الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- ومنهم من يقول: الإيمان اعتقاد القلب وقول اللسان فقط، ولا تدخل الأعمال في حقيقة الإيمان، وهذا قول حماد بن أبي سليمان، وتلميذه أبي حنيفة وأتباعه، وهم من يسمون بـ (مرجئة الفقهاء)، وخلافهم مع أهل السنة لفظي من وجه، ومعنوي من وجه آخر، حيث منعوا الاستثناء في الإيمان، والزيادة والنقصان فيه (1).
والمقصود أن المرجئة ضلوا في إخراج الأعمال من الإيمان أي أن الأعمال لا تزيد في الإيمان شيئًا، إذن الخوارج والمرجئة من أشد الطوائف خطرًا على المسلمين، وكثيرًا ما يحذر العلماء من هذا المذهب الفاسد.
•
موقف أهل السنة من المرجئة:
قال إبراهيم النخعي رحمه الله عن المرجئة: «لفتنتهم عندي أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة» (2)، يعني بالأزارقة الخوارج.
وقال أيضًا: «تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري (3)» (4).
وقال الزهري: «ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على الملة من هذه» يعني: أهل الإرجاء (5).
(1) انظر: التوضيحات الأثرية لمتن الرسالة التدمرية ص (433).
(2)
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 313) رقم (617)، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 137) رقم (1361)، وابن بطة في الإبانة (2/ 885) رقم (1221).
(3)
ثوب سابري: رقيق، وكل رقيق سابري، والسابري من الدروع الرقيقة السهلة وأصله سابوري منسوب إلى سابور فثقل عليهم فقالوا سابري. ينظر: جمهرة اللغة (1/ 310).
(4)
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 313) رقم (618)، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 138) رقم (1361)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (5/ 1061) رقم (1807).
(5)
أخرجه الآجري في الشريعة (2/ 676) رقم (295).
وقال الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان: «ليس من شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء» (1).
ولهذا أفاض السلف في التحذير من مذهب الإرجاء وبيان المذهب الحق ودخول أعمال الجوارح في مسمى الإيمان لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة البدن.
فالعمل الظاهر لازم للعمل الباطن، فوجوده وجود للباطن، وانتفاؤه انتفاء للباطن.
أدلة أهل السنة:
دلَّ الكتاب والسنة والإجماع والعقل على دخول العمل في مسمى الإيمان وأنه ركن فيه لا ينفع الإيمان إلا به.
أدلة الكتاب: تنوعت دلالة الكتاب على ركنية العمل ودخوله في مسمى الإيمان، فمن ذلك:
أولًا: نفي الإيمان وإطلاق الكفر على من تولى عن الطاعة: كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [النور: 47].
وقوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32].
(1) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 318) رقم (641)، والآجري في الشريعة (2/ 682)، وابن بطة في الإبانة (2/ 885) رقم (1223).
وقوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [القيامة: 31، 32].
وقوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 14 - 16].
وقوله تعالى على لسان موسى وهارون عليهما السلام: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [طه: 48].
قال شيخ الإسلام: «فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل، وإن كان قد أتى بالقول
…
ففي القرآن والسنة من نفي الإيمان عمن لم يأت بالعمل مواضع كثيرة، كما نفى فيها الإيمان عن المنافق» (2).
(1) مجموع الفتاوى (7/ 142).
(2)
المرجع السابق (7/ 142).
ثانيًا: أن الله تعالى قرن الإيمان بالعمل الصالح في مواضع كثيرة من كتابه:
فتارة يعلق عليهما دخول الجنة، كقوله تعالى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
وكقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57].
وكقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزُّخرُف: 72].
وقوله سبحانه: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31].
قال ابن بطة رحمه الله: «فتفهموا رحمكم الله هذا الخطاب، وتدبروا كلام ربكم عز وجل، وانظروا هل ميز الإيمان من العمل، أو هل أخبر في شيء من هذه الآيات أنه ورث الجنة لأحد بقوله دون فعله؟ ألا ترون إلى قوله عز وجل:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزُّخرُف: 72]، ولم يقل: بما كنتم تقولون.
وقال عز وجل: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31]، ولم يقل: بما قالوا» (1).
(1) الإبانة الكبرى (2/ 787، 788).
وتارة يعلق عليهما المغفرة: كقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 9].
وقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
وقوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الحج: 49، 50].
وقوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [سبأ: 4].
وتارة يعلق عليهما تكفير السيئات: كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 7].
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف: 16].
وتارة يعلق عليهما توفية الأجر: كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277].
وقوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57].
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29، 30].
