المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الثاني والعشرون: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما - مكفرات الذنوب والخطايا وأسباب المغفرة من الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: مفهوم مكفرات الذنوب

- ‌المبحث الثاني: مُكفِّرات الذنوب من القرآن الكريم

- ‌أولاً: الإيمان والعمل الصالح يُكفِّرُ السيئات وتُغفَر به الذنوب:

- ‌ثانياً: الصبر والعمل الصالح تغفر بهما الذنوب ويضاعف الأجر:

- ‌ثالثاً: الإيمان والتقوى تكفر بهما الذنوب:

- ‌رابعاً: التقوى الكاملة تكفّر جميع السيئات وتغفر بها جميع الذنوب:

- ‌خامساً: إخفاء الصدقة وإعطاؤها الفقراء تكفر بها السيئات:

- ‌سادساً: محبة اللَّه واتّباع النبي صلى الله عليه وسلم تُغفر بها الذنوب:

- ‌سابعاً: اجتناب الكبائر يكفر السيئات:

- ‌ثامناً: الاستغفار تغفر به الذنوب، ويدخل الجنة:

- ‌تاسعاً: التوبة النصوح تبدل بها السيئات حسنات:

- ‌عاشراً: العفو والصفح تغفر بذلك الذنوب:

- ‌الحادي عشر: التجارة بالأعمال الصالحة تنجي من عذاب الله وتغفر وتكفر بها الذنوب:

- ‌الثاني عشر: التقوى والقول السديد تصلح به الأعمال وتغفر به الذنوب:

- ‌الثالث عشر: الكفارات الواردة في القرآن تكفر ذنوبها:

- ‌الرابع عشر: يغفر اللَّه للمسلمين والمسلمات والذاكرين اللَّه كثيراً والذاكرات:

- ‌الخامس عشر: يغفر اللَّه لمن يشاء مادون الشرك:

- ‌السادس عشر: الحسنات يذهبن السيئات:

- ‌المبحث الثالث: مكفرات الذنوب من السنة المطهرة الصحيحة

- ‌أولاً: لا إله إلا اللَّه تكفر بها السيئات وترفع بها الدرجات:

- ‌ثانياً: التوحيد يكفر الذنوب، وترفع به الدرجات، وتغفر به السيئات:

- ‌ثالثاً: الإخلاص تُغفر به جميع الذنوب، وتُضاعف به الحسنات:

- ‌رابعاًً: الحسنات تمحو السيئات:

- ‌ثالثاً: إسباغ الوضوء كما أمر اللَّه يكفر الخطايا والسيئات:

- ‌سادساً: إسباغ الوضوء ثم الصلاة بعده ركعتين يغفر اللَّه بها ما تقدم من الذنوب:

- ‌سابعاً: إسباغ الوضوء ثم الصلاة به الفريضة يكفر الذنوب:

- ‌ثامناً: المؤذن يُغفر له مدّ صوته، والأذان تُغفر به الذنوب ويدخل الجنة:

- ‌تاسعاً: متابعة الأذان تدخل الجنة، وتغفر به الذنوب:

- ‌عاشراً: المشي إلى الصلاة تحط به الخطايا وترفع به الدرجات وتُكتب به الحسنات وتغفر به الذنوب:

- ‌الحادي عشر: الصلوات الخمس تكفر الخطايا وتغسلها، وترفع بها الدرجات، وتُكتب بها الحسنات:

- ‌الثاني عشر: الأذكار أدبار الصلوات المفروضة تحط الخطايا:

- ‌الثالث عشر: صلوات التطوع تكمل بها الفرائض، وتغفر بها الذنوب:

- ‌الرابع عشر: صلاة التوبة مع الوضوء والاستغفار تغفر بها الذنوب:

- ‌الخامس عشر: قيام رمضان، وقيام ليلة القدر يغفر بذلك ما تقدم من الذنوب:

- ‌السادس عشر: قيام الليل ترفع به الدرجات، وتغفر به الذنوب والسيئات:

- ‌السابع عشر: صلاة الجمعة تكفر بها الخطايا، وتغفر بها الذنوب:

- ‌الثامن عشر: الصبر على البلاء والمصائب يحط السيئات ويرفع الدرجات:

