الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأستاذ الصديق سعدي - ليسانسيه بكلية الآداب
الأستاذ مهدي صابر - تخصص التدريس
الأستاذ عبد الكريم بن ثابت - كلية الآداب
الشيخ الهلالي محمد - من العلماء
أحمد أفندي بن دربال - موظف ببنك مصر
وانتخبوا بالإجماع للتمثيل والاستشارة في جامعة الدول العربية الآتية أسماؤهم:
مفوضين
فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين
- نجيب بك برادة
الأستاذ الفضيل الورتلاني
- الدكتور العيادي
مستشارين
نجيب بك برادة
الدكتور العيادي
وسينتخب عضو ثالث عن مراكش.
وجاء في النداء الأول للجبهة، الذي يشير إلى فرنسا وجرائمها:"وما ارتكبته هناك من فضائح التنكيل والتقتيل، لما زاد الوطنبين حماسة لقضيتهم، وقوى اتجاههم إلى العمل لتحرير أوطانهم. وقد عرف صدق عزيمتهم جاليات في مصر من أبناء تلك البلاد، فأنشؤوا جبهة تدعى: "جبهة الدفاع عن أفريقية الشمالية"؛ لتكون عوناً لتلك الشعوب على بسط قضيتهم للعالم الاسلامي، وتتولى الدفاع عنها بيقظة وحزم، وتعمل لهز العواطف
النبيلة في نفوس الأمم الإسلامية، حتى يشدوا أزرنا في العمل لتحرير (1) وإسعاد خمسة وعشرين مليوناً من العرب المسلمين، وإنقاذهم من الاندماج في الجنسية الفرنسية، وانقلابهم إلى الديانة النصرانية وهما الغرضان اللذان تعمل لهما فرنسا ليلها ونهارها".
عملت الجبهة أقصى ما يمكنها للتعريف في قضايا المغرب، وعقدت المؤتمرات واللقاءات مع المسؤولين العرب والمسلمين، وشرحت للناس كافة في المشرق ما تتعرض له شعوب المغرب، وحفزت الهمم، وكشفت جرائم فرنسا وخططها الدنيئة أمام الرأي العام في بلاد لم تكن تسمع عن المغرب العربي إِلا اسمه.
بذلت الجبهة وسعها في خدمة قضايا المغرب، وكانت أعمالها ومواقفها المشرفة، ومحاضراتها ونشرياتها ومساعيها مع ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية دعماً قوياً لحركات الاستقلال في المغرب (2).
(1)"وكان الشيخ يجهد دهره في تحرير المغرب، فكان رئيس جبهة (الدفاع عن أفريقية الشمالية)، وكانت هذه الجبهة تضم علية الأحرار الذين يسعون إلى نجاة المغرب من حكم فرنسا الجائر، وقد يكون من ثمار هذه الجبهة: ثورة الجزائر، ونهضة تونس ومراكش" - الأستاذ محمد علي النجار في الجزء الرابع عشر من مجلة "مجمع اللغة العربية بالقاهرة".
(2)
يقول الكاتب الإسلامي الكبير أخونا الأستاذ سعدي أبو جيب: "لقد عاد لتونس أريج الحرية بفضل الله سبحانه وتعالى؛ لأنه أقدرك -يا سيدي العلامة- على النضال الذي كنت تغذي به رجال السياسة والعلم والأدب، حين كانوا يتوافدون إلى دارك العامرة، وإلى رابطة (تعاون جاليات أفريقية الشمالية) التي أسست، والتي قامت بعقد المؤتمرات والندوات لشرح قضية المغرب العربي للعرب، =
لم يضن بوقته أو مكانته في الأوساط الحكومية والعلمية في مصر من أجل غايات الجبهة وتحقيق أغراضها، الجبهة التي ضم عقدها ثلة من أفاضل القوم، والتف حولها كل مغربي منصف صادق لا يهدف إلى كسب دنيوي، أو سمعة زائفة، أو تزاحم، بل وصراع على الشهرة وخطف الأضواء للوصول إلى كرسي الحكم بأي ثمن. وفي مثل هذا السباق المشين تضيع قضايا الأمة.
قاد الإمام محمد الخضر حسين جبهة الجهاد بكل حزم وإيمان وحب للوطن؛ "فقد كان شديد الاهتمام بوطنه، حريصاً على تتبع حالته والاتصال بأبنائه، وإعانتهم في كل الميادين العلمية والسياسية، حتى الشخصية، وكان بيته كعبة للتونسبين القادمين إلى القاهرة للزيارة أولاً، والإعانة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ثانياً، كما قدم خدمات جليلة للقضية التونسية، فسخر مكانته العلمية والثقافية من أجل مساعدة المدافعين عن هذه القضية؛ من حيث التعريف بهم لدى السلطات المصرية، والهيئات والمسؤولين العرب العاملين بالقاهرة"(1).
= وللمسلمين، وللعالم، وإلى (جبهة الدفاع عن أفريفية الشمالية) التي لعبت دوراً رائعاً في وحدة النضال عند شباب المغرب العربي الأحرار". ويقول أيضاً:"كيف ينسى تونس الخضراء، وهو الذي ألقى المحاضرات، وكتب الدراسات المستفيضة عن الحالة العلمية في ذلك الوطن، وقدم بأدب وفخر واعتزاز للمجتمع المصري أعلاماً من تونس لم يكن لاسمهم ولسيرتهم من ذكر في مصر، فأي تعبير عن حب الوطن والوفاء له أصدق من ذلك؟ " - مجلة "حضارة الإسلام" - العدد الرابع - السنة الثامنة عشر- جمادى الآخرة 1397 هـ - حزيران 1977 م - دمشق.
