الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في ((نور التقوى وظلمات المعاصي)) أوضحت فيها نور التقوى، ومفهومها، وأهميتها، وصفات المتقين، وثمرات التقوى، وبيّنت فيها: ظلمات المعاصي، ومفهومها، وأسبابها، ومداخلها، وأصولها، وأقسامها، وأنواعها وآثارها، على الفرد والمجتمع، وعلاج المعاصي وأصحابها.
لاشك أن الله عز وجل يحب المتقين، ويجعل لهم المكانة العالية في الدنيا والآخرة، ولهم الفوز والفلاح في الدارين، ويهديهم الله للعلم النافع، والعمل الصالح، ويحصل بها تيسير الأمور، ويجعل الله للمتقين نور العلم والإيمان يمشون به في ظلمات الجهل، والضلال، قال الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ
وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1).
وأما أصحاب المعاصي فهم يتقلّبون في ظلماتها، ويُحرمون نور العلم النافع، ويجدون الظلمات في قلوبهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما:((إن للحسنة: ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، وَوَهَناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق)) (2).
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
وقد قسَّمتُ هذا البحث إلى مبحثين، وتحت كل مبحث مطالب على النحو الآتي:
المبحث الأول: نور التقوى وثمراتها:
المطلب الأول: مفهوم التقوى.
المطلب الثاني: أهمية التقوى.
المطلب الثالث: صفات المتقين.
المطلب الرابع: ثمرات التقوى.
المبحث الثاني: ظلمات المعاصي وأضرارها:
المطلب الأول: مفهوم المعاصي وأسماؤها.
المطلب الثاني: أسباب المعاصي.
المطلب الثالث: مداخل المعاصي.
(1) سورة الحديد، الآية:28.
(2)
ذكره ابن القيم في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص106.
المطلب الرابع: أصول المعاصي.
المطلب الخامس: أقسام المعاصي.
المطلب السادس: أنواع المعاصي.
المطلب السابع: آثار المعاصي على الفرد والمجتمع.
المطلب الثامن: العلاج.
والله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يجعل هذا العمل مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم، نافعاً لي في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه عز وجل خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، نبينا محمد وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
حرر في ليلة الأربعاء، الموافق 17/ 10/1419هـ