المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب التفسير ذكر أن عمر رضي الله عنه أول ما جمع - مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي - جـ ٢

[ابن كثير]

الفصل: ‌ ‌كتاب التفسير ذكر أن عمر رضي الله عنه أول ما جمع

‌كتاب التفسير

ذكر أن عمر رضي الله عنه أول ما جمع القرآن بمعنى انه كان ذلك في زمن الصديق ولكن كان هو يشير بذلك أو المستشار ثم كان يستحث في ذلك والله اعلم قال أبو بكر بن أبي داود رحمه الله في كتاب المصاحف حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاّد حدثنا يزيد حدثنا مبارك عن الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كياب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال إنا الله فأمر بالقرآن فجمع فكان أول من جمعه في مصحف هذا الاثرمنقطع بين الحسن وعمر فإنه لم يدركه أثر آخر قال أبو بكر حدثنا أبو الطاهر حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن طلحة الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحي بن عبد الرحمن بن الخاطب أن عمرلما

ص: 561

جمع القرآن كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان أثر آخر وقال أبو بكر حدثنا إسماعيل بن أسد حدثنا هوذة حدثنا عوف عن عبد الله بن فضالة قال لما اراد عمر أن يكتب الامام أقعد له نفرا من أصحابه وقال إذا إختلفتم في اللغة اكتبوها بلغة مضر فإن القرآن نزل بلغة رجل من أهل مضر صلى الله عليه وسلم أثر آخر وقال أبو بكر حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد حدثنا يزيد حدثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير عن جابربن سمرة قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لا يملينّ في مصاحفنا هذه إلا غلمان قريش أو غلمان ثقيف هذا اسناد صحيح والجمع بين هذه الآثار وما ثبت في الصحيحين من أن الصديق هو الذي ابتدأ بجمع القرآن لما استحرّ القتل في قرّاء القرآن يوم اليمامة وكانت في خلافته هو ما ذكرته أولا والله اعلم وقد عزم عمر رضي الله عنه في وقت على جمع الأحاديث وكتابتها ثم عدل عن ذلك رعاية لحفظ القرآن وأن لا يشتبه بغيره كما قال حنبل بن إسحاق حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة قال أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا ثم أصبح وقد عزم له ذكرت قوما كتبوا كتابا فاقبلوا عليه وتركوا كتاب الله عز وجل إسناد صحيح من فاتحة الكتاب قال أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن حدثنا معاوية عن الاعمش عن

ص: 562

إبراهيم عن الأسود عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ غير المغضوب عليهم وغير الضالين ومن البقرة حديث في تفسير آية النسخ قال سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر رضي الله عنه علّي أقضانا وأبيّأقرأنا وإنا لندع كثيرا من لحن أبيّ إن أنبأ يقول سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أدعه لشيء والله يقول ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها إسناد صحيح حديث آخر في قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال الإمام أحمد حدثنا هشيم أنبأنا حميد عن انس قال قال عمر رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت ان نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر فلو أمرتهن أن يتحجبن فنزلت آية الحجاب واجتمععلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ فنزلت كذلك ثم رواه أحمد عن يحي وابن أبي عدىّ كلامهما عن حميد عن أنس عن

ص: 563

عمر أنه قال وافقت ربي في ثلاث ووافقني في ثلاث وذكره وأخرجه البخاري عن عمرو بن عون والترمذي عن أحمد بن منيع والنسائي عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وابن ماجة عن محمد بن الصباح كلهم عن هشيم به ورواه البخاري أيضا عن مسدد عن يحي وهو القطان ورواه الترمذي أيضا عن عبد بن حميد عن حجاج بن منهال عن حمادبن سلمة والنسائي عن هناد عن يحي بن أبي زائدة كلاهما عن حميد وهو ابن قيسروية الطويل به وقال الترمذي حسن صحيح ورواه الإمام علي بن المديني عن يزيد بن زريع عن حميد به وقال هذا من صحيح الحديث وهو بصري طريق أخرى ورواه مسلم من حديث نافع عن ابن عمر قال وافقت ربي في ثلاث في الحجاب وفي أساري بدر وفي مقام إبراهيم حديث في قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني حسن بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب ذكرله ما حمله على مقالته التي قال حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كنت أتأول هذه الآية وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فوالله إن كنت لأظن أنه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها وإنه للذي حملني على أن قلت

ص: 564

ما قلت في إسناد ضعف بحال حسين بن عبد الله هذا ولكن له شاهد من وجوه أخر أثر آخر

قال أبو عبيد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن يزيد بن صوحان عن عمر أنه قال ما يمنعكم إذا رأيتم يخرّق أعراض الناس أن تعرّبواعليه قالوا نخاف لسانه قال ذلك أدنى أن لا تكونوا شهداء قال ابو زيد والأصمعي قوله أن تعرّبواعليه يعني أن لا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه له أثر يذكر عند قوله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون قال ابو بكر بن أبي شيبة في تفسيره حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر أنه انقطع شسع نعله فاسترجع وقال كلّ ما ساءك مصيبة

ص: 565

حديث يذكر عند قوله أحل لكم ليلة الصيام الرفث ألى نسائكم قال الحافظ ابو بكر أحمد بن موسى بن مردوية في تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا سمويه حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قام عمر فقال يا رسول الله إني أردت أهلي البارحة على ما يريد الرجل أهله فقالت إنها نامت فظننتها تعتل فواقعتها فنزل في عمر أحل لكم ليلة الصيام الرفث ألى نسائكم وهذا إسناد جيد وابن أبي ليلى يختلف في سماعه من عمر ولكن روى من وجه آخر عن أبي ليلى عن معذ بن جبل أنّ عمر فعل مثل هذا وقال موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس عن قصة عمر نحو ما تقدّم لكن فيه أن عمر كان قد نام ثم واقع أهله ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ماكنت خليقا أن تفعل ونزل الكتاب أحل لكم ليلة الصيام الرفث ألى نسائكم وقد كان هذا شرعا في أول الإسلام أن الرجل يحل له الطعام والشراب والوقاع حتى يصلى العشاء أو ينام قبل ذلك فإذا نام أحدهما حرم عليه ذلك فنسخه الله إلى يوم القيامة ولله الحمد والمنةحديث آخر في آية تحريم الخمر قال أحمد حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق ‘، أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب أنه قال لما نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في لاخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية في النساء يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم

