المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب المعجزات والمناقب والفضائل - مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي - جـ ٢

[ابن كثير]

الفصل: ‌كتاب المعجزات والمناقب والفضائل

فاضية

‌كتاب المعجزات والمناقب والفضائل

أحاديث المعجزات والمناقب والفضائل وهي مرتبة على أسماء الأعيان ثم القبائل ثم البلدان. قال أبو حافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي رحمه الله حدثنا أبو هشام حدثنا ابن فضيل حدثنا ابن ابي زياد عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن أبيه عن جده عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقلنا يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع والناس جياع فقالت الأنصار ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم «من كان عنده فضل طعام فليجئ به» فجعل الرجل يجئ بالمد والصاع وأكثر وأقل فكان جميع ما في الجيش بضعا وعشرين صاعا فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه فدعا بالبركة فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا ولا تنتبهوا فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته وأخذوا في أوعيتهم حتى إن الرجل ليربط كمّ قميصه فيملأه ففرغوا والطعام كما هو ثمّ قال النبي صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله لا يأتي بهما عبد محق إلا وقاه الله حرّ الناس ثمّ رواه أيضا عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني عن جرير عن يزيد بن ابي زياد

فذكره وسمى الغزوة تبوك وهذا إسناد حسن ولم يخرجوه وله شاهد في الصحيحين من حديث سلمة بن الأكوع في غزوة تبوك حديث آخر قال أبو يعلى حدثنا زهير حدثنا يونس بن محمد حدثنا يعقوب بن عبد الله

ص: 669

الأشعري حدثنا حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّي ممسك بحجزكم هلم عن النار.. هلم عن النار وقد تقدم في تفسير سورة براءة حديث آخر قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عمر بن الخطاب يعني السجستاني حدثنا إصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قيل لعمر حدثنا عن شأن العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل ليخر بعيره فيعثر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه فقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله إن الله قد عوّدك في الدعاء خيرا فادع لنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتحب ذلك يا أبا بكر قال نعم قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت فسكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر ثم قال البراز لا نعلمه يروى إلا بهذا الاسناد قلت وقد رواه الإمام الحبر محمد بن اسحاق بن خزيمة في صحيحه عن يونس ابن عبد الأعلى عن ابن هب والحافظ أبو حاتم بن حبان البستي في صحيحه أيضا عن عبد الله بن محمد بن سلم بن حرملة عن ابن وهب به قال الحافظ أبو الحسن الدارقطاني وكذا رواه أحمد بن صالح عن ابن وهب فلم يذكر الإسناد عتبة بن أبي عتبة قال والقول من أثبته

ص: 670

حديث آخر قال الحافظ أبو يعلى حدثنا ابراهيم بن الحجاج حدثنا حماد عن علي بن زيد عن أبي رافع عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالحجون وهو كئيب فقال اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذبني بعدها من قومي فنادى شجرة من قبل عقبة أهل المدينة فناداها فجاءت تشق الأرض حتى انتهت إليه فسلّمت عليه ثمّ أمرها فذهبت قال فقال ما أبالي من كذبني بعدها من قومي وهكذا رواه الإمام بن المديني عن حرمي بن عمارة عن حماد بن سلمة به وقال هذا إسناد بصري ولا نعرفه إلا من حديث حماد وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة من حديث عبيد الله ابن محمد بن عائشة عن حماد بن سلمة به قال وقد روينا في المبعث عن أبي سفيان عن أنس نحوه حديث آخر قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل إملاء حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن ابراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري قال أبو الحسن هذا من رهط أبي عبيدة بن الجراح أخبرنا إسماعيل بن مسلمة أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله عزوجل ياآدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد قال يارب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك غلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت ياآدم إنه لأحب الخلق إلي وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ثم قال البيهقي تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو

ص: 671

ضعيف والله أعلم ومن فضل الصديق قال الحافظ أبو بكر أحمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا محمد بن علويه الفقيه حدثنا أبو شعيب السوسي حدثنا يحي بن سعيد العطار حدثنا فرات بن السائب عن ميمون عن ابن عمر أن أبا موسى إذ كان واليا على البصرة كان إذا خطب يوم الجمعة حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النّبي صلى الله عليه وسلم ثم ثنى بعمر يدعو له ولا يترحم على أبي بكر رضي الله عنه فتقدم إليه ضبة بن محصن أين أنت من ذكر صاحبه صاحبه قبله تذكره بفضله ففعل ذلك جمع ثم كتب إلى عمر بقول ضبة بن محصن فكتب إليه عمر يأمره بتسريحه إليه فلما أتاه الكتاب قال اشخص إلى أمير المؤمنين فلما قدم المدينة استتأذن على عمر فدخل عليه فقال أنت ضبة بن المحصن قال نعم قال فلا مرحبا ولا أهلا قال أما المرحب فمن الله وأما الأهل فلا أهل ولا مال فعلام استحللت إشخاصي من مصر يا عمر بلا ذنب ولا جناية وسوء أتيته وما تبوء بذنب تعتذر منه قال لا قال فما شجر بينك وبين عاملك قال كان إذا خطب يوم الجمعة صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ثنّى بك يدعو لك ولا يترحم على أبي بكر فكان ذلك مما يغيظني منه قال أنت كنت أوفق منه وأفضل فهل أنت غافر ذنبي إليك قال نعم يغفر الله لك فاستبكى عمر حتى انتحب ثم قال والله ليوم أو ليلة من أبي بكر رضي الله عنه خير من عمر وآل عمر من لدن ولدوا أما ليلته فإنه لما توجه مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار جعل يمشي طورا أمامه وطورا خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ماهذا من فعالك يا أبا بكر قال بأبي أ، ت وأمي أذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون خلفك وأنفض الطريق يمينا وشمالا قال إنه ليس عليك بأس وكان النبي صلى الله عليه وسلم حافيا ولم يكن مخصر القدمين فحفى

ص: 672

فحمله أبو بكر الصديق رضي الله عنه على كاهله حتى انتهى به إلى الغار فلما ذهب ليدخله قال لا والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أستبرئه فدخل فنظر فلم ير شيئا يريبه فدخلا فلما قعدا فيه هنية اسفر لهما الغار بعض الإسفار فأبصر أبو بكر إلى خرق في الغار فألقمه قدمه مخافة أن يكون فيه دابة فتخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتؤذيه فهذه ليلته رضي الله عنه وأما يومه فإنه يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدّ من ارتدجّ من العرب وقالوا نصلي ولا نزكي ولا نجبى فأتيته لا آلوه نصحا فقلت يا خليفة رسول الله تألّف الناس وارفق بهم فإنهم بمنزلة الوحش فقال رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك جبّارا في الجاهلية خوّرا في الإسلام بماذا عسيت أن أتألّفهم بشعر مفتعل أو بسحر مفترى هيهات هيهات مضى النبي صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي والله لأجاهدنهم ما استمسك السيف في يدي وإن منعوني عقالا فوجدته في ذلك أمضى مني وأصرم وأدّب الناس على أمور هانت عليّ كثير من مؤنتهم حين وليتهم هذا يومه حديث آخر قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا بن أبي أويس حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن عمر رضي الله عنه أنه قال كان أبو بكر أحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال البراز لا يروى إلا من هذا الوجه ورواه الترمذي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به وقال صحيح غريب وأخرجه بن حبان في صحيحه عن محمد بن إسحاق الثقفي عن إبراهيم بن سعيد به ولفظهما أبو بكر سيدنا وخيرنا واحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري حدثنا أبو نعيم عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن

ص: 673

المنكدر عن جابر قال قال عمر رضي الله عنه أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا حديث آخر في فضل الصديق وفيه شرف عظيم لعمر رضي الله عنهما قا الحافظ أبو بكر الخطيب أخبرنا القاضي أبو علاء الواسطي أخبرنا أحمد ابن محمد بن عمرويه بن آدم ببغداد حدثنا جعفر بن أحمد بن الليث حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر الهمداني حدثنا عبد الله بن محمد جيهان حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني عمر بن الخطاب أنه ماسبق أبا بكر إلى خير قط إلا سبقه به فإن كان هذا محظوظا ففيه رواية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون من أحسن ما يذكر في باب رواية الأكابر عمّن دونهم كما في الصحيح من أنه عليه السلام أخبر سعد بن مالك عن خيرهم المؤمن المجاهد بماله وقد تقدم في هذا الحديث في كتاب الزكاة وفي تفسير قوله تعالى إن تبدو الصدقات فنعما هي شواهد وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن عمر قال ما سبقت أبا بكر إلى خير إلا سبقه به حديث في فضل علي رضي الله عنه قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا عبيد الله يعني القواريري حدثنا عبد الله ابن جعفر أخبرني سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال

ص: 674

لئن تكون لي واحدة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم قيل وما هن يا أمير المؤمنين تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكناه المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم يحل له فيها ما يحل له والراية يوم يخبر إسناد قوي لولا عبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي بن المديني فإنه ضعفه غير واحد من الأئمة منهم ابنه علي رحمه الله حديث آخر في فضل طلحة بن عبيد الله التميمي رضي الله عنه قال أبو داود الطيالسي رحمه الله في مسنده حدثنا أبو بكر الهذلي حدثنا أبو المليح الهذلي عن ابن عباس قال ذكرت طلحة لعمر رضي الله عنه فقال ذلك رجل فيه بأو منذ أصيبت يده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث غريب ولم يخرجوه وأبو بكر الهذلي قد ضعّف قال الجوهري رحمه الله في صحاحه البأو الكبر والفخر يقال بأوت على القوم أبأى بأوا قال حاتم وما زادنا بأوا على ذي قرابة غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر قلت فكان طلحة رضي الله عنه كان يفخر على غيره بما نال من إصابة يده يوم أحد حتى شلت لما وقى بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم في مسند الصديق رضي الله عنه أنه كان يقول عن يوم أحد ذاك يوم كان كله لطلحة وقد تقدم الحديث بتمامه حديث آخر قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن

ص: 675

الربيع حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أبو يعلى الجزري حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عمر عن عمر قال له الناس في الشورى ألا تشير علينا قال لا أبالي أن أفعل رءوس قريش ومن سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعة فسمي الستة وسعيد بن زيد هذا إسناد جيد وله شواهد وأبو يعلى الجزري هذا لم أعرفه والستة الذين سماهم في الشورى هم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهمفهؤلاء رءوس قريش في الجاهلية وسادة المسلمين في الإسلام وممن سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونص عليهم بأنهم من أهل الجنة وفيهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي أنه أنه من أهل الجنة وإنما تركه عمر ولم يذكره مع أهل الشورى لأنه من قبيلته وختنه على أخته فاطمة بنت الخطاب فخشى رضي الله عنه إن ذكره معهم أن يرجحوه لذلك فتركه وأما أبو عبيدة بن الجراح فكان قد مات قبل ذلك بنحو من ست سنين رضي الله عنه وأرضاه وإلا فقد كان عمر أهلا لذلك وفوق ذلك كما في الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد حيث قال حدثنا محمد بن فضيل حدثنا إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن أبي البختري قال قال عمر رضي الله عنه لأبي عبيدة بن الجراح ابسط يديك حتى أبايعك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنت أمين هذه الأمة فقال أبو عبيدة ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا فأمنا حتى مات هذا إسناد جيد وفيه انقطاع لأن أبا البختري لم يدرك عمر بل ولا عليا فيما قاله شعبة بن الحجاج وأبو حاتم الرازي طريق أخرى قال البزار حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا عبد الرزاق بن عمر الأيلي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر أن

ص: 676

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ثم قال البزار لا نعرف أحدا تابع عبد الرزاق هذا على هذا عن الزهري وإن كان قد رواه عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه عن عمر به حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا أبو المغيرة وعصام بن خالد قالا حدثنا صفوان عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حدّث أن بالشام وباء شديدا قال بلغني أن شدة الوباء في الشام فقلت إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حي استخلفته فإن سألني الله عزوجل لم استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قلت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل نبي أمينا وأميني أبو عبيدة بن الجراح فأنكر القوم ذلك وقالوا ما بال عليا قريش يعنون بني فهر ثم قال وإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربي لما استخلفته قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إته يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة هذا إسناد فيه انقطاع قال شريح بن عبيد وراشد بن سعد القارئين الحمصيين من التابعين الثقات إلا أنهما لم يدركا زمن عمر بن الخطاب وكأن هذا من المستفيض عندهم بالشام إلا أن ذكر استخلاف معاذ بن جبل الأنصاري على الأمة فيه غرابة لأن الأئمة من قريش فلا يجوز أن يكون من غيرهم عند جمهور علماء الأمة والله أعلم وقد رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من طريق أخرى فقال حدثنا الحسن بن سفيان عن أبي عمير بن النحاس عن ضمرة بن السّيّباني عن أبي العجفاء عن عمر