وهذا كله يدل على أن الإيمان والعمل الصالح سيَّان وقرينان لا ينفك أحدهما عن الآخر، ولا يصح أحدهما إلا بالآخر.
قال الآجري رحمه الله: «اعلموا رحمنا الله وإياكم يا أهل القرآن
…
إن تدبرتم القرآن، كما أمركم الله تعالى، علمتم أن الله تعالى أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله: العمل، وأنه تعالى لم يثن على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم وأنهم قد رضوا عنه وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة والنجاة من النار، إلا بالإيمان والعمل الصالح وقرن مع الإيمان العمل الصالح، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده، حتى ضم إليه العمل الصالح، الذي قد وفقهم له
…
واعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم أني قد تصفحت القرآن فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعًا من كتاب الله عز وجل أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان به، والعمل الصالح، وهذا رد على من قال: الإيمان: المعرفة ، ورد على من قال: المعرفة والقول، وإن لم يعمل نعوذ بالله من قائل هذا» (1).
(1) الشريعة (2/ 618، 619).
ثالثًا: وعيد الله الشديد في القرآن لمن أضاع العمل: قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
استدل بهذه الآية ابن القيم على كفر تارك الصلاة وقال رحمه الله: «وجه الدلالة من الآية أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات، ولو كان مع عصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو أسفلها، فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنة الكفار، ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [مريم: 60]، فلو كان مضيع الصلاة مؤمنًا لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصيلًا للحاصل» (1).
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143].
والمراد بالإيمان في هذه الآية: الصلاة، قال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان: باب الصلاة من الإيمان، وقول الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143].
ثانيًا: الأدلة من السنة على أن العمل من الإيمان:
- حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ» (2).
- وحديث عبد الله بن بريدة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» (3).
(1) الصلاة وأحكام تاركها ص (47).
(2)
أخرجه مسلم (1/ 88) رقم (82).
(3)
أخرجه أحمد (38/ 20) رقم (22937)، والترمذي (5/ 13) رقم (2621)، والنسائي (1/ 231) رقم (463)، وابن ماجه (1/ 342) رقم (1079).
- وحديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلَا تُخْفِرُوا الله فِي ذِمَّتِهِ» (1).
وكذلك روي عن علي وابن مسعود وابن عباس وأبي الدرداء رضي الله عنهم أنهم قالوا: «من ترك الصلاة فقد كفر» وهذا حجة لمن قال العمل من الإيمان (3).
ولذا كان كثير من العلماء يذكرون باب ما جاء في ترك الصلاة أو كفر تارك الصلاة، ضمن كتاب الإيمان؛ فمن هؤلاء:
- الإمام أبو عيسى الترمذي فقد قال في جامعه في أبواب الإيمان: باب ما جاء في ترك الصلاة، وضمنه الأدلة الدالة على كفر تارك الصلاة (4).
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 87) رقم (391).
(2)
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 39) رقم (51)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 438) رقم (37067)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 892) رقم (923)، والطبراني في المعجم الأوسط (8/ 130) رقم (8181)، والدارقطني في سننه (1/ 417) رقم (870).
(3)
الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (3/ 753).
(4)
جامع الترمذي (4/ 309).
- ومنهم الإمام أبو بكر الآجري فقد عقد بابًا في كتابه الشريعة بعنوان: باب ذكر كفر من ترك الصلاة (1)، تحت تفريع معرفة الإيمان والإسلام وشرائع الدين.
- ومنهم تلميذه الإمام أبو عبد الله بن بطة في كتابه الإبانة الكبرى، عقد في أبواب كتاب الإيمان بابًا في كفر تارك الصلاة ومانع الزكاة وإباحة قتالهم وقتلهم إذا فعلوا ذلك (2).
- ومنهم الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة.
وأما الإمام أبو داود السجستاني فقد عقد في كتاب السنة من سننه بابًا في رد الإرجاء (3)، وذكر فيه حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا:«بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ الكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ» (4).
ثالثًا: الإجماع:
نقل إجماعَ أهل السنة على كفر تارك العمل بالكلية غيرُ واحد من سلف الأمة وأئمتها، فمنهم:
- محمد بن إدريس الشافعي، حيث قال:«كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر» (5).
(1) الشريعة (2/ 644).
(2)
الإبانة الكبرى (2/ 669).
(3)
سنن أبي داود (4/ 219).
(4)
سنن أبي داود (4/ 219) رقم (4678).
(5)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (5/ 957).
- ومنهم الإمام العلامة أبو إبراهيم المزني المصري، حيث قال:«الإيمان قول وعمل مع اعتقاده بالجنان، قول باللسان وعمل بالجوارح والأركان، وهما سيان ونظامان وقرينان لا نفرق بينهما، لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان» ثم ذكر سائر الاعتقاد، ثم قال:«هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى» (1).
- والإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، حيث قال:«باب القول بأن الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح لا يكون مؤمنًا إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث» (2).
- والشيخ الإمام أبو عبد الله ابن بطة العُكْبَري، حيث قال:«باب بيان الإيمان وفرضه، وأنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات، لا يكون العبد مؤمنًا إلا بهذه الثلاث» (3).
- وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، حيث يرى أن إجماع الصحابة والتابعين ومن اتبعهم واقع على أن الإيمان نية وقول وعمل لا يجزئ واحد منها إلا بالآخر، وأن من آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام لا يكون مؤمنًا (4).
(1) شرح السنة ص (77 - 89).
(2)
الشريعة (2/ 611).
(3)
الإبانة الكبرى (2/ 760).
(4)
ينظر: مجموع الفتاوى (7/ 308).
- ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يقول: «لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلمًا» (1)، فحكى رحمه الله عدم الخلاف وهي من عبارات نقل الإجماع.
- والشيخ سليمان بن سحمان، حيث قال:«اعلم أن من ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج فهو كافر بإجماع المسلمين» (2).
وقد توافرت النصوص عن الصحابة في إكفار تارك الصلاة ولم ينقل عن أحدهم خلاف ذلك:
فعن أبي المليح الهذلي، قال: سمعت عمر رضي الله عنه على المنبر يقول: «لا إسلام لمن لم يصلِّ» (3).
وقال أيضًا رضي الله عنه: «لا حظ في الإسلام لامرئ ترك الصلاة» (4).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من ترك الصلاة فلا دين له» (5).
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «لا إيمان لمن لا صلاة له» (6).
(1) كشف الشبهات ص (54).
(2)
كشف الشبهات التي أوردها عبد الكريم البغدادي ص (12).
(3)
تعظيم قدر الصلاة (2/ 897) رقم (930).
(4)
تقدم تخريجه ص (102).
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 167) رقم (30397)، وعبد الله بن أحمد في السنة (1/ 359) رقم (772)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 898)، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 147) رقم (1387)، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 191) رقم (8941).
(6)
أخرجه ابن نصر المروزي (2/ 903) رقم (945)، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 146) رقم (1384)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/ 679) رقم (788)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 909) رقم (1536).
وقد نقل جماعة من أهل العلم إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة:
- قال مجاهد بن جبر: قلت لجابر بن عبد الله رضي الله عنه: ما كان يَفْرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «الصلاة» (1).
وقوله: «عندكم» أي: عند الصحابة رضي الله عنهم.
- وقال عبد الله بن شقيق: «لم يكن أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة» (2).
- وقال الحسن البصري: بلغني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: «بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر» (3).
- وقال أيوب السختياني: «ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه» (4).
وسبب تكفير الصحابة لتارك الصلاة ظهور النصوص الدالة على ذلك ولأنه لا يمكن أن يوجد في القلب إيمان بلا عمل، قال شيخ الإسلام: «ثم القلب هو الأصل فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
(1) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 877) رقم (893).
(2)
أخرجه الترمذي في سننه (5/ 14) رقم (2622)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 904) رقم (948)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 172) رقم (30446)، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 144) رقم (1378).
(3)
أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (4/ 142) رقم (1372)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/ 673) رقم (877)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 910) رقم (1539).
(4)
أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 925) رقم (978).
وقال أبو هريرة: القلب ملك والأعضاء جنوده؛ فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده
…
فإذا كان القلب صالحًا بما فيه من الإيمان علمًا وعملًا قلبيًّا لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق كما قال أئمة أهل الحديث: قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد» (2).
فالظاهر والباطن متلازمان، لا يكون الظاهر مستقيمًا إلا مع استقامة الباطن، وإذا استقام الباطن فلا بد أن يستقيم الظاهر.
وقد تتابعت أقوال أئمة أهل السنة من بعد الصحابة في أن الإيمان لا يقوم إلا بالعمل، فمنهم:
- عبيد بن عمير المكي، قال:«ليس الإيمان بالتمني، ولكن الإيمان قول يعقل وعمل يعمل» (3).
(1) أخرجه البخاري (1/ 20) رقم (52)، ومسلم (3/ 1219) رقم (1599) من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه.
(2)
مجموع الفتاوى (7/ 187).
(3)
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 317) رقم (639)، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 81) رقم (1212)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/ 804) رقم (1092)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 273).
