المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الامارة حديث فى الامارة وغير ذلك قال الامام احمد حدثنا - مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي - جـ ٢

[ابن كثير]

الفصل: ‌ ‌كتاب الامارة حديث فى الامارة وغير ذلك قال الامام احمد حدثنا

‌كتاب الامارة

حديث فى الامارة وغير ذلك قال الامام احمد حدثنا عفان حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن سالم بن ابى الجعد الغطفانى عن معدان بن ابى طلحة اليعمرى ان عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم جمعة فحمد الله واثنى عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ابا بكر رضى الله عنه ثم قال رايت رؤيا لا اراها الا الحضور اجلى رايت كان ديكا تقرنى تقرتين قال وذكر لى انه ديك احمر فقصصتها على اسماء بنت عميس امراة ابى بكر قالت يقتلك رجل من العجم قال وان الناس يامروننى ان استحلف وان الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته التى بعث بها نبيه صلى الله عليه وسلم وان يجعل بى امر فان الشورى فى هؤلاء الستة الذين مات نبى الله وهو عنهم راض فمن بابعتم منهم فاسمعوا له واطيعوا وانى اعلم ان اناسا سيطعنون فى هذا الامر انا قاتلتهم بيدى هذه على الاسلام اولئك اعداء الله الكفار الضلال وايم الله ما انزل فيما عهد الى ربى فاستخلفنى شيئا اهم الى من الكلالة وايم الله ما اغلظ لى نبى الله صلى الله عليه وسلم فى شىء منذ صحبته اشد ما اغلظ لى فى شأن الكلالة حتى طعن باصبعه فى صدرى وقال تكفيك آية الصيف التى نزلت فى آخر سورة النساء وانى ان اعش فسأقضى فيها بقضاء يعلمه من يقرا ومن لا يقرأ وانى اشهد الله على امراء الامصار وانى انما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم ويبتوا لهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويرفعوا لى ما عمى عليهم ثم انكم ايها الناس تاكلون من شجرتين لا اراهما الا خبيثين هذا الثوم والبصل وايم الله لقد كنت ارى نبى الله صلى الله عليه وسلم يجد ريحهما من الرجل فيامر به فيؤخذ بيده فيخرج به من المسجد حتى يؤتى به البقيع فمن اكلهما لأبد فليمتهما طبخا قال فخطب الناس يوم الجمعة واصيب يوم الاربعاء ثم رواه احمد عن غندر عن سعيد عن قتادة به

ص: 525

وذكر ابو الفرج بن الجورى فى كتابة جامع المساني دان هذا الحديث مخرج فى الصحيحين وليس كما قال انما رواه مسلم عن محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد عن هشام الدستوائى عن قتادة بطولة ورواه ايضا عن حديث شعبة عن سعيد بن ابى عروبة عن قتادة مختصرا واخرجه النسائى وابن ماجه من حديث ابن سعيد القطان مختصرا بقصة الكلالة والبصل الثوم وقد رواه الامام على بن المدينى عن يحيى بن سعيد ومعاذ بن هشام كلاهما عن هشام الدستوائى وعن محمد بن بكير عن سعيد عن قتادة وعن حربى بن عمارة عن شعبة عن قتادة به ثم قال وهذا صحيح من الحديث وهكذا كان يقول قتادة معدان بت ابى طلحة وتابعه على ذلك زائدة عن السائب بن حبيش الكلاعى عن معدان بن ابى طلحة وخالفهم الاوزاعى فى نسبة فقال معدان بن طلحة قال وكنا ان نعلم ان معدان لقى عمرا اولا فحدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الاوزعى حدثنى الوليد بن هشام المعيطى حدثنا معدان بن ابى طلحة اليعمرى قال قدمت على عمر بن الخطاب من الشام فذكر حديثا فيه كلام لم يحفظه وانما كتبناه لنعلم ان معدان لقى عمر حتى يصح ماروى عن عمر وقال فى موضع آخر هذا حديث حسن وهو من حديث قتادة وهو بصرى عن سالم بن ابى الجعد وهو كوفى عن

