الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ
…
...................................
•---------------------------------•
الجواب: يقولون: المراد باليد هنا القدرة.
والرد عليهم بأن الله ذكر اليدين بلفظ التثنية، فهل تثبتون لله قدرتين؟ ولو قالوا بذلك لتناقضوا، والصواب في هذه المسألة أن نثبت اليد لله على ما يليق بجلاله، من غير تمثيل بأيدي المخلوقين.
• مسألة:
هل يقال إن لله تعالى يدًا أخرى وهي الشمال أو لا يقال بذلك
؟
الجواب: أنه جاء في بعض الروايات عند مسلم إثبات الشمال لله سبحانه وتعالى، لكن أكثر الأحاديث لم تأت بهذه التسمية، وإنما جاء فيها:«كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» (1)؛ لذلك حكم بعض أهل العلم على رواية مسلم بالشذوذ، ولكن رجح بعض المحققين أنه لا تنافي بين الروايتين؛ لأن المعنى في قوله:«كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» أن اليد الأخرى ليست كالشمال بالنسبة للمخلوقين؛ لأن شمال المخلوق ناقصة عن اليمنى، أما يداه سبحانه فسواء في الكمال (2).
•قوله: «وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» أثبت الناظم في هذا البيت صفة النزول على ما يليق بجلاله تعالى، والأحاديث الواردة في هذا متوافرة متضافرة، رواها جماعات من الصحابة، ولهذا نص أهل العلم على أن أحاديث النزول بلغت حد التواتر، نص عليه شيخ الإسلام في الفتاوى، وابن القيم في الصواعق وغيرهما من أهل العلم، ومذهب أهل السنة في هذا الباب قائم على أصلين:
1) الإثبات بلا تمثيل.
2) التنزيه بلا تعطيل.
فنثبت ولا نمثل وننزه ولا نعطل.
(1) صحيح مسلم (3/ 1458) رقم (1827).
(2)
ينظر: القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 534).
...................
…
بِلَا كَيْفَ جَلَّ الْوَاحِدُ الْمُتَمَدَّحُ
•---------------------------------•
• ما قول النفاة في تأويل صفة النزول الواردة في الحديث؟
الجواب: منهم من قال: إن الرحمة هي التي تنزل، ومنهم من قال: ينزل أمر ربنا، ومنهم من قال: ينزل ملك من الملائكة؛ وهذا كله تحريف.
• كيف نجيب عن هذا التأويل الذي صدر عن هؤلاء؟
الجواب: نرد عليهم من هذا الحديث، أي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» حيث جاء في آخره: «مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» (1). فالرحمة لا يمكن أن يتصور منها قول ذلك، إنما هو من قول الله، فهو الذي يغفر للمستغفر، ويجيب الداعي.
•قوله: «الجَبَّارُ» الجبار من أسماء الله قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23].
•قوله: «بِلَا كَيْفَ» أي: ينزل الله سبحانه وتعالى نزولًا يليق بجلاله لا نعلم كيفيته، فلا يقال: كيف ينزل، وإنما نثبت ذلك من غير تكييف ولا تمثيل.
•قوله: «جَلَّ» أي: تعاظم وعلا شأنه.
•قوله: «الْوَاحِدُ» هذا من أسماء الله فهو: الواحد الأحد.
•قوله: «الْمُتَمَدَّحُ» أي: المتصف بصفات المدح والكمال والجلال.
(1) أخرجه البخاري (2/ 53) رقم (1145)، ومسلم (1/ 521) رقم (758).
إِلَى طَبَقِ الدُّنْيَا يَمُنُّ بِفَضْلِهِ
…
فَتُفْرَجُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُفْتَحُ
يَقُوْلُ أَلا مُسْتَغْفِرٌ يَلْقَ غَافِرًا
…
وَمُسْتَمْنِحٌ خَيْرًا وَرِزْقًا فَيُمْنَحُ
•---------------------------------•
•قوله: «طَبَقِ الدُّنْيَا» أي السماء الدنيا، وقد جاء ما يدل على تسميتها بالطبق، وذلك في قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [نوح: 15] وهذا يدل على أن هؤلاء الأئمة يتقيدون ويلتزمون بألفاظ القرآن والسنة.
•قوله: «يَمُنُّ بِفَضْلِهِ» أي: ينزل ليَمُنَّ بفضله وكرمه وجوده على عباده، حيث يقول: هل من سائل، هل من مستغفر، هل من داع؟ كما في حديث النزول:«مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» ، ومن أسمائه سبحانه وتعالى المنان وهو المنعم المعطي؛ من المنِّ وهو العطاء.
