المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الرابعفي الهلالفي ظهوره وامتلاء ربعة ونصفه وكماله والليلة المقمرة - نثار الأزهار في الليل والنهار

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌(الباب الأول) في الملوين الليل والنهار

- ‌الباب الثانيفي أوصاف الليلوطوله وقصره واستطابته والاغتباق ومدحه وذم الاصطباح

- ‌الباب الثالثفي الاصطباح ومدحهوذم شرب الليل وإيقاظ النديم للاصطباح

- ‌الباب الرابعفي الهلالفي ظهوره وامتلاء ربعة ونصفه وكماله والليلة المقمرة

- ‌الباب الخامسفي انشقاق الفجرورقة نسيم وتغريد الطير في الشجروصياح الديك وإيذانه الصباح

- ‌الباب السادسفي صفات الشمسفي الشروق والضحى والارتفاع والطفلوالمغيب والصحو والغيم والكسوف

- ‌الباب السابعفي جملة الكواكب والسماءوآحاد الكواكب المشهورة

- ‌الثريا

- ‌الجوزاء

- ‌الشعري

- ‌سهيل

- ‌النسر

- ‌بنات نعش

- ‌المجرة

- ‌الكواكب السيارة

- ‌ زحل

- ‌المشتري

- ‌المريخ

- ‌الزهرة

- ‌عطارد

- ‌الحمل

- ‌الثور

- ‌الجوزاء

- ‌السرطان

- ‌الأسد

- ‌السنبلة

- ‌الميزان

- ‌العقرب

- ‌القوس

- ‌الجدي

- ‌الدلو

- ‌الحوت

- ‌الشرطان

- ‌البطين

- ‌الثريا

- ‌الدبران

- ‌الهقعة والهنعة

- ‌الذراع

- ‌النثرة

- ‌الطرف

- ‌الجبهة

- ‌الحرتان

- ‌الصرفة

- ‌العواء

- ‌السماك

- ‌الغفر

- ‌الزبانا

- ‌الإكليل

- ‌القلب

- ‌الشولة

- ‌النعائم

- ‌البلدة

- ‌سعد الذابح

- ‌سعد بلع

- ‌سعد السعود

- ‌سعد الأخبية

- ‌الفرغان

- ‌بطن الحوت

- ‌الباب الثامنفي آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمينفي الفلك والكواكب

- ‌الباب التاسعفي شرح ما تشتمل عليه أسماء الأجرام العلويةوما يتصل بها واشتقاقه

- ‌الباب العاشرفي تأويل رؤيا الأجرام العلويةوما يتعلق بها في المنام على مذهب حكماء الفلاسفة والإسلام

الفصل: ‌الباب الرابعفي الهلالفي ظهوره وامتلاء ربعة ونصفه وكماله والليلة المقمرة

أبو نواس

نبه نديمك قد نعس

يسقيك كأسا في الغلس

صرفا كأن شعاعها

في كف شاربها قبس

مما تخير كرمها

كسرى بعانة واغترس

تذر الفتى وكأنما

بلسانه ممنها خرس

يدعى ليرفع رأسه

فإذا استقل به نكس

ابن وكيع

غرد الطير فنبه من نعس

وأدر كأسك فالعيش خلس

سل سيف الفجر من غمد الدجى

وتعرى الصبح من قمص الغلس

وبدا في حلل فضية

نالها من ظلمة الليل دنس

فاسقني من قهوة مسكية

في رياض عنبريات النفس

‌الباب الرابع

في الهلال

في ظهوره وامتلاء ربعة ونصفه وكماله والليلة المقمرة

يقال أهللنا بشهر كذا ولا يقال هل الشهر ولا أهل لكن أهل الهلال واستهل واستهلال هو ان ينير كما يستهل الصبي فيعرف أحي هو أم ميت قال حميد بن ثور:

إذا الشهر كان لنا موعدا

نساب إلى القابل المستهل

الهاء مفتوحة ويقال أهل الهلال نفسه إذا طلع وأهللنا نحن رأينا ويقال لأول ليلة من الشهر النحيره وقيل النحيرة آخر ليلة من الشهر لأنها تنحر الشهر الداخل وغرة الشهر أول ليلة منة سميت بذلك لأن الهلال يظهر فيها كالغرة في وجه الفرس ويقال لآخر ليلة منة السرار لأن القمر

ص: 48

يستسر فيها أي ينكتم ويخفى كما يخفى السر المكتوم وهو محاق الشهر لأن الشهر ينمحق فيه ولا يبقى له أثر.

