الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الحدود
حديث فى الرجم قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله حدثنا هشيم ابنأنا على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال خطب عمر بن الخطاب وقال هشيم مرة خجبنا فحمد الله واثنى عليه فذكر الرجم فقال لا تخدعن عنه فإنه حد من حدود الله عزو جل الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده والولا ان يقول قائلون زاد عمر فى كتاب الله ماليس منه لكتبت فى ناحية من المصحف شهد عمر بن الخطاب وقال هشيم مرة وعبد الرحمن بن عوف وفلان وفلان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا من بعده الا وانه سيكون من بعدكم قوم بالرجم وبالدجال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا هذا الحديث له شاهد فى الصحيح كما سياتى فى حديث السقيفة وان كان فى سياقة هذا غير انه قال على بن زيد بن جدعان ياتى بسياقات غريبة والله اعلم بحاله
طريق اخرى قال احمد اخبرنا هشيم اخبنا الزهرى عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود قال اخبرنى عبد الله بن عباس قال حدثنى عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعه يقول الا ان اناسا يقولون مابال الرجم فى كتاب الله الجلد وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولولا ان يقول قائلون او يتكلم متكلمون ان عمر زاد فى كتاب الله ماليس فيه لأثبتها كما نزلت ورواه النسائى من طرق عن شعبة عن سعد بن ابراهيم عن عبيد بن عبد الله ابن عيينة ثم رواه النسائى من حديث عبيد الله عن عمر مرسلا والمحفوظ الاول وقد رواه احمد ايضا عن يحيى القطان عن يحيى الانصارى عن سعيد بن المسي بان عمر قال اياكم ان تهلكوا عن آية الرجم الحديث ورواه الترمذى من حديث سعيد بن المسيب عن عمر وقال صحيح
ورواه النسائى من طريق أخرى عن زيد بن ثابت عن عمر ايضا فهذه طرق كالتواترة اليه أثر آخر قال ابو عبيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع الحارث بن عبد الله بن ابى ربيعة ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه سئل عن حد الامة فقال ان الامة ألقت فروة راسها من وراء الدار قال الاصمعى الفروة بعينها وكيف تلقى جلدة راسها من وراء الدار ولكن هذا مثل انما اراد بالفروة القناع يقول ليس عليها قناع ولا حجاب وانها تخرج الى كل موضع يرسلها اليه لا تقدر عن الامتناع من ذلك فتصير حيث لا تقدر على الامتناع من الفجور مثل رعاية الغنم وأداء الضريبة نحو ذلك فكأنه راى انه لا حد عليها اذا فجرت لهذا المعنى وقد روى تصديق ذلك فى حديث مفسر عن عاصم قال تذاكرنا يوما عمر هذا فقال سعد بن حرملة انما ذلك من قول عمر فى الرعايا فأما الاماء اللواتى قد احصنهن مواليهن فإنهن اذا حددن قال ابو عبيد اما الحديث فرعايا واما فى العربية فرواعى أثر آخر قال عبد الوهاب بن عبد الرحيم الجوبرى حدثنا سفيان بن عيينة قال سمع عمر وسعيد بن المسيب يقول ذكر الزنا بالشام فقال رجل قد زنيت البارحة
فقالوا ما تقول فقال او حرمه الله ما عملت ان الله حرمه فكتب الى عمر فكتب ان كان علم ان الله حرمه فحدوه وان لم يكن علم فعلموه فأن عاد فحدوه هذا اسناد صحيح وهكذا رواه ابو عبيد رحمه الله عن مروان الفزارى ويزيد عن حميد عن بكر المزنى عن عمر وفيه انه كتب يستخلف أثر آخر قال محمد بن اسحاق عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابيه قال كان حاطب قد اعتق حين مات من رقيفة من صام منهم وصلى وقد كانت له جارية حبشية قد صامت وصلت ولم تفقه بعد فلم يرع بها فى زمن عمر الا وهى حبلى من زنا فأتيت عمر وجئته بها فسألها ازنيت قالت نعم من مرعوش بدرهمين قال عمر ماذا ترون فى هذه فقال على وعبد الرحمن بن عوف اقضاء غير قضاء الله تعالى تبغى وكان عثمان جالسا فاضطجع فقال مالك يا عثمان لا تتكلم فقال اشار عليك اخواك فقال وانبت فأشر فقال اراها تستهل به كأنها لا تعرفه ولا ارى الحد الا على من عرفه فقال صدقت يا عثمان فضربها الحد الادنى ونفى عنها الرجم