ص: 677

أنه قال لو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على يدي ربي فقال من استخلفت قلت قال عبدك ونبيك خالد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين ثم ذكر أبا عبيدة ومعاذا كما تقدم وقال بين يدي العلماء برتوة قال ضمرة كأنها أكثر من خطوة وهذا إسناد حسن وقد تقد في كتاب الفرائض حديث في فضل سالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما وأرضاهما حديث في فضل ابن مسعود رضي الله عنهما رضي الله عنهما قال أبو القاسم الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان ح وحدثنا عثمان بن عمر الضبي حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة ح وحدثنا أحمد بن عمرو القطراني حدثنا محمد بن الطفيل النخعي حدثنا شريك كلهم عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال كتب عمر رضي الله عنه إلى أهل الكوفة إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي أثرة إسناد قوي صحيح وقد اختاره الضياء في كتابه حديث في فضل مصعب بن عمير العبدري الذي قتل يوم أحد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حماية عنه رضي الله عنه وأرضاه روى الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله من حديث عبد العزيز بن عمر الخراساني الزاهد عن زيد بن أبي الزرقاء عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن اليزيد بن الأصم عمر قال نظر رسول الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلا

ص: 678

وعليه إهاب كبش قد تنطّق به فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا إلى هذا الرجل الذي نور له قلبه لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب ولقد رأيت عليه حلة شراوها أو شريت له بمائتي درهم فدعاه حب الله وحب رسوله إلى ما ترون فيه غرابة وانقطاع حديث في فضل زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وحبه وولده أسامة الحب بن الحب رضي الله عنهما وأرضاهما قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا مصعب يعني ابن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن محمد هو الدراوردي عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي فقلت إنما هجرتي وهجرة أسامة واحدة فقال إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وإنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وإنما هاجر بك أبواك هذا حديث صحيح رواه البخاري في كتاب الهجرة عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن ابن جريح عن عبيد الله بن عمر العمري به أطول من هذا قتل زيد بن حارثة أميرا بمؤتة في سنة سبع من الهجرة رضي الله عنه

ص: 679

.. أثر في فضل رأي عبد الله بن عباس وأبيه رضي الله عنهما قال الإمام أبو عبيد في كتاب الغريب كان سفيان بن عيينة يحدث عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس أنه شاور عمر في شيء فأعجبه كلامه فقال عمر نشنشة من أخشن هكذا كان سفيان يرويه بتقديم النون وأما أهل العلم بالعربية فيقولون غير هذا قال الأصمعي إنما هي شنشتة أعرفها من أخزم وهذا بيت رجز تمثل به قال والشنشتة قد تكون كالمضغة أو القطعة تقطع من اللحم وقال غير واحد بل الشنشنة مثل الطبيعة والسجية فأراد عمر إني أعرف فيك مشابه من أبيك في رأيه وعقله ويقال إنه لم يكن لقرشيمثل رأي العباس رحمه الله قال أبو عبيد وأخبرني ابن الكلبي أن هذا الشعر لأبي أخزم الطائي وهو جدّ حاتم الطائي أو جد جده وكان له ابن يقال له أخزم فمات أخزم وترك بنين فوثبوا يوما على جدهم أبي أخزم فقال إن بني زملوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم حديث في فضل الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وسيدي شباب أهل الجنةرضي الله عنهما قال الحافظ أبو يعلى حدثنا محمد بن مرزوق البصري حدثني حسين يعني الأشقر حدثني علي بن هاشم عن ابن أبي نافع عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت نعم الفرس تحتكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ونعم الفارسان هما غريب من هذا الوجه وحسين بن حسن الأشقر هذا شيعي ضعيف

ص: 680

حديث آخر قال أبو بكر الإسماعيلي أخبرني عبد الله بن زيدان حدثنا قاسم بن مؤمل المقري حدثنا جعفر بن محمد بن إسحاق الأزرق حدثنا إسحاق عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح قال قال علي أنشدك بالله أسمعت عمر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال شريح نعم وذكر قصة تحاكم علي مع ذلك اليهودي إلى شريح في شأن الذرع التي فقدها علي رضي الله عنه وهو غريب الإسناد أيضا والله أعلم فأما قول عمر رضي الله عنه في صهيب بن سنان الرومي نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه فهو مشهور عنه ولم أره إلى الآن بإسناد عنه والله الموفق وقد ذكره أبو عبيد في كتاب الغريب ولم أره أسنده قال ووجهه أن صهيبا إنما يطيع الله حبا له لا مخافة عقابه يقول فولم يكن عقاب يخافه ما عصى الله

ص: 681

..

أثر في فضل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه وأرضاه قال الترمذي في الشمائل حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال عرضت بين يدي عمر فألقى جرير رداءه ومشى في إزار فقال له خذ رداءك فقال عمر للقوم مارأيت رجلا أحسن صورة من جرير إلا ما بلغنا من صورة يوسف الصديق عليه السلام إسناده جيد قوي وقد كان جرير من أحسن الناس وجها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن على وجهك مسحة ملك فرضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين حديث آخر في فضل زينب بنت جحش أم المؤمنين قال أبو بكر البزار حدثنا علي بن نصر ومحمد بن معمر واللفظ له قالا حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى أن عمر كبر على زينب بنت جحش أربعا ثم أرسل إلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدخل هذه قبرها فقلن من كان يدخل عليها في حياتها ثم قال عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن بنا لحوقا أطولكن يدا فكن يتطاولن بأيديهن وإنما كان ذاك أنها كانت صناعا تعين بما تصنع في سبيل الله ثم قال قد روي من وجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يروه أجل من عمر ورواه غير واحد عن إسماعيل عن الشعبي مرسلا وأسنده شعبة فقال عن أبي أبزى ولا نعلم حدث به عن شعبة إلا وهب

-682

ص: 682

.. أثر في فضل غضيف بن الحارث الكندي قال أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن برد أبي علاء عن عبادة بن نسي أن عمر بن الخطاب قال لغضيف بن الحارث نعم الفتى غضيف فعلمه أبو ذر فقال يا غضيف استغفر لي فقال وأنت أحق أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أن تستغفر لي قال أبو ذر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ضرب الحق على لسان عمر يقول به وإني سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف فاستغفر لي فاستغفر له غضيف بن الحارث هذا صحابي فيما حكاه بن أبي حاتم وكنيته أبو أسماء السكوني وقيل الأزدي وهو ابن زنيم الثمالي عداده في الحمصيين أثر في فضل عمرو بن الأسود العنسي الشامي أحد التابعين العابدين الناسكين الزاهدين قال الإمام أحمد في المسند حدثنا أبو بكر عن حكيم بن عمير وضمرة بن حبيب قالا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود فيه انقطاع بين حكيم بن عمير وضمرة بن حبيب العنسيين الشاميين الحمصيين وبين عمر بن الخطاب فإنهما لم يدركاه لكن هذا مما يؤخذ عنهم فإنهما من

ص: 683

قبيلة عمرو بن الأسود وبلده وهما من الثقات فهذا عندهما من المشهورات وكأن عمر رضي الله عنه رواه بالشام لما قدمها من فتح بيت المقدس والله أعلم

