
قلت قد أوضحت مَا أَشرت إِلَيْهِ فِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الْأَخيرينِ فِي كتاب كِفَايَة المعتقد ونكاية المنتقد فِي فصل سلوك الطَّرِيقَة وَالْجمع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة ومختصر ذَلِك أَن الشَّيْخ الإِمَام أَبَا الْحسن بن حرزهم بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا زَاي الْمَشْهُور بِابْن حرازم رضي الله عنه رأى لَيْلَة جُمُعَة فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ دَاخل من بَاب الْجَامِع الَّذِي عَادَته يدْخل مِنْهُ
وَإِذا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأبي بكر وَعمر رضي الله عنهما جُلُوس فِي مَكَان من الْجَامِع والنور على ذَلِك الْمَكَان سَاطِع وَكَانَ قد بَالغ فِي الْإِنْكَار على كتاب الْإِحْيَاء وَأمر بِجمع نسخه وعزم على إحراقها يَوْم الْجُمُعَة الْمَذْكُور لكَونه بِزَعْمِهِ خلاف السّنة وَإِذا بِالْإِمَامِ أبي حَامِد الْغَزالِيّ رضي الله عنه قَائِم تجاه النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا خصمي فَإِن كَانَ الْأَمر كَمَا زعم تبت إِلَى الله تَعَالَى وَإِن كَانَ شَيْئا تستحسنه يَا رَسُول الله حصل لي من بركتك فَخذ لي حَقي من خصمي ثمَّ جثا على رُكْبَتَيْهِ وَصَارَ يزحف عَلَيْهِمَا إِلَى أَن وصل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَنَاوَلَهُ كتاب الْإِحْيَاء وَقَالَ انْظُر فِيهِ يَا رَسُول الله فَنظر فِيهِ صلى الله عليه وسلم ورقة ورقة إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ (وَالله إِن هَذَا شَيْء حسن) ثمَّ نَاوَلَهُ أَبَا بكر فَنظر فِيهِ كَذَلِك ثمَّ قَالَ نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ يَا رَسُول الله أَنه لحسن ثمَّ نَاوَلَهُ عمر فَنظر فِيهِ كَذَلِك ثمَّ قَالَ كَمَا قَالَ أَبُو بكر
فَأمر صلى الله عليه وسلم بتجريد الْمُنكر الْمَذْكُور وضربه حد المفتري فَجرد وَضرب ثمَّ شفع فِيهِ أَبُو بكر رضي الله عنه بعد خَمْسَة أسواط وَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّمَا فعل هَذَا اجْتِهَادًا فِي سنتك وتعظيما لَهَا فغفر لَهُ أَبُو حَامِد عِنْد ذَلِك
فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ من مَنَامه وَأصْبح أعلم أَصْحَابه بِمَا جرى لَهُ وَمكث خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا وجعا من ذَلِك الضَّرْب ثمَّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
مسح يَده الْكَرِيمَة الْمُبَارَكَة عَلَيْهِ فشفي قلبه وقالبه ثمَّ نظر فِي الْأَحْيَاء ففهمه فهما خلاف الْفَهم الأول ثمَّ فتح عَلَيْهِ ونال من الْمعرفَة بِاللَّه وَالْعلم الْبَاطِن وَالْفضل الْعَظِيم مَا نَالَ برحمة الله الْكَرِيم
قلت فَهَذَا مُخْتَصر مَا روينَاهُ بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة عَن الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه الشهير أبي الْحسن الشاذلي رضي الله عنه وَعَن بعض ذُرِّيَّة الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه ابْن حرزهم الْمَذْكُور رضي الله عنه هُوَ عِنْدهم مَعْلُوم ومستفيض مَشْهُور وَفِي سيرة جده مَذْكُور مُحَقّق مسطور
أَخْبرنِي بِهَذَا الْمَذْكُور الرَّاوِي الْمَذْكُور من ذُرِّيَّة الشَّيْخ الْمَذْكُور محرما خَاشِعًا جاثيا على رُكْبَتَيْهِ فِي الْحرم الشريف زَاده الله شرفا
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْحسن الشاذلي وَلَقَد مَاتَ يَوْم مَاتَ وَأثر السِّيَاط ظَاهر على جِسْمه
أَخْبرنِي بذلك الشَّيْخ الْجَلِيل الْعَارِف بِاللَّه الفضيل الإِمَام شهَاب الدّين بن المتلق الشاذلي عَن الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه يلقوت الشاذلي عَن شَيْخه الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه قدوة الْمَسَاكِين