وهذااسناد حسن ومثله قد قال بمقتضاها الامام احمد فى انه يجور التعزير بالحد فى الزنا لمن فعل ذلك ونسبها ويعضده الاثر الاخر قال عبد الرزاق اخبرنا معمر عن سماك بن الفضل عن عبد الرحمن البيلمانى عن عمر بن الخطاب انه رفع اليه رجل وقع على جارية امراته فجلده مائة ولم يرجمه قال البيهقى وهذا منقطع وكأنه ادعى جهالة فعذره مائة ولم يرجمه قال البيهقى وهذا منقطع وكأنه ادعى جهالة فعذره عليها قلت هذا شبية بالحديث الذى رواه الامام احمد وأهل السنن من حديث قتادة عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير انه اتى برجل غشى جارية امراته فقال لا اقضى فيها الا بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال ان كانت احلتها له جلدية مائة وان لم تكن اذنت له رجمته أثر عن عمر قال البخارى قال الليث حدثنى نافع عن صفية بنت ابى عبيد ان عبدا من رقيق الامارة وقع على وليدة من الخمس فاستكرهها حتى افتضها فجلده عمر الحد وتفاه ولم يجلد الوليدة من اجل انه استكرها
فيه دلالة على نفى العبد وظاهره انه نفاه سنة وهو احدا الاقوال فى مذهب الشافعى والعلماء وسياتى فى كتاب السيرة قصة نصر بن حجاج لما غربة عمر من المدينة الى البصرة والزمة ان لا يعود مادام عمر جيا وذلك لما سمع من بعض الجوارى تلج به فى شعرها هل من سبيل الى خمر فأشربها ام هل سبيل الى نصر بن حجاج
أثر آخر قال البخارى حدثنا مالك بن اسماعيل عن عبد العزيز بن ابى سلمة عن الزهرى عن عروة بن الزبير ان عمر بن الخطاب غرب ثم لم تزل تلك السنة هكذا ذكره عقيب حديث زيد بن خالد فيمن زنا وهو منقطع فان عروة لم يدرك عمر بن الخطاب رضى الله عنه اثر اخر قال ابن خزيمة حدثنا على بن حجر حدثنا اسماعيل بن جعفر حدثنا حميد عن انس ان عمر اتى بشباب قد حل عليه القطع فامر بقطعه فجعل يقول ياويله ما سرقت قط قبلها فقال عمر كذبت ورب عمر ما اسلم الله عبدا عند اول ذنب اسناده صحيح وقد استدلوا بع على انه اذا قذف رجلا فلم يحد القاذف حتى زنا المقذوف فانه لا يحد القاذف لانا استدللنا بذلك على تقدم زناه قبل القذف والحدود تدرا بالشبهات والله اعلم واما قصة المغيرة بن شعبة وابى بكرة فستأتى أثر آخر قال مالك عن ابى الزناد قال جلد عمر بن عبد العزيز عبدا فى فرية ثمانين قال ابو الزناد فسألت عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ذلك فقال ادركت عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والخلفاء وهلم جرا فما رايتا حدا جلد عبدا فى فرية اكثر من اربعين
ورواه الثورى عن ابى الزناد عن عبد الله بن عامر قال ادركت ابا بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم من الخلفاء فلم ارهم يضربون المملوك فى القذف الا اربعين ظاثر فى حد القذف قال محمد بن عبد الرحمن بن ابى ذئب عن الزهرى عن سالم عن ابيه ان رجلا قال لرجل والله ما انا بزان ولا ابن زان فرفع الى عمر رضى الله عنه فضربه الحد تاما هذا اسناد صحيح طريق قال مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن ابى الرجال عن امة عمرة ان رجلين استبا فى زمن عمر فقال احدهما للآخر والله ما انا بزان ولا امى بزانية فاستشار فى ذلك عمر بن الخطاب فقال قائل مدح اباه وامه وقال آخرون قد كان لأبيه وامه مدح غير هذا ونرى ان تجلده الحد فجلده عمر الحد ثمانين وروى البيهقى عن عمر ان عمر كان قضى فى التعريض الحد وقد ذهب الى مقتضى هذاالاثر طائفة من العلماء وهو وجوب الحد على من عرض بغيره فى القذف وهو منزع قوى يعضده قول امير المؤمنين