•قوله: «فَتُفْرَجُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُفْتَحُ» أي: تنكشف وتفتح أبواب السماء؛ لنزول المنح منها والرحمة والمغفرة والخير والبركة، وصعود الكلمات الطيبة والعمل الصالح والدعاء.
•قوله: «يَلْقَ غَافِرًا» هذا من أسماء الله كما في قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
وقال في أول سورة غافر: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3].
•قوله: «وَمُسْتَمْنِحٌ خَيْرًا» يعني طالب خير من خيري الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى يعطيه ويمنحه ويغفر لمن استغفره.
•قوله: «فَيُمْنَحُ» أي: يمنحه الله ما يريد، ويعطيه سؤله.
رَوَى ذَاكَ قَوْمٌ لا يُرَدُّ حَدِيثُهُمْ
…
أَلَا خَابَ قَوْمٌ كَذَّبُوهُمْ وقُبِّحُوا
•---------------------------------•
•قوله: «رَوَى ذَاكَ قَوْمٌ» إشارة إلى حديث النزول، أي: روى ذلك الخبر قوم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم، وهم ثقات عدول وأئمة جهابذة، ورواياتهم في الصحاح والسنن والمسانيد.
•قوله: «لا يُرَدُّ حَدِيثُهُمْ» هذا وصف لرواة أحاديث النزول بأنهم لا يرد حديثهم أي: إنهم ثقات ضابطون عدول، بل حديثهم بلغ المتواتر الملزم بتصديقه، والمتواتر يلزم التصديق به عند جميع الطوائف.
وسبق أن الأحاديث في هذا الباب أحاديث متواترة (1)، أوصلها ابن القيم إلى أكثر من ثلاثين حديثًا عن أكثر من ثلاثين صحابيًّا.
•قوله: «أَلَا خَابَ قَوْمٌ كَذَّبُوهُمْ وقُبِّحُوا» هذا دعاء من الناظم بالخيبة والخسران والتقبيح على من أنكر صفة النزول الثابتة بالأحاديث المتواترة، وكذَّب أولئك القوم الذين رووها بالتواتر.
وهو مسلك أهل البدع والضلال الذين ردوا الأحاديث الصحيحة، وكذبوا رواتها؛ لأنها تخالف قواعدهم وآراءهم الفاسدة.
وهؤلاء قال فيهم السفاريني رحمه الله: «استعملوا قياساتهم الفاسدة وآراءهم الباطلة، وشبههم الداحضة في رد النصوص الصحيحة والآيات الصريحة، فردوا لأجلها ألفاظ النصوص التي وجدوا السبيل إلى تكذيب رواتها وتخطئتهم» (2).
(1) كما نقل ذلك الذهبي في كتابه العلو للعلي الغفار ص (91).
(2)
لوامع الأنوار البهية (1/ 7).
وَقُلْ: إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
…
وَزِيرَاهُ قِدْمًا ثُمَّ عُثْمَانُ الارْجَحُ
وَرَابِعُهُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ بَعْدَهُمْ
…
عَلِيٌّ حَلِيفُ الخيْرِ بِالخَيْر مُنْجِحُ
•---------------------------------•
في هذين البيتين يتحدث الناظم رحمه الله عن فضل الصحابة في هذه الأمة وقد أجمع أهل السنة أن خير هذه الأمة الصحابة رضي الله عنهم، ثم يليهم في الفضل التابعون، ثم أتباع التابعين بدليل حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، قَالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً» (1).
وقد امتدح الله الصحابة رضي الله عنهم في العديد من آيات القرآن، حيث قال:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100]، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]، في هذه الآية أثنى الله على الأنصار؛ لأنهم {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} ثم مدحهم بالإيثار {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ، ثم قال:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، والصحابة هم طليعة المفلحين الذين وقاهم الله شح نفوسهم، فهذه خمسة أوصاف:
1) يحبون من هاجر إليهم.
2) لا يجدون في صدورهم حاجة.
(1) أخرجه البخاري (2/ 938) رقم (2508)، ومسلم (4/ 1964) رقم (2535).
3) الإيثار.
4) الوقاية من شح النفس، ولا يتحقق هذا الفلاح إلا بوقاية النفس من شحها.