محمد بن أبي بكر الارموي

أما ترى مستهل الشهر حين بدا

هلال والدجى تسطو غيا هبه

كأنما الدجن فيه والهلال معا

شيخ من الزنج قد شابت حواجبه

وأنشد ثعلب

كأن ابن مزنتها جانحا

قسيط لدى الأفق من خنصر

القسيط قلامة الظفر أخذه ابن المعتز فقال:

وجاءني في قميص الليل مستترا

معجل الخطو من الخوف ومن حذر

ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا

مثل القلامة قد قصت من الظفر

أبو العلاء المعري

ولاح هلال مثل نون أجادها

بجاري النضار الكاتب ابن هلال

السري الموصلي

وقد سلت اكف الفطر جهرا

على شهر الصيام سيوف باس

ولاح لنا الهلال كشطر طوق

على لبات زرقاء اللباس

ابن المعتز

كأنه ابن ليلتيه

من سهده الدائم القديم

فخ بوسط السماء ملقى

ينتظر الصيد للنجوم

وله أيضا

قم هاتها حمراء في مبيضة

كالجلنارة في جنى نسرين

أو ما رأيت هلال شهرك قد بدا

في الأفق مثل شعيرة السكين

سرقة كشاجم فقال

أهلا وسهلا بالهلال

بدا لعين المبصر

ص: 49

كشعيرة من فضة

قد ركبت في خنجر

شاعر

سنان لواه الطعن سن عامل

أبو عاص البصري فيه

وفي الثريا والزهرة

رأيت الهلال وقد حلقت

نجوم الثريا لكي تلحقه

فشبهته وهو في الثرها

وبينهما الزهرة المشرقه

بقوس لرام رأى طائرا

فأرسل في إثره بندقه

ابن النبيه في الهلال

انظر إلى حسن هلال بدا

يذهب من أنواره الحندسا

كمنجل قد صيغ من عسجد

يحصد من شهب الدجى نرجسا

الخالدي

وهلال يلوح في ساعد الغرب

كدملوج فضة أو سوار

الطغرائي

قوموا إلى لذاتكم يا نيام

واترعوا الكأس بصرف المدام

هذا هلال الفطر قد جاءنا

كمنجل يحصد شهر الصيام

الحصكفي

تباشروا بهلال الفطر حين بدا

وما قام سوى أن لاح ثم غدا

كالحب واعد وصلا وهو محتجب

فحين بان تقاضوه فقال غدا

شاعر

قد جاء شهر السرور شوال

وغال شهر الصيام مغتال

أما رأيت الهلال يرمقه

قوم لهم إن رأوه إهلال

كأنه قيد فضة حرج

فض عن الصائمين فاختالوا

ابن وكيع في الهلال والجوزاء

ص: 50

أما ترى الليل قد ولت عساكره

وأقبل الصبح في جيش له لجب

وجد في أثر الجوزاء يطلبها

في الجو ركض هلال دائم الطلب

كصولجان لجين في يد ي ملك

أدناه من كره صيغت من الذهب

أبو الفضل الميكالي

أما ترى الزهرة قد لاحت لنا

تحت هلال نوره نور اللهب

ككره من فضه مجلوة

أوفى عليها صولجان من ذهب

ظافر الحداد

أما رأيت هلال العيد حين بدا

للعين منة بقايا جرم دائره

كحرف جام من البلور قابلة

ضوء وأخفى الدجى إشراق سائره

أو درهم فوق دينار تجلله

علوا فضاق عن استيعاب آخره

الشريف العقيلي

وذي دلال زارني

من غير وعد يرتقب

في ليلة خلستها

من بين أنياب النوب

كأنما هلالها

مقبض ترس من ذهب

عبد المحسن الصوري

فاسقنيها ملأا فقد فضح الليل هلال كأنه فتر زند والثريا خفاقة بجناح الغرب تهوى كأنها رأس فهد