أثر فى قطع السارق قال مالك عن الزهرى عن السائب بن يزيد ان عبد الله بن عمرو الحضرمى بغلام له الى عمر بن الخطاب فقال اقطع يد غلامى هذا فإنه سرق قال عمر ماذا سرق قال سرق مرآة لامرأتى ثمنها ستون درهما فقال عمر ارسله فليس عليه قطع خادمكم سرق متاعكم اسناده صحيح حديث فى الخمر قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت ابا الحكم قال سالت ابن عمر عن الجر فحدثنا عن عمر ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الجر وعن الدياء وعن المزفت ثم رواه احمد عن يحيى بن سعيد عن شعبة به طول فيه وعن مؤمل عن سفيان عن سلمة بن كهيل به ورواه النسائى عن بندار عن يحيى القطان به وهكذا رواه ابو داود الطيالسى عن شعبة به ووابو يعلى الموصلى من حديث شعبة ورواه على بن المدينى عن يحيى القطان عن شعبة به قال صالح الاسناد ولا يحفظ عن عمر الا من هذا الوجه وابو الحكم هذا لا اعلم من روى عنه الا سلمة بن كهيل وقد روى هذا الحديث من وجوه كثيرة عن الصحابة قلت ابو الحكم هذا اسمه عمران بن الحارث السلمى ولم يخرجه احد وقد اختار الحافظ ابو عبد الله المقدسى هذا الحديث فى كتابه قال وروى مسلم من حديث طاوس عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم مثله حديث آخر قال الحافظ ابو يعلى الموصلى حدثنا ابو خيثمة حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا عبد الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب الخولانى قال سمعت عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مسكر حرام هذا اسناد على شرط اصحاب السنن ولم يخرجه واحد منهم وعبد الرحمن بن
زياد بن انعم فيه كلام والله اعلم حديث آخر قال البخارى حدثنا احمد بن ابى رجاء حدثنا يحيى عن ابن حيان التيمى عن الشعبى عن ابن عمر قال خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس انه نزل تحريم الخمر وهى من خمسة اشياء من العنب والتمر والحنطة والشعير والعسل والخمر ما خامر العقل وثلاث وددت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد الينا فيهن عهدا ينتهى اليه الحد والكلاله وابواب من ابواب الربا هكذا رواه فى كتاب الاشربة واخرجه فى اماكن أخر ورواه الجماعة سوى ابن ماجة من طرق عن الشعبى به منها ابو داود عن احمد عن ابن عليه عن ابى حيان التيمى عن الشعبى به ورواه النسائى فى بعض الطرق موفوقا على ابن عمر أثر آخر قال النسائى فى الاشربة وفى الوليمة حدثنا الجارث بن مسكين انبانا ابن القاسم عن مالك عن الزهرى عن السائب بن يزيد الكندى ان عمر خرج عليهم فقال انى وجدت من فلان ريح شراب فزعم انه شرب الطلاء وانى سائل عما شرب فإن كان يسكر جلدته فجلده عمر الحد تاما هذا اسناد صحيح والظاهر ان هذا كان قد شرب غير الطلاء فان الطلاء مباح وهو شبية بالدبس او هوهو والله اعلم
