الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمات
مقدمة الطبعة الثانية
…
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية:
الحمد لله خلق الإنسان علمه البيان، وهداه إلى أقوم سبيل للبحث ويسر له أسباب الفكر والنظر في ملكوت السموات والأرض وصولا إلى المعرفة وإصابة كبد الحقيقة.
وصلاة وسلامًا دائمين على خاتم رسله ومصطفاه، محمد بن عبد الله، الذي أرسله الله بالرسالة الهادية، والمعرفة النقية الصافية، والحكمة البالغة، ففتح الله بنورها الأبصار والبصائر، وأذهب بها الضلالات، ومحا بها الغشاوات، وكانت فتحًا مبينًا للبشرية خطت به نحو التقدم والتحضر، وعمرت به الأرض، وتحضرت به الإنسانية، وسمعت حثيثًا نحو البحث والنظر لتحقق أهدافها التي خلقها الله من أجلها.
وبعد:
فأقدم لقراء العربية عمومًا، وللعلماء والباحثين على وجه الخصوص هذه الطبعة من السفر القيم:"مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث" لمؤلفه الأستاذ الدكتور: "السيد رزق الطويل" أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، وذلك بعد أن اشتد الطلب عليه، وكثرت الاتصالات التي تحث على إعادة طبعه ممن عرفوا أثر الكتاب وفضل مؤلفه، وحاجة المكتبة العربيه إليه.
ولا بدع في ذلك، فقد درج المؤلفون في هذا المجال أن يكتبوا عن كيفية البحث وكتابته، أو عن تحقيق النصوص، أما مؤلفنا فقد جعل ذلك سفرًا مستفيضًا جمع فيه شتات الأمرين: البحث العلمي، وتحقيق التراث، كاشفًا عن الرؤية العامة فيهما، مضيفًا تجربته الخاصة في المجال، داعمًا لذلك كله بالأمثلة والتطبيقات.
ومما يزيد من قيمة هذا السفر الجليل هذا الباب الذي عقده المؤلف تحت عنوان: التعريف بالمكتبة الإسلامية، والذي عقده في فصلين أولهما: دراسة تاريخية وميدانية للمكتبة الإسلامية وثانيهما: في مصنفات التراث، تناول فيهما نشأة المكتبة الإسلامية في عرض تاريخي موجز وموثق، ثم تحدث عن أشهر المكتبات في العالم الإسلامي قديمًا وحديثًا في داخل البلاد الإسلامية وخارجها، كما تناول فيهما مصنفات التراث
العربي الإسلامي على طريق الإجمال، ثم بسطها في تسعة مباحث هي مكونات الفصل الثاني من هذا الباب الهام جدا للباحثين، عرض فيها دليلًا وافيًا للمعلومات الدقيقة عن كل مرجع تناوله، ابتداء بما ألف من علوم القرآن، ثم الحديث
…
إلخ متناولًا كل فروع المعرفة
…
مشيرًا إلى أهم المكتبات التي تحوي محفوظات من التراث العربي والإسلامي في أنحاء العالم.
ويعتبر هذا الباب بمثابة "بيلوجرافيا" واعية، وهادية إلى التراث، تنير للباحثين طريقهم، وتيسر لهم سبل البحث، وتزويدهم بالمعرفة التي تهديهم إلى ما يشاءون، وإلى ما يطلبون البحث فيه من هذا التراث، تحقيقًا أرادوا، أو فتحًا لمغاليق موضوعات يحرصون على البحث فيها.
ويشاء الله تعالى أن تخرج هذه الطبعة للقراء بعد وفاة مؤلفها -يرحمه الله- بست سنوات في خلالها طلبت المكتبات العربية، والجامعات المختلفة هذا الكتاب، فحرصنا على أن نقدمه للقراء ينتفع به كل مريد، متوجها إلى الله أن يجزل الله لمؤلفه عظيم الأجر وجزيل الثواب.
ولذا فقد قمت بمراجعة الكتاب مراجعة دقيقة متأنية، مصوبًا ما قد يكون في طبعته الأولى من أخطاء غفلها الطباعون. كما حرصنا أن يخرج الكتاب في ثوب جميل يتناسب مع قيمته العلمية حتى يجتمع للكتاب جودة المظهر مع جودة المضمون والمخبر.
وإني لأسأل الله "جلت قدرته" أن يرحم مؤلفه ويجزيه خير الثواب، وأن ينفع به قراء العربية، ويديم النفع به إن شاء الله.
وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب وهو حسبي ونعم الوكيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
القاهرة-سراي القبة في:
الأول من صفر 1424هـ
الموافق 3 من إبريل 2003م
كتبه الأستاذ الدكتور عبد القادر رزق الطويل الأستاذ بجامعة الأزهر ت: 2574916