حديث في فضل أويس بن عامر القرني أحد التابعين رحمه الله قال الإمام أحمد في المسند حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال لما أقبل أهل اليمن جعل عمر رضي الله عنه يستقرئ الرفاق فيقول هل فيكم أحد من قرن حتى أتى على قرن فقال من أنتم قالوا قرن فوقع زمام عمر أو زمام أويس فناوله أو ناول أحدهما الآخر فعرفه فقال عمر ما اسمك قال أويس قال هل لك والدة قال نعم قالا فهل كان بك من البياض شيء قال نعم فدعوت الله فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به لربي قال له عمر استغفرلي قال أنت أحق أن تستغفر لي أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه لإلا موضع الدرهم في سرته فاستغفر له ثم دخل في غمار الناس فلم يدر أين وقع قال فقدم الكوفة قال وكنا نجتمع في حلقة فنذكر الله عزوجل فيجلس معنا فكان إذا ذكر هو وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع حديث غيره فذكر الحديث هكذا رواه الإمام أحمد مختصرا وقد رواه الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله في صحيحه مطولا جدا فقال حدثنا محمد بن المثني حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة

ص: 684

عن زارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه إمداد أهل اليمن سألهم أيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال من مراد ثم من قرن قال نعم قال ألك والدة قال نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بر بها لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يغفر لك فافعل فاستغفر لي فاستغفر له فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال اى أكتب لك إلى عاملها قال أكون في غبراء الناس أحب إلي قال فلما كان العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال تركته رث الهيئة قليل المتاع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بار بها لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يغفر لك فافعل فأتى أويسا فقال استغفرلي قال أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال استغفر لي قال لقيت عمر قال نعم قال فاستغفر له قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة وكان كل من رآه قال من أين لأويس هذه البردة ثم قال مسلم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم هكذا أورد حديث أويس الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه جامع المسانيد من كتاب مسلم من هذين الوجهين ولم يسقه من مسند الإمام ولا عزاه إليه وقال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في كتابه الأطراف حديث أويس القرني بطوله رواه مسلم في الفضائل عن زهير بن حرب عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن سليمان بن المغيرة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن إسحاق

ص: 685

ابن ابراهيم ومحمد بن المثنى وبندار ثلاثتهم من عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن زرارة بن أوفى كلاهما عن أسير بن جابر عن عمر به وعن زهير بن حرب ومحمد بن المثنى كلاهما عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة به مختصرا انتهى كلامه وفيه مخالفة لابن الجوزي والله أعلم وقال الإمام علي بن المثنى وقد رواه من طرق وهذا حديث بصري لم نجد لأهل الكوفة فيه حديثا مثل ما رواه أهل البصرة قلت تفرد بهذا الحديث عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أسير ويقال يسير ابن جابر ويقال ابن عمرو أبو الخيار المحاربي ويقال العبدي ويقال الكندي ويقال الدرمكي ويقال القتباني البصري روى عن عمر وسهل بن حنيف وخريت ابن فاتك وأبي مسعود البدري وروى عنه جماعة منهم ابنه قيس وأبو إسحاق الشيباني ومحمد بن سيرين وأبو عمران الجوني قال علي بن المديني أسير بن جابر هذا من أصحاب ابن مسعود روى عنه أهل البصرة سمعت سفيان بن عيينة يقول قدم أسير بن جابر البصرة فجعل يحدثهم فقالوا هذا هكذا فكيف النهر الذي شرب منه يعنون عبد الله بن مسعود أي أنه منه أخذ العلم قال علي وأهل البصرة يقولون أسير بن جابر وأهل الكوفة يقولون أسير بن عمرو ومنهم من يقول يسير وقال العوام بن حوشب ولد في مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومات سنة خمس وثمانين وقد روى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي طريق أخرى لحديث أويس القرني قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا هدبة بن خالد أبو خالد حدثنا مبارك بن فضالة حدثني أبو الأصفر عن صعصعة بن معاوية قال كان أويس بن عامر رجل من قرن وكان من أهل الكوفة وكان من التابعين وخرج به وضح فدعا الله أن يذهبه فأذهبه فقال اللهم دع في جسدي منه ما أذكر به نعمك علي فترك له مايذكر به نعمة الله عليه وكان رجل يلزم المسجد في ناس من أصحابه وكان ابن عم له يلزم

ص: 686

السلطان يولع به فغن رآه من قوم أغنياء قال ماهو إلا أن يستأكلهم وإن رآه مع قوم فقراء قال ماهو إلا أن يخدعهم وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سبه وكان عمر بن الخطاب يسأل الوفود إذا قدموا عليه من الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك فقال هل تعرفون أويس بن عامر القرني قال ابن عمه يا أمير المؤمنين هو ابن عمي وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ ما أن تعرفه أنت يا امير المؤمنين فقال له عمر ويلك هلكت ويلك هلكت إذا أتيته فأقرئه مني السلام ومره فليفد إلي فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد قال فرأى أويسا فلم به فقال استغفرلي يا ابن عمي قال غفر الله لك يا ابن عم قال وأنت يغفر الله لك يا أويس ابن عامر أمير المؤمنين يقرئك السلام قال ومن ذكرني لأمير المؤمنين قال هو ذكرك وأمرنا أن نبلغك أن تفد إليه قال سمع وطاعة لأمير المؤمنين فوفد إليه حتى دخل على عمر رضي الله عنه فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله أن يذهبه عنك فأذهبه فقلت اللهم دع في جسدي منه ما أذكر به نعمتك علي فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمته عليك قال وما أدراك يا أمير المؤمنين فوالله ما اطلع على هذا بشر قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر يخرج به وضح يدعو الله تعالى أن يذهبه عنه فيذهبه فيقول اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي فيدع له منه مايذكر به نعمته عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له فاستغفر لي يا أويس بن عامر فقال غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال وأنت غفر الله لك ياأويس بن عامر قال فلما سمعوا عمر قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل استغفر لي يا أويس وقال آخر استغفر لي ياأويس فلما كثروا عليه انساب فما رؤي حتى الساعة وهذا إسناد حسن إلا أن أبا الأصفر هذا لا أعرفه ولم يذكره أبو حاتم الرازي فأما صعصعة بن معاوية التميمي هذا فصحابي وهو أخو جزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس رضي الله عنهم