وقال النسائى فى الوليمة حدثنا سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهرى عن القاسم بن محمد عن اسلم مولى عمر قال قدمنا مع عمر الجابية فأتى بطلاء مثل عقيد الرب انما يخاض بالمخاض خوضا فقال ان فى هذا لشرابا ما انتهى اليه طريق اخرى قال النسائى حدثنا محمد بن عبد الاعلى حدثنا المعتمر عن منصور عن ابراهيم عن نباتة عن سويد بن غفلة كتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى بعض عناله ان ارزق المسلمين من الطلاء ما ذهب ثلثا وبقى ثلثة طريق اخرى قال النسائى حدثنا سويد بن نصر عن ابن المبارك عن سليمان التيمى عن ابى مجلز عن عامر بن عبد الله قال قرات كتاب عمر الى ابى موسى انا بعد فانها قدمت على عير من الشام تحمل شرابا غليظا اسود كطلاء الابل وانى سالتهم على كم يطبخونه فأخبرونى انهم يطبخونهم على الثلثين ذهب ثلثا الاخبثان ثلث بريحة وثلث ببغية قمر من قلبك ان يشربوه ثم رواه النسائى ايضا عن سويد عن ابن المبارك عن سعيد عن قتادة عن ابى مجل زان عمر كتب الى عمار بن ياسر بمثلة فهذه طرق قوية يشد بعضها بعضا وهذا هو الدبس السائل والله اعلم هو مباح ما كان على هذه الصفة المذكورة مالم يسكر كثيرة كما هو المعهود وليس فى مثل هذا نزاه بين العلماء أثر آخرقال النسائى حدثنا زكريا بن يحيى عن عبد لاعلى بن حماد عن سفيان عن
يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال يلق تثقيف عمر بن الخطاب بشراب فلما قربه من فيه كرهه فدعا به فكسره بالماء فقال هكذا فافعلوا هذا اسناد جيد وسعيد بن المسيب وان كان لم يسمع كل ما رواه عن عمر الا انه اعلم التابعين بأيام عمر واحكامه وقد روى الحاكم ابو عبد الله النيسابورى فى مستدركه من حديث ابى الاحوص سلام ابن سليم قال حدثنا الاعور عن ابى وائل قال غزوت مع عمر الشام فنزلنا منزلا فجاء دهقان فسجد فقال عمر ما هذا قال هكذا نفعل بالملوك قال اسجد لربك الذى خلقك قال يا امير المؤمنين قد صنعت لك طعاما فاتنى قال هل فى بينك تصاوير العجم قال لا حاجة لى فى بينك انطلق فابعث لنا بلون من الطعام ولا تزدنا عليه ففعل فاكل منه وقال لغلامه ةهل فى اداوتك شىء من ذلك النبيذ قال نعم قال فاتاه ثم شمه فوجده منكر الريح فصب عليه لماء ثلاث مرات ثم شربه ثم قال اذا رايكم من شرابكم شىء فافعلوا به هكذا قال الحاكم هذا صحيح قلت لكن مسلم الاعور ضعفوه فقال احمد بن حنبل لا يكتب حديثه وقال البخارى يتكلمون فيه طريق اخرى قال النسائى حدثنا سويد قال انبأنا عبد الله بن المبارك عن السرى بن يحيى قال حدثنا ابو حفص امام لنا وكان من اسنان الحسن عن ابى رافع الصائغ قال
قال عمر رضى الله عنه اذا خشيتم من نبيذ شدته فاكسروه بالماء قال عبد الله من قبل ان يشتد اسناد حسن يتقوى بالذى قبله حديث فى كيفيه الحد من المسكر قال البخارى حدثنا يحيى بن بكير حدثنى الليث حدثنى خالد بن يزيد عن سعيد بن ابى هلال عن زيد بن اسلم عن ابيه عن عمر بن الخطاب ان رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده فى الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه فما اكثر ما يؤتى به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فو الله ما علمت الا انه يحب الله ورسوله انفرد به البخارى من هذا الوجه وفيه دلالة على انه لا يتحتم قتل الشارب فى الرابعة وان تلك الاحاديث الواردة يقتله فى الرابعة محمولة على الاذن الشرعى عند من يرى ذلك من العلماء والله اعلم
أثر شبية بهذا الحديث من حيث الرفق بشارب الخمر والتلطف به ليدعوه ذلك الى التوبة والاستغفار قال الحافظ ابة نعيم الاصبهانى حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد ابن سهل حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد بن الاصم ان رجلا كان ذا لباس وكان يرفو لباسه وكان من اهل الشام وان عمر فقده فسأله عنه فقيل تتابع فى هذا الشراب فدعا كاتبه فقال اكتب من عمر بن الخطاب الى فلان سلام عليك فإنى احمد اليك الله الذى لا اله هو غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب ذى الطول لا اله الا هو اليه المصير ثم دعا وامن من عنده فدعوا له ان يقبل الله تعالى بقبله وان يتوب الله عليه فلما اتت الصحيفة الرجل جعل يقراها ويقول غافر الذنب قد وعدنى الله ان يغفر لى وقابل التوب شديد العقاب قد حذرنى الله عقابه ذى الطول والطول الخير الكثير اليه المصير لا يزال يرددها على نفسه ثم بكى ثم نزع فاحسن النزع فلما بلغ عمر خبره قال هكذا فصنعوا اذا رايتم اخا لكم زل زلة فسددوه ةادعوا الله ان يتوب عليه ولا تكونوا اعوانا للشيطان عليه اسناد جيد وفيه انقطاع اثر أخر قال ابخارى حدثنا مكى بن ابراهيم عن الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله صلىالله عليه وسلم وامراة ابى بكر وصدرا من خلافه عمر بن الخطاب فنقوم اليه بايدينا ونعالنا وارديتنا حتى كان اخر امرة عمر فجلد اربعين حتى اذا عنوا وفسقوا جلد ثمانين وروى مسلم عن على قال جلد رسول الله صلى الله صلى عليه وسلم اربعين وابو بكر اربعين وعمر ثمانين وكل سنة وهذا احب الى يعنى الاربعين
وروى ايضا عن انس ان عمر استشارهم فى الحد الخمر فقال عبد الرحمن اخف الحدود ثمانون فامر به عمر رضى الله عنه أثر عن عمر فيه جواز التغريب فى الخمر أثر عن عمر فيه جواز التغريب فى الخمر ان راى الامام فى ذلك مصلحة فعله قال النسائى اخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا عبد الاعلى بن حماد عن معتمر بن سليمان عن عبد الرازق عن معمر عن الزهري عن سعيد ابن المسيب انه قال غرب عمر رضي الله عنه ربيعة بن امية فى الخمر الى خبير فلحق بهرقل فننتصر فقال عمر رضى الله عنه لا اغرب بعده مسلما هذا اسناد جيد اثر اخر قال محمد بن سعد اخبرنا محمد بن عمر يعنى الواقدى اخبرنا اسامة بن زيد بن اسلم عن ابيه عن جده قال سمعت عمرو بن العاص ذكر عمر فترحم عليه وقال ما رايت احد بعد النبى صلى الله عليه وسلم اخوف لله منه لا يبالى على من وقع الحق انى لفى منزلى بمصر اذ اتانى ات فقال قدم عبد الله وعبد الرحمن ابنا عمر غازيين فقلت اين نزلا ولم استطع ان اتيهما ولا اهدى لهما خوفا من عمر رضى الله عنه فقيل له هذا عبد الرحمن بن عمر وابو سروعة يستاذنان فدخلا وهما مسكران فقالا اقم علينا حد الله انا شربنا فسكرنا فزيرتهما فقال عبد الرحمن ان لم تفعل خبرت ابى اذا رجعت قال فدخل على عبد الله بن عمرفقمت رحبت به فقال ان ابى نهانى ان ادخل عليك الا ان لا اجد بدا ان اخى لا يلحق على رؤوس الناس ابدا اما الضرب فعم فاخرجهما الى صحن الدار فضربتها الحد ودخل عبد الله باخيه فحلق راسه وراس ابى سروعة فو الله ما كتبت الى عمر بحرف فجاءنى كتاب منه يقول الى العاص بن
العاص بجراتك على وخلاف عهدى انا قد خالفت فيك اصحاب بدر ممن هو خير منك واخترتكواراك قد تلوثت بضرب عبد الرحمن وحلقه فى بيتك ولا تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين ولكن قلت هو ولد امير المؤمنين وقد عرفت انه لا هوادة لاحد عندى فى حق فاذا جاءك كتابى هذا فابعثه فى عباءة على قتب فبعث به كما امر وكتبت اعتذر وبالله الذى لا يحلف باعظم منه انى لاقيم الحدود فى صحن دارى قال اسلم فقدم عبد الرحمن وعليه عباءة ولا يستطيع المثى من مركبه فقال عمر السياط فقال يا امير المؤمنين قد اقيم على الحد فلم يلتفت اليه وجعل عبد الرحمن يصيح انا مريض وانت قاتلى فحسبه فمرض فمات حاشية قال النووى فى تهذيب الاسماء عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب يقال له عبد الرحمن الاكبر وهو صحابى ذكره ابن متددة وابن عبد البر وابو نعيم الاصبهانى