المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ب) المناظرة الثانية التي أعز الله بها أهل السنة - مواقف العلماء عبر العصور في الدعوة إلى الله تعالى

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: مواقف الإمام منذر بن سعيد البلُّوطي:

- ‌1 - موقفه الحكيم مع سلطان الأندلس:

- ‌2 - موقفه الحكيم في تأثيره على الناس:

- ‌المبحث الثاني: مواقف سلطان العلماء: العز بن عبد السلام

- ‌المبحث الثالث: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

- ‌1 - عنايته بالعلم قبل العمل:

- ‌2 - بث النور ونشر العلم ونفع الأمة:

- ‌3 - مواقفه الحكيمة مع قازان وقوات التتار:

- ‌ ظهرت حكمة ابن تيمية رضي الله عنه في أثناء لقائه مع التتار

- ‌1 - طلبه الأمان لأهل دمشق

- ‌2 - إصراره على رد جميع الأسرى

- ‌3 - جرأته وشجاعته

- ‌4 - تذكيره لقازان بنقضه للعهد

- ‌5 - عدم أكله من الطعام الذي قدمه قازان

- ‌6 - دعاؤه الذي دل على حكمته

- ‌7 - حثه سلطان المسلمين على الجهاد

- ‌8 - حثه الناس على الجهاد وإقسامه

- ‌9 - مشاركته الفعلية في الدفاع عن المسلمين

- ‌10 - قوله لسلطان المسلمين

- ‌4 - مناظراته الحكيمة:

- ‌(أ) المناظرة الأولى: في العقيدة الواسطية

- ‌(ب) المناظرة الثانية التي أعز اللَّه بها أهل السنة

- ‌5 - مواقفه في إصلاح أهل السجون:

- ‌(أ) عندما سجن في سجن القُضاة بمصر

- ‌(ب) وسجن في الإسكندرية

- ‌(ج) وسجن في قلعة دمشق مرات

- ‌(د) ومن أعظم ما يدل على حكمة

- ‌المبحث الرابع: مواقف الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌خطواته الحكيمة في إصلاح الأمة وتبديد الظلام:

- ‌1 - عنايته بالتوحيد وتطبيقه:

- ‌2 - بدأ بدعوته في عشيرته:

- ‌3 - بحثه عن دعم قوة الدعوة بالسلطان:

- ‌4 - غَرْسُ التوحيد في قلوب الناس وتصحيح عقيدتهم:

- ‌5 - خطواته الحكيمة في الرجوع بالناس إلى الكتاب والسنة:

- ‌وعند ذلك سلك المسالك الآتية:

- ‌(أ) جعل القواعد الأربع

- ‌القاعدة الأولى:

- ‌القاعدة الثانية:

- ‌القاعدة الثالثة:

- ‌القاعدة الرابعة:

- ‌(ب) بيَّن للناس وأرشدهم إلى ما به الفلاح والنجاح

- ‌المسألة الأولى: العلم

- ‌المسألة الثانية: العمل بالعلم

- ‌المسألة الثالثة: الدعوة إليه

- ‌المسألة الرابعة: الصبر على الأذى فيه

- ‌(ج) أرشد الناس، وبيّن لهم أنه يجب على كل مسلم ومسلمة

- ‌المسألة الأولى: أن اللَّه خلق العباد ورزقهم

- ‌المسألة الثانية: أن اللَّه لا يرضى أن يُشرك معه أحد في عبادته

- ‌المسألة الثالثة: أن من أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد اللَّه

- ‌(د) بيّن الأصول الثلاثة

- ‌(هـ) لم يغفل الشيخ الفروع والاعتناء بالفقه

- ‌القاعدة الأولى:

- ‌القاعدة الثانية:

- ‌القاعدة الثالثة:

- ‌القاعدة الرابعة:

- ‌6 - كتابته الرسائل بأساليب الحكمة والبيان:

- ‌7 - آخر مواقف الحكمة: الجهاد بالسيف والسنان:

الفصل: ‌(ب) المناظرة الثانية التي أعز الله بها أهل السنة

(ب) المناظرة الثانية التي أعز اللَّه بها أهل السنة

وخذل بها أهل البدع والخرافات، وذلك أن الطائفة الأحمدية البطائحية (1) كانوا يُخالفون الشيخ تقي الدين في عقيدة السلف الصالح، وكان يأمرهم باتّباع الكتاب والسنة، وينكر عليهم فعلهم وأحوالهم الشيطانية.