(1)
الأستاذ محمد مواعدة في كتابه: "محمد الخضر حسين - حياته وآثاره" طبعة
دمشق سنة 1412 هـ - 1992 م - صفحة 118.
وانضم إلى الجبهة أكثر اللاجئين السياسيين المقيمين في مصر، ونخبة من المناضلين المغاربة من الحزب الحر الدستوري التونسي، وجمعيات العلماء المسلمين الجزائربين، وحزب الشعب الجزائري، وعدد من المستقلين والعاملين في الدعوة الإسلامية، أمثال: الفضيل الورتلاني، ومحيي الدين القليبي. ومن المؤازرين لها: أحمد تيمور باشا رحمه الله.
لم يرق لبعض السياسيين أن تستمر الجبهة برئاسة شيخ يلبس الزي الأزهري، ويضع على رأسه العمامة، ويخاف الله في السر والعلن، ويجعل من قضايا المغرب العربي قضايا إسلامية بالمرتبة الأولى. ووجدوا أنفسهم في الصفوف الخلفية من الاستعراضات أمام عدسات التصوير وفي المنتديات والنوادي.
ولم يكن ممكناً أن ينزعوه من رئاسة الجبهة؛ لمكانته السامية في قلوب المغاربة والمصربين على سواء. فعمدوا إلى الانشقاق عنها ومحاربتها، وإقامة منظمات أخرى، وتنازعوا، وذهب ريحهم، وتفرقوا إلى مكاتب، وتفرق المكتب إلى تكتلات. مما لا فائدة ترجى من تفصيله هنا.
رأى الإمام أن هذا الصراع بؤرة فاسدة لا تؤدي إلى خير، وأنه هو الشيخ الوقور، والعالم الزاهد، والمجاهد الصامت، لا يعنيه مثل هذا التكالب والتناطح، ووجد نفسه أنه قد أدى الأمانة، ونصح الأمة، وفي جعبته أعمال جليلة أخرى يخدم بها رسالة الجهاد والإسلام (1).
(1) قال أحد الكتاب في جريدة "أفريقيا الشمالية" تونس - العدد 27 الصادر في 29 جويليه الموافق 15 شوال (سنة 1950 م - 1369 هـ):
"فيما يتعلق بشخصية مفخرة المغرب الإسلامي العلامة الجليل الشيخ الخضر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حسين، وجبهة الدفاع عن شمال أفريقيا التي كان يرأسها، وما لاقاه في القاهرة من معاكسات المفسدين من رجال مكتب المغرب العربي، أذكر لكم: أن الشيخ الخضر هذا هو أول من أسس من أبناء المغرب في القاهرة جمعية تلم شتاتهم، وتوحد قواهم للدفاع عن أوطانهم، وذلك إثر قدومه إلى القاهرة بعد جهاد طويل في سبيل المغرب، لاقى فيه ما لاقى، وتحمل النوائب الجسام، وأنفق من ماله ووقته وصحته الشيء الكثير دون أن يطالب أحداً بدرهم، أو يمده أحد بمال، ولا كلمة شكر، فكان جهاده خالصاً لله، منقطعاً فيه إلى المثل الأعلى.
قدم إلى القاهرة، فأسس جمعية اتحاد جاليات شمال إفريقيا، اجتمع فيها الليبيون والتونسيون والجزائريون والمراكشيون، ودامت هذه الجمعية تعمل للدفاع عن المغرب، حتى جاءت الحرب الأخيرة، فتعطلت عن العمل كسائر الجمعيات، وبعد هذه الحرب أسست الجالية الاسلامية في القاهرة جمعيات للدفاع عن أوطانها والذود عن قضاياها.
فأسس الشيخ الخضر جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا بدلاً من الجمعية الأولى، وأخذ يعرض قضية المغرب بواسطتها على وفود دول الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية، وملأ صحف الشرق كله دعاية لقضية المغرب، وسخّر منابر الأحزاب والجمعيات لهذه الغاية، في مصر والعراق وسورية ولبنان والحجاز، حتى أصبح العالم العربي والعالم الإسلامي على بينة من هذه القضية.
ولا أقول هذا مجرد دعوة، بل المطبوعات التي طبعت ووزعت في هذا الشأن من رسائل ومجلات وجرائد وتقارير تشهد بهذا، ومكتبات الشرق زاخرة بها، وأصبح نادي جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا هدف كل زعيم وعظيم، ومرجعاً تستقى منه أخبار هذه الأقطار.
فقام جماعة ممن اتخذوا السياسة تجارة، ولم ترق لهم أعمال المخلصين، فأسسوا مكتب المغرب العربي؛ لمقاومة الجبهة، والقضاء عليها؛ إذ لم يقدر لهم أن يكونوا فيها رؤساء وزعماء، وهم يريدون، من الجهاد الرئاسةَ والزعامة وكسب المال
…
إلخ".
يقول الأستاذ عبد القادر سلامة عن الإمام: "كان رحمه الله علَماً من أعلام الإسلام، وكان تعريفاً وتشريفاً للتونسيين وجامع الزيتونة، ومفخرة للمغرب الإسلامي كله، كان خلقه قبساً من شمائل النبوة، ومشكاة من هدي القرآن"(1).
(1) كتاب: "الإمام محمد الخضر حسين بأقلام نخبة من أهل الفكر"(صفحة 146).