ص: 687

طريق أخرى روى الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في مسند عمر من حديث معلل بن نفيل حدثنا محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن سالم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر إذا رأيت أويسا القرني فقل له فليستغفر لك فإنه يشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر بين كتفيه علامة مثل الدرهم هذا منكر جدا من هذا الوجه ومخالف لما تقدم ومحمد بن محصن هذا هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عكاشة بن محصن العكاشي كذبه يحي بن معين وأبو حاتم الرازي وضعفه باقي الأئمة ولنذكر ترجمة أويس القرني ليعرف حاله وبالله المستعان فإنه نقل الحافظ أبو أحمد بن عدي عن الإمام مالك بن أنس أنه كان ينكر وجود أويس يقول لم يكن وقال البخاري في إسناده نظر فيما يرويه وقال ابن عدي ليس له من الرواية شيء إنما له حكايات ونتف في زهده ولا يتهيأ أن نحكم عليه بالضعف بل هو صدوق وقد شك في وجوده وهو مشهور وأما الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني فإنه قال في كتابه حلية الأولياء فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني بشر النبي صلى الله عليه وسلم به وأوصى به ثم روى حديث عمر من رواية أبي نضرة عن أسير بن جابر عنه كما تقدم وفيه زيادات وعزاه إلى صحيح مسلم ثم قال ورواه

ص: 688

الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابعه أحد عليها تفرد به مخلد بن يزيد عن نوفل بن عبد الله عنه ثم أسنده كذلك وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لأصحابه يوما أويسا فقالوا يا رسول الله وماأويس قال أشهل ذا صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة أدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام ببصره إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بإزار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه ألا وإن تحت منكبهالأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتتماه فاطلبا إليه يستغفر لكما يغفرالله لكما قال فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر في ذلك العام قام علي بن أبي قبيس فنادى بأعلى صوته ياأهل الحجيج من أهل اليمن أيكم أويس من مراد فقام شيخ طويل اللحية فقال إنا لا ندري من أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن ترفعه إليك وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا وإنه بأراك عرفات وذكر تمام الحديث في اجتماع عمر وعلي به وهو يرعى الإبل وسؤالهما إياه الإستغفار وعرضهما عليه شيئا من المال وإبائه عليهما ذلك وهو حديث يسبق إلى القلب بعد النظر وقلبه أنه موضوع والله أعلم ثم روى الحافظ أبو نعيم من طرق عن هرم بن حيان قال قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا أويس أسأل عنه فذهبت إليه بشاطيء الفرات يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فإذا رجل أدم محلوق الرأس كث اللحية مهيب المنظر فسلمت عليهومددت إليه يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله فقلت السلام عليك يا أويس كيف أنت يا أخي قال وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان من ذلك على قلب الله عزوجل قال سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا قلت يرحمك الله من أين عرفت اسمي واسم أبي فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتني قال عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله وإن نأت بهم الدار وتفرقت بهم المنازل قال قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث أحفظه عنك فبكى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إني لم

ص: 689

أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن قد رأيت من رآه عمر وغيره ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي لا أحب أن أكون قاضيا أو مفتيا ثم سأله هرم أن يتلو عليه شيئا من القرآن فتلى قوله تعالى إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم ثم قال ياهرم بن حيان مات أبوك ويوشك أنت تموت فإما إلى جنة وإما إلى نار ومات آدم وماتت حواء ومات إبراهيم وموسى ومحمد عليهم السلام ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات أخي وصديقي وصفيي عمر واعمراه واعمراه قال وذلك في آخر خلافة عمر قال قلت يرحمك الله إن عمر لم يمت قال بل إن ربي قد نعاه لي وقد علمت ماقالت وأنا وأنت غدا في الموتى ثم دعا بدعوات خفيفات وذكر بقية القصة وقال عبد الله بن أحمد حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن عياش حدثنا ضمرة عن إصبغ بن زيد قال إنما منع أويسا أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم برص نابه وقال عبد الله حدثنا علي بن حكيم أخبرنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أيكم أويس القرني قال قلنا نعم وما تريد منه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أويس القرني خير التابعين بإحسان وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي رضي الله عنهم أجمعين وقال أبو نعيم حدثني أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي وعبيد الله بن عمر قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الله بن الأشعث بن سوار عن محارب بن دثار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أفتحنا من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العري يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرني وفرات بن حيان قال عبد الله وحدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال إن كان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتى يجلس عريانا لا ما يروح فيه إلى الجمعة وقال أبو زرعة الرازي حدثنا سعيد بن أسد بن موسى حدثنا ضمرة بن ربيعة عن أصبغ بن يزيد قال كان أويس القرني إذا أمسى يقول هذه ليلة الركوع فيركع حتى

ص: 690

يصبح وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ثم قال اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريا فلا تؤاخذني وقال أبو نعيم حدثنا مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن جرير حدثنا محمد بن حميد زافر بن سليمان عن شريك عن جابر عن الشعبي قال مر رجل من مراد على أويس القرني فقال كيف أصبحت قال أصبحت أحمد الله عزوجل قال كيف الزمان عليك قال كيف الزمان على رجل إذا أصبح ظن أنه لا يمسي وإن أمسى ظن أنه لا يصبح فبشر بالجنة أو مبشر بالنار ياأخا مراد إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا وإن قيامه لله بحق لم يترك له صديقا وقال المقسم بن عدي حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله ابن سلمة قال غزونا آذربيجان زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرني فلما رجعنا عرض علينا فحملناه فلم يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه فقال بعضنا لبعض لورجعنا فعلمنا قبره فرجعنا فلا قبر ولا أثر فهذا مخالف للخبر الذي تقدم من أنه كان بصفين وهو أصح من هذا فإن المقسم بن عدي إخباري ضعيف وزعم بعضهم أنه مات بالحيرة وقيل بصفين والله أعلموالغرض أنه هذه الآثار والأخبار تدل على اشتهار وجوده في التابعين مع ماتقدم من الحديث في صحيح مسلم والله أعلم وقد وقع لنا حديث من رواية أويس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو ما أخبرني به شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي أخبرنا ابن أبي الخير سماعا أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن اللبان إجازة أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في الحلية قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن يحي حدثني أحمد بن معاوية بن الهذيل حدثنا محمد بن أبان العنبري حدثنا عمرو شيخ كوفي عن أبي سنان قال سمعت حميد بن صالح سمعت أويسا القرني يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم احفظوني في أصحابي فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة آولها وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه ثم ليلق ربه تعالى

ص: 691

شهيدا فمن لا يفعل فلا يلومن إلا نفسه اذا حيث مرسل غريب وإسناده إليه غريب أيضا إلا أنه من الأسانيد العزيزة والله أعلم يعني آخر الكتاب أثر في فضيلة لأبي مسلم الخولاني رحمه الله قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر في استيعابه حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا شرحبيل بن أبي مسلم الخولاني أن أسود بن قيس بن ذي الحمار تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فلما جاء قال أتشهد أني رسول الله قال ما أسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد عليه كل ذلك يقول له مثل ذلك قال فأمر بنار عظيمة فأججها ثم ألقى فيها أبا مسلم فلم تضره شيئا قال فقيل آنفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك قال فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه فأناخ أبو مسلمراحلته بباب المسجد ودخل المسجد وقام إلى سارية يصلي وبصر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقام إليه فقال ممن الرجل قال من أهل اليمن قال ما فعل الرجل الكذاب بالنار قال ذاك بد الله بن ثوب قال أنشدك بالله أنت هو قال اللهم نعم قال فاعتنقه عمر وبكى ثم ذهب حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله عليه السلام هذا وإن كان فيه انقطاع مشهور

ص: 692

..

