الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» (1).
ثالثاً: الإخلاص تُغفر به جميع الذنوب، وتُضاعف به الحسنات:
8 -
1 - عَنِ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ؟ قَالَ:«أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ» ، فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا» (2).
9 -
2 - عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ، فَدَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ فِي مَسِيرِهِ، فَدَخَلَ خُفُّ بَعِيرِهِ فِي جُحْرِ يَرْبُوعٍ، فَوَقَصَهُ بَعِيرُهُ، فَمَاتَ، فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا» قَالَهَا حَمَّادٌ ثَلَاثًا (3).
(1) أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب حدثنا عبد اللَّه بن إسحاق، برقم 3540، وقال:«حسن غريب» والضياء المقدسي في المختارة، 2/ 249، برقم 1572، وقال:«إسناده صحيح» كلاهما عن أنس. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 127، و128.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب عمل صالح قبل القتال، برقم 2808، ومسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، برقم 1900.
(3)
مسند الإمام أحمد، 31/ 514، رقم 19177، و31/ 496، برقم 19158، والمعجم الكبير للطبراني، 2/ 330، برقم 2331، وقال محققو المسند، 31/ 496: «حديث حسن بطرقه
…
»، وسمعت شيخنا بن باز ' أثناء تقريره على مسند الإمام أحمد يجوِّد إسناده.
10 -
3 - وفي لفظ: عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَرَزْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ إِذَا رَاكِبٌ يُوضِعُ نَحْوَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«كَأَنَّ هَذَا الرَّاكِبَ إِيَّاكُمْ يُرِيدُ» قَالَ: فَانْتَهَى الرَّجُلُ إِلَيْنَا، فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟» قَالَ: مِنْ أَهْلِي وَوَلَدِي وَعَشِيرَتِي، قَالَ:«فَأَيْنَ تُرِيدُ؟» قَالَ: أُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَقَدْ أَصَبْتَهُ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ:«تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ» ، قَالَ: قَدْ أَقْرَرْتُ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ بَعِيرَهُ دَخَلَتْ يَدُهُ فِي شَبَكَةِ جُرْذَانٍ، فَهَوَى بَعِيرُهُ وَهَوَى الرَّجُلُ، فَوَقَعَ عَلَى هَامَتِهِ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«عَلَيَّ بِالرَّجُلِ» قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ فَأَقْعَدَاهُ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قُبِضَ الرَّجُلُ. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا رَأَيْتُمَا إِعْرَاضِي عَنِ الرَّجُلِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ يَدُسَّانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ جَائِعًا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (1)، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «دُونَكُمْ أَخَاكُمْ» قَالَ: فَاحْتَمَلْنَاهُ إِلَى الْمَاءِ، فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ، وَكَفَّنَّاهُ، وَحَمَلْنَاهُ إِلَى الْقَبْرِ،
(1) سورة الأنعام، الآية:82.