في أوان الشباب عاجلني الشيب

فهذا في أول الدن دردي

العسكري

ص: 51

قصر العيش باكناف الغضا

وكذا العيش إذا طاب قصير

في ليال كأباهيم القطا

لست تدري كيف تأتي فتطير

ابن المعتز

يا ليلة كاد من تقاصرها

يعثر فيها العشاء بالسحر

إبراهيم الصولي

وليلة من الليالي الزهر

قابلت فيها بدرها ببدري

أم يك غير شفق وفجر

حتى تقضت وهي بكر الدهر

شاعر

يا رب ليل سرور خلته قصرا

كعارض البرق في جنح الدجى برقا

قد كاد يعثر أولاه بآخره

وكاد يسبق منة فجرة الشفقا

كأنما طرفاه طرف اتفق الجفنان

منه على الإطراق وافترقا

أبو جعفر المصحفي

سألت نجوم الليل هل ينقضي الدجى

فخطت جوابا بالثريا كخط لا

وكنت أرى أني بآخر ليلتي

فأطرق حتى خلته عاد أول

وما عن هوة سامرتها غير أنني

أنافسها المجرى إلى طرق العلا

كشاجم

وليلة فيها قصر

عشاؤها مع السحر

صافية من الكدر

تقضى ولم يقض الوطر

وحيا كلمح البصر

أو خطرة من الخطر

في مثلها التذ السهر

تمحو إساءات القدر

وتترك الدهر أغر

علي بن احمد الجوهري

يا ليل أفدي أختك البارحة

ما كان أزكى ريحها الفائحة

ص: 52

كانت لنا خاتمة لو درت

وجدي بها كانت هي الفاتحة

أبو بكر الخوارزمي

وكم ليلة لا اعلم الدهر طيبها

مخافة أن يتقص مني لها الدهر

سهاد ولكن دونه كل رقدة

وليل لكن دون إشراقه الفجر

وسكر هوى لو كان يحكيه لذة

من الخمر سكر لم يكن حرم السكر

ابن طباطبا وهو أبلغ ما قيل

وليلة مثل أمر الساعة اقتربت

حتى تقضت ولم نشعر بها قصرا

لا يستطيع بليغ وصف سرعتها

كانت ولم تعتلق وهما ولا نظرا

شاعر

وليل لم يقصره رقاد

وقصره منادمة الحبيب

نعيم ألب أورق فيه حتى

تناولنا جناة من قريب

ومجلس لذة لم نلو فيه

على شكوى ولا عدد الذنوب

بخلنا أن نقطعه بلفظ

فترجمت العيون عن القلوب

أمية بن أبي الصلب

يا ليلة لم تبن من القصر

كأنها قبلة على حذر

لم تك إلا كلا ولا ومضت

تدفع في صدرها يد السحر

شاعر

يا ليلتي أحسنت مقبلة

وأسأت عند تبلج الفجر

أقصرت حين وفى بزورته

هلا قصرت الليالي الهجر

شاعر

يا ليل يا ليل إلى أين

أربع على ذين المحبين

ناشديك الله تقف ساعة

فالصبح منا موعد البين

ص: 53

آخر

إذ نادى المنادي كاد يبكي

حذار الصبح لو نفع الحذار

وود الليل زيد إليه ليل

ولم يخلق له أبدا نهار

أبو الحسن الأنصاري

وليلة غائبة النحوس

كثيرة الأقمار والشموس

قصيرة كالنظر المخلوس

تمت فكانت منية النفوس

البهاء زهير الكاتب

وليله كأنها يوم أغر

ظلامها انس من ضوء القمر

كأنها في مقلة الدهر حور

ما قصرت لو سلمت من القصر

حيرانة مرت كلمح بالبصر

ليس لها بين النهار من اثر

تطابق العشاء فيها والسحر

ألذ من طيب الكرى فيها السهر

ابن سنا الملك

يا ساقي الرياح بل يا سابق الفرح

ويا نديمي بل يا كل مقترحي

لا يخش من قصر ليل في تواصلها

أما تراني شربت الصبح في قدحي

إبراهيم الغزي

وليل رجونا أن يدب أعذاره

فما دب حتى صار بالهجر شائبا

الشريف الموسوي

وليلة سال بها صبحها

والصبح في المشرق كالسيل

حتى توهمنا بان الدجى

