المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الاقضية قال البخارى رحمه الله حدثنا الحكم بن نافع اخبرنا - مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي - جـ ٢

[ابن كثير]

الفصل: ‌ ‌كتاب الاقضية قال البخارى رحمه الله حدثنا الحكم بن نافع اخبرنا

‌كتاب الاقضية

قال البخارى رحمه الله حدثنا الحكم بن نافع اخبرنا شعيب عن الزهرى قال حدثنى حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان عبد الله بن عتبة قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول ان اناسا كانوا يؤخذون بالوحى فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الوحى قد انقطع وانما ناخذكم الان بما ظهرلنا من اعمالكم فمن اظهر لنا خيرا امناه وقربناه وليس الينا في سريرته شئ الله يحاسب سريرته ومن اظهر لنا سواء لم نامنه ولم نصدقه وان قال ان سريرته حسنة هكذا اورد البخاري وليس هو عند اصحاب الاطراف وفيه دلالة على الحكم بالظاهر وقد روى من طريق اخرى قال المام احمد حدثنا اسماعيل يعني ابن علية اخبرنا الجريرى سعيد عن ابينضرة عن ابي فراس قال خطب عمر بن الخطاب فقال ايها الناس الا انا انما كنا نعرفكم اذ بين ظهرينا النبى صلى الله عليه وسلم واذا ينزل الله الوحى واذا ينبنا الله من اخباركم الا وان النبى صلى الله عليه وسلم قد انطلق وانقطع وانقطع الوحى وانما نعرفكم بما نقول لكم من اظهر منكم خيرا ظننا به خيرا واحببناه عليه ومن أظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وابغضناه عليه سرائركم بينكم وبين ربكم عزوجل الا وانه قد اتى على حين وانا احسب ان من قرا

ص: 543

القرآن يريد الله وما عنده فقد خيل الى بآخرة الا ان رجالا قد قرأوه يريدون به ما عند الناس فاريدوا الله بقراءتكم واريدوه باعمالكم الا انى والله ما ارسل عمالى اليكم ليضربوا ابشاركم ولا ليأخذوا اموالكم ولكن ارسلهم اليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به شىء سور ذلك فليرفعه الى فو الله الذى نفسى بيده اذا لآقصنه فيه فوثب عمروبن العاص فقال يا امير المؤمنين او رايت ان كان رجلا من المسلمين على رعية فادب رعيته انك لمقتصه منه قال اى والذى نفس عمر بيده اذن لأقصته منه انى لا اقص منه وقد رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه الا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم ورواه النسائى فى القصاص عن مؤمل بن هشام عن اسماعيل بن عليه مختصرا رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم اقص من نفسه واخرجه داود في الديات عن محبوب بن موسى عن ابي اسحاق الفزارى عن سعيد بن اياس الجريري به وفيه خطبة عمر اني لم ابعث عمالى ليضربوا ابشاركم ابن المهدى عن سعيد الجريري وقد رواه علي بن المديني عن عبد الاعلى وربعي بن ابراهيم كلاهما عن الجريري بطوله وقال اسناده بصرى حسن وقال موضع اخر لا نعلم في اسناده شيئا يطعن فيه وابو فراس رجل معروف من اسلم روى عنه ابو نضرة وابو عمران الجوني قلت ولا يعرف اسمه ومنهممن سماه الربيع بن زياد الحارثي وانكر ذلك بعضهم وفرق بينهما فالله اعلم