ص: 526

معدان وهو شامى وقد روى النسائى من حديث حصين ومنصور كلاهما عن سالم بن ابى الجعد قال قال عمر به رفعه حصين ووقفه منصور ولم يذكرا معدان فالله اعلم وقد تقدم فى الوصية من حديث جويرية بن قدامة عن عمر قريب من هذا حديث أخر قال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن سالم عن ابن عمر انه قال لعمر انى سمعت الناس يثولون مقالة فاليت ان اقولها لك زعموا انك غير مستخلف فوضع راسه ساعة ثم رفعه فقال ان الله تعالى يحفظ دينه وانى ان لا استخلف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف وان استخلف فان ابا بكر قد استخلف قال فو الله ماهو الا ان اذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر رضى الله عنه فعلمت انه لم يكن يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم احدا وانه غير مستخلف قال ابن الجوزى احرجاه فى الصحيح وليس كما قال انما رواه مسلم فى كتاب المغازى عن ابن ابى عمر واسحاق بن ابراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد ورواه ابو داود عن محمد بن داود بن سفيان وسلمة بن شبيب والترمذى عن يحيى بن موسى مختصرا سبعتهم عن عبد الرزاق بن همام به وقال الترمذى صحيح طريق اخرى قال احمد خدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن عروة عن ابن عمر ان عمر قيل له الا تستخلف قال ان اترك فقد من هو خير منى رسول الله صلىالله عليه وسلم وان استخلف فقد استخلف من هو خير منى ابو بكر رضى الله عنه فهذا من هذا الوجه اخرجه الشيخان فى الصحيحين البخارى عن الفريانى

ص: 527

عن الثورى ومسلم عن ابى كريب عن ابى سلمة عن هشام بن عروة به حديث السقيفة الطويل قال الامام احمد رحمه الله حدثنا اسحاق بن عيسى الطباع حدثنا مالك بن انس حدثنى ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان ابن عباس اخبره ان عبد الرحمن بن عوف رجع الى رحله قال ابن عباس وكنت اقرىء عبد الرحمن بن عوف فوجدنى وانا انتظره وذاك بمنى فى آخر حجة حجها عمر بن الخطاب قال عبد الرحمن بن عوف ان رجلا اتى عمر بن الخطاب فقال ان فلانا يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا فقال عمر رضى الله عنه انيقائم العشية ان شاء الله في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون ان يغصبوهم امرهم قال عبد الرحمن فقلت يا امير المؤمنين لا تفعل فان الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وانهم الذين يغلبون على مجلسك اذا قمت في الناس فاخشى ان تقول مقالة يطير اولئك فلا يعوها ولايضعوها مواضعها على مواضعها ولكن حتى تقدم المدينة فانها دار الهجرة والسنة وتخلص بعلماء الناس واشرافهم فتقول ما قلت متمكنا فيعون مقالتك ويضعونها مواضعها قال عمر لئن قدمت المدينة سالما صالحا لأكلم نبها الناس فى اول مقام اقومه فلما قدمنا المدينة فى عقب ذى الحجة وكان يوم الجمعة عجلت الرواح صكة الاعمى فقلت لمالك وماصكة الاعمى قال انه لا يبالي أي ساعةخرج لا يعرف الحر والبرد ونحو هذا فوجدت سعيد بن زيد عند ركن المنبر الايمن قد سبقني فجلست حذاءه تحك ركبتي ركبته فلم انشب ان طلع عمر رضي الله عنه فلما رايته قلت ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة ما قالها عليه احد قلبه قال قانكسر سعيد بن زيد ذلك وقال ما عسيت ان تقول مالم يقل احد فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذن قام فاثنى على الله بما هو اهله ثم قال اما بعد ايها الناس فاني قائل مقاله قد قدر لي ان اقولها لا ادري لعلها بين يدي اجلي فمن وعاها وعقلها فليحدث

