الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو طريق أهل الزيغ، كالرافضة والخوارج، قال تعالى:{فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} (1).
والواجب على المسلم اتباع المُحكم، وإن عرف معنى المتشابه وجده لا يخالف المحكم بل يوافقه، وإلا فالواجب عليه اتباع الراسخين في قولهم:{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} .
القاعدة الرابعة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الحلال بيّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات (2)، فمن لم يفطن لهذه القاعدة، وأراد أن يتكلم على مسألة مشتبهة بكلام فاصل فقد ضلّ وأضلّ.
فهذه ثلاث قواعد ذكرها اللَّه في كتابه، والرابعة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الكلمات مع اختصارهن يدور عليها الدين، سواء كان المتكلم يتكلم في علم التفسير، أو في علم الأصول، أو في علم أعمال القلوب الذي يُسمّى علم السلوك، أو في علم الحديث، أو في علم الحلال والحرام والأحكام، الذي يسمى علم الفقه، أو في علم الوعد والوعيد، أو في غير ذلك من أنواع علوم الدين (3).
(1) سورة آل عمران، الآية:7.
(2)
انظر: البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان، باب من استبرأ لدينه، 1/ 126 (رقم 52)، وكتاب البيوع، باب الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما متشابهات، 4/ 290، (رقم 2051)، ومسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، 3/ 1219، (رقم 1599)، وانظر: شرح النووي، 11/ 27.
(3)
انظر: هذه القواعد مع أدلتها بالتفصيل والأمثلة في القسم الثاني من مؤلفات الشيخ في الفقه، المجلد الثاني، ص3، وبحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 1/ 226، 272.
ومما سبق يتضح للقارئ أن أهم الأصول التي أحياها الشيخ ودعا إليها واهتم بنشرها أكثر من غيرها كالآتي:
(أ) الرجوع بالإسلام وأهله إلى ما كان عليه الصدر الأول؛ لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهو التزام الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
(ب) تخليص التوحيد مما شابه من الشرك، والوثنية (1).
(ج) إنكار التوسل الممنوع شرعاً، بالأنبياء والأولياء والصالحين، وتبيين التوسل المطلوب والمسنون، وهو التوسل بأسماء اللَّه الحسنى وصفاته العليا، وبالأعمال الصالحة التي قام بها الداعي نفسه، وبطلب الدعاء من المسلم الصالح الحي القادر الحاضر.
(د) طرح البدع والخرافات والشعوذة وغيرها من المنكرات (2).
(1) والتوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. والشرك شركان: أكبر يخرج من الملة، وأصغر، وخفي.
(2)
ويمكن التفصيل في الأصول التي اعتنى بها الشيخ ودعا إليها أكثر من غيرها كالآتي:
1 -
توحيد العبادة، 2 - التوسل الجائز والمحرم، 3 - منعه شد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة، 4 - منع البناء على القبور وإسراجها وكسوتها، 5 - توحيد الأسماء والصفات، 6 - إنكار البدع جميعها.