ص: 566

سكارى فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الصلاة نادى أن لا يقربنّ الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر انتهينا انتهينا زهكذا رواه علي بن المديني عن عبيد الله بن موسى وإسحاق بن منصور كلاهما عن إسرائيل به وعن ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق به وقال هذا حديث كوفي صالح الإسناد ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عمرو ابن عبد الله السبعي عن أبي ميسرة واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني عن عمر به وليس له عنه سواه قال أبو زرعة وروايته عنه مرسلة وهكذا صحح الترمذي رحمه الله وقد رواه حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال عمر

فذكره فإن كان محفوظا فيشبه أن يكون عند أبي إسحاق من وجوه أثر في فضل آية الكرسي قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا عباس بن الفضل حدثنا يونس حدثنا سعيد بن سالم حدثنا

ص: 567

محمد بن أبان عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود أن رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لقي شيطانا فصرعه أحسبه قال له الشيطان دعني أعلمك شيئا لا تقوله في بيت فيه شيطان إلا خرج أظنه فعلمه آية الكرسي قال زر فقيل لابن مسعود من هو قال من ترونه إلا عمر بن الخطاب قال البيهقي ورويناه في كتاب الفضائل من حديث المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود وفي موضع آخر عن الشعبي أن رجلا من الجن لقيه فقال له هل لك أن تصارعني

فذكره وذكر صفته طريق أخرى قال أبو عبيد حدثنا أبو معاوية عن عاصم الثقفي عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال هل لك أن تصارعني فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان فصارعه فصرعه عمر فقال إني ضئيلا شخيتا كأن ذراعيك ذراعا كلب أفهكذا أنتم الجن كلكم أم أنت من بينهم فقال إني منهم لضليع فعاودني قال فصارعه فصرعه الإنسيّ فقال تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خبج كخبج الحمارقال أبو عبيد قوله ضئيلا شخيتا هما جميعا النحيف الجسم الدقيق والضليع العظيم الخلق قال والخبيج بالخاء المعجمة ويقال بالمهملة هو الضراط قلت وقد ورد نحو من هذا الحديث عن جماعة من الصحابة وقد اعتنى بجميع ذلك الإمام أبو بكر بن أبي الدنيا رحمه الله في كتابه مكايد الشيطانحديث آخر غريب قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا زهير حدثنا ابن أبي بكير حدثنا

ص: 568

إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر رضي الله عنه قال أتت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة قال فعظّم الربّ تبارك وتعالى وقال إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الحديد من ثقله تفرّد به عبد الله بن خليفة وليس بالمشهور ورواه الحافظ أبو بكر البزلر في مسنده عن الفضل بن سهل عن يحي بن أبي بكير به ثم قال وعبد الله بن خليفة لم يسند غير هذا الحديث ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق ولم يسنده إلا إسرائيل وقد رواه الثوري عن أبي إسحاق عن خليفة عن عمر موقوفا وقد وي عن خبير بن مطعم بنحو من ذلك يعني لفظه انتهى كلامه وهكذا رواه أبو بكر بن عاصم في كتاب السنة عن إسماعيل بن سالم الصائغ عن يحي بن أبي بكير به ورواه أبو القاسم الطبراني عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن عبد الله بن أبي زياد القطواني عن يحي بن أبي بكير به وعنده زيادة غريبة وأورده الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المختارة من طرق منها من حديث سلم ابن قتيبة عن شعبة عن إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى ورواه عبد بن حميد في تفسيره عن عبيد الله بن موسى ومؤمل بن إسماعيل عن إسرائيل عن إسحاق عن عبد الله بن خليفة مرسلاحديث آخرقال أبو القاسم البغوي حدثنا أبو روح البلدي حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن حسان العبسي قال قال عمر رضي الله عنه إن الجبت السحر والطاغوت الشيطان وإن الشجاعة والجبن غرائز تكون في الرجال يقاتل الشجاع عمّن لا يعرف ويفرّ الجبان من أمه

وإن كرم الرجل دينه وحسبه خلقه وإن كان فارسيا أو نبطيا

ص: 569

أثر يذكر عند قوله يا أيها الذين آمنو لا تبطلو صدقاتكم بالمن والأذى قال أبو عبيدة حدثت عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عمر أنّه قال شوى أخوك حتى إذا أنضج رمّد قال أبو عبيد وهو مثل يضرب للرجل يصطنع المعروف إلى الرجل ثم يفسده عليه بالامتنان أو يقطعه فلا يتمّه أثر آخرقال البخاري في تفسير قوله تعالى أيودّأحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب

حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام هو ابن يوسف عن ابن جريج سمعت عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة يحدّث عن ابن عباس وسمعت أخاه أبا بكلر بن أبي مليكة يحدّث عن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يا ترون هذه الآية نزلت أيودّأحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب قالوا الله أعلم فغضب عمر فقال قالوا نعلم أو لانعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين فقال عمر يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أيّ عمل قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله ورواه البخاري أيضا عن الحسن بن محمد الزعفراني عن حجاج بن محمد الاعور عن ابن جريح به وهو من أفراد البخاريحديث آخرقال أبو بكر بن مردوية حدثنا أحمد بن عاصم حدثنا عمر بن عبد الرحيم حدثنا محمد بن الصباح الدولابي حدثنا موسى بن عمير القرشي عن الشعبي

ص: 570

قال لما نزلت هذه الآية إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي

إلى أخر الآية جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله على رؤوس الناس وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت لأهلك فقال عدة الله وعدة رسوله قال يقول عمر لأبي بكر بنفسي أنت أو بأهلي ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقتنا إليه مرسل وتقدم له شلهد في الزكاة حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا يحي عن ابن أبي عروبة حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب قال قال عمر رضي الله عنه إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسّرها فدعوا الربا والريّبة ورواه ابن ماجة عن نصر بن علي عن خالد بن الحارث عن سعيد بن عروبة بهطريق أخرىرواه أبو بكر الإسماعيلي من حديث هياج بن بسطام عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أيي سعيد عن عمر بهأثر عمرقال أبو بلال الأشعري عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه لما ختم سورة البقرة نحر جزورا قال وتعلمها في ثنتي عشرة سنة