أثر آخر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه ذكر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ومدحه والثناء عليه قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي المقرئ حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا أحمد ابن إبراهيم حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق عن جويرية ابن أسماء عن نافع قال بلغنا أن عمر بن الخطاب قال إن من ولدي رجلا بوجهه شين يلي فيمل الأرض عدلا قال نافع من قبله ولا أحسبه غلا عمر بن عبد العزيز إسناده صحيح إلى نافع وهو منقطع بينه وبين عمر والظاهر أنه سمعه من ابن عمر عن عمر فقد روى البيهقي أيضا من حديث مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال سمعت ابن عمر يقول كثيرا ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر بن الخطاب في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا ثم قال الترمذي في التاريخ أيضا حدثنا أحمد بن إبراهيم أخبرني أبو داود حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أخبرنا عبد الله بن دينار قال قال ابن عمر يا عجبا يزعم الناس أن الدنيا لن تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر يعمل مثل عمل عمر قال فكانوا يرونه بلال بن عبد الله بن عمر وكان بوجهه أثر فإذا هو عمر بن عبد العزيز وأمه ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلنذكر شيئا من ترجمة أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن عبد العزيز ليعرف محله من الدين وسبب اتفاق الكلمة على الثناء عليه من السلف والخلف

ص: 693

فنقول وبالله المستعان هو أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي المدني ثم الدمشقي الإمام العادل والخليفة الصالح المطيع لله ورسوله رضي الله وأرضاه وأمه أم عاصم حفصة وقيل ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاله محمد بن سعد كاتب الواقدي وغيره وكان من التابعين بإحسان روى عن أنس بن مالك وصلى أنس خلفه وقال ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى وعن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وكان لايجاوز فتياه لما كان نائبا على المدينة واستوهب من سهل بن سعد الساعدي قدحا شرب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبه له وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ ويقال إبراهيم بن عبد الله بن قارظ وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعروة بن الزبير وعقبة بن عامر الجهني يقال مرسل ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ومات قبله ونوفل بن ماحق العامري ويحيى بن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن العاص ويوسف بن عبد الله بن سلام وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وخولة بنت حكيم مرسل وروى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وإبراهيم بن يزيد النصري وإسماعيل بن أبي حكيم وأيوب السختياني وتمام بن نجيح وثوبة العنبري ومولاه ثوران أبو علي

ص: 694

والحكم بن عمر الرعيني وحميد الطويل ورجاء بن حيوة ورزيق بن حيان الفزاري وروح بن جناح وأخوه زيان بن عبد عبد العزيز بن مروان وزياد بن حبيب وسليمان بن داود الخوىني وصالح بن محمد زائدة أبو وافد الليثي الصغير وصخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي وابنه عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وعبد الله بن علاء بن زبر وعبد الله ابن محمد العدوى وابنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعبد الملك بن الطفيل الجزري فيما كتب إليهم وعثمان بن داود الخولاني وعمر بن عبد الملك الكناني وعمرو ابن عامر الأسدي والراشد بن عمرو القاضي وعمرو بن مهاجر وعمير بن هاني العنسي وعنبسة بن سعيد القاص قوله في القسامة وعيسى بن أبي عطاء الكاتب وغيلان بن أنس وكاتبه ليث بن أبي رقية الثقفي وأبو هاشم مالك بن زياد الحمصي ومحمد بن الزبير الحنظلي ومحمد بن أبي سويد الثقفي وقصه محمد بن قيس ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وهو من شيوخه ومحمد ابن المنكدر ومروان بن جناح وسلمة بن عبد الله الجهني وابن عمه مسلمه بن عبد الملك بن مروان والنضر بن عربي ونوفل بن الفرات ومولاه هلال أبو طعمة والوليد بن هشام المعيطي ويحيى بن سعد الأنصاري ويزيد بن الرحمن بن أبي مالك ويعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهو من شيوخه وأبو الصلت ذكره الإمام محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة قال وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب قالوا ولد في سنة ثلاث وستين وهي السنة التي ماتت فيها أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها قال وكان ثقة مأمونا له فقه وعلم وورع حدثنا كثيرا وكان إمام عدل وقال الفلاس وخليفة ولد سنة إحدى وستين وهذا هو المشهور وكذا قال أبو نعيم الفضل بن دكين وأبو مسهر الغساني وغير واحد إنه مات في رجب سنة إحدى ومائة وزعم المقسم بن عدي انه مات سنة ثنتين ومائة وليس بشيء قال الفلاس وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة عشر يوما وقال سعيد بن كثير بن عفير كان أسمر دقيق الوجه حسنه نحيف الحسم

ص: 695

حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دآبة قد وخطه الشيب وقال إسماعيل بن علي الخطي رأيت صفته في بعض الكتب فذكر مثل هذا إلا أنه قال كان أبيض فالله أعلم فأمر الأثر الذي كان بجبهته وهو الذي وصفه به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال آدم بن أبي إياس عن ضمرة بن ربيعة حدثنا أبو علي ثروان مولى عمر بن عبد العزيز قال دخل عمر بن عبد العزيز إلى إصطبل أبيه وهوغلام فضربه فرس فشجه فجعل ابوه يمسح عنه الدم ويقول إن كنت أشج بني أمية إنك إذا لسعيد وأما بشارة عمر رضي الله عنه بولاية عمر بن العزيز وأنه سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا فقد كان هذا مشهورا في الملاحم قال أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا أبي حدثنا المفضل بن عبد الله عن داود بن أبي هند قال دخل علينا عمر بن عبد العزيز من هذا الباب يعني بابا من أبواب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل من القوم بعث إلينا الفاسق بابنه هذا يتعلم الفرائض والسنن ويزعم أنه لن يموت حتى يكون خليفة ويسير بسيرة عمر بن الخطاب قالا داود فوالله مامات حتى رأينا ذلك فيه قلت كان أبوه عبد العزيز بن مروان من خيار الأمراء كرما وشجاعة ودينا ولم يكن فاسقا كما زعم هذا القائل وكان نائبا لأخيه عبد الملك بن مروان على ملك مصر وكان قد بعث بأبنه إلى الحجاز يتعلم العلم من الفقهاء بها وكان قد أدبه قيل ذلك على صالح بن كيسان فقال عنه صالح لأبيه مارأيت أحدا الله أعظم في صدره من هذا الغلام وقال الإمام مالك كان عمر بن عبد العزيز بالمدينة قبل أن يستخلف وهو يعنى بالعلم ويجالس أهله ويصدر عن رأي سعيد بن المسيب وكان سعيد لا يأتي أحدا من الأمام غير عمر وأرسل إليه عبد الملك فلم يأته وأرسل إليه عمر فأتاه وكان عمر يكتب إلى سعيد في علمه وقال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عن ابن وهب عن عبد الجبار الأيلي عن

