الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل إنّ معناه: أحسن معنى وترجمة.
وقيل: أحسن ثوابا في الآخرة.
والأول: السياسة التي تراعي مآلها. وتلاحظ نهايتها (1).
عبارة الراغب في معنى «الأول» أكثر دقة وضبطا. وهو: الرجوع إلي الأصل.
وعبارته في معنى التأويل أيضا جامعة ودالة علي المطلوب، فهو: ردّ الشيء إلي الغاية المرادة منه، علما كان أو فعلا.
أما كلام ابن منظور في لسان العرب عن التأويل والأول، فإننا ننتقي منه هذه العبارات الموجزة:
الأول: الرّجوع. و: آل الشيء يؤول مآلا: إذا رجع وعاد. وأوّل الكلام وتأوّله: إذا دبّره وقدره وفسّره.
ويقال: ألت الشيء: إذا جمعته وأصلحته، فكأنّ التأويل هو: جمع معاني ألفاظ أشكلت، بلفظ واضح لا إشكال فيه.
والتأويل: المرجع والمصير. مأخوذ من: آل إلي كذا: أي: صار إليه (2).
بين الأول والوأل:
عرفنا أنّ التأويل في اللغة يدلّ علي معني: الرجوع والانتهاء والعاقبة.
وكلّ تصريفات واشتقاقات الكلمة، يظهر فيها هذا المعني.
وهذا هو الاشتقاق الأصغر لمادة «أول» التي تدلّ علي معنى الرجوع والانتهاء.
(1) المفردات: 99 بتصرف يسير.
(2)
لسان العرب لابن منظور: 11/ 32 - 40.
أما الاشتقاق الأكبر لهذه الحروف الثلاثة: الهمزة والواو واللام، فهو يقوم علي هذا المعني.
وكما سبق أن لاحظنا الصلة الاشتقاقية والمعنوية بين الفسر وبين السفر، نلحظ هنا الصلة الاشتقاقية والمعنوية بين الأول والوأل.
الأول: الرجوع والانتهاء.
والوأل: المرجع والمنجي والملجأ.
قال ابن فارس عن الوأل: هي كلمة تدلّ علي تجمع والتجاء (1).
قال تعالى: ورَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ، لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ، بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (2).
أي: عند ما يحين موعد عذاب الله للكفار، فسيقع بهم لا محالة، ولن يجدوا موئلا يئلون إليه، ولا ملجأ يلجئون إليه، ولا مرجعا يرجعون إليه! قال السّميني الحلبي في «عمدة الحفاظ» عن الموئل: «قيل هو: المرجع. وقال الفرّاء: الموئل: المنجي. يقال: وأل زيد من العدوّ. إذا نجا منه.
وقيل: هو الملجأ. يقال: وأل فلان إلي فلان. إذا لجأ إليه» (3).
وبين الأصلين: أول و: وأل تقارب في المعني.
فالأول هو: الرجوع إلي الأصل والانتهاء إليه.
والوأل هو: الرجوع إلي الملجأ والنجاة إليه والاحتماء به!!
(1) مقاييس اللغة: 6/ 79.
(2)
الكهف: 58.
(3)
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي: 4/ 318.