ص: 544

حديثفيه اثر عمر في التحذير من غائلة ولاية القضاء قال هشام بن عمار عن صدقة عن الشعبي عن زفر بن وثيمة ان عمر دعا رجلا الى القضاء فابى عليه قال لمك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القضاء ثلاثة قاضى في الجنة وقاضيان في النار الحديث هشام بن عمار وقد روى ابوبكر بن ابي عاصم والترمذي من حديث معتمربن سليمان عن عبد الملك بن ابي جميلة عن عبد الله بن موه بان عثمان قال لابن عمر اذهب فاقض بين الناس قال او تعافيني ياامير المؤمنين قال فما تكره في ذلك وقد كان ابوك يقضي قال ءاني سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول من كان قاضيا فقض بالعدل فبالحرى ان ينقلب منه كفافا فما ارجو بعد ذلك وفي الحديث قصة وفي الباب عن ابي هريرة وقال الترمذي حديث ابن عمر حديث غريب وليس ءاسناده عندى بمتصل ولفظ ابن ابي عاصم عن عبد الله بن موهب عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان قاضيا يقضى بحق فالبلحرى ان ينقلب كفافا قال ابن عمر فما ارجو بعد اذا ومن كان قاضيا فقضى بجهل كان من اهل النار ومن كان قاضيا بجور فهو من اهل النار ففى سياق ابن ابى عاصم ما بين اتصال الحديث لكن عبد الملك هذا لم يرو عنه سوى معتمر ولهذا قال فيه ابو حاتم مجهول

ص: 545

واما ابن حبان فذكره فى الثقات وعلى كل حال فهذا اوفى مما رواه الاسماعليى مسندا فلعله لم يجير عليه عثمان وان كان محفوظا فلعلهما واقعتان والله اعلم اثر فى صفة القضاء قال ابراهيم بن يسار الرمادى ويحيى بن الربيع المكى واللفظ لابراهيم كلاهما عن سفيان بن عيينة حدثنا والد عبد الله بن ادريس قال اتيت سعيد بن ابى بردة فسالته عن رسائل عمر التى كان يكتبالى ابى موسى وكان ابو موسى قد اوصى الى ابى بردة قال فاخرج الى كتبا فرايت فى كتاب منها اما بعد فان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم اذا ادلى اليك فانه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له آس بين الاثنين فى مجلسك ووجهك حتى لا يطمع شريف فى حيفك ولا يياس وضيع او قال ضعيف من عدلك الفهم فيما تلجلج فى صدرك ويشكل عليك اعرف الاشباه والامثال ثم قس الامور بعضها ببعض وانظر اقربها الى الله واشبهها بالحق فاتبعه واعهد اليك ولا يمنعك قضاء قضيته بالامس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك من ان تراجع الحق فان مراجعة الحق خير من التمادى فى الباطل المسلمون عدول بعضهم على بعض الا مجلودا فى جد او مدريا عليه شهادة زور او ظنينا فى ولاء او قرابة اجعل لمن ادعى حقا غائبا امدا ينتهى اليه او بينته عادله فانه اثبت فى الحجة وابلغ فى العذر فانه احضر ببينه والا وجهت عليه القضاء البينة على من ادعى واليمين على من انك ران الله تولى منكم السرائر ودرا عنكم الشبهات واياك والقلق والضجر والتاذى بالناس والتنكر للخصم فى مجالس القضاء الى ان قال والصلح جائز بين المسلمين الا صلحا احل حراما او حرم حلالا ومن يزين للناس بما لم يعلم الله فما ظنك بثواب غير الله في عاجل دنيا واجل اجرة هذا اثر مشهور وهو من هذا الوجه غريب ويسمى وجادة والصحيح انه