وغيرهم فى الصحابة وهو اخو عبد الله وحفصة لامهم زينب بنت مظعون ادرك عبد الرحمن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا قالوا وعبد الرحمن بن عمر الاوسط هو ابو شحمة الذى ضربه عمرو بن العاص بمصر فى الخمر ثم حمله الى المدينة فضربه ابوه عمر بن الخطاب تاديبا ثم مرض فمات بعد شهر هكذا رواه معمر عن الزهرى عن سالم عن ابيه واما ما يزعمه بعض اهل العراق انه مات تحت السياط فغلط وعبد الرحمن بن عمر الاصغر هو ابو المجبز والمجبز ايضا اسمه عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عمر قال ابن عبد البر وانما قيل له المجبز لانه وقع وهو غلام فكسر فحمل الى عمته حفصة ام المؤمنين فقيل انظرى الى ابن اخيك انكسر فقالت ليس بالمكسر ولكنه المجبز
انتهى كلام الثورى وعبد الاوسط والاصغر امهما ام ولد لعمر رضى الله عنه واسمها لاهية طريق اخرى قال الحافظ ابو بكر الخطيب اخبرنا محمد بن احمد بن رزق والحسن بن ابى بكر قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد ابو عبد الله الهروى اخبرنا على بن محمد ابن عيسى الجكانى اخبرنا ابو اليمان اخبرنا سعيد بن حمزة عن الزهرى عن سالم ان اباه قال شرب اخى عبد الرحمن وشرب معه ابو سروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر فسكرا ثم صحوا فانطلقا الى عمر بن العاص فقالا طهرنا ولم اشعر انا فذكر لى اخى انه قد سكر فقلت ادخل الداراطهرك فاذتنىانه قد اعلم عمرا فقلت والله لا يحلق على رؤوس الناس ادخل احلقك وكانوا اذا ذاك يحلقون مع الحد قال فحلقته بيدى ثم جلدهم عمرو فسمع بذلك عمر فكتب ان ابعث الى بعبد الرحمن على قتب ففعل فلما قدم عليه جلده وعاقبه من اجل مكانه منه ثم الى بعبد فلبث شهرا صحيحا ثم اصابه قدره فيحتسب عام الناس انه مات من جلد عمر ولم يمت من جلده هذا اسناد صحيح والسياق الاول حسن وفيه دلالة على جواز الزيادة على ابنه فيحتمل انه اكمل له ثمانين كما رواه مسلم عن انس بن مالك ان عمر بن الخطاب استشارهم فى حد الخمر فقال عبد الرحمان اخف الحدود ثمانون فامر به عمر رضى الله عنه وروى عن على رضىالله عنه انه لما جلد الوليد بن عقبة اربعون بين يدى عثما قال جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعون واو بكر اربعون وعشرثمانين وكل سنة وهذا احب الى فقوله وكل سنة دليل تسويغ ذلك له
ويحتمل انه ثناه عليه لاجل انه قريبه فانه كان قد تقدم في اول ولايته الى اهله انهم لا ياتون شيئا مما نهى الناس عنه الا اضعف لهم العقوبة وهذا هو الظاهر لقول عبد الله بن عمر فلما قدم عليه جلده وعاقبة من اجل مكانه منه ومراد عمر ان ولده لا يختص في جدود الله من بين الناس بمزية والا فلو راىالامام ان يقيم الحد على شارب الخمر في البيت فكان له ذلك كما رواه البخارى عن قتيبة عن عبد الوهاب عن ايوب عن ابن ابي مليكة عن عقبة بن الحارثقال جئ بالنعيمان او ابن النعيمان شاربا فامر النبي صلى الله عليه وسلم من كان في البيت ان يضربوه فكنت فيمن ضربه بالنعال اثر اخر قال ابو عبيد حدثنا ابو النضر عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن ابي رافع عن عمر انه اتى بشارب فقال لابعثنك الى رجل لا تاخذه فيك هوادة فبعث به الى مطيع بن الاسود العدوى فقال اذا اصبحت غدا فاضربه الحد فجاء عمر وهو يضربه ضربا شديدا فقال قتلت الرجل كم ضربته قال ستين فقال اقص عنه بعشرين قال ابو عبيد قوله اقص عنه بعشرين يقول اجعل شدة هذا الضرب الذي ضربته قصاصا بالعشرين التي بقيت ولا تضربه العشرين وفي هذا الحديث من الفقه ان ضرب الشارب ضرب خفيف وكذلك سمعت محمد ابن الحسن يقول في القاذف والشارب قال واما الزاني فانه اشد ضربا منهما قال التعزيز اشد الضرب وفي هذا الحديث ايضاانه لم يضربه في سكره حتى افاق الم تسمع قوله اذا اصبحت غدا فاضربه الحد اثر اخر قال ابن ابي الدنيا حدثني يعقوب بن عبيد حدثنا يزيد اخبرنا حماد بن سلمة عن سماك عن عبيد الله بن شداد عن عبد الله بن عمر قال كنا مع عمر في مسير فابصر رجلا يسرع في مسيره فقال ان هذا لرجل يريدنا فاناخ ثم ذهب
