الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفاسيرهم من جدّة وإضافة، وما فيها من تقليد ومتابعة، وما فيها من تكرار أو إبداع، ثم يتعرف علي مالها من إيجابيات، وما عليها من مآخذ وسلبيات، ويفعل ذلك بعد مقارنته بين هذه التفاسير.
الرابع: التفسير الموضوعي:
وهو تفسير هذا العصر، ولم يشتهر هذا النوع عند المفسرين السابقين في القرون الماضية، وإنما اشتهر بين الباحثين والمفكرين والمتدبرين في عصرنا، ونري أنّ المستقبل إنما هو لهذا النوع من التفسير، وله أهمية خاصة، ورسالة عظيمة يؤدّيها.
وليس كلامي هنا عن الدراسة المنهجية للتفسير الموضوعي، فإنّ هذه العجالة لا تكفي له، وأعد بإصدار دراسة منهجية خاصة عن «التفسير الموضوعي: أهميته، ألوانه، مناهجه»، وقد تكون هذه الدراسة قريبة إن شاء الله.
ألوان التفسير الموضوعي الثلاثة:
أريد في هذه الوقفة السريعة أن أشير إلي «ألوان التفسير الموضوعي» .
إن ألوان التفسير الموضوعي ثلاثة:
اللون الأول: التفسير الموضوعي للمصطلحات القرآنية:
بحيث يختار الباحث مصطلحا من مصطلحات القرآن، ويفرد له دراسة خاصة، يتابع فيها هذا المصطلح في القرآن، في اشتقاقاته وتصريفاته وحالاته العديدة، ثم يتدبر الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح، ويستخلص منها اللطائف والمعاني، والدلالات والإشارات.
من أجود الأمثلة علي هذا اللون من التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: رسالة «الأمة في دلالتها العربية والقرآنية» لأستاذنا الدكتور أحمد حسن فرحات، و «العهد والميثاق في القرآن» لزميلنا- في الدراسة- الأستاذ الدكتور ناصر العمر.
ومنها- بشيء من التساهل- كتاب «الضالون كما يصورهم القرآن» لعبد المتعال الجبري، و «الصبر في القرآن» للدكتور يوسف القرضاوي.
وقد صحّ عزمي- بعون الله- علي اصدار سلسلة لهذا اللون من التفسير الموضوعي، وهي «التفسير الموضوعي للمصطلحات القرآنية» وهذه الرسالة:«التفسير والتأويل في القرآن» هي باكورة هذه السلسلة إن شاء الله.
اللون الثاني: التفسير الموضوعي للموضوعات القرآنية:
بحيث يبقي الباحث مع موضوع من موضوعات القرآن، يجمع الآيات حوله، بمختلف صيغها ومفرداتها، وكلماتها ومصطلحاتها.
وهذا الموضوع أشمل من المصطلحات القرآنية، لأنّ القرآن يتحدث عن الموضوع الواحد بمفردات ومصطلحات مختلفة، وعلي الباحث أن يجمعها وأن ينظر فيها، وأن يستخرج دلالاتها وحقائقها.
مثل: الصلاة في القرآن. الجهاد في القرآن. العقيدة في القرآن. الرسول في القرآن. المنافقون في القرآن.
وقد حاولت في بعض ما كتبت أن أسلك هذا الميدان، وأن تكون تلك الدراسة قريبة من هذا اللون من التفسير الموضوعي بكتاب «مع قصص السابقين في القرآن» بحلقاته الثلاث، الذي خصصته للحديث عن قصص غير الأنبياء في القرآن.
كما أمثل له بكتاب «الشخصية اليهودية من خلال القرآن: تاريخ وسمات ومصير» ، وبالكتاب الآخر المتفرع منه وهو:«حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية» .
اللون الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية:
يفرد الباحث فيه السورة القرآنية بدراسة خاصة، ويمعن النظر فيها، ويبين الوحدة الموضوعية للسورة، ويلحظ أهدافها ومقاصدها، ويقف علي وحداتها ودروسها، ثم