الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحادي والعشرون: الصيام يكفر السيئات وتغفر به الذنوب:
93 -
1 - الصيام كفارة للذنوب؛ لحديث حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ"،وفي لفظ:"وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ"(1)، وهذا من نعم اللَّه تعالى العظيمة أن يكفر ما يقع من المسلم من الزلل مع أهله، وولده وماله، وجيرانه، بالصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينبغي للمسلم أن يكثر من هذه الخصال، وهذا في الصغائر، أما الكبائر فلا بد فيها على الصحيح من التوبة بشروطها (2).
94 -
2 - صيام شهر رمضان تكفر به الخطايا؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة كفارة، برقم 525، وكتاب الزكاة، بابٌ: الصدقة تكفر الخطيئة، برقم 1435،وكتاب الصوم، بابٌ: الصوم كفَّارة، برقم 1895،ومسلم، كتاب الإيمان، باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب، برقم 144.
(2)
انظر: فتح الباري، لابن حجر 6/ 605، وسمعت نحو هذا من سماحة شيخنا ابن باز، أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1435.
الْكَبَائِرَ" (1).
95 -
3 - شهر رمضان تُغفر فيه الذنوب؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا (2) وَاحْتِسَابًا (3) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"(4).
96 -
4 - شهر رمضان أعظم الأوقات التي تغفر فيها الذنوب، ومن لم يغفر له في رمضان فقد رغم أنفه؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رَقِيَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ» . فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: «قَالَ لِي جَبْرَائِيلُ عليه السلام: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ:
(1) مسلم، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان
…
، برقم 233.
(2)
إيماناً: أي من صام رمضان تصديقاً بما جاء في ذلك من نصوص الكتاب والسنة في فرضيته، وفضله. [انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 2/ 389، وشرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 286].
(3)
احتساباً: أي من صام رمضان طلباً لثواب الله تعالى ورغبة في الأجر، واحتسابه على الله عز وجل مخلصاً لله في صيامه. [انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 2/ 389، وشرح النووي على صحيح مسلم 5/ 286].
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، بابٌ: صوم رمضان احتساباً من الإيمان، برقم 38، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، برقم 860.
آمِينَ" (1).
97 -
5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ"(2).
98 -
6 - صيام يوم الإثنين، والخميس، من الصيام المستحب الذي تُرفع به الدرجات، وتُكَفَّر به السيئات؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا، هذين حتى يصطلحا» ، وفي رواية:«تُعْرَضُ الأعمال في كل يوم خميس وإثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال: أركوا هذين (3) حتى يصطلحا، أركوا هذين حتى يصطلحا» (4).
(1) ابن خزيمة، 3/ 192، وأحمد، 2/ 246، 254، والبيهقي، 4/ 304، والبخاري في الأدب المفرد برقم 646، وقال الألباني في صحيح الأدب المفرد: "حسن صحيح»، وأصله في صحيح مسلم، برقم 2551.
(2)
الترمذي، كتاب الدعوات، باب رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ علي، برقم 3545، وقال الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 457:«حسن صحيح» .
(3)
أركوا هذين: أي أخِّروا، يُقال: ركاه، يركوه، إذا أخَّره. شرح النووي على صحيح مسلم،
16/ 358.
(4)
مسلم، كتاب البر والصلة، باب النهي عن الشحناء والتهاجر، برقم 2565.
99 -
7 - صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه،وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «
…
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده
…
» (1)،وهذا الحديث فيه البيان والترغيب في صوم يوم عرفة لغير الحاج، وأن من صامه يكفر ذنوبه في السنتين (2).
100 -
8 - صيام يوم عاشوراء؛ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه،وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((
…
وَصِيامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)) (3).
101 -
9 - صيام يوم في سبيل اللَّهِ؛ لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» (4).
(1) مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة، والإثنين، والخميس، برقم 1162، وهو جزء من حديث طويل.
(2)
انظر شرح النووي، 8/ 299.
(3)
مسلم، برقم 196 (1162)، وتقدم تخريجه في النوع الثالث: صيام يوم عرفة، وهوحديث طويل، ذكر فيه: 1 - النهي عن صيام الدهر، 2 - صيام يومين ويفطر يوماً، 3 - صوم يوم وإفطار يوم، 4 - صوم يوم وإفطار يومين، 5 - صيام ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله، 6 - صيام يوم عرفة، 7 - صيام يوم عاشوراء.
(4)
البخاري، واللفظ له، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الصوم في سبيل اللَّه، برقم 2840، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله تعالى، برقم 1153.