ص: 571

أبو بلال هذا ضعفه الدراقطنيوتقدم في باب المسابقة حديث يذكر عند قوله تعالى ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ومن سورة آل عمران قال أبو عبيد القاسمبن سلام رحمه الله حدثنا حجاج عن هارون بن موسى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحي بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن عمر أنه صلى العشاء الآخرة فاستفتح آل عمران فقرأ الم الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم قال هارون وهي في مصحف عبد الله مكتوبة الحي القيم إسناد صحيح إلى عمر أثر آخر قال الزهري وبلغنا عن عبد الله بن عمر أنه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المسلمين في القتال يومئذ يعني يوم أحد ويحثهم عليه فاقتتلوا بذلك فلما اصابهم ما أصابهم من القتل والجراح أمرهم بعد ذلك بأمر فقال الله عز وجل إن القوم قد أصابهم مثل الذي أصابكم قال فرايت رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت أسنانه طريق أخرىرواه أبو بكر الإسماعيلي من حديث هياج بن بسطام عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أيي سعيد عن عمر به ومن تفسيره سورة النساء قال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن أبراهيم حدثنا أبي

ص: 572

إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن عن المجالدبن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صدق النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن وما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم قال ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت له يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على اربعمائة درهم قال نعم فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن قال وأي ذلك فقالت أما سمعت الله يقول واتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا قال فقال اللهم غفرانك كل الناس أفقه من عمر قال ثم رجع فركب المنبر فقال أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على اربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب قال أبو يعلي وأظنه قال فمن طابت نفسه فليفعل هذا حديث جيّد الإسناد حسنه ولم يخرجوه وقد تقدّم في كتاب النكاح من حديث أبي العجفاء السلمي عن عمر نحوه طريق أخرى قال الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تزيدوا في مهور النساء وإن كانت بنت ذي القُصة يعني يزيد بن الحصين الحارثي فمن زاد ألقيتُ الزيادة في بيت المال فقالت امرأة من صفة النساء طويلة في أنفها فطس ما ذاك لك قال ولِمَ قالت لأن الله تعالى قال واتيتم إحداهن قنطاراً فقال عمر رضي الله عنه أصابت امرأة وأخطأ عمر

فيه انقطاع اثر يذكر عند قوله تعالى الم تر الى الذين يزكون انفسهم قال ابو بكر بن مردية حدثنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم حدثنا معاذ بن اثريذكر قوله تعالى ألم تر إلى الذين يزكون انفسهم قال أبو بكر بن مردوية حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا معاذ بن

ص: 573

المثنى حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال قال عمر بن الخطاب إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه فمن قال إنه عالم فهو جاهل ومن قال إنه في الجنة فهو في النار طريق أخرى قال حنبل بن إسحاق حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا معتمر عن أبيه عن نعيم ابن أبي هند قال قال عمر بن الخطاب من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال هو عالم فهو جاهل ومن قال إنه في الجنة فهو في النار هذان طريقان متعاضذان وفي قوله من قال أنا مؤمن فهو كافر مستدل لم نذهب من العلماء إلى وجوب الاستفتاء في ذلك وقد بسطنا القول في ذلك في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة تقدّم في كتاب الطهارة قول عمر رضي الله عنه قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من اللمس حديث آخر قال ابن حاتم في تفسيره ذكر هشام بن عمار حدثنا اللخمى حدثنا نافع مولى قريش السلمي البصري عن نافع عن ابن عمر قال قرئ عند عمر كلّما نضجت جلودهم فقال أعدها فأعادها فقال معاذ عندي تفسيرها قال تبدّل في ساعة مائة مرة قال عمر هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث غريب من هذا الوجه

ص: 574

حديث آخر قال الحافظ ابو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في تفسيره جدثنا شعيب بن شعيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا عتبة بن صخرة حدثني أبى أن رجلين اختصما على النبي صلى الله عليه وسلم فقضي للحق على الباطل فقال المقتضى عليه لا أرضى فقال صاحبه فما تريد قال أن نذهب إلى أبي بكر الصديق فذهبا إليه فقال الذي قضى له قد اختصمنا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى عليه فقال أبو بكر فأنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى صاحبه أن يرضى قال نأتي عمر بن الخطاب فأتياه فقال المقضى له قد اختصمنا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى عليه فأبى أن يرضى ثم أتينا أبا بكر الصديق فقال أنتما على ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى ان يرضى فسأله عمر بذلك فدخل عمر منزله وخرج والسيف بيده قد سلّه فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله فأنزل الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فبرا الله عمر من قتله طريق أخرى قال ابن دحيم حدثنا الجوزجاني حدثنا أبو اسود قال احتكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فقضى لأحدهما قال الذي قضى عليه ردنّا إلى عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إنطلقوا إلى عمر فانطلقا فلما أتيا عمر قال الذي قضى له يا ابن الخطاب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لي وإن هذا قال ردنّا إلى عمر فردنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر كذالك للذي قضى عليه قال عمر مكتنك حتى أخرج فأقضى بينكما فخرج مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنّا إلى عمر فقتله

575-

وادبر الآخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قتل عمر صاحبي ولولا اني أعجزته لقتلني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنتأظن عمر يقتل مؤمن فانزل الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فبرأالله عمر من قتله

ص: 575

فهذان الطريقان يتعاضذان وسيأتي في مسند الزبير بن العوام أنها نزلت فيه والذي نازعه في شراج الحرة فالله أعلم حديث يذكر عند قوله تعالى قل يأهل الكتاب لا تغلو في دينكم وعند قوله تعالى وإذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف أذاعو به قال الإمام أحمد حدثنا هشيه قال زعم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنا عبد الله ورسوله ثم رواه عن سفيان بن عيينة عن الزهري كذلك وهكذا رواه البخاري عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن الزهري به ولفظه فإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله ورواه علي بن المديني عن سفيان بن عيينة به وقال هذا حديث صحيح