ص: 546

يحتج بها اذا تحقق الخط لان اكثر كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الملوك الاقطار وقد بسطت القول بصحتها فى اول كتاب البخارى ولله الحمد وقد رودت هذا الاثر من وجه اخر كما رواه الحافظ البيهقى فى سننه فقال اخبرنا الحاكم اخبرنا الاصم حدثنا محمد بن اسحاق الصغانى حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة حدثنا جعفر بن برقاون عن معمر البصرى عن ابى العوام البصرى قال كتب عمر الى ابى موسى ان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فعليك بالعقل والفهم وكثرة الذكر فافهم اذا ادلى اليك الرجل الحجة فاقض اذا فهمت وامض اذا قضيت فاءنه لاينفع تكلم بحكم لانفاد له واس بين الناس في وجهك وقضائك حتى لايطمع شريف في حيفك ولايياس ضعيف من عدلك والبينة على من ادعى واليمين على من انكر والصلح جائز بين المسلمين ءالاصلحا احل حراما او حرم حلالا ومن ادعى حقا غائبا فاضرب له امدا ينتهي اليه فان جاء ببينة اعطيته حقه وان اعجزه ذلك استحللت عليه القضية فان ذلك ابلغ في العذر واجلى للعمى ولاينعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه لرايك وهديت فيه لرشدك ان تراجع الحق لان الحق قديم لايبطل الحق شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل والمسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادات الامجلودا في حداومجربا عليه شهادة الزور او ظنينا في ولاء او نسب فان الله تولى منكم السرائر ودرا بالبينات والامور عند ذلك اعرف الاشباه الامثال ثم اعمد الى احبها الى الله فما ترى واشبهها بالحق واياك والغضب والقلق والضجر والتاذى بالناس عند الخصومة والنظر فان القضاء فى مواطن الحق يوجب الله به الاجر ويحسن به الذكر فمن خلصت نيته فى الحق واقبل على نفسه كفاة الله ما بينه وبين الناس ومن لم لهم بما ليس فى قلبه شانه الله فان الله لا يقبل من العباد الا ما كان له خالصا وما ظنك بثواب غير الله فى عاجل رزقه وخزائن رحمته

ص: 547

ثم قال البيهقى وقد رواه سعيد بن ابى بردة ويروى عن ابى الهذلى انه رواه وهو كتاب معروف مشهور لا بد للقضاة من معرفته والعمل به اثر اخر قال الحافظ ابو بكر ابى عاصم حدثنا ابو بكر بن ابى شيبة حدثنا على بن مسهر عن الشيبانى عن شريح يعنى ابن الحارث القاضى ان عمر ابن الخطاب رضى الله عنه كتب اليه اذا جاءك شئ فى كتاب الله فاقض به ولا يغلبنك عليه الرجال واذا جاءك ماليس فى كتاب الله فانظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بها فان كان امرا ليس فى كتاب الله ولا فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه قبلك احد فاختر اى الامرين شئت ان تجتهد رأيك وتقدم فتقدم وان شئت ان تتأخر فتأخر الا وان التأخر خير لك اخرجه النسائى فى سننه بنحوه عن بندار عن ابى عامر عن الثورى عن الشيبانى به واختاره الحافظ الضياء فى كتابه اثر اخر قال الحافظ ابو يعلى حدثنا غسان بن الربيع عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن عمر انه قال لرجل قاض كان بدمشق كيف تقضى قال اقضى بكتاب الله قال فاذا لنم تجد قال اقضى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاذا جاءك ماليس فى السنة قال اجتهد رأى واوامر جلسائى قال احسنت وقال اذا جلست فقل اللهم انى اسأل كان اقضى بعلم واقضى بعلم واقضى بحكم واسألك العدل فى الغضب والرضا قال فسار الرجل عنى بعيد ثم رجع فقال لعمر انى اريت كأن الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد منهما جنود من الكواكب قال مع ايهما كنت قال مع القمر فقال عمر رضى الله عنه يقول الله تعالى فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة لاتلى لى عملا

ص: 548

اثر ابو عبيد حدثنا اسحاق بن عيسى الازرق عن مالك بن انس عن ربيعة ابن ابى عبد الرحمن يرويه عن عمر ان رجلا اتاه فذكر ان شهادة الزور قد كثرت فى ارضهم فقال لا يؤسر احد فى الاسلام بشهداء السوء فانا لانقبل الا العدول قال ابو عبيد قوله لا يؤسر يعنى لا يحبس واوصل الاسر الحبس وكل محبوس فهو اسير قال وكذلك يروى عن مجاهد فى قوله عزوجل ويطمعون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا قال الاسير المسجون اثر اخر قال اسماعيل بن عياش عن محمد بن يزيد الرحبى ومحمد بن الحجاج الخولانى عن عروة بن رويم اللخمى قال كتب عمر بن الخطاب الى ابى عبيدة بن الجراح كتابا فقرأه الناس بالجابية من عبد الله عمر امير المؤمنين الى ابى عبيدة بن الجراح سلام عليك اما بعد فانه لم يقم امر الله فى الناس الا حصيب العقدة بعيد الغرة ولا بطلع الناس منه على عورة ولا يحق على جرته ولا يخاف فى الله لومة لائم والسلام عليك وكتب عمر الى ابى عبيدة اما بعد فانى كتبت اليك بكتاب لم الك ولا نفسى فيه خيرا الزم خمس خصال يسلم لك دينك وتحطى بأفضل حظك اذا حضرك الخصمان فعليك بالبينات العدول والايمان القاطعة ثم ادن الضعيف حتى ينبسط لسانه ويجترئ قلبه وتعاهد الغريب فانه اذا طال حبسه ترك وانصرف الى اهله