- سعيد بن جبير قال في جوابه عن أسئلة عبد الملك بن مروان: «سألتَ عن الإيمان، قال: فالإيمان هو التصديق، أن يصدق العبد بالله وملائكته وما أنزل من كتاب، وما أرسل من رسول، وباليوم الآخر، وتسأل عن التصديق: والتصديق أن يعمل العبد بما صدق به من القرآن، وما ضعف عن شيء منه وفرط فيه عرف أنه ذنب، واستغفر الله، وتاب منه ولم يصر عليه، فذلك هو التصديق، وتسأل عن الدين: والدين العبادة، فإنك لن تجد رجلًا من أهل دين يترك عبادة أهل دينه، ثم لا يدخل في دين آخر إلا صار لا دين له» (1).
- الحسن بن أبي الحسن البصري، قال:«إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل» (2).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية شارحًا قول الحسن: «وقوله: ليس الإيمان بالتمني، يعني الكلام، وقوله: بالتحلي، يعني أن يصير حلية ظاهرة له فيظهره من غير حقيقة من قلبه، ومعناه ليس هو ما يظهر من القول ولا من الحلية الظاهرة ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، فالعمل يصدق أن في القلب إيمانًا وإذا لم يكن عمل كذب أن في قلبه إيمانًا؛ لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر، وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم» (3).
(1) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 346) رقم (345).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 163) رقم (30351)، وفي الإيمان ص (38) رقم (93)، وأحمد ابن حنبل في الزهد ص (213) رقم (1483)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/ 805) رقم (1093).
(3)
مجموع الفتاوى (7/ 294).
• أبرز أدلة المرجئة:
أولًا: نصوص الرجاء العامة:
فمثًلا يحتج القوم بحديث: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا الله دَخَلَ الجنَّةَ» (1).
ونحو ذلك من النصوص.
والجواب عن ذلك:
أن هذه أحاديث عامة يجب ردها إلى بقية النصوص الواردة في الباب، كالأدلة التي سبقت في دخول العمل في مسمى الإيمان، ولا يجوز إعمال بعض النصوص وإهمال بعضها، بل الواجب الأخذ بها جميعًا.
ثانيًا: حديث الجهنميين (حديث الشفاعة):
روى مسلم في صحيحه من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: «أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ
…
».
(1) أخرجه أبو داود (3/ 190) رقم (3116)، وأحمد في مسنده (36/ 363) رقم (22034)، من حديث معاذ رضي الله عنه.
(2)
أخرجه البخاري (4/ 165) رقم (3435)، ومسلم (1/ 57) رقم (28) من حديث عبادة رضي الله عنه.
وفيه: «حَتَّى إِذَا خَلَصَ المؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لله فِي اسْتِقْصَاءِ الحقِّ مِنَ المؤْمِنِينَ لله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ فِي النَّارِ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ، فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَد أَخَذَتِ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ
…
وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الخدْرِيُّ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الحدِيثِ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: شَفَعَتِ الملَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ المؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الجنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الحيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَلَا تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الحجَرِ، أَوْ إِلَى الشَّجَرِ، مَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ، وَمَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ، قَالَ: فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رِقَابِهِمُ الخوَاتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الجنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الجنَّة بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الجنَّةَ فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ» (1).
(1) صحيح مسلم (1/ 167) رقم (183).
وجه الاستدلال من الحديث عند المرجئة:
أن الله تعالى أخرج أقوامًا من النار ليس معهم إلا اعتقاد القلب لا (عمل عملوه، ولا خير قدموه) مما يدل على أن فاقد العمل عنده إيمان صحيح يخرج به من النار.
والجواب عن ذلك: أن هؤلاء الذين يدخلهم الله الجنة بعد ما يعذبهم لم يكونوا تاركين للعمل مطلقًا، بل لديهم عمل ولكنه عمل قليل به يتحقق أصل الإيمان لا كماله، وهذا هو معنى قوله:«بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ» أي: لم يأتوا بأعمال زائدة على أصل الإيمان بل اقتصروا على الأعمال المحققة لأصل الإيمان، والأحاديث الواردة في مثل سياق حديث أبي سعيد قد دلت على أن القوم لم يكونوا تاركي العمل، فمن ذلك:
ما أخرج البخاري ومسلم من طريق عطاء بن يزيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
…
حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ الملَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ، يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ مِنِ ابْنِ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ وَقَدِ امْتَحَشُوا (1)، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الحيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ مِنْهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الجنَّةِ دُخُولًا الجنَّةَ
…
» الحديث (2).
(1) أي: احترقوا. ينظر: شرح النووي على مسلم (3/ 36).
(2)
صحيح البخاري (8/ 117) رقم (6573)، وصحيح مسلم (1/ 163) رقم (182).