ص: 576

مسند ورواه الترمذي في الشمائل من حديث سفيان بن عيينة به حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم ابن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة قال قال عمر ما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر مما سألته عن الكلالة حتى طعن بإصبعه فى صدري وقال تكفيك آية الصيّف التي في آخر سورة النساء هكذا رواه ها هنا مختصرا وقد تقدم في الحدود مطولا وهو في صحيح مسلم طريق أخرى قال أحمد حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك يعني ابن مغول سمعت الفضيل ابن عمرو عن إبراهيم النخعي عن عمر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيّف فقال لئن سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها احبّ إليّ من أن يكون لي حمر النّعم هذا إسناد جيد وفيه انقطاع لأن إبراهيم لم يدرك عمر والله أعلم ومن تفسير سورة المائدة قال أحمد حدثنا جعفر بن عون أنبأنا أبو العميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين إنكم تقرأون آية في كتابكم لو علينا يا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال وأيّ

ص: 577

آية هي قال قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي قال عمر والله إني أعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيّة عرفات في يوم الجمعة ورواه البخاري عن الحسن بن الصباح عن جعفر بن عون به ورواه أيضا ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن قيس بن مسلم به حديث آخر قال البخاري حدثنا أبو هـ شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خال عبد الله بن عمر وحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هكذا رواه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه مختصر وهو قطعة من حديث طويل وفيه ذكر قدوم الجارود العبدي على عمر وإخباره إياه أن قدامة بن مظعون شرب مسكرا وتأول قوله تعالى ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا وانّ عمر جلده وردّ تأويله ذلك أثر يذكر عند قوله تعالى يحكم به ذوا عدل منكم قال أبو عبيد أخبرني ابن أبي أمية عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال أتيت عمر رضي الله عنه فقلت إني رميت ظبيا وأنا محرم خششاءه فركب ردعه فأسن فمات فأقبل على عبد الرحمن بن عوف فشاوره ثم قال اذبح شاة. قال أبو عبيد الخششاء العظم الناشز خلف الأذن وفيه لغتان خشّاء

ص: 578

وخششاء وقوله ركب ردعه قال أبو عبيد ويقال في معنى ركب ردعه إنه لم يرذعه شيء فيمنعه عن وجهه ولكنه ركب ذلك فمضى لوجهه والرادع المانع كقول الناس ردعت فلانا عما يريد أي منعته وقوله أسن يعني دير به ولهذا يقال للرجل إذا دخل بئرا فاشتدت عليه ريحها حتى يصيبه دوار فيسقط قد أسن يأسن أسنا قال زهير يغادر القرن مصفرا انامله يميل في الرمح ميل المائح الأسن حديث آخر قال البخاري حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال كنّا عند عمر بن الخطاب فقال نهينا عن التكلف هكذا رواه البخاري ثم أتبعه بما رواه من حديث الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه قال سلوني فقال رجل من أبي فقال أبو خذافة فقال عمر رضي الله عنه رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ونزلت قوله تعالى لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم وذكر تمام الحديث كما سيأتي في مسند أنس إن شاء الله تعالى

ص: 579

ومن سورة الأنعام قال أبو عبيدة حدثنا أحمد بن يونس عن ربيعة بن معاوية حدثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر قال الأنعام من مواجب القرآن حديث يذكر عند قوله تعالى وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم قال الحافظ بن يعلى الموصلي حدثنا محمد بن المثني حدثنا عبيد الله بن واقد القيسي أبو عباد حدثني محمد بن عيسى بن كيسان حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر ابن عبد الله قال قل الجراد في سنة من ستي عمر التي ولى فيها فسأل عنه فلم يخبر بشيء فاغتنم لذلكفأرسل راكبا فضرب إلى كداء إلى الشام وآخر إلى العراق فسأل هل رأى الجراد شيء أم لا قال فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من الجراد فألقاها في يديه فلما رآها كبر ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلق الله ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر فأول شيء يهلك من الأمم الجراد فإذا هلكت تتابعت مثل النظام اذا قطع سلكه هذا حديث غريب ومحمد بن عيسى هذا الهلالي العبدي أبو يحي البصري ضعفه الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم وقال روى عن محمد بن المنكدر مناكير وأمر أن يضرب على حديثه ولم يقرأعليه وقال البخاري منكر الحديث وضعفه ابن حبان والدارقطني وذكر له هذا الحديث وحديثا آخر وقال هذان مما أنكرا عليه

ص: 580

ومن سورة الأعراف قال الإمام أحمد حدثنا روح حدثنا مالك عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية وإذا أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوابلى فقال عمر بن الخطاب رضي اله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بمينه فاستخرج منه ذرية خلقت فقال هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية خلقت فقال هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله فيما العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخل به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار وهذا رواه ابو داود عن القعنبي والنسائي عن قتيبة والترمذي عن إسحاق بن موسى عن معن ثلاثتهم عن مالك به ورواه حبان في صحيحه عن أبي مصعب الزهري عن مالك كذلك وقال الترمذي هذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر وقد ذكر بعضهم في الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا

ص: 581

قلت هو نعيم بن ربيعة الأزدي كما رواه أبو داود في سننه عن مجمد بن مصفّى عن بقية عن عمر بن جعثم القرشي عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني عن نعيم بن ربيعة قال كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية وإذا أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وذكر الحديث قال الدراقطني وقد تابع عمر بن جعثم يزيد ابن سنان أبو فروة الرهاوي وقولهما أولى بالصواب من قول مالك وقال أبو زرعة وأبو حاتم مسلم بن يسار لم يسمع عمر وروايته مرسلة زاد أبو حاتم وبينهما نعيم بن ربيعة ومن سورة الأنفال قال أحمد حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال اللهم أين ما وعدتني اللهم أنجز ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض ابدا فمازال يستغيث ربه عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم

ص: 582

أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا فقال أبو بكر يا رسول الله هؤلء بنو العم والعشيرة والإخوان وإني أرى أن نأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدا فقال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يابن الخطاب قال قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم اله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركن هؤلاء صناديد هم وقادتهم فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت وأخذ منهم الفداء فلما كان الغد قال عمر فغدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ما يبكيك أنت وصاحبك فإذا وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي عرض علي أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدني من هذه الشجرة لشجرة قريبة فأنزل الله عز وجل ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى لولا كتاب سبق من الله لمسكم فيما أخذتم عذاب أليم ثم احل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا ما صنعوا يو بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفرّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة من رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله عز وجل أو لمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من أنفسكم إن الله على كل شيء قدير بأخدكم الفداء رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل عن قراد أبي نوح وأسمه عبد الرحمن بن غزوان به ببعضه لما كان يوم بدر وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الفداء أنزل الله عز وجل ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض وأخرجه مسلم في المغازي عن هناد بن السري عن ابن المبارك وعن زهير بن حرب عن عمر بن يونس كلاهما عن عكرمة بن عمار به وليس عنده من قوله فلما كان يوم أحد إلى آخره