ص: 528

بها خيث انتهت به راحلته ومن لم يعها فلا اجل له ان يكذب علي ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل عليه اية الرجم فقراناها ووعيناها وعقلنا ها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل لا نجد اية الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضة قد انزلها الله عز وجل فالرجم في كتاب الله حق على من زنا اذا احصن من الرجال والنساء اذا قامت البينة او كان الاحبل او الاعتراف الا وانا قد كنا نقرا لا ترغبوا عن ابائكم فان كفر بكن ان ترغبوا عن اباءكم الا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطري عيسى بن مريم فانما بن عبد الله فقولوا عبد الله فقولوا عبد الاله ورسوله وقد بلغنى ان قائلا منكم يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن ان يقول ان بيعة ابي بكر كانت فلتة الا انها كانت كذلك الا ان الله عز وجل وفي شرها وليس فيكم اليوم من تقطع اليه الاعناق مثل ابو بكر رضي الله عنه الا انه كان من خبرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عليا ةالزبير ومن كان معهما تخلفوا فى بيت فاطمة بنت رسول اللله صلى الله عليه وسلم وتخلف عنا الانصار باجمعها فى سقيفة بنى ساعدة واجتمع المهاجرون الى ابى بكر فقلت له يا ابا بكر انطلق بنا الى احوالنا من الانصار فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا رجلان صالحان فذكرا لنا الذى صنع القوم فقالا اين لا تقربوهم واقضوا امركم يا معشر المهاجرين فقلت والله لناتيهم فانطلقا حتى جئناهم فى سقيفة بنى ساعدة فاذا هم مجتمعون واذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت من هذا فقالوا سعد بن عبادة فقلت ماله قالوا وجع فلما جلسنا قام خطيبهم فاثنى على الله عزوجل بما هو اهله وقال اما بعد فنحن انصار الله عز وجل وكتيبه الاسلام وانتم يا معشر النهاجرين وهط منا قد دفت منكم يريدون ان يخزلونا من اصلنا ويحضنونا من الامر فلما سكت اردت ان اتكلم وكنت قد زورت مقاله اعجبتنى اردت ان اقولها بين يدى

ص: 529

ابى بكر رضى الله عنه وقد كنت ادرى منه بعض الحد وهو كان احلم منى واوقر فقال ابو بكر على رسلك فكرهت ان اغضبه وكان اعلم منى واوقر والله ما ترك من كلمة اعجبتنى فى تزويرى الا قالها فى بديهته وافضل حتى سكت فقال اما بعد فما ذكرتم من فانتم اهله ولم تعرف العرب هذا الامر الا بهذا الحى من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين ايهما شئتم واخذ بيدى وبيد ابى عبيدة بن الجراح فلم اكره مما قال غيرها وكان والله ان اقدم فتضرب عنقى لا يقربنى ذلك الى اثم احب الى ان اتامر على قةدزم فيهم ابو بكر الا ان تغير نفسى عند الموت فقال قائل من الانصارى انج ذيلها المحك وعذيقها المرجب قال كانه يقول انا داهيتها قال وكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى خشيت الاختلاف فقلت ابسط يدك يا ابا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرين ثم بايعه الانصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعدا فقلت قتل الله سعدا وقال عمر رضى الله عنه اما والله ما وجدنا فيما حضرنا امرا هو اقوى من مبايعه ابى بكر خشينا ان فارقنا سالقوم ولم تكن بيعه ان يحدثوا بعدنا بيعه فاما ان نتابعهم على مالا نرضى واما ان نخالفهم فيكون فيه فساد فمن بايع اميرا عن غيره مشهورة المسلمين فلا بيعه للذى بايعه ثغرة ان يقتلا

ص: 530

قال مالك واخبرنى ابن شهاب عن عروة بن الزبير ان الرجلين اللذين لقياهما عويمر بن ساعدة ومعن بن عدى قال ابن شهاب واخبرنى سعيد بن المسي بان الذى قال وانا جذيلها المكح وعديقها المرحب هو الحباب بن المنذر هذا حديث عظيم اخرجه الجماعة فى كتبهم من طرقمتعددة من حديث الزهرى فرواه البخارى عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن مالك ويونس واخرجه ايضا من حديث معمر وسفيان بن عيينة وصالح بن كيسان ومسلم من حديث يونس وسفيان بن عيينة وابو داود من حديث هشيم والنسائى من حديث الليث وابى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كلهم عن الزهرى به ورواه النسائى من طرق اخر منقطعة ومرسلة وفيما ذكرنا كفاية والله اعلم حديث اخر في في السقيفة ايضا قال الامام احمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا عاصم وحسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الانصار منا امير ومنكم امير فاتاهم عمر رضي الله عنه فقال يا معشر الانصار الستم تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امر ابا بكر ان يؤم الناس فايكم تطيب نفسه ان يتقدم ابا بكر فقالت الانصار نعود بالله ان تقدم ابا بكر