طيف يحيينا بلا ليل

القاضي الفاضل

بتنا على حال يسر الهوى

وربما لا لكن الشرح

بوابنا الليل وقلنا له

أن غبت عنا دخل الصبح

الخفاجي الحلبي

إن كان ليلي طويلا بعد بينكم

فقد نعمت بكم والليل كالسحر

ص: 54

لا اظلم الليل في فراقكم

بليل وصلكم فالطول كالقصر

ابن المعتز

يا ليلة نسي الزمان بها

أحداثه كوني بلا فجر

باح الظلام ببدرها ووشت

فيها الصبا بمواقع القطر

ثم انقضت والقلب يتبعها

في حيث ما سقطت من الدهر

شاعر

وكان الهلال تحت الثريا

ملك فوق رأسه إكليل

السري الموصلي

ضحكت أوجه اللذاذة بالقطر

ولاحت طوالع السراء

وكان الهلال نون لجين

غرقت في صحيفة زرقاء

البحراني في الأمير يوسف بن مكتم عند نظر الهلال

تقابلتما فاستجمع الحسن كله

فمن نظر يرنو ومن نظر يغضي

هلالان هذا للظلام يزيله

سناه وهذا للمظالم في الأرض

دخل عبد الله بن عمر بن غانم قاضي أفريقية على أميرها يزيد بن حاتم فجرى بينهما كلام ذكر فيه هلال رمضان فقال بن غانم: أهللنا هلال رمضان فتشايرناه بالأيدي: فقال يزيد: لحنت يا ابن غانم إنما هو تشاورناه، فقال ابن غانم: تشاورنا من الشورى وتشايرنا من الإشارة بالأيدي، قال: ما هو كذلك، قال: بيني وبينك أيها الأمير قتيبة النحوي، وكان إذ ذاك قدم على يزيد وهو إمام الكوفة فبعث إليه وكان في قتيبة غفلة فقال له يزيد: إذا رأيت الهلال وأشرت إليه وأشار غيرك إليه كيف تقول؟ قال: أقول ربي وربك الله، فقال يزيد: ليس هذا أردنا فقال ابن غانم: إذا أشرت وأشار غيرك وقلت تفاعلنا في الإشارة إليه كيف تقول؟ تشايرنا وأنشد لكثير عزة:

ص: 55

قلت وفي الأحشاء داء مخامر

إلا حبذا يا عز ذال التشاير

قال يزيد: فأين أنت يا قتيبة من التشاور، قال: هيهات أيها الأمير ليس هذا من عملك هذا من الإشارة وذال من الشورى، فضحك يزيد وعرف جفاء قتيبة فأعرض عنه واستحي من ابن غانم.

صعد الرشيد والأصمعي علية ينظران إلى هلال رمضان فقال: الأصمعي يا أمير المؤمنين ما معنى قول هند بنت عتبة:

نحن بنات طارق

نمشي على النمارق

فقال: أصبت يا أصمعي. فقال: يقول أمير المؤمنين فقال: الطارق الكوكب تقول نحن في الأرض مثل ذلك الكوكب الذي في السماء، قال: أصبت يا أمير المؤمنين وأمر له بعشرة آلاف درهم.

القاضي أبو عبد الله محمد بن النعمان

أنظر إلى ذا الهلال وقد

مضى لسبع مضين من عمره

مثل زناد قد صيغ من ذهب

يقدح بالرائعات من شرره

ثم تولى يريد مغربة

في شفق الشمس وهي في إثره

فخلته غائصا ببحر دم

يقذف بالرائعات من درره

ابن المعتز

أهلا بفطر أنار هلاله

الآن فاغد على الشارب وبكر

وانظر إليه كزورق من فضة

قد أثقلته حمولة من عنبر

أبو عاصم البصري

قارنت زهرة الهلال وكانا

في افتراق من غير صد وهجرة

فإذا ما تقارنا قلت طوق

من لجين قد علقت فيه درة

ابن الرومي

وكان الهلال نصف سوار

والثريا كف تشير إليه

ص: 56

شاعر من أفريقية

كأنما النجم صيغ من ورق

معلق من هلال الأفق في أذن

ولم يقل أحد في امتلاء نصفه كما قال ابن المعتز وهو من نادر التشبيهات الملوكية.