ص: 583

ورواه الترمذي في التفسير عن بندار عن عمر بن يونس وهو اليمامي بالقصة الأولى إلى قوله فأمدهم الله باملائكة وقال حسن صحيح غريب لا نعرف من حديث عمر إلا من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل ورواه الإمام علي بن المديني عن عمر بن يونس وقرّاد وبن نوح كلاهما عن عكرمة ابن عمار ثم قال والحديث صحيح ولا يحفظ إلا من طريق عكرمة بن عمار وسماك من أهل اليمامة ومسكنه الكوفة حديث آخروألو الأرحام بعضهم أولى ببعض قال أبو بكر البزار حدثنا عبد الله بن شبيب حدثنا إسحاق بن محمدالفروى حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال أقام رسو الله صلى الله عليه وسلم بمكة يعرض نفسه على القبائل العرب قبيلة قبيلة في الموسم ما يجد أحدا يجيبه إلى ما يدعو إليه حتى جاء إليه هذا الحي من الأنصار لما أسعدهم الله وساق إليهم الكرامة فآووا ونصروا فجزاهم الله عن نبيهم خيرا والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم عليه إنا قلنا لهم إنا نحن الأمراء وأنتم الوزراء وإن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لي عامل إلا من الأنصار ثم قال البزار إسناده جيدومن سورة براء قال أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا يوسف بن موسى حدثنا

ص: 584

ذلك وفينا عمر بن الخطاب فقال أنا أشفيكم من ذلك قال قلنا فكيف قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا وذكر الرجم فأتاه فذكر ذلك الرجل الرجم فقال يا رسول الله اكتب لي آية الرجم قال لا أستطيع الآن هذا أو نحوه وهذا فيه انقطاع لكن رواه النسائي عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن كثير بن الصلت عن زيد بن ثابت به وعن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث عن ابن عون عن محمد قال نبئت عن ابن أخي كثير به واختاره الحافظ الضياء في كتابه أثر يذكر عند قوله تعالى أو النسائهن قال سعيد بن منصور حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسيّ عن أبيه عن الحارث بن قيس قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة أما بعد فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك فازجر عن ذلك وحل دونه فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تنظر إلى عورتها إلا أهل ملتها

ورواه سعيد أيضا عن عيسى بن يونس عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي قال كتب عمر فذكره أثر آخر قال البخاري وقال روح عن ابن سيرين سأل أنسا المكاتبة وكان كثير المال فابى فانطلق إلى عمر فقال كاتبه فأبى فضربه بالذرة وتلى

-601

ص: 601

عمر فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ومن سورة القرقان قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرمن عن مالك عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب قال سمعت حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فأخذت بثوبة فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه فقلت يا رسول إني سمعته يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرأتنيها فقال اقرأ فقرأت القراءة التي سمعتها منه فقال هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر ورواه البخاري البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث مالك به وعندهم سمعت هشام بن حكيم بن حزام وكذا رواه أحمد أيضا عن عبد الرزاق وعن الزهري به وقال فيه هشام بن حكيم بن حزام وأخرجه البخاري أيضا من طرق آخر عن عقيل وشعيب ويونس ومسلم أيضا من حديث يونس ومعمر كلهم عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن ابن عبد كلاهما عن عمر به ورواه الترمذي في التفسير من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وقال صحيح

ص: 602

وقال علي بن المديني بعد ما رواه من طرق هذا الحديث صحيح ثبت ومن سورة القصص قال ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا علي بن الحسين حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله يعني ابن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون قال فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال فإذا هو بامرأتين تذودان قال ما خطبكما فحدثتاه فأتى الحجر فرفعه ثم لم يستق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم ومن سورة فاطر قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني محمد بن حبان الباهلي البصري حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا الفضل بن عميرة حدثني ميمون بن سياه عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفورله ثم قرأ فمنهم ظالم لنفسه ثم رواه من وجه آخر عن عمرو بن الحصين وهومتروك

ص: 603

ومن سورة يس وما علمناه الشعر حديث لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا وسيأتي في باب الأدب من كتاب الجامع ومن سورة ص قال الإمام أحمد في كتاب الزهد حدثنا أسباط بن محمد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله خرج إلى حائط فرجع وقد صلوا العصر فقال حائطي على المساكين صدقة يعني لفوات الجماعة كأنه أراد التأسي بسليمان عليه السلام في قوله تعالى إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد القصة بتمامها على أحدالتفاسير ومن سورة الزمر ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة حدثني نافع عن ابن عمر عن عمر قصة هجرته هو وعياش بن أبي ربيعة ورجوع عياش إلى مكة واقتتاله ونزول قوله تعالى قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وهوسياق طويل ومن سورة الفتح قال الإمام أحمد حدثنا قراد أبو نوح حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يردّ عليّ فقلت لنفسي ثكلتك أمك ياابن الخطاب نزرت رسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك قال فركبت راحلتي فتقدّمت مخافة أن يكون نزل فيّ شيء قال فإذا أنا بمناد ياعمر قال فرجعت وأنا أظن أنه نزل فيّ شيء قال فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليّ البارحة سورة هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفرلك الله ما تقدم من

ص: 604

ذنب وما تأخر روواه البخاري والترمذي والنسائي من طرق عن مالك ورواه علي بن المديني عن معن وقراد عن مالك به وقال هذا إسناد مدني جيد ولم نجده إلا عند أهل المدينة ومن الحجرات قال أحمد في الزهد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال كتب إلى عمر يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهى المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهى المعصية ولا يعمل بها فكتب عمر رضي الله عنه إن الذين يشتهون المعصية ولا يعلمون بها أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم فيه انقطاع ومن سورة الأحقاف قال جرير بن حازم سمعت الحسن البصري يقول قدم على عمر وفد من أهل البصرة مع ابي موسى قال فكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز مأدم بسمن وربما كان بزيت وأحيانا باللبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغليت بالماء وربما وافقنا اللحم الغريض وهوقليل فقال لنا يوما إني والله قد أرى تقديركم وكراهيتكم طعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأورقكم عيشا أما والله ماا أجهل عن كراكر وأسمنه وعن صلاء وصناب وعن صلائف ولكني سمعت