ص: 531

اخرجه النسائى عن اسحاق بن ابراهيم وهناد بن السرى كلاهما عن حسين بن الجعفى عن زائدة به وهكذا رواه على بن المدينى عن حسين بن على الجعفى به وقال صحيح لا احفظه الا من حديث زائدة عن عاصم طريق اخرى ورواه النسائى ايضا من حديث سلمة بن نبيط عن نعيم بن ابى هند عن نبيط ابن شريط عن سالم بن عبيد الاشجعى وله صحبة عن عمر انه قال مثل ذلك طريق اخرى قال الحافظ ابو بكر بن ابراهيم الاسماعيلى رحمه الله حدثنا محمد بن الليث الجوهرى حدثنا محمد بن يحيى الازدى حدثنا عبد الرحمن بن ابى سليمان الكوفى عن يزيد بن سعيد بن زى عصوان عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن عمير انه اخبره رافع بن عمرو الطائى قال اخبرنى ابو بكر الصديق رضى الله عنه ان عمر قال يوم السقيفة للانصار اما تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر ابا بكر ان يصلى بالناس قالوا نعم قال فايكم يجترىء ان تقدمه قالوا لا اينا هذا حديث غريب بهذا الاسناد طريق اخرى قال الامام محمد بن يحيى الذهلى فى كتاب الزهريات حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الاعلى حدثنا محمد بن اسحاق حدثنى عبد الله بن ابى بكر عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عياش بن الوليد حدثنا عبد الاعلى حدثنا محمد بن اسحاق حدثنى عبد الله بن ابى بكر عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر قال قلت يا معشر الانصار يا معشر المسلمين ان اولى الناس بامره نبى الله صلى الله عليه وسلم ثانى تاثنين اذ هما فى الغار وابو بكر السباق المتين ثم اخذت بيده وبدونى رجل من الانصار فضرب على يده قبل ان اضرب على يده ثم ضربت على يده فتابع الناس هذا حديث جيد الاسناد من هذا الوجه

ص: 532

وقد اختاره الحافظ الضياء فى كتابه ويقال ان هذا الرجل من الانصار الذى بايع ابا بكر اولا هو بشير بن سعد والد النعمان بن بشير رضى الله عنهما طريق اخرى قال محمد بن سعد حدثنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفى اجمتعت الانصار الى سعد بن عبادة فاتاهم ابو بكر وعمر وابو عبيدة بن الجراح قال فقام حباب بن المنذر وكان بدريا فقال منا امير ومنكم امير فانا والله ما تنفس هذا الامر عليكم ايها الرهط ولكنا نخاف ان يليها او قال يليه اقوام قتلنا آباءهم واخواتهم قال فقال له عمر اذا كان ذلك الامر بيننا وبينكم كقد الابلمة يعنى الحوصة فبايع اول الناس بشير بن سعد او النعمان قال فلما اجتمع الناس على ابى بكر قسم بين الناس قسما فبعث عجوز من بنى عدى بن النجار بقسمها مع زيد بن ثابت فقالت ما هذا قال قسم قسمة ابو بكر للنساء فقالت اتراشونى عن دينى فقالوا لا قالت اتخافون ان ادع جاانا عليه قالوا لا قالت فو الله لا آخذ منه شيئا ابدا فرجع زيد الى ابى بكر فاخبره ما قالت فقال ابو بكر ونحن لا ناخذ مما اعطيناه شيئا ابدا هذا الاسناد حسن وفيه انقطاع وقال عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه فى حديث الثقيفة قال عمر فكنت اول الناس اخذ بيده يعنى يد ابى بكر فبايعته الا رجلا من الانصارى ادخل يده من خلفى بين يدى ويده فبايعوه قبلى حديث اخر قال البخارى حدثنا ابراهيم بن موسى اخبرنا هشام عن معمر عن الزهرى قال اخبرنى انس بن مالك رضى الله عنه انه سمع خطبة عمر الاخيرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفى رسول الله صلى الله عليهخ وسلم وابو بكر رضى الله عنه صامت لا يتكلم قال كنت ارج وان يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا يريد بذلك ان يكون