ص: 549

واو الذي ابطل حقه من لم يرفع ب هراسا واحرص على الصلح مالم يتبين لك القضاء والسلام عليك اثراخر قال ابو القاسم البغوي حدثنا عمربن وراد حدثنا المسيب بن شريك عن الحسن بن حى قال سمعت على بن بذيمة يقول قال عمر بن الخطاب ردوا الخصوم فان القضاء يورث الشنان اثر فى النهى عن الرشوة للحاكم فى الحكم قال ابو بكر بن ابى الدنيا حدثنا ابو كريب حدثنا طلق بن غنام حدثنا محمد ابن زياد البرجمى حدثنا ابو جرير الازدى قال كان رجل لا يزال يهدى لعمر فخذ جزور قال عمر رضى الله عن فما زال يرددها على حتى خفت على نفسى فقضى عليه عمر وكتب الى عماله اياكم والهدايا فانها من الرشا أثر اخر فى كيفيه التعديل قال ابو قاسم البغوى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الفضل بن زياد حدثنا شيبان عن الاعمش عن خرشة بن الحر قال شهد رجل عند عمر بن الخطاب شهادة فقال له لست اعرفك ولا يضرك ان اعرف كانت بمن يعوفك فقال رجل من القوم انا اعرفك فقال باي شيء تعرفه فقال بالعدالة والفضل قال فهو جارك الادنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله مخرجه قال لا قال فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع قال لا قال فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الاخلاق قال لا لست تعرفه ثم قال للرجل ائت بمن يعرفك

ص: 550

اثرفيه ان المتحاكمين يذهبان الى الحاكم بانفسهما قال ابو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن سيار قال سمعت الشعبي قال كان بين عمروابي رضي الله عنهما خصومة فقال عمر اجعل بينى وبينك رجلا زيدا يعنى بن ثابت قال فاتيناه فقال عمر اتيناك رجلا فجعلا بينهما زيدا يعنى بن ثابت قال فاتيناه فقال عمر اتيناك لتحكم بيننا فى بيته توفى الحكم اسناده جيد وان كان منقطعا وفيه دليل على التحكيم ايضا والله اعلم اثر اخر قال معمر عن محمد بن اسحاق عن نافع عن ابن عمر قال كان بين عمر ابن الخطاب وسعيد بن زيد خصومة فتقاضيا الى ابى كعب فقضى على عمر باليمين فقال سعيد اما اذا صارت الى اليمين فانى اعفيه منها فقال عمر ما اريد ان تعفينى منها انى اختلف على حق فاستخلفه فحلف ثم صعد المنبر فقال ايها الناس انه ليس باليمين البرة الصادقة باس قال ثم حلف على ثوبه ثم قال والله ان هذا الثوب لثوبى اثر يذكر فى باب اليمين فى الدعاوى قال الامام مالك عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار وعن عراك بن مالك ان عمر بن الخطاب قال الجهنى الذى ادعى دم ليه على رجل من بنى سعد بن ليث وكان اجرى فرسه فوطىء على اصبع الجهنى فنرى منها فمات فقال عمر للذين ادعى عليهم اتحلفون بالله خمسين بيمنا مامات منها فابوا تخرجوا فقال للمدعين احلفوا فابوا فقضى بشطر الدية على السعدين