- ‌التاسع عشر: تغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه تكفر به السيئات، وتضاعف الحسنات:

- ‌العشرون: الصدقة تكمل بها الفريضة وتكفر السيئات وتطفئ الخطايا، وتطفئ غضب الرب

- ‌الحادي والعشرون: الصيام يكفر السيئات وتغفر به الذنوب:

- ‌الثاني والعشرون: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما

- ‌الثالث والعشرون: مجالس الذكر تغفر بها الذنوب:

- ‌الرابع والعشرون: ذكر الله تغفر به الذنوب، وتكفر به السيئات

- ‌الخامس والعشرون: تغفر الذنوب بسقي الماء على شدة العطش:

- ‌السادس والعشرون: تغفر الذنوب بالتجاوز عن المعسرين:

- ‌السابع والعشرون: تغفر الذنوب بالمصافحة بين المسلمين:

- ‌الثامن والعشرون: تغفر الذنوب بالسماحة في البيع والشراء

- ‌التاسع والعشرون: ثواب البكاء من خشية الله تعالى:

- ‌الثلاثون: الكفارات في السنة تكفر ذنوبها:

- ‌الحادي والثلاثون: العفو، والصفح تغفر به الذنوب:

- ‌الثاني والثلاثون: الشيب في الإسلام تكفر به السيئات:

- ‌الثالث والثلاثون: الشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء إلا الدين

- ‌الرابع والثلاثون: التوبة النصوح تمحو جميع الذنوب والخطايا:

- ‌الخامس والثلاثون: دعاء كفارة المجلس يكفر الذنوب:

- ‌السادس والثلاثون: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكفر السيئات وترفع بها الدرجات وتكتب بها الحسنات:

الفصل: ‌الثاني والعشرون: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما

‌الثاني والعشرون: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما

102 -

1 - من حج البيت الحرام، أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ (1)، وَلَمْ يَفْسُقْ (2)، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"(3)، وفي لفظ مسلم:"مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ،

(1) فلم يرفث: قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنما الرفث ما روجع به النساء»، كأنه يرى الرفث الذي نهى اللَّه عنه ما خوطبت به المرأة، فأما ما يقوله ولم تسمعه امرأة فغير داخل فيه. وقال الأزهريُّ: "الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة». [النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، 2/ 241].

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (فلا رفث): أي من أحرم بالحج أو العمرة فليجتنب الرفث، وهو الجماع، كما قال تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]، وكذلك يحرم تعاطي دواعيه: من المباشرة، والتقبيل، ونحو ذلك، وكذلك التكلم به بحضرة النساء» [تفسير القرآن العظيم لابن كثير، 2/ 242].

(2)

ولم يفسق: أصل الفسوق الخروج عن الاستقامة، والجور، وبه سُمِّيَ العاصي فاسقاً. [النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، 3/ 446]، ولا شك أن الفسوق: هو جميع المعاصي كما قال اللَّه تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ} [البقرة: 197]، فيدخل في الفسوق جميع المعاصي كما صوَّبه الإمام ابن كثير في تفسيره، 2/ 244، ومن ذلك الوقوع في محظورات الإحرام، والسباب، والشتم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) [أخرجه البخاري برقم 6044، ومسلم، برقم 63. وغير ذلك من أنواع المعاصي، وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1521، والحديث رقم 1819: "يدخل في الفسق المعاصي التي قبل الحج، فإذا كان مُصِرَّاً عليها فهو فاسق»، "والرفث: الجماع ودواعيه».

(3)

متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، برقم 1521، وكتاب المحصر، برقم 1819، ومسلم، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، برقم 1350.

ص: 95

رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (1)، وهذا اللفظ يشمل الحج والعمرة (2).

103 -

2 - العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور جزاؤه الجنة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَاّ الْجَنَّةُ"(3).

والحج المبرور هو الذي لا رياء فيه، ولا سمعة، ولم يخالطه إثم ولا يعقبه معصية، وهو الحج الذي وُفِّيت أحكامه ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وهو المقبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيراً مما كان ولا يعاود المعاصي. والمبرور مأخوذ من البر وهو الطاعة واللَّه أعلم (4).