ص: 533

اخرهم فان بك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فان الله تعالى قد حعل بين اظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وان ابا بكر رضى الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانى اثنين فانه اولى المسلمين بامورهم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك فى سقيفة بنى ساعدة وكانت بيعه العامة على المنبر قال الزهرى عن انس بن مالك سمعت عمر يقول لأبى بكر يومئذ اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة ثم رواه البخارى عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن الزهرى به مختصرا وقد قدمنا فى سيرة الصديق انه بايعه يومئذالمهاجرون والانصار حتى على والزبير وهذا اسناد صحيح ارتضاه مسلم بن الحجاج وابن خزيمة رحمهما الله فهذه بيعة الصديق اذ هم حازمون قاطعون بانه افضلهم وخيرهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واما بيعة عمر بن الخطاب فكانت بتفويض الصديق اليه الامر من بعده واجمع الصحابة على تلقى ذلك من الصديق بالقبول فرضى الله عنهم وارضاهم وجعلنا ممن يحبهم ويتولاهم

ص: 534

اثر اخر قال الزبير بن بكار حدثنى مصعب بن عثمان حدثنى نوفل بن عمارة قال جاء الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو الى عمر بن الخطاب فجلسنا عنده وهو بينهما فجعل المهاجرين الاولون ياتون عمر فيقول هاهنا يا سهيل هاهنا يا حارث فينحميها عنهم وجعل الانصار ياتون عمر فينحميها عنهم حتى صاروا فى اخر الناس فلما خرجا من عند عمر قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو الم تر ما صنع بنا فقال له سهيل ايها الرجل لا لوم عليه ينبغى ان نرجع بالوم على انفسنا دعى القوم فاسرعوا ودعينا فابطانا فلما قاموا من عند عمر اتياه فقالا يا امير المؤمنين قد راينا ما فعات اليوم وعامنا انا اتينا من انفسنا فهل من شىء نستدرك به فقال لهما لااعلمه الا هنا الوجه واشار لهما الى ثغر الروم فخرجا الى الشام فماتا ب بها رضي الله عنهم اثراخر قال الهيثم بن عدي اخبرنا ابو بكر لهذلي عن الحسن قال كتب عمر بن الخطاب الى ابي موسى وهو بالبصرة بلغني انك تاذن للناس جما غفيرا فاذا جاءك كابي هذا فا ئدة لاهل الشرف واهل القوة والتقوى والدين فاذا اخذوا مجالسهم فائدة للعامة فهذه أثار حسنة وان كان فيها انقطاع حديث آخر فى التحذير من أئمة الضلال والجور قال الامام احمد حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا صفوان حدثنى ابو المخارق زهير بن سالم ان عمير بن سعد الانصارى كان عمر ولاه حمص فذكر الحديث قال عمر يعنى لكعب انى اسالك عن امر فلا تكتمنى قال والله لا اكتملك شيئا اعلمه قال ما اخوف شىء تخوفه على امة محمد صلى الله عليه وسلم قال أئمة مضلين قال عمر صدقت قد اسر ذلك الى واعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 535

