المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - مواقف العلماء عبر العصور في الدعوة إلى الله تعالى

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: مواقف الإمام منذر بن سعيد البلُّوطي:

- ‌1 - موقفه الحكيم مع سلطان الأندلس:

- ‌2 - موقفه الحكيم في تأثيره على الناس:

- ‌المبحث الثاني: مواقف سلطان العلماء: العز بن عبد السلام

- ‌المبحث الثالث: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

- ‌1 - عنايته بالعلم قبل العمل:

- ‌2 - بث النور ونشر العلم ونفع الأمة:

- ‌3 - مواقفه الحكيمة مع قازان وقوات التتار:

- ‌ ظهرت حكمة ابن تيمية رضي الله عنه في أثناء لقائه مع التتار

- ‌1 - طلبه الأمان لأهل دمشق

- ‌2 - إصراره على رد جميع الأسرى

- ‌3 - جرأته وشجاعته

- ‌4 - تذكيره لقازان بنقضه للعهد

- ‌5 - عدم أكله من الطعام الذي قدمه قازان

- ‌6 - دعاؤه الذي دل على حكمته

- ‌7 - حثه سلطان المسلمين على الجهاد

- ‌8 - حثه الناس على الجهاد وإقسامه

- ‌9 - مشاركته الفعلية في الدفاع عن المسلمين

- ‌10 - قوله لسلطان المسلمين

- ‌4 - مناظراته الحكيمة:

- ‌(أ) المناظرة الأولى: في العقيدة الواسطية

- ‌(ب) المناظرة الثانية التي أعز اللَّه بها أهل السنة

- ‌5 - مواقفه في إصلاح أهل السجون:

- ‌(أ) عندما سجن في سجن القُضاة بمصر

- ‌(ب) وسجن في الإسكندرية

- ‌(ج) وسجن في قلعة دمشق مرات

- ‌(د) ومن أعظم ما يدل على حكمة

- ‌المبحث الرابع: مواقف الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌خطواته الحكيمة في إصلاح الأمة وتبديد الظلام:

- ‌1 - عنايته بالتوحيد وتطبيقه:

- ‌2 - بدأ بدعوته في عشيرته:

- ‌3 - بحثه عن دعم قوة الدعوة بالسلطان:

- ‌4 - غَرْسُ التوحيد في قلوب الناس وتصحيح عقيدتهم:

- ‌5 - خطواته الحكيمة في الرجوع بالناس إلى الكتاب والسنة:

- ‌وعند ذلك سلك المسالك الآتية:

- ‌(أ) جعل القواعد الأربع

- ‌القاعدة الأولى:

- ‌القاعدة الثانية:

- ‌القاعدة الثالثة:

- ‌القاعدة الرابعة:

- ‌(ب) بيَّن للناس وأرشدهم إلى ما به الفلاح والنجاح

- ‌المسألة الأولى: العلم

- ‌المسألة الثانية: العمل بالعلم

- ‌المسألة الثالثة: الدعوة إليه

- ‌المسألة الرابعة: الصبر على الأذى فيه

- ‌(ج) أرشد الناس، وبيّن لهم أنه يجب على كل مسلم ومسلمة

- ‌المسألة الأولى: أن اللَّه خلق العباد ورزقهم

- ‌المسألة الثانية: أن اللَّه لا يرضى أن يُشرك معه أحد في عبادته

- ‌المسألة الثالثة: أن من أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد اللَّه

- ‌(د) بيّن الأصول الثلاثة

- ‌(هـ) لم يغفل الشيخ الفروع والاعتناء بالفقه

- ‌القاعدة الأولى:

- ‌القاعدة الثانية:

- ‌القاعدة الثالثة:

- ‌القاعدة الرابعة:

- ‌6 - كتابته الرسائل بأساليب الحكمة والبيان:

- ‌7 - آخر مواقف الحكمة: الجهاد بالسيف والسنان:

الفصل: ‌المبحث الثالث: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

‌المبحث الثالث: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

-

منذ نهاية القرن الرابع الهجري بدأت عوامل الضعف والانحلال تدب في كيان الأمة الإسلامية، وتوالت عليهم المحن والنكبات، فتعرضوا لموجات التتار من الشرق، والحروب الصليبية من الغرب، وبقيت بلاد الشام حوالي قرنين من الزمان تحت حكم الأوربيين، فاحتل الصليبيون دمشق وما جاورها سنة 491هـ، وبيت المقدس سنة 492هـ، وظلت الحرب مستمرة بين المسلمين والإفرنج مدة طويلة، ثم احتل الإفرنج مدينة دمياط بمصر، وخرج التتار من أطراف الصين، فاحتلوا بلاد تركستان، ثم منها إلى بلاد ما وراء النهر، مثل سمرقند، وبخارى، وغيرهما، ثم عبرت طائفة منهم إلى خراسان، وإلى حد العراق، ثم تمكن التتار عام 657هـأو 656هـمن احتلال بغداد، وبذلك سقطت هيبة الخلافة الإسلامية، وانتهت الخلافة العباسية، وبعد ذلك احتل التتار بلاد الشام، ثم جاء بعد ذلك دور المماليك في القيادة الإسلامية (1).

ومن هذا يعلم أن شيخ الإسلام (2) ظهر في عصر قد اضطربت

(1) انظر: البداية والنهاية، 10/ 317، و11/ 98، 12/ 155، 12/ 156 - 332، 13/ 1 - 227، 14/ 2 - 173، والتاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر، 6/ 5 - 345، 7/ 11 - 321، وشيخ الإسلام أحمد تقي الدين: جهاده ودعوته، للشيخ أحمد القطان ومحمد الزين، ص8.

(2)

هو شيخ الإسلام وحافظ الدنيا المجتهد في الأحكام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي، ولد بحران يوم الاثنين 10/ 3/661هـ، وتوفي رضي الله عنه ليلة الاثنين 20 من ذي القعدة 728هـ، انظر: الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص14، والبداية والنهاية، 14/ 135.

ص: 14

فيه السياسة والحكم، وظهرت فيه انحرافات في العادات والتقاليد والسلوك والحياة، واشتدت فيه غربة الإسلام، وتفرقت كلمة المسلمين، وظهرت الفرق المخالفة لما كان عليه السلف الصالح في العقائد والفروع، وخيَّم الجمود الفكري والتقليد الأعمى، فأثر في الجو العلمي، وظهرت فرق الشيعة، والصوفية المنحرفة، والقبورية، ونفاة الصفات: كالجهمية، والمعتزلة، والقدرية، وطغى علم الكلام والفلسفة حتى حلَاّ محل الكتاب والسنة لدى الأكثرية من المتعلمين في الاستدلال، هذا كله في داخل المجتمع الإسلامي في ذلك العصر، مع تكالب أعدائه من الخارج، فحصل من البلاء ما اللَّه به عليم (1).

في هذا الجو المعتم عاش شيخ الإسلام، فكيف يعمل حتى يصلح هذه المفاسد ويظهر النور في هذه الظلمات؟ ما هو الموقف الحكيم الذي سلكه حتى أنار اللَّه به الطريق لهذا المجتمع وألزمهم بالكتاب والسنة والإجماع وعقيدة السلف الصالح الصافية النقية؟

وبالنظر في ذلك نجد أن الشيخ ‘ وقف مواقف حكيمة لإظهار علم الكتاب والسنة، وقمع أهل البدع والأهواء.

(1) انظر: من مشاهير المجددين في الإسلام للدكتور صالح بن فوزان، ص52.

ص: 15