ص: 551

هذا اسناد صحيح والاثر غريب جدا حديث يذكر فى الشهادات وغيرها قال الامام احمد حدثنا محمد بن زيد حدثنا محمد بن اسحاق حدثنا العلاء ابن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من قريش من بنى سهم عن رجل منهم يقال له ماجده وفى رواية عن يعقوب بن ابراهيم عن ابيه عن ابن اسحاق عن العلاء عن رجل عن ابن ماجة قال غارمت غلاما بمكة فعض اذنى فقطع منها او غضت اذنه فقطعت منها فلما قدم علينا ابو بكر حاجا رفعنا اليه فقال انطلقوا بهما الى عمر ابن الخطاب فان كان الجارح بلغ انن يقتص منه ادعوا لى حجاما فلما ذكر الحجام قال اما انى قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد اعطيت خالتى غلاما وانا ارج وان يبارك الله فيه وقد نهيتها ان يكون حجاما او قصابا او صائغا وهكذا رواه ابو داود فى سننه عن الفضل بن يعقوب عن عبد الاعلى عن محمد بن اسحاق عن العلاء عن رجل من سهم عن ابن ماجة سمع عمر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهبت لخالتى غلاما ونهيت ان تجعله حجاما قال وقال لنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن

ص: 552

العلاء عن ابى ماجدة عن عمر عن النبى قال وهو مرسل لم يصح اسناده وهكذا رواه ابو داود عن موسى بن اسماعيل عن حماد بن سلمة به وعن يوسف بن موسى عن سلمة بن الفضل كلامهما عن محمد بن اسحاق عن العلاء ابن ابي ماجدة به حديث اخر في خطبة عمر رضي الله عنه بالجابية وما فيها من الفوائد المتعقلة بالشهادات وغيرها قال الامام احمد حدثنا علي بن اسحاق انبانا عبد الله يعني ابن المبارك انبانا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ان عمر خطب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليهوسلم مقامي فكيم فقال استوصوا باصحابي خيرا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى ان الرجل ليبتدىء بالشهادة قبل ان يسالها فمن اراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد لا يخلون احدكم بامراة فان الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن كلاهما عن ابي المغيرة النضر بن ايوب عن عطاء بن مسام عن محمد بن سوقة عن ابي صالح قال قدم عمر فذكره واخرجه ابن حبان فى صحيحيه عن الحسن بن سفيان عن حبان بن موسى عن عبد الله بن المبارك عن ابن سوقة كما رواه الامام احمد قال ابو الحسن الدارقطنى هكذا رواه النضر بن اسماعيل وعبد الله بن المبارك والحسن بن صالح عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به

ص: 553

وخالفهم يزيد بن اسامة بن الهاد فرواه عن عبد الله بن دينار عن الزهرى ان عمر لما قدم الشام خطبهم فذكر مثله قلت كذا رواه النسائى عن الربيع بن سليمان بن داود عن اسحاق بن بكر بن مضر عن ابيه عن يزيد بن الهاد به وهو منقطع لكن قد رويت هذه الخطبه عن عمر من وجوه عديدة اذا تتبعت بلغت حد التواتر فمن ذلك ما رواه ابو داود الطيالسى فى مسنده حيث قال اخبرنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بالجابية فذكره بنحوه ورواه احمد عن جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير واخرجه النسائى وابن ماجة من حديث جرير ورواه ابن حبان فى صحيحه عن ابى يعلى الموصلى عن ابى خيثمة وعلى بن حمزة المعولى كلاهما عن جرير به ورواه الامام على بن المدينى عن جرير بن عبد الحميد وعن وهب بن جرير عن ابيه كلاهما عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال وخالفهما زائدة ومعمر فروياه عن عبد الملك بن عمير عن رجل عن ابن الزبير ورواه ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير مرسلا ثم ساقة منهذه الطرق ولم يحكم فيه بشىء ولكن قال قلت لسفيان فيه فقال حدثنا ابن ابى لبيد عن ابن سليمان ابن يسار عن ابيه ان عمر خطب فلما حفظته منابن ابى لبيد لم اهتم بحديث عبد الملك بن عمير قال على ووجدناه فى كتاب ابن ابى شيبة عن شيخ ضعيف الحديث فقال يحيى ابن يعلى التيمى جعله عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر وليس هذه عندنا

