الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول:
التفسير في اللغة
والاصطلاح
التفسير في اللغة:
التفسير مصدر، علي وزن «تفعيل» .
وفعله الثلاثي «فسر» . يقال: فسر الشيء فسرا.
والفعل الماضي من التفسير، هو الرباعي «فسّر» ، يقال: فسّر الشيء تفسيرا.
والجذر الثلاثي للكلمة هو الفسر.
قال الإمام أحمد بن فارس عن الفسر: الفسر كلمة تدلّ علي بيان الشيء وإيضاحه.
تقول: فسرت الشيء، وفسّرته (1).
وقال الإمام الراغب الأصفهاني في المفردات: الفسر: إظهار المعنى المعقول. ومنه قيل لما ينبئ عنه البول: تفسرة. [أي أنّ البول ينبئ ويكشف ويظهر المرض الموجود في الجسم، فالبول تفسرة وإظهار للمرض].
والتفسير في المبالغة كالفسر (2).
أي أنّ الراغب يري اتفاق التفسير والفسر في أصل المعني، فهما يدلان
(1) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: 4/ 504.
(2)
مفردات ألفاظ القرآن: 636.
علي إظهار المعني. لكن في التفسير مبالغة أكثر من الفسر.
ويلتقي كلام ابن فارس مع كلام الراغب علي أنّ معنى التفسير يقوم علي: بيان الشيء وإظهاره وإيضاحه.
وقال ابن منظور في «لسان العرب» عن الفسر:
الفسر: البيان. يقال فسر الشيء وفسّره، أي: أبانه.
والفسر: كشف المغطي. والتفسرة: البول الذي يستدلّ به علي المرض، حيث ينظر فيه الأطباء، فيستدلون به علي علة المريض.
وكلّ شيء يعرف به تفسير الشيء، ومعناه، فهو تفسرته.
والتفسير: البيان. وهو: كشف المراد عن اللفظ المشكل (1).
إنّ كلّ اشتقاقات وتصريفات مادة «فسر» تدلّ علي معناها الأصلي، الذي لا يخرج عن: البيان والكشف والتوضيح والإظهار.
فتفسير الكلام هو: بيان معناه. وإظهاره وتوضيحه، وإزالة إشكاله، والكشف عن المراد منه.
قال الإمام أبو البقاء الكوفي في «الكليات» عن هذا المعنى الجامع للتفسير:
«التفسير: الاستبانة والكشف، والعبارة عن الشيء بلفظ أيسر وأسهل من لفظ الأصل.
قال أهل البيان: التفسير هو أن يكون في الكلام لبس وخفاء، فيؤتي بما يزيله ويفسّره» (2).
(1) لسان العرب لابن منظور 5/ 55.
(2)
الكليات لأبي البقاء الكفوي: 260.