وفي يوم السبت تاسع جمادى الأولى سنة 705هـحضر هؤلاء المبتدعة في جموع هائلة إلى قصر نائب دمشق، يسألون نائب السلطان أن يكفّ عنهم الشيخ ابن تيمية ومذهبه السلفي، وعندما رآهم الناس اجتمع عليهم جمٌّ غفير، ولكن الأمير لم يقبل منهم إلا بحضور الشيخ ومناظرته، فأرسل إليه ووصل، وسأله الأمير، فأخبره ابن تيمية أن هؤلاء من أهل البدع، وقد أفسدوا من دين المسلمين ما اللَّه به عليم، وذكر له جميع ما يعرف عنهم، وأنه ينهاهم عن البدع وهم يأتون بأحوال شيطانية، ومنها دخولهم النار، واستعد الشيخ أنهم إن دخلوا النار في هذا اليوم فسيدخل معهم، ومن احترق فعليه لعنة اللَّه، ولكن بعد غسل الأجسام بالخل والماء الحار؛ لأنهم يطلون أجسامهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع

(1) البطائحية: الطائفة المعروفة بالرفاعية، نسبة إلى البطائح التي سكنها الشيخ أحمد الرفاعي، ويقال لها أيضاً: الرفاعية والأحمدية، نسبة إلى لقبه أو اسمه: أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد، المعروف بابن الرفاعي، وكان رجلاً صالحاً فقيهاً شافعياً ولأتباعه أحوال عجيبة من أكل الحيات وهي حية، والنزول في التنانير وهي تشغل فيطفئونها

انظر: وفيات الأعيان، 1/ 71.

ص: 25

وباطن قشر النارنج فإذا غسلت الأجسام بطلت الحيلة، وحضر شيوخهم الأكابر يطلبون من الأمير الإصلاح، والعفو عن الماضي والتوبة، واتباع الكتاب والسنة، فقبل منهم ابن تيمية، ولكن عارض شيخ آخر من الصوفية، فناظره ابن تيمية فغلبه أمام الجموع الغفيرة.

وتحداهم ابن تيمية في مشارق الأرض ومغاربها بأي شيء يصنعونه في النار من حيلهم فسيصنع مثلهم بشرط الغسل.

ولحكمة ابن تيمية قال: يكفي في ذلك قنديل يوقد داخل أصبع المناظر منهم وابن تيمية بعد الغسل، وعندما سمع الصوفية ذلك انهزموا أمام الجموع، وأقروا بالتزام الكتاب والسنة، وطلب ابن تيمية من الأمير أن يضرب عنق من خالف منهم الكتاب والسنة، فأعلن الأمير ذلك للناس، وأن من خالف الكتاب والسنة ضُرب عنقه، وطلب الصوفية من اليخ الكتب الصحيحة. فبُذلت لهم، وتفرق الجميع على التوبة (1)، وسُمعَ الناس يقولون:{فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ} (2).

وهذا موقف حكيم يدل على حكمة الشيخ ابن تيمية وإخلاصه

(1) انظر: هذه المناظرة مطولة في مجموع فتاوى ابن تيمية، 11/ 445 - 475، وقد سقتها بالمعنى، وانظر مناظرات أخرى في مواقف حكيمة أخرى مفيدة جداً، في مجموع الفتاوى 11/ 135 - 156، ومناظرة في العقيدة الحموية التي كتبها الشيخ سنة 698هـلأهل حماة في البداية والنهاية، 14/ 4.

(2)

سورة الأعراف، الآيتان: 118 - 119.

ص: 26