ص: 554

بمحفوظ لأن لم يقله احد من الحفاظ وانما كتبناه ليعرف ومنها ما رواه عبد بن حميد فى مسنده عن عبد الرزاق عن معمر عن عبد الملك ابنعمير عن عبد الله بن الزبير قال خطبنا عمر بالجابية فذكره ورواه النسائى من حديث يونس بن ابى اسحاق والحسين بن واقد كلاهما عن عبد الملك بن عمي ربه ورواه ابو يعلى عن ابراهيم بن الحجاج عن حماد عن عبد الله بن المختار عن عبد الملك بن عمي ربه ورواه ابو يعلى عن ابراهيم بن الحجاج عن حماد عن عبد الله بن المختار عن عبد الملك بن عميربه وقد تكلم ابو الحسن الدارقطنى رحمه الله على هذا الحديث بكلام طويل حاصلة انه رواه جماعة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن عمرورواه آخرون عن عبد الملك عن ابن الزبير عن عمر قال ويشبه ان يكون الاضطراب من عبد الملك لكثرة اختلاف الثقات عليه قلت عبد الملك من ائمة التابعين وساداتهم وليس الاضطراب فى حديث مستحيلا عليه ولكن هاهنا الاضطراب بعيد لأن هذه الخطبة شهدها خلق كثير فلا بد ان يكون عبد الملك قدسمعها من جماعة منهم فمن الجائز انه سمعها من عبد الله بن الزبير ومن جابر بن سمرة فرواها تارة عن هذا وتارة عن هذا والله اعلم ومنها ما رواه ن\مسلم من حجيث سويد بن غفلة انه سمع عمر يخطب بالجاذبية يقول

ص: 555

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليس الحرير الا موضع اصبعين او ثلاث او اربع وقال ابو داود الطيالسى حدثنا حماد بن زيد عن معاوية بن قرة عن كهمس رجل من بنى هلال انه سمع عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتى القرن الذى انا منه ثم الثانى ثم الثالث ثم ينشأ قوم يسبق ايمانهم شهاداتهم يشهدون من غير ان يستشهدوا لهم لغط فى اسواوقهم فوائد من خطبة عمر بالجابية روى الحافظ ابو بكر الاسماعيلى من حديث محمج بن يحيى بن ابى عمر العدلى حدثنا بشر بن السرى حدثنا يزيد بن ابى حبيب عن عراك بن مالك عن عروة عن ابى البخترى عن الباهلى ان عمر رضى الله عنه قال الجابية تعلموا القرآن تعرفوا به واعلموا به تكونوا من اهله فانه لم يبلغ منزلة ذى حق ان يطاع فى معصية الله واعلموا انه لا يقرب من اجل ولا يبعد من رزق الله قول بحق وتذكير عظيم واعلموا ان بين العبد وبين رزقه حجاب فان صبر اته رزقه وان اقتحتم هتك الحجاب ولم يدرك فوق رزقه ادبوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا تسركوا وتمعددوا واياكم واخلاق العجم ومجاورة الجبارين وان يرفع بين ظهرانيكم صليب وان تجلسوا على مائدة تدار عليها الخمر او تدخلوا الحمام بغير ازار او تدعوا نساءكم يدخلن الحمامات فان ذلك لا يحل واياكم ان تكسبوا من عند الاعاجم بعد نزولكم فى بلادهم ما يحسبكم فى ارضهم فانكم توشكون ان ترجعوا الى بلادكم واياكم والصغار ان تجعلوه فى رقابكم وعليكم باموال العرب الماشية تنزلون بها حيث نزلتم واعلموا ان الاشربة تصنع من ثلاث من الزبيب والعسل والتمر فما عتق منه فهو خمر لا يحل واعلموا ان الله لا يزكى ثلاثة ولا ينظر اليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب اليم رجل اعطى امامه صفقة يريد بها الدنيا فان اصابها وفى له وان لم يصبها لم يف له ورجل خرج بسلعته