لحاجته وجاء الرجل فبكى وبكى عمر وقال ما شانك قال يا امير المؤمنين انى شربت الخمر فقام ابو موسى وسود وجهى وطاف وبى ونهى الناس ان يجالسونى فهممت ان اخذ سيفى فاضرب ب هابا موسى او اتيك فتحولنى الى باد لا اعرف فيه او الحق بارض الشرك فبكى عمر وقال فايسرنى انك لحقت بارض الشرك وان لى كذا كذا وقال ان كنت لمن اشرب الناس الخمر فى الجاهلية ثقم كتب الى ابى موسى ان فلانا اتانى فذكر كذا كذا فاذا اتاك هذا فمر الناس ان يجالسوه وان يخالطوه وان تاب فاقبل شهادته وكساه وامر له بمائتى درهم وهذا اسناد صحيح حديث فى الستر على اهل المعاصى وان المحدود تدفع بالشبهات قال عبد الله بن المبارك عن ابراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن ابن الهيثم عن عقبة بن عامر انه قال لعمر يا امير المؤمنين ان لنا جبرانا يشربون الخمر ويفعلون ويفعلون به قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من راى عورة فسترها كان كمن احيا موؤودة فى قبرها رواه ابو بكر الاسماعيلى من حديث ابن المبارك اثر يذكر فى باب التعزير قال حنبل ابن اسحاق حدثنا ابراهيم بن محمد حدثنا سفيان عن مطرف حدثنا الشعبى قال قال عمر رضى الله عنه لا اوتى برجل فضلنى على ابى بكر رضى الله عنه الا جلدته اربعين وكان عمر اذا بعث عاملا كتب ماله اسناد جيد
اثر آخر قال خيثمة بن سليمان الاطرابلسى حدثنا الحنينى حدثنا عازم حدثنا هشيم حدثنا حصين عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال وقد ناس من أهل الكوفة والبصرة على عمر فلما نزلوا المدينة تحدث القوم بينهم ففضل القوم ابا بكر على عمر وفضل بعضهم عمر على ابى بكر وكان الجارود بن المعلى ممن فضل ابا بكر فجاء عمر ومعه درته وما فى وجهه رائحة فأقبل على الذين فضلوه فضربهم بالذرة حتى ما تبقى احد الا برجله فقال له الجارود افق يا امير المؤمنين فإن الله لم يكن ليرانا نفضلك على ابى بكر فسرى عنه فلما كان من العشى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الا ان افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر من قال غير ذلك بعد مقامى هذا فهو مفترى وعليه ما على المفترى هذا اسناد جيد قوى وفيه دلالة على عقوبة الشيعة بهذا النكال والرافضى اسوأ حالا منه وقد ذهب عبد الرزاق بن همام الى تكفير الرافضة وهو رواية عن الامام مالك رحمه الله وذهب طائفة آخرون الى انهم لا يستحقون شيئا من الخير ودلائل ذلك مبسوطة فى غير هذا الموضع والله اعلم أثر أخر يذكر فى تاديب السباب روى حنبل بن اسحاق وابو عبد الله بن بطة وابو القاسم اللالكائى من حديث بقية ابن الربيع عن وائل عن البهى قال وقع بين عبيد الله بن عمر وبين المقداد كلام فشتم عبيد الله المقداد فقال عمر على الحداد لأقطع لسانه لا يجترىء احد بعده يشتم احدا من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
وفى رواية فهم عمر بقطع لسانه فكلمه فيه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال ذرونى اقطع لسان ابنى حتى لا يجترىء احد من بعدى سب احد من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقد تقدم فى النذر