ما ذقت طعم النوم لو تدري

لأن أحشائي على جمر

في قعر مسترق نصفه

كأنه محرقة العطر

وللقمر من أول ظهوره إلى أخر سراره أسماء، الهلال، والطالع، والرمد، ونمير، والزبرقان، والباهر، والزمهرير، والغاسق، وطويس، وأوديس، وزريق، ودخير، والبدر، والحلم، وعفراء، والساهور، والسهر، والعقيب، وابن حمير. وقيل أن ابن حمير أسمه إذا أستسر والساتي، وهو اسمه باليونانية وقد تكلموا به والقمر. وقيل في تسميته بدرا قولان أحدهما أنه أشتق له من كونه يبدر بطلوعه غيبوبة الشمس وقيل سمي بدرا لكماله وتمامه. وذلك يكون في أربعة عشر ليلة من الشهر كما قالوا بدرة إذا بلغ المال نهاية العدد من الفضة وهي عشرة آلاف ووزنها من الدنانير وقيل في تسميته أيضا قمرا قولان أحدهما أنه اشتق له ذلك من القمرة وهو بياض تعلوه كدرة وقيل لأنه يقمر النوم ضياءها لأنها لا

تدري في ظهوره وإنارته كما ترى في مغيبه ونقصانه ومن ذلك أخذ العرب القمار لأن لاعبه يتغير قمرة له ومرة عليه والفخت ضوء القمر أول ما يظهر وبه سميت الفاختة لشبه لونها بذلك والعرب تسمي الشمس والقمر القمرين فيغلبون القمر والشمس أفضل منه لعلتين أحداهما التذكير والأخرى أنهم أنسوا بالقمر لأنهم يجلسون فيه للسمر، ويهديهم السبل في سرى الليل في السفر، ويزيل عنهم وحشة الغاسق، وينم على المؤذي والطارق، وذلك كما قالوا في دولتي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما

ص: 57

فأنهم قالوا دولتا العمرين فغلبوا أسم عمر رضي الله عنه وإن أبو بكر رضي الله عنه أفضل والسبب في ذلك طول مدة دولة عمر رضي الله عنه وكثرة الفتوحات فيها وما تمهد فيها من قواعد الإسلام وقيل لإعرابي: الشمس أحسن أم القمر؟ فقال: القمر أحسن والشمس أجهر. قيل: وكيف صار القمر أحسن قال: لأن العيون عليه أجسر. وتقول العرب في ليالي القمر سافروا في يمنة الليالي فإن أنس القمر يذهب وحشة السفر ونام أعرابي أعليته، وجعلت السماء بيته، ثم نظر إلى القمر وقال: إن الله صورك ونورك، وعلى البروج دورك. وإذا أراد كورك، وإن أهديت إلى قلبي سروا لقد أسدى الله إليك نورا، وأضل أعرابي ناقته فطلبها أول الليل فلم يجدها فلما طلع القمر رآها إلى جنب ربوة فرفع رأسه إلى القمر وأنشد:

ما أقول وقولي فيك ذا حصر

وقد كفيتني التفصيل والجملا

إن قلت لازلت مرفوعا فأنت كذا

أو قلت زانك ربي فهو قد فعلا

والعرب تسمي كل ثلاث ليال من الشهر باسم فيقولون ثلاث غرر وثلاث نفل وثلاث تسع وثلاث عشر وثلاث بيض وثلاث درع وثلاث ظلم وثلاث حنادس وثلاث دادي وثلاث محاق والعرب تسمى كل ليل من لياليه باسم.

