الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرك والبدع (1).
واصل الشيخ ليله ونهاره في نشر الدعوة، والوعظ والتدريس، وكتابة الرسائل العلمية المدعومة بالأدلة من الكتاب والسنة، وبالحجة والبرهان، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ولم يبدأ أحداً بالعدوان، ورعاً منه، وأملاً في أن يهدي اللَّه الضالين، إلى أن حكموا عليه وعلى أتباعه بالكفر، وأباحوا دماءهم وأموالهم، ولم يثبتوا دعواهم بحجة من كتاب ولا سنة، مع رفضهم لعقيدة التوحيد، وعدم قبولها، ونصرهم الشرك وأهله (2).
7 - آخر مواقف الحكمة: الجهاد بالسيف والسنان:
بعد أن بدأ أعداء التوحيد بتكفير الشيخ وإهدار دمه ومن تبعه، وبعد أن بيّن لهم الشيخ نواقض الإسلام بأدلتها من الكتاب والسنة (3)، فأعرضوا عن ذلك كله وكذبوا به، ورفضوا التوحيد، وحينئذ يكون آخر الطب الكي، فأمر الشيخ بالجهاد لمن عادى أهل التوحيد وسبه وسب أهله، ولم ينْقَدْ لشرع اللَّه، ولم تنفع فيه الآيات البينات.
(1) انظر: تاريخ نجد، لابن غنام، 1/ 82، وعنوان المجد لابن بشر، 1/ 26، والإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته، لابن باز، ص19، 24، 27.
(2)
انظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية لأحمد بن حجر، ص26، وروضة الأفكار لابن غنام، 1/ 83.
(3)
انظر: نواقض الإسلام في القسم الخامس من مؤلفات الشيخ في: الرسائل الشخصية، ص198، 204، 212.
واستمرت الحروب سنين عديدة، وكان النصر - بإذن اللَّه - حليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود، فكانت القرى والعشائر تسقط واحدة تلو الأخرى بيده، فنشر اللَّه الدعوة وأظهرها ونصرها، وقمع الباطل، وأذل أهله الذين عارضوا التوحيد.
ثم توفي الشيخ رحمه الله يوم الاثنين آخر شهر شوال، سنة 1206هـ، وله من العمر نحو 92 سنة، فرحمه اللَّه رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء (1)، فقد أنقذ اللَّه بمواقفه الحكيمة هذه الجزيرة وما جاورها من الشرك، وبدد الظلام، وأنار البلاد بنور التوحيد الخالص.
وهكذا ينبغي لكل داعية يرجو اللَّه واليوم الآخر أن يكون حكيماً في مواقفه، ناصراً لدين اللَّه، صابراً محتسباً مخلصاً، وبذلك يربح ويفوز في الدنيا والآخرة، واللَّه المستعان.
وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(1) انظر: روضة الأفكار لابن غنام 1/ 84، وعنوان المجد لابن بشر 1/ 27، وعلماء نجد خلال ستة قرون 1/ 40، 43.