الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الْحَمد لله الَّذِي بنعمه تتمّ الصَّالِحَات، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيد الكائنات، سيدنَا محمدٍ.. وعَلى آله وَأَصْحَابه السَّابِقين إِلَى الْخيرَات.. وَبعد:
فها أَنا قد وصلتُ - بعد هَذَا التطواف بجوانب مَوْضُوع علم الْمُنَاسبَة - إِلَى الخاتمة.. وَيُمكن أَن أوجز هُنَا أهم نقاط الدراسة وَالَّتِي جَاءَت كالتالي:
(1)
ربطتُ فِي دراستي هَذِه مَا بَين علم الْمُنَاسبَة (وموضوع التناسب والترابط عُمُوما) وَبَين مَا شاع فِي الْأَعْصَار الْأَخِيرَة من لونٍ تفسيرىٍّ مُهِمّ هُوَ (التَّفْسِير الموضوعى) ، وأوضحتُ مدى أهمية الْمُنَاسبَة كطريقٍ إِلَى التَّفْسِير الموضوعي الْأَكْمَل.
(2)
بينَّت أهمية النّظر إِلَى الْقُرْآن الْمجِيد كوحدة وَاحِدَة، حَتَّى تتمّ الْهِدَايَة الْمَطْلُوبَة مِنْهُ.
(3)
أوضحتُ مدى أهمية هَذِه النظرة الوحدوية إِلَى الْقُرْآن وأثرها فِي وحدة صف الْمُسلمين، ودورها فِي نزع الشقاق والنّزاع من بَينهم، حَتَّى لَا يَكُونُوا كأولئك الَّذين ذمَّهم الله باتخاذهم القرآنَ عِضينَ (أَي أجزاءَ مُتَفَرِّقَة) .
(4)
رددتُ على من رأى أَلا أهمية لمثل هَذَا اللَّوْن من التَّفْسِير، بزعم مَا يُخشى من التكُّلف فِي محاولة تطبيقه.
(5)
وحذَّرتُ كَذَلِك من الْخَوْض فِيهِ قبل استكمال عُدَّته اللَّازِمَة، من التضلُّع بعلوم الْكتاب المتنوعة، ودقَّة النّظر، واتساع الرُّؤْيَة.. حَتَّى لَا يكون التَّقْصِير فِي تطبيقه مدعاةً إِلَى التقليل من شَأْن الْعلم ذَاته.
(6)
ركزتُ على عددٍ من أبرز من اهتموا بالْكلَام فِي الْمُنَاسبَة (تنظيراً أَو
تطبيقاً) ، لَا سِيمَا الشَّيْخ الْهِنْدِيّ الْعَلامَة الْمُفَسّر عبد الحميد الفراهي، الَّذِي أوضحتُ أهميته الْبَالِغَة فِي هَذَا السِّيَاق، ومدى أَصَالَة أفكاره وجِدَّة تنظيره فِيهِ.. وَتَأْتِي أهمية ذَلِك فِي ظلّ عدم الاهتمام الْكَافِي - أَو عدم الاهتمام مُطلقًا - بِهَذَا الشَّيْخ الْجَلِيل، فِي ظلِّ عدم التواصل العلمي الجاد بَين أهل الْعلم فِي الْعَالم كُله، فِي الْوَقْت الَّذِي صَار فِيهِ الْعَالم وَكَأَنَّهُ قريةٌ وَاحِدَة! ..
(7)
كَمَا أنني اعتنيتُ بإبراز سبق الشَّيْخ الإِمَام برهَان الدّين البقاعي إِلَى التطبيق الموسَّع لهَذَا الْعلم، بِمَا يَجعله - بحقٍّ - فَارس هَذَا الميدان الأول، بِمَا كتبه فِي كِتَابه الْعَظِيم (نظم الدُّرَر) ، وَغَيره.. وَمِمَّا يتَّصل بِهَذَا الْإِشَارَة إِلَى ضَرُورَة إِعَادَة النّظر فِي هَذِه الموسوعة القرآنية الفريدة فِي بَابهَا.. مِمَّا يتطلب تَوْجِيه الاهتمام إِلَيْهَا، بتحقيقها تَحْقِيقا علمياً متقناً، وَكَذَلِكَ بمحاولة إِخْرَاج طبعه مهذبة مصفاة، تكون أقرب إِلَى فهم عَامَّة المثقفين، الْأَمر الَّذِي يعظِّم من الاستفادة من هَذَا السِّفْر الْجَلِيل.
(8)
ودعوتُ فِي هَذَا السِّيَاق إِلَى الاهتمام بكتابات الفراهي - وَغَيره من أهل الْعلم بِالْقُرْآنِ -، وإعادة نشر مَا طبع مِنْهَا، فضلا عَن نشر مَا لم يطبع أصلا، لَا سِيمَا مَا يتَعَلَّق مِنْهَا بِالْقُرْآنِ الْمجِيد.
هَذَا.. وَالله سبحانه وتعالى أسأَل أَن ينفع بِهَذِهِ الدراسة، وَأَن يَجْعَلهَا سببَ حَرَكَة علمية مُتَّصِلَة بِهَذَا الْمَوْضُوع المهم، من أجل أَن يتعاظم انتفاعنا بِهَذَا الْقُرْآن الْمجِيد، وَمن أجل أَن ننهض بدورنا الْوَاجِب فِي خدمته وَالْقِيَام بِحقِّهِ..
وَالْحَمْد لله أَولا وآخراً، وظاهراً وَبَاطنا، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله الْعَظِيم، أستغفره وَأَتُوب إِلَيْهِ، وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا، وَآخر دعوانا أنِ الْحَمد لله رب الْعَالمين.