الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النقم إلا هو، الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه، والغنى التام بجميع وجوه الاعتبارات.
فمن أعظم الظلم وأبعد الضلال عدم إخلاص العبادة لمن هذا شأنه وعظمته، وصرف شيء منها للمخلوق الذي ليس له من صفات الكمال شيء، ولا له من صفات الغنى شيء بل ليس له إلا العدم: عدم الوجود، وعدم الكمال، وعدم الغنى، والفقر من جميع الوجوه.
وأما ما دون الشرك من الذنوب والمعاصي فهو تحت المشيئة، إن شاء اللَّه غفره برحمته وحكمته، وإن شاء عذب عليه وعاقب بعدله وحكمته، وقد استدل بهذه الآية الكريمة على أن إجماع هذه الأمة حجة وأنها معصومة من الخطأ» (1).
السادس عشر: الحسنات يذهبن السيئات:
قال اللَّه تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (2).
«يأمر تعالى بإقامة الصلاة كاملة {طَرَفَيِ النَّهَارِ} أي: أوله وآخره، ويدخل في هذا، صلاة الفجر، وصلاتا: الظهر والعصر، {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} ويدخل في ذلك، صلاة المغرب والعشاء، ويتناول ذلك قيام
(1) تيسير الكريم الرحمن، ص 220.
(2)
سورة هود، الآية:114.
الليل، فإنها مما تزلف العبد، وتقربه إلى اللَّه تعالى.
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} أي: فهذه الصلوات الخمس، وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات، وهي: مع أنها حسنات تقرب إلى اللَّه، وتوجب الثواب، فإنها تذهب السيئات وتمحوها، والمراد بذلك: الصغائر، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله:«الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» (1)، بل كما قيدتها الآية التي في سورة النساء، وهي قوله تعالى:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا} » (2).
(1) مسلم، برقم 233، ويأتي تخريجه.
(2)
تيسير الكريم الرحمن، ص 451.