ص: 605

الله عيرّ قوما فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فيه انقطاع لكن قد روى من وجوده أخر عنه

ومن سورة الذاريات قال الحافظ ابو بكر بن أبي التّميمي إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن والذرايات ذروا قال هي الرياح ولولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني عن الحاملات وقرا قال هي السّحاب ولولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني عن المقسمات أمرا قال هي الملائكة ولولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني عن الجاريات يسرا قال هي السّفن ولولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة ضربة وجعل في بيت فلما برأدعا به فضربه مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري امنع الناس من مجالسته فلم يزل كذلك حتى اتى أبا موسى فحلف له بالإيمان المغلظة ما يجد في نفسه ما كان يجد شيئا فكتب في ذلم الى عمر فكتب عمر ما إخاله إلا صدق فخل ّبينه وبين مجالسه الناس قال البزار وابن أبي سيرة لّين وسعيد بن سلام العطار لم يكن من أصحاب الحديث قلت المستغرب من هذا السياق رفع هذا التفسير الى النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فقصة صبيغ بن عسل التميمي مع عمر مشهورة وكأنه والله أعلم إنما ضربه لما ظهر له حاله

ص: 606

أن سؤاله سؤال استشكال لا سؤال استرشاد واستدلال كما قد يفعله كثير من المتفلسفة الجهال والمبتدعة الضلال فنسأل الله العافية في هذه الدنيا وفي المال ومن سورة الطور قال ابن أبي الدنيا حدثنا أبي حدثنا موسى بن داود عن صالح الدني عن جعفر بن زيد العبدي قال خرج عمر يعسّ المدينة ذات ليلة فمرّ بدار رجل من المسلمين فوافقه قائما يصلى فوقف فسمع قراءته يقرأ والطور حتى بلغ إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع فقال قسم ورب الكعبة حق ونزل عن حماره واستند إلى الحائط فلبث مليا ثم رجع على منزله فلبث شهرا يعوده والناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه وقال افمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن حدثنا محمد ابن صالح حدثنا هشام بن حسان عن الحسن أن عمر قرأ إن عذاب ربك لواقع ففرّ لها بربوة عيد عشرين يوما حديث يذكر عند قوله تعالى والبحر المسجور قال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا العوام حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث يستأذن الله عز وجل أن ينفضح عليهم فيكفّه الله عز وجل وقال أبو بكر الإسماعيلي حدثنا الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهوية يزيد وهو ابن هارون عن العوام بن حوشب حدثني شيخ مرابط قال خرجت ليلة لمخلر شيء لم يخرج أحد من الحربيين غيري فأتيت المنياء فصعدت فجعل يخيل إلي أن

ص: 607

البحر يشرف حتى يحاذي برؤوس الجبال فعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ فلقيت أبا صالح فقال حدثنا عمر بن الخطاب أن رسول الله قال مامن ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات يسأذن الله أن ينفضح عليهم فيكفه الله عز وجل فيه رجل مبهم لم يسمّ والله أعلم بحاله ومن سورة الرحمن قال عبد بن حميد حدثنا يحي بن عبد الحميد حدثنا حصين بن عمر حدثنا مخارق عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب قال جاء أناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أفي الجنة فاكهة قال نعم فيها فاكهة ونخل ورمان قالوا أفتأكلون كما تأكلون في الدنيا قال نعم وأضعاف قالوا فتقضون الحوائج قال لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى هذا غريب من هذا الوجه لأنّ حصين بن عمر الأحمسي تكلموا فيه ولكن قد روي من غير هذا الوجه كما سيأتي في موضعه والمشهور عن النصارى إنكار التلذذ بالطعام والشراب في الجنة إنما هو الأصوات والمناظر الحسنة وإليه ذهب بعض اليهود كما دل عليه السياق وكما حكاه أصحاب المقالات عنهم وقد ردّ الله ذلك عليهم في كتابه العزيز كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية وقال تعالى أكلها دائم وظلها وقال تعالى يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيه ما تشتهيه الأنفس وتلذّ العين في آي كثير من القرآن وجاءت السنة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك أيضا ولله الحمد والمنة

ص: 608

أثر في ذكر العبقري يقدم من سورة الغاشية إلى هنا ذكرناه غلطا والله أعلم ومن سورة الجادلة حديث يذكر عند قوله تعالى إلا هو معهم أين ما كانوا روى الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من حديث ابن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة حدثني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه عن عبد الرحمن بن عائذ قال قال عمر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال زودني كلمة أعش بها قال استحي من الله كما تستحي من رجلا من صالح عسيرتك لا يفارقك إسناد غريب وفي حديث القدر فإن لم تراه فإنه يراك حديث أخر قال الإمام أحمد حدثنا أبو كامل حدثنا ابن شهاب عن ابن الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر استعمله على مكة فقال عمر من استخلفت على أهل الوادي قال استخلفت عليهم ابن أبزي قال ومن أبزي فقال رجل من موالينا فقال استخلفت عليهم مولى فقال إنّه قارئ كتاب الله عالم بالفرائض قاض. فقال عمر أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن الزهري به

ص: 609

وأخرجه ابن ماجة عن أبي مروان محمد بن عثمان عن إبراهيم بن سعد به ورواه مسلم أيضا من حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به ورواه علي بن الميني عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه وعن عبد الرزاق عن معمر كلاهما عن الزهري به طريق أخرى ورواه أبو يعلي وحدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت أبي يقول حدثنا الحسين بن واقد عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت أن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال خرجت مع عمر بن الخطاب إلى مكة فاستقبلنا أمير مكة نافع بن علقمة ويسمى بعمّ له يقال له نافع فقال من استخلفت على مكة قال استخلفت عليها عبد الرحمن بن أبزى قال عمدت إلى رجل من الموالي فاستخلفته على من بها من المسلمين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وجدته أقرأهم لكتاب الله ومكة أرض محتضرة فأحببت أن يسمعوا كتاب الله من رجل حسن القراءة قال نعم ما رأيت إن الله يرفع بالقرآن أقواما ويضع بالقرآن أقواما وإن عبد الرحمن بن أبزي ممن رفعه الله تعالى هذا إسناد جيد ولم يخرجوه