5) الفلاح؛ لقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
والناظم في هذين البيتين يتحدث عن فضل الصحابة، وقد سبق بيان ذلك بشيء من التفصيل في شرح اللامية.
وأفضل الصحابة رضي الله عنهم المهاجرون ثم الأنصار، وبتفصيل أدق: أفضل المهاجرين الخلفاء الأربعة، وترتيبهم عند أهل السنة في الفضل على ترتيبهم في الخلافة، على أنه قد وقع خلاف يسير في أول الأمر في المفاضلة بين علي وعثمان فقدم قوم عليًّا وقدم آخرون عثمان، لكن استقر الأمر بعد ذلك عند أهل السنة على تفضيل عثمان رضي الله عنه وتقديمه في الفضل على علي رضي الله عنه.
• هل مسألة التفضيل بين عثمان وعلي من المسائل التي يضلل فيها المخالف؟
الجواب: ليست هذه المسألة من المسائل التي يضلل فيها المخالف إنما المسألة التي يضلل فيها المخالف تقديم علي على عثمان في الخلافة، فمن خالف في ذلك وقدم عليًّا فقد جانب الصواب، وخالف إجماع أهل السنة والجماعة على تقديم عثمان في الخلافة، قال شيخ الإسلام في الواسطية (1): «ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع عليه الصحابة على تقديم عثمان في البيعة.
(1) العقيدة الواسطية ص (34).
مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر - أيهما أفضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي، وقدم قوم عليًّا وقوم توقفوا.
لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وإن كانت هذه - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي يضلل فيها المخالف فيها عند جمهور أهل السنة.
لكن التي يضلل فيها: مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، وعمر، ثم عثمان، ثم علي. ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله».
إذن يفرق بين مسألة التفضيل في الخلافة، والتقديم في الأفضلية، أما تقديم علي على الشيخين في الخلافة وفي الأفضلية فهذا من مذهب الروافض الضُّلال.
قال الإمام أحمد رحمه الله: «من فضَّل عليًّا على أبي بكر وعمر أو قدمه عليهما في الفضيلة والإمامة دون النسب فهو رافضي مبتدع فاسق» .
فعلى هذا: الخلاف الذي جرى قديمًا ينحصر في مسألة (تقديم علي على عثمان في الفضيلة).
والمعادون للصحابة رضي الله عنهم، والذين ضلوا فيهم ثلاث طوائف:
1) الخوارج.
2) النواصب.
3) الروافض.
أما الرافضة فهم أخبث هذه الطوائف على الإطلاق، وليس ضلالهم خاصًّا بهذه المسألة، بل ضلوا في أبواب كثيرة من الدين، لعلي أشير إلى شيء يسير من ذلك لأهمية هذا الموضوع في هذا الزمان، وسأجعل النقل من كتبهم حرصًا على التوثيق والدقة:
أولاً: ماذا يقول الرافضة عن القرآن؟
يقول الرافضة عن القرآن - الذي قال الله فيه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]، وقال فيه:{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42]- إنه مُحرَّفٌ ومُغيَّر كما صَرَّح بذلك علماؤهم.
قال صاحب كتاب (مشارق الشموس الدرية)(1): «
…
والحاصل فالأخبار من طريق أهل البيت أيضًا كثيرة، إن لم تكن متواترة على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أُنْزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو محرف ومغير، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة
…
». ثم قال: «إنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
».
وقال صاحب كتاب (أوائل المقالات)(2): «إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان» .
(1) ص (127).
(2)
ص (91).
بل تعدى وأسرف في الضلال كبيرهم الطبرسي حينما ادعى أن بعض آيات القرآن سخيفة، فقال قبحه الله في كتابه (الوثيقة)(1)، بعد ما أثبت الاختلاف في آياته والتناقض قال: «على اختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الإعجاز، وسخافة بعضها الأخرى، وعلى اختلاف مراتب الفصاحة ببلوغ بعضها أعلى درجاتها، ووصول بعضها إلى أدنى مراتبها
…
» إلى آخر ما قال مستدلًّا على قوله بأن القرآن قد دخله التحريف والتغيير.
هل يقول هذا مسلم يؤمن بالله، يتلو قوله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5].
هذا غيض من فيض مما قالوه عن كتاب الله عياذًا بالله، ولا يتسع المقام للإفاضة في ذلك.