ص: 696

إبراهيم بن أبي عبلة قال قدمت المدينة وبها ابن المسيب وغيره وقد بزهم عمر يومئذ رأيا وقال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال لما قدم عمر بن عبد العزيز المدينة واليا عليها كف حاجة الناس ثم دخلوا فسلموا عليه فلما صلى الظهر دعا عشرة نفر من فقهاء البلد عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبا بكر بن سليمان بن خيثمة وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعبد الله بن عامر بن ربيعة وخارجة بن زيد بن ثابت فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال إني أدعوكم لأمر تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانا على الحق ماأريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم فإن رأيتم أحدا يتعدى أو بلغكم عن عامل ظلامه فأحرج بالله على أحد بلغه ذلك إلا بلغني فجزوه خيرا وافترقوا وقال ابن وهب عن الليث حدثني قادم البربري أنه ذاكر ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيئا من قضاء الله عمر بن عبد العزيز إذ كان بالمدينة فقال له ربيعة كأنك تقول إنه أخطأ والذي نفسي بيده ماأخطأ قط قلت وقد رأيت في بعض الكتب العتيقة حكاية مرسلة عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال لست أحتج بقول أحد من التابعين إلا بقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله هذا الكلام صحيح من وجهين عند كثير من علماء الأصول أحدهما أن إجماع أهل المدينة حجة كما هو مذهب مالك ونص ربيعة الرأي هذا لأنه قد اتفق مع فقهاء عصره على أن لا يحكم إلا بقولهم وهو وهم أهل الحل والعقد وعليهم تدور الفتاوى في زمانهم رحمهم الله الثاني أن قول الإمام إذا اشتهر ولم ينكر يكون حجة بخلاف غيره من العلماء وهو اختيار بعض علماء الأصول ولم تكن هذه الخاصة إلا لعمر بن عبد العزيز من بين التابعين رحمهم الله وقال علي بن حرب عن سفيان بن عيينة قال مجاهد أتيناه نعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه قال وقال ميمون بن مهران ماكانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلا تلامذة

ص: 697

وقال البخاري وقال موسى حدثنا نوح بن قيس قال سمعت أيوب يقول ى نعلم أحدا ممن أدركنا كان آخذا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم منه يعني عمر بن عبد العزيز وقال خصيف ما رأيت رجلا خيرا منه وقال محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر الباقر إن لكل قوم نجيبة ونجيبة بني أمية عمر بن عبد العزيز وإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده وقال ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحي عن رياح بن عبيدة خرج عمر بن عبد العزيز وشيخ متوكيء على يده فقلت في نفسي إن هذا الشيخ جاف فلما صلى ودخل لحقته فقلت أصلح الله الأمير من الشيخ الذي يتكيء على يدك قال يارياح رأيته قلت نعم قال ما أحسبك يا رياح إلا رجلا صالحا ذاك أخي الخضر أتاني فأعلمني أني سألي هذه الأمة وأني سأعدل فيها هذه حكاية غريبة جدا ولم أر للخضر ذكرا أصح منها إن كانت محفوظة والله أعلم والغرض أنه رضي الله عنه أقام بالمدينة واليا عليها مدة ثم بعد ذلك صارت إليه الخلافة من ابن عمه وصهره سليمان بن عبد الملك بن مروان رحمه الله ادخله بينه وبين أخويه يزيد وهشام وذلك أن عبد الملك كان قد عهد بالأمر إلى بنيه الأربعة الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام فولي الوليد عشر سنين بني فهيأ مسجد دمشق وزخرفه وتأنق فيه ثم مات في سنة ست وتسعين فقام بعده أخوه سليمان وجعل ابن عمه وزوج أخته فاطمة عمر بن عبد العزيز مشيرا ووزيرا فلا يقطع شيئا إلا برأيه وعهد بالأمر إليه من بعده وتوفي سليمان يوم الجمعة لعشر خلون وقيل بقين من صفر سنة تسع وتسعين واستخلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله في ذلك اليوم وبايعه الناس وقام في الخلافة أتم قيام ورد المظالم والحقوق إلى أهلها وجعل الله له لسن صدق في الآخرين مع قصر ولايته رحمه الله قال ابن عون لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة قام على المنبر فقال أيها الناس إن كرهتموني لم أقم عليكم فقالوا رضينا رضينا قال ابن عون الآن حين طاب الأمر وقال الزبير بن بكار حدثني محمد بن سلام عن سلام بن سليم قال لما ولي

ص: 698

عمر بن عبد العزيز فكان أول خطبة خطبها حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فلا يقربنا يرفع إلينا حاجة من لايستطيع رفعها ويعيننا على الخير بجهده ويدلنا على الخير على مالا يهتدى إليه ولا يغتابن عندنا الرعية ولا يعترض فيما لايعنيه قال فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت الفقهاء والزهاد وقالوا مايسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله وقال إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر إن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قام في الناس حمد الله أثنى عليه ثم قال ياأيها الناس لا كتاب بعد القرآن ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ألا وإني لست بقاض ولكني منفذ ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ألا وإن الإمام الظالم هو العاصي ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقال فضيل بن عياض عن السري بن يحيى أن عمر بن عبد العزيز حمد الله تعالى ثم خنقته العبرة ثم قال أيها الناس أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم وأصلحوا سرائركم تصلح لكم علانيتكم والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم إلا قد مات إنه لمعرق له في الموات وقال محمد بن سعد عن سعيد بن عامر عن جويرية بن أسحاءقال عمر بن عبد العزيزإن نفسي هذه نفس تواقة وإنها لم تعط من الدنيا شيئا إلا تاقت إلى ماهوأفضل منهفلما أعطيت الذي لاأفضل منه في الدنيا تاقت إلى ماهو أفضل من ذلك قال سعيد الجنة أفضل من الخلافة وذكر محاسنه وفضائله ومآثره رضي الله عنه على الإستقصاء يطول شرحه وقد استوعبذلك محررا الشيخ الإمام أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله في سيرة العمرين وفيما ذكرنا إشارة إلى ذلك إن شاء الله تعالى وبه الثقة قد تقدم أنه مات في رجب سنة إحدى ومائة فكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر ونصفا أزيد من خلافة أبي بكر الصديق بقليل رضي الله عنهما قال جعفر بن سليمان الضبعي عن هشام بن حسان لما جاء نعي عمر بن عبد العزيز قال الحسن مات خير الناس روى له الجماعة في كتبهم الستة وإنما وقع له في صحيح البخاري حديث واحد