ص: 556

بعد العصر فحلف بالله لقد اعطى بها كذا وكذا فاشتريت لقوله وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر لا يحل الك ان تجهر اخاك فوق ثلاث ومن اتى ساحرا اة كا هنا او عرافا فصدقة بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم اسناد جيد وله شواهد حديث يسدل به على انه لا تقبل شهادة الوالده قال الحافظ ابو بكر البزار حديث ابراهيم بن هانىء حدثنا محمد بن بلال حدثنا محمد بن بلال حدثنا سعيد بن بشير عن مطرف عن عمر بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان ابي يريد ان ياخذ مالي فقال انت ومالك لابيك ثم قال البزار قد رواه غير مطرف عن عمروبن شعيب عن ابيه عن جده وقال ابن ابي حاتم فى كتاب العلل سالت ابى عن حديث رواه سعيد بن يسير عن مطر عن عمرو بن شعيب اخبر عن سعيد بن المسيب عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال انت ومالك لأبيك فقال ان هذا خطأ وانما هو عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن النبى صلى الله عليه وسلم قلت ورواه الامام احمد وابو داود من حديث حيث المعلم ووابن ماجة من حديث حجاج ارطاة كلاهما عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده فالله اعلم

ص: 557

اثر فى الشهادة على القذف رقصة ابى بكر وزياد والمغيرة بن شعبة رضى الله عنهم قال ابو بكر بن ابى شيبة حدثنا ابو اسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال لما كان من شان ابى بكر والمغيرة الذى كان فذكر الحديث قال فدعا الشهود على فشهد بن معبد وابو عبد عبد الله نافع فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة على يزياد فلما قام زياد قال لن يشهد ان سالته انه الا بحق قال زياد اما الزنا فلا اااااااااااقد رايتا مرا قبيحا قال عمر الله اكبر حدوهم فجلدهم قال فقال ابو بكرة بعد ماضربه اشهد انه زان فهم عمر ان يعيد عليه الحد فنهاه علي وقال ان جلدته فارجم صاحبك فتركه ولم يجلده طريق اخرى قال الحافظ ابو بكر البيهقى اخبرنا الحاكم اخبرنا الوليد الفقيه اخبرنا ابو القاسم البغوى حدثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن ابيه عن ابى بكرة فذكر القصة كما تقدم وقال على بن زيد بن جدعان عن عبد الرحمن بن ابى بكرة انابا بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا فى غرفة والمغيرة فى اسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر فاذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد ابو بكرة ونافع وشبل وقال زياد لا ادرى انكحها ام لا فجلدهم عمر رضى الله عنه الا زيادا فقال ابو بكرة رضى الله عنه اليس قد جلدتمونى قال بلى قال فانا اشهد بالله لقد فعل فاراد عمر ان يجلده ايضا فقال على ان كانت شهادة ابى بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك والا فقد جلدتموه يعنى لا يجلد ثانيا باعادة القذف طريق اخرى وقال الشافعى اخبرنا سفيان بن عيينة سمعت الزهرى يقول زعم اهل العراق ان شهادة القاذف لا تجوز فاشهد لأخبرنى سعيد بن المسي بان عمر بن الخطاب قال لأبى بكرة تب نقبل شهادتك اوان تتب قبلت شهادتك

ص: 558

ثم حكى الشاق\فعى وعن ابن عيينة انه شك فى روايته فاحتشم عنه الشافعى فكان يرويه بعد عمن يثق به عن الزهرى عن سعيد ان عمر لما جلد الثلاثة استتابهم فرجع اثنان فقبل شهادتهما وابى ابو بكرة ان يرجع فرد شهادته وهكذا رواه محمد بن اسحاق عن الزهرى قال وكان افضل القوم ورواه الاوزاعى عن الزهرى كذلك قال البيهقى ورواه محمد بن يحيى الذهلى عن ابى الوليد عن سليمان بن كثير عن الزهرى به وهذه طرق صحيحة عن عمر رضى الله عنه وارضاه فاما قبول رواية ابى بكرة فجمع عليه

ص: 559