شاعر في ليلة مقمرة

وليلة فضية الأديم

شعارها أردته بالنعيم

كدعت فيها كبد الهموم

بين رضابي قهوة وريم

شاعر

شربنا على النيل في ليلة

بدائع أنوارها معجبه

ص: 58

مفضضة اللون من قهوة

مذهبة للأسى مذهبه

وقد أشرق البدر في شرقه

وغرب لما أتى مغربه

وقد صاغ إذ ذال من نوره

على الليل منطقه مذهبه

الوسي

يا من كغرته الهلال أما ترى

بدو الهلال وقد بدا في المشرق

كطريقة نظرت إلى عشاقها

فتنقبت خجلا بكم أزرق

شاعر

ومقرطق يسعى إلى الندماء

بعقيقة في درة بيضاء

والبدر في أفق السماء كدرهم

ملقى على ديباجة زرقاء

عبد الله الموصلي الكاتب

كشف البدر وجهه لتمام

فوجوه النجوم مستترات

فكأن البدر التمام عروس

وكأن النجوم منتقبات

آخر

والبدر في المرآة كاللألاء

حليتها كواكب الجوزاء

كأنه في كبد السماء

حديقة فيها غدير ماء

ابن المعتز

قمر بدا لك مشرقا في ليلة

حسر الدجى أذياله عن ذيله

خلعت على الآفاق من أنواره

خليع البياض فأومضت في ليلة

وإذا تقدم في النجوم حسبته

ملكا تسير مواكب من حوله

اللامي

نبهت ندماني وقد

عبرت بنا الشعرى العبور

والبدر في أفق السما

ء كروضة فيها غدير

ص: 59

الواوا الدمشقي

ولرب ليل فيك ضل صاحبه

فكأنما هو حيرة المتفكر

والبدر أول ما بدا متلثما

بيدي الضياء لنا بخد مسفر

فكأنما هو خودة من فضة

قد ركبت في هامة من عنبر

الشريف

أقول لذا القمر الأسحم

المشف من الشمس يمتاز نورا

سوادك من حيث تمسي هلا

لا إلى حيث تكمل بدرا منيرا

نقاب لتركية أسود

تنزل منه يسيرا يسيرا

الشريف العقلي

لا تسمعن إلى العذول واسقني

مشمولة من خمرة البادنج

أو ما ترى زهر النجوم كجوهر

نثرته غانية على فيروزج

والبدر في كبد السماء كوردة

بيضاء تضحك في رياض بنفسج

وله أيضا

شربنا على ثوب السماء المنير

عقارا لها في الكأس أبهج منظر

وقد برز البدر المنير ووجهه

كجام لجين فيه آثار عنبر

ابن المعتز في البدر مع الشمس

يا ليلة ما كان أط

يبها سوى قصر المدا

أحييتها وأمتها

وطويتها طي الردا

حتى رأيت الشمس تتلو

البدر في أفق السما

فكأنها وكأنه

قد حان من خمر وما

سهل بن المرزبان

كم ليلة أحييتها ومؤانسي

طرف الحديث وطيب حث الأكؤس

شبهت بدر سمائها لما دنت

منه الثريا في ملاءة نرجس

ص: 60

ملكا مهيبا قاعدا في روضة

حياه بعض الزائرين بنرجس

ابن المعتز

يا خليلي اسقياني

قهوة ذات حميا

إن يكن رشدا فرشدا

أو يكن غيا فغيا

قد تولى الليل عنا

وطواه الصبح طيا

وكأن البدر لما

لاح من تحت الثريا

ملك أقبل التاج

يفدي ويحيى

الشريف الموسوي في القمر تحت الشعاع

خذ صفات البدر المنير إذا ما

قارن الشمس في احتراق وشين

صار تحت الشعاع سرا ففيه

النور منها في عرض أنملتين

مثل ياقوتة بكف فتاة

تحتها نصف حلقة من لجين

نظر شرف الدين ابن الوزير عون الدين ليلة إلى القمر يدخل تحت السحاب تارة وينكشف تارة فقال لمن حضر من الأدباء: ليقل كل منكم في ذلك شعرا فقال الأديب مفلح:

كأنما البدر حين يبدو

لنا ويستحجب السحايا

خريدة من بني هلال

لاثت على وجهها نقابا

وقال ابن عون الدين

إذا تطلع هذا البدر من فرج

من السحاب وغارت حوله الشهب

تخاله في رقيق من ملاءته

خرقاء تسفر أحيانا وتنتقب

وقال الأكرم من بني هبيرة

وكأن هذا البدر حيث تظله

سجب فيخفي تارة ويؤوب

حسناء تبدو من خلال سحوقها

طورا وتنظر نحوها فتغيب

ص: 61

شرب عبد الملك بن إدريس مع المنصور أبي عامر والبدر يظهر تارة ويخفى بالسحاب تارة فقال:

أرى بدر السماء يلوح حينا

فيبدو ثم يلتحف السحابا

وذاك لأنه لما تبدى

وأبصر وجهك استحيا وغايا

أبو طاهر إسماعيل بن عمر في غلام مليح بارد الحركات

وممنع كالظبي في الفلوات

لكنه مستبرد الحركات

فكأنه قمر الشتاء وقد بدت

أنواره في أبرد الأوقات

شاعر

هذا هلال الأفق يشرق ضاحكا

يحكيك في نور وحسن بهاء

فكأنه طوق من الذهب ابتدى

في جيد لابس حلة زرقاء

سعيد المزرباني في محاق القمر

والبدر في كبد السماء قد انطوت

طرفاه حتى عاد مثل الزورق

وتراه من تحت المحاق كأنما

غرق الجميع وبعضه لم يغرق

آخر في محاق الشهر

لقد سرني أن الهلال لناظري

بدا وهو محقور الخيال دقيق

طواه مرور الشهر حتى كأنه

عنان لواه باليدين وفيق

وإني بشهر الصوم ما عشت شامت

وإنك يا شوال لي صديق

ابن الرومي

شهر الصيام مبارك لكنه

جعلت لنا بركاته في طوله

إني ليعجبني كمال هلاله

وأسر بعد كماله بنحوله

شاعر

اسقني الكأس يا نديمي فقد عا

د بعيد الصيام عهد الوصال

ص: 62

ما رأينا الهلال حتى رأينا

كل شخص منا شبيه الهلال

طلع الملك المعظم ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب إلى مئذنة جامع دمشق لرؤية هلال شوال ومعه القاضي والعدول فغابت الشمس ولم ير الهلال ثم رآه مملوك كان حظيا عند الملك المعظم فقال الملك المعظم لجبريل بن سكر المصري الشاعر المعروف بابن القصار: قل شيئا في ذلك فقال:

توارى هلال الأفق عن أعين الورى

وغطى يستر الغيم زهوا محياه

فلما أتاه لاجتلاء خليله

تبدى له دون الأنام وحياه

شاعر

تجلى علينا هلال الصيام

بنجس على الكاس والبربط

وكان نشيطا فلما رآ

هـ هم يريم فلم ينشط

فأعرض عنه كما أعرضت

فتاة عن الحاجب الأشط

أبو سعيد بن نصير في خوف القمر

كأنما البدر به الكسوف

جام لجين أبيض نظيف

في نصفه بنفسج قطيف

آخر

أنظر إلى البدر في الكسوف بدا

مستسلما لقضاء الله والقدر

كأنه وجه معشوق أدل على

عشاقه فابتلاء الله بالشعر

آخر

والبدر كالمرآة غير صقلها

عبث العذارى فيه بالأنفاس

والليل ملتبس بضوء صاحبه

مثل التباس النقس بالقرطاس

والعرب تقول في ذم الهلال إذا رأته: لا مرحبا بحجين محل الدين ومقرب الحين، قالوا: وفي القمر عيوب عدة: لونه لون الأبرص ووجهه وجه

ص: 63

المجدوم يحل الدين ويعجل كراء المسكن وينهك الأبدان ويخلق الكتان ويتم على العاشق ويفضح السارق.

ابن المعتز

يا سارق الأنوار من شمس الضحى

يا مثكلي طيب الكرى ومنغصي

أما ضياء الشمس فيك فناقص

وأرى حرارة حرها لم تنقص

لم يظفر التشبيه منك بطائل

متسلح بهقا كجلد الأبرص

علي بن سعيد

لبذل وجهي إلى لئيم

أمر من وقفة الوداع

فالبدر في وجهه كدوح

حين احتذى الشمس في الشعاع

ابن الرومي

رب عرض منزه عن قبيح

دنسته تعرضات الهجاء

لو أراد الأديب أن يهجو البد

ر رماه بالخطة الشنعاء

قال يا بدر أنت تغرر بالسا

ري وثغري بزورة الحسناء

كلف في أديم وجهك يحكي

نمشأ فوق ووجنة برصاء

يعتريك النقصان ثم يخليك

شبيه القلامة الحيفاء

ويليك السرار في آخر الش

هر فيمحوك من أديم السماء

وإذا البدر نيل باهجو فليخ

ش أولو الفضل السن الشعراء

ما بقدر المديح خيقة

الهجو وأخذنا جوائز الخلفاء

ابن طباطبا في ليلة مقمرة

وليلة مثل يوم شمسها قمر

بدت بدو الضحى طلا وآلاء

يا حسنها ليلة عاد النهار بها

أنا وطيبا وإشراقا ولألاء

ص: 64