ثانيًا: ماذا عن الشرك عند الرافضة؟
أعظم ذنب عُصي الله به: الشرك؛ ولهذا جاء الشرك في المرتبة الأولى من نواهي القرآن؛ قال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
هكذا يقول الله عن الشرك، فماذا قال هؤلاء الضالون في الدعوة إلى الشرك بالله؟ - قال الطبرسي في كتابه (مستدرك الوسائل) (2) - وهو يتحدث عن دعاء الكرب -: «تضع خدك الأيمن على الأرض، وتقول مائة مرة في سجودك: يا محمد يا علي، اكفياني فإنكما كافياي، وانصراني فإنكما ناصراي
…
».
(1) ص (311).
(2)
ص (310).
وقال صاحب (كشف الأسرار)(1): «إن طلب الحاجة من الحجر والمدر ليس شركًا، وإن كان عملًا لغوًا باطلًا» .
وقال مؤلف (مستدرك الوسائل) في كتاب الحج: «باب جواز الطواف بالقبور: ودخلت فاطمة عليها السلام المسجد، وطافت بقبر أبيها وهي تبكي وتقول: إنا فقدناك فقد الأرض وابلها» (2).
ثم نقل عن بعض أئمتهم قوله: «بأبي وأمي يا آل المصطفى، إنا لا نملك إلا أن نطوف حول مشاهدكم، ونعزي فيها أرواحكم» .
ومن مصائبهم في هذا الباب، أنهم غلوا في أئمتهم، وادَّعوا أن عندهم علم ما في السماء وما في الأرض، وعلم ما كان، وعلم ما يكون، وما يحدث بالليل والنهار، وعندهم علم النبيين وزيادة، كما صرح بذلك العديد من أكابرهم كما في كتاب مصابيح الأنوار في مشكلات الأخبار (3).
وقال صاحب (علل الشرائع)(4): «قال: أبو عبد الله: إذا كان يوم القيامة وُضع منبر يراه جميع الخلائق، يقف عليه رجل يقوم ملك عن يمينه، وملك عن يساره، فينادي الذي عن يمينه يقول: يا معشر الخلائق: هذا علي بن أبي طالب صاحبُ الجنة يُدخلُ الجنةَ من شاء، وينادي الذي عن يساره: يا معشر الخلائق: هذا علي بن أبي طالب صاحبُ النارِ يُدخلها من شاء
…
».
(1) ص (56).
(2)
مستدرك الوسائل ص (366).
(3)
ص (397).
(4)
ص (196).
هكذا يقولون عياذًا بالله مما يقولون، ماذا بقي لله؟ والله تعالى يقول {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: 62]، وشنائعهم في هذا الباب أكثر من أن تُحصر، ولا يُسعف المقام لأكثر من هذا.
وكما أن القوم غلوا في تقديس أئمتهم، فقد غلوا أيضًا في ذم بقية الصحابة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، بل لقد كفَّروا بعضهم ولعنوهم عياذًا بالله، قال صاحب (لآلئ الأخبار) قولًا شنيعًا أنزه أسماعكم عن مثله، لكنها الحقيقة المرة لا بد من بيانها لمعرفة الرافضة على حقيقتهم كما في كتبهم، لندرك حقد القوم وبغضهم للصحابة رضي الله عنهم، قال هذا المؤلف:«تنبيه، اعلمْ أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم، عليهم اللعنة، إذا كنت في المبال - أي مكان البول - فقل عند كل واحد من التخليةِ والاستبراء والتطهير مرارًا بفراغ من البال: اللهم العن عمرَ، ثم أبا بكرٍ وعمرَ، ثم عثمانَ وعمرَ، ثم معاويةَ وعمرَ، ثم العن عائشةَ وحفصةَ، والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة» (1).
وقال مؤلف (الأنوار النعمانية)(2): «روي في الأخبار الخاصة أن أبا بكرٍ كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والصنم معلقٌ في عنقه يسجد له» .
ونقل مؤلف كتاب (إلزام الناصب) عن بعض مفسريهم أنه قال في تفسير قوله تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 6].
(1) لآلئ الأخبار (4/ 92).
(2)
ص (53).
قال المفضلُ يا سيدي: ومَنْ فرعون؟ ومَنْ هامان؟ قال عليه السلام: أبوبكر وعمر» (1).
بل زعموا أن الصحابة رضي الله عنهم ارتَدُّوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صاحب (الروضة من الكافي) (2): عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناسُ أهلَ ردةٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا ثلاثة، فقلتُ: ومن الثلاثة؟ فقال: المقدادُ بن الأسود وأبو ذرٍّ الغفاري، وسلمان الفارسي».