104 -

3 - الحج يهدم ما كان قبله؛ لحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، وفيه: أنه قال: فلما جعل اللَّه الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك لأُبايِعَكَ، فبسط يمينه، فقبضت يَديَ، قال:"مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ " قلت: أردتُ أن أشترط، قال:"تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ " قلت:

(1) صحيح مسلم، برقم 1350، وفي الترمذي "غفر له ما تقدم من ذنبه».انظر: صحيح الترمذي1/ 245.

(2)

انظر: فتح الباري 3/ 382.

(3)

متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب العمرة، باب العمرة، وجوب العمرة وفضلها، برقم 1773، ومسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، برقم 1349.

(4)

انظر: فتح الباري 3/ 382 وشرح النووي على صحيح مسلم 9/ 119.

ص: 96

أن يغفر لي، قال:"أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ"(1).

105 -

4 - الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، والحج المبرور ثوابه الجنة؛ لحديث عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَاّ الجَنَّةُ"(2).

106 -

5 - مسح الحجر الأسود والركن اليماني، يحطّان الخطايا حطّاً، والطواف بالبيت كعتق رقبة، وكل خطوة يُكتب له بها عشر حسنات، ويُحطُّ عنه عشر سيئات، ويُرفع له عشر درجات؛ لحديث عبد اللَّه بن عُبيد بن عُمير عن أبيه، قال: قلت لابن عمر: ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين: الحجر الأسود، والركن اليماني؟ فقال ابن

(1) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج، برقم 121.

(2)

الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة، برقم 810، واللفظ له، والنسائي، كتاب مناسك الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، برقم 2631، وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 426: "حسن صحيح»، وفي صحيح النسائي،

2/ 240: "حسن صحيح»، وجاء الحديث مختصراً عن ابن عباس في سنن النسائي، برقم 2630 بلفظ: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» ، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240، وكذلك عند ابن ماجه، من حديث عمر رضي الله عنه بلفظ: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 6.

ص: 97

عمر: إنْ أفعل فقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا"، قال: وسمعته يقول: "مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ"، قال: وسمعته يقول: "مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا وَلَا وَضَعَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ".، وفي لفظ لأحمد:"أراك تزاحم على هذين الركنين؟ " قال: "إن أفعل، فقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إِنَّ مَسْحَهُمَا يَحُطَّانِ الْخَطَايَا" (1).

107 -

6 - الحاج إذا خرج من بيته قاصداً البيت الحرام كتب له بكل خطوة يخطوها هو ودابته حسنة، ومحا اللَّه عنه خطيئة، ورفعت له درجة؛ لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه يرفعه، وفيه:"فَإِنَّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ إِذَا أَمَمْتَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ أَنْ لَا تَرْفَعَ قَدَماً، أَوْ تَضَعَهَا أَنْتَ وَدَابَّتُكَ إِلَاّ كُتِبَتْ لَكَ حَسَنَةٌ، وَرُفِعَتْ لَكَ دَرَجَةٌ"(2)،وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما

(1) أحمد في المسند، 8/ 31، برقم 4462، و9/ 513، برقم 5701، وقال محققو المسند:«حديث حسن» ، وأخرجه بنحوه الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في استلام الركنين، برقم 959، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 491 - 492، وقد استوفى تخريج هذا الحديث محققو مسند الإمام أحمد، 8/ 31، برقم 4462، و9/ 513، وبرقم 5701، فيراجع لمن شاء. وأخرجه النسائي بنحوه، كتاب مناسك الحج، باب ذكر الفضل في الطواف بالبيت، برقم 2919، وصححه أيضاً الألباني في صحيح النسائي، 2/ 319، وابن ماجه مختصراً، في كتاب مناسك الحج، باب فضل الطواف، برقم 2956، وصححه الألباني أيضاً في صحيح ابن ماجه، 2/ 27، وابن خزيمة، 4/ 218، برقم 2729.

(2)

رواه الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين، 3/ 185، برقم 1650]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/ 277: "وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومن فوقه موثوقون»، وحسنه الألباني لغيره، في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 10/12.

ص: 98