ص: 610

ومن سورة الحشر وكان ابن عباس يقول سورة بني النضير قال أبو داود رحمه الله حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن يحي بن فارس المعنى واحد قالا حدثنا بشر بن عمر الزهران حدثن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس قال أرسل إليّ عمر حين تعالى النهار فجئته فوجدته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله فقال حين دخلت عليه يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم بشيء فأقسم فيهم قلت لو أمرت غيري بذلك فقال خذه فجاءه يرفا فقال يا أمير المؤمنين هل لك في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص قال نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاءه يرفأ فقال يا أمير المؤمنين هل لك في العباس وعلي قال نعم فأذن لهم كذا فدخلوا فقال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا يعني عليا فقال بعضهم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهما وارحمهما قال مالك بن أوس خيل إلي أنهما قدما أولئك النفر لذلك فقال عمر ري الله عنه اتئدا ثم أقبل على اولئك الرهط فقال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فقالا نعم قال فإن الله خصّ رسوله بخاصة لم يخص بها أحدا من الناس فقال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير فكأن الله عز وجل أفاء

ص: 611

على رسله بني النضير فوالله ما أستاثر بها عليكم ولا آخذها دونكم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منها نفقة سنة أو نفقته ونفقة أهله سنة ويجعل ما بقي أسوة المال ثم أقبل على أولئك الرهط فقال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ذلك قالوا نعم ثم أقبل على العباس وعلي رضي الله عنهما فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمان ذلك قالا نعم فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو بكر رضي الله عنه أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أنت وهذا إلى أبي بكر تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة والله يعلم إنّه لصادق بار راشد تابع للحق فوليها أبو بكر فلما توفي أبو بكر قلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبي بكر رضي الله عنه فوليتها ما شاء الله أن أليها فجئت أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فسألتهما فقلت إن شئتما أن أدفعها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تلياها بالذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يليها فأخذتماها مني على ذلك ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير ذلك والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فردّاها إلي وقد أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماحة من طرق عن الزهري به ثم قال أبو دواد حدثنا عثمان بن أيي شيبة وأحمد بن عبدة المعنى أن سفيان بن عيينة أخبرهما عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر قال كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسول الله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصا ينفق على أهل بيته قال ابن عبدة

ص: 612

ينفق على أهله قوت سنة فما بقى جعله في الكراع والسلاح وعدة في سبيل الله قال ابن عبدة في الكراع والسلاح وأخرجوه أيضا من حديث الزهري قال أبو داود جدثنا مسدد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن الزهري قال قال عملر رضي الله عنه ما أفاء الله على رسوله منهمفما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال الزهري قال عمر هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة قرى عربية وكذا وكذا مما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وللفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم والذين جاؤا من بعدهم فاستوعبت هذه الناس فلم يبق أحد من المسلمين إلا له حق قال أيوب أو قال حظ إلا بعض من تملكون من أقاربكم ومن سورة الممتحنة قال علي بن المديني حدثنا عمر بن يونس اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك حاطب بن أبي بلتعة وقد كتب كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهم فقلت دعني يا رسول الله فأضرب عنقه فقال دعه يا عمر فما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفر لكم ثم قال لم نجده عند عمر إلا من هذه الطريق وقد روي عن علي من وجوه صحاح قلت حديث عليّبن أبي طالب مخّرج في الصحيحين وفي سياقه نزول قوله تعالى ياأيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة

ص: 613

وهذه الطرق جيدة ولم يخرجها أحد من أصحاب الكتب وهي على شرط مسلم والله أعلم ومن سورة الجمعة قال أبو عبيد حدثنا هشيم حدثنا مغيرة عن إبراهيم عن خرشة بن الحر أن عمر بن الخطاب رأى معه لوح مكتوبا فيه إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فقال من أقرأك أو من علمك هذا فقال أبيّ بن كعب فقال إن أبيا كان أقرأنا للمنسوخ قرأها فامضوا إلى ذكر الله إسناد صحيح ومن سورة التغابن قال أبو عبيد ومن حديث جعفر بن عون عن مسعر عن أبي الضحى بسنده إلى عمر أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال عمر اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة أتسأل ربك أن لا يرزقك أهلا ومالا أو قال أهلا وولدا قال ابو عبيد معناه عندي قول الله تعالى إنما أموالكم وأولادكم فتنة فهذا الذي أراده عمر والضّفاطة ضعف الرأي ومن سورة التحريم قال الهيثم بن كليب في مسنده حدثنا جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة لا تحدثي أحدا وإن أم إبراهيم عليّ حرام

ص: 614

فقالت أتحرم ما أحل الله لك قال فوالله لا أقربها قال فلم يقربها نفسه حتى أخبرت عائشة فأنزل الله عز وجل قد فرض الله لكم تحلّة أيمانكم هذا إسناد صحيح على شريطهما ولم يخرجه أحد من اصحاب الكتب وإنما اختاره الضياء في كتابه حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال لم ازل حريصا على أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله عز وجل إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حيى حج عمر وحججت معه فلما كنّا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالاداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال عمر واعجبالك يا ابن عباس قال الزهري كره واله ما سأله عنه ولم يكتمه عنه قال هي حفصة وعائشة قال ثم أخذ يسوق الحديث قال كنّا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي قال فتغضّبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل قال فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قلت وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدالك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم واحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة قال وكان لي جار من الأنصار وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فياتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك قال كنا نتحدث أن غسانا تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي يوماثم أتى عشاء فضرب بابي ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر

ص: 615

عظيم فقلت وماذاك أجاءت غسّان قال لا بل أعظم من ذلك وأطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت أطلقكن رسول اله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أدري هو هذا معتزل في هذه المشربة فأتيت غلاما له أسود فقلت استأذن لعمر فدخل الغلام ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك فصمت فانطلقت حتى أتيت المنبر فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر ثم غلبني ماأجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل قد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكيء على رمل حصير قال الإمام أحمد وحدثنا يعقوب في حديث صالح قال رمال حصير قد اثر في جنبه فقلت أطلقت يا رسول الله نساءك فرفع رأسه إليّ وقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم والليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر أتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله فدخلت على حفصة وقلت لا يغرّك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم أخرى فقلت أستأنس يا رسول الله فقال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت في البيت شيئا يرد البصر إلا أهبة ثلاثة فقلت ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق متعددة عن

ص: 616

الزهري منها ما رواه مسلم في الطلاق عن إسحاق بن إبراهيم وابن عمر والترمذي عن عبد الحميد ثلاثتهم عن عبد الرزاق عن معمر به وقد روي من غير وجه عن ابن عباس واخرجه البخاري ومسلم أيضا من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن جبير عن ابن عباس قال قلت ياأمير المؤمنين من المرأتان اللتان قال الله وإن تظاهرا عليه قال عائشة وحفصة وساق الحديث بطوله ومنهم من اختصر

طريق أخرى قال مسلم في الطلاق ايضا حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك بن الوليد أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن تؤمربالحجاب فقلت لأعلمن ذلك اليوم فذكر الحديث في دخوله على عائشة وحفصة ووعظه إياهما إلى أن قال فدخلت أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أسكفة المشربة فناديت فقلت يا رباح استأذنلي على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من أمر النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون يصدق قولي ونزلت هذه الآية آية التخيير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وأن تظاهرا عليه فإن الله هم مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعدج ذلك ظهير فقلت أطلقتهن قال لا فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق نساءه ونزلت هذه الآية وإذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى

ص: 617

الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر ومن سورة الحاقة قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا رحمه الله أخبرنا إسحاق بن إسماعيل أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل توزنوا فإنه أخف عليكم في الحساب غذا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر كذا الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية أثر مشهوروفيه انقطاع وثابت بن الحجاج هذا جزري تابعي صغير لم يدرك عمر ولم يرو عنه سوى جعفر بن برقان وله عند أبي داود في السنن حديثان حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا شريح بن عبيد قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلمقبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش قال فقرأ إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون قال فقلت كاهن قال ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين إلى آخر السورة قال فوقع الإسلام من قلبي كل موقع

ص: 618

هذا حديث حسن جيد اإسناد إلا أن شريح بن عبيد هذا هو الحضرمي الشامي الحمصي وهوأحد الثقات إلا أنه لم يدرك أيام عمر فيما قاله أبو زرعة الرازي وغيره وأبلغ من ذلك ما قاله محمد بن عوف الطائي الحمصي عنه أنه ثقة وما أظن أنه سمع أحدا من الصحابة

قلت وقد ذكرنا إسلام عمر على وجوه عديدة كما سيأتي في سيرته إن شاء الله تعالى ومن سورة عبس قال محمد بن سعد حدثنا سيلمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال كنّا عند عمر رضي الله عنه وفي ظهرقميصه أربع رقاع فقرأ وفاكهة وأبّا فقال ما الأبّ ثم قال إن هذا لهو التكلف فما عليك أن لا تدريه إسناد صحيح

ص: 619

ومن سورة التكوير قال أبو بكر احمد بن جعفر بن حمدان حدثنا بشر بن موسى حدثنا خلف بن الوليد عن إسرائيل عن سماك قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول وإذا النفوس زوجت قال الفاجر مع الفاجر والصالح مع الصالح حديث آخر قال أبو بكر البراز حدثنا الحسين بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سماك يعني ابن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب في قوله تعالى إذا الموءودة سئلت قال جاء قيس بن عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني وأدت بنات لي في الجاهلية فقال اعتق عن كل واحدة منهن رقبة قال يارسول الله إني صاحب إبل قال فانحر عن كل واحدة منهن بدنة ثم قال البرازخولف فيه عبد الرزاق ولم يكتبه إلا عن الحسين بن مهدي عنه ومن سورة الغاشية قال الحافظ أبو بكر البرقاني حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا سيار حدثنا جعفر قال سمعت أبا عمران الجوني يقول مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدير راهب قال فناداه ياراهب ياراهبفأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي فقيل له يا أمير المؤمنين مايبكيك من هذا قال ذكرت قول الله عزوجل في كتابه

ص: 620

عاملة ناصبة تصلى نارا حامية فذاك الذي أبكاني وهذا إسناد جيد أثر آخر قال أبو عبيد حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان عن توبة العنبري عنعكرمة بن خالد عن عبد الله بن عمار أنه رأى عمر يسجد على عبقري قال أبو عبيد عبقري هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش والعبقري جمع واحدته عبقرية وكذلك الرفوف جمع واحدته رفرفة زعم ذلك الأحمر قال أبو عبيد وإنما سمي عبقريا فيما يقال إنه نسبة إلى بلاد يقال لها عبقر يعمل بها الوشي وقد ذكروا ذلك في أشعارهم قال ذو الرمة يذكر رياضا في بلاد شبهها بوشي عبقر فقال حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر تجليل وتجنيد وقال لبيد في مثل ذلك المعنى وغيث بدكداك يزين وهاده نبات كوشي العبقري المخلب يعني بالمخلب الكثير الوشي قال أبو عبيد وقد نسبت العرب إلى عبقر غير الوشي أيضا قال زهير يصف فرسانا بخيل عليها جنة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا وهوفي الحديث المرفوع في ذكر عمر فلم أر عبقريا يفري فريه قال أبو عبيد فأراهم ينسبون إليها كل شيء يريدون مدحه ويرفعون قدره وماوجدناأحدا يدري أين هذه البلاد ومتى كانت والله أعلم

ص: 621

فأما حديث سؤال عمر رضي الله عنه لعبد الله بن عباس عن تفسير سورة إذا جاء نصر الله والفتح وامتحان الصحابة بذلك فسيأتي إن شاء الله في مسند ابن عباس فإنه أليق به وهو في الصحيحين من حديث شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر بن الخطاب يدني ابن عباس فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله فقال له إنه من حيث تعلم فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح قال أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه قال ما أعلم منها إلا ماتعلم

ص: 622