ونقل مؤلفُ مرآةِ العقول من كتاب الروضة (3): «عن حسين الجمالِ عن أبي عبد الله في قول الله تعالى: {رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} [فصلت: 29] قال هما، ثم قال: وكان فلان شيطانًا، عقَّب على ذلك بقوله: «هما» أي: أبا بكر وعمر، والمراد بفلان: عمر، وإنما سمي به لأنه كان شيطانًا، إما لأنه شرك شيطان لكونه ولد زنا، أو لأنه كان في المكر والخديعة كالشيطان
…
» إلى آخر ما قال قبحه الله.
بل إنهم آذوا النبي صلى الله عليه وسلم حينما اتهموا عائشة رضي الله عنها بالفاحشة، وهذا مستفيض في كتب القوم، والله تعالى يقول:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب: 57]، سبحان الله أين عقول هؤلاء؟ !
(1) إلزام الناصب (2/ 166).
(2)
ص (245).
(3)
ص (488).
كيف يبعث الله رسولَه صلى الله عليه وسلم ثم يجعل خاصةَ أصحابهِ وخالص أحبابهِ مجموعة من الكذبة والغششة؟ أيجعلهم حثالةً من المرتدين؟ ! نعوذ بالله.
لقد أثنى الله على صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، أيعقل أن أولئك نزرٌ يسيرٌ، ونستثني الكثرةَ الكاثرةَ من أصحابه؟ !
لقد رضي الله عمن بايع تحت الشجرة، وهم ألف وأربعمائة، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة وأثنى على من أسلم من قبل الفتح، وكذلك من أسلم بعده، وبَيَّنَ أن الذين أسلموا قبله أفضل، قال تعالى:{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10].
وَبيَّنَ أيضًا أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كلهن أمهات المؤمنين، فقال تعالى:{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، ولم يستثنِ أحدًا، وكذلك بَيَّنَ أنه لما خيرهن بين الدنيا وبين البقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم، اخترن البقاء معه، إلى أن توفي وهن في عصمته
…
، ولو اخترن الدنيا أو كفرن لما كان يجوز في الإسلام أن يبقين مع النبي صلى الله عليه وسلم، بل يلزمه مفارقتهن.
وأثنى الله على المهاجرين والأنصار كلهم كما في سورة الحشر، فوصف المهاجرين بأنهم هم المفلحون، ووصف الأنصارَ بأنهم هم الصادقون، وبين أن المؤمنين من بعدهم هم الذين يدعون لهم ويستغفرون لهم، وليسوا هم الذين يسبونهم ويلعنونهم صباح مساء، قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].
فهم الذين استيقظت بأذانهم
…
دنيا الخليقة من تهاويل الكرى
حتى هوت صور المعابد سُجدًا
…
لجلال من خَلَقَ الوجودَ فصورا
فمن الأُلى حملوا بعزم أكفهم
…
باب المدينة يومَ غزوةِ خيبرا؟
أمَّن رمى نار المجوس فأُطفئت
…
وأبَان وجه الحق أبلجَ نيرا؟
ومن الذي بذل الحياةَ رخيصةً
…
ورأى رضاك أعز شيءٍ فاشترى! ؟
روى الكشي أحد علماء الرافضة بسنده عن الباقر أنه ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة: (سلمان، وأبا ذر، والمقداد).
بل إن شرهم وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر ابن القيم أنَّ عددًا منهم كانوا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: من سبب هذا البلاء؟ فأجابه أحدهم بعد ما أشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال صاحب هذا القبر، يعني قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهم ارتباط وثيق باليهود من وجهين:
الوجه الأول: أنَّ أول من كفر الصحابة هو عبد الله بن سبأ كما قال الكشي في (حق اليقين في معرفة أصول الدين) وفي هذا دلالة على أنهم فعلوا كما فعل وكفروا الصحابة إلا ما ذكر سابقًا.
الوجه الثاني: كثرتهم في هذا العصر أي اليهود في أصبهان وهي في إيران، وقد قال صلى الله عليه وسلم:«يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ» (1)، والطيالسة: ضرب من الأوشحة يلبس على الكتف، أو يحيط بالبدن.
(1) أخرجه مسلم (4/ 2266) رقم (2944).
