الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في قصة الخوارج
المدخل
…
فصل
ثم لما فرغنا من تسويد هذه الأوراق ورد علينا منك رسالة تطلب فيها أن نكتب لك قصة الخوارج مستوفاة من حين خروجهم على علي _رضي الله عنه_ إلى آخر من كان من أمرهم. فقد ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد اللطيف في رده على داود بن جرجيس. وهذا نص ما ذكر، وبه الكفاية. قال _رحمه الله_ (1) :
"إنه لما اشتد القتال يوم صفين قال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان: هل لك في أمر أعرضه عليك لا يزيدنا إلا اجتماعا ولا يزيدهم إلا فرقة؟ قال: نعم، قال: نرفع المصاحف، ثم نقول لما فيها: هذا حكم بيننا وبينكم. فإن أبى بعضهم أن يقبلها رأيت فيهم من يقول: ينبغي لنا أن نقبلها. فتكون فرقة فيهم. فإن قبلوا رفعنا القتال عنا إلى أجل.
فرفعوا المصاحف بالرماح، وقالوا: هذا كتاب الله بيننا وبينكم، من لثغور الشام بعد أهله؟ من لثغور العراق بعد أهله؟
فلما رآها الناس قالوا: نجيب إلى كتاب الله.
فقال لهم علي: عباد الله! امضوا على حقكم وصدقكم، فإنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعلم به منكم، والله ما رفعوها إلا
(1)"منهاج التأسيس والتقديس": ص25-35. ط أنصار السنة. تحقيق: محمد حامد الفقي.