هذا اسناد جيد وليس جيد فى شىء من الكتب الستة ولم يسرد الامام احمد قصة عمير بن سعد وقد ساقها الحافظ ابو بكر الاسماعيلى فى مسند عمر وفيها غرابة وقد روى الاسماعيلى ايضا من طرق جيدة عن الشعبى عن زيادة بن حدير قال قال لى عمر بن الخطاب يازيادة هل تدرى ما يهدم دعائم الاسلام قلت لا قال زلة العالم وجدال المنافق بالقران وحكم الائمة المضلين طريق اخرى وقال ابو الجهم العلاء بن موسى حدثنا سوار حدثنا مجالد عن ابى الوداك عن ابى سعيد عن ابن عباس قال خطب عمر فقال ان اخوف ما اخاف عليكم تغير الزمان وزيغة عالم وجدال منافق بالقران وائمة يضلون الناس بغير علم حديث اخر قال الامام احمد حدثنا وكيع عن ابن ابى خالد عن قيس قال رايت عمر وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس يقول اسمعوا لقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مولى لأبى بكر يقال له شديد بصحيفة فقراها على الناس فقال يقول ابو بكر اسمعوا واطيعوا لما فى هذه الصحيفة والله ما اولوتكم قال قيس وهو ابن ابى حازم فرايت عمر بعد ذلك على المنبر اثر فى تحذير الامام ان يولى على المسلمين قريبا لقرابته او فاجرا قال ابو بكر بن ابى الدنيا رحمه الله حدثنا هارون بن سفيان حدثنا خلف بن

ص: 536

تميم حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه من استعمل رجلا لمودة او لقرابة لا يستعمله الا لذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين قال وحدثت عبيد الله بن جرير الغنكى حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا فرج بن فضالة عن النضر بن شفى عن عمران بن سليم عن عمر بن الخطاب قال من استعمل فاجرا وهو يعلم انه فاجر فهو مثله أثر فى جواز استعانة الامام ببعض العمال على ما لا يتمكن منه قال الو داود فى المراسيل عن محمد بن يحيى عن يعقوب عن ابراهيم بن سعد الزهرى عن ابيه قال حتى كان فى اخر زمانه يعنى عمر فقال ليزيد بن اخت نمر اكفنى بعض الامور يعنى صغارها ثم رواه ايضا عن محمد بن يحيى عن معمر عن الزهرى ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا حتى مات ولا ابو بكر ولا عمر الا انه قال لرجل فى آخر خلافته اكفنى بعض امور الناس حديث فيه جواز اتخاذ كاتب امين قال الحافظ ابو بكر البزار حدثنا عمر بن الخطاب السجستانى حدثنا ابراهيم ابن المنذر حدثنا محمد بن صدقة الفدكى حدثنا مالك عن زيد بن اسلم عن ابيه عن عمر قال كتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب فقال لعبد الله بن ارقم اجب هؤلاء فاخذه عبد الله بن ارقمفكتبه ثم جاء بالكتاب فعرضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنت فما زال ذلك في نفسي حتى وليت فجعلته على بيت المال ثم قال لا نعلم رواد عن زيد بن اسلم عن ابيه الا مالك

ص: 537

قلت ومحمد بن صدقة هذا ذكره ابو حاتم فقال وكان يسكن ناحية المدينة روى عن مالك وعنه ابراهيم بن المنذر الحزامني وذكر شيخا اخر يقال له محمد بن صدقة الجبلانى ابو عبد الله المكتب الحمصى روى عن اليمام بن عدى ومحمد بن حرب وعمر بن صالح الازدى وابى حيوة المقرئ وعنه ابو حاتم وقال صدوق وهو من رجال النسائى وذكر اخر يقال له محمد بن صدقة رأى انس بن مالك ورى عن الحسن روى عنه يعقوب بن اسحاق الخضرى اثر فيه ان الامام ياذن للناس عليه يحسب منازلهم فى الاسلام والشرف وانهم يجلسون منه كذلك قال الامام احمد حدثنا عفان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن قالحضر باب عمر بن الخطاب سهيل بن عمرو والحارث بن ابي هشاموابو سفيان بن حرب ونفر من قريش تلك الرؤوس وصهيب وبلال وتلك الموالى الذين شاهدوا بدرا فخرج اذن عمر فاذن لهم وترك هؤلاء فقال ابو سفيان لم ار كاليوم قط ياذن لهؤلاء العبيد ويتركنا على بابه لا يلتفت الينا فقال سهيل بن عمرو وكان رجلا عاقلا ايها القوم اني والله لقد ارى الذين الذي فيوجوهكم ان كنتم غضابا فاغضبواعلى انفسكم دعى القوم ودعيتم فاسرعوا وابطاتم فكيف بكم اذا دعوا يوم القيامة وتركتم حديث اخر قال الحافظ ابو يعلى الموصلي حدثنا مصعب بن عبد الله حدثنا الدراوردي عن محمد بن ابي حميد عن زيد بناسلم عن ابيه عن عمر قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بخيار ائمتكم من شرارهمالذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم

ص: 538

ويدعون لكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنوكم ورواه الترمذى فى الفتن عن بندار عن ابى عامر العقدى عن محمد بن ابى حميد وقال غريب لا نعرفه الا من حديث ابن ابى حميد وهو يضعف من قبل حفظه ظاثر فى انه يجوز استعمال الرجل القوى وان كانت له ذنوب يستتنى بها قال ابو عبيد فى الغريب حدثنى يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال قال حذيفة لعمر انك تستعين بالرجل الذى فيه وبعضهم يرويه بالرجل الفاجر فقال عمر انى استعمله لاسبعين بقوته ثم اكون على قفانة قال الاصمعى فقان كل شىء جماعة واستقصاء معرفته يقول اكون على تتبع امره حتى استقصى علمه واعرفه قال ابو عبيد ولا احسب هذه الكلمة عربية انما اصلها قبان ومنه قول العامة فلان قبان على فلان اذا كان بمنزله الامين عليه والرئيس الذى يتتبع امره ويحاسبه ولهذا سمى هذا الميزان الذى يقال له القبان القبان أثر فيه اذا طرا عليه ما ينافى العدالة فانه يعزل قال محمد بن سعد فى الطبقات كان عمر بن الخطاب قد استعمل النعمان ابن عدى بن نضلة على ميسان من ارض البصرة ومان يقول الشعر فقال

ص: 539

الا هل اتى الحسناء انح ليلها بميسان يسقى فى زجاج وحنتم اذا شئت غنتنى دهاقين قرية ورقاصة تجدو على كل منسم فان كنت ندمانى فبالاكبر اسقنى ولا تسقنى بالاصغر المتثلم لعل امير المؤمنين يسوؤه تنادمنا فى الجوسق المتهدم فلما بلغ عمر قوله قال نعم والله انه ليسؤونى من لقيه فلبخبره انى قد عزلته فقدم عليه رجل من قومه فاخبره بعزلة فقدم عمر فقال والله ما صنعت شيئا مما قلت ولكن كنت امرا شاعرا وجدت فضلا من قول فقلت فيه الشعر فقال عمر رضى الله عنه والله لاتعمل لى على عمل ما بقيت وقد قلت ما قلت وقد روى الحافظ ابو بكر بن ابى الدنيا رحمه الله عن احمد بن محمد بن ايوب عن ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق فذكر مثله وحكى الزبير بن بكار مثل ذلك ايضا الا انه قال اذا شئت غنتنى دهاقين قرية وصناحة تجدو على كل منسم قال الشيخ ابو الفرج بن الجوزى عن شيخه ابى منصور وهذا هو الصحيح ومنسم استعارة وانما يقال ذلك للبعير وهو فى الانسان الظفر قال والجوسق فارسى معرب وهو القصر الصغير ويقال له الكوشك

ص: 540

قال الزبير بن بكار وحدثنى محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامى عن ابيه قال لما بلغ عمر بن الخطاب هذا الشعر كتب الى النعمان بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا اله الا هو اليه المصير اما بعد فقد بلغنى قولك لعل امير المؤمنين يسوؤه تنادمنا فى الجوسق المتهدم وايم الله ليسؤونى وعزلة فلما على عمر بكرة بهذا الشعر فقال يا امير المؤمنين ما شربتها قط وماذاك الشعر الا شىء طفح على لسانى فقال عمر رضى الله عنه اظن ذاك ولكن لا تعمل لى على عمل ابدا فهذا مشهور من صنيع عمر رضى الله عنه

ص: 541