وإِنَّهُمْ لَلرَّهْطُ لا رَيْبَ فِيهِمُ
…
عَلَى نُجُبِ الْفِرْدَوْسِ بالنُّورِ تَسْرَحُ
سَعِيدٌ وَسَعْدٌ وَابْنُ عَوْفٍ وَطَلْحَةٌ
…
وَعَامِرُ فِهْرٍ وَالزُّبَيْرُ المُمَدَّحُ
•---------------------------------•
•قوله: «وإِنَّهُمْ للرَّهْطُ» الرهط: هم الجماعة دون العشرة وقد قصد المؤلف بهؤلاء الرهط العشرة المبشرين بالجنة وقد ذكر من قبل الخلفاء الأربعة.
•قوله: «عَلَى نُجُبِ الْفِرْدَوْسِ» النُّجُب: الإِبِل العِتَاق الكريمة.
•قوله: «سَعِيدٌ وَسَعْدٌ وَابْنُ عَوْفٍ
…
» ثم سمى بقية هؤلاء الرهط.
فأولهم: سعيد وهو ابن زيد بن عمرو بن نفيل وهو من العشرة المبشرين بالجنة كما في الحديث الثابت عن النبي عند الترمذي وأحمد في مسنده، عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَبُو بَكْرٍ فِي الجنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الجنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الجنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ فِي الجنَّةِ» (1).
والثاني: سعد بن أبي وقاص الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» ، فعن علي رضي الله عنه قال:«مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ يَا سَعْدُ ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» (2).
وثالثهم: عبد الرحمن بن عوف الذي جاء في فضائله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الجنَّةِ» (3).
(1) جامع الترمذي (5/ 647) رقم (3747)، ومسند أحمد (1/ 193) رقم (1675).
(2)
أخرجه البخاري (3/ 1064) رقم (2749)، ومسلم (4/ 1876) رقم (2411).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 299) رقم (26601)، والترمذي (5/ 648) رقم (3749).
رابعهم: طلحة بن عبيد الله وقد جاء في فضله حديث مسلم عن أبي هريرة: «أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» (1).
خامسهم: عامر بن الجرَّاح المعروف بأبي عبيدة قال صلى الله عليه وسلم: «لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَاسْتَشْرَفَ لَهُ النَّاسُ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجرَّاحِ» (2).
سادسهم: الزبير الذي قال عنه الناظم (الممدح)، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ» (3).
فهؤلاء هم الرهط العشرة الذين عناهم الناظم في هذه الأبيات وقد جمعهم في بيت واحد أحد العلماء، فقال:
للمصطفى خير صحب نص أنهم
…
في جنة الخلد نصًّا زادهم شرفا
هم طلحة وابن عوف والزبير إلى
…
أبي عبيدة والسعدان والخلفا
في البيت الأول ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أنهم في الجنة وفي البيت الثاني ذكرهم بأسمائهم.
• هل يشهد لأحد بالجنة غير العشرة؟
الجواب: نعم، كل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له: كالحسن، والحسين، وثابت بن قيس، وعكاشة بن محصن، وعبد الله بن سلام (4).
(1) أخرجه البخاري (3/ 1348) رقم (3483)، ومسلم (4/ 1880) رقم (2417).
(2)
أخرجه البخاري (4/ 1592) رقم (4120)، ومسلم (4/ 1882) رقم (2420).
(3)
أخرجه البخاري (4/ 27) رقم (2847) ومسلم (4/ 1879) رقم (2415).
(4)
ينظر: مجموع الفتاوى (18/ 313).
وَقُلْ خَيْرَ قَوْلٍ فِي الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ
…
ولا تَكُ طَعَّانًا تَعِيبُ وَتَجْرَحُ
فَقَدْ نَطَقَ الْوَحْيُ المبِينُ بِفَضْلِهِمْ
…
وَفِي الْفَتْحِ آيٌ للصَّحَابَةِ تَمْدَحُ
•---------------------------------•
•قوله: «وَقُلْ خَيْرَ قَوْلٍ فِي الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ» في هذا البيت تحدث الناظم عن فضل الصحابة ونهى عن الطعن فيهم، نقل الخطيب في الكفاية (1) عن أبي زرعة أنه قال:«إذا رأيت أحدًا ينتقص أحدًا من صحابة رسول الله، فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وإنما أدى الكتابَ والسنةَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وهم يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة» .
•قوله: «وَفِي الْفَتْحِ» الفتح أي سورة الفتح، وهم كما قال الله عنهم في أول سورة الفتح وفي وسطها وآخرها.
أما أولها: فقوله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5].
وأما وسطها: فقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
(1) الكفاية في علم الرواية ص (97).