ص: 699

من رواية الليث بن سعد عن يحيى عن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرئ أفلس ثم وجد رجل متاعه عنده بعينه فهو أولى به من غيره وقد أخرجه الجماعة من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري المدني القاضي أحد التابعين ومن بعده إلى أبي هريرة تابعون أيضا فقد اجتمع في هذا الإسناد أربعة من التابعين يروى بعضهم عن بعض ولله الحمد أحاديث فضل القبائل والبقاع قال نعيم بن حماد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلي يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوء من بعض فمن اخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى هذا حديث ضعيف من هذا الوجه فإن عبد الرحيم بن زيد هذا كذبه ابن معين وضعفه غير واحد من الأئمة

ص: 700

إلا أن هذا الحديث مشهور في ألسنة الأصوليين وغيرهم من الفقهاء يلهجون به كثيرا محتجين به وليس بحجة والله أعلم حديث آخر في فضل عنزة قال الإمام أحمد حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا المثنى بن عوف العنزي أنبأني لغضبان بن حنظلة أن أباه حنظلة بن نعيم وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر إذا مر به إنسان من الوفد ساله ممن هو حتى مر به أبي فساله ممن أنت فقال من عنزة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حي من من ههنا مبغي عليهم منصورين

هذا حديث ضعيف الإسناد لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة حديث في فضل الشام قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه دلائل النبوة أخبرنا أبو الحسن بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني نصر بن محمد بن سليمان الحمصي حدثنا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان السلمي حدثني عبد الله بن أبي عيسى سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام هذا حديث حسن الإسناد وفي الشام أحاديث كثيرة جدا وسيأتي مثل هذا الحديث في مسند عبد الله بن عمرو وأبي أمامة وأبي الدرداء رضي الله عنهم حديث في فضل حمص قال افمام أحمد رحمه الله في مسنده حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعيد عن حمرة بن عبد كلال قال سار عمر بن الخطاب إلى الشام بعد مسيره الأول كان إليها حتى إذا شارفها بلغه ومن معه أن

ص: 701

الطاعون فاش فيها فقال له أصحابه ارجع ولا تقحم عليه فلو نزلتها وهو بها لم نر لك الشخوص عنها فانصرف راجعا إلى المدينة فعرس من ليلته تلك وأنا أقرب القوم منه فلما انبعث انبعثت معه في أثره فسمعته يقول ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه لأن الطاعون فيه ألا وما منصرفي عنه مؤخر في أجلي وما كان قدوميه معجلي عن أجلي ألا ولو قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بدلي منها فيها لقد سرت حتى أدخل الشام ثم أنزل حمص فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب ولا عذاب عليهم مبعثهم فيما الزيتون وحائطها في البرث الأحمر منها هكذا رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهوية عن بقية عن أبي بكر بن عبد الله وهو ابن أبي مريم الغساني الحمصي أحد الضعفاء المتروكين لسوء حفظة وإن كان رجلا صالحا فقد ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعيسى بن يونس وابن حبان وغير واحد من الأئمة وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو بكر البراز عن محمد بن مسكين عن بشر بن التيسي عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعيد عن حمرة بن بن عبد كلال عن عمر به ثم قال وابن عبد كلال ليس بمعروف بالنقل قلت هو حمرة بالحاء والراء المهملتين ويقال اسمه معد يكرب بن عبد كلال قال أبو حاتم الرازي روى عن عمر وعبد الله بن عمرو وعنه راشد بن سعد

ص: 702

وقال الجوهري البرث الأرض السهلة اللينة قلت ومما يدل على نكارة هذا الحديث وغرابته وأنه موضوع كما زعمه بعض الحفاظ الكبار أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لما عاد إلى الشام عام فتحه بيت المقدس لم ينقل عنه أنه جاء أرض حمص ولا دخلها فلو كان هذا صحيحا لجاء إليها كما قاله من نقل عنه والله أعلم وقد تسامح الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع الحاكم النيسبوري وأخرجه في كتابه المستخرج على الصحيحين من طريق أخرى فقال أخبرنا محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء حدثني عمرو بن الحارث الزبيدي حدثنا عبد الله بن سالم حدثنا الزبيدي حدثنا راشد بن سعد أن أبا راشد حدثهم يرده إلى معدي كرب بن عبد كلال قال قال عبد الله بن عمرو سافرنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام فلما شارفها أخبر أن الطاعون فيها ثم ذكر الحديث كما تقدم ثم قال الحاكم هذا صحيح قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي بل موضوع فإن إسحاق بن إبراهيم كذبه محمد بن عوف وغيره حديث في فضل عسقلان قال الحافظ أبو يعلى حدثنا محمد بن بكار حدثنا بشر بن ميمون عن عبد الله ابن يوسف عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذكر أهل مقبرة يوما قال فصلى عليها فأكثر الصلاة عليها قال فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أهل مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس على زوجها

ص: 703

وهذا أيضا حديث منكر جدا بل قد ذكره الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات واتهم به بشر بن ميمون هذا وهو الخراساني الواسطي قال فيه يحيى بن معين اجتمع الأئمة الأربعة على طرح حديثه واتهمه البخاري بوضع الحديث

وقد ورد في فضل عسقلان أحاديث أخر لا يقوم منها شيء نعتمد عليه وإنما تداعت رغبات الواضعين فيها لأنها كانت ثغرا في بعض الأزمان فوضعوا عليها ترغيبا للمجاهدين

حديث في فضل عمان قال الإمام أحمد حدثنا يزيد أخبرنا جرير أخبرنا الزبير بن الحريث عن أبي لبيد قال خرج رجل من طاحية مهاجرا يقال له بيرح بن أسد فقدم المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام فرآه عمر فعلم أنه غريب فقال له ممن أنت قال من أهل عمان قال نعم قال فأخذه بيده فادخله على أبي بكر رضي الله عنه فقال هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لا أعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر بها حي من العرب لو أتاهم رسولي مارموه بسهم ولا حجر هذا إسناد جيد وقد تقدم في مسند الصديق رضي الله عنه أيضا فإنه قد روي بفتح التاء من سمعت فيكون في مسند الصديق ويحتمل أن يكون من مسنديهما والله أعلم

ص: 704

وهذا آخر ما يسر الله جمعه من الأحاديث المسندة والآثار المسددة عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وذكرنا في سيرته من أخلاقه وأحكامه وكتبه وسياسته أشياء اكتفينا بذكرها هناك عن إعادتها هاهنا وهي كذا إن شاء الله ولله الحمد أولا وآخرا وباطنا وظاهرا كما يحب ويرضى ونسأل الله الهداية والتوفيق والإعانة ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم تسليما

ص: 705